أثبت الأبحاث التي أعادت اكتشاف البطيخ أنه يحتوي كمية من مضادات الأكسدة، الحمراء الون، أكثر ما في الطماطم. وأنه مصدر ممتاز لفيتامين سي ومصدر جيد جداً لفيتامين إيه وبي-6 أو باريدوكسين، وكذلك فيتامين بي-1 أو الثيامين، وأيضاً مصدر جيد للبوتاسيم والمغنسيوم.
كما يحتوي البطيخ على السكريات والبروتينات والدهون، وكمية الألياف تعادل 6,0 غرام غالبها ألياف غير ذائبة. ومسألة كثرة السوائل في البطيخ التي تشكل 92% من محتواه ويمتاز بها هي في واقع الأمر نقطة مهمة ونحتاج أن نظر إليها، فالبطيخ حينما يقال إنه يغطي نسبة ممتازة من حاجة الجسم اليومية من فيتامين سي ونسبة جيدة جداً من فيتامينات إيه وبي-1 وبي-,6 فلأن كمية هذه الفيتامينات مركزة بالنسبة لقلة محتواه من الطاقة، إذ لكل 50 كالوري تتوافر الفيتامينات بالنسبة المذكورة بخلاف الفاكهة الأخرى الحلوة والقليلة كمية الماء، فهو من الفاكهة التي تعطي كمية كبيرة من الفيتامينات لكل 1 كالوري من الطاقة.
البطيخ فاكهة مأمونة طبياً من أن يصاب متناولها بالحساسية فهو أمر لا يذكر معه، كما أنه لا يحتوي على مادة البيورين التي تثير المفاصل المصابة بداء النقرس خصوصا لدى كبار السن. وثمار البطيخ تحتوي على نسبة لا تذكر من مادة الأوكزليت المساهمة في تكوين حصاة الكلي، إضافة إلى أن لدى نبات البطيخ القدرة على مقاومة ترسب المبيدات الحشرية المستخدمة في الزراعة داخل ثماره.
مضادات الأكسدة المتوافرة في البطيخ تعمل على تعطيل ضر مواد تدعى الجذور الحرة الضارة بالجسم حال زيادة تراكمها ونشاطها فيه، فهي تسهل للكولستر أن يترسب داخل جدران الشرايين.
مادة لاكوبين المضادة للأكسدة هي المسؤولة عن اكتساب البطيخ الون الأحمر كما هو الحال في الطماطم، وهي صبغة ضمن مجموعة كبيرة من الأصباغ النباتية تدعى كاروتينويد لا يستطيع جسم الإنسان تكوينها، لذا عليه أن يستمدها من الغذاء.
وظهر الاهتمام بهذه المادة من دراسة الطماطم، الذي أثبته الدراسات الكثيرة التي تمت على الإنسان، أن لهذه المادة الحمراء فائدة في الوقاية من الأورام المتنوعة ومن تلف شبكية العين مع تقدم السن، والمفارقة البحثية أن الذي لفت الأنظار إلى هذه المادة وفائدتها في الوقاية من السرطان، هي الدراسة الشهيرة لجامعة هارفارد حول قدرة الطماطم في خفض نسبة الإصابة بسرطان البروستاتا بنسبة تقرب من 40%، أسوة بما فعلته الدراسة الأخرى الشهيرة لهذه الجامعة ولفت فيها الأنظار إلى عدم ضر تناول البيض.
لكن الأمر لدى الباحثين لم يتوقف على الطماطم، بل إن الدراسات نظرت في المنتجات النباتية الحمراء، والمفاجأة التي أثبتها دراسة أجريت في الولايات المتحدة ونشرت نتائجها في مجلة رابطة التغذية الأميركية العام ,2003 هي أن الحصة الغذائية الواحدة من البطيخ تحتوي على 10 ملليغرامات من مادة لايكوبين. وبعبارة أخرى أكثر من ضعف ما تحتويه كمية ماثلة من الطماطم وأسهل امتصاصاً، ليس هذا فحسب، بل إن تناول البطيخ يرفع نسبة هذه المادة في الدم بمقدار يتجاوز 40% ما ترفعه كمية ماثلة من الطماطم ومن هنا توجه الاهتمام إلى البطيخ بشكل أكبر.
وبعد سنتين أي في العام 2022 أصدرت وزارة الزراعة الأميركية خمس دراسات كلها تتحدث عن فوائد البطيخ، وفي سبتمبر/ أيلول من العام نفسه انعقد المؤتمر الدولي الثالث لثمار القرعيات في أستراليا، وكانت فوائد تناول البطيخ الطبية على رأس جدول أعماله.
يحتوي البطيخ على نسبة عالية من الماء تصل إلى 90 -93% من وزنه، أما المواد الأخرى فهي قليلة جدا وعلى رأسها السكر الذي تبلغ نسبته 6-9% من وزنه.
وهو غني بفيتامين (ج) وبه نسبة ضئيلة من فيتامين (أ)، مع نسبة ضئيلة جدا من حمض النيكوتنيك، وهو الفيتامين المضاد لمرض البلاغرا، وعلاوة على ذلك يحتوي البطيخ على الكبريت والفوسفور والكلور والصودا والبوتاس.
بتحليل البطيخ الأحمر وجد أن المئة غرام منه تحتوي على 90% من وزنه ماء و10 غرامات سكر ونحو نصف غرام بروتين، 7 مليغرامات دهون، 9 مليغرامات كالسيوم، 5 مليغرامات من فيتامين A، 10 مليغرامات من فيتامين C، نحو 30 مليغراما حديد، 3 مليغرامات صوديوم، 20 مليغراما مغنسيوم، 15 مليغراما فسفور، 15 مليغراما بوتاسيوم كما أن المئة غرام تعطي للجسم نحو 50 سعراً حراريًا.
ولا يقتصر الأمر على لب ثمرة البطيخ فبذرته مفيدة أيضًا لقيمتها الغذائية العالية إذ تحتوي على 42% من وزنها بروتين ونحو 15% سكر ونشا و27% زلاليات. وتحتوي على نسبة عالية من الدهون غير المشبعة المفيدة غذائيًا وخصوصًا المسمى (أوميجا) فهي تساعد في تخفيض نسبة الكولسترول في الدم.
الخلاصة أن العلم الحديث أعاد اكتشاف البطيخ والطماطم من خلال مادة لاكوبين ذات الفوائد الطبية الكثيرة أهمها على الإطلاق مقاومة ذرات الأكسجين الناتجة من العمليات الكيميائية داخل الخلايا التي تقوم بتدمير الحامض النوي دي إن إيه، ويتحد جزء واحد من اليكوبين مع ذرات عدة من الأكسجين وهو ما يسمى مقاومة الشوارد الطليقة أو مضادات الأكسدة. هذه المادة تساهم في تقليل الإصابة بسرطان البروستاتا في حال تناولها الرجال من مصادرها الطبيعية في البطيخ والطماطم.