كانت سارة .. فتاة رائعة الجمال .. مكتملة الأنوثة .. خلوقة ومهذبة لكن …
كانت مهملة في أسرتها .. لا أب يسال عن أخبارها .. ولا أم تعاملها كصديقة لتستكشف ما بداخلها .. ولا حتى لمسة حانية تطفئ ما بداخلها من الرغبة بالأهمية من أسرتها والمحطين بها ..
استغلت إحدى صديقاتها ما تعانيه سارة من الجوع العاطفي .. فزينت لها درب هي في غنا عنه .. فما كانت النتيجة؟؟؟
.. لا بد أنكم عرفتوها دون ذكرها
ليت الأباء والأمهات يدركون مقدار الألم الذي يسببونه باهمال أبنائهم عاطفيا .. إنهم يسعون إلى حدفهم من غير أن يشعروا
ما يضر لو أن الأم دخلت إلى غرفة ابنتها .. ونظرت اليها نظرة تشع حنان ومودة .. ومسحت على شعرها وهي تمدح جماله وجمال صاحبته .. ثم ضمتها لصدرها وكأنها وليدة لتوها ..( أعيدي اللحن يا أمي )
صدقوني مثل هذه اللمسات الحانية لها مفعول السحر على الأبناء .. لأنها تذيب جبال الجليد بينهم .. بل وتفتح قنوات التواصل القوية والثقة المتبادلة بين الطرفين ..
لانك عزيزتي الأم .. وعزيزي الأب
إذا لم تشبعون فلذات أكبادكم عاطفيا فسيبحثون عنها في اماكن أخرى ..من علاقات غير سوية .. أو الدخول الى غرف الدردشات .. وغيرها مما تسمعون عنه وتظنون أبناءكم أبعد الناس عنه
..لكن من يدري ..
كثير من الفتيات انزلقت بعلاقات مع الجنس الآخر .. لماذا .. لأنها تبحث عن من يشعرها بقيمتها التي لم تجدها في أسرتها ..
لأنها تبحث عن الحنان المفتقرة اليه بين أمها وأهلها ..
لأنها تبحث عن كلمة استحسان لم تسمعها منك أيتها الأم .. وأيها الاب ..
شباب في عمر الورود والمستقبل أمامهم .. لكنهم قابعون في مراكز الاصلاح والتأهيل . لماذا .. ؟
بسببك أيها الأب ..لأنك لم تكسب قلبه .. فكسبه ىخرون .. وجروه إلى عالم لم تكن تتوقعه لابنك ..فلذة كبدك ..
لأنك بخلت عليه بالكلمة الودودة ..
والابتسامة الحانية ..
والاهتمام الصادق ..
والتفاهم المتبادل ..
لم يلقى منك إلا الجفاء وكأنه ليس من صلبك ..
لم يذق حلاوة مودتك .. وكان اظهار العواطف أمر مشين .. وينقص من الرجولة
إن أشد عقوبة تمارسها على ابنك ..عزيزي الأب وعزيزتي الأم .. هي حرمان ابنك عاطفيا وعدم الاهتمام باشباع هذا الجانب المهم في مسيرة أسرة كاملة ..
إن الجوع العاطفي أشد حدة من الجوع الغذائي لأنه يتعامل مع الروح ..
والروح إذا قطعت عنها المحبة والألفة والحنان فماذا يحدث لها ..
أنا أرى أن من اسباب الاهمال العاطفي داخل أسرنا هو منشأه التعامل الخاطئ بين الزوجين ..
وأعني بذالك ..أن الزوج لا يظهر مودته لزوجته وإن كان متيم بها ..
لأنه يرى ذالك ضعفا لا يليق برجولته .. عندها ينعكس سلبا على زوجته ..فاقد الشي لا يعطيه ..
وكم سمعنا من قصص تدمي القلوب ..كانت امهات سبب في تمارس أنواع من العذاب على أطفالهن ..
وقد تتعجبون هل هناك أم سوية تفعل ذالك ..
نعم .. تفعل ذالك .. لأن هذا ما يسمونه في علم النفس
– الاسقاط –
أي ما تعانيه انت تسقطه على أقرب المقربين لك ..
لأنها -أي الأم- تعذبت مع زوجها بعدم اهتمامه بمشاعرها الخاصة التي هي لب العلاقة الزوجية ..
فهاهي تسقط ما تعانيه على أطفالها ..
فهل اقتنعتم أن الإهمال العاطفي بالأسرة سببه الزوجين ..
من هنا أناشد الآباء.. بل كل ضمير حي أن يتقوا الله في أولادهم ..وكما يهتمون بتغذيتهم عليهم الإهتمام بعاطفتهم .. حتى لا يتلقفهم أصحاب الضمائر الميتة ..فتكونوا أنتم الخاسرون أولا وأخيرا
والله أسال أن يحفظنا جميعا ويكلأنا برعايته .. ويهيئ لنا من أمرنا رشدا ..وأن يحي قلوبنا بالحب والحنان ..