ما هي الأمراض الباطنية الي تسبب حكة جلدية عامة، بدون طفح جلدي ؟
أ) أمراض الغد الصم والإستقلاب الغذائي :
كعلامة سابقة على تشخيص داء السكري البولي Diabetes Mellitus حيث يتواجد بشكل كامن في الجسم.
كعرض مصاحب لداء العطاش أو للديابط النخامي Diabetes Insipidus : الذي ينتج من نقص الهرمون المانع لكثرة إدرار البول، ولهذا من أهم أسباب التي يجب أن يشك فيها في حالة كون الطفل يذهب بكثرة للحما للتبول، وعندما يكون سكرالدم الصائم، معادا عدة مرات، طبيعيا هو وجود هذا الداء النخامي في الطفل.
فرط الغدة الذرقية أو التسمم الذرقي Hyperthyroidism or Thyrotoxicosis : وفي هذه الحالة تفرز الغدة الذرقية في الدم كميات عالية جدا من هرموناتها خصوصا هرمون الثايروكسين.
قصور الغدة الذرقية Hypothyroidism or Myxedema : وهي حالة عجز الغدة الذرقية عن انتاج وإفراز الهرمونات الذرقية.
وجود متلازمة "الكارسينويد" Carcinoid Syndrome
ب) أمراض الكبد المزمنة، التي تؤدي إلى اختلال وظائف الكبد، مثل:
انسداد المجاري الصفراوية داخل أنسجة الكبد Intrahepatic Biliary Obstruction
ركود المركبات الصفراوية داخل الكبد Cholestasis : وتنتج من عامل كثيرة مثل استخدام بعض الهرمونات وبعض العقاقير الطبية.
إنسداد القنوات الصفراوية الموجودة خارج أنسجة الكبد Extrahepatic biliary Obstruction: وتنتج من عدة أسباب مختلفة مثل وجود حصوات صفراوية داخل هذه المجاري أو ضغط خارجي على جدران القنوات نتيجة أورام أو كتل صديدة ، وجود سرطان خبيث برأس غدة البنكرياس إلى غير ذلك.
تليف أو تشمع أنسجة الكبد Fibrosis or Cirrhosis of Liver Tissues
إصابة أنسجة الكبد بعض الفيروسات الكبدية المزمنة Chronic Hepatitis Viruses: خصوصا فيروس ألتهاب الكبد الوبائي البائي أو الجيمي أو بفيروس المكبر للخلاي (السايتو ميجالي ) وغيره كثير.
ج) أمراض الكلى المزمنة Chronic Renal Diseses:
خصوصا تلك الأمراض التي تقود، في النهاية، إلى الفشل الكلوي المزمن، الذي يؤدي إلى ارتفاع نسبة السموم في أنسجة الجسم، ومن أكثر أعراض الفشل الكلوي شيوعا هي: ظهور حكة جلدية عامة مزعجة، بالإضافة إلى ظهور طفح جلدي متنوع الشكل، مثل الكمات الدموية على الجلد، خصوصا إذا كانت مصعوبة بسهولة الإرهاق الجسماني.
بعد الغسيل الدموي (تنقية الدم) Post Hemodialysis Pruritus: يشكوأ كثير من مرضى الفشل الكلوي بعدما ينتهون أو في نهاية جلسات الغسيل الدموي من حكة جلدية عامة شديدة ومزعجة، وقد وضعت عدت نظريات تخمينية لمسببات هذه الحكة المزعجة بعد الغسيل الدموي.
د) أسباب دموية أو ليمفية:
وجود فقردم مزمن نتيجة نقص مزمن بمستوىالحديد في الدم Chronic Iron Deficiency Anemia
وجود أحد أمراض فقر الدم الوراثية خاصة الأنيميا المنجلية Sickle Cell Anemia أو أنيميا حوض البحر المتوسط Thalassemia
كثرة خلايا الدم الحمراء في الدم Polycythemia Vera Rubra : ومن مميزات هذا المرض هو ارتفاع تعداد كريات الدم الحمراء في الدم عن الحد الأعلى للمدى الطبيعي المقر لعمر الشخص وجنسه، والحكة العامة المصاحبة للمرض تبرز بوضوح بعد الإستحمام في ماء دافيء.
كعلامة سابقة لوضوح داء "هوجكن" Hodgkin’s DiseaseK بصورة كامنة: من أحد العلامات المبكرة والمنذرة أحيانا هو الشعور بحكةشديدة تنتاب جميع أجزاء الجلد قد تسبق بروز الورم في الغد الليمفاوية بعد شهور.
كعرض مصاحب لسرطان الدم الأبيض Leukemia
كعرض سابق قبل ظهور الداء الجلدي المعروف بداء" الفطور الفطراني" Mycosis Fungoides: وهو نوع من سرطان الجلد الناتج عن كثرة انقسام الخلايا اليمفاوية التائية (الزعترية) في أنسجة الجلد Cutaneous T-Cell Lymphoma .
وجود ورم ليمفاوي غرني Lympho-sarcoma
وجود تكتلات في الجلد، ناتجة من انقسام مفرط في الخلايا الصارية Mast Cell Disease or Mastocytosis بأنسجة الجسم.
وجود داء الورم النقيومي المتعدد Multiple Myeloma
ه) أورام سرطانية باطنية مختلفة، خفية Obscure Internal Malignanacies:
سرطانات غدية مثل سرطان جدار المعدة، أو سرطان الغدة الذرقية، أو سرطانة الثدي وغيره.
أورام الجهاز العصبي المركزي أي الأورام الموجودة داخل الجمجمة.
و) الطفيليات المعوية Intestinal Parasites والأمراض المدارية الوبائية Epidemic Tropical Diseases:،مثل:
الديدان المعوية Intestinal Parasites & Worms: وهي كثيرة العدد، منها:
ديدان الأسكارس، والإنكلستوما،والدبوسية، ودودة نانا، وغيرها.
الإصابة بطفيليات "الأُنكوسيركياسيس" Onchocerciasis
الإصابة بالديدان الخيطية "الفيليارياسيس" Filiariasis
الإصابة بطفيلي "التريكينوزيس" Trichinosis
ز) الأمراض العصبية Neurological Disorders، مثل:
التابس الظهري Tabes Dorsalis
الشل المعتوهين العام Generalized Paralysis of The Insane
التصلب العصبي المتعدد Multiple Sclerosis
الأورام الناشئة في أنسجة المخ Brain Tumours
ح) وجود فرط تحسسي لبعض المواد الغريبة التي تدخل الجسم Allergic or Hypersensitivity Reaction:
وهذا التفاعل التحسسي للمواد الغريبة الداخلة في الجسم قد بظهر على شكل حكة جلدية عامة، دون ظهور طفح جلدي مميز، مثل:
الأرتكاريا تحت السريرية (عديمة الطفح) Subclinical Urticaria
الأُهبة الأتوبية Atopic Diathesis
الأرتكاريا الناتجة من فعل توسط الجلوبيولين المناعي "إِي" IgE-Mediated Urticaria
ط) الحكة العامة، بدون طفح جلي، كآثار سلبية لبعض العقاقير الطبية، وهي كثيرة، مثل:
الأدوية التي تحتوي على الكوكائين أو مشتقاته كالكوديئين
الأسبيرين أو الأدوية التي تحتوي على الأسبرين
أدوية الملاريا مثل ال"كلوروكوين"
المورفين الذي يستخدم لتقتل وتخفيف الآلام الشديدة
بعض الأدوية المستخدمة لضبط نوبات الصرع مثل ال"فينو توين" Phenytoins و ال "فينوباربيتون" Phenobarbiturates
المعالجة بحقن الإنترفيرون Hnterferon الذي تستخدم لعلاج بعض الفيروسات العنيدة إلى غير ذلك ملاحظة هامة: إذا تعذر اكتشاف مسبب الحكة الجلدية العامة، يجب السؤال دائما عن تاريخ تناول بعض الأدوية الطبية، وعند معرفة إسم أحد هذه الأدوية يجب مراجعة البحوث الطبية التي أجريت على هذا الدواء لمعرقة جميع الآثار السلبية المسجلة في النصوص الطبية لهذا الدواء التي قد يكون من ضمنها إحداث الحكة الجلدية العامة.
ي) أسباب أخرى متنوعة Misccellaneous Causes
ظهور متلازمة الإغراق Dumping Syndrome وهذه الظاهرة الغريبة تحدث، عادة، بعد عملية استئصال جزء من جدار المعدة أو الأعصاب التي تفذي جدار المعدة والإثناعشر كعلاج جراحي للتقرحا الهضمية العنيدة، ويلاحظ المريض الذي أجريت له مثل هذه العمليات الجراحية أنه بعدنصف ساعة من تناول الطعام يحدث تصب عرق شديد مصحوب بحكة جلدية عامة شديدة تت بعد تناول الطعام في كل وجبة غذائية. ويلاحظ زوال مثل هذه الحكة بتناول مادة البكتين Pectin Intake.
الحكة الجلدة العامة التي تحدث في كبار السن مجهولة السبب idiopathic Generalized Pruritus Senilis، غير تلك التي تحدث في فصل الشتاء الشائعة في كبار السن وتنتج من جفاف شديد برطوبة الجلد.
س) الحكة العامة ذات المنشأ النفسي Psychogenic Pruritus:
يلاحظ في بعض المرضى الذين يشكون من الحكة الجلدية العامة أنه مهما أجريت، لهم، من فحوصات سريرية ومختبرية واشعاعية نسيجية، حتى ولو أعيد عمل هذه الفحوصات مرارا وتكرارا، فانه لن يتوصل إلى سبب عضوي واضح لهذه الحكة المزعجة، وعندما يعاد النظر مرة ثانية لملاحظة وجود أسباب غير عضوية أو غير جسدية قد نكتشف، أحيانا، بالمصادقة أو بالتأمل الدقيق في سلوك المريض وتصرفاته، وجود سبب خفي عن الأنظار ناشيء من اضطراب نفسي مستر أو مخفى يصعب ملاحظته من الزيارة الأولى، وقد يتعمد المريض إخفاء هذه الأسرار والمشاكل الشخصية، ولا يود الإقصاح عنها للناس أو الطبيب المعالج، لأن تلك أسرار شخصية خاصة به، وهذا النوع من الحكة الجلدية خفية السبب تدعى: الحكة ذات المنشأ النفسي Psychogenic Pruritus ، لأنها عادة ما تنتج من أحد الإضطرابات النفسية الشديدة الكامنة Obscure Psychological Disorders المخبئة (الكامنة) داخل نفسية المريض أو راسية في عقله اللاواعي (الباطني)، لا يكتشف أحيانا إلا بعد الإستقصاء والكشف عن جميع الأسباب العضوية والفسيولوجية، وهذا يتطلب، أحيتا، عمل استشارة نفسية وإجراء عدة فحوصات نفسية و تحليل نفسي دقيق، بواسطة المتخصصين في التحليل النفسي لاكتشاف هذه الأسباب الدفينة في العقل الباطني للمريض، ومن مثل هذه الأسباب النفسية، نذكر مايلي:
التعرض لصدمات وعذابات نفسية تندفن آثارها السلبية في العقل اللاواعي الباطني لصاحبها، وتطفو آثارها على السطح على شكل تنفيسات ظاهرية تعرف طبيا بأسم : الأعراض النفسية الجسدية Psychosomatic Symptoms كأن تظهر قي صورة حكة جلدية عامة مع عصبية مفرطة في المزاج Nerotic Excoriation & Neurotic Pruritus أو كحموضة معدية مفرطة Gastric Hyperacidity أو كقرحة معدية Gastric Ulcer أو نوبات ضيق في النفس Breathing Difficulties أو ارتفاع في ضغط الدم Arterial Hypertension أو حتى تساقط في الشعر Alopecia .
وجود قلق عصابي Anxiety Neurosis عند الشخص
حكة التوتر العصابي الكاشطة للجلد Neurotic Excoriations
وجود داء الوسواس القهري العصابي Obsessional Neurosis كمرض نفسي.
وجود فوبيا نفسية Phobias ( وهوالوهم أو الخوف غير الطبيعي ) من الغزو الطفيلي أو الحشرات الجلدية المعدية Parasitophobia ، مثل التوهم بالأصابة بحشرة الجرب، عند الشخص، والحشرة حقيقة، غير موجود في جسمه.
الإكزيما العصبية والإكزيما العُقدية & Neurodermatitis & Prurigo Nodularis: وهي حكة شديدة تنتج من توتر عصبي نفسي خفي يبرز على شكل حكة جلدية شديدة مزعجة، في أي مكان من الجلد، ولكن أكثر الأماكن إصابة هي الأطراف، وتحدث الحكة عندما تثار بمحرضات عصبية مثل حدوث التوتر النفسي Psychological Stress أو العصبي Neurological Disturbance، فيظل المصاب يهرش ويحك جلده، بعصبية متناهية، وبشدة ، يتلذ فيها باستمرار الحكاك، ولا ترتاح نفسه، إلا إذا رأى الدم يسيل من الجلد، ونتيجة لتكرار حدوث الحكة الشديدة في هذه المواقع، تتضخم طبقات الجلد التي تتركز فيها الحكة وتتحول إلى آفات جلدية متصلبة بنية اللون، وبارزة على سطح الجلد على شكل عقد مغطاة بوسوف (قشور) جاقة، وعلى شكل لويحات مرتفعة ذات لون أحمر غامق، عليها نقاط دم متجمدة، ويصعب في هذه الحالة ضبط نوبات الحكة، حتى بأقوى مضادت الحكة المعروفة طبيا، و لهذا يحتاج المريض، احيانا، لاستشارة نفسية، ووصف علاجات نفسية مساعدة من ثبل الطبيب النفسي لعضبط هذه هذا النوع من الحكة الصعبة والمضنية.