ولدت فكرة العلاج بالألوان منذ القرون القديمة، حيث اعتقد المعالجون الهنديون أن ألوان الطيف السبعة ترتبط بصورة مباشرة مع بعض الحواس والأعضاء. وقد ثبت اليوم أن هناك عدة اهتزازات تنبعث عن كل لون وترتبط به وحده دون غيره، وهو الأمر الذي جعل لاهتزازات الألوان النقية آثارا مجددة لمختلف وظائف الجسم وعاملة على تطبيع نشاطه وحيويته.
– اللون هو العلاج:-
فاللون هو الدواء الذي يعمل على شفاء كل من أجسادنا وأنفسنا، ومن أجل استخدام الدواء بشكل صحيح .. لابد من أن نعرف خصائصه المختلفة وآثاره المحتملة علينا.
ومن المعروف أن الألوان تنقسم إلى باردة ودافئة؛ فالدافئة تشتمل على الأحمر والأصفر والبرتقالي، أما الباردة فمنها الأزرق والأزرق الداكن والبنفسجي.
ويحتل اللون الأخضر مرتبة متوسطة بين هذا وذاك.
– الأحمر:-
إنه لون الحياة، الذي يبعث الدفء والحرارة والضوء والدماء!.
وفي الشرق يعتبر اللون الأحمر رمزاً للخصوبة، وذلك لما له من آثار محفزة على الجهاز العصبي.
فاللون الأحمر يعمل على تنشيط عملية الأيض، وبالتالي تحسين الدورة الدموية ووظائف القلب والتخلص من الكسل والخمول.
وفي حين احتمالية أن يتسم ذلك اللون بالنشاط الزائد، فلا ينبغي الإفراط في استخدامه عند ارتداء الملابس مثلا، أو وضع المكياج بالنسبة للسيدات.
.
فالمزيد من اللون الأحمر يعمل على إثارة الجهاز العصبي، ويصبح بذلك مسببا للصداع وإرهاق العين والتوتر.
وإذا كنت سريع الغضب أو تعانى من السمنة .. فاعلم أن اللون الأحمر ليس هو اللون المناسب لك.
– البرتقالي:-
إنه لون الشمس، وتعتبر وظيفته الأساسية هي الشفاء والمداواة.
فهو يعمل على تهدئة الأعصاب وأنسجة العضلات، كما يقي من الأمراض المرتبطة بالجهاز البولي التناسلي، ويحسن من عملية الهضم.
– الأصفر:-
الأصفر أو الذهبي هو دائما من الألوان المقدسة، كما أن تأثيره على الجسم ووظائف الأعضاء هو الأمثل من نوعه.
فالاسترخاء مع اللون الأصفر بمرور الوقت يمكن أن يعمل على خلق تناغم واتزان في الحياة، مع شعور الإنسان بالحس الإيجابي والمتفائل مع مزيد من الانسجام والسعادة.
ومن الناحية الطبيعية يعمل اللون الأصفر على علاج بعض الأمراض كالأرق وعصر الهضم، ويساعد على فتح الشهية واسترخاء الأعصاب.
– الأخضر:-
إنه لون الطبيعة نفسها، ويعد رمزا للشباب والازدهار والتجدد.
فهو اللون الأكثر هدوءاً، والذي يشار إليه على أنه دعوة للسلام والاستقرار.
ويعتقد أن العلاج باللون الأخضر يساعد في تطبيع نشاط القلب والأوعية الدموية، مع تقليل الخفقان وانتظام ضربات القلب واستقرار ضغط الدم.
فالأخضر له الأثر الفعال ضد الصداع والعيون المرهقة، كما أن الطبيعة الخضراء تشعرنا بالراحة مع الإحساس بالنضارة وتجدد النشاط.
تخيل قضاء الصيف على العشب الأخضر في يوم دافيء جميل، وحاول أن تتذكر ذلك الشعور.. إنه شعور اللون الأخضر.
– الأزرق:-
هو لون العاطفة وتخفيف التوتر والشعور برائحة الهواء النقي والهدوء، حيث يقوم الأزرق بتبريد وتهدئة الرياح.
فانعكاس أثر التبريد من اللون الأزرق يساعد في معالجة الحروق والخراجات، كما يساعد في تنظيم عمل القلب وتخفيف توترالعضلات.
– الأزرق الداكن:-
إنه لون الغسق الذي يمكننا من رؤية ما تبقى من ضوء الشمس الساطع.
فالأزرق أو الأزرق الداكن هما ألوان السماء الصافية، كما أنهما رموز لنقاء الأنهار والبحيرات والشلالات.
ويعتبر الأزرق الداكن مطهرا وواقيا من جميع الأمراض المعدية والحمى، وله الأثر الشافي ضد أمراض الحلق وجميع أنواع التشنجات والأرق.
ووفقا لحقيقة تمتع الأزرق الداكن بإحساس الاستقرار والاعتدال والسلام، فهو يساعد فى الحالات النفسية القاسية كالصرع والكآبة والهيستريا.
– البنفسجي:-
اعتقد رجال الدين في الكنيسة الرومانية أن البنفسجي هو أقرب للأسود من حيث الانفصال عن العلمانية والأكثر هيبة، فلذا فقد قاموا بتغيير ملابس القسيسين إلى اللون البنفسجي.
فاللون البنفسجي يعمل على تهدئة الجهاز العصبي، مع إمكانية استخدامه في جميع الاضطرابات النفسية الأخرى.
فهو مفيد بشكل خاص لأولئك المنخرطون في العمل الإبداعي، حيث يزيد من الكفاءة ويؤثر على النمو الروحي للإنسان.
فالبنفسجي له أثر إيجابي على الأوعية الدموية، كما يخفف من أمراض البرد ويسهم في النوم الهاديء والسريع.
– الأبيض:-
وأخيرا لون النقاء والصفاء.. اللون الأبيض، فهو لون الطبيعة ورمزا للراحة والهدوء.
الأبيض ينقي الجسم من السموم ويخفف من التوتر، كما أنه يخلق القوة والطاقة والشعور بالجدية والنشاط.
وبعد استعراض تلك الألوان .. عليك اختيار لونك المفضل مع وضع آثاره المحتملة في الاعتبار.فاسمح لقلبك لأن يكون يكون أكثر دفئاً وأخف وزناً، وكذلك أكثر لطفاً.