يرجح علماء أن تحتوي دموع النساء الحزينات على إشارات تفسد الرغبة الجنسية لدى الرجال، غير أن الباحثين لم يتأكدوا بعد ما إذا كان للمشاعر الحزينة تأثير في تركيبة دموع المرأة أم أنها تتأثر بظروف أخرى .
وكان العلماء قد قاموا بتجميع دموع
نسائية حصلوا عليها بعد أن جعلوا عدداً من النساء يبكين من جراء مشاهدة
أفلام حزينة، ثم درسوا تأثير هذه الدموع في عدد من المتطوعين الرجال، دون
أن يرى هؤلاء الرجال النساء صاحبات الدموع . ثم وضع الباحثون الدموع أمام
أنوف المتطوعين، وقاموا بقياس نسبة هورمون تيستوسترون الجنسي في لعابهم .
قام الباحثون بعرض صور نساء على الرجال وسألوهم عن مدى جاذبيتهن . فتبين أن
نسبة الهورمون الجنسي كانت أقل في لعاب الرجال الذين شموا دموع النساء، مقارنة بنسبة الهورمون في لعاب أقرانهم الذين لم تعرض عليهم الدموع .
[size=21]
وحسب الدراسة التي نشرت في مجلة نيتشر الأمريكية فقد كان من المعروف في السابق أن دموع الفئران تحمل مواد ناقلة في الدم تخدم التواصل بينها وبين أقرانها، ومعروف كذلك أن تركيبة دموع الإنسان التي يفرزها الجسم لحماية العين ضد الأجسام الغربية تختلف عن تركيبة دموع
الحزن . وفي البداية، قام الباحثون بتوجيه عدة أسئلة للرجال عقب شمهم
رائحة الدموع النسائية، ثم قامت مجموعة من المتطوعين الرجال بشم رائحة دموع نسائية وقامت مجموعة أخرى بشم رائحة محلول ملحي . ولم يستطع المشاركون في التجربة التمييز بين المحلولين .
وفي تجربة أخرى، شاهد رجال صور نساء، وكان عليهم أن يقيموا تعبيرات هؤلاء
النساء عن مشاعرهن وجاذبيتهن الجنسية، فتبين أن 17 من إجمالي 24 رجلاً رأوا
أن النساء أقل جاذبية جنسية وذلك بعد أن شم الرجال رائحة دموع حقيقية . كما عرض الباحثون على الرجال أفلاماً مختلفة وسجلوا نشاط المخ لدى هؤلاء الرجال أثناء مشاهدة هذه الصور .
وركز الباحثون بشكل خاص على نشاط المناطق القابلة للإثارة الجنسية، فوجدوا
أن هذه المناطق لم تنشط كثيراً عند مشاهدة الصور لدى الرجال الذين شموا
رائحة الدموع مقارنة بالرجال الذين شموا رائحة محلول ملحي .
غير أن الباحثين لم يعرفوا بعد ما إذا كان للمشاعر الحزينة تأثير في تركيبة دموع النساء، أم هذه التركيبة تتأثر بظروف أخرى مثل الوسائل الهورمونية لمنع الحمل أو الدورة الشهرية .
وعلى الرغم من ذلك، يعتقد الباحثون أن هذه الدموع تحتوي على إشارات كيميائية .
يشار إلى دراسة ألمانية أظهرت أن النساء يبكين أكثر بكثير من الرجال ويملكن
قدرة أقل على ضبط النفس مشيرة إلى أن خصوصية الدموع تبقى لغزاً فشل
العلماء في فكه . وأفادت الدراسة التي أجرتها المنظمة الألمانية لطب العيون
أن النساء يبكين بين 30 و 64 مرة في السنة مقابل 6 إلى 17 مرة للرجال وهو
فارق لا يظهر إلا في فترة المراهقة . وأشارت الدراسة إلى أن الفتيات
والصبيان دون سن الثالثة عشرة يبكون بالمعدل نفسه وبعد هذه السن يبكي
الرجال أقل من النساء من حيث الوتيرة والكثافة وليس للأسباب نفسها بحسب
الدراسات العلمية المختلفة التي جمعتها المنظمة حول هذا الموضوع . وقالت
الدراسة إن الرجال يذرفون الدموع لما معدله اثنان لأربع دقائق فيما النساء
يذرفن الدموع على مدى ست دقائق والنساء يجهشن بالبكاء بنسبة 65 في المئة
مقابل 6 في المئة للرجال .
وقالت البروفسور أليزابيت ميسمر من عيادة طب العيون في جامعة لودفيغ ماكسيميليان في ميونيخ: إن دموع النساء تستمر لفترة أطول ولها طابع أكثر دراماتيكية ويمكن أن تفطر القلوب أكثر .
وخلصت دراسة جمعية طب العيون إلى أن النساء يذرفن الدموع في غالب الأحيان
حين يشعرن أنهن لسن على ما يرام وحين يواجهن خلافات يصعب حلها أو حين
يتذكرن أحداثاً من الماضي .
وفي المقابل فإن الرجال يبكون في غالب الأحيان تعاطفاً أو في حال فشل علاقة ما لكن وظيفة الدموع تبقى غامضة .
ورغم كثرة ما يعاب على المرأة لكونها كثيرة الدمع ومرهفة الإحساس واليوم،
الا انه وبعد ما توصلت إليه دراسة طبية حديثة سوف يتمنى كل رجل لو صارت
دموعه تذرف مثل المرأة .
فقد
ظهرت دراسات تؤكد أن سر ارتفاع أعمار النساء عن الرجال هو هذه الدموع فهي
ليست رمزاً للحزن ولا الفرح لكنها ظاهرة صحية لأنها تساعد على خروج الطاقة
المكبوتة فتقلل الضغوط العصبية ومن ثم يطول العمر، وبالتالي فالنساء أوفر
حظاً .
كما يؤكد علماء الطب النفسي أن البكاء ينقذ امرأة العصر الحديث من الضغط
العصبي الذي تعانيه وهي تواجه مشكلات الحياة اليومية بعد خروجها للعمل .
ويرى أطباء العيون أن الدموع تغسل العيون وتفرغ الشحنات السامة التي تحدثها
التوترات العصبية والعاطفية والانفعالات المتعددة