بسم الله الرحمن الرحيم
نبات عشبي حولي يشبه الحنطة والشعير في الشكل وهو ينبت عادة بينهما
وبذوره متوسطة بين حب الحنطة والشعير ويعرف عادة بالزُّوان والعامة عادة تقول الزوان والزيوان.
لم يرد اسم الشوفان في المعاجم العربية القديمة ولا في المفردات وقد عرف في الماضي بأسماء مختلفة
مثل هُرطُمان وهي كلمة فارسية وخافور وقرطمان
والنوع الذي يزرع يسمى خرطان زراعي أو خرطان معرف.
وكلمة شوفان جديدة اطلقت في القرن الماضي على هذا النبات
.يعرف الشوفان علمياً باسم Avena Sativa من الفصيلة النجيلية
GRAMINEAE. الموطن الأصلي للشوفان
هو شمال أوروبا ويزرع حالياً في جميع أنحاء العالم ويزرع كمحصول غذائي وطبي ويحصد الشوفان عادة في نهاية الصيف.
الجزء المستخدم من نبات الشوفان:
البذور (seeds) والسيقان الجافة (Straw).
المحتويات الكيميائية للشوفان:
يحتوي الشوفان على قلويدات (ALKaloids)
وسيترولز (Sterols)
وفلافونيدات (Flavonoids)
وحمض السليسيك (Silicic acid)
ونشا (starch)
وبروتين (Proteins) والذي يشمل الجلوتين (Gluten)
وفيتامينات وبالأخص مجموعة فيتامين ب
ومعادن مثل البوتاسيوم والكالسيوم والمغنيسيوم والفوسفور والحديد والصوديم وهيدرات الكربون
كما يحتوي على دهن وهرمون قريب من الجريبين (الهرمون المبيضي)
وعلى الكاروتين بالاضافة الى فيتامين ب ب (PP) وفيتامين د.
تتفاوت المحتويات الكيميائية بين أنواع الشوفان العادي والتركي والأحمر والقصير والنبوي
لكن المواد الأساسية والجوهرية توجد في جميع الأنواع.
الشوفان في الطب القديم:
في الطب الإنجليزي قال العالم Nicholas Gulpeper عام 1652م ان لبخة تحضر من عجينة بذور الشوفان مع الزيت تفيد في علاج الحكة ومرض الجذام.
وقبل ذلك في عام 1597م قال العالم John Genand ان لبخات من سيقان وأوراق الشوفان جيدة للأمراض الجلدية وربما للروماتز.
وكان الأوروبيون يستخدمون سيقان وأوراق الشوفان في حماماتهم كعلاج للروماتز ولمشاكل المثانة والكلى.
وقد استعمل الشوفان في الطب القديم كعلاج لأمراض الصدر وبالأخص أمراض الرئة والسعال المزمن
وكان يستعمل كلصقات مفيدة لمرض النقرس والبثور.
أما الشوفان في الطب الحديث
فقد أثبت الدراسات العلمية تأثير بذور وسيقان وأوراق الشوفان على بعض الأمراض وأثبت جدواها كعلاج
وقامت مصانع كبيرة لصناعة مستحضرات متعددة من الشوفان ومشتقاته
فقد قامت دراسة اكلينيكية أثبت أن:
الألياف النباتية الذائبة مثل الموجودة في الشوفان بمعدل 40جراماً في اليوم خفضت كوليسترول الدم خلال اسبوعين الى ثلاثة أسابيع
كما نشرت دراسات في مجلات علمية محترمة أوضحت ان 3جرام من الألياف الذائبة اذا أخذت يومياً خفضت الكولسترول بنسبة 5%
وفي دراسة أخرى أثبتوا من خلالها أن الشوفان يخفض مستوى حمض اليوريك في الدم.
وفي دراسة عملت على رياضي في أستراليا والذي وضع على نظام غذاءي مخصص من الشوفان فقط ولمدة 3 أسابيع
وجد ان زيادة 4% من أسدية نبات الشوفان الى الغذاء المخصص من الشوفان للرياض أثرت كثيراً في وظائف عضلات الرياضي خلال التمارين الرياضية.
وهناك استعمالات كثيرة ودارجة في الوقت الحالي على مشتقات الشوفان ولكنها غير مثبتة علمياً
الا أن لها ايجابيات جيدة مثل استخدام الشوفان كمضاد للإجهاد والأرق ومهدئ وجالب للنوم ومقوٍ للأعصاب ومنشط.
كما استخدم الهنود الشوفان لعلاج إدمان مشتقات الأفيون والتبغ
كما أن الشوفان يسكّن نوبات حصاة المجاري البولية واضطرابات البول ويلين ويسكن آلام البواسير
وينصح الأطباء مرضى الأعصاب والمفكرين والمرهقين بتناول الشوفان
وكذلك مرضى السكر ومرضى الغدة الدرقية دقيق الشوفان يساعد في معالجة بعض المشاكل الجلدية وذلك باستعماله خارجياً
.يصنع من الشوفان مغلي للأطفال الرضع من مقادير متساوية من القمح والشعير والشوفان حيث تغلى في لتر ونصف ماء على نار خفيفة حتى يصبح المغلي لتراً واحداً ويضاف اليه سكر ويعطى للأطفال يومياً قبل الرضاعة. المستحضرات الموجودة من الشوفان في الأسواق:
يوجد من الشوفان عدة مستحضرات من أهمها:
مسحوق الشوفان
كبسولات
قطرات مركزة
خلاصات
محبات بأشكال مختلفة
محلول غروي يستخدم في حمام الماء
شايات
صبغات.
الشوفان والرشاقة
توصل باحثون أمريكيون إلى أن تناول الشوفان في طعام الإفطار يقل الشهية للغذاء
ويساعد على تخفيف الوزن أو السيطرة عليه
وأوضح الباحثون في مركز بحوث نيويورك للبدانة التابع لمستشفى سان لوكيس روزفيلت أن الألياف الموجودة في الشوفان تبطئ معدل تفريغ المعدة من الطعام فتجعل الشخص يشعر وكأن معدته ما زالت ممتلئة لفترة زمنية أطول.
وأكد هؤلاء أن الشوفان يساعد أيضا على تخفيض مستوى الكوليسترول في الدم
وبالتالي يقل خطر الإصابة بأمراض جهاز القلب الوعائي.
درسات حول فوائد الشوفان
هذا وكشفت نتائج دراسات جديدة أجريت في الولايات المتحدة أن تناول وجبات وحبوب الشوفان الكاملة قد تساعد في السيطرة على ضغط الدم الشرياني بشكل ملحوظ
وبالتالي خفض نفقات استهلاك الأدوية بملاين الدولارات سنويا.
ويعتقد الباحثون في قسم صحة الأسرة والمجتمع في جامعة مينيسوتا أن الألياف الذائبة في الشوفان ومحتواه من المعادن والمواد المضادة للأكسدة تساهم في تحسين قراءات ضغط الدم من خلال تأثيرها في حساسية الجسم للأنسولي
مشيرين إلى أن استهلاك الرقائق والحبوب الكاملة الغنية بالألياف تمثل طريقة سهلة وبسيطة لزيادة الاستهلاك الكلي من الألياف الذائبة مما يساعد على الحصول على الكمية الموصى بها منها التي تبلغ 25 – 30 جراما يوميا.
و توصلت دراسة أميركية أخرى إلى أن الشوفان يقل من نسبة الكولسترول الضار في الدم ويحمي من الأمراض القلبية. وقارنت الدراسة التي نشرتها صحيفة "لو جورنال سانتيه" الفرنسية بين تأثير القمح والشوفان على الكولسترول لدى 36 رجلا يعانون من البدانة وتراوح أعمارهم ما بين الخمسين والخامسة والسبعين عاما.
وجدت الدراسة أن الشوفان يقل من نسبة الكولسترول الضار وبالتالي يقل من خطر الإصابة بالأمراض القلبية
في حين أن القمح لا يؤثر نهائيا على الكولسترول.
وأوضحت الدراسة أن الشوفان غني بالسكريات وبالألياف القابلة للذوبان والتي تعمل على تقليل امتصاص الدهون مما يؤدي إلى تقليل نسبة الكولسترول الضار
اكتشف العلماء فى جامعة تافتس الامريكية مركبات حيوية نقية فى الشوفان تقل التلف الناتج عن عمليات الاكسدة فى الجسم وتضعف نشاط الجزيئات اللاصقة التى تسمح بتراكم الخلايا الدموية والطبقات الدهنية فى جدران الشرايين.
وأوضح الباحثون أن هذه المواد التى تعرف باسم«افينانثرامايد» جعلت الخلايا المبطنة لل البشرية أكثر انزلاقا عند تعرضها لها
وبالتالى ضعفت قدرة خلايا الدم على الالتصاق بجدران الشرايين.
وأشار هؤلاء الى أن هذا الاكتشاف يؤكد أن مركبات الشوفان الطبيعية تساعد فى تقليل بناء الطبقات الدهنية فى الاوعية الدموية التى تؤدى الى تضيق الشرايين وتصلبها.
أكدت الأبحاث العلمية في المجر أن نخالة الشوفان من المواد التي تؤدى إلى تخليص الجسم من المعادن الثقيلة الضارة به كالرصاص والاسترونشيوم المشع في الدم
فقامت بعض الشركات بإنتاج أقراص جديدة مصنوعة من مستخرج عالي التركيز من ألياف نخالة الشوفان
ومن المواد الأخرى المتوفرة في الشوفان أيضاً مادة لغنان lignan
و توجد على صفة نباتية لكن في الأمعاء وتحت تأثير البكتيريا النافعة فيها
تتحول إلى الصفة البشرية التي يمتصها الجسم.
الدراسات التي شملت النساء ممن يتناولن هذه المادة من المواد التي تدعى فايتو أوستروجين phytoestrogens في الشوفان وغيره من الحبوب غير المقشرة كالتي نشرت في أكتوبر من العام الماضي في مجلة التغذية الأميركية للباحثين من الدنمرك دلت على أنها تفيد في الوقاية من سرطان الثدي وغيره من أنواع السرطان المعتمدة على الهرمونات وكذلك من أمراض الشرايين
الشوفان بالإضافة إلى غناه بالألياف المهمة في الوقاية من الأمراض السرطانية
فهو أيضاً غني بمادة السيلينيوم التي تسهم في نجاح مضادات الأكسدة لمنع حصول الأورام السرطانية
وكذلك في منع نشوء نوبات الربو ومنع أمراض تصلب الشرايين.
كما أنه يسهم في إعادة ترميم ما اختل من تركيب الحمض النوي «دي أن أيه» بالذات
مما يقل من مخاطر الإصابة بأنواع عدة من سرطان الأمعاء وباقي الجهاز الهضمي.
والواقع أن بعض الدراسات توسعت في المقارنة وخلصت إلى أن قدرة الشوفان وغيره من الحبوب غير المقشرة كالذرة والقمح على منع الأكسدة قد تفوق قدرة الخضار والفواكه
وهو مما لم يتنبه له الباحثون إلا أخيرا والسبب أن الأبحاث القديمة كانت تحسب نسبة هذه المواد بهيئتها الحرة في المنتجات النباتية
وليس كامل المحتوى منها أي ما هو حر وما هو مرتبط بمركبات أخرى أيضاً التي تت في الجسم بعد تناولها.
إنتبه ل……… عند تناول الشوفان
أولا: مادة البيورين وهي مركب طبيعي يوجد في الإنسان والحيوان والنبات
والشوفان أحد الحبوب الغنية به.
وهناك بعض الأشخاص ممن تستلزم حالتهم الصحية تجنب الإكثار من تناول هذه المادة لما قد تسببه من مشاكل صحية
لأنها مادة تتكسر في الجسم لتعطي مركب حمض اليوريك (يورك أسد) uric acid
الذي يسبب حال تراكمه بكميات عالية داء النقرس الذي من أعراضه المرضية التهاب المفاصل وحصاة الكلى وغيرها.
لذا فإن من لديهم ارتفاع في نسبة هذا الحمض في الدم أو يعانون من داء النقرس أن يتحاشوا تناول كميات عالية من الشوفان أسوة بالحذر من تناول اللحوم والبقول وغيرهما.
ثانيا: الحساسية من حبوب القمح وهي من الحالات المرضية القليلة الحدوث والتي تصيب بالتهابات الحساسية بطانة الأمعاء التي تمتص المواد الغذائية وبالتالي تنشأ أعراض مرضية كالإسهال وآلام البطن إضافة إلى سوء التغذية والحالة المرضية تدعى مرض سيليك Celiac Disease. لذا فمما يُتعب المصاب طفلاً أو بالغاً تناول الحبوب.
وكمعلومة طبية تقليدية نسمع عنها كثيراً فإن القمح والشوفان والشعير والجاودار تصنف كلها ضمن قائمة المسببات لهذا المرض وتدعي المحاصيل المحتوية على مادة الغلوتين أو «دبق الدقيق»
Gluten. لكن الدراسات الحديثة حينما راجعت هذه المعلومة التقليدية وجدت أن الشوفان لا علاقة له بالأمر
فحينما تناوله المرضى البالغون في أحد الدراسات وكذلك الأطفال لمدة سنة في دراسة أخرى
تبين عدم حصول انتكاسات صحية أو تغيرات في فحص عينات الأمعاء أو مؤشرات الالتهاب بين كلا المجموعتين
وهو ما يطرح الشوفان بعد هذه الدراسات التي نشرت في مايو من عام 2022 كحل بديل للقمح لدى هؤلاء المرضى وكذلك يتطلب من الأطباء مراجعة النصيحة الطبية.
نصائح الهيئات الطبية العالمية حول الشوفان >
رابطة القلب الأميركية: تقول نصائح الرابطة الأخيرة حول الكوليسترول والألياف والشوفان ما نصه
أن الألياف الغذائية مصطلح يشمل العديد من المواد التي توجد في أجزاء النباتات مما لا يستطيع الجسم هضمه.
الفواكه والخضار والحبوب الكاملة والبقول كلها مصادر غذائية جيدة لها وتنقسم إلى نوعين هما الذائبة وغير الذائبة.
وخطة الأكل لرابطة القلب الأميركية تتبنى تناول الأطعمة غنية المحتوى بكلا النوعين من الألياف.
وحينما يتم تناولهما بانتظام كجزء من الوجبات قليلة الاحتواء على الشحوم والكولسترول
فإن الألياف الذائبة كما بينت الدراسات تقل من نسبة كولسترول الدم .
والأطعمة التي فيها كميات عالية من الألياف الذائبة هي نخالة الشوفان وجبات حبوب الشوفان والفاصوليا والبقول والحمضيات من الفواكه، إضافة إلى الفراولة ولب التفاح.
رابطة التغذية الأميركية: ضمن نصائح هذا العام تقول الرابطة:
الشوفان معروف جداً بفوائده الصحية على القلب التي تشمل خفض كوليسترول الدم ويحتوي على مواد تقل ارتفاع ضغط الدم وتسهم في المحافظة على الوزن ضمن المعدل الطبيعي لأنه يُشعر بالشبع لفترة طويلة بعد تناوله
كما أن ألياف الشوفان تسهم في التحكم بشكل أفضل في نسبة سكر الدم.
وحول الكمية الواجب تناولها لخفض الكولسترول تنصح الرابطة بتناول حوالي 30 غراما من الألياف
ولأن الشوفان مصدر جيد للألياف الذائبة فإن تناول كوب من الحبوب الجاهزة في وجبة الإفطار أو نصف كوب من مطبوخ حبوبه أو إضافة ثلث كوب من نخالة الشوفان لوجبات الطعام المطبوخة
تؤمن كل منها ثلث الكمية اللازمة يومياً.
ولذا تنصح بإضافة الشوفان إلى قطع لحم الهمبرغر أو اللحم المفروم أو وجبات الخضروات أو قطع حلويات المفن والخبز والكيك.
نكهة الشوفان المميزة مصدرها المعالجة الإنتاجية لحبوبه القاسية بعد حصادها وتنقيتها عبر تحميص خفيف أسوة بطريقة مشابهة تمر بها حبوب القمح الفتية لإنتاج ما يعرفه أهل الشرق الأوسط باسم الفريك.
كوب من الشوفان يحتوي حوالي 145 كالورى (سعر حراري) يؤمن الحاجة اليومية للجسم بنسبة حوالي
70% من المنغنيز
و30% من السلينيوم
و20% من الفسفور
و17% من المغنيسيوم
و25% من مادة تربتوفان
و17% من فيتامين بي _ 1،
و4 غرام من الألياف
و6 غرام من البروتين.
يتوفر الشوفان في هيئات إنتاجية مختلفة فهناك
المجروش الخشن كهيئة البرغل أي غير المضغوط المسطح
وهناك الشرائح الرقيقة المقطوعة بشفرات فولاذية
وهناك الشوفان التقليدي المشهور الذي هو على هيئة مسطحة مضغوطة للحبو التي تم طبخها جزئياً عبر تعريضها للبخار والشوفان الجاهز للنضج السريع وهو نفس الشوفان التقليدي لكن تم تقطيعه إلى شرائح رقيقة جداً
وهناك أيضاً نخالة الشوفان وهي التي تضم فقط الطبقة القشرية للحبو
وهناك دقيق الشوفان الأبيض أو الأسمر بحسب احتوائه على قشور الحبوب أو عدم ذلك.