النوم جزء ضروري من التوافق البيولوجي ، والوقت " الطبيعي " لحدوث ذلك هو في فترة الليل التي تبلغ فيه كل النشاطات أدني نقطة في دورتها. فكل الناس يحتاجون إلى النوم، و إن بعضهم يحتاج إليه أكثر من البعض الآخر. وساعات النوم التي يحتاج إليها الطفل أطول من تلك التي يحتاج إليها الشخص الأكبر سنا. لكن مهما يكن العمر فإن الإنسان قد يحتاج إلى نوم أكثر أو أقل مما يحتاج إليه أقرانه.
و إنه لأمر صعب جداً أن نحاول تحديد ساعات النوم الفعلية التي من المحتمل أن يحتاج إليها طفل عمره ثلاثة شهور، أو شخص عمره ثلاثون عاماً، أو سبعون عاماً. والسبب في ذلك هو التفاوت الفردي . والأرقام التي ترد في الكتب هي عادة متوسط عدد ساعات نامتها مجموعة كبيرة من الناس في أعمار معينة . وقد يكون مثل هذه الأرقام الدالة على المتوسط مشوقاً إنما لا يجب أن تنطبق على الأفراد.
و نجد متوسط معدل النوم لدى الأطفال حديثي الولادة من 16-18 ساعة يومياً، موزعة على 4-5 فترات نوم (غفوات). وبعد مرور شهرين يزداد نوم الطفل بالليل، مما يعطي الأهل فرصة للاستراحة والنوم. وعلى الرغم من أن موعد النوم ينتقل تدريجياً ليصبح خلال الليل؛ فإن الطفل يستمر في أخذ غفوات خلال النهار. وعندما يصل الطفل إلى 3-6 أشهر من العمر، فإنه عادة ما يحتاج إلى 3 غفوات أثناء النهار ، وذلك يتغير تدريجياً إلى غفوتين أثناء النهار في العمر من 6-12 شهر، وغفوة واحدة عندما يصبح عمره سنة واحدة، ليصبح مجموع ساعات نومه 12-14 ساعة. إلا أن الاستيقاظ من النوم خلال الليل يزداد في النصف الثاني من السنة الأولى، وتستمر هذه المشكلة في السنة الأولى وحتى السنة الثانية من العمر. إلا أنه ومن الجيد أن الأطفال عادة ما يتخلصون من هذه المشاكل مع مرور الزمن ولا يكون لها أي تأثير على نمو الطفل وصحته.
بعض النصائح لينام طفلك نوما هادئا :
• في الشهر الأول لا تضعي وساده تحت رأس الطفل ، لأن هذا يؤدي إلى ثني عموده الفقري ويعوق نفسه .
• يجب ألا تعود الأم طفلها على عادات معينه لينام كالهز أو حمله أو المشي .
• ينبغي ألا ينتقل الطفل من سريره في أشهره الأولى إلا عند الرضاعة أو تغيير الملابس.
• عدم تعويد الطفل على النوم في الهدوء الزائد بعيدا عن أي ضوضاء .
• ينبغي للام أن تخصص وقتا لملاعبة طفلها لما فيه من تعديل مزاجه وسلوكه.
• الحرص على عدم ترك الطفل الصغير مع أخوته الصغار الذين لا يعرفون الخطأ من الصواب.
• يجب على الأم بعد أن يتخطى طفلها الأشهر الأولى أن تعوده على النوم مبكرا ولا يتعود النوم في النهار.
بعض الخطوات التي ينصح بإتباعها لتعليم الطفل النوم مبكرا خلال سبعة أيام:
اليوم الأول:البدء بنظام منتظم
بما أن الأطفال الرضع يخلطون الليل بالنهار فعليك اليوم تعليمهم الفرق بين الليل والنهار فقد أثبتت الدراسات المستجدة أن الأطفال الرضع يمكن تعليمهم ذلك.
أيقظي طفلك مبكرا في الغد و ابدئي الروتين بالنهوض دائما في نفس الوقت كل يوم.ضعي مهده قرب النافذة وارفعي الستارة فالنور الطبيعي يساعد الأطفال على تنظيم حركتهم اليومية. فهو سيدرك مع الوقت عندما يشاهد النور أنه وقت الاستيقاظ .وفي الليل اتبعي أهدأ السبل .التزمي بنظام نوم محدد.ألبسيه بيجامة نومه وضعيه في مهده في الليل مع إطفاء النور .وقبل إدخاله إلى الفراش قومي بهدهدته والغناء له مما يساعد على تبطئة نظام الحركة و الإحساس لديه.
اليوم الثاني:التدرب يؤدي إلى التحسن
اليوم ستواصلين على النظام الذي انتهجته أمس.اجعلي الرضعات الليلية هادئة جدا مع ضوء خافت اعملي كل شئ لتجنب تحفيزه و تنشيطه . وخلال النهار اجعلي الرضعة وقتا للنشاط الزائد بأن تعبثي برجليه أو تغني له أغنية لكي يبدأ بتحسس الفرق بين الوقتين .
اليوم الثالث:البكاء يبدأ
ضعي طفلك اليوم في مهده وهو لا يزال مستيقظا أنها الخطوة الأهم التي يمكنك عملها بالطبع سيبكي وهو أصعب عليك مما على طفلك ومن الطبيعي أن الاستماع لبكائه شيئا كالتعذيب.لكن فقط تذكري أن النتيجة الختامية (النوم) ستكون جيدة لك ولبقية عائلتك.بكاء طفلك لن يؤذيه نفسيا . في الحقيقة كلما كان سن الطفل أصغر كلما كانت العملية أسهل. الأطفال تحت 5 أشهر غالبا ما يستمرون في البكاء من 15 إلى 20 دقيقة فقط .فإذا استمرت المشكلة عاودي طفلك لفحصه وتطمينه بوجودك . ليكن كل 5 دقائق في الليلة الأولى .
اليوم الرابع :احزميها
الليلة الماضية كانت طويلة . توقعي تحسنا الليلة. سيتذكر طفلك بشكل أسرع قليلا أن البكاء لا يوصله إلى مبتغاه .فإذا احتج أطيلي وقت استجابتك له كل 10 دقائق ، و مهما حدث لا تستسلمي . فإذا تراجعت فانه سيمسك بالخيط في يده سيستيقظ من نومه مراهنا على كسب الرهان ، ويبكي أكثر مما بكى البارحة، ليحقق مراده .
اليوم الخامس : الطفل يهدأ
يتكيف أغلب الأطفال مع هذه الخطة في غضون (3 _5 أيام) ، لذلك قد تكون هذه الليلة هادئة . يحتاج بعض الأطفال إلى التطمينات المتواصلة لكن آخرون يجدونها باعثة على الضيق .فحاولي حينها أن تطلي عليه من خلال شق الباب بحيث لا يراك .
اليوم السادس:النوم المتواصل
قد تجدين نفسك تستيقظين لفحص الطفل . حافظي على هدوئك ، ألبسيه بيجامة دافئة بحيث لا يقلقك فيما لو سقط اللحاف عنه .و الآن مع تحقيق كل هذا التقدم دعي طفلك يهدأ بنفسه ، خصوصا و أنك ستحتاجين للاسترخاء لكي تغطي في النوم .
اليوم السابع: نومك أنت أيضا
إذا اتبعت الخطة إلى نهايتها فانك لن تستعيدي نومك فقط و لكن ستقدمين لطفلك هدية هامة ، عادات النوم الجيدة و المهمة لصحة الطفل و عافيته .