1- أهمية الوقت وعظمه. 2- الاتعاظ بمرور الأوقات. 3- حساب أهل الإسلام. 4- من يسر الشريعة الإسلامية. 5- علامة دخول الشهر وخروجه. 6- لا تعارض بين العقل والنقل ولا بين العلم والدين. 7- البشارة بقدوم شهر القرآن. 8- مسألة اختلاف المطالع ووحدة الأمة. 9- حقيقة العيد في الإسلام.
الخطبة الأولى
أما بعد: فأوصيكم ـ أيها الناس ـ ونفسي بتقوى الله، فاتقوا الله رحمكم الله، فالأيام قلائل، والأهواء قواتل، فليعتبر الأواخر بالأوائل، من كان الموت طالبَه كيف يلذّ له قرار؟ ومن كان رحيله إلى الآخرة فليست له الدنيا بدار. بنو آدم فرائس الأحداث، وغرائس الأجداث، لقد صدق الزمان في تصريفه وما كذب، وأرى الناس في تقلباته العجب، فبادروا ـ رحمكم الله ـ أيامكم قبل هجوم الفاقرة، واستعدوا للقدوم إلى الآخرة، فَإِنَّمَا هِىَ زَجْرَةٌ وٰحِدَةٌ فَإِذَا هُم بِٱلسَّاهِرَةِ [النازعات:12، 13].
أيها المسلمون، الوقت هو ظرف الزمان الذي يعيش فيه الأحياء، وتسير فيه الحياة من المولد حتى الممات، في كل لحظة من لحظات هذا الزمن تخلع الموجودات قديمها، وفي كل آن من آنائه تلبس جديداً، يُقَلّبُ ٱللَّهُ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ إِنَّ فِى ذٰلِكَ لَعِبْرَةً لأُوْلِى ٱلأَبْصَـٰرِ [النور:44].
الزمن يسير في اتجاه واحد لا يتوقف، الذاهب منه لا يُردّ، والقادم منه لا يُوقف ولا يُدفع، والإنسان هو المخلوق من بين المخلوقات الذي يشعر بالزمن، ويدرك حركته، ويبصر آثاره، ويلحظ مسيره. والناس في مدرسة الزمن بين غافل لا يرى للحياة لوناً، ولا يذوق لها طعمًا، لا يختلف أمسه عن يومه، ولا يومه عن غده، وآخرُ حيّ يقظ، يشهد آثار الزمن في نفسه، وفي كل مظهر من مظاهر الحياة والأحياء، تَبَارَكَ ٱلَّذِى جَعَلَ فِى ٱلسَّمَاء بُرُوجاً وَجَعَلَ فِيهَا سِرَاجاً وَقَمَراً مُّنِيراً وَهُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ خِلْفَةً لّمَنْ أَرَادَ أَن يَذَّكَّرَ أَوْ أَرَادَ شُكُوراً [الفرقان:61، 62].
القلوب اليقظة، تتجدّد فيها الحياة كلما دارت الأفلاك، وتتوثّب فيها المنافسة كلما سارت الكواكب.
معاشر المسلمين، ٱلشَّمْسُ وَٱلْقَمَرُ بِحُسْبَانٍ [الرحمن:5]، يجريان بدقة بالغة، ويسيران بانتظام مستمر، وقد هدى الله الإنسان لإدراك مسيرهما، لينظم أوقاته، ويعرف اتجاهاته، فعرف الأفلاك في دورانها، والنجوم في سيرها ومنازلها، وتقلّب الأيام في فصولها، صيفها وشتائها وخريفها وربيعها، وَجَعَلْنَا ٱلَّيْلَ وَٱلنَّهَارَ ءايَتَيْنِ فَمَحَوْنَا ءايَةَ ٱلَّيْلِ وَجَعَلْنَا ءايَةَ ٱلنَّهَارِ مُبْصِرَةً لِتَبْتَغُواْ فَضْلاً مّن رَّبّكُمْ وَلِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسِّنِينَ وَٱلْحِسَابَ وَكُلَّ شَىْء فَصَّلْنَاهُ تَفْصِيلاً [الإسراء:12]. في تعاقب الشهور والأهلة مشهدُ الفناء على رؤوس الأحياء، تمضي الأيام وتمضي معها أشطار العمر وأجزاؤه، في تقلب الزمن وتجدّد الأيام ذكرى للقلب وموعظة للنفس ومزدجر البشر.
أيها المسلمون، ولقد كان لديننا من حساب الزمن موقفٌ واضح؛ إذ ربط ذلك بالهلال والأشهر الهلالية، فربط به حسابها وتقدير أوقاتها في أمور الدين والدنيا والتشريع، هُوَ ٱلَّذِى جَعَلَ ٱلشَّمْسَ ضِيَاء وَٱلْقَمَرَ نُوراً وَقَدَّرَهُ مَنَازِلَ لِتَعْلَمُواْ عَدَدَ ٱلسّنِينَ وَٱلْحِسَابَ مَا خَلَقَ ٱللَّهُ ذٰلِكَ إِلاَّ بِٱلْحَقّ يُفَصّلُ ٱلآيَـٰتِ لِقَوْمٍ يَعْلَمُونَ [يونس:5]، لقد قدر الله بمنّه ولطفه القمر منازل، وجعل له أحوالاً من الإهلال والإبدار، لنعلم عددَ السنين والحساب، فجاءت كثير من الأحكام والتشريعات مرتبطة بالأوقات، إِنَّ ٱلصَّلَوٰةَ كَانَتْ عَلَى ٱلْمُؤْمِنِينَ كِتَـٰباً مَّوْقُوتاً [النساء:103]، شَهْرُ رَمَضَانَ ٱلَّذِى أُنزِلَ فِيهِ ٱلْقُرْآنُ هُدًى لّلنَّاسِ وَبَيِّنَـٰتٍ مِّنَ ٱلْهُدَىٰ وَٱلْفُرْقَانِ فَمَن شَهِدَ مِنكُمُ الشَّهْرَ فَلْيَصُمْهُ [البقرة:185]، يَسْـئَلُونَكَ عَنِ ٱلأَهِلَّةِ قُلْ هِىَ مَوَاقِيتُ لِلنَّاسِ وَٱلْحَجّ [البقرة:189]، وَءاتُواْ حَقَّهُ يَوْمَ حَصَادِهِ [الأنعام:141]، وَحَمْلُهُ وَفِصَـٰلُهُ ثَلاَثُونَ شَهْراً [الأحقاف:15]، وَٱللاَّئِى يَئِسْنَ مِنَ ٱلْمَحِيضِ مِن نّسَائِكُمْ إِنِ ٱرْتَبْتُمْ فَعِدَّتُهُنَّ ثَلَـٰثَةُ أَشْهُرٍ وَٱللَّـٰتِي لَمْ يَحِضْنَ [الطلاق:3]، عباداتٌ وأحكام موقوتة في مواقيت محدودة، مرتبطة بالزمن، وموقظة للشعور للمحاسبة، مع طلوع كل هلال تتجدَّد المشاعر، وتتجاوب النفوس مع مواقيت الأهلة ودورات الزمن، كلما أطلّ هلال سرت في نفوس المتعبِّدين المتفكّرين تأمّلات تبعث على تجديد الصلة بالله، وقوةٌ دَافقة تقود إلى سلوكٍ أقوم، ربِّي وربك الله يا هلال، هلال رشد وخير.
معاشر الإخوة، ارتبط حسابُ الزمن بالأهلة تيسيراً على العباد، أُقيم لأوقات العبادات علاماتٌ واضحة، لا يختص بمعرفتها فئة دون فئة، بل يشترك في إدراكها والعلم بها العامة والخاصة، فلم ترتبط بوسائل غامضة ولا بحسابات دقيقة، بل أُنيطت بأمور محسوسة، وعلامات مشاهدة، وكواكب سيارة، يعرفها المتعلم والأمي، والحاضر والبادي، ويهتدي بطلوعها وغروبها المكلَّفون أجمعون، من رؤيةٍ وطلوع وغروب وظلٍّ وزوال، لقد أُنيط ضبط كثير من الأمور الموقوتة المتعلِّقة بالعبادات والمعاملات بما تدركه فهوم عموم المكلَّفين، وما جرت عليه عاداتهم، ولم يكلَّفوا في شؤونهم العامة قوانين دقيقة، ولا مقاييس لا يدركها إلا مختصّون أو قلة من المختصين، والسر في ذلك أن الضبط للمواقيت مقياس تحضُّر الأمم، ولكن مزيدَ التدقيق في التوقيت تضييق وحرج، فإذا ما دقّت وسائل التوقيتات ضاق الحال على المكلَّفين.
من أجل هذا ـ أيها المسلمون ـ كان مدار الأحكام والتعاملات على أمور ميسَّرة يعرفها العامة والخاصة، وبناءً على ذلك فقد علَّق الشارع الأحكام المرتبطة بالأشهر على الأهلة بإحدى طريقتين: إما رؤية الهلال، وإما إكمال العدة ثلاثين، وهما طريقتان ميسّرتان، يعرفهما عموم الخلق، فهو ربط بأمر محسوس، يستوي في إدراكه جميع البشر، عن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أن رسول الله قال: ((إذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُمّ عليكم فاقدروا ثلاثين)) أخرجاه في الصحيحين[1]، وعن عبد الله بن عباس رضي الله عنهما قال: قال رسول الله : ((لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروه، فإن غمَّ عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)) رواه مالك وأبو داود والترمذي والنسائي[2]. والشهر الهلالي يكون تارة ثلاثين يوما، وتارة تسعة وعشرين يوما، ففي الحديث الصحيح عن أبي هريرة رضي الله عنه قال: قال رسول الله : ((الشهر يكون تسعاً وعشرين، ويكون ثلاثين، فإذا رأيتموه فصوموا، وإذا رأيتموه فأفطروا، فإن غُم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين)) أخرجه الشيخان وغيرهما[3]. وأصحّ المعلومات ما شوهد بالبصر، وسمِّي الهلال هلالاً لظهوره وبيانه، والحكم مبنيٌ على رؤية الهلال بالبصر، لا على ولادته، ولا على وجوده في السماء، فإن لم يُرَ بالبصر أكمل الناس عدةَ الشهر ثلاثين يوماً، ففي الحديث الصحيح: ((فإن حال دونه غمامة فأتموا العدة ثلاثين))[4]، وهو توجيه جليّ، لأن الهلال إذا لم يُر بسبب حائلٍ من غمام أو غبار فإن المطلوب إكمال ثلاثين يوماً، ولا يتكلّف المسلمون أكثر من ذلك. والرؤية شيء حسِّيّ عملي، وليست فكراً ولا حساباً، يقول الإمام ابن القيم رحمه الله: "وكان من هديه أن لا يدخل في صوم إلا برؤية محقّقة أو بشهادة شاهد واحد، فإن لم يكن رؤية ولا شهادة، أكمل عدة شعبان ثلاثين يوماً"[5].
وقد تواترت الأحاديث بالأمر بصيام رمضان إذا رئي هلال رمضان، والفطر إذا رئي هلال شوال، وإتمام العدة ثلاثين إذا لم يُر الهلال، فالحكم متعلّق بالرؤية، على أنه من المعلوم المتقرّر لدى أهل العلم خاصة ولدى أهل الإسلام عامة أن النصَّ الصحيح لا يعارض العقلَ الصريح، وأن حقائق الدين لا تتعارض مع الثابت من حقائق العلم حتى قال الإمام الشاطبي رحمه الله: "كل معنًى لا يستقيم مع الأصول أو القواعد العقلية القطعية لا يُعتمد عليه، كما أن الشهادة إذا اقترن بها ما يكذّبها من المنافاة لبداهة العقل أو حقائق العلم فإنها تردّ". ومع وضوح هذا وجلائه لكن يجب أن يعلم ويتقرَّر أن الحكمَ بأن هذا مصادمٌ للعقل أو معارض للمقطوع به من الحقائق أمرٌ دقيق، ولا يُقبل من كلّ أحد، ولا سيما بعض العقلانيين الذين يسارعون إلى مثل هذه الأحكام، فلا يؤخَذ منهم في مثل هذا رأي أو قول، بل لا يُقبل هذا إلا من أهل العلم والبصيرة، من الذين جمع الله لهم بين العلم الراسخ والفقه العميق والعقل الراجح مع الورع والتقوى وحسن التديُّن.
وبعد أيها المسلمون، ففي حسابنا أهل الإسلام وفي تقويمنا الهلالي لا يكاد شهرُ رجب يُقبل ومن ورائه شهر شعبان حتى يتنسّم المسلمون عبق شهر القرآن الفريد، ولا يكاد يطلّ على الناس هلاله حتى يغمر حياة أهل الإيمان نور الخشية والذكر الجميل.
هلالُ رمضان طلعة الوليد، وبشير الخير، ومشرق أنوار القرآن، وشذا نفحات الجنان، وواحة الاسترواح في صحراء الضعف والتقصير، وراحُ الأرواح بالصلاة والصيام والقيام والقرآن والذكر الحكيم، من أجل هذا تربّى المسلم أن يقول إذا رأى الهلال: هلال رشدٍِ وخير، هلال رشد وخير، هلال رشد وخير، آمنت بالذي خلقك، الحمد لله الذي ذهب بشهر كذا، وجاء بشهر كذا، ربي وربك الله، اللهم أهله علينا بالأمن والإيمان، والسلامة والإسلام.
أعوذ بالله من الشيطان الرجيم: وَءايَةٌ لَّهُمُ ٱلَّيْلُ نَسْلَخُ مِنْهُ ٱلنَّهَارَ فَإِذَا هُم مُّظْلِمُونَ وَٱلشَّمْسُ تَجْرِى لِمُسْتَقَرّ لَّهَـا ذَلِكَ تَقْدِيرُ ٱلْعَزِيزِ ٱلْعَلِيمِ وَٱلْقَمَرَ قَدَّرْنَـٰهُ مَنَازِلَ حَتَّىٰ عَادَ كَٱلعُرجُونِ ٱلْقَدِيمِ لاَ ٱلشَّمْسُ يَنبَغِى لَهَا أَن تدْرِكَ ٱلقَمَرَ وَلاَ ٱلَّيْلُ سَابِقُ ٱلنَّهَارِ وَكُلٌّ فِى فَلَكٍ يَسْبَحُونَ [يس:37-40].
نفعني الله وإياكم بالقرآن العظيم، وبهدي محمد ، وأقول قولي هذا، وأستغفر الله لي ولكم ولسائر المسلمين من كل ذنب وخطيئة، فاستغفروه إنه هو الغفور الرحيم.
——————————————————————————–
[1] أخرجه البخاري في الصوم (1900)، ومسلم في الصيام (1080) بمثله إلا أن فيه: ((فاقدروا له)).
[2] أخرجه مالك في الموطأ (635)، وأبو داود في الصوم (2327)، والترمذي في الصوم (688)، والنسائي في الصيام (2124)، وقال الترمذي: "حديث ابن عباس حديث حسن صحيح، وقد روي عنه من غير وجه"، وصححه الألباني في صحيح الترمذي (555).
[3] أخرجه البخاري في الصوم (1909)، ومسلم في الصيام (1081)، وليس فيه عندهما أن الشهر يكون هكذا وهكذا، وهذا لفظ النسائي في الصيام (2138).
[4] هذا أحد ألفاظ حديث ابن عباس المتقدم، أخرجه أبو داود في الصوم (2327).
[5] زاد المعاد (2/28-29).
الخطبة الثانية
الحمد لله بنى السماء فأحكم ما بنى، أحمده سبحانه وأشكره أجزل العطاء لمن كان محسِنا، وغفر الذنب لمن أساء وجنى، وأشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له مسرًّا ومعلنًا، وأشهد أن سيدنا ونبينا محمداً عبد الله ورسوله دعا إلى الله فما ضعف وما ونى، صلـى الله وسلم وبارك عليه، وعلى آله وأصحابه أهل العز والسنا، والتابعين ومن تبعهم بإحسان إلى يوم الدين.
أما بعد: اختلافُ مطالع الأهلة بين البلدان والأقاليم أمر متقرِّر عند أهل الشأن، ولكن أهل العلم رحمهم الله اختلفوا إذا رئي الهلال في بلد أو إقليم فهل يلزم جميع البلدان الصيام؟ فذهب جمهور أهل العلم إلى أن لكل قوم رؤيتهم، وذهب طوائف من أهل العلم إلى القول بلزوم الصوم على الجميع، والأمر في هذه المسألة واسع، والاجتهاد فيها فسيح، غيرَ أنه لا ينبغي التهويل ولا الإرجاف في أن اختلاف الأقطار الإسلامية في يومي الصوم والإفطار مدعاة للتفكّك والنزاع، فالدعوة إلى وحدة المسلمين واتحادهم أمرٌ غير مختلَف عليه، بل ومن أعظم المطالب الشرعية، وينبغي على أهل العلم والدين والفكر والرأي تكريس الجهد وتكثيف العمل من أجل هذه الوحدة العظيمة، ولكنَّ اختلاف المسلمين في يوم صومهم ويوم فطرهم لا أثر له في هذا المطلب السامي، لأن المسلمين كانوا متّحدين مع اختلافهم في وقت دخول الشهر وخروجه، فهذا عبد الله بن عباس رضي الله عنهما في مدينة رسول الله لم يوافق معاوية رضي الله عنه في الشام في يوم الدخول ولا في يوم الخروج، ولم تتفرّق القلوب، ولم يتشتّت شملُ الأمة الموحدة، والوحدة الإسلامية لا تتمّ بارتجالية الفكر، ولا بعاطفة الشعور. إن من الجميل والأولى الاشتغال بما يجمع الكلمة من الحكم بشرع الله، ورسم طريق الإصلاح، وسلامة القلوب، والأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وتربية أبناء المسلمين على منهج الإسلام بالحكمة والموعظة الحسنة.
وهناك ـ أيها المسلمون ـ أمر آخر مرتبط بهذه المسألة، ذلك أن أعياد المسلمين ليست مهرجانات لمظاهر الأفراح، ولكنها إلى جانب ذلك هي أعياد يُراعى فيها الانقياد والطاعة، فهي فرحة وعبادة يؤديها المسلمون ويمارسونها طاعة لله، وَلِتُكَبّرُواْ ٱللَّهَ عَلَىٰ مَا هَدَاكُمْ [البقرة:185]، لا حسب الأهواء والرغبات والمصالح، والتوجيه الشرعي صريح: ((لا تصوموا حتى تروا الهلال، ولا تفطروا حتى تروا الهلال، فإن غم عليكم فأكملوا العدة ثلاثين))[1].
ألا فاتقوا الله رحمكم الله، واستقيموا على الطاعات، وتأملوا في حِكَم التشريع.
ثم صلوا وسلموا على البشير النذير والسراج المنير نبيكم محمد المصطفى ورسولكم المجتبى، فقد أمركم بذلك ربكم جل وعلا فقال في محكم كتابه قولاً كريماً: إِنَّ ٱللَّهَ وَمَلَـٰئِكَـتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى ٱلنَّبِىّ يٰأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءامَنُواْ صَلُّواْ عَلَيْهِ وَسَلّمُواْ تَسْلِيماً [الأحزاب:56].
اللهم صل وسلم وبارك على عبدك ورسولك محمد نبي الرحمة والملحمة، وعلى آله الطيبين الطاهرين، وعلى أزواجه أمهات المؤمنين، وارض اللهم عن الخلفاء الأربعة الراشدين…
——————————————————————————–
[1] تقدم تخريجه.
جزاك الله خيرا