التصنيفات
منوعات

حقوق الأخوة 2

الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وآله وصحبه ومن والاه، وبعد:
فقد تكلمنا في مقال سابق عن بعض حقوق الصحبة والأخوة الخاصة التي تكون بين بعض المؤمنين، ونكمل بإذن الله تعالى ما بدأناه فنقول: إن من هذه الحقوق:

مواساة الأخ لأخيه بالمال:

وهي كما ذكر بعض أهل العلم على ثلاث مراتب: أدناها أن تقوم بحاجته من فضل مالك، أي ما زاد من مالك، فإذا احتاج وعندك فضل مال أعطيته ولم تحوجه إلى ذل السؤال، فإن أحوجته إلى السؤال مع علمك بحاجته فهذا غاية التقصير في حق أخيك.

والمرتبة الثانية أن تنزله منزلة نفسك ، وترضى بمشاركته إياك في مالك، قال علي بن الحسين لرجل: هل يُدخل أحدكم يده في كُم أخيه أو كيسه فيأخذ منه ما يريد بغير إذنه؟ قال: لا ، قال: لستم بإخوان.
وقال الحسن رحمه الله : كان أحدهم يشق إزاره بينه وبين أخيه .

وجاء رجل إلى أبي هريرة رضي الله عنه فقال: إني أريد أن أواخيك في الله. فقال: أتدري ما حق الإخاء؟ قال: عرفني. قال: ألا تكون أحق بدينارك ودرهمك مني . قال: لم أبلغ هذه المنزلة بعد. قال: فاذهب عني.

أما المرتبة الثالثة فهي أن تؤثره على نفسك، وتقدم حاجته على حاجتك، وهذه رتبة الصديقين وأعلى درجات المتحابين.

وقد مدح الله الأنصار بقوله: { ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة } ( الحشر:9).
وقد عرض الأنصار على إخوانهم المهاجرين أن يقتسموا معهم الأموال فعف المهاجرون عن أموال إخوانهم الأنصار، وكانت رأس الشاة تهدى للرجل من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم فيرسلها إلى أخيه مواساة له وإيثارا له بها حتى تدور على سبعة من الصحابة ثم ترجع إلى الأول، كل منهم يؤثر أخاه على نفسه.

إعانة الأخ بالنفس في قضاء حوائجه:

وهي من حقوق الأخ على أخيه ، وهي أيضا درجات كالمواساة بالمال، فأدناها القيام بحاجة الأخ عند السؤال وإظهار الفرح بهذا، والنبي صلى الله عليه وسلم يقول: " من نفس عن مسلم كربة من كرب الدنيا نفس الله عنه كربة من كرب يوم القيامة، ومن يسر على معسر يسر الله عليه في الدنيا والآخرة، ومن ستر مسلم ستره الله في الدنيا والآخرة، والله في عون العبد ما كان العبد في عون أخيه".( رواه مسلم).

والدرجة الثانية في المواساة بالنفس أن تجعل حاجته كحاجتك ، وقد كان بعض السلف يتفقد عيال إخوانه بعد موتهم ويقضي لهم حوائجهم، ويأتيهم كل يوم ، ويمونهم من ماله ، فكان الأولاد لا يفقدون بموت الأب إلا صورته.

والدرجة الأرقى والأسمى في المواساة بالنفس، أن يقدم حاجة أخيه على حاجته ولو أدى ذلك إلى تأخير حوائج نفسه، ولا ينتظر على ذلك مكافأة، فقد قضى ابن شبرمة رحمه الله حاجة لبعض إخوانه، فأهدى له الأخ هدية ، فقال ابن شبرمة: خذ مالك عافاك الله ، إذا سألت أخاك حاجة فلم يجهد نفسه في قضائها، فتوضأ للصلاة وكبر عليه أربع تكبيرات وعده من الموتى.

ترك المراء والمجادلة:

فإن المراء والمجادلة تقسي القلب وتزرع الحقد وتنبت الضغينة وترقق الورع في المنطق والفعل.
وغالبا ما يكون الباعث على المراء والمجادلة إظهار التميز، واحتقار المردود عليه بإظهار جهله وقلة علمه، أو الانتصار للرأي والنفس والرغبة في تجنب الوصف بالخطأ، ولا شك أن هذا يخالف هدي السلف رضي الله عنهم حيث كانوا يبادرون بالرجوع إلى الحق متى تبين لهم ولا يتكبرون عن الاعتراف بالخطأ ؛ ولهذا كثيرا ما رأينا منهم رجوعا عن فتاوى أو آراء دون تعصب أو تكبر.

كما كان السلف رضي الله عنهم يتحرزون من هذه الآفة ويربأون بأنفسهم وإخوانهم عن الوقوع في حبائلها، حتى قال بعضهم: من لاحى الإخوان وماراهم قلت مروءته ، وذهبت كرامته.
وقال عبد الله بن الحسن: إياك ومماراة الرجال؛ إنك لن تعدم مكر حليم ، أو مفاجأة لئيم.
وقال الحسن رحمه الله: إياكم والمراء؛ فإنه ساعة جهل العالِم، وبها يبتغي الشيطان زلته.

ولأن المراء والجدال يذهب حرارة الحب في الله ، وربما قضى على معاني الأخوة في النفوس، فقد رآه بعضهم الخسارة بعينها، حتى قال خالد بن يزيد بن معاوية: إذا كان الرجل مماريا لجوجا معجبا برأيه فقد تمت خسارته.
والمراء والمجادلة مع الإخوان ليست من حسن الخلق الذي أمرنا أن نتحلى به، نسأل الله أن يجنبنا المراء والجدل.

زيارته في الله

ويدخل في حق الأخ على أخيه أن يتفقده بالزيارة أحيانا، ليدخل عليه السرور ويظهر له مزيد اهتمام.
وكما هو معلوم فإن فضل الزيارة في الله كبير وعظيم، يكفي أن الله تعالى أرسل ملكا يبشر رجلا بمحبة الله عز وجل له لأنه يزور أخاه في الله ويحبه فيه.

كما بشر النبي صلى الله عليه وسلم الزائر بالجنة حين قال: " ألا أخبركم برجالكم من أهل الجنة؟ النبي في الجنة، والشهيد في الجنة، والصدِّيق في الجنة، والرجل يزور أخاه في ناحية المصر في الله في الجنة ".( رواه الطبراني وحسنه الألباني).

ومن روائع ما يحكى في التزاور في الله ما رواه الخطيب البغدادي في تاريخه عن النقاش قال: بلغني أن بعض أصحاب محمد بن غالب جاءه في يوم وحل وطين، فقال محمد: متى أشكر هاتين الرجلين اللتين تعبتا إلي في مثل هذا اليوم لتكسباني في الثواب، ثم قام بنفسه فاستقى له الماء ، وغسل رجليه.

سلام من الله عليهم ورحمة منه ورضوان، ونكمل إن شاء الله حديثنا عن بقية الحقوق في مقال آخر، والحمد لله رب العالمين.




شكرلكم



التصنيفات
منتدى اسلامي

من حقوق الأخوة

الحمد الذي ألف بين قلوب أوليائه فأصبحوا بنعمته إخوانا، والصلاة والسلام على البشير النذير الذي جمع الله به بين قلوب الموحدين فصاروا خلانا، وبعد:

فمن أجلِّ النعم التي ينعم الله بها على العبد أن يرزقه إخوة صالحين يألفهم ويألفونه، ويحبهم ويحبونه، ولا شك أن لهذه الأخوة حقوقا ينبغي القيام بها، وليس حديثنا هنا عن الحقوق العامة بين المسلمين ، إنما الحديث عن حقوق الأخوة الخاصة والتي نتكلم عنها في النقاط التالية:

أولا: الإخلاص في المحبة

ونعني بذلك ان يكون حبه لأخيه في الله خالصا لوجه الله تعالى لا لمصلحة دنيوية كما ثبت في الصحيح أن النبي صلى الله عليه وسلم قال :"ثلاث من كنّ فيه وجد بهن حلاوة الإيمان؛ أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله، وأن يكره أن يعود في الكفر بعد إذ أنقذه الله منه كما يكره أن يقذف في النار".

فليس الشأن أن تكون مُحِبا لأخيك، وإنما الشأن في هذه العبودية التي تمتثل ما أمر الله جل وعلا به، أن تكون محبتُك لهذا الخاص من الناس، أو محبتُك لإخوانك، لله لا لغرض من الدنيا.، وإذا كانت المحبة لله فإنه يرجى دوامها ، أما إذا كانت لغير الله فإنها في الغالب لا تدوم بل تضمحل كما قال القائل: ما كان لله دام واتصل وما كان لغير الله انقطع وانفصل، وقد تنقلب عداوة والعياذ بالله.

ثانيا: حفظ العرض

إذا كان النبي صلى الله عليه وسلم قد قال في خطبته في حجة الوداع : "إن دماءكم وأموالكم وأعراضكم عليكم حرام…" الحديث، فعِرض المسلم على المسلم حرام بعامة، فكيف إذا كان بين المسلم والمسلم أخوّة خاصة وعقد خاص من الأخوة ، كيف لا يحفظ عرضه، وقد قام بينهما من الأخوة والمحبة الخاصة ما ليس بينه وبين غيره؟.

إذا كان المسلم مأمورا أن يحفظ عرض أخيه الذي هو بعيد عنه، فكيف بالذي بينه وبينه مودّة، وتعاون على البر والتقوى، وسعي في طاعة الله، وفي العبودية لله جل جلاله، واكتساب الخيرات، والبعد عن المآثم.

ولا شك أن هذا الحق يقتضي أمورا منها:

– السكوت عن العيوب وسترها، فمن كان بينه وبين أحد من المؤمنين أخوة خاصة فلا شك أنه سيطلع منه على ما لا يطلع عليه غيره فتبدو له بعض العيوب ومن حقوق الأخوة أن يستر الأخ على أخيه ويتغاضى عن هذه العيوب ولا يفشيها؛ إذ لو كان الآخر يعلم أن أخاه سيفشي عيوبه لتحرز منه، فلا يجوز للأخ أن يفشي عيب أخيه في حضوره ولا في غيبته، سواء كان هذا العيب يتعلق به أو بأهله أو غير ذلك؛ فإن المروءة وحقوق الأخوة تأبى على الصاحب الوفي أن يفشي عيب أخيه.

– حفظ سره وعدم البوح به، وهذا يختلف عما سبق من ستر العيب، فالسر هو ما بثه إليك مما استأمنك عليه سواء كان هذا السر متعلقا به أو بغيره ، والمجالس بالأمانات ، وكما ورد عند أبي داود رحمه الله من حديث النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال: " الرجل إذا حدث الرجل بحديث ثم التفت عنه فهي أمانة".

والله عز وجل أمر بحفظ الأمانات، وقد كان السلف رضي الله عنهم يحفظون السر حتى إن أحدهم كان يحدث أخاه بسر من أسراره فإذا فرغ من حديثه سأله أوعيته؟ فيجيب الآخر بل نسيته ، زيادة ومبالغة في حفظ السر.

– ومن صيانة عرضه أن تصاحبه مصطحبا قول النبي صلى الله عليه وسلم: " من حسن إسلام المرء تركه ما لا يعنيه "، فلا تحاول أن تزعجه بأسئلة عما لم يخبرك به، بل تترك الأمر له إن رأى مصلحة في إخبارك بأمر ما أخبرك وإلا كتم عنك ، ولا يكون منك إلحاح يزعجه ويضجره.

ثالثا: حسن الظن

فنحن مطالبون بحسن الظن في المسلم بصفة عامة فكيف بمن كان بيننا وبينه خصوصية في العلاقة؟! إن الأمر حينئذ يكون أشد تأكدا، والله عز وجل يقول: { يا أيها الذين آمنوا اجتنبوا كثيرا من الظن إن بعض الظن إثم…} ( الحجرات من الآية 12).

ونهى النبي صلى الله عليه وسلم عن الظن فقال: " إياكم والظن؛ فإن الظن أكذب الحديث".

وقد كان السلف رضي الله عنهم ينأون بأنفسهم عن هذا الخلق الذميم، فتراهم يلتمسون الأعذار للمسلمين، حتى قال بعضهم: إني لألتمس لأخي المعاذير من عذر إلى سبعين، ثم أقول: لعل له عذرًا لا أعرفه.

وورد عن عمر رضي الله عنه قال: لا تظنن بكلمة خرجت من أخيك سوءا وأنت تجد لها في الخير محملا.

فلا ينبغي للمسلم أن يترك للشيطان على نفسه سبيلا في إيقاع العداوة بينه وبين إخوانه من خلال سوء الظن؛ فإن الشيطان يريد إيقاع العداوة بين الناس:{ إنما يريد الشيطان أن يوقع بينكم العداوة والبغضاء…} ( المائدة من الآية 91).
ونكمل بقية الحقوق في مقال قادم إن شاء الله ، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله محمد وآله وصحبه أجمعين والحمد لله رب العالمين.




مشكوره على الطرح المتميز
جزاكي الله خير



شكرلكم



التصنيفات
منتدى اسلامي

الحقوق التي تتقوى بها أواصر الألفة والمحبة والأخوة في الله

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحقوق التي تتقوى بها أواصر الألفة والمحبة والأخوة في الله

1 : ــ أن يجتنب الظلم فإنه ظلمات يوم القيامة ، وأن يراعي حقوق الأخوة الإيمانية : فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( حق المسلم على المسلم ست : إذا لقيته فسلم عليه ، وإذا دعاك فأجبه ، وإذا استنصحك فانصح له ، وإذا عطس فحمد الله فشمّـته ، وإذا مرض فعده ، وإذا مات فاتبعه ) مختصر صحيح مسلم 1418 .

وعن أبي أمامة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( من بدأ بالسلام ، فهو أولى بالله ورسوله ) صحيح الجامع 6121

2 : ــ أن يتلطف بالنصح له : قال الله تعالى ( والعصر إن الإنسان لفي خسر . إلا الذين آمنوا وعملوا الصالحات وتواصوْا بالحق وتواصوْا بالصبر ) سورة العصر .

قال الإمام الشافعي رحمه الله تعالى :

تغمــــــــــــــــــدني بنصحك في انفرادي ……………………. وجنبي النصيحة في الجماعـــة

فإن الـنــــــــــــــصح بين النــــــاس نوع ……………………. من التوبيخ لا أرضى استماعـه

وإن خالفتــــــــــــــــــني وعصيت قولي ……………………. فلا تجـــزع إذا لم تعط طاعــــة .

وقال أيضا : " من وعظ أخاه سرا فقد نصحه وزانه ، ومن وعظه علانية فقد فضحه وشانه " .

3 : ــ المشاركة الوجدانية : وذلك بالتواصل ، والتزاور في الله ، والتباذل في الله ، وإظهار الحرص عليه : فيفرح لفرحه ويحزن لحزنه ، يسأل عنه إن غاب ، ويتفقد أحواله ، فإن كان مريضا عاده ، أو كان ناسيا ذكّره ، يرحب به إذا دنا ، ويوسع له إذا جلس ، ويصغي له إذا تحدّث ، ويواسيه بماله إن احتاج إليه ، ويعينه على قضاء حاجته ، ويؤثره على نفسه ولو كان به خصاصة . فعن ابن عمر رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( أحب الناس إلى الله أنفعهم ، وأحب الأعمال إلى الله تعالى سرور تدخله على مسلم ، أو تكشف عنه كربة ، أو تقضي عنه دينا ، أوتطرد عنه جوعا، ولأن أمشي مع أخي المسلم في حاجة أحب إلي من أن أعتكف في المسجد شهرا ، ومن كف غضبه ستر الله عورته ، ومن كظم غيظا ، ولو شاء أن يمضيه أمضاه ، ملأ الله قلبه رضى يوم القيامة ، ومن مشى مع أخيه المسلم في حاجته حتى يثبتها له ، أثبت الله قدمه يوم تزل الأقدام ، وإن سوء الخلق ليفسد العمل ، كما يفسد الخل العسل ) حديث حسن . السلسلة الصحيحة 906 .

4 : ــ أن يعطيه من لسانه ما يحب أن يسمع منه : فيدعوه بأحب أسمائه إليه ، يستقبله بالإبتسامة الحنون التي تترك أثرها في القلب ، وبالكلمة الطيبة . وأن بيين محبته له في الله تعالى بقوله : " إني أحبك في الله " . فعن مجاهد مرسلا قال : ( إذا أحب أحدكم أخاه في الله فليعلمه ، فإنه أبقى في الألفة ، وأثبت في المودة ) صحيح الجامع 280 . الصحيحة 1199 .

5 : ــ أن لا يحاول التطلع إلى خباياه ليستكشف أسراره ، فلا يتحسس ، ولا يتجسس ، ولا يحقّـر ، ولا يجادله في باطل ، ولا يكثر العتب عليه فيملّه ، ولا يلحّ عليه في السؤال فيتوتر وكأنه تحقيق : فعن المغيرة بن شعبة خليجية قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( إن الله حرّم عليكم : عقوق الأمهات ، ووأد البنات ، ومنعاً وهات ، وكره لكم قبل وقال ، وكثرة السؤال ، وإضاعة المال ) مختصر مسلم 1757 . صحيح الجامع 1749 .

6 : ــ أن يكف عنه لسانه فلا يذكر له عيبا في غيبته أو حضوره ، وأن يبلغه ثناء الناس عليه ، مظهرا اغتباطه بذلك ، يشكره إن أحسن ، ويكظم غيظه إن أساء : وأن يبتعد عن الغيبة والنميمة والقذف ، وعن النفاق ، الرياء ، والحقد ، والحسد ، وأن ويحسن الظن ، ويستر العيوب ، ويعفو عن الزلات ، ويتغاضي عن الهفوات ، فالمؤمن يطلب المعاذير ، والمنافق يطلب العثرات . وكل ابن آدم خطاء .

عن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( من شر الناس ذو الوجهين الذي يأتي هؤلاء بوجه ، وهؤلاء بوجه ) رواه البخاري . صحيح الجامع 5917 .

7 : ــ الإهداء عند الإستطاعة : فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( تهادوا تحابوا ) صحيح الجامع 3004 .

على أن لا تتحول الهدية بين الأخوة في الله إلى غير ذلك ، من جلب منفعة ، أو دفع مضار بالواسطة ، أو بالرشوة على حساب الآخرين ، فإن هذا مخلّ بالأخوة ، ومنقِص من أجرها إن كانت لغير الله خالصة .

وأن يراعى عدم التكلف والتقليد في الهدية ، والإرهاق المادي والذي بسببه قطعت أرحام وترك التواصل والتزاور في الله حرجا من مشقة التكليف للهدية ، عند عدم القدرة عليها مع كثرة الأهل والأرحام ، والاخوة في الله .

وقد قالوا : " من سقطت كلفته ، دامت ألفته ، ومن خفت مؤونته دامت مودته " .

8 : ــ حفظ وقت الأخ في الله تعالى ، والحرص على عدم إضاعته وهدره فيما لا ينفع : وذلك بمراعاة أوقات الزيارة والإتصال ، ليعينه على قضاء حاجاته الخاصة ، فلا يحرجه مع أهل بيته ، أو يشغله بغير ضرورة . قال الله تعالى : ( يا أيها الذين آمنوا لا تدخلوا بيوت النبي إلا أن يؤذن لكم إلى طعام غير ناظرين إناه ولكن إذا دعيتم فادخلوا فإذا طعمتم فانتشروا ولا مستأنسين لحديث إن ذلكم كان يؤذي النبي فيستحي منكم والله لا يستحي من الحق ) الأحزاب 53 .

9 : ــ الوفاء ، وحسن العهد ، وإظهار الحرص عليه ، والدفاع عنه إذا اقتضت الضرورة : فعن أبي هريرة رضى الله عنه قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( المؤمن مرآة المؤمن ، والمؤمن أخو المؤمن ، يكف عليه ضيعته ، ويحوطه من وراءه ) الصحيحة 926 .

وعن عائشة – رضى الله عنه – قالت : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( إن حسن العهد من الإيمان ) صحيح الجامع 2056 .

وعن البراء – خليجية – قال : قال رسول الله صل الله عليه وسلم : ( من ذبّ عن عرض أخيه في الغيبة كان حقا على الله أن يعتقه من النار ) صحيح الجامع 6240

4 : ــ النظر في عواقب الأمور ، والحذر من الشهوات ، والفتن ، والمعاصي ، وتقلب القلوب : فقد كان من دعاء رسول الله خليجية : ( اللهم يا مقلب القلوب والأبصار ، ثبت قلوبنا على دينك ) .

وعن أنس – خليجية – قال : قال رسول الله خليجية : ( إن القلوب بين أصبعين من أصابع الله يقلبها ) صحيح رواه (حم ، ت ، ك ) صحيح الجامع 1685 .

وعنه – خليجية – قال : قال رسول الله خليجية : ( ما تواد إثنان في الله فيفرق بينهما إلا بذنب يحدثه أحدهما ) صحيح الجامع 5603 .

وقال الله تعالى : ( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوفّ إليهم أعمالهم فيها وهم فيها لا يبخسون . أولئك الذين ليس لهم في الآخرة إلا النار وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) هود 15 ـ 16 .

5 : ــ الدعاء له ولمن يحب ، بخير حيا وميتا . قال رسول الله خليجية : ( إذا دعا الرجل لأخيه في ظهر الغيب قال الملك : آمين ، ولم مثل ذلك ) رواه مسلم .

قال أحد الصالحين : [ أين مثل الأخ الصالح ؟ إن اهل الرجل إذا مات يقسمون ميراثه ، ويتمتعون بما خلّف ، والأخ الصالح ينفرد بالحزن مهتما بما قدِم أخوه عليه ، وما صار إليه ، يدعو له في ظلمة الليال ، ويستغفر له وهو تحت أطباق الثرى ] منهاج المسلم ص 112 .

والحرص على جوامع الكلم من دعاء النبي خليجية .

ومنها ما رواه أبو هريرة عنه قال : قال رسول الله خليجية : ( اللهم أصلح لي ديني الذي هو عصمة أمري ، وأصلح لي دنياي التي فيها معاشي ، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي ، واجعل الحياة زيادة لي في كل خير ، واجعل الموت راحة لي من كل شر ) رواه مسلم .


أسأل الله تعالى أن يجمعنا على منابر من نور يوم القيامة مع المتحابين في جلاله ، وأن يظلنا في ظله يوم لا ظل إلا ظله .




خليجية



السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
جزاكم الله خيرا ونفع بنا وبكم

توكل على الله وفوض الأمر اليه وارض بحكمه
وألجأ اليه واعتمد عليه فهو حسبك وكافيك .
صل على الحبيب || عليه الصلاة والسلام




التصنيفات
منوعات

الأخوة الغائبة

عندما أراد النبي صلى الله عليه وسلم أن يؤسس مجتمعا راسخا في الإيمان , مطبقا لسلوكياته على الأرض , منفذا لتعاليم التشريع في معاملات الناس وأخلاقهم وآمالهم وأحلامهم , وضع الأسس الأولى لذلك المجتمع بناء على أمرين أساسيين , المسجد كمؤسسة مركزية نورانية والأخوة نموذج تطبيقي دافعي ملهم .

ومفهوم الأخوة الإيمانية مفهوم عميق في الرؤية الإسلامية, فهو يتعدى مفاهيم الصداقة والمعرفة والزمالة والصحبة وغيرها من التعريفات الاجتماعية للأفراد مع بعض .

فلكأنه استعار لفظ الأخوة التي اختصت دوما بالأشقاء من دم ولحم ومن صلب واحد إلى نوع آخر ميثاقه الإيمان وعموده المحبة ودافعه الثواب والأجر يحيطه الصدق , ويؤمنه الإخلاص , فنزلت آيات القرآن الكريم تضبط الميثاق وتبين السبيل " إنما المؤمنون إخوة " فجعلت الإيمان دليل الأخوة وفي آية أخرى " فأصبحتم بنعمته إخوانا " , فجعل النعمة كأنها قد جسمت فصارت أخوة متحركة .

وأخوة أخرى منبثقة عن الأخوة الإيمانية العامة سعى النبي صلى الله عليه وسلم إلى بثها بين ثنايا المجتمع الناشئ في المدينة , وكأنه يطرح بين خيوط الثوب المنسوج الجديد خيوطا أكثر قوة وأشد متانة تميز الثوب وتشده وترفع قيمته .

تلكم هي الأخوة الخاصة التي تنشأ بين اثنين أو اكثر , تلاقوا في طاعة الله لم يجمع بينهم دنيا , ولم تغوهم مصلحة , ولم يغرهم زخرف , بل كان لقاؤهم في الله طلبا للثواب , وكانت علاقاتهم في الله تزيد الإيمان يوما بعد يوم .

فكلما زادت أخوتهم زاد إيمانهم , فهي أخوة لا تزيد بالعطاء ولا تنقص بالمنع , إذ قيمتها الأساسية لا تتعلق بالمنافع الدنيوية .

وهي أخوة تضع الإيثار خلقا لها , فليست الأزمة في السير أبدا تحدث بين اثنين يسيران في الطريق مادام الطريق متسعا لهما , إنما تبين الحقائق عندما يضيق الطريق فلا يصبح ممكنا أن يمر فيه إلا واحد فقط , فعندئذ من يمر ! أنت أو صاحبك ؟! ..

والإيثار الأخوي هنا يدفعك أن تقدم صاحبك في الخيرات كلها إيثارا على نفسك مهما كان بك حاجة " ويؤثرون على أنفسهم ولو كان بهم خصاصة "

ولا يزال الموقف الرباني الإيماني المعجز الذي كان في أحد الغزوات , لما سأل النبي صلى الله عليه وسلم عن بعض أصحابه فقيل له أنهم مجروحون أو شهداء , فأمر بتفقدهم , فذهبوا إليهم فوجدوا أربعة لم يقضوا نحبهم بعد , فسألوهم هل لكم من حاجة , فقال الأول : شربة ماء , فجئ له بالماء فإذا بأخيه المجروح بجواره يطلب الماء , فقال أعطوه قبلي , وفعل الثاني ذلك مع الثالت و الثالث مع الرابع , كلهم يطلب أن يسقى أخوه قبله وهو في آخر رمق من الحياة , فلما عاد من الرابع إلى الأول فكان قد مات إلى الثاني إلى الثالث إلى الرابع حتى ماتوا جميعا , وقد آثروا على أنفسهم شربة الماء في آخر رمق من الحياة .

وخلق آخر يحوي الأخوة فيلفها بحزام عفيف فيربطها برباط فروسي علوي سامق وهو خلق المروءة , فالأخوة والمروءة صنوان يكادان أن يجتمعا في معظم الماهية .

فالأخوة تعني النجدة والمسارعة في الخيارات , والمدافعة عن الأخ إن ظلم , وتقويمه إن انحرف وتصويبه إن تردد , ونصحه إن جهل , والمسابقة اليه في الفضائل , وتكاد تلك المعاني أن تجمع في معنى المروءة , فلكأنما صارت الأخوة في ميثاق الإسلام مروءة متحركة وإيثارا معجزا , فما أروعها من مبادرة تجمع النفوس وتربي القلوب على طريق واحد بينما الكفوف في الكفوف والقلوب تدعم القلوب .

أوضح نموذجها الأمثل النبي صلى الله عليه وسلم مع صاحبه إذ يخشى صاحبه عليه بينما هم في الغار في رحلة المدينة فيقول لو نظر أحدهم تحت قدمه لرآنا يا رسول الله ويخلد القرآن الموقف الصادق من الصاحب الصدوق الصديق " إذ يقول لصاحبه لا تحزن إن الله معنا " .

وأخوة تجعل أحدهما – المهاجري – وقد آخاه النبي صلى الله عليه وسلم بأنصاري كريم قد عرض عليه شطر ماله , واحدى زوجاته , يقول له بارك الله لك في زوجك وأهلك دلني على السوق , فينتج الصدق خيرا وتنتج المروءة بركة فيصير نتاج غنى مبارك .

قال بن اسحاق وآخى رسول الله صلى الله عليه وسلم بين أصحابه من المهاجرين والأنصار فقال تآخوا في الله أخويين أخوين ثم أخذ بيد علي بن ابي طالب فقال : هذا أخي , وكان حمزة بن عبد المطلب وزيد بن حارثة أخوين وإليه أوصى حمزة يوم أحد , وكان جعفر بن أبي طالب ومعاذ بن جبل أخوين , وكان أبو بكر الصديق وخارجة بن زهير أخوين , وكان عمر بن الخطاب وعتبان بن مالك أخوين , وكان أبو عبيدة بن الجراح وسعد بن معاذ أخوين , وكان عبد الرحمن بن عوف وسعد بن الربيع أخوين , وهما صاحبا قصة السوق السابقة , وكان الزبير بن العوام وسلمة بن سلامة أخوين , وكان الزبير وعبد الله بن مسعود أخوين , إلى غير ذلك من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم الذين خلدوا على صفحات التاريخ نماذج معجزة من تطبيقات الأخوة معنى ومبنى .

فتجد الأخوة التي قسمها رسول الله صلى الله عليه وسلم تجمع الأغنياء بالفقراء , والأحرار بالموالي ,وإنما تقربهم الأخوة وتحببهم .

أخرج الطبراني قول النبي صلى الله عليه وسلم " ما من رجلين تحابا في الله بظهر الغيب إلا كان أحبهما إلى الله أشدهما حبا لصاحبه " , وأخرج مسلم عن أبي هريرة رضي الله عنه , أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن رجلا زار أخ له في قرية أخرى فأرسل الله تعالى على مدرجته ملكا فلما أتى عليه قال : من تريد ؟ قال : اريد أخا لي في هذه القرية , قال : هل لك عليه من نعمة تربها عليه , قال لا غير أني احببته في الله تعالى , قال إني رسول الله إليك فإن الله قد أحبك كما أحببته فيه .

بل إن النبي صلى الله عليه وسلم , يضع القيمة الكبرى الجاذبة للأخوة في الله والمحبة فيه بقوله عن الله عز وجل في الحديث القدسي " قد حقت محبتى للذين يتحابون من أجلي " أخرجه أحمد

إن الناظر في حال الأخوة في الله في هذه الأزمان لينكسر قلبه لما يرى من أخوة ظاهرية بلا عمق , ومن علاقات قائمة على المصلحة الشخصية ومن تقارب وصحبة في السراء دون الضراء , ومن أخوة قائمة على التحزب لجماعة أو حزب , أو تبعية لشخص ما , أو من أخوة مؤقتة غير مستمرة تتغير بتغير الأحوال " فما أكثر الإخوان حين تعدهم .. ولكنهم في النائبات قليل " .

قال الشافعي : من صدق في أخوة أخيه ,قتل علله , وسد خلله , وعفا عن زللـه .

وقال أبو الدرداء : إذا تغير أخوك وحال عما كان عليه فلا تدعه لأجل ذلك فإن أخاك يعوج مرة ويستقيم مرة




التصنيفات
منتدى اسلامي

الأخوة في الله

وقفة مع آية :
﴿ قال إني أنا أخوك فلا تبتئس بما كانوا يعملون﴾

– الأصل في الأخوة أن يذهب الأخ عن أخيه البؤس والحزن، ويبعث في نفسه الطمأنينة بالود والقرب منه.
ما أجمل الحياة حين تضيق بك الدنيا فتجد فيها أخا عزيزا أو صديقا حميما يشاركك أحزانك و يُواسيك في همومك. و يفرح بفرحك ….
﴿ اشدد بهِ أزري وأشركهُ في أمري كي نُسبحك كثيراً ونذكرك كثيرا ﴾

سئل حكيم: كيف تعرف ود أخيك؟ فقال: يحمل همي، ويسأل عني، ويسد خللي، ويغفر زللي، ويذكرني بربي.
فقيل له: وكيف تكافئه؟ قال: أدعو له بظهر الغيب.

قال ابن تيمية رحمه الله: مثل الأخوة في الله كمثل اليد والعين، إذا دمعت العين مسحت اليد دمعها، وإذا تألمت اليد بكت العين لأجلها.
اللهم اجمع قلوبنا على الحب والمودة في طاعتك.
اللهم آمين
❤❤❤❤❤




رووووووووووووووووووعه
احبك في الله شوشو



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة محبوبه زوجها خليجية
رووووووووووووووووووعه
احبك في الله شوشو

ايي كرومة خجلتيني
خليجية
❤احبك الله الذي احببتني فيه ❤




اللهم آمين

بارك الله فيك

ماشاءالله الله يديم المحبة في الله




جزاك الله خيرا على هذا الموضوع



التصنيفات
التربية والتعليم

كيف نحول الغيرة بين الأخوة إلى وسيلة بناءة

الغيرة شعور نفسي بتميز الآخرين عنا، تتحول أحيانا إلى عرض نفسي لابد من علاجه، فغيرة الأشقاء من بعضهم شعور طبيعي، إلا انه يتحول لمشاعر سلبية خطيرة، إذا دعمه الآباء بالتفرقة اللاشعورية في التعامل بين الأخوات.

الغيرة واقع وحقيقة

ولإطفاء نار الغيرة داخل الأسرة وكيفية تحويل مشاعر الغيرة الملتهبة بين الأخوات إلى وسيلة بناءة تخدم الأسرة والمجتمع معا، والعديد من النصائح الذهبية لأسرة سعيدة يحدثنا الدكتور مصطفى عابدين أستاذ علم النفس حيث يقول: الغيرة شعور مؤلم يظهر فى حالات كثيرة مثل ميلاد طفل جديد للأسرة، أو شعور الطفل بخيبة أمل فى الحصول على رغباته، ونجاح طفل آخر فى الحصول على تلك الرغبات، أو الشعور بالنقص الناتج عن الإخفاق والفشل، والغيرة أحد المشاعر الطبيعية الموجودة عند الإنسان كالحب، ويجب أن تقبلها الأسرة كحقيقة واقعة ولا تسمح فى نفس الوقت بنموها، فالقليل من الغيرة يفيد الإنسان، فهى حافز على التفوق، لكن الكثير منها يفسد الحياة، ويصيب الشخصية بضر بالغ، وما السلوك العدائى والأنانية والارتباك والانزواء إلا أثر من آثار الغيرة على سلوك الأطفال.

وإذا أصبحت الغيرة عادة من عادات السلوك وظهرت بصورة مستمرة فإنها تصبح مشكلة، لاسيما حين يكون التعبير عنها بطرق متعددة، والغيرة من أهم العوامل التى تؤدى إلى ضعف ثقة الطفل بنفسه، أو إلى نزوعه للعدوان والتخريب والغضب، والواقع أن انفعال الغيرة انفعال مركب، يجمع بين حب التملك والشعور بالغضب، وقد يصاحب الشعور بالغيرة إحساس الشخص بالغضب من نفسه ومن إخوانه الذين تمكنوا من تحقيق مآربهم التى لم يستطع هو تحقيقها، وقد يصحب الغيرة كثير من مظاهر أخرى كالثورة أو التشهير أو المضايقة أو التخريب أو العناد والعصيان، وقد يصاحبها مظاهر تشبه تلك التى تصحب انفعال الغضب فى حالة كبته، كاللامبالاة أو الشعور بالخجل، أو شدة الحساسية أو الإحساس بالعجز، أو فقد الشهية أو فقد الرغبة فى الكلام.

فالشعور بالغيرة أمر خطير يؤثر على حياة الطفل ويسبب له صراعات نفسية متعددة، فهى تمثل خطراً داهما على توافقه الشخصى والاجتماعى، بمظاهر سلوكية مختلفة منها التبول اللاإرادي أو مص الأصابع أو قضم الأظافر، أو الرغبة فى شد انتباه الآخرين، وجلب عطفهم بشتى الطرق، أو التظاهر بالمرض، أو الخوف والقلق، أو بمظاهر العدوان السافر.

فالغيرة تدور إذا حول عدم القدرة على أن نمنح الآخرين حبنا ويحبنا الآخرون بما فيه الكفاية، وبالتالى فهى تدور حول الشعور بعدم الطمأنينة والقلق تجاه العلاقة القائمة مع الأشخاص الذين يهمنا أمرهم. والغيرة فى الطفولة المبكرة تعتبر شيئاً طبيعيا حيث يتصف صغار الأطفال بالأنانية وحب التملك وحب الظهور، لرغبتهم فى إشباع حاجاتهم، دون مبالاة بغيرهم، أو بالظروف الخارجية، وقمة الشعور بالغيرة تحدث فيما بين 3 – 4 سنوات، وتكثر نسبتها بين البنات عنها بين البنين.

التفرقة أم المشاكل

وعلى ذلك يجب ضرورة التأكيد على عدم إثارة مشاعر الغيرة بين الأخوات من خلال التفرقة غير المقصودة بينهم كالاهتمام بطفل دون الآخر لأسباب خاصة به ولا يتفهمها الطرف الآخر، فلابد أن يتوخي الآباء الحذر في إظهار عواطفهم نحو الأبناء حتى ولو كان هذا الابن يستحق رعاية اكثر بحكم ظروفه سواء كان الأصغر أو أن يكون مريضا او مسافرا لبعض الوقت، فالحكمة مطلوبة في التعامل مع الأبناء حتى لا يشعروا بالتفرقة بينهم وأكبر مثال على ذلك مشاعر الغيرة التي حولت اخوة سيدنا يوسف عليه السلام لمحاولة التخلص منه لاعتقادهم الخاطئ ان أباهم يفضله عنهم لأنه كان اصغرهم فقط وهنا نتحدث عن تصرف أولاد أحد الأنبياء، فإننا نلتمس العذر للإنسا العادي أن ينتابه هذا الشعور.
عندما يشاركه الثاني !

ومع بداية الزواج تستعد الأسرة لاستقبال مولودها الأول بفارغ الصبر وتهتم بكل طلباته وتراقب كل تحركاته باهتمام كبير وبعد فترة تحمل الأم وترزق بمولود آخر قد يثير مشاعر الغيرة لدى الطفل الأكبر خاصة لدى الأسرة غير الواعية لضرورة عدم إهمال طرف على حساب آخر تحت دعوى ان الأصغر اولى بالرعاية، وهنا على الام ان تهيئ الطفل الاكبر لاستقبال شقيقه الاصغر حتى ان هناك بعض الاسر تحضر هدايا للشقي الاكبر وتدعي انها من أخيه وبذلك تحمي الطفل من الشعور بالاهمال وتطفئ نار الغيرة لديه.

كما لابد ان تعمل الأم على مشاركة الأخ الأكبر في تعليم وتربيه الأخ الأصغر، فداخل كل منا رغبة بالاهتمام بشخص ما ويكون مسؤولا عنه فليكن هذا الشخص الاخ الاصغر وفي نفس الوقت يجب ألا تتعامل مع الابن الأكبر على انه كبير ولايجب تدليله ولابد ألا يخطئ ويتحمل المسؤولية كاملة لمجرد انه يكبر الأصغر بسنتين أو أكثر فهذا خطأ كبير تقع فيه بعض الأسر.

وعن كيفية مواجهة نيران الغيرة داخل الأسرة يقول الدكتور مصطفى: لابد أولا من إشعار الطفل بقيمته ومكانته فى الأسرة والمدرسة وبين الزملاء وتعويده على أن يشاركه غيره فى حب الآخرين، وتعليمه أن الحياة أخذ وعطاء منذ الصغر وأنه يجب على الإنسان أن يحترم حقوق الآخرين، ونبث الثقة فى نفس الطفل لتخفيف حدة الشعور بالنقص أو العجز عنده.

بالإضافة لضرورة توفير علاقات قائمة على أساس المساواة والعدل، دون تميز أو تفضيل أحد على آخر، مهما كان جنسه أو سنه أو قدراته، وتعويد الطفل الأناني على احترام وتقدير الجماعة، ومشاطرتها الوجدانية، ومشاركة الأطفال فى اللعب وفيما يملكه من أدوات، كما إن إغداق امتيازات كثيرة على الطفل المريض يثير الغيرة بين الأخوة الأصحاء، وتبدو مظاهرها فى تمني السوء والكراهية للطفل المريض أو غير ذلك من مظاهر الغيرة الظاهرة أو المسترة ولعل هناك بعض محاضر الحوادث التي سجلت بعض العنف والعدوان من الأخوة الكبار لمن هم اصغر سنا كاستعمال بعض الأدوات الحادة عند اللعب معهم او على الاقل يوجه غيرته الى تدمير ادواته وألعابه الخاصة.

لذلك يجب على الآباء الحزم فيما يتعلق بمشاعر الغيرة لدى الطفل، فلا يجوز إظهار القلق والاهتمام الزائد بتلك المشاعر، كما أنه لا ينبغى إغفال الطفل الذى لا ينفعل، ولا تظهر عليه مشاعر الغيرة مطلقاً، وفى حالة ولادة طفل جديد لايجوز إهمال الطفل الكبير وإعطاء الصغير عناية أكثر مما يلزمه، فلا يعط المولود من العناية إلا بقدر حاجته، وهو لا يحتاج إلى الكثير، الذى يضايق الطفل الأكبر عادة كثرة حمل المولود.

ويجب عليهم ايضا أن يهيئوا الطفل إلى حادث الولادة مع مراعاة فطامه وجدانياً تدريجياً بقدر الإمكان، فلا يحرم حرماناً مفاجئاً من الامتياز الذى كان يتمتع به، والأهم من ذلك ضرورة تفادي المقارنة الصريحة واعتبار كل طفل شخصية مستقلة لها استعداداتها ومزاياها الخاصة بها مع تنمية الهوايات المختلفة بين الاخوة كالقراءة والرياضات المختلفة وألعاب الكمبيوتر وغير ذلك، وبذلك يتفوق كل فى ناحيته، ويصبح تقيمه وتقديره بلا مقارنة مع الآخرين.

المساواة أعظم الحلول

يجب المساواة فى المعاملة بين الابن والابنة، فمعظم الاسر في مجتمعاتنا الشرقيه تفضل الولد عن البنت نتيجة لرغبة الاباء الشديدة فيمن يرث مهنتهم او تجارتهم ويستندون عليه مستقبلا وهذا يفسر تفضيلهم للذكر عن الأنثي، وهذه التفرقة فى المعاملة تؤدى إلى شعور الأولاد بالغرور وتنمو عند البنات غيرة تكبت وتظهر أعراضها فى صور أخرى فى مستقبل حياتهن مثل كراهية الرجال وعدم الثقة بهم وغير ذلك من المظاهر الضارة لحياتهن، لذلك اذا عرفت أسباب الغيرة كان من السهل علاج أعراضها وحماية أفراد الأسرة منها.

ودمتم بحفظ الله




خليجية



شكرا على الطرح الجميل
وبانتظار جديدك دوما !!!
تقبلي مروري




يسلمو حبي



التصنيفات
ادب و خواطر

خواطر إسلامية في المحبة و الأخوة في الله

:0136:السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

خواطر إسلامية في المحبة و الأخوة في الله

الخاطرة الاولى

ما أجملها من أخوة ، وما أروعها من نفحات إيمانية عذبة ، يستشعرها الأخو تجاه أخيه..فتسري في عروقه سريان

الماء الزلال بعد فورة عطش شديد ،فيثلج صدرة ، ويروى ضمؤه ، ليعود للقلب نقاءه ,,وللنفس صفاؤها..فتطمئن الروح

وتعود لتنشر أريج الود والحب من جديد .

الخاطرة الثانية

كم من أمنيات عشناها ، فصارت ذكريات ، ذكريات تثير شجون المحبين ،

فللقلب معها خفقات….

وللدمع فيها دفقات….

وفي الصدر منها لهيب وزفرات.

الخاطرة الثالثة

لا يستطيع اللسان التعبير عن كل ما في النفس تجاههم ، ولكن تأبى النفس إلا أن تبين بعض ما يتلجلج في الصدر ..

ويشتعل في الأعماق

ومع عودة الذكريات…… يعود الأمل .

الخاطرة الرابعة

وبعد الوصال لابد من إرتحال ، تغرب الشمس وكأن أشعة غروبها سيوف تعمل في الغروب ، فيخفق القلب صراعاً ..

ويناديه الركب الراحل …وداعــــــاً ….

ويهتف اللسان والقلب …قفوا….قفوا .

وأخيراً

اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد إجتمعت على محبتك ..والتقت على طاعتك … وتوحدت على دعوتك …وتعاهدت على نصرت شريعتك..

فوثق اللهم رابطتها ….وأدم ودها…وأهدها سبلها ..واملئها بنورك الذي لا يخبو .

واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك…وأحيها بمعرفتك..وأمتها على الشهادة في سبيلك ..

إنك نعم المولى ونعم النصير

اللهم آمـــــيــــــــــن
اللهم إنك تعلم أن هذه القلوب قد إجتمعت على محبتك ..والتقت على طاعتك … وتوحدت على دعوتك …وتعاهدت على نصرت شريعتك..

فوثق اللهم رابطتها ….وأدم ودها…وأهدها سبلها ..واملئها بنورك الذي لا يخبو .

واشرح صدورها بفيض الإيمان بك وجميل التوكل عليك…وأحيها بمعرفتك..وأمتها على الشهادة في سبيلك ..




ما أجمل تلك لمشاعر التي خطها لنا قلمك الجميل هنا
لقد كتبت وابدعتِ
كم كانت كلماتكِ الرائعه في معانيها



شكرا لكي على ردك المميز

قلمي يكتب ويحكي عن مافي داخلي




التصنيفات
منوعات

الأخوة في الله بين الشاب والفتاة .الى أين؟؟!!!


السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

الحمدُ لله و الصلاةُ و السلامُ على رسول الله:
هذه مُحادثة جَرت بين شاب و فتاة مُلتزمَين… و لكن
كان معهما رفيقين آخرين لم يرَهما الشَّابين…

طبعا هما شيطان الأخ و شيطان الأخت… فهيا بنا نسمع ما يجري… نسأل الله العفو والعافية لكل المُسلمين و المُسلمات…

شيطانُ الأخ يُوسوس للأخ : يعم الأخت تلك ما شاء الله عليها:خُلق و دين و حياء و علم وووو يعني هذه فتاة أحلامك… و هي بالتأكيد سر سعادتك… فلازم تتعرف عليها أكثر عشان ربنا يكرمك بيها…

الأخ : آه ما شاء الله عليها بس كلامي معها هيكون حرام… فكيف ربنا هيوفقني و اياها؟

شيطان الأخ : يعم شو حرام؟ إنت هتكلمها بالحب و الغزل؟ إنت يعني كلامك معها هيكون سلام و سلام عليكم و تسألها عن أمور هامة عن دروس أو مشايخ أو تدلها على خير أو تنصحها… فمين حرَّم الخير يبني؟؟؟ يبني ده اسمه الأُخوة في الله… هي أختك فما تسرح من أولها … إصحا بئا…

الأخ : آه صح … أنا لو كلمتها فكده هتكون علاقتنا فقط أَخوية إن شاء الله…

الآن الأخ يُرسل رسالة للأخت …

الأخ : السلام عليكم أختي…

الأخت مُندهشة: و عليكم السلام أخي في الله

الأخ: معذرة أختي أردت أن أسألك بخصوص موضوع كنتِ كتبتِه و قد كان به خلل ما… فأردتُ أن أنصحك به … فما شاء الله عليك نشيطة و مُجدة ربنا يزيدك يا رب.

الأُخت : جزاكَ الله خيراً أخي الكريم… نعم تفضل و أخبرني عن الخلل لأقوم بتصحيحه

فأخبرها الأخ بالخلل …

شيطان الأخ: كيفك يا أخي الشيطان؟ عاوزين يعم نضيع هذا الراجل و البنت طيب؟

شيطان الأخت : آآآه يا راجل دي سوَّدَت وجهي و تعبتني أوي أوي من العبادة … حاسس إني هموت منها الله ياخذها

شيطان الأخ: هههه يا مسكين ولا يهمك … حُط إيدي في إيديك و أبشر هنضيعهم ضياع ما عمرهم توقعوه ههههشيطان الأخت : ههههه فهمتك يعم صحيح إنك إبليس خبيث ههههه

الآن شيطان الأخت يوسوس للأخت بعد محادثتها والأخ : شايفة الأخ ده فهمان و الله و يريد النصيحة للناس و خلوق و مؤدب بالكلام سبحان الله … و احتمال إنه خاتم المصحف …

الأُخت : ما شاء الله عليه ربنا يزيده و يجزيه الخير

شيطان الأخت : يبنتي و لا واحد إلا يكون عنده خطأ و نقص فليه قبل ما تنشري موضوعك خذي نصيحته بيه و كيف هو و كمان تخريج الحديث ووو فأنتي داعية و لازم تهتمي بالدعوة أكتر و أكتر فما في أي مشكلة أبدا لما تسأليه…

الأخت : بس خايفة مع الوقت إنه يحصل شي و الشيطان يدخل بيننا لا انا لن أسأله… بس إذا هو كلمني و نصحني هآخذ نصحيته إن شاء الله

شيطان الأخت: يبنتي إنتي هتغازليه و إلا إيه؟ إنتي بس هتسأليه بالدين كأنه شيخ وبس وما تحكي له أي شي لا كيف حالك و لا كيف مالكالأخت : طيب ربنا يسهل

شيطان الأخ : يعم شفت كيف أخلاقها و دينها وووو

الأخ : آه بسم الله عليها دي و الله أحسبها من الصالحات

شيطان الاخ: فعشان إنها من الصالحات يا صالح لازم تكون هي زوجتك فاسعَ لها فالزواج نص الدين وإلا إيه يا شيخ؟

الأخ: إن شاء الله … و أنا كمان عاوز أكلمها تاني و أنصحها أو أسألها عن أي شي بخصوص مواضيعها و كده

شيطان الأخ: أيوة يعم إنت كده تمام يله روح إسالها بأي شي فهي ربما خجلانة أو شي

الأخ مرة أخرى : أختي هل من المُمكن أن أقوم بمُساعدتك باختيار المواضيع و المُساهمة بها ، فكده هكون ناصح و كمان أنال أجر معك من الله ، و كل معاملتنا هتكون في مجال الدعوة فقط و لأجل الله أختي في الله…

شيطان الأخت و قد رآها توترت : شايفة ده ربنا بيحبك و جاب لك الخير لعندك كي يُساعدك في الدعوة و نشرها فهيا فالنية هي الله و حده

الأخت : جزاك الله خيرا أحي … سيشرفني أنك ستراجع ما أقوم بنشره و نُصحي كذلك

الشيطانان الآن فرحا جدا و سيَدعانهما يتعاملان براحتهما فترة من الوقت…
و بعد عدة أيام…

و الأيام عم تجري…

و العلاقة بين الأخ و الأخت تقوى و تشتد و الشيطانان يسكبان عليها الزيت لتشتعل مع رضا كبير منهما…

الأخ بعد تلك الأيام: إزيك و كيف صحتك و أهلك و ما في أي مشاكل جديدة مع الأهل أو صحباتك عشان أساعدك؟

الأخت: ربي ما يحرمني منك لا ما في الحمد لله … و مش هنسى وقوفك معي بمحنتيالأخ: و لو ده أقل القليل دنا مُقصر و الله و كان لازم أساعدك من زمان ربي يسامحني على تقصيري و لكن إن شاء الله بعد اليوم هكون مثل أبوك و أخوك الأخت و بعض الخجل: إن شاء الله… و الآن أخبرني عنك أكتر عاوزة أتعرف عليك نفسي تحكي لي كل شي


الأخ : من عيوني و الله إنت بس أؤمرني يا غالي…

الشيطانان يضحكان و يضحكان… قائلان الآن خلاص احتلينا القلبَين… و هنجرهم جر للحرام أكتر و أكتر

مَضَت الأيام مع ومضات من العشق و الحب المُحرم و الكلام الذي كان سببه الأخوة في الله…


شيطان الأخ: يعم إنت بتموت في البنت و مش هتقدر تعيش بدونها لازم تتزوجها واخبرها عن اللي بقلبك بسرعة صارحها فلازم تمشي على السُّنة و تتوكل على الله لانك خلاص لازم تتزوجها أو …

الأخ: آه و الله أنا خلاص مش قادر أتحمل أكتر هحكي لها كل اللي بقلبي …و أنا كمان حاسس إنها مثلي

شيطان الأخ: يعم إنت ذكي و فهمان مثلي يله يله روح شوفها…

شيطان الأخت: يبنتي ده فتى أحلامك و إنت خلاص لازم تتمسكي بيه… ده ربنا جابه ليكي أُمال! فحاولي أن تُلمحي له يبنتي كي يعرض عليك الزواج… هو أصلا ميت بيكي مش
فاكرة كيف كان يساعدك و يفرح لفرحك و يزعل لزعلك؟كده الزوج و إلا بلاش

الأخت: مش قادرة أتخيل إنه مش هيكون لي… نفسي أنا و هو نكون لوحدينا و مش عاوزة شي تاني يا رب… بس أنا حاسة إن همتي نزلت أوي و إني تغيرت كتير عن الأول

شيطان الأخت: يبنتي إنتي مش هتقدري تتركيه أبدا لأنه خطف قلبك و صار كل تفكيرك… لما تتزوجان فستعودي مثل زمان و هو بجانبك يساعدك فكري بعقلك مش بقلبك

الأخت: صح إن شاء الله نتزوج و نكون أحسن زوجين داعيين لله …ياااااا رب

و الآن ظل الكلام بين الأخ و الأخت و تطور الأمر مِن سلام و نصيحة إلى سؤال عن الحالِ و حَل للمشاكل… و من ثم بدأ المُصارحة من الطرفين بالحب و غيره من الفواحش…
و سيظل الشيطانان وراءهما حتى يصلان إلى ما هو أبعد و أبعد من تلفونات و صُوَر و عناوين ووو حتى وصول الكبائر…

فلنحذر من الأخوة في الله بين شاب و فتاة أجنبيان عن بعضهما

منقول




جزاك الله خيرا اختي الغاليه .. لكِ مني كل الشكر و التقدير



لا حول و لا قوة إلا بالله ~ نعوط° ط¨ط§ظ„ظ„ظ‡ ظ…ظ† ط§ظ„ط´ظٹط·ط§ظ† ط§ظ„ط±ط¬ظٹظ…

الله يحفظنا و يحمينا يارب




جزاك الله خيرا اختي
موضوع يستحق الطرح



التصنيفات
رعاية الاطفال والمواليد

كيف نحمي أبنائنا من النزاعات بين الأخوة

أنها إحدى أكثر الأشياءِ المفجعة التي يمكن لأي أم وأب أن يشهداها، أشقاء يحاربون بعضهم البعض، ويتنازعون كأنهم ألد الأعداء.

يتعرض الآباء لاختبار هام عندما يستقبلا طفلهما الثاني. فهما لا يواجهان مشاعرهما فقط بل ومشاعر الطفل الأول الذي يعتقد بأنه يمتلك ميزات هذه المكانة بالولادة. ولكن هناك طرق للتَعامل مع قتال الأشقاءِ ومساعدتهم على التعلم من تجاربهم واختلافاتهم. فكلاهما أطفالك وأنت تحبهما بنفس المقدار. تذكّر بأنهم ليسوا مثل بعضهم البعض، لذا سيكون لديهم مستويات مختلفةَ من الفهم كما أن لديهم شخصيات مختلفة.

قد يكون النزاع حدثا شائعا في بعض العائلات التي تملك طفلين أو أكثر، لَكن لا يجب أن يكون هذا هو النمط دائما. على سبيل المثال يمكن أن يتعلم الطفل الأصغر الكثير من شقيقه الأكبر سنّاً. مثل التفاعل مع الآخرين، تكوين الصداقات، بالإضافة إلى تعلم كيفية التعامل مع الأشخاص الأكبر سنا في العائلة والأصدقاء، وتعلم المهام المنزلية. ووفقا للدراسات فأن الأشقاء الأصغر سنا يتعلمون الحديث مبكرا لأنهم يستمعون بحذر أكبر لأشقائهم الأكبر سنا ويقلدونهم. ولا تقتصر عملية التعلم على الصغار فقط بل يمكن للشقيق الأكبر أن يتعلم من شقيقه الأصغر.

يمكن أن يجلب القتال بين الأشقاءِ الكثير من التَوتّر بين الأفراد الآخرين من العائلة. وكوالد فقد تجد صعوبة في الحفاظ على هدوئك في الأوقات المرهقة مثل نزاع الأشقاء. ولكن لنزع فتيل الخلاف، من المهم أن تهدئ نفسك. فالاشتراك في النزاع لن يفيد، كذلك التحيز لطرف ما. تحدث إلى الأشقاء بنفس الوقت على انفراد وحاول أن تجد سبب المشكلة. ثم أجلسوا معا جمعيا وحاولوا الوصول إلى تفاهم.

من المهم أيضاً السماح للأطفال بحل مشاكلهم بدون تدخلك. اقتراح بعض الطرق التي يمكن من خلالها حل المشكلة ثم اترك الغرفةَ، ودعهم يفكرون في طرق لحل المشكلة وتنظيم أنفسهم. لا تقلل من تقدير ما يمكن أن يفعله أطفالَك، فقد تدهشك هذه المخلوقات الصغيرة.

أفضل حل هو مدح التصرف الجيد وليس الشخص وتجاهل التصرفات السيئة.

قتال الأشقاء حقيقة من حقائق الحياة ودائما سيكون هناك اختلافات في الرأي الأمر الذي سيؤدّي تباعاً إلى الحجج والقتال، وهذا لَيس أمرا غير عادي وأنت لَست الوالد الوحيد الذي يمر بذلك.

خليجية




مشكووورة ياا الغالية



مشكوره يا لغاليه



خليجية




التصنيفات
منوعات

الإسلام دين الأخوة والوحدة

لحمد لله الذي هدانا للإيمان، وشرفنا بالإسلام، والصلاة والسلام على سيد المرسلين، وعلى آله وصحبه أجمعين، وبعد،،،

فقد قال الله تعالى وهو أصدق القائلين:{ وَاعْتَصِمُوا بِحَبْلِ الَّهِ جَمِيعًا وَلَا تَفَرَّقُوا وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ الَّهِ عَلَيْكُمْ إِذْ كُنْتُمْ أَعْدَاءً فَأَلَّفَ بَيْنَ قُلُوبِكُمْ فَأَصْبَحْتُمْ بِنِعْمَتِهِ إِخْوَانًا وَكُنْتُمْ عَلَى شَفَا حُفْرَةٍ مِنَ النَّارِ فَأَنْقَذَكُمْ مِنْهَا كَذَلِكَ يُبَيِّنُ الَّهُ لَكُمْ آيَاتِهِ لَعَلَّكُمْ تَهْتَدُونَ[103]}[سورة آل عمران].

الأمة الإسلامية أمة: إلهها واحد، ورسولها واحد، ودينها واحد، { وَمَنْ يَبْتَغِ غَيْرَ الْإِسْلَامِ دِينًا فَلَنْ يُقْبَلَ مِنْهُ وَهُوَ فِي الْآخِرَةِ مِنَ الْخَاسِرِينَ[85]}[سورة آل عمران]. وكتابها القرآن دواء للإنساية من أمراضها وأسقامها، وعللها وآفتها، أفرغ بآياته وشرائعه البينة الواضحة على أتباعه المؤمنين به، المستظلين بظله، صبغة الوحدة والجماعة والأخوة، منحيًا عنها عصبيات الجنسية والإقليمية، فلم يؤثر فردًا على فرد، ولا فئة على فئة، ولا جماعة على جماعة، فأزال العصبية القبلية بقوله تعالى:{…إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الَّهِ أَتْقَاكُمْ…[13]}[سورة الحجرات].

وأزال العصبية الوطنية بقوله:{ وَالَّذِينَ آمَنُوا بِالَّهِ وَرُسُلِهِ وَلَمْ يُفَرِّقُوا بَيْنَ أَحَدٍ مِنْهُمْ أُولَئِكَ سَوْفَ يُؤْتِيهِمْ أُجُورَهُمْ وَكَانَ الَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا[152]}[سورة النساء].

سما بالإنسانية عن هذه الاعتبارات التي كثيرًا ما تدفع بأصحابها إلى التفرق والخصام، وتغرى بينهم بالعداوة والبغضاء، فتفصم عرى الإنسانية الفاضلة، وتقضي على روح التعاون والتراحم، وتطمس معالم السعادة والهناءة، وجه الناس إلى الأخذ بيد الإنسانية الفاضلة، وشهادة الموحد لأبنائه، الوحدة في التوجه إلى ال،له والإخلاص له، وتلقي دعوته.

وأفرغ الإسلام علينا وحدة العقيدة وحدة العبادة، وحدة السلوك، وحدة الأهداف، وحدة الرحم: ونادانا في ذلك بنداءات إلهية كريمة، تركت في نفوسنا كل معاني الوحدة، وبواعثها مترابطة متعانقة قال تعالى: { يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ…[1]}[سورة النساء]. { يَا بَنِي آدَمَ إِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ رُسُلٌ مِنْكُمْ يَقُصُّونَ عَلَيْكُمْ آيَاتِي فَمَنِ اتَّقَى وَأَصْلَحَ فَلَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ[35]}[سورة الأعراف]. { يَا بَنِي آدَمَ لَا يَفْتِنَنَّكُمُ الشَّيْطَانُ كَمَا أَخْرَجَ أَبَوَيْكُمْ مِنَ الْجَنَّةِ يَنْزِعُ عَنْهُمَا لِبَاسَهُمَا لِيُرِيَهُمَا سَوْآتِهِمَا…[27]}[سورة الأعراف]. {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا الَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ[102]}[سورة آل عمران].

فكشف الله لنا بهذه النداءات الغطاء عن المُعْتَصَمِ الذي يحب أن نتمسك به ولا نحيد عنه، وهو تقوى الله، والاتجاه إليه، والاستعانة به في تنفيذ أوامره، والعمل بما وضعه من سن في سبيل الله إسعاد البشرية ورقيها.. { يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا…[13]}[سورة الحجرات]. وبهذا التعارف والارتباط تتقارب المصالح، وتتحد المنافع، ويصبح المسلمون في أنحاء الأرض قوة واحدة، يأمرون بالمعروف، وينهون عن المنكر، ويرعى قويهم حق ضعيفهم، وغنيهم حق فقيرهم، وصحيحهم حق مريضهم، وبذلك ينتظم شملهم، وتقوى وحدتهم، وتعز بلادهم، وتسود أوطانهم، ويصبح جانبهم مرهوبًا، وحقهم محفوظًا؛ فتأتلف قلوبهم، وتتحد مشاعرهم، وائتلاف القلوب والمشاعر واتحاد الغايات والمناهج من أوضح تعاليم الإسلام، وألزم خلال المسلمين.

ولا ريب ولا عجب في أن توحيد الصفوف، واجتماع الكلمة هما الدعامة الوطيدة لبقاء الأمة، ودوام دولتها، ونجاح رسالتها، والإسلام يكره للمسل أن ينأى بمصلحته عن مصلحة الجماعة، وأن ينحصر في نطاق نفسه، وأن يستوحش في تفكيره، وإحساسه.

عَنْ أَنَسٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: [لَا يُؤْمِنُ أَحَدُكُمْ حَتَّى يُحِبَّ لِأَخِيهِ مَا يُحِبُّ لِنَفْسِهِ]رواه البخاري ومسلم.

وفي الحديث: [ثَلَاثٌ لَا يُغِلُّ عَلَيْهِنَّ قَلْبُ مُسْلِمٍ إِخْلَاصُ الْعَمَلِ لِلَّهِ وَمُنَاصَحَةُ أَئِمَّةِ الْمُسْلِمِينَ وَلُزُومُ جَمَاعَتِهِمْ فَإِنَّ الدَّعْوَةَ تُحِيطُ مِنْ وَرَائِهِمْ]رواه الترمذي وابن ماجة.

وإذا كانت كلمة التوحيد باب الإسلام؛ فإن توحيد الصفوف سر المحافظة عليه، والإبقاء على مقوماته: والضمان للقاء الله بوجه متهل، وصفحة مشرقة، والإسلام قد جعل العمل الواحد في حقيقته وصورته مختلفًا في الأجر حين يؤديه الإنسان منفردًا وحين يؤديه مع آخرين، إن صلاة الفجر وصلاة العشاء هي هي لم تزد شيئًا حينما يؤثر المرء أداءها في جماعة عن أدائها في عزلة، ومع ذلك فقد ضعّف الإسلام أجرها، وزاد في ثوابها بضعًا وعشرين درجة، أو يزيد عندما يقف المسلم مع غيره لأدائها بين يدي الله.

وتأمل معي قول رسول الله صلى الله عليه وسلم: [صَلَاةُ الْجَمَاعَةِ أَفْضَلُ مِنْ صَلَاةِ الْفَذِّ[الفرد] بِسَبْعٍ وَعِشْرِينَ دَرَجَةً] رواه البخاري ومسلم.

وفي هذا: حرص من النبي صلى الله عليه وسلم على الأخوة الإسلامية، والوقوف مع الجماعة، والانضواء تحت لوائها، ونبذ العزلة، ودفع للمسل إلى الانسلاخ من وحدته والاندماج في أمته.

وانظر معي وتأمل فيما رواه أبو هريرة رضي الله عنه أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال:

[وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَقَدْ هَمَمْتُ أَنْ آمُرَ بِحَطَبٍ فَيُحْطَبَ ثُمَّ آمُرَ بِالصَّلَاةِ فَيُؤَذَّنَ لَهَا ثُمَّ آمُرَ رَجُلًا فَيَؤُمَّ النَّاسَ ثُمَّ أُخَالِفَ إِلَى رِجَالٍ[أي: لا يحضرون الجماعة] فَأُحَرِّقَ عَلَيْهِمْ بُيُوتَهُمْ وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ يَعْلَمُ أَحَدُهُمْ أَنَّهُ يَجِدُ عَرْقًا سَمِينًا أَوْ مِرْمَاتَيْنِ حَسَنَتَيْنِ لَشَهِدَ الْعِشَاءَ] رواه البخاري ومسلم. والعرق: العظم إذا كان عليه لحم.. والمرماة: ما بين ضلع الشاة من الحم.

وفي هذا التهديد من رسول الإنسانية، ومعلم البشرية صلى الله عليه وسلم ما يدعو المسلم إلى الامتزاج بالمجتمع الذي يحيا ويعيش فيه، فشرع الله الجماعة للصلوات الخمس اليومية، ورغب في حضورها وتكثير الخطا إليها.

وشرع الله لأهل القرية، أو الحمى الآهل، أو المصر أن يلتقوا كل أسبوع مرة لصلاة الجمع، وفي كل عيد دعاهم إلى اجتماع أعظم يؤمهم إمام واحد يقوم فيقومون، ويركع فيركعون، ويسجد فيسجدون يتجهون إلى إله واحد.، وإلى قبلة واحدة.

والزكاة تؤخذ من أغنيائهم، وترد على فقرائهم؛ لكي يشعروا جميعًا أنهم جسم واحد إذا اشتكى منه عضو تداعى له سائر الأعضاء بالسهر والحمى، عَنْ النُّعْمَانِ بْنِ بَشِيرٍ قَالَ قَالَ رَسُولُ الَّهِ صَلَّى الَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: [مَثَلُ الْمُؤْمِنِينَ فِي تَوَادِّهِمْ وَتَرَاحُمِهِمْ وَتَعَاطُفِهِمْ مَثَلُ الْجَسَدِ إِذَا اشْتَكَى مِنْهُ عُضْوٌ تَدَاعَى لَهُ سَائِرُ الْجَسَدِ بِالسَّهَرِ وَالْحُمَّى] رواه مسلم.

والصيام يوحد بين المسلمين في أوقات الفراغ والعمل، وأوقات الطعام والشراب، ويفرغ عليهم جميعًا صفة الإنابة والرجوع إلى الله [كُلُّ عَمَلِ ابْنِ آدَمَ لَهُ إِلَّا الصَّوْمَ فَإِنَّهُ لِي وَأَنَا أَجْزِي بِهِ] رواه البخاري ومسلم.

ويرطب ألسنتهم بالتسبيح والتقديس، ويعفها عن الإيذاء والتجريح، ويسد عليهم منافذ الشر والتفكير فيه، ويملأ قلوبهم بمحبة الخير والبر بعباد الله، ويغرس في نفوسهم خلق الصبر الذي هو عدة الحياة.

والحج الذي يضم أشتات المسلمين في المشرق والمغرب، في مكان معلوم هو مكة الة، وزمان معلوم هو أشهر الحج، يطوفون حول بناء واحد وهو بيت الله الحرام، فيكون القاء بين أجناس المسلمين أمرًا محتومًا { لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ الَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ…[28]}[سورة الحج].

فديننا- والحمد لله- يدعو المسلمين في جميع تشريعاته التي شرعها الله لعباده، وتعبدهم بها يدعوهم إلى التعاون والتآزر، والتعاضد والمؤاخاة ليربط المسلمين جميعًا برباط واحد وثيق، لتكون أمتهم أمة واحدة قوية، تخشى صولتها الأم، وتحسب حسابها الشعوب، تغضب الدنيا لها إذا غضبت، وتضحك الدنيا لها إذا رضيت، يرهب الأعداء بأسها، ويخطب الأصدقاء ودها.

وهكذا كانت أمة الإسلام من قبل: قوة جبارة وصولة باطشة، وسلطانًا قاهرًا، وقوة غالبة، وحصنًا منيعًا. وذلك طبيعي في أمة تجمعت أفرادها، واتحدت قواها {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ[92]}[سورة الأنبياء].

وقد حدثنا التاريخ أن المسلمين بوحدتهم، وتجمع صفوفهم استطاعوا أن يدكوا عروش القياصرة والأكاسرة، وأن يطوِّحوا بتيجان الجبابرة.

وإن الأوربين ما سادوا وخضعت لهم الدنيا، ودان لهم العالم، وأسلمت الحياة قيادها لهم وأصبحوا يهددون أمن المسلمين وسلامتهم، مع خسة في الع، ولؤم في الطبع، وإفلاس في الدين، وزيغ في العقيدة، ما وصلوا إلى ذلك إلا بفضل تجمعهم واتحادهم.

فما سادوا بمعجزة علينا ولكن في صفوفهم انضمام

والإسلام حريص على سلامة أمته، وحفظ كيانها، وهو لذلك يطفئ بقوة الخلاف، ويهيب بالأفراد كافة أن يتكاتفوا على إخراج الأمة من ورطات الشقاق، ومصاير السوء .

هذا هو السياج الذي يحفظ على الأمة الإسلامية وحدتها، ويقيها شر العواصف والانهيار، ويمكنها من المحافظة على سلامتها وأمنها، فتم النعمة، ويعود الشعار إلى أصله:’ أمة واحدة، ورب واحد’ {إِنَّ هَذِهِ أُمَّتُكُمْ أُمَّةً وَاحِدَةً وَأَنَا رَبُّكُمْ فَاعْبُدُونِ[92]}[سورة الأنبياء].

والتاريخ الحديث خير شاهد على أن المسلمين والعرب إذا تمسكوا بدينهم، وعادوا إلى وحدتهم، وجمعوا صفوفهم؛ كان الله معهم، وتحق ال لهم…وفق الله العاملين للخير، وجمعهم على الخير إنه نعم المولى، ونعم النصير.




وين الردود؟؟؟؟



بارك الله فيك



منوره



جزيتى خيرا
جعله الله فى ميزان حسناتك