العاطفة هي دنيا .. سعادتها، روحها، دفقها السيال لتعاطى الحياة بشكل حيوي وفعال، هي على وجه الخصوص الإشباع الأنثوي الذي يضفي عليها هالة نضارة وهجاً متميزاً، ف المشبعة عاطفياً إنسانة متوازنة تعيش سلاماً داخلياً وتناغماً ذاتياً يظهر في سلوكها وخلقها فينعكس الأثر على المحيط الذي تعيشه.
وعندما تشعر بنضوب هذه العاطفة وجفاف حياتها وأن شريكها كائن محنط يتعامل ضمن سياق الحقوق والواجبات وكأنما يعيش المناخ الوظيفي المبرمج فإن انعكاس هذا الجفاء سيكون سلبياً على المرهفة الحساسة فيختل جانبها الأنثوي وتفقد اتزانها فتميل إلى الخشونة والجلد والقسوة ولعل من أهم مظاهر اختلال توازن نتيجة حرمانها العاطفي هو:
1- الإفراط في الطعام
فإن رد الفعل الطبيعي للمرأة الناقصة عاطفياً أنها تلتهم الطعام بشكل هستيري كي تروي ظمأها العميق وعطشها لإشباع وتأمين علاقتها العاطفية ويطلق على هذه الحالة (استبدال الحاجة)، فإذا لم تستطع أن تنال ما تحتاج إليه حقاًَ يمكنها استبدال حاجتها ورغبتها الحقيقية برغبة أخرى تبدو سهلة المنال، خصوصاًَ تلك المحرومة من التقبيل والاحتضان فإن هناك تلازما بين الحرمان من قبلة الفم والتعويض بالطعام وتدمن على الطعام فيزداد وزنها وتغرق في الإحباط كلما حاولت إنقاص وزنها، لأنها تقع في فح الريجيم وصفات الريجيم المختلفة وتعيش في حالة صراع بين حرمانها العاطفي وحرمانها من الطعام وبالتالي تغرق في اليأس والكآبة وتعود الدائرة ذاتها تلفها في الحيرة والضيق.
2- الإفراط في الشراء
وهو نوع من التعويض عن الحرمان العاطفي إذ تلجأ إلى الشراء بإفراط وفوضوية فنراها تتسكع في الأسواق بحثاً عما هو جديد ومثير ولافت للانتبه، وهي لا تعلم أن هناك عطشاً في الاشعور يدفعها إلى الشراء الاواعي والاستغراق في الكماليات التي تستنزف جهدها ومالها وقتها.
33- الإفراط في العمل
حينما تحرم من الحب تنصرف إلى الجانب الذكوري في شخصيتها وتبدأ نزعات الذكورة تظهر فيها بشراسة، فتلهث وراء الأهداف والمصالح المادية والاستقلالية والسلطة الذكورية، وتشعر بالفخر لأنها تتصرف بعقلانية ومنطق وينعكس ذلك حتى على مظهرها الشكلي إذ تتشبه بالرجال عبر الثياب الرسمية والسمت الجاد والشعر القصير وتختفي فيها الخواص الأنثوية كالنعومة والرقة والخضوع، ويتغذى عقلها الباطن على كره خفي للأنوثة، إذ ترى أنها نقصاً وضعفاً وعيباً وتتحول شخصيتها إلى الخشونة بدلاً من المرونة وإلى الفظاظة بدلاً من الإحساس المرهف وإلى الاستقلالية بدلاً من الاعتماد على غيرها فالاكتفاء الذاتي يكون سبيلها الأساسي للتكيف مع الحياة وتبتعد عن أي حوار حميم يجمعها برجل تحسب في قرارة نفسها أنه ند له.
· عندما ترغب في الحديث لا المعاشرة:
إنها تميل إلى الحديث المفرط مع شريكها فتراها تسأله بكثرة وتحاوره وتناقشه وتكتشف خباياه، هناك عالم صاخب داخلها وكائن محروم يتضور عطشاً ولا يمكن ترويضه إلا بعد جلسة تعبر فيها عما يتخلج داخلها، ويجب أن يصمت الرجل ويسمع ويدعم موقفها ويتفاعل معها بكل صدق وشفافية وأن يعبر هو الآخر عن ذاته، عن مشاعره، عن ردود أفعاله لتفهم حقيقته وتحلل المواقف الخلافية بشكل دقيق.
إن من أكبر الأخطاء التي يقع فيها الرجال هو الإعلان عن رغبته في المعاشرة الجسدية وامرأته ملغومة، مشحونة لأنها ستفسر موقفه تفسيراً سلبياً وتهمه بالأنانية، وعدم الإحساس بها، وأنها مجرد وعاء مادي لا كيان ذو عاطفة وشعور فبالتالي تزداد الفجوة وتسع الهوة.
هذه مظاهر سلوكية يمكن أن يستقرئها الزوج بشفافية ليعيد النظر في علاقته بزوجته ويفجر حم الحرمان والغيظ المتراكمة في أعماقها قبل أن تجرف سيولها النارية العش الآمن فتحرق
—
جدا
مشكورة
ياقلبو
نتظر جديدك
ياقلبو
نتظر جديدك