فإن البعض منا قد تمر عليه فترات يفقد الرغبة في أداء العبادة ولا يؤديها بنفس منشرحة فما هو ذلك الشئ الذي يمر به وما أسبابه وكيفية علاجه.
الذي يمر به البعض منا يسمى الفتور وهو لغة:الكسل أو التراخي واصطلاحا:داء يصيب بعض المسلمين أدناه الكسل وأعلاه الانقطاع بعد الاستمرار.
فأحيانا تمر بالمسلم أوقات تثقل عليه الطاعة ويكتفي بالفرائض ويترك ورده القرآني ويترك النوافل والذكر وما إلى ذلك من مختلف الطاعات,لكن لهذا الفتور أسباب عديدة أهمها:
.1 ضعف الايمان بالله:لأن من ذاق طعم الايمان لا يمكن أن يتخلى عن عبادة الرحمن قال تعالى (ومن يؤمن بالله يهد قلبه) وإذا هدى الله قلبك استقامت جوارحك فالقلب هو الملك والجوارح جنود لذلك الملك,في الصحيحين عن النعمان بن بشير أن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال (ألا إن في الجسد مضغة إذا صلحت صلح الجسد كله وإذا فسدت فسد الجسد كله ألا وهي القلب)
قال عبد الله بن مسعود:اطلب قلبك في ثلاثة مواطن:عند سماع القرآن وفي مجالس الذكر وفي أوقات الخلوة فإن لم تجد قلبك في هذه المواطن فسل الله أن يمن عليك بقلب.
.2 الاستهانة بصغائر الذنوب:فكلمة هنا ونظرة هناك وعدم المبالاة بصغائر الذنوب هذا يؤدي إلى هلاك الشخص دون أن يشعر قال صلى اللع عليه وسلم(إياكم ومحقرات الذنوب فإنهن يجتمعن على الرجل حتى يهلكنه)رواه أحمد.
.3 عدم الترويح عن النفس بالمباح:تجد الشخص يجتهد كثيرا في العبادة فوقته كله في العبادة لكنه بعد مدة ينقطع عن العبادة وذلك لأنه حمل نفسه ما لاتحتمل فيجب على الشخص أن يروح عن نفسه بين الفينة والأخرى بالمباحات لأن القلوب إذا مات كلت وإذا كلت عميت والعياذ بالله
.4 مصاحبة ذوي الهمم الضعيفة:فالرفيق قد يمنعك عن فعل الطاعة ويثبطك عن الخير قال صلى الله عليه وسلم (المرء على دين خليله فلينظر أحدكم من يخالل(
أهم الأمور لعلاج الفتور:
.1 الاستعانة بالله :لأنه لا توفيق لنا إلا بتوفيق من الله وإذا أديت طاعة فسل من أن يتقبلها منك وأن يثبتك على ذلك
.2 القصد والاعتدال في الطاعة بالنية للنوافل قال صلى الله عليه وسلم (إن الدين يسر ولن يشاد الدين أحد إلا غلبه)
.3 صحبة الأخيار
.4مجالس العلم:لأن فيها تعرف الحلال من الحرام وتعلم مايحبه الله فتقبل عليه وما حرمه فتجتنبه
.5 ذكر الحنة والنار:لأن ذكر الجنة يحث على فعل الطاعة وذكر النار يحث على ترك المعاصي والآثام.
أسأل الله العظيم أن يمن علينا بالقلب السليم وأن يثبتنا على طاعته إنه على كل شئ قدير,وصلى الله وسلم على نبينا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.