البوتوكس» .. فعال في جراحات التجميل وعلاج الصرع والتعرق
يجب التوضيح حالاً، فكلمة بوتوكس "Botox" هي ماركة مسجلة لدواء اسمه الطبي Botulic Toxin.
لكن استعمال هذا الاسم التجاري اصبح شائعاً لدرجة كبيرة حتى انه طغى على الاسم العلمي وعلى غيره من الماركات المتوفرة.
كما انه ضمن عن خطأ عملية النفخ بالإبر او Filling وهي طريقة مختلفة جداً، ربما سنعالجها في تقرير آخر.
البوتوكس هو دواء يحقن بكمية فائقة الصغر، داخل عضلات الوجه مما يضعفها بشكل تصبح معها غير قادرة على الانقباض بقوة. ونحن نعرف ان بعض تجاعيد الوجه متأتية من كثرة حركة عضلات الوجه عند التعبير.
تستخرج هذه المادة من بكتيريا تفرز سماً يدعى Botulic Toxin ثم تعالج بطريقة تحولها الى مواد غير ضارة بالانسان، وتعبأ في قوارير صغيرة.
وللعلم، فإن الكمية التي تحقن في كل جلسة لا تتخطى الواحد في المئة من الكمية التي قد تصيبنا بالتسمم. فلا داعي للخوف.
وكان استعمال البوتوكس منحصراً في علاج حالات الانقباضات غير الارادية للوجه، كما في عملية تصحيح الحول، وذلك منذ عشرات السنين.
وقد لوحظ ان التجاعيد القريبة من المناطق المحقونة قد تحسنت بشكل كبير، فانطلق من هنا الاستعمال التجميلي لهذه المادة ابتداء من العام 1990.
حقن البوتوكس ونتائجه
التجاعيد المستهدفة هي المتأتية من انقباض عضلات الوجه عند التعبير. وعندما يشل العضل الى درجة معينة، يرتاح الجلد ويتمدد ويملس فتختفي التجاعيد.
يحقن الدواء بواسطة إبرة صغيرة جداً تحت الجلد وداخل العضلات بكمية محددة ومتوازية بين جانبي الوجه وممتدة على مساحة التجاعيد.
ولا تتجاوز مدة العملية الدقيقتين، وليست بحاجة لأي نوع من أنواع البنج.
يبدأ العضل بالضعف بعد 24 ساعة من حقنه ويصل الى المستوى الاقصى بعد اسبوعين. ويستطيع المريض معاودة عمله فوراً بدون أي أثر يذكر. ويمنع التدليك القوي على المنطقة المعالجة لمدة 24 ساعة.
كم يستمر تأثير البوتوكس؟ الى ما بين ثلاثة وستة اشهر، بعدها يعود العضل الى سابق قوته والتجاعيد الى حالها.
يمكن للمريض معاودة الحقن حينذاك اذا احب او التوقف اذا رغب، فلا يوجد حد لعدد المرات التي يمكننا فيها معاودة الحقن ولا مضار للتوقف عن ذلك غير ازدياد التجاعيد الطبيعي مع العمر.
بدء العلاج
لا توجد سن محددة لبدء العلاج، فغالباً ما تكون المسألة متعلقة بقوة عضلات الوجه التعبيرية، وقدرتها على تجعيد الجلد اكثر منها بالسن، ولذلك نرى ان بعض مرضانا هم في العشرينات من العمر.
ومن المفيد التوضيح ان النتيجة تكون افضل اذا بادرنا الى استعمال البوتوكس قبل تكوّن التجاعيد العميقة التي قد تصبح عصية حتى على عمليات شد الوجه.
الاستعمالات التجميلية
– في 90% من الحالات في مناطق الجبين وبين الحاجبين وحوالي العينين.
– في عضلات الشفتين لتخفيف التجاعيد العمودية الناتجة خاصة عن التدخين.
– في عضلات الرقبة لتخفيف تجاعيدها.
ربما ان البوتوكس يضعف العضلات، فقد نستعمله بطريقة خاصة لشد الوجه خاصة رفع الحاجبين، وذلك بإضعاف العضلات التي تشد هذين الحاجبين الى الاسفل فيرتفعان.
وكذلك بالنسبة الى العضلات التي تشد رأس الانف الى الاسفل. فاذا اضعفناها، رفعنا الانف المتدلي، وفي الاطار ذاته، فانه باستطاعتنا خفض الشفة العليا التي قد ترتفع اكثر من اللازم عند بعض الاشخاص اثناء الضحك او الابتسام.
وهناك استعمال تجميلي آخر وجديد لتحسين شكل الجروح بعد التقطيب وذلك بمنع العضلات من الضغط عليها.
الاستعمالات غير التجميلية
– داء الصرع: كما هو معروف، قد تنطلق نوبة الصرع جراء انقباضات في عضلات الوجه او الرقبة، فاذا اضعفنا هذه العضلات، خففنا كثيراً من عدد هذه النوبات وقوتها طوال مدة مفعول البوتوكس.
– التعرق: نستعمل البوتوكس ايضاً للذين يتعرقون كثيراً في اليدين او الرجلين او تحت الابط. فهو قادر على ايقاف عمل غدد التعرق اشهراً عدة مما يؤدي الى انخراط اجتماعي اكبر للمريض. ويمكن تجديد العلاج كل بضعة اشهر.
– التشنجات Spasticity: يستعمل كذلك عند المصابين بأضرار في الدماغ او النخاع الشوكي ولديهم تشنجات شبه دائمة في عضلات الاطراف، مما يسمح بتليينها وتحريكها بسهولة اكبر.
وقد قرأنا اخيراً ان بعض الاطفال المصابين بضرر دماغي وبالتشنجات العضلية القصوى والذين عولجوا بكميات كبيرة جداً من البوتوكس دفعة واحدة ودون مراقبة دقيقة، تعرضوا لمشاكل ضعف في عضلات القلب والتنفس وحتى لبعض حالات الوفاة.
وهذا ما نبهت اليه ادارة الغذاء والدواء الاميركية FDAاخيراً وطلبت الحذر تحديداً في هذه الحالات. ولم تحذر من استعماله لدى الكبار في الحالات التجميلية المعتادة.
– في عضلات الفك السفلي لارخائه والتقليل من اوجاع المفصل او الاسنان الناتج عن "الكزّ".
المضاعفات أو المشاكل
هناك بعض الاعراض المتعلقة بعملية الحقن وليس بنوع الدواء، واخرى متعلقة بمادة البوتوكس.
اما الأولى فهي:
– ورم بسيط واحمرار لمدة ساعة.
– حريق او تنميل لمدة قليلة بعد الحقن.
– ازرقاق ليومين او ثلاثة في احدى نقاط الحقن. لذلك يطلب ايقاف الادوية المسيّلة للدم كالاسيرين عشرة ايام قبل العملية.
اما المشاكل المتعلقة بالبوتوكس فهي:
– حساسية تجاه هذه المادة وهي شيء نادر جداً.
– نقص في النتيجة، او حتى عدم توازن بين جانبي الوجه. ويمكننا تصحيح ذلك باعادة الحقن في مناطق معينة بعد 15 يوماً.
– انقباضات غير طبيعية لساعات قليلة في عضل معين واختفاؤها بعد ذلك.
– هبوط في احد الجفون نتيجة حقن كمية من البوتوكس بقرب من الجفن ووصول كمية قليلة جداً الى عضلاته. هذا الهبوط يختفي تلقائياً بعد اسبوعين او ثلاثة.
– حالات نادرة من الجفاف في قرنية العين لمدة قصيرة وتعالج بمرطبات العيون.
الفائدة على المدى الطويل
لنعط مثلاً: اذا استعملت السيدة البوتوكس لمدة عشر سنوات متتالية وكانت في الاربعين من عمرها عند البدء بالعلاج، فانها ستكون في الخمسين عند الانتهاء.
اما بشرتها فستكون في الثانية والاربعين. وبذلك تكون ربحت حوالي ثماني سنوات لكل عشر سنوات علاج.
للمقارنة، اذا استعملنا المستحضرات الطبية على شكل كريمات مضادة للتجاعيد وللاكسدة لمدة عشر سنوات، فاننا سنربح بالنتيجة سنتين على الاكثر. وهذا فرق كبير.
اذاً، هذا علاج بسيط، سريع، اكيد، يناسب اكثرية الرجال والنساء، قليل المشاكل، لا يؤثر على الصحة ويعطي نتائج باهرة. ويجب ان يقدم على أيدي اختصاصيين، واقصد بذلك جراحي التجميل أو اطباء الجلد المختصين
البوتوكس في عمليات التجميل .. قد يسمم الدماغ
حذر علماء ايطاليون من احتمال تسرب البوتوكس، وهو المادة السامة التي توضع في حقن خاصة في عمليات التجميل الموجهة لازالة التجاعيد، الى الدماغ. ويوظف سم البوتوكس عادة لشد الوجه وتقليل تهدل اجزائه.
وقال باحثون في مجلس الابحاث الوطني بمعهد علوم الاعصاب في مدينة بيزا، ان تجاربهم لحقن البوتوكس في عضلات شعرات شاربي الجرذان، قادتهم الى رصد أثار سمومه بعد مرور ثلاثة ايام داخل الخلايا الجذعية للمخ. وظلت آثار السموم موجودة هناك لمدة ستة اشهر بعد الحقن.
ويصنع البوتوكس من سم بكتريا البوتولونيوم، وتستخدم جرعات قليلة جدا منه في عمليات التجميل، الا ان العلماء يعتبرونه سما قاتلا.
ويؤدي السم مهمته بإضعاف العضلات وشلّها ، او منع الاعصاب من تأدية عملها، الأمر الذي يؤدي الى زيادة نعومة الجلد. ويستمر تأثيره لأربعة اشهر تقريبا.
وقال الدكتور ماتيو كاليو المشرف على الدراسة المنشورة في العدد الاخير من مجلة “نيروساينس” المتخصصة بعلوم الاعصاب، ان هذا السم كان “يتجول” في الدماغ، اذ انتقل فعلا من احد اجزاء الدماغ المسمى قرن آمون الذي يتحكم بالذاكرة بعيدة المدى، نحو منطقة متخصصة بالملاحة البصرية، ثم نحو قرن آمون في الجانب الآخر من مخ الجرذان.
ويمكن لهذا السم ان يؤدي الى اعراض منها الصداع واضطراب وظيفة المعدة، وظهور اعراض مماثلة للاصابة بالانفلونزا، اضافة الى ظهور اعراض التسمم الحاد بالبوتولونيوم لدى عدد من الاشخاص.
وكانت ادارة الدواء والغذاء الاميركية قد حذرت اخيرا من ان البوتوكس وعقار “مايوبلوك” الحاوي له، يسببان تشنجات عضلية حادة لدى الاطفال المصابين بالشلل المخي، وهو المرض الذي لم تتم اجازة العقارين لمعالجته.
كما طالبت منظمات للدفاع عن صحة المواطنين في الولايات المتحدة الادارة الصحية بوقف استعمال العقارين بعد ورود 180 تقريرا من اشخاص قالوا انهم عانوا من اعراض نزول الماء في الرئتين، ومن صعوبات في البلع، والاصابة بذات الرئة التي ادت الى وفاة 16 منهم.
وتجدر الاشارة الى ان البوتوكس قد اجيز للاستعمال التجاري عام 1989 ووصلت مبيعاته العام الماضي الى 600 مليون دولار.
الاشخاص الممنوعون عن البوتوكس:
– من لديهم حساسية تجاه البوتوكس.
– المرأة الحامل او التي ترضع.
– الاشخاص الذين لديهم امراض عضلية مزمنة لأنه يفاقم الوضع.