دائماً ما تؤكد الدراسات أن المشي المنتظم والتمارين الرياضية لا تؤدي لخفض الوزن فقط، بل تساهم أيضاً في خفض ضغط الدم، كما تساهم في الوقاية من خطر الإصابة بأمراض القلب والسكتة الدماغية، بشرط أن يكون المشي سريعاً ومنتظماً ولمدة لا تقل عن ساعتين في الأسبوع.ومن خلال الدراسة التي نشرت في دورية "السكتة" وراجعت بيانات 39315 امرأة معدل أعمارهن 45 عاماً خلال فترة 11.9 سنوات، وظهر أن 473 من النساء عانين من سكتة دماغية و102 عانين من نزيف دماغي، اتضح أن النساء الاتي كنّ أكثر نشاطاً في أوقات فراغهن كنّ أقل عرضة للإصابة بأي نوع من السكتات بنسبة 17%.
وكانت النساء الاتي مشين بشكل سريع أقل عرضة بنسبة 37% للإصابة بأي نوع من السكتات وأقل ب 68% للإصابة بنزيف دماغي، طبقاً لما ورد موقع "هيلث داي نيوز".
أما النساء الاتي مشين لساعتين أو أكثر في الأسبوع، انخفض خطر إصابتهن بأي نوع من السكتات بنسبة 30% وبالنزيف الدماغي ب57%.
وأوضح جايكوب ساتلمير المعد الرئيسي للدراسة والمختص بعلم الأوبئة في جامعة هارفرد، أن النشاط الجسدي بما فيه السير المنتظم هو سلوك تغييري مهم لمنع الإصابة بالسكتات.
المشي السريع يحميك من نزلات البرد
كما أكد باحثون أمريكيون أن رياضة المشي السريع تحمي من الإصابة بنزلات البرد في فصل الشتاء، وذلك لما لها من فوائد تفوق تناول الأدوية والعقاقير.
وأشار الباحث دافيد نايمان من الكلية الأمريكية للطب الرياضي، إلى أن التمارين المعتدلة مفيدة للمصابين بنزلات البرد، مؤكداً أن التمارين الرياضية المعتدلة تعزز مناعة الجسم على المدى الطويل.
وأوضح نايمان أن الأشخاص الذين يمارسون رياضة المشي السريع لمدة 45 دقيقةً بمعدل أربع أو خمس مرات أسبوعياً تنخفض معدلات غيابهم عن العمل بنسبة تتراوح ما بين 25% و 50%.
المشي نهاراً يكافح شيخوخة المسنين
وقد نصح باحثون أمريكيون المسنين بممارسة رياضة المشي نهاراً والرقص ليلاً إذا أرادوا الحفاظ علي لياقتهم والتمتع وبروح معنوية عالية وإبطاء زحف السنين والشيخوخة التي تنتظرهم.
وأوضح الباحث ترودي مور هاريسون من جامعة نورث كارولاينا شارلوت أن كلفة برامج ممارسة رياضة المشي متدنية جداً لأنها لا تتطلب الاستعانة بأية معدات ونتائجها ممتازة لأنها تجنبهم الإعاقة البدنية وتمنحهم الحيوية والنشاط.
وتبين من الدراسة التي أجراها هاريسون على مجموعة من الأشخاص في الستينات من العمر أن تمارين الايروبيك الهادفة إلى زيادة فعالية نظام الجهاز القلبي الوعائي عبر تنشق الأكسجين ونقله إلى أماكن أخري في الجسم زادت النشاط البدني لهؤلاء بنسبة 25% مقارنة بنظراء لهم لم يشاركوا في مثل هذه النشاطات الرياضية.
كما كشفت أحدث الدراسات العلمية أن ممارسة الرياضة تفيد في العلاج والوقاية من بعض الأمراض, ومنها هشاشة العظام والسمنة خاصةً لدي , ولكن مع الالتزام بعض الشروط عند ممارسة المشي.
وأكدت الدراسة أن ممارسة رياضة المشي لمدة نصف ساعة يومياً تقي من هشاشة العظام دون الحاجة إلى استخدام العلاجات الهرمونية الصناعية.
ومن جانبه، أوضح الدكتور علي بيومي أستاذ الباطنة ورئيس وحدة الطب التكميلي بقصر العيني، أن يكون دون توقف إلا عند الضرورة كالإحساس بالتعب الشديد وعدم القدرة على المواصلة وأن يكون بخطي سريعة أي أقرب إلى الجري البطيء مع تحريك الذراعين عكس حركة القدمين, وأن يكون الظهر مشدوداً أثناء المشي حتى لا يسبب بروزاً في منطقة البطن، وأن يلامس مشط القدم الأرض قبل الأصابع والكعب, ويكون المشي بصفة منتظمة مع زيادة مدته تدريجياً، كما يفضل أن يكون المشي قبل الأكل أو بعده بثلاث ساعات في حالة امتلاء المعدة بالطعام تنشط الدورة الدموية في منطقة الجهاز الهضمي, والمشي هنا يضر ولا يفيد.
ويضيف الدكتور بيومي أن آثر المشي يستمر يومين بعد ممارسته، حيث أن العضلات تظل بعد المشي في حالة انقباض مما يزيد من معدل حرق الدهون، مؤكداً أن المشي بسرعة متوسطة يساعد علي تخلص الجسم من نحو300 سعر حراري في الساعة وإذا زادت السرعة يفقد400 سعر حراري, كما يفيد المشي في تقوية عضلات الفخذين والبطن.
وخلصت الدراسة إلى أن العظام تكون في طبيعتها مسامية ولكن مع التقدم في السن تصبح أكثر مسامية, فضلاً عن الانخفاض الطبيعي في إنتاج هرمون الاستروجين الأنثوي خلال ما يسمي بسن اليأس عند السيدات, ولذا تنصح الدراسة بأن تحصل السيدات علي الكثير من الكالسيوم من مصادره الطبيعية مثل حبوب الصويا والحليب, والجبن بالإضافة إلى مضغ حفنة من بذور السمسم الأبيض الغني بالكالسيوم الطبيعي دون التأثر بالكوليسترول الموجود في منتجات الألبان.