التصنيفات
منتدى اسلامي

التربية على الحجاب


التربية على الحجاب

من السنن الثابتة، والفطرة السوية، التي حباها الله لأوليائه الغيرة

ولاغرابة على الأسود أن تذود عن المحارم، وقد تربت على غيرة الأحرار المكارم،
ومن مجمل تلك الرعاية بناء دعائم الثقة،وعنايته بسقف المراقبة، في خلجات النفس،وأعماق القلب مع أهله وبناته
بتربية الوعظ والإيمان، ورسم قدوات أهل الفضل والإحسان،
فلربما وصل به الأمر بعد ذلك إلى الدعوة للتخفيف، في مواطن الأمر فيها سهلٌ ويسير، فيرى منهم تشدداً في التمسك،وبُعداًعن الترخص، لينادي بصوت الرفق (الدين يُسرٌ)
ليسمع منهم الإجابة فيهاأنوار الديانة، ومكللة بتيجان الأمانة،
حجابنا دين نرجو بره، ومنهاج واثقون بخيره، وفضل مُرتقبون لِنَيلِه،
وفي المقابل ظهرت على الملأ ظاهرة،ليست من الدين الكريم، ولامن شرع الله القويم،
أجسامٌ في أشكال رجال،معهم المحارم كاشفات،وبالحُلي الظاهر مُتجملات،
ولَكأن القوم ينادون
وبالمظهر المشين يفتخرون
لانريد حجابا" ولا جلباباً، ولن نُغلق في وجه التمدن باباً، فعلامة الغنى، وسمة الثراء،أن نكون لمظهر الدين متنكرين ، ولأمر المليك مُنكرين،
وعن قدواتنا في الحجاب غافلين، ولتلك المظاهر الشريفة جاحدين،خليجية[/IMG]




التصنيفات
منوعات

التربية في المفهوم الاسلامي

بسم الله الرحمن الرحيم

إن الحمد لله نحمده ونستعينه ونستغفره ونتوب إليه ونعوذ بالله من شرور أنفسنا ومن سيئات أعمالنا من يهده الله فلا مضل له ومن يضلل فلا هادي له وأشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً عبده ورسوله وبعد:

إن التربية في المفهوم الإسلامي هي التأثير في باطن الإنسان وخارجه في روحه وعقله وجسده وذلك لا يتم إلا بالوسائل التي يطلبها القرآن الكريم ويطبقها النبي صلى الله وعليه وسلم على نفسه ويربى بها أصحابه. ولما كان المخاطبون بشراً لهم طاقات وصفات بشرية ناسب أن تكون التربية وأسلوبها وسائلها مما يدخل في مقدرتهم وتقبله نفوسهم وتنصاع له مشاعرهم وعليه بعث الله تبارك وتعالى رسولاً من أنفسهم يتلو عليهم آياته ويربيهم ويتعاهدهم في ذلك .

أهمية التربية وفضل المربين :

التربية من أجل الأعمال وأشرفها وكفى بها شرفاً أنها وظيفة المرسلين وأتباعهم رضي الله عنهم ولما كانت التربية تعني إحداث تغييرات مقصودة في سلوكيات الإنسان وإكسابه أنماطاً من السلوك السوي الرشيد وتوجيهه إلى الصواب في المعتقد والقول والفعل والفضيلة والإحسان وفي سائر مناحي الحياة.ولما كان هذا شأن التربية والمربين فلا عجب أن نرى الإسلام يرفع المشتغلين بالتربية والتعليم أرفع المنازل ويكرمهم أيما تكريم ، ويعد عملهم أفضل الأعمال، حيث يقول صلى الله عليه وسلم : "خيركم من تعلم القرآن وعلمه "حديث صحيح.

ويقزل صلى الله عليه وسلم :" إن الله وملائكته وأهل السموات والأرض حتى النملة في حجرها وحتى الحوت ليصلون على معلمي الناس الخير "حديث صحيح .

وحيث أن الرسول صلى الله عليه وسلم المعلم الأول فقد ضرب مثلاً رائعاً في التربية من حيث التكوين النموذجي التربوي الفريد.

مكث الرسول صلى الله عليه وسلم مع ما يحمل من هم الدعوة يتعاهد أصحابه فيغذي أرواحهم بالقرآن ويربي نفوسهم بالإيمان ومن آثاره صلى الله عليه وسلم في التربية :

أ‌. التغيير الكامل في سلوكيات وأخلاقيات الصحابة .

ب‌. تقوية الإيمان ليكون حارساً لأمانة الإنسان وعفافه وكرامته .

ج.من أثر هذه التربية تحقيق مفهوم الوسطية في الحياة .

د. تربيته صلى الله عليه وسلم وأصحابه على الشجاعة وتحمل المسؤولية .

ه. تغيير مفاهيم الناس واقتلاع جذور الجاهلية .

و. تقديم القدوات الصالحة في المجتمع المسلم .

لقد حبا الله تبارك وتعالى نبينا محمداً صلى الله عليه وسلم من الخصائص العلية والصفات القوية والأخلاق الرضية ما كان داعياً لكل مسلم أن يوقره بلسانه وجوارحه.

وقد اختار الله -عز وجل – لنبيه صلى الله عليه وسلم اسم (محمد) وهو اسم اشتمل على معاني الحمد والثناء فقد جعله الله –عزوجل- محموداً عند ملائكته ومحموداً عند المرسلين عليهم الصلاة والسلام ومحموداً عند أهل الأرض كلهم . أغاث الله تعالى به البشرية المتخبطة في ظلمات الشرك والجهل والخرافة فكشف الله به الظلمة وأذهب الغمة وأصلح الأمة.

ومما يعرف عنه عليه الصلاة والسلام ما جبله الله عليه من مكارم الأخلاق فإن من نظر في أخلاقه وشيمه صلى الله عليه وسلم علم أنها أكرم شمائل الخلق فقد كان صلى الله عليه وسلم أعظم الناس أمانة وأصدقهم حديثاً وأجودهم نفساً وأسخاهم يداً وأشدهم احتمالاً وأكثرهم عفواً ومغفرة وكان لا يزيده شدة الجهل عليه إلا حلماً صلى الله عليه وسلم.

الدوافع إلى محبة النبي صلى الله عليها وسلم:

1- جعله الله تعالى سبباً لهداية الخلق فقد بُعثَ صلى الله عليه وسلم والناس في ضلال وغواية فكانت رسالته صلى الله عليه وسلم سبباً في الهداية وتأليف القلوب.

2- رحم الله تعالى به الأمة فأكرمها وفضلها وشرفها برسالته على سائر الأمم فأعطاها من الكرامات والفضائل ومنحها من الأعطيات ما لم يكن في أمة من الأمم فكانت بذلك خير أمة أخرجت للناس فخصها بالإسلام وأكمل لها الدين وأتم عليها النعمة قال تعالى: [كُنتُمْ خَيْرَ أُمَّةٍ أُخْرِجَتْ لِلنَّاسِ تَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَتَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنكَرِ وَتُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ] "سورة آل عمران: 10".وقال تعالى: [الْيَوْمَ أَكْمَلْتُ لَكُمْ دِينَكُمْ وَأَتْمَمْتُ عَلَيْكُمْ نِعْمَتِي وَرَضِيتُ لَكُمُ الإِسْلاَمَ دِينًا] "سورة المائدة: "3".

3- كان صلى الله عليه وسلم أولى بأمته من نفسها قال تعالى: [إِنَّ أَوْلَى النَّاسِ بِإِبْرَاهِيمَ لَلَّذِينَ اتَّبَعُوهُ وَهَذَا النَّبِيُّ وَالَّذِينَ آمَنُواْ] "سورة آل عمران: 68".وعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:" أنا أولى بالمؤمنين من أنفسهم" متفق عليه. فقد كانت أمته أولى وأهم من نفسه عنده صلى الله عليه وسلم لذا فقد كان يقدمها على نفسه . وهكذا كان صحابته الكرام رضي الله عنهم الذين بذلوا أقصى ما يملكون من نفس ومال في سبيل دينهم وطاعة نبيهم صلى الله عليه وسلم .

4- حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته قال تعالى [لَقَدْ جَاءَكُمْ رَسُولٌ مِّنْ أَنفُسِكُمْ عَزِيزٌ عَلَيْهِ مَا عَنِتُّمْ حَرِيصٌ عَلَيْكُم بِالْمُؤْمِنِينَ رَءُوفٌ رَّحِيمٌ] "سورة التوبة: 128".

ومن حرصه صلى الله عليه وسلم ما كان عليه من رحمة ورأفة بأمته وحرص على نجاتها. فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "إنما مثلي ومثل أمتي كمثل رجل استوقد ناراً فجعلت الدواب والفراش يقعن فيه فأنا آخذ بحجزكم وأنتم تقحمون فيه" متفق عليه.

ومن حرصه صلى الله عليه وسلم على أمته تأخير لدعوته المستجابة-بإذن الله- لتكون شفاعة لهم يوم القيامة .

فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم "لكل نبي دعوة مستجابة فتعجل كل نبي دعوته وإني اختبأت دعوتي شفاعة لأمتي يوم القيامة" متفق عليه.

قال تعالى عز وجل: [وَلَسَوْفَ يُعْطِيكَ رَبُّكَ فَتَرْضَى] "سورة الضحى: 5".

5- جعله الله تعالى رحمة مهداة فهو رحمة للعالمين .قال الله تعالى : [وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلا رَحْمَةً لِّلْعَالَمِينَ] "سورة الأنبياء". أعطاه الله تعالى اسمين من أسمائه جل شأنه وهما "روؤف رحيم" ووصفه بهما لأمته. فقد كان صلى الله عليه وسلم يخف عن أمته فيقول: "لولا أن أشق على أمتي…" ويقول صلى الله عليه وسلم "أمتي أمتي" حين ينشغل الناس بما فيهم الأنبياء والرسل عليه وعليهم أفضل الصلاة والسلام بأنفسهم أما هو صلى الله عليه وسلم فينشغل بأمته لا بنفسه فهي همه صلى الله عليه وسلم.

6- وضع الأصر والأغلال التي كانت على الأمم السابقة عن أمة الإسلام وذلك من حرصه صلى الله عليه وسلم ورحمته بأمته فأحل لهم الطيبات وحرَّم عليهم الخبائث فما من خير إلا ودلهم عليه وما من شر إلا وحذرهم منه ونهاهم عنه. قال تعالى: [وَرَحْمَتِي وَسِعَتْ كُلَّ شَيْءٍ فَسَأَكْتُبُهَا لِلَّذِينَ يَتَّقُونَ وَيُؤْتُونَ الزَّكَاةَ وَالَّذِينَ هُم بِآيَاتِنَا يُؤْمِنُونَ156 الَّذِينَ يَتَّبِعُونَ الرَّسُولَ النَّبِيَّ الأُمِّيَّ الَّذِي يَجِدُونَهُ مَكْتُوبًا عِندَهُمْ فِي التَّوْرَاةِ وَالإِنْجِيلِ يَأْمُرُهُم بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَاهُمْ عَنِ الْمُنكَرِ وَيُحِلُّ لَهُمُ الطَّيِّبَاتِ وَيُحَرِّمُ عَلَيْهِمُ الْخَبَآئِثَ وَيَضَعُ عَنْهُمْ إِصْرَهُمْ وَالأَغْلاَلَ الَّتِي كَانَتْ عَلَيْهِمْ] "سورة الأعراف: 156-157".

ولهذا جعل الله سبحانه وتعالى دين الإسلام دين يسر وسماحة ليس فيه عسر ولا حرج ولا مشقة فجعله موافقاً للفطرة ليواكب استمرارية الدعوة.

7- ما يكنه قلبه الشريف صلى الله عليه وسلم تجاه أمته. فلو علم المسلمون ما حواه قلب نبيهم الكريم من شوق ومحبة لأتباعه المؤمنين وما تكن نفسه الشريفة من حرص على هدايتهم ونجاتهم وخلاصهم مما هم فيه من غم الدنيا وهم الآخرة لاتبعوا سنته وساروا على هديه . فقد قال الرسول صلى الله عليه وسلم "إني لأرجو أن تكونوا شطر أهل الجنة" متفق عليه.

8- شفاعته صلى الله عليه وعلى آله وسلم في الآخرة لأمته وهذا مما أعطيه صلى الله عليه وسلم ، فقد اختُص عن سائر الأنبياء والمرسلين بالشفاعة.

وعلى ذلك فإن من يدعي محبة الله -عز وجل- لا بد له من أن يلتزم بمحبة رسوله صلى الله عليه وسلم ؛ وذلك لأن الله تعالى يحبه وجعل محبته من شروط محبته تبارك وتعالى، كما أمر عباده بتوقيره وتكريمه، فرفع شأنه وأعلى مقامه وعظم قدره صلى الله عليه وسلم .

من آثار محبة رسول الله صلى الله عليه وسلم:

أ- استمرار المحبة بعده صلى الله عليه وسلم فعن أبي هريرة رضي الله عنه أنه قال: قال الرسول صلى الله عليه وسلم "من أشد أمتي لي حباً ناس يكونون بعدي يود أحدهم لو رآني بأهله وماله" رواه مسلم.

ب- طاعته صلى الله عليه وسلم وامتثال أمره ونهيه يقول القاضي عياض -رحمه الله تعالى-: "اعلم أن من أحب شيئاً آثره وآثر مرافقته وإلا لم يكن صادقاً في حبه فالصادق في حب النبي صلى الله عليه وسلم تظهر عليه علامة ذلك وأولها الاقتداء به واقتفاء سنته واتباع أقواله وأفعاله وامتثال أوامره واجتناب نواهيه والتأدب بآدابه قال تعالى: [قُلْ إِن كُنتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ] "سورة آل عمران".

كما أن من طاعته صلى الله عليه وسلم إيثار ما شرع على هوى النفس ورغباتها قال تعالى: [وَالَّذِينَ تَبَوَّؤُوا الدَّارَ وَالإِيمَانَ مِن قَبْلِهِمْ يُحِبُّونَ مَنْ هَاجَرَ إِلَيْهِمْ وَلا يَجِدُونَ فِي صُدُورِهِمْ حَاجَةً مِّمَّا أُوتُوا وَيُؤْثِرُونَ عَلَى أَنفُسِهِمْ وَلَوْ كَانَ بِهِمْ خَصَاصَةٌ] "سورة الحشر: 9".

ج- الاقتداء به عليه الصلاة والسلام والتخلق بأخلاقه والاتصاف بصفاته الكريمة وهذا من مظاهر محبته صلى الله عليه وسلم وآثارها ونتائجها فمن يتصف بصفاته الكريمة ، ويتخلق بأخلاقه العظيمة ، ويقتدي بأفعاله الجليلة يلزمه أن يتبعه في علاقته مع ربه عز وجل فيزداد خشية وخشوعاً . ويلزمه أن يتبعه في عبادته من فرائض ونوافل ، ويتبعه في أخلاقه من حلم وتواضع ومحبة ورحمة وصون للسان وصدق في الحديث وبعد عن الآثام. يتبعه في صفاته من وقار ورقة وصبر وعفة وعطف وشفقة وحنان على الصغار وتوقير للكبار. ويسير على نهجه في دعوته في إخلاصه وحرصه على هداية الناس ويكون ذلك كله وفق ما جاء به صلى الله عليه وسلم لأن شرط القبول مرتبطاً في أن تكون هذه الأعمال وفق ما جاء به صلى الله عليه وسلم بلا زيادة أو نقصِ مع ضرورة الإخلاص والصدق في النية.

د- كثرة الصلاة والسلام عليه صلى الله عليه وسلم وذلك من محبة الرسول صلى الله عليه وسلم وإجلاله وتوقيره : [إِنَّ اللَّهَ وَمَلائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا] "سورة الأحزاب: 56".

ومن فوائد الصلاة والسلام عليه:

1- امتثال أمر الله عز وجل في الصلاة على نبيه محمد . ومن بعض الصيغ للصلاة عليه وصفتها أن نقول " صلى الله عليه وسلم" وأفضلها : " اللهم صل على محمد وعلى آل محمد كما صليت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد وبارك على محمد وعلى آل محمد كما باركت على إبراهيم وعلى آل إبراهيم إنك حميد مجيد ".

2- المسلم يؤثر محبة الله تعالى ومحبة رسوله صلى الله عليه وسلم على محبته ورغباته.

3- الصلاة على النبي تنفي عن العبد صفة البخل وتنجيه من الدعاء عليه برغم الأنف.

4- بالصلاة على النبي صلى الله عليه وسلم تحصل الصلاة المضاعفة من الله على عبده فقد قال صلى الله عليه وسلم "من صلى عليَّ صلاة صلى الله عليه بها عشرا" رواه مسلم.

اتباع الرسول صلى الله عليه وسلم :

إن اتباع النبي صلى الله عليه وسلم من أحد ركائز دين الإسلام وأساسياته كما أنه من أعظم مسلمات الشريعة ومن الأمور المعلومة منها بالضرورة وقد قال تعالى: [وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَهَاكُمْ عَنْهُ فَانتَهُوا] "سورة الحشر: 7". وقال تعالى: [مَّنْ يُطِعِ الرَّسُولَ فَقَدْ أَطَاعَ اللَّهَ وَمَن تَوَلَّى فَمَا أَرْسَلْنَاكَ عَلَيْهِمْ حَفِيظًا] "سورة النساء: 80".نا

والاتباع في الشرع هو الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقادات والأقوال والأفعال بعمل ما عمله وعلى الوجه الذي عمله صلى الله عليه وسلم من إيجاب أو ندب أو مباح أو كراهة مع توفر القصد والإرادة في ذلك.

ويكون اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في الاعتقاد بأن يعتقد العبد ما أعتقد النبي صلى الله عليه وسلم وعلى الوجه الذي اعتقده عليه صلى الله عليه وسلم . ويكون اتباعه صلى الله عليه وسلم في الأقوال: بامتثال مدلولها وما جاءت به من معاني. فمثلاً قوله صلى الله عليه وسلم "صلوا كما رأيتموني أصلي" رواه البخاري. وقوله صلى الله عليه وسلم "لا تحاسدوا ولا تناجشوا" رواه مسلم.

كما يكون اتباع النبي صلى الله عليه وسلم في الأفعال بأن نفعل مثل فعله وعلى الوجه الذي فعله من أجل أنه فعله صلى الله عليه وسلم.

مظاهر الاتباع:

للاتباع مظاهر كثيرة من أهمها وأبرزها:

1- تعظيم النصوص الشرعية.

2- الخوف من الزيغ والاستدراج وهو من أبرز علامات الاتباع ومظاهره فعن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه قال : عن رسول الله صلى الله عليه وسلم قال : إن المؤمن يرى ذنوبه كأنه قاعد تحت جبل يخاف أن يقع عليه ، وإن الفاجر يرى ذنوبه كذباب مر على أنفه فقال به هكذا " أخرجه البخاري. ويقول الحسن البصري "المؤمن يعمل بالطاعات وهو مشفق وجل خائف والفاجر يعمل بالمعاصي وهو آمن".

3- الاقتداء بالنبي صلى الله عليه وسلم والتأسي به ظاهراً وباطناً، ويكون ذلك بمتابعة الرسول صلى الله عليه وسلم والأخذ عنه والعمل بما جاء به عملاً بقوله تعالى: [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيرًا] "سورة الأحزاب: 21".

فلا اعتقاد ولا عبادة ولا معاملة ولا خلق ولا أدب إلا وفق ما جاء به صلى الله عليه وسلم من أحكام وتعاليم في القرآن الكريم والسنة النبوية الصحيحة.

4- تحكيم العبد للشرع وتحاكمه إليه بحيث يحكم بما جاء به الرسول صلى الله عليه وسلم في الكتاب والسنة ويتحاكم إليهما، ويجعل ذلك الميزان الذي يزن بواسطته الاعتقادات والأقوال والأفعال .

5- الرضا بحكم رسول الله صلى الله عليه وسلم وشرعه وهذا من مظاهر الاتباع للرسول صلى الله عليه وسلم فعن العباس رضي الله عنه أنه سمعت رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول "ذاق طعم الإيمان من رضي بالله رباً وبالإسلام ديناً وبمحمد رسولاً" رواه مسلم.

الوسائل المعينة على الاتباع:

إن الوسائل المعينة على اتباع النبي صلى الله عليه وسلم كثيرة ومن أهمها:

1- تقوى الله عز وجل والخوف منه.

2- الإخلاص لله والتجرد في طلب الحق.

3- اللجوء والتضرع إلى الله عز وجل وإظهار الافتقار له.

4- تعلم الأحكام الشرعية.

5- فهم النصوص الصحيحة وتدبر معانيها.

6- اتباع السلف الصالح في العلم والعمل.

7- الصحبة الصالحة.

8- عوائق الاتباع ومنها:

1- الجهل. 2- اتباع الهوى. 3- تقديم الآراء على النصوص الثابتة.

4- تقديم العقل على النقل الصحيح. 5- التعلق بالشبهات. 6- مجالسة أهل الهوى والمعاصي.

7- الاعتماد على النصوص الضعيفة والموضوعة.

بيان خصائص الرسول صلى الله عليه وسلم المعلم الأول وشرف أخلاقه وشمائله:

إن معرفة شخصية الرسول صلى الله عليه وسلم تمام المعرفة موصلة للتأسي به صلى الله عليه وسلم والاقتداء بنهجه فهو المعلم الأمثل ، المربي الأول قال تعالى: [لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ] وقد وصفه الله سبحانه وتعالى بأكمل الصفات وجاء ذلك في قوله : [وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ] في هذه الآية بيان:

أ- كمال الخلق.ب- وكمال الخُلق.ج- فضائل الأقوال.د- فضائل الأعمال.

فالوجه الأول في كمال خُلقه بعد اعتدال صورته يكون بأربعة أوصاف وهي:

أولاً: السكينة الباعثة على الهيبة والتعظيم فكان أعظم مهيب في النفوس وكان موصوفاً بالتواضع والسهولة ولين الجانب معروفاً بحسن الخلق .

ثانياً: الطلاقة الموجبة للإخلاص والمحبة الباعثة على المودة فقد كان صلى الله عليه وسلم طلق الوجه محبوباً من أصحابه.

ثالثاً: حسن القبول وقد كان لقبوله صلى الله عليه وسلم أثر عظيم فلم ينفر منه معاند ولا استوحش منه مباعد ، إلا من ساقه الحسد إلى مشاقته وقاده الحرمان إلى مخالفته.

رابعاً: ميل النفوس إلى متابعته وانقيادها لموافقته.

وهذه أربع من دواعي السعادة تكاملت فيه صلى الله عليه وسلم.

الوجه الثاني: في كمال خلقه ومنها:

الخصلة الأولى: رجاحة عقله وصدق فراسته وصواب تدبيره.

الخصلة الثانية: ثباته في الشدائد وصبره على البأساء والضراء.

الخصلة الثالثة: زهده في الدنيا وقناعته بالبلاغ فلم يمل إلى نضارتها ولم يله بحلاوتها.

الخصلة الرابعة: تواضعه للناس وخفض جناحه لهم فلا يتميز عنهم إلا بإطراقه وحيائه ً.

الخصلة السادسة: حفظه للعهد وفاؤه بالوعد.

وأما الوجه الثالث: في فضائل أقواله ومنها:

1- ما أوتي صلى الله عليه وسلم من حكمة بالغة وعلوم باهرة.

2- حفظه عليه الصلاة والسلام لما أطلعه الله تعالى عليه من قصص الأنبياء والأمم السابقة.

3- ما أمر به عليه الصلاة والسلام من محاسن الأخلاق ودعا إليه من مستحسن الآداب وحث عليه من صلة الأرحام وندب إليه من عطف على الضعفاء والأيتام. وما نهى عنه من تباغض وتحاسد وغير ذلك من الأخلاق السيئة .

4- وضوح جوابه إذا سئل وظهور حجته إذا جودل لا يحصره عي ولا يقطعه عجز ولا يعارضه خصم في جدال إلا كان جوابه أوضح وحجه أرجح وقد أشار إلى ذلك بقوله عن نفسه : " لقد أوتيت جوامع الكلم".

5- أنه محفوظ اللسان من تحريف في قول واسترسال في خبر فهو مشهور بالصدق في خبره ناشئاً وكبيراً، ومن لزم الصدق في صغره كان له في كبره ألزم ، ومن عُصم منه في حق نفسه كان في حقوق الله تعالى أعصم.

6- إيجاز كلامه صلى الله عليه وسلم فهو أفصح الناس لساناً وأوضحهم بياناً وأجزلهم ألفاظاً وأصحهم معان لا يظهر فيه التكلف ولا يتخلله التعسف. يتوخى به إبانة حاجته ويقتصر منه على قدر كفايته فلا يسترسل فيه هذرا ولا يحجم عنه حصرا وهو فيما عدا حالتي الحاجة والكفاية أوجز الناس قولا وأحسنهم لغة ،ولذلك حفظ كلامه واستعذبته الأذان وبقي محفوظاً في القلوب ومدوناً في الكتب.

وأما الوجه الرابع في فضائل أفعاله فمنها:

1- حسن سيرته.

2- أنه عدل فيما شرع من الدين بعيد عن الغلو والتقصير.

3- أنه لم يمل بأصحابه إلى الدنيا ولا زخرفها وإنما أمرهم بالاعتدال.

4- تصديه لمعالم الدين ونوازل الأحكام حتى أوضح للأمة ما كلفوه من العبادات وبين لهم ما يحل لهم وما يحرم عليهم ، وبين لهم المباحات وحدد لهم المحظورات.

5- ما منح من السخاء والجود حتى جاد بكل موجود وكان إذا سُئل أعطى وإذا طُلب منحَ.

الفرق بين التربية والتعليم

هناك فرق واضح بين عملية التربية من جهة والتعليم من جهة أخرى فالتعليم يمثل جزءاً من التربية بينما التربية تشمل التعليم.

والتربية الإسلامية عملية متكاملة ومتزنة موجهة لجميع قوى الإنسان بشتى الوسائل والأساليب المشروعة ، ليكون الإنسان عضواً صالحاً في مجتمعه .وهي تشمل جميع جوانب الإنسان الروحية والعقلية والجسمية .

فالإسلام يسعى لإيجاد الإنسان السوي لكي يصلح حالة على الأرض ، وينظم حياته فيها وفق منهج محدد رسمه له فيتحرك به على الأرض وهو في الوقت نفسه متجه بروحه إلى الله تعالى .

أما عملية التعليم فهي جزء من عملية التربية الكاملة ،تسعى إلى تنمية العقل وصقله وتمكينه من اكتساب المعارف والمهارات التي تلزمه في حياته، وتمكينه من اتقان فن (ما) أو حرفة من الحرف .

يقول رسول الله صلى الله عليه وسلم :" مثل ما بعثني الله به من الهدى والعلم كمثل غيث أصاب أرضاً فكانت منها طائفة طيبة قبلت الماء فأنبت الكلأ والعشب الكثير ،وكان منها أجادب أمسكت الماء ،فنفع الله بها الناس ، فشربوا منها وسقوا وزرعوا ،وأصاب طائفة منها أخرى هي قيعان لا تمسك ماء ،ولا تنبت كلأ ، فذلك مثل من فقه في دين الله ،ونفعه ما بعثني الله به ، فعلم وعلّم ، ومثل من لم يرفع بذلك رأساً ،ولم يقبل هدى الله الذي أرسلت به".

خليجية




خليجية



يسلمؤوؤو حبيبتي ؛: موضوع بقمة الأهمية و الروؤوؤوؤوعه ~}

لا عدمناكِ ~؛




خليجية



اشكركم على مروركم



التصنيفات
منوعات

كلمات في صميم التربية

كلمات في صميم التربية

التربية مصطلح يحمل في طياته معنى التغير إلى الأحسن ولقد رافق هذا المفهوم حياة الإنسان منذ أن وجد هذا الكائن البشري وليس أدل على مدى صحة هذا القول من قول الحق تبارك وتعالى في معرض الحديث عن أبي البشر آدم عليه السلام حيث يقول جل وعلا " وعلم آدم الأسماء كلها ثم عرضهم على الملائكة فقال أنبؤوني بأسماء هؤلاء إن كنتم صادقين " وهل تعليم آدم الأسماء إلا جانب من جوانب التربية فمن المعروف أن التعليم والتربية عمليتان مقترنتان لا يمكن فصل إحداهما عن الأخرى .
ومن دلائل العمق التاريخي لمفهوم التربية ما حكاه القرآن الكريم لنا في معرض الحديث عن ابني آدم عندما قتل أحدهم أخاه حيث يقول الله في نهاية القصة :" فبعث الله غرابا يبحث في الأرض ليريه كيف يواري سوأه أخيه قال ياويلتى أعجزت أن أكون مثل هذا الغراب فأواري سوأه أخي فأصبح من النادمين " وما إرسال الغراب و قيامه بتلك العملية الموضحة في الآية القرآنية إلا جانب مهم من جوانب التربية ليستلهم منها الإنسان ويطبقها في مشوار حياته على وجه الأرض .
وعلى مدار حياة الإنسان على هذا الكوكب يظل مفهوم التربية مقترنا بحياته ونقصد هنا بالتربية هو المفهوم الشامل و الواسع لهذه العملية والذي يلقي بظلاله على جميع جوانب الحياة الإنسانية سواء في مجال التحصيل الثقافي وما يكتسبه الإنسان من معلومات تنور بصيرته وعقله أو في الجانب العملي و المهاري وهو الجانب التطبيقي للمعلومات النظرية التي يكتسبها الإنسان من خلال دراسته و اطلاعه كما أن جانب التربية يشمل أيضا نطاق تعامل هذا الإنسان و لا بد هنا أن نشير إلى أن ما نقصده بالتعامل ليس مجرد تعامل هذا الإنسان مع بني جنسه فحسب بل يشمل تعامله مع جميع ما يحيط به من كائنات حية وأشياء غير حية في المحيط البيئي الذي يتفاعل معه .
وهكذا نجد أن مفهوم التربية مفهوم له جذوره التاريخية وله أبعاده المهمة في سجل الحياة الإنسانية منذ أن وجد هذا المخلوق البشري وسيظل مقترنا به إلى أن يرث الله الأرض ومن عليها .





م/ن



نعم نعم نعم
هاذا هو الكلام الجميل
يسلموووووو مع تقديري
تقبلي مروري لاني انا اول وحدة رديت على الموضوع



منووووووووووووورة نهودتي موآآآح ي روحححي ,~



مشكورة يسلمووو

تقبلي مروري




التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

شوفوا التربية

حيوووهـ

شوفوا التربية

تعلموا

خليجية

متى اخر مرهـ بست امكـ على راسها ؟!

تعلموا الله يصلحكم

يالله كل واحد يروح يحب راس امه




خليجية



خليجية



سبحااااااااان الله بس بجنوووو
يسلمو ايااا عسل



الله حلوة اوى
سبحان الله



التصنيفات
منوعات

قصص من ثمار التربية الحسنة


يذكر أن طفلة في السنة الخامسة الابتدائية كانت تؤدي سنة الضحى قبل ذهابها إلى المدرسة، وفي اليوم الذي يضيق فيه الوقت ولا تتمكن من أداء السنة في البيت قبل الخروج تقول أشعر بضيق ينتابني في المدرسة في ذلك اليوم عندما أتذكر أني خرجت قبل أداء هذه السنة
إن المرحلة الأولى من حياة الطفل- السنوات الست الأولى- من أخطر المراحل وهي من أهمها حيث أن لها أبلغ الأثر في تكوين شخصيته فكلما يطبع في ذهن الطفل في هذه المرحلة تظهر آثاره بوضوح على شخصيته عندما يصبح راشدا
إن الطفل في هذه السن كالورقة البيضاء مستعد لأن يكتب فيه أي شيء من خير أو شر لذا يجب على المربين أن يهتموا كثيرا بالتربية في هذه المرحلة، وينبغي الاهتمام أكثر من جانب الأمهات فعليهن منح الطفل ما يحتاجه من حب وحنان، وهذا ضروري لتعليم الطفل محبة الآخرين، والمحبة غريزة طبيعية في كل طفل، ولذا ينبغي صرفها في البداية إلى محبة الله سبحانه وتعالى ثم إلى محبة رسوله عليه الصلاة والسلام- فمثلاً إذا أهدى أحد إلى الطفل قطعة من الحلوى أو لعبة أو غيرها، فسنجد أن هذا الطفل يحب ذلك المهدي فما بالكم إذا ذكر الطفل بنعم الله عليه من المآكل والمشارب والملابس والصحة والعافية- بين فترة وأخرى- ولفت انتباهه إلى أن هذا من رزق الله فبإذن الله تعالى ستنغرس في قلب هذا الطفل محبة الله سبحانه وتعالى.
دخل الأب يوما إلى المنزل وقد أحضر معه أنواعا من الفاكهة فجلست الطفلة ذات الأربع سنوات تنظر إلى هذه النعم بينما الأم والأب منشغلان في حديث ما، فإذا بالطفلة تقطع حديثهما قائلة: أنا أحب ربي وعندما سئلت لماذا؟ قالت: انظروا ماذا أعطانا، تشير إلى الفاكهة، فقد يغفل الوالدان، والطفل يذكرهم بنعم الله.
بعض الأولياء أو الوالدين قد يستعجل ثمرة التربية أو يرى انحرافا بسيطا في سلوك الابن أو البنت وهم في سن الثانية عشرة إلى السابعة عشرة، فيصاب بشيء من الإحباط أو تحطم الآمال، ويظن أو يتيقن فشله في التربية.
ولكني أقول ليطمئن الوالدان فهذا لا يدل على الفشل، فليستمروا في المتابعة والتوجيه باللطف واللين والتشجيع على الخير والدعاء مع الإخلاص وسوف يرون الثمرة الطيبة بإذن الله ولو بعد حين، لأنهم بذروا بذرة طيبة وغذيت وسقيت بالطيب من كلام الله تعالى ورسوله صلى الله عليه وسلم، والله تعالى يعلم صدقة نية العبد وحرصه على أبنائه ولن يخيب له أملاً
تذكر إحدى الأمهات حرصها على ابنتها منذ الصغر ومتابعتها لها حتى كبرت وتقول هذه الأم أن ابنتها كانت أحيانا تسخر منها ومع هذا استمرت وصبرت وصابرت في تربيتها، وأملها كبير بالله تعالى تقول هذه الأم إن ابنتها عرفت لوالدتها فضلها واعترفت لوالدتها بذلك فكانت تقول لم أكن أبالي بما تقولين لي من توجيهات وعندما يحصل لي موقف من المواقف أتذكر كلامك ويبدأ صداه يرن في أذني، وهي الآن من حفظة كتاب الله ومِن مَن يساهم في مجال الدعوة إلى الله قدر استطاعتها.
وفتاة أخرى كانت تردد أمها عليها وعلى أخواتها أن يسألوا الله الرفقة الصالحة، وفي أحد الأيام حصل لهذه الفتاة موقف في مدرستها عرفت بعده أهمية الرفقة الصالحة، وأدركت ما تعنيه أمها بذلك التوجيه، حيث وقعت مخالفة من عدد من الطالبات في المدرسة ولم يتبين المخطئة من المصيبة فوجهت المديرة جميع الطالبات وحذرتهم من هذه المخالفات وكان هذا الموقف على مرأى من هذه الفتاة وبعد عودتها من المدرسة قالت لأمها ما حدث وأنها أدركت فضل الرفيق الصالح، وأهمية البعد عن مواطن الريبة والخطأ، كما نستفيد من هذا أهمية رعاية وتوجيه النشأ، وغرس البذرة الطيبة بالقول الطيب وعدم استعجال الثمرة.

يقول تعالى: {أَلَمْ تَرَ كَيْفَ ضَرَبَ اللَّهُ مَثَلاً كَلِمَةً طَيِّبَةً كَشَجَرَةٍ طَيِّبَةٍ أَصْلُهَا ثَابِتٌ وَفَرْعُهَا فِي السَّمَاءِ * تُؤْتِي أُكُلَهَا كُلَّ حِينٍ بِإِذْنِ رَبِّهَا وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَذَكَّرُون} [إبراهيم: 24- 25].
ومن أهم ما ينبغي التنبيه إليه العناية بالابن الأول أو البنت الأولى، لأنهما سيكونان القدوة لمن يأتي بعدهم من الأولاد، ويكونان عونا لأبويهما في مجال التربية وسيخف العبء على الوالدين خاصة عند كبرهما، وكثرة مشاغلهما وارتباطاتهما.
التربية الإيمانية للطفل:
ينبغي لطفل الثالثة من العمر أن يرى أمه وأبيه وهما يصليان، وينبغي أن يسمعهما يتلوان القرآن، فإن استماع الطفل للقرآن الكريم، والأذكار اليومية من والديه وإخوانه، وتكرار هذا السماع، يغذي روحه ويحي قلبه كما يحيي المطر الأرض المجدبة، لأن لسماع الطفل والديه وهما يذكران الله تعالى، ومشاهدته لهما في عبادتهما لذلك أثر في أفعاله وأقواله.

ومن الأمثلة على ذلك قصة هذه الطفلة:

انتهت الأم من الوضوء وإذا بطفلتها البالغة من العمر ثلاث سنوات تغسل وجهها ويديها مقتدية بأمها، وترفع إصبعها السبابة قائلة: لا إله إلا الله، فهذا يدل على أن الطفلة لاحظت من والديها أن هناك ذكر مخصص يقال بعد الوضوء
وقصة أخرى: أدت إحدى الأمهات سنة الوضوء- في أحد الأيام- وقامت لإكمال عملها في المنزل، وقد اعتادت طفلتها أن ترى والدتها بعد الصلاة تجلس في مصلاها حتى تنهي أذكار ما بعد الصلاة، ولكن الطفلة لاحظت على والدتها النهوض من المصلى بعد أداء السنة مباشرة، فقالت لها: لماذا قمت من مصلاك قبل أن تقولي: استغفر الله. هذا الموقف يدل على شدة مراقبة الأطفال لوالديهم.

الإنسان معرض للأسقام والأمراض وقد يمرض أحد الأبناء، ولذا ينبغي أن يكون مرضه فرصة لتقوية صلته بالله تعالى، وذلك بتذكيره بفضل الصحة والعافية، وأنها من نعم الله تعالى، وأنه يجب شكره عليها، وأن الإنسان ضعيف لا حول له ولا قوة إلا بربه، وعند أخذ الدواء أو الذهاب به إلى المستشفى، نوحي إليه أن الشفاء من الله لكن هذه أسباب أمرنا الله بها، ثم لنربطهم بالرقى الشرعية والعمل بها، ولنضرب له الأمثلة بالأنبياء وأخذهم بالأسباب واتكالهم على الله تعالى، كقصة أيوب عليه السلام ومرضه وقصة يعقوب عليه السلام حين أمر أبناءه بالدخول من أبواب متفرقة وأنه لا يغني ذلك عنهم من الله شيئا وتفويضه الأمر إلى الله تعالى.

قال سبحانه على لسان يعقوب: {لا تَدْخُلُوا مِنْ بَابٍ وَاحِدٍ وَادْخُلُوا مِنْ أَبْوَابٍ مُتَفَرِّقَةٍ وَمَا أُغْنِي عَنْكُمْ مِنَ اللَّهِ مِنْ شَيْءٍ} [يوسف: 67].

ومن أهم الأمور تذكير الأبناء باحتساب الأجر، والصبر على المرض، وعلى الدواء، فهذه طفلة تذكر والدتها أن الله سبحانه وتعالى أراد لها أن تصاب بمرض كما يسمونه طبيا- بمرض مزمن- وذلك حسب تقدير الطب البشري ولكن الشفاء بيد الله تعالى- تذكر الأم أن هذه الطفلة اضطرت لأخذ الدواء مرتين يوميا، وكانت أمها تذكرها دائما بالأجر. فما كان من هذه الطفلة إلا أن قالت لأمها يوما من الأيام: "أنا أحصل على الأجر لأنني آخذ هذا الدواء".[/color]




مشكووورة ياا الغااليـة



خليجية



خليجية



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

مسوغات المطالبة بالتربية المتكاملة المتوازنة

مسوغات المطالبة بالتربية المتكاملة المتوازنة:
إننا نطالب أن تكون التربية متكاملة، وأن تكون متوازنة في الوقت نفسه، سواء على مستوى الأفراد أو على المجتمع ككل. وحين نطالب بذلك فإن الذي يدعونا إلى هذا الأمر مسوغات عدة :
الأول طبيعة الإنسان:
فالله سبحانه وتعالى خلق الإنسان بجوانب كثيرة متنوعة (جسم، وعقل، ومشاعر…) وحينئذ فالمنهج التربوي الذي يريد أن يرقى بهذا الإنسان ينبغي أن يكون متوافقاً مع فطرة هذا المرء، ولهذا صار أي تشريع للبشر من غير المصدر الشرعي محكوماً عليه بالفشل والبوار؛ لأنه تشريع صادر من البشر والله – سبحانه وتعالى – هو الذي خلقهم  ألا يعلم من خلق وهو اللطيف الخبير  وغالباً ما ترى تشريعات البشر وآراءهم تأخذ جانباً على حساب جانب آخر، وغالباً ما تخل بـهذا التكامل أو هذا التوازن في شخصية المرء، إذن فالتكامل والتوازن هو الذي يتوافق أصلاً مع خلق الإنسان ومع فطرته التي فطره الله عليها.
ولأضرب على ذلك مثلاً .. إننا حين نربي الناس على الخضوع وعلى التسليم لكل الآراء التي تطرح عليهم أيا كان مصدرها، ونطلب من الناس أن يعطلوا عقولهم، وألاّ يفكروا مطلقاً فيما يُقال لهم، إننا حينئذ نعطل هذا العقل الذي خلقه الله – عز وجل – له، وما خلقه الله – سبحانه وتعالى – إلا لحكمة، ولو كانت أمور الناس تستقيم على التقليد والتبعية لخلق الله – عز وجل – لنخبة من الناس عقولاً دون عقول سائر الناس حتى يخضع بعضهم لبعض ويكونوا تابعين لغيرهم.
أما وقد خلق الله العقول للناس جميعاً فهذا يعني أن تربى العقول، وهذا يعني أن يربى الناس على أن يستخدموا عقولهم ويحكّموا عقولهم داخل الدائرة الشرعية التي لا تخرجهم عن حدودها. وأي تربية تسعى إلى تكتيم حريات الناس وعقولهم وتفكيرهم فإنـها تعارض الفطرة، وأي منهج يخالف الفطرة فإنه يحمل بين طياته الهلاك والبوار.
وحين نأخذ منهجاً تربويًّا يتعامل مع جانب العقل والمعرفة وحدها ويغفل عن جانب الوجدان في نفس الإنسان، يعيش في تناقض يحكم عليه بالفشل والبوار، كما هو الحال في المجتمعات الغربية المعاصرة، وقل مثل ذلك في أي منهج يتعامل مع جانب واحد من جوانب الإنسان.
التوازن والتكامل سنة الله في الحياة:
فالجنون مثلاً نتيجة لعدم توازن القدرات العقلية والحسية ولهذا يقال عن المجنون : " إنسان غير موزون "، " والصرع العضوي من أسباب زيادة الكهرباء في دماغ الإنسان "، " وفقر الدم أو ضعفه يحصل عن عدم توازن كريات الدم الحمراء والبيضاء في الدم "، " ثم إن زيادة سائل الأذن قد يتسبب في حالة إغماء لدى الإنسان "، " كما يتسبب ضغط العين أو القلب على انعكاسات صعبة خطيرة ". هذه بعض النتائج التي يخلّفها عدم التوازن في الكائن البشري، وهناك عشرات الأمثلة الأخرى على ذلك.
أما عدم التوازن في الكون والحياة فهي أكثر من أن تحصى .. " إن تغير نسبة الأكسجين في الهواء تجعله ملوثاً وقد تجعله سمًّا قاتلاً "، " وتغير المعادلة المتوازنة في دوران الأرض والشمس والأفلاك ينتج عنه كثيرٌ من الأمور أقلها اختلال نظام الليل والنهار، وتعاقب الفصول وما يؤدي ذلك من أضرار على الإنسان والحيوان والنبات وعلى الحياة بكاملها ".
وما يصنعه الإنسان من آلات وما يشترون من بنايات فجميعه محكومٌ بقاعدة التوازن وأي خلل في المقادير والمعايير يتسبب بنتائج خطيرة ومأساوية.
وجوانب الشخص نفسها حين لا تكون متوازنة ولا متناسقة فإنها تخرج إنساناً غير متناسق، فجمال الوجه – مثلاً – به توازن نسبي بين حجم الأنف والعينين والفم والرأس؛ بحيث لو اضطربت هذه النسب لكانت صورة مشوهة هزيلة أو ناقصة، وقيمة الطعام تكمن في مختلف عناصره الرئيسة بحيث تتحقق النسبة المتوازنة لسلامة الجسم من مختلف الدهون والسكريات والفيتامينات والأملاح والمعادن .. إلى غير ذلك، والحديث في هذا يطول.
والإخلال بالتوازن حتى في المظهر الجمالي أمر يدعو الناس إلى النفور؛ فحين يسعى الإنسان لتجميل منـزله فيبالغ فيه أو يجعله بصورة غير متوازنة يصبح أمراً مرفوضاً.
وتقرأ في كتاب الله – عز وجل – الحديث عن هذا الكون وأنه محكوم بهذه السنة، قال تعالى : وخلق كل شيء فقدَّره تقديراً ، ويقول :  إنا كل شيء خلقناه بقدر ،  ويمسك السماء أن تقع على الأرض إلا بإذنه ،  لاالشمس ينبغي لها أن تدرك القمر ولا الليل سابق النهار وكل في فلك يسبحون ، الذي خلق سبع سماوات طباقاً ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت فارجع البصر هل ترى من فطور* ثم ارجع البصر كرتين ينقلب إليك البصر خاسئاً وهو حسير  .
الشرع قائم على الوسطية والتكامل:
إن شرْع الله – عز وجل – قائم على الوسطية في كل الأمور: الوسط في الاعتقاد، الوسط في العبادة، الوسط في السلوك، فشرْع الله – عز وجل – قائم على هذه القاعدة .
وهو كذلك تبدو فيه ظاهرة التكامل معلماً بارزاً فما من مجال من مجالات الحياة إلا وللشرع فيه حُكم، فإنك ترى للشرع حُكماً في معتقد الإنسان، وترى للشرع حُكماً في تعامل الإنسان مع غيره، وترى للشرع حُكماً في عبادة الإنسان، ترى له حُكماً في سلوكه، وترى له حُكماً في أخلاقه، وفي الاقتصاد والسياسة وحياة الناس الاجتماعية وعلاقاتـهم…. إنك لا تجد باباً من أبواب الحياة إلاّ وفيه حُكم واضح للشرع، وهذا يعني أننا أمام شرع متكامل.
إذاً حينما نريد أن نربي الناس على هذا الشرع ينبغي أن نربيهم تربية متكاملة ومتوازنة؛ ولهذا أنكر الله على بني إسرائيل الذين يؤمنون ببعض الكتاب ويكفرون ببعض :  أفتؤمنون ببعض الكتاب وتكفرون ببعض فما جزاء من يفعل ذلك منكم إلا خزي في الحياة الدنيا ،  إن الذين يكفرون بالله ورسله ويريدون أن يفرقوا بين الله ورسله ويقولون نؤمن ببعض ونكفر ببعض ويريدون أن يتخذوا بين ذلك سبيلاً * أولئك هم الكافرون حقاً  .
ومن إعجاز القرآن أن حذَّر الله – سبحانه وتعالى – نبيه من صورة نراها في واقعنا فحين أمر الله نبيه أن يحكم بشرع الله قال بعد ذلك : واحذرهم أن يفتنوك عن بعض ما أنزل الله إليك  وكأن هذه الآية تنطق بواقع القرون المتأخرة، وأن هناك من يساوم على بعض شرع الله فيأخذ بعض شرع الله ويرفض بعضه، فينادي بالاحتكام إلى شرع الله – عز وجل – في باب من أبواب الحياة، ويرفض بعد ذلك سائر الأبواب.
إن هذا دليل على أن هذا الشرع جاء للحياة كلها، وهذا يعني أن أي منهج تربوي يريد تربية الناس على خلاف هذا المنهج فهو منهج غير متكامل وغير متوازن، ومعارض لهذه القاعدة الشرعية التي لا تنخرم وتراها في كل حكم شرعي في سائر أبواب الحياة .
كثرة التحديات التي تواجه الأمة:
خامساً : الأمة الإسلامية تواجه تحدياً تربويًّا من أبواب شتى؛ فالشباب يعانون من تخطيط ماكر وغزو مدبر، وكذلك الرجال والنساء، والصغير والكبير بل حتى الطفل المسلم تُعد له أفلامٌ وتُكتب له قصصٌ ومجلاّت يقصد منها تربيته تربية تحرفه عن المنهج الشرعي.
وحياة الناس في عقيدتـهم، وحياتـهم الاقتصادية والاجتماعية والسياسية فيها تحديات؛ فنحن نواجه تحدياً شاملاً، تحدياً متكاملاً في جوانب الحياة كلها؛ لخلع الأمة عن دينها ثم تربيتها على غير شرع الله – عز وجل –؛ فالتربية التي تـهدف إلى إنقاذ جيل الأمة، والوقوف في وجه هذا التيار الوافد ما لم تكن آخذةً بالتكامل والتوازن فإنـها حينئذٍ لن تكون مؤهلة للمواجهة، ولن تكون مؤهلة لصدّ هذا السيل الجارف من الغزو الذي تواجَه به الأمة .



خليجية



التصنيفات
التربية والتعليم

" دور التربية في التنمية "

السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
" دور التربية في التنمية "
عزيزي القاريء؛ من منا لا يحب ان يرتقي بنفسه ومجتمعه وطنه الى مراتب المجد والسؤد؛ولا شك ان تحقيق التنمية والنجاح لا يكون الا بدور فعال للتربية.فما هو دور التربية في التنمية؟ تعال معي لقراء ة هذا الموضوع للوقف على ذلك.
مفهوم التنمية ؛التنمية هي "العملية المجتمعية الواعية المتوجهة نحو ايجاد تحولات في البناء الاقتصادي-الاجتماعي تكون قادرة على تنمية طاقة انتاجية مدعمة ذاتيا تؤدي الى تحقيق زيادة منظمة في متوسط الدخل الحقيقي للفرد-على المدى المنظور- وفي نفس الوقت تكون موجهة نحو تنمية علاقات اجتماعية-سياسية تكفل زيادة الارتباط بين المكافأة وبين كل من الجهد والانتاجية؛كما تستهدف توفير الحاجات الاساسية للفرد وضمان حقه في المشاركة وتعميق متطلبات أمنه واستمراره في المدى الطويل.
دور التنمية في التربية ؛ انطلاقا من هذا المفهوم؛فان المؤسسات الاجتماعية المختلفة تلعب ادوارا محددة في احداث التنمية بمؤشراتها ومعايرها المادية والمعنوية ؛ومن بين تلك المؤسسات ؛المؤسسة التربوية التي تحظى بدور متميز في احداث وضمان استمرارية التنمية؛زيادة على ذلك ان التربية هي احدى الحاجات التي تحققها التنمية.
والدور الذي يمكن ان تقوم به التربية بمفهومها النظامي المدرسي الموجه في تحقيق التنمية يتلخص في ما يلي؛؛
-1-ايجاد قاعدة اجتماعية واسعة متعلمة بضمان حد ادنى من التعليم لكل فرد؛يمكنه من العيش في مجتمع يعتمد على القراءة والكتابة وسائل الاتصال الجماهيري على مختلف انواعها.
-2-المساهمة في تعديل نظام القيم والاتجاهات بما يتناسب والطموحات التنموية في المجتمع بتعزيز قيمة العمل والانتاج؛ودعم الاستقلالية في التفكير؛ ونبذ الاتكالية والنزعة الاستهلاكية واطلاق الطاقة الابداعية للفرد بتنمية قدرته على الملاحظة والتجريب والتحليل والتطبيق وتأكيد دور المواطن في المساهمة في بناء مجتمعه وضرورة تمتعه بممارسة هذا الدور؛والمشاركة الفكرية والاجتماعية والسياسية ضمن اطار حق تمتع الآخرين بهذا الدور.
ولا يفوتني الاشارة الى ان دور التعليم النظامي في تعديل نظام القيم والاتجاهات محدود كما تدل عليه الشواهد والبحوث التي تعطي للعوامل البيئية والاجتماعية ومنها الاعلام دورا اكبر في هذا الصد؛وعليه فالمسؤولية تبقى مشتركة لجميع المؤسسات التربوية المباشرة وغير المباشرة في المجتمع.
-3-تأهيل القوى البشرية واعدادها من خلال التزويد بالمعارف والمهارات والقيم اللازمة للعمل والتهيئة للتعايش مع العصر التقني وتطوير وسائله وطنيا وايضا التوازن في تاهيل القوى العاملة حسب الاحتياجات المتغيرة مع اعطاء الاولوية للاطر الفنية المتوسطة التي تمثل نقصا خطيرا في معظم بلداننا.وعليه فالنظر الى ان التربية بانها العامل الفاعل(المتغير المستقل)في علاقتها مع التنمية بحيث اذا احسنا استخدامها وتوجيهها فانها ستساهم بفعالية في تحقيق التنمية واستمراريتها؛وتطوير التربية ايضا وتمكينها من اداء دورها المأمول يتحقق بسهولة بقدر ما يتوفر للمجتع من تحقيق متوازن للتنمية في جوانبها المختلفة.
فهل اقتنعت ايها القاريء الكريم؟؟ اتمنى ان ارى تفاعلك مع الموضوع من خلال ردود واضافات مشجعة.




م/ن



خليجية



منوؤوؤرة حبيبتي~



خليجية



التصنيفات
التربية والتعليم

التربية والتعليم ما سرّ حرف العطف بينهما؟

بسم الله الرحمن الرحيم

السلام عليكم و رحمة الله تعالى و بركاته

التربية والتعليم.. ما سرّ حرف العطف بينهما؟

قبل أن أشرع في تناول هذا الموضوع الذي لا يزال مطروحاً علي بساط البحث، أجد نفسي مضطراً إلى تقديم مشاهد حقيقية أنقلها من واقع صف دراسي حيث هناك معلم ومتعلمون.

1 المعلم الأول: يعتني كلّ العناية بتقديم دروسه مركزاً على الجانب المعرفي المتصل بالمعارف والمفاهيم والمهارات فقط.

2 المعلم الثاني: لا يركز كثيراً على المعلومات والمفاهيم بقدر ما يركز على سلوكات المتعلمين وتعاملهم الحيني فيما بينهم.

3 المعلم الثالث: يخط لدروسه، يحدِّد الأهداف المناسبة، يوجه اهتمامات المتعلمين نحو المعلومات والمفاهيم ويركز عليها ولا يغفل عن إيلاء عناية فائقة بسلوكاتهم وأخلاقهم مستغلاً المواقف الأخلاقية الواردة بدروسه وكذلك المواقف الحية بمحيطه المدرسي.

أمامنا ثلاث وضعيات بالإمكان ملاحظتها من خلال المشاهد التعليمية الثلاثة.

فأيهما أنسب وأفضل وأجدر بأن تكون مثالاً يحتذى؟

لا يختلف اثنان في كون الوضعية الثالثة هي الأرقى والأسمى والأنفع؛ ذلك أنها تحقق أهدافاً معرفية وأخرى سلوكية قيمية في حين واحد.

فالمعلم من خلال تثبيته للمفاهي العلمية والاجتماعية أو الظواهر اللغوية والتركيز عليها يستغل المواقف الواردة بالنصوص والوثائق أو البحوث الداعمة والتجارب العلمية الهادفة ليستثمرها أخلاقياً وروحياً بما ينفع المتعلمين في تعاملهم وسلوكهم مثلما استثمرها علمياً.

وهكذا يتجلى من خلال هذا الفعل التعليمي اقتران المعرفة بالخلق وتلازم العلم والتربية تلازماً يجعل التربية بالضرورة ضمن العملية التعليمية وملتحمة بها كل الالتحام ومحتواة فيها، رغم أنَّ التربية في مفهومها الواسع والشامل تتضمَّن الهاجس التعليمي وتوظفه "قال له موسى هل أتبعك على أن تعلمن مما علمت رشداً * قال إنك لن تستطيع معي صبراً * وكيف تصبر على ما لم تحط به خبراً * قال ستجدني إن شاء الله صابراً * ولا أعصي لك أمراً". وكذلك أيضاً يمكن القول أنَّ التعليم يتضمن بالضرورة الهاجس التربوي. فالمعلم الكفء هو المعلم ذو الخلق الأفضل يربي من خلال الفعل التعليمي تأسياً برسول الله صلى الله عليه وسلم الذي قال فيه جلّ من قائل: "وإنك لعلى خلق عظيم".

يتضح جلياً من خلال ما تقدَّم أنَّ العلاقة بين التربية والتعليم علاقة جدلية تلازمية احتوائية متكاملة الأهداف والغايات، يشقّ على الباحث في شؤونهما أن يفصل بينهما إلا لضرورة البحث المعمَّق، رغم أنَّ لكل من التربية والتعليم أهدافاً خاصة ومميزة. ولا يمكن أن يجرنا مثل هذا الطرح إلى القول بأنَّ هذه الثنائية المتلازمة ثنائية معقدة تحول دون تحقيق أهداف معرفية وأخرى سلوكية خلال فترة دراسية واحدة وضمن مادة لغوية أو علمية أو اجتماعية. وليس هذا بعسير على معلم ذكي كيّس فطن حريص على التخطيط المسبق لدروسه فيسعى بوعي وجدّية إلى بثّ وإدماج مفاهيم سلوكية وأخلاقية تربوية من خلال المواد المبرمجة بعمله اليومي كلما سنح الموقف التعليمي بذلك. أعني عدم التعسف على المادة العلمية أو اللغوية أو الاجتماعية.

ولا أغالي إن قلت هي كثيرة نصوص القراءة التي تتضمَّن مواقف أخلاقية وعلائقية تجدر دراستها والوقوف عندها لدقائق محدودة إضافة إلى الشرح العادي والاستثمار اللغوي والفكري للنص. ومثل هذا التوجه يمكن أن ينسحب على الوضعيات والمسائل الحسابية التي ينبغي أن تتضمَّن مواقف وملامح أخلاقية وتربوية سلوكية إن أحسنّا اختيارها وأحكمنا استغلالها وفقنا في اعتمادها ضمن المنهج الدراسي.

وبمثل هذا التعامل مع مواد التدريس نكون قد حققنا أمرين هامين، وهما المعرفة والتربية، العلم والأخلاق أي أننا تمكنا بفضل الله وعونه من قرن التعليم والتعلم بالتربية ومن وصلهما بعضهما مندمجين متآلفين متلازمين (وبذلك يكون مثل العصفورين واقعاً: أي ضرب عصفورين بحجر واحد).

وبمثل هذا النّفس التربوي الجاد المتواصل يمتلك الطلاب المعرفة، ويتعلمون في الوقت نفسه كيف يكبحون جماح النفس وكيف يسيطرون على غرائزهم ليرتقوا بذواتهم إلى عالم الفضيلة والمثل متسلحين بالعلم ومحاطين برعاية روحية وعناية ربانية.. وهكذا يتكرر هذا النسق التعليمي المبني على الوعي؛ الوعي بما هو روحي ومعرفي كلّما تهيأت الفرص والمناسبات لمثل هذا التدامج والتكامل بين ما هو تعليمي وما هو تربوي.

هذا إضافة إلى ما يمكن استثماره تربوياً وأخلاقياً من خلال وحدة المواد الإسلامية من توحيد وفقه وحديث.. مما يمكِّن المتعلم من تشرّب وتمثّل مفاهيم أخلاقية واجتماعية سامية يتكيَّف مع مضامينها وأهدافها تدريجياً إلى أن تستحيل سلوكاً ينشأ عليه نشأة عقلية روحية متوازنة، فيغدو قادراً على التميز بين الخير والشر وبين الحق والباطل فيتبع الخير والحق ويتجنَّب كلّ ما هو شر وباطل، وبذلك يسلك طريق الفضيلة مستنيراً بالقدوة الصالحة، قدوة المربي الصالح النافع لناشئته ولبلده ولأمته.

وإنه لينشرح الصدر وتطمئن النفس عندما نتابع مشهداً تعليمياً تعلمياً يُخلِّل أو يُذيَّل ويعزّز بآية قرآنية تواكب وتدعم مضمون الموضوع المبرمج أو بحديث نبوي شريف أو بحكمة بليغة، أو بأمثلة أخلاقية هادفة عن السلف الصالح.

ويمكني القول وكلي اطمئنان وثقة أنَّ هذه الخطوات التي يجدر أن تتبع ضمن هذا المسار التعليمي لتُفضي بكل تأكيد واقتناع إلى تحقيق مردود تربوي وحاصل معرفي متميزين مشرفين. وعلى هذا النحو من التعامل الواعي مع البرامج والمناهج نُخضع بكلّ ما أوتينا من قدرات تعليمية وذكاء وكياسة مواد التدريس إلى المنطق الشمولي في تنشئة طلابنا المتعلمين تنشئة شاملة متكاملة لا تقف عند حدود المعرفة فحسب، ولا تقف أيضاً عند حدود التربية فحسب، وإنما تحققهما معاً ومعاً لفائدة جيل عربي مسلم ينبغي أن يعيش قلباً وقالباً إنسانية الإنسان.

منقول




دعواتكٌم في ظهر الغيب ~



يعطيك العافية اختي ميوس



خليجية



خليجية



التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

افكار لمادة التربية الفنية

انا معلمة فنية ابتدائي تكفون اعطوني افكار للاعمال الفنية



عندي فكره بس يعني عاديه اذكر اخذنها في الابتدايه دقتر للذكاريات ورق مقوه(ملون) صوف صمغ صور ورود قلم رصاص

يقص الورق الملون مربع متوسط الطول يطوي من النصف يصبح كا الدفتر يسطر بي الالوان

ويزين من الخارج بي الصور الصوف يلف الصوف علي القلم كله

اتمنا الاستفاده هذا العمل للصف1 234 5 فقط




التصنيفات
رعاية الاطفال والمواليد

وسائل التربية بالحب أو لغة الحب أو أبجديات الحب

بسم الله الرحمن الرحيم

وسائل التربية بالحب أو لغة الحب أو أبجديات الحب هي ثمانية

يقول الدكتور ميسرة وسائل التربية بالحب أو لغة الحب أو أبجديات الحب هي ثمانية …
1- كلمة الحب ،،،، 2- نظرة الحب ،،،، 3- لقمة الحب 4- لمسة الحب ،،،،5- دثار الحب ،،،، 6- ضمة الحب 7- قبلة الحب ,,,, 8- بسمة الحب

الأولى : كلمة الحب
كم كلمة حب نقولها لأبنائنا ( في دراسة تقول أن الفرد إلى أن يصل إلى عمر المراهقة يكون قد سمع مالا يقل عن ستة عشر ألف كلمة سيئة ولكنه لا يسمع إلاّ بضع مئات كلمة حسنة )
إن الصور التي يرسمها الطفل في ذهنه عن نفسه هي أحد نتائج الكلام الذي يسمعه ، وكأن الكلمة هي ريشة رسّام إمّا أن يرسمها بالأسود أو يرسمها بألوان جميلة . فالكلمات التي نريد أن نقولها لأطفالنا إمّا أن تكون خيّرة وإلا فلا…
بعض الآباء يكون كلامه لأبنائه ( حط من القيمة ، تشنيع ، استهزاء بخلقة الله ) ونتج عن هذا لدى الأبناء [ انطواء ، عدولنية ، مخاوف ، عدم ثقة بالنفس ]

الثانية : نظرة الحب
اجعل عينيك في عين طفلك مع ابتسامة خفيفة وتمتم بصوت غير مسموع بكلمة ( أحبك يا فلان )
3 أو 5 أو 10 مرات ، فإذا وجدت استهجان واستغراب من ابنك وقال ماذا تفعل يا أبي فليكن جوابك { اشتقت لك يا فلان } فالنظرة وهذه الطريقة لها أثر ونتائج غير عادية .

الثالثة : لقمة الحب:
لا تتم هذه الوسيلة إلاّ والأسرة مجتمعون على سفرة واحدة [ نصيحة .. على الأسرة ألاّ يضعوا وجبات الطعام في غرفة التلفاز ] حتى يحصل بين أفراد الأسرة نوع من التفاعل وتبادل وجهات النظر . وأثناء تناول الطعام ليحرص الآباء على وضع بعض اللقيمات في أفواه أطفالهم . [ مع ملاحظة أن المراهقين ومن هم في سن الخامس والسادس الابتدائي فما فوق سيشعرون أن هذا الأمر غير مقبول ] فإذا أبى الابن أن تضع اللقمة في فمه فلتضعها في ملعقته أو في صحنه أمامه ، وينبغي أن يضعها وينظر إليه نظرة حب مع ابتسامة وكلمة جميلة وصوت منخفض ( ولدي والله اشتهي أن أضع لك هذه اللقمة ، هذا عربون حب ياحبيبي ) بعد هذا سيقبلها .

الرابعة : لمسة الحب
يقول د. ميسرة : أنصح الآباء و الأمهات أن يكثروا من قضايا اللمس . ليس من الحكمة إذا أتى الأب ليحدث ابنه أن يكون وهو على كرسين متقابلين ، يُفضل أن يكون بجانبه وأن تكون يد الأب على كتف ابنه (اليد اليمنى على الكتف الأيمن) . ثم ذكر الدكتور طريقة استقبال النبي لمحدثه فيقول : { كان النبي صلى الله عليه وسلم يلصق ركبتيه بركبة محدثه وكان يضع يديه على فخذيْ محدثه ويقبل عليه بكله } . وقد ثبت الآن أن مجرد اللمس يجعل الإحساس بالود وبدفء العلاقة يرتفع إلى أعلى الدرجات . فإذا أردتُ أن أحدث ابني أو أنصحه فلا نجلس في مكانين متباعدين .. لأنه إذا جلستُ في مكان بعيد عنه فإني سأضطر لرفع صوتي [ ورفعة الصوت ستنفره مني ] وأربتُ على المنطقة التي فوق الركبة مباشرة إذا كان الولد ذكراً أمّا إذا كانت أنثى فأربتُ على كتفها ، وأمسك يدها بحنان . ويضع الأب رأس ابنه على كتفه ليحس بالقرب و الأمن والرحمة ،ويقول الأب أنا معك أنا سأغفر لك ما أخطأتَ فيه .

الخامسة : دثار الحب
ليفعل هذا الأب أو الأم كل ليلة … إذا نام الابن فتعال إليه أيها الأب وقبله وسيحس هو بك بسبب لحيتك التي داعبت وجهه فإذا فتح عين وأبقى الأخرى مغمضة وقال مثلاً : ( أنت جيت يا بابا ) ؟؟ فقل له ( إيوه جيت ياحبيبي ) وغطيه بلحافه
في هذا المشهد سيكون الابن في مرحلة اللاوعي أي بين اليقظة والمنام ، وسيترسخ هذا المشهد في عقله وعندما يصحو من الغد سيتذكر أن أباه أتاه بالأمس وفعل وفعل
بهذا الفعل ستقرب المسافة بين الآباء و الأبناء .. يجب أن نكون قريبين منهم بأجسادنا وقلوبنا.

السادسة : ضمة الحب
لاتبخلوا على أولادكم بهذه الضمة ، فالحاجة إلى إلى الضمة كالحاجة إلى الطعام والشراب والهواء كلما أخذتَ منه فستظلُ محتاجاً له .

السابعة : قبلة الحب
قبّل الرسول عليه الصلاة والسلام أحد سبطيه إمّا الحسن أو الحسين فرآه الأقرع بن حابس فقال : أتقبلون صبيانكم ؟!! والله إن لي عشرة من الولد ما قبلتُ واحداً منهم !! فقال له رسول الله أوَ أملك أن نزع الله الرحمة من قلبك
أيها الآباء إن القبلة للابن هي واحد من تعابير الرحمة ، نعم الرحمة التي ركّز عليها القرآن وقال الله عنها سرٌ لجذب الناس إلى المعتقد ،، وحينما تُفقد هذه الرحمة من سلوكنا مع أبنائنا فنحن أبعدنا أبناءنا عنا سواءً أكنا أفراداً أو دعاة لمعتقد وهو الإسلام .

الثامنة : بسمة الحب:
هذه وسائل الحب من يمارسها يكسب محبة من يتعامل معهم وبعض الآباء و الأمهات إذا نُصحوا بذلك قالوا ( إحنا ما تعودنا ) سبحان الله وهل ما أعتدنا عليه هو قرآن منزل لا نغيره
وهذه الوسائل هي ماء تنمو به نبتة الحب من داخل القلوب ، فإذا أردنا أن يبرنا أبناءنا فلنبرهم ولنحين إليهم ، مع العلم أن الحب ليس التغاضي عن الأخطاء.




تسلمين عمري



خليجية



خليجية



ام نورا
خليجية