الخجل هو شعور معتاد و نوع من أنواع الخوف الخفيف، إنه لا ينغص حياتك . كلنا نشعر بقليل من القلق قبل لقاء أناس جدد و لكننا نجد أننا نستطيع التكييف بل و الإستمتاع بالموقف بمجرد أن نلقاهم.
الرهاب هو أيضاً نوعاً من الخوف . كلنا لدينا مخاوف من بعض الأشياء كالإرتفاعات الشاهقة و العناكب وغيرها و لكن لا تمنعنا هذه المخاوف من القيام بما نريد أن نقوم به. الخوف يصبح رهاباً عندما نتوقف عن الإستمتاع أو نجد صعوبة بالقيام بما نريد أن نقوم به.
كيف يكون شعور مريض الرهاب الإجتماعى؟
- يكون قلقاً من أن يجعل من نفسه أضحوكة أو مجال للسخرية أمام الآخرين
- تنتابه حالة من القلق الشديد قبل الذهاب إلى أى مناسبه إجتماعية و يعيل همَها
- يستعرض فى مخيلته بالتفاصيل الدقيقة كل الأشياء المخجلة التى قد تحدث له
- لا يقدر على فعل أو قول أى من الأشياء التى يريدها
- بعد إنقضاء المناسبة يكون أيضاً قلقاً عن كيفية معالجته للموقف وينشغل بالتفكير عن إذا ما كان ممكناً التصرف و التحدث بطريقة أفضل مما فعل.
تنتاب مريض الرهاب الإجتماعى أيضاً أعراض عضوية
- جفاف شديد فى الحلق
- التعرق
- خفقان فى القلب مع الشعور بعدم إنتظام ضربات القلب
- الرغبة فى التبول بطريقة غير معتادة
- الشعور بالتخدر أو الألم فى الأطراف
- التنفس بسرعة مع الإحساس بالإختناق
- إرتجاف الأيدى و إحمرار الوجه
نوبات الهلع
و فى بعض الحالات قد تؤدى المشاعر السابقة فى النهاية إلى حدوث نوبة هلع و تستغرق عادةً فترة بسيطة و لبضع دقائق يكون خلالها المريض فى حالة قلق نفسى شديد و رعب من فقدان التحكم فى النفس. وقد يشعر أثنائها بأنه قد يغمى عليه أو أن قلبه سيتوقف عن النبض و يسعى إلى الخروج من الموقف بأى طريقة. و يشعر المريض بعد إنقضاء النوبة بحالة من الضعف الشديد و الإجهاد العام. و بالرغم من أن هذه النوبات تكون مزعجة للغاية فإنها تنتهى من تلقاء نفسها و لا تصيب المريض بأى ضرر عضوى.
كيف يمكن أن تتأثر حياة الناس بهذا المرض؟
كثيرٌ من المرضى يتكيفون مع هذا المرض بتنظيم حياتهم بحيث لا بتعرضون للمواقف التى تسبب لهم القلق. فإنهم لا يستطيعون مثلاً حضور الحفلات و الأفراح أو الذهاب إلى التسوق والإستمتاع بتناول وجبات فى المطاعم. وقد يصل الأمر فى بعض الحالات أن يتحاشى المريض الترقى لدور قيادى فى العمل بالرغم من قدرته على القيام بأعباء الوظيفة و تضحياته بالزيادة فى الراتب. ويجد حوالى نصف الذين يعانون من هذا المرض خاصةً من الذكور صعوبة بالغة فى تكوين علاقات طويلة الأمد.
يصيب الرهاب الإجتماعى خمسة من كل مائة شخص فى المجتمع. و نسبة حدوثه فى النساء من مرتين إلى ثلاث مرات أكثر من الرجال .
لا يوجد سبب معروف لهذا المرض ولكنه عادةً يصيب الأشخاص الذين عانوا مرض التهتهة فى طفولتهم.
مضاعفات الرهاب الإجتماعى
- الإكتئاب: قد ينتاب المريض إحباط شديد نتيجة للرهاب الإجتماعى مما يؤدى للإصابته بحالة من الإكتئاب
- سوء إستخدام العقاقير و الكحوليات: قد يلجاء المريض إلى إستخدام المهدئات أو شرب الكحول ليتمكن من السيطرة على أعراض المرض وهذا بالطبع قد يؤدى إلى الإدمان و يضاعف المشكلة النفسية عند المريض.
طرق العلاج
يعالج مرض الرهاب الإجتماعى عن طريق العلاج النفسى أو/ مع العلاج الدوائى.
هناك طرق عدة من العلاج النفسى و أهمها العلاج عن طريق التدريب على المهارات الإجتماعية (Social Skills Training) و العلاج السلوكى (Behavior Therapy) و أهمها حالياً العلاج المعرفى السلوكى (Cognitive Behavioral Therapy) .
يستخدم العلاج الدوائى إذا لم ينجح العلاج النفسى أو لم يرغب المريض أن يجرب العلاج النفسى أو إذا كان المريض فى حالة إكتئاب. و تستخدم مضادات الإكتئاب لعلاج هذا المرض و يبدأ المريض فى التحسن فى غضون ستة أسابيع و لكن قد يستغرق العلاج 12 أسبوعاً لتتحقق الفائدة الكاملة من الدواء.
لا ينصح بإستخدام المهدئات بصفة منتظمة لعلاج هذا المرض حتى لا تؤدى إلى التعود و الإدمان عليها.