التجارب الأولى في الحياة الزوجية مصدر مهم للخبرات والتعلم ومحطات مهمة يقف عندها الزوجان للاستفادة من أخطائهما ، فبعد مدة – تطول أو تقصر – تجد الزوجين أو أحدهما يروي بفخر أو عجب قصة أول خلاف بينهما ، أو أول أزمة مالية أو استقبال المولود الأول أو غيرها من التجارب التي أثرت في حياتهما الزوجية.
وحتى لا تقابلي التجارب الأولى في حياتك الزوجية وأنت صفر اليدين اقرئي هذه السطور..
أهمية التجارب الأولى تتبع من وضع المبادئ التي سيسير عليها الزوجان فيما بعد لذا يجب التعامل معها باهتمام بالغ فهي بمثابة معالم على طريق الزوجين ، وكما تقول العرب " العود من أول ركزة" .
أوّلُ خلاف :
إذا استمعت إلي عدد من المتزوجات منذ مدة عن قصة أول خلاف لهن مع أزواجهن فستخرجين بكنز غال لكن الدرس المشترك الذي يمكن أن يخرجي به من كل ما قد تسمعينه من قصص في هذا الموضوع هو أن طريقة تعامل الزوجين مع الخلاف أهم من موضوع الخلاف نفسه ، وإذا كان الخلاف واقعا لا محالة بين أي زوجين فإن نجاحك يتوقف على الحيلولة دون تحول هذا الخلاف إلى معركة أو حرب طاحنة .
ولتحقيق ذلك يمكنك الاتفاق مع زوجك على دستور ومبادئ عامة للتعامل مع أي خلاف بينكما ومن أهم هذه المبادئ:
– ليكن الهدف هو حل الخلاف وليس تحقيق النصر من قبل أحد الزوجين على الآخر.
– عند مناقشة موضوع الخلاف تجنّبا استحضار ما قد يوسع شقة الخلاف بينكما حول الموضوع.
– حذار من استعانة أحد الطرفين بطرف ثالث لينصره ويؤكد صحة موقفه ، وإن كان لا بد من طرف خارجي فليكن وفق القاعدة القرآنية " وإن خفتم شقاق بينهما فابعثوا حكما من أهله وحكما من أهلها"
– استمعا إلى بعضكما البعض مهما كانت سخافة حجة الطرف الآخر وتذكرا مقولة النبي صلى الله عليه وسلم " هل انتهيت يا أبا الوليد " وهو يستمع لأعتى كفار قريش…
– تجنبا الكلمات الجارحة أو المهينة في انتقاد الطرف الآخر مهما كان فعله.
– كل خلاف يمكن أن نخرج منه بدرس مفيد سواء في فهم بعضنا البعض أو في تجنب الأخطاء أو في غيرها، فالخلافات تجارب مدفوعة الثمن ينبغي ألا تذهب بلا عائد.
استقبال أول مولود:
إنها لحظة مثيرة وتجربة غنية تختلط فيها مشاعر الفرحة بالقلق والتوتر.. فأنت وجميع من حولك تفرحون بهذا الضيف العزيز – لا سيما إذا جاء بعد انتظار – الذي سيضفي معنى جديدا لحياتكما الزوجية، أما القلق فربما تستأثرين به وحدك وتتساءلين :كيف سأستطيع القيام بشؤون البيت والزوج –وربما العمل- ورعاية هذا الصغير ، وإذا أعددت قائمة بالمهام المطلوبة منك فريما أصابتك بالارتباك والإحباط .
والحقيقة أن الأمر أهون من ذلك بكثير فلو نظرت إلي أمك – مثلا – لوجدت أنها ربت ورعت ستة من الأبناء ولم تملك ربع ما تملكينه من إمكانات وأجهزة في المنزل .
لا تترددي في طلب المساعدة من أمك أو أم زوجك بل ومن زوجك الذي سيسعد حتما بقضاء بعض الوقت مع الطفل لترتاحي قليلا.
يجب أن تتوقعي بعض الاضطراب في مواعيد نومك ، فغالبا ما يكون للأطفال الصغار مواعيد نوم مختلفة عن الكبار فقد تجدين صغيرك مستيقظا طوال الليل نائما طوال النهار ، وهذا يتطلب منك أن تبعديه عن غرفة نومكما حتى يتمكن الأب من النوم ليلا لأنه سيذهب إلى عمله صباحا بينما يمكنك النوم نهارا عندما ينام صغيرك.
أما المشكلة التي تعاني منها معظم الوالدات لأول مرة فهي أنهن يلاحظن تناقص جاذبيتهن لدى أزواجهن ، وتأثر العلاقة الحميمة بين الزوجين سلبا بعد ميلاد الطفل ، والحقيقة أن هذه المشكلة عابرة تزول مع الوقت بل ويلعب وجود الطفل دورا كبيرا في تمتين العلاقة بين الزوجين فهو مشروع يحتاج منهما إلي عمل مشترك طوال حياتهما.
أول تغيير وظيفي
أي تغيير في وضع الزوج الوظيفي أو الزوجة – إذا كانت عاملة – سيؤثر حتما في العلاقة الزوجية سواء كان هذا التغيير إيجابيا أم سلبيا ، فلو حصل الزوج مثلا على ترقية وانتقل إلي وظيفة تحتاج منه مجهودا أكبر فربما كان ذلك على حساب الوقت المخصص لأسرته ، وكثير من الزوجات يشكين من وظائف أزواجهن ويعتبرنها زوجة ثانية لما تستحوذ عليه من اهتمام ووقت أزواجهن ، والأمر نفسه ينطبق على الزوجة العاملة التي قد تجد وظيفتها في المنصب الجديد – لا سيما في بداية تسلم هذا المنصب – تستحوذ على جل تفكيرها واهتمامها.
وربما كان التكيف مع الانتقال إلى وظيفة أعلى للزوج أو الزوجة هو الجانب الهين في التغيير الوظيفي ، إذ يستطيع الزوجان تعديل جدول أعمالهما ومساعدة بعضها إلى حين التكيف مع متطلبات الوظيفة الجديدة .
أما الجانب الأسوأ في التغيير الوظيفي فهو ترك العمل إذا أنه يتعلق بصميم الاحتياجات المادية للأسرة ويتطلب إعادة هيكلة شاملة لميزانية الأسرة قد لا ترضي بعض أطرافها .
والحل الأمثل أن تخطط الأسرة لمواجهة الظروف الطارئة – كترك العمل – بادخار جزء من الدخل الشهري حتى لا تفاجأ بأن عليها سداد إيجار السكن وقسط السيارة ومصاريف المدارس بينما الأب عاطل عن العمل.
منقول لعيونكم