لطلاب الحقوق … كتاب بعنون: علم المالية العامة والتشريع المالي
بصيغة rar
التحميل:
لطلاب الحقوق … كتاب بعنون: علم المالية العامة والتشريع المالي
بصيغة rar
التحميل:
إن الإسلام قد وضع حقوقاً على الزوجين، وهذه الحقوق منها ما هو مشترك بين الزوجين، ومنها ما هو حق للزوج على زوجته، ومنها ما هو حق للزوجة على زوجها.
وإن الحياة الزوجية بحقوقها وواجباتها والتزاماتها لتمثل بناءاً ضخماً جميلاً يعجب الناس منظره.
وإن أي نقص في أي حق من الحقوق الزوجية سواء كان حقاً مشتركاً أو خاصاً يسبب شرخاً عظيماً في بناء الأسرة المسلمة.
وليت هذا النقص – أيها الأخوة – يعود أثره على الزوجين فقط.
بل إن أي تقصير أو نقص في واحد من هذه الحقوق وخاصة الحقوق الظاهرة التي يراها الأبناء والبنات سيكون أثره على الأبناء والبنات جميعاً على حد سواء.
فإن الولد سواءً كان ابناً أو بنتاً، إذا كان يصبح ويمسي على شجار وخلاف بين أبويه، وترى البنت أمها لا تقوم بحق والدها حق القيام ويرى الابن أباه لا يقوم بحق أمه حق القيام. لا شك أن هذا سيورث عندهما تصوراً خاطئاً وسيئاً ويجعل الأب والأم في قفص الاتهام دائماً من قبل الابن أو البنت.
وإن الزوجين إذا التزما منهج الإسلام الكامل في الحقوق الزوجية عاشا في ظلال الزوجية الوارف سعداء آمنين. لا تعكرهما أحزان المشاكل؛ ولا تقلقهما حادثات الليالي.
والحقوق الزوجية ثلاثة:
1- حق الزوجة على زوجها.
2- حق الزوج على زوجته.
3- حقوق مشتركة بينهما.
أما حق الزوجة على زوجها:
1- توفية مهرها كاملاً امتثالاً لقوله تعالى: وآتوا النساء صدقاتهن نحلة.
فلا يجوز للزوج ولا لغيره من أب أو أخ أن يأخذ من مهرها شيئاً إلا برضاها.
فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً.
2- الحق الثاني: الإنفاق عليها:
وهذه النفقة تتناول نفقة الطعام والكسوة، والعلاج والسكن لقوله: وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف.
3- الحق الثالث: وقايتها من النار: امتثالاً لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً.
قال علي في قوله تعالى: قوا أنفسكم وأهليكم ناراً أدبوهم وعلموهم. أهـ.
وكذلك يخبر أهله بوقت الصلاة وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها.
وإذا كان الزوج لا يستطيع تعليم امرأته فلييسر لها أسباب التعليم، أعني بالتعلم تعلم أحكام الدين، ومعرفة ما أوجب الله عليها ومعرفة ما نهاها الله عنه.
لكن المصيبة إذا كان الزوج نفسه واقع في الحرام؛ فهي الطامة الكبرى، لأن الرجل قدوة أهل بيته، والقدوة من أخطر وسائل التربية.
عن فضيل بن عياض قال: رأى مالك بن دينار رجلاً يسيء صلاته، فقال: ما أرحمني بعياله، فقيل له: يا أبا يحيى يسيء هذا صلاته وترحم عياله؟
قال: إنه كبيرهم ومنه يتعلمون.
ومن المصيبة أيضاً ومن النقص العظيم أن يُنزل الرجل نفسه في غير منزلتها اللائقة بها، فإن الله تعالى جعل الرجال قوامين على النساء، ومن شأنه أن يكون مطاعاً لا مطيعاً، متبوعاً لا تابعا.
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه فإن شاء أعلاها وإن شاء سفّلا
وقد استشرى داء تسلط المرأة وطغيانها في أوساطنا بسبب التقليد تارة، وبسبب ضعف شخصية الزوج أو التدليل الزائد تارة أخرى.
وهو من أخطر الأمور وأكثرها إيذاءً، فالكلمة الأولى والأخيرة بيد المرأة، والزوج مجرد منفذ لهذه الأوامر، ومن أجل ذلك تجد في صفات بعض المسلمين اليوم الميوعة والضعف والانهزامية واللامبالاة.
4- الحق الرابع: أن يغار عليها في دينها وعرضها، إن الغيرة أخص صفات الرجل الشهم الكريم، وإن تمكنها منه يدل دلالة فعلية على رسوخه في مقام الرجولة الحقة والشريفة.
وليست الغيرة تعني سوء الظن بالمرأة والتفتيش عنها وراء كل جريمة دون ريبة.
فعن جابر بن عتيك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ((إن من الغيرة غيره يبغضها الله وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة)) [رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الألباني في الرواء].
وقد نظم الإسلام أمر الغيرة بمنهج قويم:
1) أن يأمرها بالحجاب حين الخروج من البيت.
2) أن تغض بصرها عن الرجال الأجانب.
3) ألا تبدي زينتها إلا للزوج أو المحارم.
4) ألا تخالط الرجال الأجانب ولو أذن بذلك زوجها.
5) أن لا يعرضها للفتنة كأن يطيل غيابه عنها، أو يشتري لها تسجيلات الخنا والفحش.
5- الحق الخامس: وهو من أعظم حقوقها: المعاشرة بالمعروف.
والمعاشرة بالمعروف تكون بالتالي:
حسن الخلق معها، فقد روى الطبراني عن أسامة بن شريك مرفوعاً: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً)) [حديث صحيح].
ومن حسن الخلق أن تحترم رأيها وأن لا تهينها سواء بحضرة أحد أم لا. ومن حسن الخلق إذا صدر منك الخطأ أن تعتذر منها كما تحب أنت أن نعتذر منك إذا أخطأت عليك، وهذا لا يغض من شخصك أبداً، بل يزيدك مكانة ومحبة عندها.
ومن المعاشرة بالمعروف التوسيع بالنفقة عليها وعلى عيالها.
ومنها استشارتها في أمور البيت وخطبة البنات، وقد أخذ النبي بإشارة أم سلمة يوم الحديبية.
ومنها: أن يكرمها بما يرضيها، ومن ذلك أن يكرمها في أهلها عن طريق الثناء عليهم بحقٍ أمامها ومبادلتهم الزيارات ودعوتهم في المناسبات.
ومنها أن يمازحها ويلاطفها، ويدع لها فرصاً لما يحلو لها من مرح ومزاح، وأن يكون وجهه طلقاً بشوشاً، وأن إذا رآها متزينة له لابسة لباساً جديداً أن يمدحها ويبين لها إعجابه فيها، فإن النساء يعجبهن المدح.
ومنها التغاضي وعدم تعقب الأمور صغيرها وكبيرها، وعدم التوبيخ والتعنيف في كل شيء.
فعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يقل له قط أفٍ (ولا قال لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله لا فعلت كذا) [رواه البخاري ومسلم].
ومن المعاشرة بالمعروف: أن يتزين لها كما يحب أن تتزين له، ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف.
ومنها أن يشاركها في خدمة بيتها إن وجد فراغاً.
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه و سلم يكون في مهنة أهله -يعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة) [رواه البخاري].
تلكم كانت أهم الحقوق التي يجب أن تقوم بها الزوج تجاه زوجته كما أمر الإسلام.
جزاكى الله خيرا
وإن الحياة الزوجية بحقوقها واجباتها والتزاماتها لتمثل بناءاً ضخماً جميلاً يعجب الناس منظره.
وإن أي نقص في أي حق من الحقوق الزوجية سواء كان حقاً مشتركاً أو خاصاً يسبب شرخاً عظيماً في بناء الأسرة المسلمة.
وليت هذا النقص – أيها الأخوة – يعود أثره على الزوجين فقط.
بل إن أي تقصير أو نقص في واحد من هذه الحقوق وخاصة الحقوق الظاهرة التي يراها الأبناء والبنات سيكون أثره على الأبناء والبنات جميعاً على حد سواء.
فإن الولد سواءً كان ابناً أو بنتاً، إذا كان يصبح ويمسي على شجار وخلاف بين أبويه، وترى البنت أمها لا تقوم بحق والدها حق القيام ويرى الابن أباه لا يقوم بحق أمه حق القيام. لا شك أن هذا سيورث عندهما تصوراً خاطئاً وسيئاً ويجعل الأب والأم في قفص الاتهام دائماً من قبل الابن أو البنت.
وإن الزوجين إذا التزما منهج الإسلام الكامل في الحقوق الزوجية عاشا في ظلال الزوجية الوارف سعداء آمنين. لا تعكرهما أحزان المشاكل؛ ولا تقلقهما حادثات الليالي.
والحقوق الزوجية ثلاثة:
1- حق الزوجة على زوجها.
2- حق الزوج على زوجته.
3- حقوق مشتركة بينهما.
أما حق الزوجة على زوجها:
1- توفية مهرها كاملاً امتثالاً لقوله تعالى: وآتوا النساء صدقاتهن نحلة.
فلا يجوز للزوج ولا لغيره من أب أو أخ أن يأخذ من مهرها شيئاً إلا برضاها.
فإن طبن لكم عن شيء منه نفساً فكلوه هنيئاً مريئاً.
2- الحق الثاني: الإنفاق عليها:
وهذه النفقة تتناول نفقة الطعام والكسوة، والعلاج والسكن لقوله: وعلى المولود له رزقهن وكسوتهن بالمعروف.
3- الحق الثالث: وقايتها من النار: امتثالاً لقوله تعالى: يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم ناراً.
قال علي في قوله تعالى: قوا أنفسكم وأهليكم ناراً أدبوهم وعلموهم. أه.
وكذلك يخبر أهله بوقت الصلاة وأمر أهلك بالصلاة واصطبر عليها.
وإذا كان الزوج لا يستطيع تعليم امرأته فليسر لها أسباب التعليم، أعني بالتعلم تعلم أحكام الدين، ومعرفة ما أوجب الله عليها ومعرفة ما نهاها الله عنه.
لكن المصيبة إذا كان الزوج نفسه واقع في الحرام؛ فهي الطامة الكبرى، لأن الرجل قدوة أهل بيته، والقدوة من أخطر وسائل التربية.
عن فضيل بن عياض قال: رأى مالك بن دينار رجلاً يسيء صلاته، فقال: ما أرحمني بعياله، فقيل له: يا أبا يحيى يسيء هذا صلاته وترحم عياله؟
قال: إنه كبيرهم ومنه يتعلمون.
ومن المصيبة أيضاً ومن النقص العظيم أن يُنزل الرجل نفسه في غير منزلتها اللائقة بها، فإن الله تعالى جعل الرجال قوامين على النساء، ومن شأنه أن يكون مطاعاً لا مطيعاً، متبوعاً لا تابعا.
وما المرء إلا حيث يجعل نفسه فإن شاء أعلاها وإن شاء سفّلا
وقد استشرى داء تسلط المرأة وطغيانها في أوساطنا بسبب التقليد تارة، وبسبب ضعف شخصية الزوج أو التدليل الزائد تارة أخرى.
وهو من أخطر الأمور وأكثرها إيذاءً، فالكلمة الأولى والأخيرة بيد المرأة، والزوج مجرد منفذ لهذه الأوامر، ومن أجل ذلك تجد في صفات بعض المسلمين اليوم الميوعة والضعف والانهزامية واللامبالاة.
4- الحق الرابع: أن يغار عليها في دينها وعرضها، إن الغيرة أخص صفات الرجل الشهم الكريم، وإن تمكنها منه يدل دلالة فعلية على رسوخه في مقام الرجولة الحقة والشريفة.
وليست الغيرة تعني سوء الظن بالمرأة والتفتيش عنها وراء كل جريمة دون ريبة.
فعن جابر بن عتيك قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم : ((إن من الغيرة غيره يبغضها الله وهي غيرة الرجل على أهله من غير ريبة)) [رواه أحمد وأبو داود، وحسنه الألباني في الرواء].
وقد نظم الإسلام أمر الغيرة بمنهج قويم:
1) أن يأمرها بالحجاب حين الخروج من البيت.
2) أن تغض بصرها عن الرجال الأجانب.
3) ألا تبدي زينتها إلا للزوج أو المحارم.
4) ألا تخالط الرجال الأجانب ولو أذن بذلك زوجها.
5) أن لا يعرضها للفتنة كأن يطيل غيابه عنها، أو يشتري لها تسجيلات الخنا والفحش.
5- الحق الخامس: وهو من أعظم حقوقها: المعاشرة بالمعروف.
والمعاشرة بالمعروف تكون بالتالي:
حسن الخلق معها، فقد روى الطبراني عن أسامة بن شريك مرفوعاً: ((أحب عباد الله إلى الله أحسنهم خلقاً)) [حديث صحيح].
ومن حسن الخلق أن تحترم رأيها وأن لا تهينها سواء بحضرة أحد أم لا. ومن حسن الخلق إذا صدر منك الخطأ أن تعتذر منها كما تحب أنت أن نعتذر منك إذا أخطأت عليك، وهذا لا يغض من شخصك أبداً، بل يزيدك مكانة ومحبة عندها.
ومن المعاشرة بالمعروف التوسيع بالنفقة عليها وعلى عيالها.
ومنها استشارتها في أمور البيت وخطبة البنات، وقد أخذ النبي بإشارة أم سلمة يوم الحديبية.
ومنها: أن يكرمها بما يرضيها، ومن ذلك أن يكرمها في أهلها عن طريق الثناء عليهم بحقٍ أمامها ومبادلتهم الزيارات ودعوتهم في المناسبات.
ومنها أن يمازحها ويلاطفها، ويدع لها فرصاً لما يحلو لها من مرح ومزاح، وأن يكون وجهه طلقاً بشوشاً، وأن إذا رآها متزينة له لابسة لباساً جديداً أن يمدحها ويبين لها إعجابه فيها، فإن النساء يعجبهن المدح.
ومنها التغاضي وعدم تعقب الأمور صغيرها وكبيرها، وعدم التوبيخ والتعنيف في كل شيء.
فعن أنس أن النبي صلى الله عليه و سلم لم يقل له قط أفٍ (ولا قال لشيء فعلته لم فعلته؟ ولا لشيء لم أفعله لا فعلت كذا) [رواه البخاري ومسلم].
ومن المعاشرة بالمعروف: أن يتزين لها كما يحب أن تتزين له، ولهن مثل الذي عليهن بالمعروف.
ومنها أن يشاركها في خدمة بيتها إن وجد فراغاً.
فعن أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها قالت: (كان النبي صلى الله عليه و سلم يكون في مهنة أهله -يعني خدمة أهله- فإذا حضرت الصلاة خرج إلى الصلاة) [رواه البخاري].
تلكم كانت أهم الحقوق التي يجب أن تقوم بها الزوج تجاه زوجته كما أمر الإسلام
فواز بن لوفان الظفيري
بسمِ اللهِ الرَّحمنِ الرَّحيم
الحمد لله رب العالمين العلي الكبير ذو الطول لا إله إلا هو إليه المصير والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين محمد بن عبد الله وعلى آله وصحبه الغر الميامين أعلام الهدى ومصابيح الدجى ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين … أما بعد :
قال تعالى : ( وما كان الله ليظل قوما ً بعد إذ هداهم حتى يبين لهم مايتقون ) التوبة الآية : 115 .
يقول الشيخ عبد الرحمن السعدي رحمه الله تعالى في تفسيره :
( يعني أن اللّه تعالى إذا منَّ على قوم بالهداية، وأمرهم بسلوك الصراط المستقيم، فإنه تعالى يتمم عليهم إحسانه، ويبين لهم جميع ما يحتاجون إليه، وتدعو إليه ضرورتهم، فلا يتركهم ضالين، جاهلين بأمور دينهم، ففي هذا دليل على كمال رحمته، وأن شريعته وافية بجميع ما يحتاجه العباد، في أصول الدين وفروعه ) . اهـ
لقد من الله تعالى بفضله وكرمه على هذه الأمة بنبي الرحمة المهداة صلى الله عليه وسلم فبلغ الرسالة وأدى الأمانة ونصح الأمة حتى تركها على البيضاء لايزيغ عنها إلا هالك .
فمن اعتصم بكتاب الله تعالى وسنة نبيه صلى الله عليه وسلم كفي وهدي ومن ركن إلى آراء الرجال وشطحات العقول زاغ وهلك والعياذ بالله .
وإن كل شيء يحدث في أمور الناس من مصائب ومحن وفتن علاجها ودواؤها موجود في شريعتنا الغراء ومن يقول أن الشريعة لم تبين علاج هذه الأمور العظيمة من فتن ومصائب فقد كذب على الله تعالى جاهلا ً كان أم عالما ً قال تعالى : ( رسلا ً مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس حجة بعد الرسل ) سورة النساء . ، فالشرع الحكيم بين كل شيء للمسلم ومايهمه في حياته وبعد مماته بين حق الله على عباده وحق عباده عليه جل وعلا وهو ( التوحيد ) ، وبين شؤون الزوج وحقوقه ، وحقوق الزوجه والأولاد ، وحقوق الرعية على ولي الأمر وحقوق ولي الأمر على الرعية ، وبين مايحدث في آخر الزمان من الفتن والملاحم كل شيء بينه شرعنا المطهر.
قال أبو ذر رضي الله عنه : ( لقد تركنا محمد صلى الله عليه وسلم ، وما يحرك طائر جناحيه في السماء إلا أذكرنا منه علما ) مسند الامام أحمد .
ومن اللافت للنظر في هذه الأزمنة ظهور مايسمون أنفسهم نشطاء سياسيون أو مصلحون وغالبا ً مايرددون ( إن أردت إلا الاصلاح ماستطعت ) ، وإن كانوا يدعون الاصلاح فعلا ً في اعتقادهم وحسب أفكارهم فهذا غير صحيح لماذا ؟ لأنها أفكار معرضة لخطأ فيجب أن تعرض على الشرع ليحكم فيها ويبين صلاحها من فسادها .
والعلماء الربانيون الضالعين في العلم هم المصلحون وهم الناصحون لأنهم بسيرون على منهج النبوة فهم الذين بينوا شريعة الرحمن لعباده ودعوا إلى التمسك بالكتاب والسنة فكيف يكون من تخصصه في العلوم الزراعية أو تخصصه في الأدب العربي أو تخصصه في العلوم مايسمونها الانسانية أو الحقوق والقانون كيف يكون أولئك هم المصلحون وهم الذين يوجهون الناس ويقودونهم إلى الطريق الصحيح وأين هو الطريق الصحيح !!!
هل الطريق الصحيح بتحكيم العقول والأفكار ومغازلة الغرب بأنظمته والتشبه بهم ؟
ديدنهم حقوق المواطن وأنها مسلوبة حقوقه لابأس بذلك أنا معكم وأناصركم لأنني ( مواطن ) وأريد رفعة بلادي ومناصرة اخواني المواطنين من سلبت حقوقهم أو هضمت بسبب ظلم وقع عليهم أو لأن ذلك من حقهم فالاسلام كفل للجميع أن يعيشوا وفق منهج يصان فيه عرض المسلم ودمه وماله فعَنْ أَبي هُريرةَ رَضِي اللهُ عَنْهُ قالَ قالَ رسولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: ( لاَ تَحَاسَدُوا، وَلاَ تَنَاجَشُوا، وَلاَ تَبَاغَضُوا، وَلاَ تَدَابَرُوا وَلاَ يَبِعْ بَعْضُكُم عَلَى بَيْعِ بَعْضٍ، وَكُونُوا عِبَادَ اللهِ إِخْوَانًا، المُسْلِمُ أَخُو المُسْلِمِ لاَ يَظْلِمُهُ، وَلاَ يَخْذُلُهُ، وَلاَ يَحْقِرُهُ. التَّقوَى هَهُنَا وَيُشِيرُ إِلَى صَدْرِه ثَلاَثَ مَرَّاتٍ بِحَسْبِ امْرِئٍ مِنَ الشَّرِّ أنْ يَحْقِرَ أَخَاهُ المُسْلِمَ، كُلُّ المُسْلِمِ عَلَى المُسْلِمِ حَرَامٌ دَمُهُ وَمَالُهُ وعِرْضُهُ ) رَوَاهُ مُسْلِمٌ.
ولكن عند المطالبة بالحقوق المشروعة للمواطن لابد لنا أن نتوجه إلى شرعنا الحكيم شرعنا المطهر لماذا لأننا مسلمون ونرجع جميع معاملاتنا وشؤوننا إلى شرع ربنا تبارك وتعالى : ( فلاوربك لايؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ) النساء الآية : 65 .
يقول الامام ابن باز رحمه الله :
أما قوله تعالى: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ حَتَّى يُحَكِّمُوكَ فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ[8] الآية فهي عامة على ظاهرها، فلا يجوز للمسلمين أن يخرجوا على شريعة الله، بل يجب عليهم أن يحكموا شرع الله في كل شيء، فيما يتعلق بالعبادات، وفيما يتعلق بالمعاملات، وفي جميع الشئون الدينية والدنيوية لكونها تعم الجميع، ولأن الله سبحانه يقول: أَفَحُكْمَ الْجَاهِلِيَّةِ يَبْغُونَ وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللَّهِ حُكْمًا لِقَوْمٍ يُوقِنُونَ[9]، ويقول: وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْكَافِرُونَ[10]، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الظَّالِمُونَ[11]، وَمَنْ لَمْ يَحْكُمْ بِمَا أَنْزَلَ اللَّهُ فَأُولَئِكَ هُمُ الْفَاسِقُونَ[12]، فهذه الآيات عامة لجميع الشئون التي يتنازع فيها الناس ويختلفون فيها، ولهذا قال سبحانه: فَلا وَرَبِّكَ لا يُؤْمِنُونَ يعني الناس من المسلمين وغيرهم حَتَّى يُحَكِّمُوكَ يعني محمدا صلى الله عليه وسلم، وذلك بتحكيمه صلى الله عليه وسلم حال حياته وتحكيم سنته بعد وفاته، فالتحكيم لسنته هو التحكيم لما أنزل من القرآن والسنة، فِيمَا شَجَرَ بَيْنَهُمْ أي فيما تنازعوا فيه، هذا هو الواجب عليهم أن يحكموا القرآن الكريم، والرسول صلى الله عليه وسلم في حياته وبعد وفاته باتباع سنته التي هي بيان القرآن الكريم وتفسير له ودلالة على معانيه، أما قوله سبحانه ثُمَّ لا يَجِدُوا فِي أَنْفُسِهِمْ حَرَجًا مِمَّا قَضَيْتَ وَيُسَلِّمُوا تَسْلِيمًا فمعناه أنه يجب أن تنشرح صدورهم لحكمه صلى الله عليه وسلم، وألا يبقى في صدروهم حرج مما قضى بحكمه عليه الصلاة والسلام؛ لأن حكمه هو الحق الذي لا ريب فيه وهو حكم الله عز وجل، فالواجب التسليم له وانشراح الصدر بذلك وعدم الحرج، بل عليهم أن يسلموا لذلك تسليما كاملا رضا بحكم الله واطمئنانا إليه، هذا هو الواجب على جميع المسلمين فيما شجر بينهم من دعاوى وخصومات، سواء كانت متعلقة بالعبادات أو بالأموال أو بالأنكحة أو الطلاق أو بغيرها من شئونهم. اهـ
[8] سورة النساء الآية 65.[9] سورة المائدة الآية 50. [10] سورة المائدة الآية 44. [11] سورة المائدة الآية 45. [12] سورة المائدة الآية 47.
رحم الله تعالى جبل السنة عبد العزيز بن باز رحمة واسعة وجمعنا به في دار كرامته اللهم آمين .
إذن فالمطالبة بالحقوق مشروعة لكن من خلال الشرع المطهر فها هو الضابط الذي لايريده النشطاء السياسيون لأنه ينسف شريعتهم وينسف مخططاتهم وتجد أحدهم يغتاظ ويتهمك في دينك حينما تطالب بالحقوق وفق الشريعة فما أقبح أثرهم على الناس وما أثقل وزرهم يوم التناد .
والغريب في هؤلاء أصحاب المطالبات يدسون السم في العسل ولا أستطيع تمثيلها سوى بقول الخليفة الراشد علي بن أبي طالب رضي الله عنه في حق الخوارج : ( كلمة حق أريد بها باطل ) . [ صحيح على شرط البخاري، وأخرجه مسلم والنسائي]
المطالبة بالحقوق تكون عن طريق ايصالها لمن هو مسؤول عنها سواء كان منصبه وزير أم وكيل وإن لم يستمع هذا المسؤول المتغطرس لشكوى المواطن فعلى المواطن أن يطالب بحقه ويوصل تظلمه لولي الأمر حفظه الله وأصلحه وأصلح له بطانته عن طريق المراسلات والمكاتبات والبرقيات ويوجد عند طريق شركة الاتصالات نظام البرقيات توصل الرسالة لمن تريد فقم بإيصالها لولي الأمر ليطلع عليها إن كنت حقا ً تريد المطالبة بحقك الذي تقول أنه مهضوم :
هذا الامام النووي رحمه الله من العلماء الأجلاء الجهابذة يأصل لنا المطالبة بالحقوق ولاتغتروا بإفكهم وحيفهم أن من يدعو للطريقة الشرعية هم من علماء السلطان وهذه ترهاتهم التي يطلقونها على علماء السنة الأفاضل فالله حسبهم ، قال الامام النووي رحمه الله تعالى :
أما النصيحة لأئمة المسلمين فمعاونتهم على الحق, وطاعتهم فيه, وأمرهم به, وتنبيهم وتذكيرهم برفق ولطف, وإعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين, وترك الخروج عليهم, وتألف قلوب الناس لطاعتهم.
(شرح صحيح مسلم )
انظروا لفقه هذا العالم الجليل حيث قال :
( وتنبيههم برفق ولطف ، واعلامهم بما غفلوا عنه ولم يبلغهم من حقوق المسلمين ، وترك الخروج عليهم ) .
الرفق واللين مطلوب في التعامل مع جميع الناس لا بالتشهير عبر القنوات الفضائية وادعاء أن ذلك من الاصلاح ووالله أنه من الافساد فالعلماء الأجلاء قد بينوا في نصحهم للناس أن الطريقة الشرعية في نصيحة الوالي تكون فيما بينك وبينه عن طريق المكاتبة وارسال الرسائل له والبرقيات وأي طريقة لاتوغل صدور العامة على ولي أمرهم فيكرهونه وتحدث الفتنة والعياذ بالله .
لاتنتظر النتائج ولا تقول لماذا لم يفعل ولم يغير ولي الأمر هذا الشيء لأنك طالبت ولم يصلك شيء فعليك بالصبر لان هذا هو المطلوب من المسلم لا كما يسميه بعض المفتونين أنه خنوع وجبن لا والله بل هو شجاعة في الحق ولقد سأل رجل النبي صلى الله عليه وسلم عن هذا الأمر ألم أقل لكم أن الشريعة الغراء أتت بالعلاج والدواء :
سأله – صَلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ- رجلٌ، فقالَ: أرأيتَ إنْ كانَ علينا أمراءٌ يمنعوننا حَقَّنا ويسألوننا حقَّهم، قالَ: (اسمعُوا وأطيعُوا، فإنَّما عليهم ما حُمِّلوا وعليكم ما حُمِّلتُم) ذكره التِّرمذيُّ وصححه الألباني .
ماذا يعني لك الحديث أيها الحقوقي والناشط السياسي بل ماذا يعني لك أنت أيها المسلم الخائف على نفسه من الفتن والزيغ فماذا بعد الهدى إلا الضلال .
وأقول المطالبة بالحقوق مشروعة شاء من شاء وأبى من أب ، لكن وفق الضوابط الشرعية التي وضعها الشرع الحنيف وأوصانا بها حبيبنا وقرة أعيننا محمد صلى الله عليه وسلم .
وأما مايفعله بعض الذين يدندنون حول حقوق المواطن ويطالبون بها دون ضوابط فهؤلاء يستثيرون العوام على ولي الأمر ويلمزونه دون تأصيل شرعي والدليل على ذلك أنهم يؤيدون المظاهرات السلمية زعموا ليقنعوا العوام والجهال بأنها سلمية وهي من حقوقهم ليستسيغوا هذا الفعل تدريجيا حتى يصبح عندهم مؤلوفا ً وبالتالي يصبحون هم المشرعون لهم ليتركوا العلماء ويرتبطوا بهم وبعد ذلك يأصلوا الخروج والكرامة والحرية المسلوبة المزعومة برأيهم المعوج ضاربين بعرض الحائط فتاوى العلماء الربانيين المشفقين عليهم الذابين عن السنة المطهرة كل بدعة وضلالة يشوبها فلا حول ولا قوة إلا بالله .
هؤلاء أعني الناشطون هم والله كارثة على أهل السنة والجماعة أيعقل أن يقول أحدهم أنه لابأس بالمظاهرات والاعتصامات زعموا السلمية للمطالبة بالحقوق بل أصبح يؤنب ولي الأمر ويشهر به علنا ًعبرهذه القنوات التي يشاهدها الملايين من أحباب وأعداء ويتهم ولي الأمر بالتقصيروأنه هو السبب في المشكلات الحاصلة في البلاد عن طريق الهمز واللمز وعدم معالجة الأوضاع زاعمين بذلك افتراء ً على الشرع بأنه اصلاح .
عن سَعِيدُ بْنُ جُمْهَانَ , قَالَ : دَخَلْتُ عَلَى عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي أَوْفَى صَاحِبِ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , وَهُوَ مَحْجُوبٌ , قَالَ : مَا فَعَلَ وَالِدُكَ ؟ قُلْتُ : قَتَلَتْهُ الأَزَارِقَةُ , فَقَالَ : لَعَنَ اللَّهُ الأَزَارِقَةَ , يَقُولُهَا مَرَّتَيْنِ , ثُمَّ قَالَ : حَدَّثَنَا رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ , " إِنَّهُمْ كِلابُ النَّارِ " , قَالَ : قُلْتُ : الأَزَارِقَةُ وَحْدَهُمْ ؟ أَوِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا , قَالَ : بَلِ الْخَوَارِجُ كُلُّهَا , قَالَ : قُلْتَ : إِنَّ السُّلْطَانَ يَظْلِمُونَ النَّاسَ , وَيَفْعَلُ بِهِمْ وَيَفْعَلُ , قَالَ : فَتَنَاوَلَ يَدِي فَغَمَزَهَا بِيَدِهِ غَمْزَةً شَدِيدَةً , ثُمَّ قَالَ : وَيْحَكَ يَا ابْنَ جُمْهَانَ , عَلَيْكَ بِالسَّوَادِ الأَعْظَمِ , إِنْ كَانَ السُّلْطَانُ يَسْمَعُ مِنْكَ فَأْتِهِ فِي بَيْتِهِ فَأَخْبِرْهُ بِمَا تَعْلَمُ , فَإِنْ قَبِلَ مِنْكَ , وَإِلا فَدَعْهُ ؛ فَإِنَّكَ لَسْتَ بِأَعْلَمَ مِنْهُ . رواه الامام أحمد .
والازارقة : هي إحدى فرق الخوارج تميزت بالتطرف والعنف أسسها نافع بن الأزرق في النصف الثاني من القرن الأول وسميت بالأزارقة نسبة إلى مؤسسها نافع بن الأزرق الذي كفرّ جميع المسلمين ما عدا فرقته .
رضي الله عن صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم انظر لفعل عبد الله بن أبي أوفى رضي الله عنه حينما اشتكى سعيد بن جهمان من ظلم الوالي للناس ومن الشدة قال : يفعل بهم ويفعل بهم . قال له : ويحك كلمة تقريع عليك بالسواد الأعظم أي جماعة المسلمين لأنه يخشى من تأليب الناس على ولي الأمر ومن ثم الخروج عليه .
أليس قلة الوظائف والعاطلين عن العمل والمسجونين وغيرها حقوق للمواطن يريد البحث عن علاج لها فهذا داء ومشكلة ومعضلة والدواء في ايصالها إلى ولي الأمر بلطف وعن طريق الطرق الشرعية التي فيها حفظ الدين .
ولسنا بأفقه من صحابة رسول الله صلى الله عليه وسلم وليست الأمور بأشد مما كان عليه القرون الماضية من ظلم وغيره فالله المستعان .
ولي الأمر بشر وليس مقدس بل يخطأ فإن أخطأ يبين له العلماء الربانيين أو من لديه علم وينصح له فيما بينه وبينه نعم هذا هو الحق وهذا هو ما أمرنا به رسولنا صلى الله عليه وسلم : من أراد أن ينصح لذي سلطان فلايبدها علانية و ليأخذ بيده فإن سمع منه فذاك وإلا كان أدى الذي عليه
حديث صحيح رواه الامام أحمد وصححه الألباني رحمه الله .
وفي الصحيحين أن أناسا ً انتقدوا على أسامة بن زيد – رضي الله عنه –وقالوا له :
ألا تدخل على عثمان وتكلمه ؟! فقال : ( أترون أني لاأكلمه إلا أسمعكم ! والله لقد كلمته فيما بيني وبينه مادون أن أفتح أمرا ً لاأحب أن أكون أول من فتحه ) .
الله أكبر ماذا يعني لنا كلام أسامة بن زيد رضي الله عنه وهو في الصحيحين :
يعني عدم التشهير بولي الـأمر أما الناس وهذا مايفعله بعض المتعالمين بحجة الاصلاح ، قال لهم رضي الله عنه وأرضاه ( أترون أني لا أكلمه إلا أسمعكم ! يعني لابد لي أن ترون وتسمعون أني أنصح للامام أمامكم ، وهل نصيحة الامام في القنوات الفضائية أمام الملأ هي من الطرق الشرعية ياترى وإن فعله من فعله فإن العبرة بكلام الله تعالى وكلام رسوله صلى الله عليه وسلم !!! .
هذه هي الطريقة الشرعية فمن رضي فله الرضا ومن سخط فله السخط .
قال أئمة الدعوة:" ما يقع من ولاة الأمور من المعاصي والمخالفات التي لا توجب الكفر والخروج من الإسلام فالواجب فيها مناصحتهم على الوجه الشرعي برفق واتباع ما عليه السلف الصالح من عدم التشنيع عليهم في المجالس ومجامع الناس واعتقاد أن ذلك من إنكار المنكر الواجب إنكاره على العباد وهذا غلط فاحش وجهل ظاهر لا يعلم صاحبه ما يترتب عليه من المفاسد العظام في الدين والدنيا كما يعرف ذلك من نور الله قلبه وعرف طريقة السلف الصالح وأئمة الدين " (نصيحة مهمة 30.) .
وقال الشيخ ابن باز رحمه الله تعالى:" ليس من منهج السلف التشهير بعيوب الولاة وذكر ذلك على المنابر لأن ذلك يفضي إلى الانقلابات وعدم السمع والطاعة في المعروف ويفضي إلى الخروج الذي يضر ولا ينفع " (المعلوم 22 والمعاملة 43.) .
وقال الشيخ ابن عثيمين ـ رحمه الله-: " بعض الناس ديدنه في كل مجلس يجلسه الكلام في ولاة الأمور والوقوع في أعراضهم ونشر مساوئهم وأخطائهم معرضاً بذلك عمّا لهم من محاسن أو صواب، ولا ريب أن سلوك هذا الطريق والوقوع في أعراض الولاة لا يزيد في الأمر إلا شدة فإنه لا يحل مشكلاً ولا يرفع مظلمة إنما يزيد البلاء بلاءاً ويوجب بغض الولاة وكراهيتهم وعدم تنفيذ أوامرهم التي يجب طاعتهم فيها " (وجوب طاعة السلطان للعريني ص23-24) .
فماذا بعد وصية النبي صلى الله عليه وسلم والسلف الصالح رضي الله عنهم والعلماء السائرين على منهج النبوة من تصدقون ومن تسيرون على نهجهم أدعاة الفتن والقلاقل أم شريعة الرحمة المهداة محمد بن عبد الله صلى الله عليه وسلم ومن سار على نهجه من صحابته الأعلام ومن تبعه بإحسان .
فمن أيها العقلاء تختارون أجيبوا .
قال تعالى : ( أفحكم الجاهلية يبغون ومن أحسن من الله حكما لقوم يوقنون ) المائدة الآية : 50
( ينكر تعالى على من خرج عن حكم الله المحكم المشتمل على كل خير ، الناهي عن كل شر وعدل إلى ما سواه من الآراء والأهواء والاصطلاحات ، التي وضعها الرجال بلا مستند من شريعة الله ، كما كان أهل الجاهلية يحكمون به من الضلالات والجهالات ، مما يضعونها بآرائهم وأهوائهم ) تفسير ابن كثير .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه وسلم .
السلام عليكم ورحمة الله وبركاتهالحقوق التي تتقوى بها أواصر الألفة والمحبة والأخوة في الله
1 : ــ أن يجتنب الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة ، وأن يراعي حقوق الأخوة الإيمانية : فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( حق المسلم على المسلم ست : إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك فانصح له ، وإذا عطس فحمد الله فشمّـته ، وإذا مرض فعده ، وإذا مات فاتبعه ) مختصر صحيح مسلم 1418 .
وعن أبي أمامة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( من بدأ بالسلام ، فهو أولى بالله ورسوله ) صحيح الجامع 6121
2 : ــ أن يتلطف بالنصح له : قال الله تعالى ( والعصر إن الإنسان لفي خسر . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوْا بالحق وتواصوْا بالصبر ) سورة العصر .
قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى :
فإن الـنــــــــــــــصح بين النــــــاس نوع ……………………. من التوبيخ لا أرضى استماعـه
وإن خالفتــــــــــــــــــني وعصيت قولي ……………………. فلا تجـــزع إذا لم تعط طاعــــة .
وقال أيضا : " من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه ، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه " .
3 : ــ المشاركة الوجدانية : وذلك بالتواصل ، والتزاور في الله ، والتباذل في الله ، وإظهار الحرص عليه : فيفرح لفرحه ويحزن لحزنه ، يسأل عنه إن غاب ، ويتفقد أحواله ، فإن كان مريضا عاده ، أو كان ناسيا ذكّره ، يرحب به إذا دنا ، ويوسع له إذا جلس ، ويصغي له إذا تحدّث ، ويواسيه بماله إن احتاج إليه ، ويعينه على قضاء حاجته ، ويؤثره على نفسه ولو كان به خصاصة . فعن ابن عمر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أوتطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل ، كما يفسد الخل العسل ) حديث حسن . السلسلة الصحيحة 906 .
4 : ــ أن يعطيه من لسانه ما يحب أن يسمع منه : فيدعوه بأحب أسمائه إليه ، يستقبله بالإبتسامة الحنون التي تترك أثرها في القلب ، وبالكلمة الطيبة . وأن بيين محبته له في الله تعالى بقوله : " إني أحبك في الله " . فعن مجاهد مرسلا قال : ( إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه ، فإنه أبقى في الألفة ، وأثبت في المودة ) صحيح الجامع 280 . الصحيحة 1199 .
5 : ــ أن لا يحاول التطلع إلى خباياه ليستكشف أسراره ، فلا يتحسس ، ولا يتجسس ، ولا يحقّـر ، ولا يجادله في باطل ، ولا يكثر العتب عليه فيملّه ، ولا يلحّ عليه في السؤال فيتوتر وكأنه تحقيق : فعن المغيرة بن شعبة قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( إن الله حرّم عليكم : عقوق الأمهات ، ووأد البنات ، ومنعاً وهات ، وكره لكم قبل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال ) مختصر مسلم 1757 . صحيح الجامع 1749 .
6 : ــ أن يكف عنه لسانه فلا يذكر له عيبا في غيبته أو حضوره ، وأن يبلغه ثناء الناس عليه ، مظهرا اغتباطه بذلك ، يشكره إن أحسن ، ويكظم غيظه إن أساء : وأن يبتعد عن الغيبة والنميمة والقذف ، وعن النفاق ، الرياء ، والحقد ، والحسد ، وأن ويحسن الظن ، ويستر العيوب ، ويعفو عن الزلات ، ويتغاضي عن الهفوات ، فالمؤمن يطلب المعاذير ، والمنافق يطلب العثرات . وكل ابن آدم خطاء .
عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( من شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه ) رواه البخاري . صحيح الجامع 5917 .
7 : ــ الإهداء عند الإستطاعة : فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( تهادوا تحابوا ) صحيح الجامع 3004 .
على أن لا تتحول الهدية بين الأخوة في الله إلى غير ذلك ، من جلب منفعة ، أو دفع مضار بالواسطة ، أو بالرشوة على حساب الآخرين ، فإن هذا مخلّ بالأخوة ، ومنقِص من أجرها إن كانت لغير الله خالصة .
وأن يراعى عدم التكلف والتقليد في الهدية ، والإرهاق المادي والذي بسببه قطعت أرحام وترك التواصل والتزاور في الله حرجا من مشقة التكليف للهدية ، عند عدم القدرة عليها مع كثرة الأهل والأرحام ، والاخوة في الله .
وقد قالوا : " من سقطت كلفته ، دامت ألفته ، ومن خفت مؤونته دامت مودته " .
8 : ــ حفظ وقت الأخ في الله تعالى ، والحرص على عدم إضاعته وهدره فيما لا ينفع : وذلك بمراعاة أوقات الزيارة والإتصال ، ليعينه على قضاء حاجاته الخاصة ، فلا يحرجه مع أهل بيته ، أو يشغله بغير ضرورة . قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق ) الأحزاب 53 .
9 : ــ الوفاء ، وحسن العهد ، وإظهار الحرص عليه ، والدفاع عنه إذا اقتضت الضرورة : فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( المؤمن مرآة المؤمن ، والمؤمن أخو المؤمن ، يكف عليه ضيعته ، ويحوطه من وراءه ) الصحيحة 926 .
وعن عائشة – رضى الله عنه – قالت : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( إن حسن العهد من الإيمان ) صحيح الجامع 2056 .
وعن البراء – – قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( من ذبّ عن عرض أخيه في الغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار ) صحيح الجامع 6240
4 : ــ النظر في عواقب الأمور ، والحذر من الشهوات ، والفتن ، والمعاصي ، وتقلب القلوب : فقد كان من دعاء رسول الله : ( اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ، ثبت قلوبنا على دينك ) .
وعن أنس – – قال : قال رسول الله : ( إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها ) صحيح رواه (حم ، ت ، ك ) صحيح الجامع 1685 .
وعنه – – قال : قال رسول الله : ( ما تواد إثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ) صحيح الجامع 5603 .
وقال الله تعالى : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون . أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) هود 15 ـ 16 .
5 : ــ الدعاء له ولمن يحب ، بخير حيا وميتا . قال رسول الله : ( إذا دعا الرجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك : آمين ، ولم مثل ذلك ) رواه مسلم .
قال أحد الصالحين : [ أين مثل الأخ الصالح ؟ إن اهل الرجل إذا مات يقسمون ميراثه ، ويتمتعون بما خلّف ، والأخ الصالح ينفرد بالحزن مهتما بما قدِم أخوه عليه ، وما صار إليه ، يدعو له في ظلمة الليال ، ويستغفر له وهو تحت أطباق الثرى ] منهاج المسلم ص 112 .
والحرص على جوامع الكلم من دعاء النبي .
ومنها ما رواه أبو هريرة عنه قال : قال رسول الله : ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي ، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، واجعل الموت راحة لي من كل شر ) رواه مسلم .
أسأل الله تعالى أن يجمعنا على منابر من نور يوم القيامة مع المتحابين في جلاله ، وأن يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله .
إن مهنة المعلم عظيمة لأنه الشخص الذي يقوم بعملية التعليم المنهجية,
والتي يمر فيها معظم
فئات المجتمع, حيث يلقى كل فرد نوعاً ما من التعليم. إن للمعل رسالة هي الأسمى,
وتأثيره هو الأبلغ والأجدى؛ فهو الذي يشكل العقول والثقافات من خلال هندسة العقل البشري,
ويحدد القيم والتوجهات, ويرسم إطار مستقبل الأمة.
إن رسالة المعلم تعتبر لبنة هامة في المنظومة التعليمية، تناط به مسئوليات جمة حتمها عليه تنامي هيكلية التعليم واتساع نطاقه من طرق تدريس وسائل متنوعة ناتجة عن ثورة المعلومات, والانفجار المعرفي الهائل الذي يمخر المعلم أمواجه بهدف إيصال الطالب لمواكبة عصره.
إن الرسالة الكبرى للمعلين تتطلب جهداً كبيراً في تنمية معلوماتهم واكتساب مهارات متنوعة
ليتمكنوا عن طريقها من التأثير على من يعلمونهم وخلق التفاعل الإيجابي بين الطلاب ومعلميهم
فعلى المعلمين أن يكونوا قدوة حسنة في سلوكهم وأخلاقهم وأداء رسالتهم من أجل خلق جيل
متعلم واع مفكر مبدع.
لكن هذا المعلم المؤمن برسالته له حقوق لا ينبغي تجاهلها ومنها:-
1. حقوق المعلم المهنية:
• من حق المعلم ان يؤهل تأهيلاً يمكِّنه من أداء رسالته التربوية باقتدار ويتحقق ذلك عن طريق التدريب المستمر وتطوير المناهج وإكساب المعلم تلك المهارات.
• رفع مستوى أداء المعلم وتطويره من خلال الدورات التدريبية اللازمة وإطلاعه على كل جديد في مجال التربية والتعليم, وتدريبه على استخدام الطرق الحديثة والتقنيات التربوية الميسِّرة لعملية التعليم.
• تشجيع البحث العلمي والتجريب: يجب تشجيع المعلم على البحث العلمي والتجريب في مجال الإعداد، وطرائق التدريس، والادارة الصفية و التقويم…الخ.
• رعاية المعلمين المتميزين والعمل على تنمية مواهبهم وتوثيق إنجازاتهم ونشاطاتهم المتميزة في الدراسات والأبحاث وتعريف الآخرين بها.
• تحديد الأنظمة الوظيفية والجزائية تحددياً دقيقاً حتى يعرف المعلم ما له وما عليه.
• معالجة مشكلات المعلم بأسلوب تربوي بعيداً عن التسلط والتشهير.
2. حقوق المعلم المادية:•
إعطاء المعلم المكانة التي يستحقها في السلم التعليمي وإعلان الضوابط التي تحكم الرواتب ليعيش بكرامة وضبط عمليات النقل والترفيع
والترقية.
• تقديم الحوافز والمكافآت المادية لتنمية دافعية المعلم وحبه لمهنته والانتماء لها.
• تحقيق الشعور بالأمن والرضى الوظيفي للتفرغ لرسالته وعدم الاندفاع لممارسة أعمال أخرى.
3. حقوق المعلم المعنوية:•
تغيير النظرة النمطية للمعل في أذهان المجتمع وإبراز الصورة المشرقة له ودوره في بناء الأجيال وزيادة وعي أولياء الأمور
والطلاب بأهمية احترام المعلم وتقديره.
• منح المعلم الثقة والتعاون معه على تحقيق رسالته السامية ورفع روحه المعنوية وتقدير جهوده.
• وضع نظام يحفظ للمعل كرامته من الاعتداءات المختلفة.
• احترام المعلم وتقديره والاستماع له ومساعدته في حل المشاكل التي تواجهه.
لم تعد رسالة المعلم مقصورة على التعليم، بل تعداها إلى دائرة التربية، فالمعلم مرب أولاً,
وقبل كل شيء، والتعليم جزء من العملية التربوية. ويتأكد هذا الدور في ظل المشتتات العديدة
وفي ظل تقنية المعلومات المتنوعة التي نشهدها هذه الأيام. مما يفرض على المعلم أن
يواكب عصره فكما أن له حقوق عليه أيضاً واجبات.
*أ). واجبات المعلم المهنية: ومن أهم هذه الواجبات:
1. على المعلم أن يكون مطلعاً على سياسة التعليم وأهدافه ساعياً إلى تحقيق هذه <
الأهداف المرجوة وأن يؤدي رسالته وفق الأنظمة
المعمول بها.
2. الانتماء إلى مهنة التعليم وتقديرها والإلمام بالطرق العلمية التي تعينه على أدائها
وألا يعتبر التدريس مجرد مهنة يتكسَّب منها.
3. الاستزادة من المعرفة ومتابعة كل جديد ومفيد وتطوير إمكاناته المعرفية والتربوية.
4. الأمانة في العلم وعدم كتمانه ونقل ما تعلمه إلى المتعلمين.
5. معرفة متطلبات التدريس: على المعلم أن يحلل محتوى المنهج من بداية العام الدراسي ليحدد على أساسه طرائق تدريسه حتى تتناسب
مع أنماط تعلم طلابه.
6. المشاركة في الدورات التدريبية وإجراء الدراسات التربوية والبحوث الإجرائية.
*ب). واجبات المعلم نحو مدرسته.
1. الالتزام بواجبه الوظيفي واحترام القوانين والأنظمة.
2. تنفيذ المناهج والاختبارات حسب الأنظمة والتعليمات المعمول بها.
3. التعاون مع المجتمع المدرسي.
4. المساهمة في الأنشطة المدرسية المختلفة.
5. المساهمة في حل المشكلات المدرسية.
6. توظيف الخبرات الجديدة.
*ج). واجبات المعلم نحو الطلاب:
• غرس القيم والاتجاهات السليمة من خلال التعليم.
• القدوة الحسنة لطلابه في تصرفاته وسلوكه وانتمائه وإخلاصه.
• توجيه الطلاب وإرشادهم وتقديم النصح لهم باستمرار.
• تشجيع الطلاب ومكافأتهم.
• مراعاة الفروق الفردية والوعي بطبيعة المتعلمين وخصائصهم النمائية المختلفة.
• المساواة في التعامل مع الطلاب.
• تعريف الطلاب بأهمية وفائدة ما يدرس لهم وأهمية ذلك في حياتهم.