فقد أخرج البخاري ومسلم من حديث شعبة أن النبي
صل الله عليه وسلم قال: "الميت يُعَذَّب ببكاء الحيِّ عليه"
وعند البخاري ومسلم أيضاً من حديث ابن عمر ـ
رضي الله عنهما ـ أن النبي صل الله عليه وسلم
قال " إن الميت يُعَذَّب ببكاء أهله عليه"
وأخرج البخاري في كتاب الجنائز
(باب يعذب الميت ببعض بكاء أهله عليه):
يروي عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه :
"سمع صوت نوح في بيت، فدخل ومعه غيره،
فمال عليهن ضرباً حتى بلغ النائحة فضربها
حتى سقط خمارها وقال: اضرب فإنها نائحة
لا حرمة لها، إنها لا تبكي لشجوكم، إنما تريق
دموعها على أخذ دراهمكم،
إنها تؤذي موتاكم في قبورهم،
وأحياءكم في دورهم،
إنها تنهى عن الصبر الذي أمر الله به،
وتأمر بالجزع الذي نهى الله عنه"
تنبيه:
كما أن الإسلام حرم النياحة، فإنه كذلك حرم الإسعاد،
والإسعاد هو أن تقوم المرأة بالنياحة فتقوم معها نساء
أُخر يساعدنها على النياحة،
ولا تزال هذه العادة السيئة عند كثير من النساء،
وتردد إحداهن هذا المثل الجاهلي:
"كل شيء دين حتى دموع العين"،
لكن هذا كله من فعل عادات الجاهلية
التي جاء الشرع وأبطلها.
المقصود بالبكاء في هذه الأحاديث: هو البكاء الذي يصاحبه نوح.
أما البكاء الذي هو دمع العين، ولا شق ولا لطم معه
فلا مؤاخذة عليه ولا ذنب فيه.
قال شيخ الإسلام ابن تيمية – رحمه الله –
كما في مجموع الفتاوى (24/374):
وأما تعذيب الميت، فالنبي صل الله عليه وسلم
لم يقل: "إن الميت يعاقب ببكاء أهله عليه"
بل قال: "يعذب" والعذاب أعم من العقاب،
فإن العذاب هو الألم، وليس كل من تألم
بسبب ذلك يعاقب على ذلك السبب،
فإن النبي صل الله عليه وسلم قال:
كما في مسند الإمام أحمد:
"السفر قطعة من العذاب، يمنع أحدكم طعامه
وشرابه ونومه" فسمي السفر عذاباً وليس عقاباً.
(صحيح الجامع:3686)
يسلمووو اختي علي الموضوع الرائع