التصنيفات
منتدى اسلامي

تاج الكرامة

بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

تاج الكرامة

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على من لا نبي بعده…
أما بعد :

فإن القرآن العظيم بما فيه من معان وعبر وحكم وقصص وأمثال وأخلاق وعقائد يبعث السرور في نفس الحزين ويشبع الجائع ويطفئ ظمأ العاطش ويريح جسد المتعب ويشجي أذن السامع ويوسع أفق المتأمل والمتدبر فيه ويحيي القلوب الميتة ويشفي الضمير المريض ويوقظ الإحساس النائم
، إن هذا القرآن ينبوع لا ينضب ونهر متدفق ومنهل عذب ومورد ثري ،
فطوبى لمن نهج نهجه وسار على هديه ونهل من معينه فعمل بأوامره وانتهى عن نواهيه
وتدبر معانيه فتوصل إلى ما يأمله ويبتغيه فهو عظمة المسلم ولا تكمل إلا في مصاحبته فهذا كلام الله نزله ليوجه هذه الأمة وليسيرها عقيدة وأخلاقًا وعبادة وسلوكًا ومعاملة إلى الله فهدى للتي هي أقوم ،
فهو قوة عظيمة ونور ساطع وبلسم شاف ونبع صاف فهو كتاب الله فيه نبأ ما كان قبلكم وخبر ما كان بعدكم ، وحكم ما بينكم هو الفصل ليس بالهزل ،
من تركه من جبار قصمه الله ،
فهو حبل الله المتين والذكر الحكيم والصراط المستقيم ،
هو الذي لا تزيغ به الأهواء ولا تلتبس به الألسن ولا يشبع منه العلماء ولا يخلق على كثرة الرد ولا تنقضي عجائبه ،
هو الذي لم تنته الجن إذ سمعته حتى قالوا
{ إِنَّا سَمِعْنَا قُرْآنًا عَجَبًا (1) يَهْدِي إِلَى الرُّشْدِ فَآمَنَّا بِهِ وَلَن نُّشْرِكَ بِرَبِّنَا أَحَدًا (2) }
سورة الجن،
من قال به صدق ومن عمل به أجر ومن حكم به عدل
ومن دعا إليه هدي إلى صراط مستقيم ،
ومن استكفى به كفاه
ومن طلب من الشفا شفاه
ومن طلب احتمى به في ظل من أنزله حماه
ولكن من طلب الهدى من غيره أضله الله وأعماه وأخزاه
لهذا كان القرآن مصدر حياة المصطفى صلى الله عليه وسلم وعزة وكرامة هذه الأمة إن هي تمسكت به ،
{وَكُلاًّ نَّقُصُّ عَلَيْكَ مِنْ أَنبَاء الرُّسُلِ مَا نُثَبِّتُ بِهِ فُؤَادَكَ وَجَاءكَ فِي هَذِهِ الْحَقُّ وَمَوْعِظَةٌ وَذِكْرَى لِلْمُؤْمِنِينَ}
(120) سورة هود

يخرج الناس من الظلمات إلى النور :

القرآن أنزل على قلب محمد صلى الله عليه وسلم ليخرج الناس من الظلمات إلى النور ، ليبني أمة ويقيم نظامًا وينشر حضارة
{يَا أَيُّهَا النَّاسُ قَدْ جَاءكُم بُرْهَانٌ مِّن رَّبِّكُمْ وَأَنزَلْنَا إِلَيْكُمْ نُورًا مُّبِينًا}
(174) سورة النساء.

يربي الأجيال :

القرآن يربي الأجيال على مائدة القرآن لتكون أهلا لحمل أمانة هذا الدين والدعوة إليه وقيادة البشرية إلى صراط الله المستقيم
{ وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَانًا لِّكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ}
(89) سورة النحل

يخاطب الفطرة والعقل :

القرآن يخاطب الفطرة والعقل ويسلك مسالك الإقناع ويحرك الشعور ويستثير الوجدان
{اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُّتَشَابِهًا مَّثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاء وَمَن يُضْلِلْ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ}
(23) سورة الزمر .

يدعو إلى التأمل :

القرآن يطوف بالقلب أقطار السموات والأرض ، يدعو إلى التأمل و إلى التفكير في جوانب الحياة
{كِتَابٌ أَنزَلْنَاهُ إِلَيْكَ مُبَارَكٌ لِّيَدَّبَّرُوا آيَاتِهِ وَلِيَتَذَكَّرَ أُوْلُوا الْأَلْبَابِ}
(29) سورة ص .

يوجه النظر إلى التاريخ وعبر الغابرين :

القرآن يوجه النظر إلى التاريخ وعبر الغابرين بقص القصص وحديث الأخبار
{أَفَلاَ يَتَدَبَّرُونَ الْقُرْآنَ وَلَوْ كَانَ مِنْ عِندِ غَيْرِ اللّهِ لَوَجَدُواْ فِيهِ اخْتِلاَفًا كَثِيرًا}
(82) سورة النساء

في منهجه أعجب أسلوب :

القرآن في منهجه أعجب أسلوب وأبدع طريقه وأصدق نبأ وأحسن قصص وأجمع عبراً
{قُل لَّئِنِ اجْتَمَعَتِ الإِنسُ وَالْجِنُّ عَلَى أَن يَأْتُواْ بِمِثْلِ هَذَا الْقُرْآنِ لاَ يَأْتُونَ بِمِثْلِهِ وَلَوْ كَانَ بَعْضُهُمْ لِبَعْضٍ ظَهِيرًا}
(88) سورة الإسراء

حوى من الحكم أعجبها :

القرآن حوى من الحكم أعجبها ومن وسائل التربية والإيمان أنجعها
ومن القصص والأحاديث أصدقها وأعذبها
{وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِّنْ أَمْرِنَا مَا كُنتَ تَدْرِي مَا الْكِتَابُ وَلَا الْإِيمَانُ وَلَكِن جَعَلْنَاهُ نُورًا نَّهْدِي بِهِ مَنْ نَّشَاء مِنْ عِبَادِنَا وَإِنَّكَ لَتَهْدِي إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ}
(52) سورة الشورى .
في القرآن قصص وعبر وعظات يتجلى فيها عظم البلاء وحسن العاقبة .

يبين سنة الله في الصراع بين الحق والباطل :

القرآن يبين سنة الله في الصراع بين الحق والباطل والتنازع بين الخير والشر
{وَإِن كُنتُمْ فِي رَيْبٍ مِّمَّا نَزَّلْنَا عَلَى عَبْدِنَا فَأْتُواْ بِسُورَةٍ مِّن مِّثْلِهِ وَادْعُواْ شُهَدَاءكُم مِّن دُونِ اللّهِ إِنْ كُنْتُمْ صَادِقِينَ}
(23) سورة البقرة

فيه دعوة إلى الإيمان بالله وحده :

في القرآن دعوة إلى الإيمان بالله وحده وإفراده بالعبادة وبيان مصير الصراعات في الدنيا والعواقب في الأخرى
{وَاتْلُ عَلَيْهِمْ نَبَأَ الَّذِيَ آتَيْنَاهُ آيَاتِنَا فَانسَلَخَ مِنْهَا فَأَتْبَعَهُ الشَّيْطَانُ فَكَانَ مِنَ الْغَاوِينَ}
(175) سورة الأعراف .
في ثنايا القرآن يتبين طريق أهل الخير وطريق أصحاب السعير .

حوى على التوحيد :

القرآن حوى على التوحيد والأحكام والسير والسياسة وطلب المعاش وعلاقات الخلق بالله وببعضهم ،
وضم دروسًا وعبرًا ،
لصلاح الدين والدنيا معًا
{وَمَا كَانَ هَذَا الْقُرْآنُ أَن يُفْتَرَى مِن دُونِ اللّهِ وَلَكِن تَصْدِيقَ الَّذِي بَيْنَ يَدَيْهِ وَتَفْصِيلَ الْكِتَابِ لاَ رَيْبَ فِيهِ مِن رَّبِّ الْعَالَمِينَ}
(37) سورة يونس .
فعد إليه وتأمل فيه واتله آناء الليل وأطراف النهار
{إِنَّ فِي ذَلِكَ لَذِكْرَى لِمَن كَانَ لَهُ قَلْبٌ أَوْ أَلْقَى السَّمْعَ وَهُوَ شَهِيدٌ}
(37) سورة ق .
وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين .

بقلم الشيخ/
بدر بن نادر المشاري




جزاكى الله خير



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة aroa خليجية
جزاكى الله خير

اختي الغالية
اشكرك من قلبي على مرورك الكريم
وكلماتك التي زينت صفحتي
لكي مني كل تحية وتقدير




خليجية



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

الكرامة الإنسانية في القرآن الكريم

اختصَّ الله – عزَّ وجل – النَّوع الإنساني من بين خلقه بأنْ كرَّمه وفضَّلَه وشرَّفه، فلإنسان شأنٌ ليس لسائر المخلوقات؛ فقد خلَقَه البارئُ تعالى بيده، ونفخ فيه من روحه، وأسجد له ملائكته؛ إكرامًا واحترامًا، وإظهارًا لفضله، واتَّخذ – سبحانه – من هذا الإنسانِ الخليلَ والكليمَ، والولِيَّ والخواصَّ والأحبار، وجعله مَعْدِنَ أسراره، ومَحلَّ حكمته، وموضِعَ مثوبته.

وهذه الورقة ما هي إلاَّ بيان لبعضِ مكرمات الله تعالى لِهذا الإنسان، والتي يُمكن استخلاصها من القرآن الكريم على النَّحو التالي:

أولاً: تكريم الذات:

إنَّ تكريم الإنسان في القرآن هو تكريم لِذَاته الإنسانية: وَصَوَّرَكُمْ فَأَحْسَنَ صُوَرَكُمْ [التغابن: 3]، وتكريمٌ لِدَوره في إعمار الأرض: هُوَ أَنْشَأَكُمْ مِنَ الْأَرْضِ وَاسْتَعْمَرَكُمْ فِيهَا [هود: 61]، فهذا التَّكريم هو اسم جامعٌ لكلِّ الخَيْر والشَّرَف والفضائل[1].

ثانيًا: الإيجاد:

من إكرام الله للإنسا أنْ أوجَدَه بعدما لم يكن شيئًا مذكورًا، ولا يُعرف له أثر؛ قال – عزَّ وجلَّ -: هَلْ أَتَى عَلَى الْإِنْسَانِ حِينٌ مِنَ الدَّهْرِ لَمْ يَكُنْ شَيْئًا مَذْكُورًا [الإنسان: 1]، والمعنى أنه كان جسَدًا مصوَّرًا، ترابًا وطينًا، لا يُذْكَر ولا يُعرَف، ولا يُدْرَى ما اسْمُه؟ ولا ما يُراد به، ثُمَّ نَفَخ فيه الرُّوح فصار مذكورًا، وقال يحيى بن سلام: لم يكن شيئًا مذكورًا في الخَلْق، وإن كان عند الله شيئًا مذكورًا[2].

ثالثًا: خِلْقتُه على الفطرة:

من كرامة الإنسان أنْ خلَقَه الله مَجْبولاً على الإيمان؛ قال سبحانه: فَأَقِمْ وَجْهَكَ لِلدِّينِ حَنِيفًا فِطْرَتَ الَّهِ الَّتِي فَطَرَ النَّاسَ عَلَيْهَا لَا تَبْدِيلَ لِخَلْقِ الَّهِ ذَلِكَ الدِّينُ الْقَيِّمُ وَلَكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ [الروم: 30]، ومعناه: أنَّه تعالى ساوى بين خلْقِه كلِّهم في الفطرة على الجبِلَّة المستقيمة، لا يُولَد أحدٌ إلاَّ على ذلك، ولا تَفاوُتَ بين الناس في ذلك[3].

وزيادةً في تكريم الذَّات الإنسانية فإنَّ الإيمان بالله لا يكون وراثيًّا، كما لا يكون منَّةً ولا أمرًا مفروضًا, ولكن يكون بفِعْل إرادة فرديَّة حُرَّة، وهداية ربَّانيَّة نورانيَّة: وَقُلِ الْحَقُّ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ شَاءَ فَلْيُؤْمِنْ وَمَنْ شَاءَ فَلْيَكْفُرْ [الكهف: 29]، لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ [البقرة: 256]، يَهْدِي الَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ [النور: 35].

ولتأكيد على الحُرِّية الإنسانيَّة التكريمية تَرِد في القرآن الكريم آياتٌ عديدة تُذَكِّر النبِيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – بِحُدوده الدَّعَوية، ومن هذه الآيات:

مَنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ الَّهَ وَمَنْ تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا [النساء: 80].

قَدْ جَاءَكُمْ بَصَائِرُ مِنْ رَبِّكُمْ فَمَنْ أَبْصَرَ فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ عَمِيَ فَعَلَيْهَا وَمَا أَنَا عَلَيْكُمْ بِحَفِيظٍ [الأنعام: 104].

فَمَنِ اهْتَدَى فَلِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَمَا أَنْتَ عَلَيْهِمْ بِوَكِيلٍ [الزمر: 41].

فَذَكِّرْ إِنَّمَا أَنْتَ مُذَكِّرٌ * لَسْتَ عَلَيْهِمْ بِمُصَيْطِرٍ * إِلَّا مَنْ تَوَلَّى وَكَفَرَ [الغاشية: 21 – 23].

رابعًا: الخلافة وإعمار الأرض:

تعكس خلافة الإنسان في الأرض أسْمَى مراتب التَّكريم الإِلَهي؛ وَإِذْ قَالَ رَبُّكَ لِلْمَلَائِكَةِ إِنِّي جَاعِلٌ فِي الْأَرْضِ خَلِيفَةً قَالُوا أَتَجْعَلُ فِيهَا مَنْ يُفْسِدُ فِيهَا وَيَسْفِكُ الدِّمَاءَ وَنَحْنُ نُسَبِّحُ بِحَمْدِكَ وَنُقَدِّسُ لَكَ قَالَ إِنِّي أَعْلَمُ مَا لَا تَعْلَمُونَ [البقرة: 30].

خامسًا: تسخير ما في الكون لِخِدمة الإنسان:

ولِتَحقيق هذه الخلافة سخَّر الله – عزَّ وجل – للإنسا السَّماوات والأرض وما بينهما؛ الَّهُ الَّذِي خَلَقَ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَأَنْزَلَ مِنَ السَّمَاءِ مَاءً فَأَخْرَجَ بِهِ مِنَ الثَّمَرَاتِ رِزْقًا لَكُمْ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْفُلْكَ لِتَجْرِيَ فِي الْبَحْرِ بِأَمْرِهِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الْأَنْهَارَ * وَسَخَّرَ لَكُمُ الشَّمْسَ وَالْقَمَرَ دَائِبَيْنِ وَسَخَّرَ لَكُمُ الَّيْلَ وَالنَّهَارَ * وَآتَاكُمْ مِنْ كُلِّ مَا سَأَلْتُمُوهُ وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَتَ الَّهِ لَا تُحْصُوهَا إِنَّ الْإِنْسَانَ لَظَلُومٌ كَفَّارٌ [إبراهيم: 32 – 34]، وقال تعالى أيضًا: أَلَمْ تَرَوْا أَنَّ الَّهَ سَخَّرَ لَكُمْ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَمَا فِي الْأَرْضِ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ ظَاهِرَةً وَبَاطِنَةً وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يُجَادِلُ فِي الَّهِ بِغَيْرِ عِلْمٍ وَلَا هُدًى وَلَا كِتَابٍ مُنِيرٍ [لقمان: 20]، ذكَر نِعَمَه على بني آدم وأنَّه سخَّر لَهم ما في السماوات من شَمْس وقمر ونُجوم، وملائكة تَحُوطهم وتجرُّ إليهم منافِعَهم، وما في الأرض عامٌّ في الجبال والأشجار والثِّمار، وما لا يُحصى؛ وَأَسْبَغَ عَلَيْكُمْ نِعَمَهُ [لقمان: 20]؛ أيْ: أكملها وأتَمَّها[4].

سادسًا: استيعاب الإنسان للعلوم الدنيوية:

قال – عزَّ وجلَّ -: وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا [البقرة: 31]، الظاهر أنَّ الأَسْماء التي علُمِّهَا آدم هي ألفاظ تدلُّ على ذوات الأشياء التي يَحتاج نوع الإنسان إلى التَّعبير عنها؛ لِحَاجته إلى ندائها أو استحضارها، أو إفادة حصول بعضها مع بعض، وهي – أيِ: الإفادة – ما نُسمِّيه اليوم بالأخبار أو التَّوصيف، فيَظهر أنَّ المراد بالأسماء ابتداءً أسماءُ الذَّوات من الموجودات، مثل الأعلام الشخصيَّة، وأسماء الأجناس من الحيوان والنَّبات، والحجَر والكواكب، مِمَّا يقع عليه نظر الإنسان ابتداءً، مثل اسم جنَّة وملَك، وآدم وحواء وإبليس، وشجرة وثَمَرة، ونجد ذلك بحسب الُّغة البشريَّة الأولى.

وتعليم الله تعالى آدمَ الأسماءَ إمَّا بطريقة التلقين بِعَرض المسمَّى عليه، فإذا أراه لُقِّن اسمه بصوتٍ مَخْلوق يسمعه، فيَعْلم أنَّ ذلك الفظ دالٌّ على تلك الذَّات بعِلْم ضروري، أو يكون التعليم بإلقاء علم ضروريٍّ في نفس آدم بحيث يَخْطر في ذهنه اسْمُ شيءٍ عندما يُعْرَض عليه، فيضع له اسْمًا بأنْ ألْهَمَه وضْعَ الأسماء للأشياء؛ ليُمَكِّنه أن يفيدها غيْرَه، وذلك بأن خلق قوَّة النُّطق فيه، وجعله قادرًا على وضع الُّغة كما قال تعالى: خَلَقَ الْإِنْسَانَ * عَلَّمَهُ الْبَيَانَ [الرحمن: 3 – 4]، وجَميع ذلك تعليمٌ؛ إذِ التعليم مصدر علَّمَه، إذا جعله ذا عِلْم، مثل أدَّبه، فلا ينحصر في التَّلقين وإن تبادر فيه عُرْفًا، وأيًّا ما كانت كيفيَّة التعليم، فقد كان سببًا لتفضيل الإنسان على بقيَّة أنواع جنسه بقوَّة النُّطق وإحداث الموضوعات الُّغوية للتعبير عمَّا في الضمير، وكان ذلك أيضًا سببًا لِتَفاضُل أفراد الإنسان بعضهم على بعض، بِمَا ينشأ عن النُّطق مِن استفادة المجهول من المعلوم، وهو مبدأ العلوم[5].

سابعًا: إيداع مفاتيح المعرفة والإدراك في الإنسان:

ولاِسْتيعاب الإنسان للعلوم وتعلُّمِها وتعليمها, أودَع فيه اللهُ – تعالى – بعض مفاتيح المعرفة (التفكُّر, النَّظر, العقل, البصر, القلب, الُّب…).

قال سبحانه: أَوَلَمْ يَنْظُرُوا فِي مَلَكُوتِ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَمَا خَلَقَ الَّهُ [الأعراف: 185].

أَوَلَمْ يَتَفَكَّرُوا فِي أَنْفُسِهِمْ مَا خَلَقَ الَّهُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا إِلَّا بِالْحَقِّ وَأَجَلٍ مُسَمًّى [الروم: 8].

أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الْأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا [الحج: 46].

وَمَا يَذَّكَّرُ إِلَّا أُولُو الْأَلْبَابِ [آل عمران: 7].

فهذه المفاتيح المعرفيَّة تَسْمو بالإنسان إلى الطَّاعة والخضوع لله تعالى: إِنَّمَا يَخْشَى الَّهَ مِنْ عِبَادِهِ الْعُلَمَاءُ [فاطر: 28]، وتُجَرِّده عن التَّبَعية المُطْلقة والتقليد الأعمى.

والنَّظرُ والتفكُّر والتعقُّل، والاستدلال بالأدلَّة التي نصَبَها الله لِمَعرفته من أوجَبِ الواجبات بعد الإيمان الفطري الجبلِّي بالله تعالى, وإلى هذا ذهب البخاريُّ – رحمه الله – حيث بوَّب في كتابه (باب العلم قبل القول والعمل لقول الله – عزَّ وجلَّ – : فَاعْلَمْ أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا الَّهُ [محمد: 19]).

ثامنًا: إلغاء الوساطة بين العبد وربه:

ولتأكيد على احترام كرامة الإنسان وحُرِّيته؛ ألغى الشَّارع الحكيم أيَّ وساطة بين الله – عزَّ وجلَّ – وعبْدِه, هذه الوساطة التي تُفْسد التحنُّث والتعبُّد لله، والاعتقاد الجازِمَ به سبحانه, كاتِّخاذ كُفَّار مكَّة الأصنام واسطةً، وقولِهم: مَا نَعْبُدُهُمْ إِلَّا لِيُقَرِّبُونَا إِلَى الَّهِ زُلْفَى [الزمر: 3]، وقد تَحُول بين السَّائل ومُناجيه: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ دَعْوَةَ الدَّاعِ إِذَا دَعَانِ فَلْيَسْتَجِيبُوا لِي وَلْيُؤْمِنُوا بِي لَعَلَّهُمْ يَرْشُدُونَ [البقرة: 186].

قال أبو جعفر: يعنِي – تعالى ذِكْرُه – بذلك: وإذا سألك يا محمَّد عبادي عنِّي: أين أنا؟ فإنِّي قريبٌ منهم، أسْمَع دُعاءهم وأُجيب دعوة الدَّاعي منهم، وقد اختُلِف فيما أنزلت فيه هذه الآية، فقال بعضُهم: نزلَتْ في سائلٍ سأل النبِيَّ – صلَّى الله عليه وسلَّم – فقال: يا محمَّد، أقريبٌ ربُّنا فنناجيه؟ أو بعيد فنناديه؟ فأنزل الله: وَإِذَا سَأَلَكَ عِبَادِي عَنِّي فَإِنِّي قَرِيبٌ أُجِيبُ [6].

تاسعًا: حقوق الإنسان:

ومِمَّا يصون كرامة الإنسان في الإسلام ضمانُه لِحُقوقه، وترتيبه على الإخلال بها والتعدِّي عليها جُملةً من الحدود، ومن أبرز هذه الحقوق:

• حقُّ المساواة:

قال تعالى: يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّا خَلَقْنَاكُمْ مِنْ ذَكَرٍ وَأُنْثَى وَجَعَلْنَاكُمْ شُعُوبًا وَقَبَائِلَ لِتَعَارَفُوا إِنَّ أَكْرَمَكُمْ عِنْدَ الَّهِ أَتْقَاكُمْ إِنَّ الَّهَ عَلِيمٌ خَبِيرٌ [الحجرات: 13].

• حق الحياة:

قال تعالى: مَنْ قَتَلَ نَفْسًا بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الْأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعًا [المائدة: 32].

• حق الملكيَّة:

قال تعالى: وَالسَّارِقُ وَالسَّارِقَةُ فَاقْطَعُوا أَيْدِيَهُمَا جَزَاءً بِمَا كَسَبَا نَكَالًا مِنَ الَّهِ وَالَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ [المائدة: 38].

• حق الحُرِّية:

قال سبحانه: إِنَّمَا جَزَاءُ الَّذِينَ يُحَارِبُونَ الَّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الْأَرْضِ فَسَادًا أَنْ يُقَتَّلُوا أَوْ يُصَلَّبُوا أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُمْ مِنْ خِلَافٍ أَوْ يُنْفَوْا مِنَ الْأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الْآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ [المائدة: 33].

• حق العِرْض الشريف:

قال – عزَّ وجلَّ -: الزَّانِيَةُ وَالزَّانِي فَاجْلِدُوا كُلَّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا مِائَةَ جَلْدَةٍ وَلَا تَأْخُذْكُمْ بِهِمَا رَأْفَةٌ فِي دِينِ الَّهِ إِنْ كُنْتُمْ تُؤْمِنُونَ بِالَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَلْيَشْهَدْ عَذَابَهُمَا طَائِفَةٌ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ [النور: 2].

——————————————————————————–

[1] أبو السعادات المبارك الجزري, "النهاية في غريب الحديث والأثر", تحقيق: طاهر أحمد الزاوي, محمود الطناحي, المكتبة العلميَّة, بيروت, طبعة 1399ه, حرف الكاف (باب الكاف مع الراء).

[2] محمد بن علي الشوكاني, "فَتْح القدير الجامع بين فنَّيِ الرواية والدراية من علم التفسير", (5/482).

[3] إسماعيل بن عمر بن كثير أبو الفداء, "تفسير القرآن العظيم", (4/572).

[4] تفسير ابن كثير, سورة لقمان الآية: 20.

[5] الطاهر بن عاشور, "التحرير والتنوير"، (1/233)، وما بعدها.

[6] محمد بن جرير الطبري, "جامع البيان من تأويل آي القرآن", (2/164).




خليجية



شكرلكم



خليجية



شكرلك



التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

الآستقامة طريق اولةالكرامة واوسطةالسلامةواخرة الجنة

بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
الْحَمْدُ لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ * الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ * مَالِكِ يَوْمِ الدِّينِ * إِيَّاكَ نَعْبُدُ وَإِيَّاكَ نَسْتَعِينُ * اهْدِنَا الصِّرَاطَ الْمُسْتَقِيمَ * صِرَاطَ الَّذِينَ أَنْعَمْتَ عَلَيْهِمْ غَيْرِ الْمَغْضُوبِ عَلَيْهِمْ وَلَا الضَّالِّينَ
والصلاة والسلام علي : سيد المستقيمين ، وسيد الأنبياء والمرسلين ، صلاة وسلاما عليه وعلي صحابته الأخيار، وأهله وذريته الأطهار.
المنهج المستقيم والطريق القويم هو: دين الله تعالي(قُلْ إِنَّنِي هَدَانِي رَبِّي إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ دِينًا قِيَمًا مِلَّةَ إِبْرَاهِيمَ حَنِيفًا)
وهو الذي نسأل الله إياه كلما قرأنا فاتحة الكتاب : (اهدنا الصراط المستقيم)
هؤلاء الذين أنعم الله عليهم: هم الذين اتبعوا أوامره، واجتنبوا نواهيه، وتحروا مواطن رضاه ، وتنحوا عن مواطن غضبه سبحانه ، حتى صار ذلك هدفهم ، وفي إطاره يدور سلوكهم، وبه تسطبع تصرفاتهم .
وليس هذا الهدي بالأمر الهين ، بل هو الذي يتحاج مجاهدة جادة ، وعزيمة راشدة ، وإرادة قوية ، ومثابرة مستمرة .
حيث إن السير علي هذا الصراط المستقيم، بما يصير معه المرء مستقيما : يمكنه من أن يكون عضوا نافعا في بيئته، خيرا في مجتمعه، قدوة صالحة لغيره.
وهذا ما أراده النبي صلي الله عليه وسلم للصحابي الذي قال له : قل لي في الإسلام قولا لا أسأل عنه غيرك.
فقال له : " قل آمنت بالله ، ثم استقم"
نتائج الاستقامة
لو استقام الفرد، وطبق ما أراده الله منه، وتجنب ما نهاه الله عنه.
ولو استقامة الأسرة…
ولو استقامت الأمة…
ولو استقام المسئولون..
لانعدمت ـ أو كادت ـ الرذائل، والفواحش، والضعف والخنوع ، والتبعية الذليلة، من صفوف الأمة.
ولسادت ـ أو كادت ـ الفضائل والمكارم، والقوة والعزة، والاستقلالية الراشدة، والتفوق البناء، في جموع هذه الأمة الخيرة.
وفوق هذا وذاك ، لنالت هذه الأمة أفرادا وجماعات ـ أحلي وأغلي وأجمل ما يتمناه إنسان في الآخرة.
فإن جزاء الاستقامة في الآخرة : يكون بالخير في أحرج الأوقات وأصعب الأزمات.
حيث يقول عز وجل(إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا).
أي لا خوف عليهم من أهوال ما هو آت ، ولا هم يحزنون علي ما فات.
كما يقول سبحانه: (إِنَّ الَّذِينَ قَالُوا رَبُّنَا اللَّهُ ثُمَّ اسْتَقَامُوا تَتَنَزَّلُ عَلَيْهِمُ الْمَلَائِكَةُ أَلَّا تَخَافُوا وَلَا تَحْزَنُوا وَأَبْشِرُوا بِالْجَنَّةِ الَّتِي كُنْتُمْ تُوعَدُونَ * نَحْنُ أَوْلِيَاؤُكُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَفِي الْآَخِرَةِ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَشْتَهِي أَنْفُسُكُمْ وَلَكُمْ فِيهَا مَا تَدَّعُونَ * نُزُلًا مِنْ غَفُورٍ رَحِيمٍ).
أي هؤلاء المستقيمون، الذين أطاعوا الله فرضي عنهم : لهم يوم القيامة ثمانية أشياء:
1-تتنزل عليهم الملائكة بالبشارات.
2-تثبتهم (ألا تخافوا).
3-تطمئنهم (ولا تحزنوا)
4-تفرحهم (وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون).
5-تصارحهم (نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة).
6-تكشف لهم النعم (لكم فيها ما تشتهي أنفسكم).
7-تبين لهم سعة النعيم (ولكم فيها ما توعدون).
8-تعرفهم فضل الله تعالي عليهم(نزلا من غفور رحيم).
ويقول العلماء: هذه البشارات من الملائكة تكون في أحرج الأوقات وأصعب الأزمات.
وهي :
ساعة سكرات الموت.
وفي القبر.
ويوم الحشر.
ألا من مراجع لنفسه..!!
ألا هل من مشمر…؟!!
ألا هل نستقيم..؟!!
والاستقامة على صراط الله المستقيم يجب أن تكون بصدق نية وإخلاص وإتباع .. فعلى المستقيمين دائماً تجديد النية والعزم للعمل الصالح مع سلامة القلب من أمراضه وتطهير النفس من أدرانها لأنها تعلق بها فتوهنها وتبعدها عن فعل الطاعات .. وعليهم بكثرة الذكر والاستغفار والتوبة والدعاء .. فرسول الله إمام المتقين وأتقى المستقيمين , الكامل المبرأ من فوق سبع سماوات كان لا يفتر لسانه من الذكر والاستغفار ويكثر دائماً من الدعاء في كل أحواله وأقواله وأفعاله ..
وقد ذخرت السنة النبوية بأدعية مباركة , نطقها الفم النبوي الطهور , فجاءت كالبلسم الشافي لكل داء . ومن وجد المأثور لا يلتفت إلى سواه .
(( اللهم آت نفسي تقواها وزكها أنت خير من زكاها أنت وليها ومولاها )) .
((اللهم إني أعوذ بك من علم لا ينفع , وقلب لا يخشع , ونفس لا تشبع , ودعوة لا يستجاب لها )) .
ذكر ابن قيم الجوزية – رحمه الله – في كتابه / طريق الهجرتين . الطريق الموصل إلى الاستقامة في الأحوال والأقوال والأعمال . أمور كثيرة يمكن الرجوع إليها ..

وقفة : ما لفرق بين الاستقامة والالتزام ؟

في اللغة العربية فرق بين الكلمتين .
فالاستقامة : تعني الاعتدال والانتصاب وإزالة الاعوجاج . فالكلمة من : قوم , ويقال في التعجب : " ما أقومه " أي ما أكثر اعتداله . ويقال : استقام له الأمر : أي اعتدل له . ومن ذلك معنى قوله تعالى : " ذلك دين القيمة " أي دين الأمة المستقيم .
وكذلك قوله تعالى : " واتقوه وأقيموا الصلاة ". " وأن أقيموا الدين .." . " وأقيموا الوزن بالقسط " . " وأقيموا الشهادة له " . " فاستقم كما أمرت " . " قال قد أجيبت دعوتكما فاستقيما .. " . " إنما إلهكم إله واحد فاستقيموا إليه .. " . وغيرها من الآيات .
والالتزام : تعني الثبات والدوام . ولزم الشيء : أي لم يفارقه . وهذا الالتزام وعدم المفارقة تكون على أي شيء سواء كان شيء حسن أم قبيح , وسواء كان مستقيم أم معوج . ومن ذلك قوله تعالى : " وكل إنسان ألزمناه طائره في عنقه " . " وألزمهم كلمة التقوى " . " أنلزمكموها وأنتم لها كارهون " . " فقد كذبتم فسوف يكون لزاماً " . وغيرها من الآيات .
فالاستقامة لا تكون إلا في الشيء الحسن المعتدل الخالي من الاعوجاج , لذلك وصف الله تعالى صراطه بالمستقيم كما في قوله سبحانه في سورة الأنعام آية 153 :
( وإن هذا صراطي مستقيماً فاتبعوه ولا تتبعوا السبل ) .
ففرق كبير بين كلمتي الاستقامة والالتزام .
وهناك فرق بين قولنا " ملتزمون " و " مستقيمون " وإن كانت كلمة
" ملتزمون " أصبحت هي المصطلح الشائع بين الناس فيوصف بها المستقيمون , وكل مستقيم ملتزم , ولكن ليس كل ملتزم مستقيم .
هذا هوالمعنى اللغوي العربي الصحيح للكلمتين .
ودليل ذلك كثير في القرآن الكريم والسنة النبوية الشريفة . ومنه قوله تعالى : في سورة الأحقاف آية 13 : " إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا فلا خوف عليهم ولاهم يحزنون " . قال تعالى : "استقاموا " ولم يقل
" التزموا " .
ومن السنة النبوية حديث أبي عمرة سفيان بن عبد الله الثقفي قال : قلت : يا رسول الله : قل لي في الإسلام قولاً لا أسأل عنه أحد غيرك , قال : " قل أمنت بالله ثم استقم " . أيضاً قال له " استقم " ولم يقل له : " التزم "
وقال في حديث آخر : عندما أتاه رجل من الصحابة يستأذنه في الجهاد , فسأله عن أبويه فأخبره أن له أم , فقال : " الزمها فإن الجنة تحت أقدامها " وفي رواية أخرى " الزم رجلها , فثم الجنة " . أي داوم واثبت عندها . فالفرق في المعنى واضح بين كلمتي " استقم و التزم " .
لذلك كلمة " مستقيمون " أصح وأفضل من كلمة " ملتزمون "
إن أصبت ووفقت فمن الله ، وإن أخطأت وقصرت فمن نفسي ومن الشيطان .
اللهم : اجعلنا من المستقيمين ، وارزقنا هذه البشارات، وأرض عنا يا رب العالمين..
وصلى اللهم على محمد وآله وصحبه أجمعين .




بارك الله فيكي موضوع رائع يا روعة انتي

ويستاهل احلى تقييم




خليجية



خليجية



خليجية



التصنيفات
قصص و روايات

الكرامة اهم من الحب

:11_1_123[1]:




كرامتي أهم من الحب

في محكمة الجيزة للأحوال الشخصية وقفت الزوجة تطلب الطلاق من زوجها الذي لم يراعي معها سيرة الحب جمعتهما …. وبعد أن عاشا معا سنوات جميلة كان الحب هو دستور البيت السعيد.

تتحدث الزوجة في اعترافاتها أمام المحكمة وتصف نفسها في علاقتها بزوجها بأنها كانت الزوجة والأم والأخت والابنة له .. و كانت تتعامل معه في بعض اللحظات على أنه ابنها المحتاج إلى جرعة حنان ليس فيها رغبة أو غرائز … وأحيان أخرى كانت الأخت التي تقدم النصح والارشاد …. ولكن مع مرور السنوات بدأ الحب يهرب من منزلنا السعيد …. وصار زوجي لا يطيق التواجد في البيت …. وعندما حاولت استعادته وجدته يثور في وجهي … ويعلن التمرد رافضا العودة إلى حديقة الحب .. حاولت مرة أخرى .. وكانت كرامتي ثمن ذلك فاعتدى علي بالضرب أمام أسرتي التي كانت حاضرة من أجل ابرام اتفاقية الحب والسلام ؟

و أيقنت أنني انهزمت في مشاعري .. ولم يعد هناك أمل في عودة العلاقات بعد أن عرفت أن زوجي نسى أيام الحب الأولى ….. اليوم أنا لا أطلب مال أو نفقة منه بل أريد إنهاء وجودي معه كامرأة …. لا أريد الحياة مع رجل نسى حبه واحترامه لي …. وأصبح يعاملني كامرأة غير مرغوب فيها )) …. وأمام اصرار الزوجة على طلبها قضت المحكمة بمنحها الطلاق.

علاقة حب وسط زحام المولد انتهت في محكمة الأحوال الشخصية


لم يصدق الحضور في محكمة الأحوال الشخصية أن الفتاة الجميلة ذات الملابس البسيطة حضرت من أجل اثبات نسب طفلتها الوحيدة ضد " ابن الذوات " الذي خدعها باسم الحب وهرب منها حتى لا يعترف بنسب الطفلة ثمرة زواجهما العرفي.

فتاة المولد نالت تعاطف الجميع عندما بدأت تسرد حكايتها قالت (( أنا فتاة مصرية … ولكنني لست مثل ملايين الفتيات اللاتي لهن أسر تهتم بهن وتراعي شئونهن … أنا فتاة وحيدة لأسرة تعيش وتكسب رزقها من زبائن المولد الذي تشهده مدن مصر …. والدي احترف العمل في المولد بعد أن أحضر عددا من بنادق الرش التي يتنافس عليها الشباب لاطلاق طلقات الرش وإصابة الهدف …. عدم استقرار أسرتي جعلني لا ألتحق بالمدرسة فأسرتي كانت دائمة الترحال ….. حتى منزلنا البسيط لم نستقر به كثيرا بسبب كثرة إقامة والدي ووالدتي في المولد …. في السنوات الأولى من طفولتي كنت أقيم مع جدتي باستمرار بسبب خوف أبي من أن يفقدني في زحام المولد …. وعندما رحلت جدتي أصبحت أقيم مع أسرتي في المولد باستمرار …. حياة المولد جعلتني أعرف أشياء أكبر من عمري …. ظروف الحياة وضيق المساحات التي نعيش فيها جعلتني أعيش مشاهد من الحياة دون رتابة ….. لم يكن في حياتي خوف أو عيب … كنت أرى كل شئ مباح في حياة المولد فالنساء في المولد لا يرفضن غزل الرجال بل بعضهن يدفعن الرجال للتحرش بهن …. كنت أرى ذلك وأنا في سنوات الصبا الأولى …. وأصبحت أعيش بعقل امرأة ناضجة رغم أنني لم أكمل سنواتي العشر ولأن عجلة الزمن لا تتوقف …. كبرت ودخلت حياة المولد …. أدير كشك والدي … جمالي الفائق جعل الشباب يتوافد على الكشك لاطلاق الأعيرة من بنادق الرش …. الكل كان يتمنى أن ينال مني ابتسامة أو الفوز بساعة حب …. و رغم سعادتي بذلك إلا أنني كنت أخجل من نظرات الشباب … وذات ليلة كان والدي جالسا على سريره شارد الفكر …. اقتربت منه …. حاولت أن أعرف سبب شروده .. فقال لي في لحظة حنان: " لاشيئ أنا فقط أفكر بك ….. وأخاف عليك من الغد ".. قلت له : " لا تقلق بنتك راجل " .. قال : " يا ابنتي أنا كل يوم قلبي بيتمزق عندما أرى الشباب يتوافد على البنادق ليس حبا في إطلاق طلقات الرش …. ولكن رغبة في التقرب منك …. وكثيرا ما سمعت همس بعض الشباب وهم يتحدثون عنكي كفتاة للمتعة ، و أود أن أصرخ وأقول لا …. ولكن انتى سبب الرخاء وسعة الرزق التي نعيش فيها يوميا نكسب من وجودك أكثر من 20 جنيها …. لولا وجودك معنا ما عرفنا المال " …. اقتربت من والدي وقلت له : " لا تخف وربنا يسترها أهم شيء أنا.. هل أجاري الشباب أم لا ؟ … نعم أنا أعرف ماذا يريد الشباب؟! وأعلم أنني جميلة ولو طاوعت نفسي للشيطان سوف أكسب كثيراً … ولكنني سوف أخسر نفسي … هل تصدق يا أبي … أنني حزنت ذات يوم عندما كنت بوسط البلد ودخلت معرض ملابس قالتلي فيه صاحبة المعرض أنني أصلح للعمل عارضة للأزياء ، فاعتذرت و تركتها وأنا أعلم أنني سوف أربح كثيرا ولكنني لست فتاة ليل أو بنت ذوات حتى أنفع في هذه المهنة … وأخاف على نفسي في الدخول في هذا العالم …. شباب المولد تكفيهم نظرة …. أما الأثرياء يرغبون جسدي كاملا … أنا أود أن أكون امرأة شريفة تكسب بجهدها " ….. وانتهى حواري مع أبي وخرجت الى المولد … وكانت نهايته قد اقتربت لكن في وسط زحام … تقدم نحو بنادقي شاب بثياب تدل على أنه من الأثرياء …. طلب مني أن يشارك في اللعب بأحد البنادق.. أسلوبه الرقيق جعلني أعامله بالمثل … ظل أكثر من ساعة يلعب على إصابة الهدف … ولكنه أصابني أنا بالحب …. كانت نظراته لي كلها اعجاب وحب … لا أدري لماذا وافقت على تبادل الحوار معه وتركت البنادق لأبي وخرجت معه في المولد … كان ذو حديث مبهر …. جعلني أصرح له بكل شئ …

قال لي: "حرام تكوني هنا.. انت مكانك قصر فجمالك مثل الأميرات بل يزيد فهو جمال ساخن لامرأة كل شئ فيها رائع " …. لم أعرف كيف مرت ساعات طويلة معه … وتكرر لقائي به مرة أخرى … وفي ذات مرة طلب مني أن أركب معه السيارة حتى نطوف في وسط الشوارع … رفضت في البداية لكنه أصر فخرجنا معا وفي التجول في أحدى الحدائق إلى الذهاب إلى الشقة حيث وقعت في الخطيئة واستيقظت على هول الكارثة لكنه حاول أن يطمئني …. ومنذ تلك اللحظة بدأت اللقاءات تتكرر وأنا اختلق الأعذار لمقابلته إلى أن علمت أنني حامل وفي الشهر الثالث فطلبت منه وضع حد لعلاقتنا وشعرت بأنه يحاول التهرب مني ووجه لي اللوم على أنني لم أتفادى ذلك وطلب مني إجراء عملية اجهاض ، فرفضت …. ووصلنا إلى اتفاق للزواج عرفياً حتى يقدمني لاحقاً لأسرته في ظروف أفضل … ومع مرور الأيام اكتشفت الخدعة …. فقد سافر الى الخارج دون أن يخبرني و تركني أواجه الحياة بمفردي …. في صندوق البريد أرسل لي شيك بمبلغ مالي يساعدني على الحياة ويطلب مني أن أنسى ما حدث بيننا …. كدت أن اصاب بالجنون ورفعت هذه القضية لاثبات نسب ابنتي التي أطلقت عليها اسم " فرح " )) …. وتكمل قصتها قائلة (( في المحكمة وقف حبيب الأمس أمامي …. لم ينكر ما حدث ولكنه قال أنه لم يكن يعلم أنني حامل … ووصف ما حدث بأنه نزوة !! … و كسبت قضية النسب لطفلتي …. ولكنني خسرت حبي وحياتي معه … هو يرغب في أن أكون له زوجة في الظلام …. أو امرأة للمتعة وليس زوجة وأم لأطفاله …. وعندما خرجنا معا من المحكمة …. تقدم نحو والدي وقدم له بعض المال ووعده بارسال مثله في كل وقت نحتاج فيه للمال …. وطلب مني أن أنسى ما حدث فهو يعتبر خطأ الأمس نزوة … انصرفت عنه بسرعة ودموعي تسابق خطواتي واحساس مؤلم يحاصرني بأنني بعت نفسي وأصبحت امرأة للمشاهدة والعرض والإستهلاك وليس للزواج )) ..




:icon_evil:




موضوع مميز مميز مميز جدا جدا جدا تسلمي ياقمر حلو كثير



كانت الناس بتقول مفيش كرامه في الحب
لكن مع تجارب شخصيه أنا متأكده إن أهم حاجه في الحب الكرامه حتي لو هخسر حبي عشان كرامتي فأنا مش محتاجه الحب ده



التصنيفات
منوعات

الكرامة وذيل البقرة !

الكرامة.. وذيل البقرة !

——————————————————————————–

هناك حكاية شعبية قديمة، عن فتاة تزوجت وكانت لا تزال صغيرة في السن لم تنضج ولم تعرف أمور الحياة..
تزوجت هذه الفتاة وفي ذهنها تصورعن الحياة الزوجية أنها الحياة الرومانسية الشاعرية حيث الزوج الذي سيطلب ودها ويبحث عن رضاها، وحيث الأحلام والآمال..
بعد أسابيع من الزواج، وبعد أن جاملها الزوج كثيراً، بدأت المشاكل الروتينية البسيطة تتسلل إلى حياتهما..
وبدأت الزوجة الصغيرة ترفع صوتها على زوجها..
كان الزوج العاقل في البداية يصبر عليها ويتحمل سوء أدبها، وإذا غضبت عليه يتودد إليها ويطلب صفحها، لكن بعد فترة، بدأت الأمور تزداد سوءاً، وأصبحت الفتاة تكثر من الخصام والشجار على أتفه الأسباب، والأدهى والأمر أنها لم تكن تعتذر يوماً عما يبدر منها من تصرفات..
وكانت تذهب إلى بيت أهلها ما بين فترة وأخرى بحجة أنها ((زعلانة))، وتنتظر الزوج الصبور أن يأتي إلى بيتهم ويطلب رضاها ويعيدها إلى البيت..
اعتقدت الفتاة أن هذه اللعبة مفيدة وممتعة، فأصبحت تمارسها لأتفه الأسباب..
وذات يوم تشاجرت مع زوجها على سبب بسيط فحملت ملابسها وذهبت إلى بيت أهلها، منتظرةً أن يأتي الزوج ليرضيها ويأخذها معه كالعادة إلى بيتهما..
ولم تعرف أن الزوج قد سئم من تصرفاتها ومن كثرة (زعلها)، وقرر هذه المرة ألا يذهب لإرضائها أبداً..
بقيت الزوجة هناك يوماً ويومين، وأسبوعاً، وأسبوعين وشهراً وشهرين..
والزوج لم يسأل عنها..
استغربت وكانت تسأل والدها كل يوم ألم يأت فلان لكي يحادثك في أمري، فيقول لا..
وتسأل مرة أخرى هل رأيته في المسجد؟ فيقول الأب (الذي كان هو الآخر قد سئم من تصرفات ابنته) نعم لقد رأيته وسلم علي لكنه لم يحادثني في أمرك، كل ما قاله حين رأيته قبل شهر هو: متى ما أرادت ابنتكم أن ترجع إلى بيتها ((حياها الله))..
وقعت الفتاة في حيرة شديدة، فهي تحب زوجها، ولا تريد أن تبقى هكذا، ولا تريد أن يتطور الموضوع إلى طلاق..
وفي نفس الوقت هي تريد أن يأتي الزوج بنفسه ليرضيها ويعتذر منها، ويأخذها إلى بيته..
فكرت عميقاً وعرفت أنه لم يخطئ في حقها، فكيف تريده أن يعتذر وأن يأتي لإرضائها؟
هل التي خرجت من البيت دون سبب يذكر..
طالت المدة وازداد ندم الزوجة وأسفها على خروجها من بيتها، ولكن كانت تريد حيلة للرجوع إلى بيتها، أي سبب، حتى لا تهدر كرامتها (بزعمها) برجوعها من تلقاء نفسها..
لم تجد الفتاة سوى حيلة طريفة ومضحكة..
خرجت من البيت وأخذت معها بقرة لأهلها، وحين وصلت لباب بيتها دفعت البقرة لتقتحم الباب، وهي تمسك بذيل البقرة!!
وحين دخلت البقرة من الباب ودخلت خلفها الزوجة الممسكة بالذيل..
فوجئ الزوج بهذا المنظر الغريب!
فقالت له وهي خجلة: ((مب أنا اللي جيت، البقرة هي اللي سحبتني!!))..

* * *

هذه القصة ببساطتها تذكرنا بأهمية تقديس الحياة الزوجية..
وأنها ليست لعبة تحد بين طرفين، إذ لا مكان للكرامة والكبرياء بين الزوجين..
والزوجة الحكيمة هي التي تعرف كيف تحافظ على بيتها دون انتظار لمن يحثها على ذلك، ولو كان ذيل بقرة!




تسلم اناملك علي الطرح الجميل
وياليت الزوجات يفهمو



الله عليكى ………….. كما قلتى

إذ لا مكان للكرامة والكبرياء بين الزوجين.

كل ما كانت تحافظ عليه فى جسدها من كل البشر ……….. شافه زوجها ………… ماذا تبقى

مشكوووووووووورة ام نورا




حبيبتى اغلى حبيبه
خليجية



حبيبتى eng n
خليجية



التصنيفات
منوعات

الكرامة فى الحب .موضوع جاامد

سلك مكشوف.. يا إما يكهربك يا إما يخليك تنوّر

خليجية

الكرامة.. هي ذلك الشيء الذي يقبع في مؤخرة رأسك وتتحسسه بقلبك، وعندما يصاب بسوء.. ذلك الشيء مش قلبك.. ترتدي خوذة هولاكو وتطير فوق صهوة جواد أحمد السقا في فيلم شورت وفانلة وكاب.. أيوه فيه لقطة على البحر بيجيب فيها حصان مش عارف منين!!.. لكي تحارب العالم كله أملاً في أن تحميها
الخلاف على وجود الكرامة في الحب من عدمه هو خلاف تاريخي.. خلاف البشر على أزليّة البيضة والفرخة.. هو مين قبل مين صحيح؟.. ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تستدلّ على رأي قاطع وصارم في هذه القضية.. فالبيضة هي الأول لأنها فقست الكتكوت، والكتكوت بقى فرخة وهكذا، وبلاش كلام كتير بقى في موضوع الفراخ ده أحسن البلدية بتلمّ الكل اليومين دول، وخلينا في موضوعنا

الأول بس قبل ما ندخل في المعمعة.. لازم نفرّق بين موضوعنا وبين الكرامة المرتبطة بالخيانة الأخلاقية فعلاً وقولاً، دي قصة ودي قصة تانية خالص مش مجالها هنا، وكلامنا كله هيكون عن الكرامة المرتبطة في الأساس بتصرفات وأفعال وأقوال من النوعية المستخدمة بشكل يومي في حياتنا، يعني مثلا زي مريم اللي قالت لجوزها سليط بعد أسبوعين بس من جوازهم قدام مامته وأخته وهي بتهزر: "سبيط" ياحبيبي نفسي آكل جمبري
فما كان من سليط إلا أن رفع يده والباقي.. إنتم عارفينه، فتعقّد الأمر، واتهم كل طرف الآخر بإهانته أمام العائلة.. ولولا أصحاب القلوب الرحيمة، كان الطرفان سيفترقان إلى الأبد
كمان مش هنستبعد تماماً مرادف كلمة الكرامة المرتبط عند البعض وخاصة البنات بتنازلات أخلاقية من نوعية: حبّيته، فسلّمت له نفسي.. وكرامتي.. على أساس إننا هنتجوز بعد 8 سنين
مفيش حاجة من دي خالص، الشرف ليس له مرادف إلا نفسه، وهو غير قابل للوضع في أي ميزان، هو وحده ميزان ومؤشر لأشياء أخرى.. اتفقنا على كده؟ لأ.. طيب كويس جدّاً.. نروح بقى للسؤال المهم
هو فيه كرامة في الحب فعلاً؟
القصة دي تحديداً فيها ثلاثة اتجاهات واضحة وصريحة، واحد منهم مفتكس جديد حبتين واثنين معروفين، الاثنين المعروفين واحد فيهم.. ها.. توهت ولا لسه؟.. ممكن نقول عليه اتجاه عنتري بتاع الناس اللي قلبهم جامد حبتين، والتاني اتجاه مفلسف شوية، لكنه خليط ومزيج لطيف من الاتجاهات اللي قبله

خليجية

الكرامة زي السوسة في الأسنان
محتاجة "سيجنال تووو" على طول.. حب يعني
الأصل في الحب الحقيقي.. عند البعض.. إن مفيش كرامة، ببساطة الحب نفسه كمضمون، وليس كمسمّى سطحي هو بديل للكرامة، فأينما وجد بصدق وعمق كافٍ بين أي طرفين انسحبت الكرامة إلى أقصى أركان العقل والعاطفة لتظل كامنة هناك، ومع نمو الحب تتباعد المسافات، ولا تجد لنفسها مكاناً، فالطبيعي أن الحب يصاحبه احترام ووفاء وإخلاص وودّ واهتمام، وكلها أسماء مختلفة في شكلها لكنها متوحدة مع لفظ ومعنى الكرامة، ولكن مع انتفاء الحب تتعاظم قوة الكرامة، وتبدأ في الطفو على السطح
بالبلدي كده، الكرامة في أي علاقة حب صادق لا وجود لها، لكنها تصبح ضيفاً خفياً وخبيثاً عندما تبدأ الخلافات والنزاعات تدبّ في العلاقة، فهي تفترش التراب ولا تأكل ولا تنام لأن أحدا لا يعتني بها في العلاقة الحقيقية، لكنها سرعان ما تصبح وحشاً كاسراً بأنياب غليظة وقتما يسحب الحب عزاله، ويقرر هجران العلاقة إلى الأبد
فيه إعلان بتاع معجون أسنان بيشرح قصة حياة السوسة اللي شكلها أخضر وبتهاجم طبقة المينا.. ما تخبيش وشك ما تخافش.. لما سعادتك تنسى تغسل أسنانك بعد الأكل.. فاكره؟ لأ؟..! طيب كويس قوي برضه، الإعلان ده بيشرح بالظبط حدوتة الكرامة في الحب، فالسيجنال توو.. اللي هو الحب يعني.. يقضي دائماً على أي محاولات لوجود السوس.. اللي هو الكرامة.. وبالعكس تماماً يكون القياس بمعنى أنك لما تبطّل تستعمل (سيجنال تو) تبدأ الأسنان في التسوس، حتى تتآكل تماماً، وكذلك يكون الحال عندما يرفع الحب يده عن أية علاقة حتى تتفاقم مشكلة الكرامة
باختصار الاتجاه ده جديد شوية، معاصر حبتين، وإلى حد ما بيعكس مدى تطور علاقة الحب بين الزوجين في الألفية الجديدة، وخليك معايا كويس لأن حتى فترة ما قبل الزواج طريقة التفكير بالشكل ده وبالكيفية دي شبه مستحيلة، وده مش بالإرادة يعني، لأ هو ما ينفعش لأن بكل صراحة ووضوح الكيانات هنا ما زالت منفصلة ولم تتوحد، مهما قلت ومهما وصفت في وصولك مع طرفك الثاني إلى أسمى طبقات الحب، في لحظة، بل وأقل من لحظة، كل شيء قد يذهب من شباك العربية، زي ما بترمي كيس الشيبسي الفاضي

خليجية

الكرامة فوق كل اعتبار
لما تحبي تكلميني تقولي لي: يا أستاذ حسين، أو: يا سيد حسين
فيه ناس الحب عندها كيان مستقل بكل ما فيه.. من مشاعر وأفكار وهواجس وأحلام وأمنيات.. عن الكرامة الشخصية، يعني أحبك آه، تيجي عليّ.. عمداً أو بدون قصد.. لأ.. كل واحد من طريق
قد يبدو أنصار أصحاب هذا الاتجاه.. وما أكثرهم.. وكأنهم مصابون بجمودية القلب والمشاعر، وليس لديهم أي استعداد للتضحية والتحمل قليلا من أجل حبهم، لكن الفكرة ببساطة شديدة أنهم بالغوا كثيراً في الاعتداد بأنفسهم وبالغوا أكثر وأكثر في مفهوم ومعنى عزة النفس لديهم، فباتت مرادفاً يناطح الكرامة، ويعلوها في بعض الأحيان.. على حسب الحالة المزاجية.. فباتت كل كلمة أو فعل على بساطته أو قوته يحدث شرخاً ما في جدار تلك العلاقة ليخرج في النهاية وحش الكرامة بكامل هيئته السيئة.. زي السوسة الخضرا.. ليدافع عن نفسه وينسف ويدمر ويحطم كل شيء أمامه
الأمثلة التاريخية على هذه النوعية من العلاقات جسّدتها الدراما المصرية في مسلسلات وأفلام قديمة وحديثة، فذلك الحوار الكوميدي لـصلاح ذو الفقار أمام زوجته شادية عندما كان يحدثها في المصلحة أمام الموظفين ما زال خالداً في الذاكرة، وإلى حد ما يعكس ما نقول
هي: مين اللي إدى العمال إجازة؟
هو: أنا اللي إديت للعمال إجازة
هي: مخصوم منك.. تسكت، ثم تنظر بضعف، وترتخي أحبالها الصوتية.. ليه يا حسين عملت كده؟
هو: أولاً لما تحبّي تكلميني تقولي لي: يا أستاذ حسين أو: يا سيد حسين، ثانيا: إدّيت العمال إجازة لأني كنت شايف إنهم تعبوا
هي: هيرتاحوا بعد ما نخلّص المشروع
هو: بس أنا شايف إنهم يرتاحوا دلوقت
هي: يعني مش عاوز تعترف بغلطك
هو: لأ
هي: مخصوم منك 3 أيام
ويعود حسين ليثأر لكرامته في المنزل.. فيحتدّ عليها، وتهرب من أمامه لتجهز الطعام.. ثم
هو: كل يوم قلقاس؟.. كل يوم قلقاس؟
هي: ده مش قلقاس يا حبيبي، دي مكرونة بالفراخ
هو: كل يوم فراخ؟.. كل يوم فراخ؟.. دي عيشة تقرف
أصحاب هذا المبدأ أو الاتجاه يحملقون بعصبية زائدة وحساسية مفرطة في كل كلمة أو فعل، ومبررهم في ذلك أن كرامتهم لا يمكن أن تمس، وخاصة من أقرب الناس إليهم، وهم بالمناسبة لا يفرقون بين أن يكون هذا الفعل أو القول أمام الناس أو في الخفاء، عموماً اللي بيفكروا بالشكل ده، ليسوا أشراراً ولا متذئبين يتحولون وقت اكتمال القمر بدراً.. بل بالعكس قد تجدهم طيبين للغاية، لكن تركيبتهم الشخصية تكونت بهذا الشكل وبهذا الأسلوب، فبات من الصعب تغييرها، فالثابت لديهم أن كفّة الكرامة ترجح دائماً عندما يوضع مقابلها الحب

خليجية

الحب الحقيقي هو
اللي يصون كرامة الحبيب ولا يمسها
الكرامة هنا سلك مكشوف بجد اوعى تتكهرب
الاتجاه ده تقدر تقول عليه مفلسف شوية، لكنه يعد مزيجاً لطيفاً من الاتجاهين السابقين، فالحب هنا ليس عكس الكرامة.. زي الاتجاه الأول.. وفي نفس الأمر ليس في كفة والحب في كفة.. زي الاتجاه الثاني.. لأ.. الاثنين حاجة واحدة متطابقة، آه فيه كرامة عند كل طرف، لكنها غير مؤذية
ببساطة شديدة.. وتجنباً لأي خلط.. في هذا الاتجاه دور الحب مختلف، بمعنى أنه لا يحلّ محل الكرامة.. لأنها موجودة بشدة.. وأيضا ليس أقل وظيفة من الكرامة لأنه هو الذي يرعاها لذلك فهو مهم نفس أهميتها
ولكن رغم ذلك يبقى سؤال مهم
ماذا لو لم يراعِ أحد الطرفين سلك الكرامة وتعدّى عليه؟
لأ.. بخلاف إنه هيتكهرب، العلاقة هنا قد تصل إلى مفترق الطرق، وقد تلتهب الأمور.. يعني نار وكهربا.. وفي الحالة دي لازم المطافي والإسعاف تتدخل بقوة وفي الوقت المناسب.. اوعى تستخدم الميه.. لو طفت النار هتنشفك من الصاعقة.. والإسعاف والمطافي هنا هي الحب وعلاقة المودة والاحترام المتبادل والتي تعيد العلاقة إلى بدايتها مرة أخرى

رغم كل ما سبق، الكرامة كأية قيمة إنسانية غير مرئية.. لأنها محسوسة.. تعتبر شيئاً نسبيّاً للغاية، فهي كأي مسمّى يختلف معناها من فرد إلى آخر وفق متغيرات كثيرة كالبيئة والتعليم والثقافة والنشأة والحالة الاقتصادية وغير ذلك، لذلك فمدلول الكرامة عند سليط قد يختلف بالتأكيد عن مدلول الكرامة لدى مرجان ده الكيلو بـ 20 جنيه، وده بـ 9.30

منقول للامانة وشكرا جزيلا لكاتبه

لا تنسون التقييم يا بنات ولا ازعل منكم :009:




ياسجنال تو ياجامد

ربى يسعدك ياعشوقه على الكلام الروعه حبيبتى




خليجية



خليجية



اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة &#13025&#4326بنوتـ مروة ـه&#4326&#130251818861
ياسجنال تو ياجامد

ربى يسعدك ياعشوقه على الكلام الروعه حبيبتى

هههههههههه تسلمى يا مرمر :11_1_207[1]:




التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

التسامح بين الزوجين ليس له علاقة بالكرامة

أطلق الله عز وجل على الزواج في كتابه العزيز مسمى "الميثاق الغليظ"، لذا لابد من المحافظة على هذا الميثاق؛ حتى يظل الزوجان في معية الله (تعالى)، فالسعادة الزوجية تأتي بقرار من الزوجين، اللذان يبحثان عن زواج موفَّق ويَصمُد أمام أزمات الحياة وضُغوطها، "وهو ما يتطلب جهوداً مشتركة يَبذلها كِلاهما على مدار سنوات الزواج.
ولن تتحقق سعادتنا الزوجية أبداً إلا بالرجوع إلى منهج الإسلام، والعمل بتعاليمه التي تحث على الصبر والعفو والتسامح بين الناس.
من منا لا يخطئ؟
الحياة بين الأزواج لا يمكن أن تخلو من المشكلات والأخطاء، مهما بلغ مدى سعادة الطرفين والتفاهم والمودة بينهما، ولا يمكِن عدّ الزواج زواجًا ناجحًا إلا إذا توافرت له عوامل التماسُك والاستقرار، التي من أهمها التسامح والعفو، "فمن منا لا يُخطئ؟!، ولكن هناك الكثير من الأزواج يرون التسامح نوعًا من الضعف، فإذا غضب أحد الزوجين يقرر ألا يُكلم الآخر؛ حتى لا يظن به أنه ضعيف، وينتظر منه أن يبادر بمصالحته؛ حتى يظهر بمظهر القوي".
هكذا كان النبي في بيته
والعفو والتسامح من خصال النبي (صلى الله عليه وسلم)، والمؤمنين، إذ كان في بيته مع أزواجه أمهات المؤمنين أنموذجًا يحتذى في التسامح؛ لما فيه من نزع للحقد والغلّ من النفوس، وبرغم مما يعتقده كثير من الأزواج أن التسامح يعطي الطرف الآخر الفرصة ليتحكم فيه، وأنه يؤدي إلى تقبُل الإهانة والدوس على الكرامة إلا أن هذا لا يمكن أن يُعمم في كل الحالات.
فمن يتبنون هذا الاعتقاد يَعجزون عن النظر إلى حاضرهم، ويَنشغِلون بماضيهم، ويخالفون سنة الحياة؛ لأن القراءة في دفتر الماضي هي ضياع للحاضر، ولذا يجب على الزوجين أن يُصدِر كلٌّ منهما في كل ليلة عفوًا عامًّا عن الآخر قبل النوم، فبهذه الطريقة سوف يكسب كلٌّ منهما الأمن الداخلي، والاستقرار النفسي، والعفو من الله.
سر نجاح العلاقة
والفوائد المترتبة على العفو والتسامح بين الأزواج تكمن في سعادتهما ونقاء حياتهما ونجاحها، فضلًا عن أن من يعفو ويصفح ينال عزَّ الدنيا وشرَف الآخِرة؛ لقوله (تعالى) {فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ}، "فالصُّلح هنا مُقترِن بالعَفو، وأيضًا قال (تعالى): {ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ}".



التصنيفات
التعامل مع الزوج و العلاقة الزوجية

الكرامة وعزة النفس أزمة كل زوجة !!

لا تخلو أي حياة زوجية من الخلاف والتشاحن بين الزوجين، وذلك بسبب كثرة الجدال بين الزوج والزوجة، والتطاول أحياناً في الحوار، ومن هنا يحدث الخصام بين الزوجين حرصاً من أحد الطرفين على كرامته أمام الآخر.
هل ستبدئين بالصلح؟
كثير من السيدات يأخذن الخلاف مع الزوج على أنه مسألة كرامة وعزة نفس، وترفض الزوجة البدء بالتصالح مع زوجها، وتنتظر ربما يوم أو عدة أيام حتى يأتي إليها زوجها ويرضيها ببعض الكلمات أو الأفعال المحببة إليها.
تقول نوال سليمان "ربة منزل"، دائماً أنا التي أبدا بمصالحة زوجي إذا تشاجرنا، فأنا لا أحب أن أعيش في جو متوتر، ولا أقبل أن يبات زوجي ليلة واحدة وهو غاضب عليَ، فضلاً عن أن تراكم المشكلات ليس في صالح أسرتنا الصغيرة، وبالتالي أنا التي ابدأ حتى أتجاوز المشكلة سريعاً.
بدورها تقول هناء محمد "موظفة"، أنا وزوجي لم نتفق من قبل على مسألة من يبدأ بالصلح، فنحن اعتدنا منذ بداية زواجنا من سبعة سنوات أن البادئ بالخطأ هو الذي يجب عليه الاعتذار، وبالتالي فالمسألة مشتركة بيننا، ليس طرف فينا هو البادئ دون الآخر.
وتؤيدها حسناء محمود قائلة "ليست العبرة في من يبدأ بالصلح، فالعلاقة الزوجية أسمى وأكبر من تكبر كل طرف من طرفي العلاقة على الآخر، فمن يخطئ عليه بالبدء بالصلح، وهذا لن ينقص من كرامته شيئاً سواء للزوج أو الزوجة، أما العناد فلن يجني منه الزوجين سوى الجحيم والمشاكل".
كيف الحياة بدون زوجي؟
من جانبها تقول شيماء أمير "في بداية زواجي كنت لا أطيق خصام زوجي ولو ساعة، وكنت دائماً أنا التي أبدأ بالصلح حتى إن كان زوجي هو المخطئ، ولكن منذ فترة حدث بيننا مشادة كلامية عنيفة انتهت بتوبيخ زوجي لي بعدد من الكلمات الجارحة وقررت بعدها ألا أبدأ بالصلح أبداً، وهو كذلك لم يأتي كي يعتذر عما بدر منه من سوء الكلمات، ولكن اثناء نومع سمعته يتألم ويقول لا إله إلا الله، فايقظته وسألته عما به من ضرر فأخبرني أنه كان كابوساً، وقتها تناسيت تماماً إهانته لي وتذكرت أني لن استطيع أن أعيش بدونه إذا حدث له اي مكروه، لذا أدعو كل زوجة تغضب من زوجها أن تغمض عينيها ولو دقيقة وتتخيل حياتها بدون زوجها، وقتها فقط ستفعل المستحيل من أجل المحافظة عليه مهما كانت المشكلات بينهما قوية".
اغلبي الخصام في دقائق
• اعطي لنفسك عدة دقائق تفكرين فيها جيداً وتتعرفين من خلالها على نقاط الخطأ والصواب في شجارك مع زوجك.
• لا تنتظري الصلح من زوجك، كوني البادئة وتذكري قوله صلى الله عليه وسلم "خيركم من يبدأ بالسلام".
• العتاب أمر ضروري ولكن لا تعاتبي زوجك أثناء الصلح، وانتظري حتى تهدأ الأمور بينكما
• ابحثي في وقت غضب زوجك عن شئ يحبه وافعليه له، وهذه طريقة ذكية للصلح دون أن تتفوهي بكلمة اعتذار.
• لا يجب أن تدخلي أطراف خارجية في أي شجار بينك وبين زوجك لأن هذا الأمر يمكن أن يعمق من حدة الخلاف بينكما، احتفظي بأسرارك مع زوجك ولا تبوحي بها لأحد.
• بعد التصالح تذكري الأشياء التي غضب منها زوجك أثناء الشجار ولا تكرريها مرة أخرى