الإدارة عمل إنساني يتم بالإنسان ولصالحه، ويعتبر بناء الإنسان وصقل خبراته وتمكينه من الاعتماد على مكنون قدراته وطاقاته واحدا من أهم الأهداف التي يسعى المخطون التربويون إلى تحقيقها. والتربية في مضمونها العام هي جزء لا يتجزأ من العملية الإدارية بشكلها العام، فالإدارة هي تنظيم لمجموعة من الأعمال أو الأفراد الذين يكونون القاعدة العملية للة، وبنفس القدر فإن عملية التربية في مجملها هي عبارة عن تنظيم وترتيب لسلوك الطلاب وإعدادهم ليكونوا أكثر تفاعلا مع مجتمعهم. الإدارة فطرة ويصف الدكتور محمد سليم العوا الإدارة بأنها فطرة لأن كل إنسان يمارسها، بل لعل كل مخلوق «متحرك» يمارسها: إن الحركة قرار يصدر عن إرادة، والسكون قرار يصدر عن إرادة، والكلام والصمت، والرضا والغضب والقبول والرفض كلها حركات تصدر عن الإرادة. وتنجح الإدارة- أو تعتبر كذلك- بمقدار ما تحقق من أهداف النشاط الذي تقوم عليه مؤسسات الصناعة الإنسانية وعلى رأسها مؤسسات التعليم والتدريب. أليس الفرد -حتى في خاصة نفسه- يمارس الإدارة كل لحظة من لحظات حياته تخطيطاً وتنفيذاً ومراجعة وتقويماً، ويتحمل نتائج هذه الإدارة وتبعاتها، إن خيراً فخير يجنيه، وإن سوءاً وشراً فمثلهما يناله؟ إدارة .. وإدارة وإذا كانت الإدارة التنافسية- القائمة على تطبيق نموذج الإدارة الصناعية – تهتم فيها كل مؤسسة بذاتها، وتحاول أن تجيد عملها لتحقيق أعظم فائدة ممكنة منه، ويسرها إخفاق المنافسين بقدر ما يسرها نجاحها، فإن الإدارة المعنية بالإنسان لا تدار بهذا التوجه ولا تحكمها هذه الروح ولكنها تدار بروح الرسالة التي ترمي إلى تحقيق الخير للناس كافة، والمشاركة في المنافع بين البشر جميعاً، وتستشعر أن نجاح الواحد نجاح للمجوع. من جهة التعليم وحين نحاول تطبيق هذه الفكرة على إدارة مؤسسات التعليم، أو المؤسسات المعنية بالصناعة البشرية بوجه عام، فإننا نبدأ ونتهي من حقيقة يدافع عنها بحرارة أحد أعلام التربية العرب المعاصرين- الدكتور أحمد المهدي- الذي يرى التعليم نسقاً ثقافياً يحرص القائمون عليه على أمرين متلازمين: أولهما، نقل الذاتية الثقافية للمجتع- وهي التي تميزه عن غيره من المجتمعات- من جيل إلى جيل. وثانيهما، تجديد المتغيرات الثقافية في المجتمع وفقاً للتحديا التي يفرضها التطور العلمي والتكنولوجي والتقدم في مجال المعلومات والتواصل البشري. والمقصود بالمتغيرات الأساليب والوسائل والتقنيات التي تطبق في الحياة اليومية، والمقصود بالذاتية الثقافية الثوابت المميزة للأمة وأهمها: القيم الدينية والخلقية والاجتماعية، ولغة المجتمع، التي هي وعاء ثقافته.
الوسم: التربوية
وهي 9 أساليب
1 – التربية بالقصة:
إن القصة أمر محب للناس
وترك أثرها في النفوس، ومن هنا جاءت القصة كثيراً في القرآن،
وأخبر تبارك وتعالى عن شأن كتابه
فقال:{نحن نقص عليك أحسن القصص بما أوحينا إليك هذا القرآن}
{لقد كان في قصصهم عبرة لأولي الألباب ما كان حديثاً يفترى}
وأمر نبيه صلى الله عليه وسلم بذلك
فقال : { واقصص القصص لعلهم يتفكرون }
ولهذا فقد سلك النبي صلى الله عليه وسلم هذا المنهج واستخدم هذا الأسلوب .
شاب من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم – وهو خباب بن الأرت رضي الله عنه
يبلغ به الأذى والشدة كل مبلغ فيأتي للنبي صلى الله عليه وسلم
شاكياً له ما أصابه
فيقول رضي الله عنه :أتيت النبي صلى الله عليه وسلم
وهو متوسد بردة له في ظل الكعبة –
وقد لقينا من المشركين شدة – فقلت :ألا تدعو الله؟ فقعد وهو محمر وجهه
فقال: « لقد كان كان من قبلكم ليمشط بمشاط الحديد مادون عظامه من لحم أوعصب، مايصرفه ذلك عن دينه، ويوضع المنشار على مفرق رأسه فيشق باثنين،
ما يصرفه ذلك عن دينه،
وليتمن الله هذا الأمر حتى يسير الراكب من صنعاء إلى حضرموت ما يخاف إلا الله »
[رواه البخاري (3852]
وحفظت لنا السنة النبوية العديد من المواقف التي يحكي
فيها النبي صلى الله عليه وسلم
قصة من القصص، فمن ذلك:
قصة الثلاثة الذين آواهم المبيت إلى الغار،
وقصة الذي قتل مائة نفس،
وقصة الأعمى والأبرص والأقرع،
وقصة أصحاب الأخدود… وغيرها كثير.
2 – التربية بالموعظة:
لموعظة أثرها البالغ في النفوس،
لذا فلم يكن المربي الأول صاحب الرسالة صلى الله عليه وسلم
يغيب عنه هذا الأمر أو يهمله
فقد كان كما وصفه أحد أصحابه وهو ابن مسعود -رضي الله عنه-:
«كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يتخولنا بالموعظة في الأيام كراهة السآمة علينا» [رواه البخاري ( 68 ]
ويحكي أحد أصحابه وهو العرباض بن سارية -رضي الله عنه-
عن موعظة وعظها إياهم النبي صلى الله عليه وسلم ،
فيقول : وعظنا رسول الله صلى الله عليه وسلم يوما بعد صلاة الغداة موعظة بليغة ذرفت منها العيون وجلت منها القلوب،
فقال رجل: إن هذه موعظة مودع فماذا تعهد إلينا يا رسول الله؟
قال: «أوصيكم بتقوى الله والسمع والطاعة،
وإن عبد حبشي فإنه من يعش منكم يرى اختلافا كثيرا،
وإياكم ومحدثات الأمور فإنها ضلالة،
فمن أدرك ذلك منكم فعليه بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين
المهدين عضوا عليها بالنواجذ »
[رواه الترمذي (2676) وابن ماجه (42)]
وحتى تترك الموعظة أثرها ينبغي أن تكون تخولاً ،
وألا تكون بصفة دائمة .
عن أبي وائل قال كان عبدالله يذكر الناس في كل خميس
فقال له رجل يا أبا عبدالرحمن لودت أنك ذكرتنا كل يوم
قال أما إنه يمنعني من ذلك أني أكره أن أملكم وإني أتخولكم بالموعظة
كما كان النبي صلى الله عليه وسلم
يتخولنا بها مخافة السآمة علينا
[رواه البخاري (70) ومسلم (2821) ]
3 – الجمع بين الترغيب والترهيب:
النفس البشرية فيها إقبال وإدبار، وفيها شرّة وفترة،
ومن ثم كان المنهج التربوي الإسلامي يتعامل مع هذه النفس بكل هذه الاعتبارات،
ومن ذلك الجمع بين الترغيب والترهيب، والرجاء والخوف.
عن أنس -رضي الله عنه- قال خطب رسول الله صلى الله عليه وسلم
خطبة ما سمعت مثلها قط:
«قال لو تعلمون ما أعلم لضحكتم قليلاً ولبكيتم كثيراً»
قال: فغطى أصحاب رسول الله صلى الله عليه وسلم وجوههم لهم خنين
[رواه البخاري (4621) ومسلم () ].
ومن أحاديث الرجاء والترغيب ما حدث به
أبو ذر -رضي الله عنه-
قال أتيت النبي صلى الله عليه وسلم وعليه ثوب أبيض وهو نائم،
ثم أتيته وقد استيقظ
فقال:«ما من عبد قال لا إله إلا الله ثم مات على ذلك إلا دخل الجنة»
قلت: وإن زنى وإن سرق؟ قال:«وإن زنى وإن سرق»
قلت: وإن زنى وإن سرق؟
قال:«وإن زنى وإن سرق على رغم أنف أبي ذر»
وكان أبو ذر إذا حدث بهذا قال: وإن رغم أنف أبي ذر
[رواه البخاري (5827) ومسلم (94) ].
وعن هريرة -رضي الله عنه-
قال كنا قعودا حول رسول الله صلى الله عليه وسلم
معنا أبو بكر وعمر في نفر فقام رسول الله صلى الله عليه وسلم
من بين أظهرنا فأبطأ علينا وخشينا أن يقتطع دوننا،
وفزعنا فقمنا فكنت أول من فزع،
فخرجت أبتغي رسول الله صلى الله عليه وسلم حتى أتيت حائطاً للأنصار لبني النجار فدرت به هل أجد له بابا فلم أجد،
فإذا ربيع يدخل في جوف حائط من بئر خارجة -والربيع الجدول-
فاحتفزت كما يحتفز الثعلب فدخلت على رسول الله صلى الله عليه وسلم
فقال:«أبو هريرة؟»
فقلت: نعم يارسول الله،
قال:«ما شأنك؟»
قلت: كنت بين أظهرنا فقمت فأبطأت علينا، فخشينا أن تقتطع دوننا،
فزعنا فكنت أول من فزع، فأتيت هذا الحائط فاحتفزت كما يحتفز الثعلب،
وهؤلاء الناس ورائي،
فقال:«يا أبا هريرة» -وأعطاني نعليه-
قال:«اذهب بنعلي هاتين فمن لقيت من وراء هذا الحائط يشهد أن لا إله إلا الله
مستيقنا بها قلبه فبشره بالجنة»…
[رواه مسلم (31) ]
والمتأمل في الواقع يلحظ أننا كثيراً ما نعتني بالترهيب ونركز عليه،
وهو أمر مطلوب والنفوس تحتاج إليه،
لكن لابد أن يضاف لذلك الترغيب، من خلال الترغيب في نعيم الجنة وثوابها،
وسعادة الدنيا لمن استقام على طاعة الله،
وذكر محاسن الإسلام وأثر تطبيقه على الناس،
وقد استخدم القرآن الكريم هذا المسلك
فقال تعالى:{ ولو أن أهل القرى …} {ولو أنهم أقاموا التوراة …} .
4- الإقناع العقلي:
عن أبي أمامة رضي الله عنه
قال: إن فتى شابا أتى النبي صلى الله عليه وسلم
فقال: يا رسول الله، ائذن لي بالزنا، فأقبل القوم عليه فزجروه،
قالوا: مه مه،
فقال: «ادنه» فدنا منه قريباً قال: فجلس قال : « أتحبه لأمك ؟ »
قال: لا والله جعلني الله فداءك،
قال: « ولا الناس يحبونه لأمهاتهم» قال: «أفتحبه لابنتك؟»
قال: لا والله يا رسول الله جعلني الله فداءك،
قال: «ولا الناس يحبونه لبناتهم»
قال: «أفتحبه لأختك؟»
قال: لا والله جعلني الله فداءك،
قال: «ولا الناس يحبونه لأخواتهم»
قال:«أفتحبه لعمتك؟»
قال: لا والله جعلني الله فداءك،
قال: «ولا الناس يحبونه لعماتهم»
قال: «أفتحبه لخالتك؟»
قال: لا والله جعلني الله فداءك،
قال: «ولا الناس يحبونه لخالاتهم»
قال: فوضع يده عليه وقال: «اللهم اغفر ذنبه، وطهر قلبه، وحصن فرجه»
فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء
[رواه أحمد ( )] .
إن هذا الشاب قد جاء والغريزة تتوقد في نفسه،
مما يدفعه إلى أن يكسر حاجز الحياء،
ويخاطب النبي صلى الله عليه وسلم علناً أمام أصحابه،
وأدرك النبي صلى الله عليه وسلم المربي المعلم
لديه جانباً لم يدركه فيه أصحابه فما هو؟
لقد جاء هذا الشاب يستأذن النبي صلى الله عليه وسلم ولو كان قليل الورع عديم الديانة لم ير أنه بحاجة للاستئذان بل كان يمارس ما يريد سراً، فأدرك صلى الله عليه وسلم هذا الجانب الخير فيه، فما ذا كانت النتيجة :
«فلم يكن بعد ذلك الفتى يلتفت إلى شيء»
5 – استخدام الحوار والنقاش:
وخير مثال على ذلك موقفه صلى الله عليه وسلم مع الأنصار
في غزوة حنين بعد قسمته للغنائم،
فقد أعطى صلى الله عليه وسلم المؤلفة قلوبهم وترك الأنصار،
فبلغه أنهم وجدوا في أنفسهم،
فدعاهم صلى الله عليه وسلم ،
وكان بينهم وبينه هذا الحوار الذي يرويه عبدالله بن زيد -رضي الله عنه-
فيقول: لما أفاء الله على رسوله صلى الله عليه وسلم يوم حنين
قسم في الناس في المؤلفة قلوبهم ولم يعط الأنصار شيئا،
فكأنهم وجدوا إذ لم يصبهم ما أصاب الناس، فخطبهم
فقال: »يا معشر الأنصار، ألم أجدكم ضلالا فهداكم الله بي؟
وكنتم متفرقين فألفكم الله بي؟ وعالة فأغناكم الله بي؟
« كلما قال شيئاً قالوا: الله ورسوله أمن، قال: »
ما يمنعكم أن تجيبوا رسول الله صلى الله عليه وسلم ؟
« قال كلما قال شيئا قالوا: الله ورسوله أمن قال:»
لو شئتم قلتم جئتنا كذا وكذا،
أترضون أن يذهب الناس بالشاة والبعير وتذهبون بالنبي صلى الله عليه وسلم
إلى رحالكم؟ لولا الهجرة لكنت امرأ من الأنصار، ولو سلك الناس واديا وشعبا لسلكت وادي الأنصار وشعبها، الأنصار شعار والناس دثار،
إنكم ستلقون بعدي أثرة فاصبروا حتى تلقوني على الحوض«
[رواه البخاري (4330) ومسلم (1061) ]
في هذا الموقف استخدم النبي صلى الله عليه وسلم الحوار معهم،
فوجه لهم سؤالاً وانتظر منهم الإجابة،
بل حين لم يجيبوا لقنهم الإجابة قائلاً : (ولو شئتم لقلتم ولصدقتم وصُدقتم …) .
6 – الإغلاظ والعقوبة:
وقد يُغلظ صلى الله عليه وسلم على من وقع في خطأ أو يعاقبه:
فعن أبي مسعود الأنصاري قال:
قال رجل: يا رسول الله، لا أكاد أدرك الصلاة مما يطول بنا فلان،
فما رأيت النبي صلى الله عليه وسلم في موعظة أشد غضباً من يومئذ
فقال: أيها الناس إنكم منفرون فمن صلى بالناس فليخف
فإن فيهم المريض والضعيف وذا الحاجه
[رواه البخاري (90) ومسلم (466) ].
وعن زيد بن خالد الجهني -رضي الله عنه-
أن النبي صلى الله عليه وسلم سأله رجل عن اللقطة
فقال:اعرف وكاءها -أو قال: وعاءها وعفاصها- ثم عرفها سنة، ثم استمتع بها،
فإن جاء ربها فأدها إليه
قال: فضالة الإبل؟ فغضب حتى احمرت وجنتاه -أو قال احمر وجهه-
فقال: وما لك ولها، معها سقاؤها وحذاؤها ترد الماء
وترعى الشجر فذرها حتى يلقاها ربها
قال: فضالة الغنم؟ قال: لك أو لأخيك أو للذئبFONTR face="Arilksz5otybu[رواه البخاري (90) ومسلم (1722) ]. </B>
وقد بوب البخاري رحمه الله في صحيحه على هذين الحديثين
باب الغضب في الموعظة والتعليم إذا رأى مايكره
وعن عبد الله بن عباس -رضي الله عنهما-
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
رأى خاتماً من ذهب في يد رجل فنزعه فطرحه
وقال: يعمد أحدكم إلى جمرة من نار فيجعلها في يده
فقيل للرجل بعد ما ذهب رسول الله صلى الله عليه وسلم : خذ خاتمك انتفع به،
قال: لا والله لا آخذه أبداً وقد طرحه رسول الله صلى الله عليه وسلم .
[رواه مسلم (2090) ]
عن سلمة بن الأكوع -رضي الله عنه-
أن رجلا أكل عند رسول الله صلى الله عليه وسلم بشماله
فقال كل بيمينك قال لا أستطيع قال لا استطعت ما منعه إلا الكبر
قال فما رفعها إلى فيه
[رواه مسلم (2021)]
إلا أن ذلك لم يكن هديه الراتب صلى الله عليه وسلم
فقد كان الرفق هو الهدي الراتب له صلى الله عليه وسلم ،
لكن حين يقتضي المقام الإغلاظ يغلظ صلى الله عليه وسلم ،
ومن الأدلة على ذلك:
1- أن الله سبحانه وتعالى وصفه بالرفق واللين أو بما يؤدي إلى ذلك
قال تعالى {فبما رحمة من الله لنت لهم ولو كنت فظا غليظ القلب لانفضوا من حولك} فوصفه باللين
وقال تعالى : {لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ماعنتم حريص
عليكم بالمؤمنين رؤوف رحيم}
ولا أدل على وصفه عليه الصلاة والسلام من وصف الله له فهو العليم به سبحانه .
2- وصف أصحابه له :
فقد وصفه معاوية بن الحكم -رضي الله عنه-
بقوله :فبأبي هو وأمي ما رأيت معلما قبله ولا بعده أحسن تعليما منه
فوالله ما كهرني ولا ضربني ولا شتمني
[رواه مسلم (537) ].
3- أمره صلى الله عليه وسلم لأصحابه بالرفق فهو القدوة في ذلك
وهو الذي نزل عليه {لم تقولون مالاتفعلون}
فهو أقرب الناس الى تطبيقه وامتثاله، وحينما أرسل معاذاً
وأبا موسى إلى اليمن
قال لهما : يسرا ولاتعسرا وبشرا ولاتنفرا
[رواه البخاري (3038) ومسلم (1733) ] .
4- ثناؤه صلى الله عليه وسلم على الرفق،
ومن ذلك في قوله:ماكان الرفق في شيئ إلا زانه ولانزع من شيئ إلا شانه
وقوله صلى الله عليه وسلم لعائشة :إن الله رفيق يحب الرفق في الأمر كله
رواه البخاري (6024) ومسلم (2165) ]
وفي رواية:إن الله رفيق يحب الرفق،
ويعطي على الرفق ما لا يعطي على العنف وما لا يعطي على ما سواه
[رواه مسلم (2593) ].
وفي حديث جرير -رضي الله عنه-
من يحرم الرفق يحرم الخير
[رواه مسلم (2592) ]
ويعطي على الرفق مالايعطي على العنف )
5- سيرته العملية في التعامل مع أصحابه
فقد كان متمثلاً الرفق في كل شيئ ومن ذلك :
أ) قصة الأعرابي الذي بال في المسجد والقصة مشهورة.
ب) قصة عباد بن شرحبيل – رضي الله عنه – يرويها
فيقول: أصابنا عام مخمصة فأتيت المدينة فأتيت حائطا من حيطانها
فأخذت سنبلا فركته وأكلته وجعلته في كسائي،
فجاء صاحب الحائط فضربني وأخذ ثوبي،
فأتيت النبي صلى الله عليه وسلم فأخبرته
فقال للرجل: ما أطعمته إذ كان جائعا -أو ساغبا- ولا علمته إذ كان جاهلا
فأمره النبي صلى الله عليه وسلم فرد إليه ثوبه وأمر له بوسق من طعام أو نصف وسق
[رواه أحمد (16067) وأبو داود (2620) وابن ماجه (2298)].
ج)قصة سلمة بن صخر الأنصاري -رضي الله عنه-
قال: كنت رجلا قد أوتيت من جماع النساء ما لم يؤت غيري،
فلما دخل رمضان تظاهرت من امرأتي حتى ينسلخ رمضان،
فرقا من أن أصيب منها في ليلتي
فأتتابع في ذلك إلى أن يدركني النهار وأنا لا أقدر أن أنزع،
فبينما هي تخدمني ذات ليلة إذ تكشف لي منها شيء فوثبت عليها،
فلما أصبحت غدوت على قومي فأخبرتهم خبري فقلت انطلقوا معي
إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبره بأمري فقالوا: لا والله لا نفعل نتخوف أن ينزل فينا قرآن
أو يقول فينا رسول الله صلى الله عليه وسلم مقالة يبقى علينا عارها، ولكن اذهب أنت فاصنع ما بدا لك، قال: فخرجت فأتيت رسول الله صلى الله عليه وسلم
فأخبرته خبري فقال: أنت بذاك؟
قلت: أنا بذاك،
قال:» أنت بذاك؟
قلت: أنا بذاك،
قال: أنت بذاك؟
قلت: أنا بذاك،
وها أنا ذا فأمض في حكم الله فإني صابر لذلك،
قال: أعتق رقبة
قال: فضربت صفحة عنقي بيدي
فقلت: لا والذي بعثك بالحق لا أملك غيرها،
قال: صم شهرين
قلت: يا رسول الله،
وهل أصابني ما أصابني إلا في الصيام؟
قال:فأطعم ستين مسكينا
قلت: والذي بعثك بالحق لقد بتنا ليلتنا هذه وحشى ما لنا عشاء،
قال: اذهب إلى صاحب صدقة بني زريق فقل له فليدفعها إليك،
فأطعم عنك منها وسقا ستين مسكينا،
ثم استعن بسائره عليك وعلى عيالك
قال فرجعت إلى قومي فقلت وجدت عندكم الضيق وسوء الرأي
وجدت عند رسول الله صلى الله عليه وسلم السعة والبركة،
أمر لي بصدقتكم فادفعوها إلي، فدفعوها إلي
[رواه أحمد (23188) وأبو داود (2213) والترمذي () وابن ماجه (2062].
7- الهجر:
واستعمل النبي صلى الله عليه وسلم
أسلوب الهجر في موقف مشهور في السيرة،
حين تخلف كعب بن مالك -رضي الله عنه- وأصحابه عن غزوة تبوك،
فهجرهم صلى الله عليه وسلم وأصحابه،
لايكلمهم أحد أكثر من شهر حتى تاب الله تبارك وتعالى عليهم.
إلا أن استخدام هذا الأسلوب لم يكن هدياً دائماً له صلى الله عليه وسلم
فقد ثبت أن رجلاً كان يشرب الخمر وكان يضحك النبي صلى الله عليه وسلم …
والمناط في ذلك هو تحقيقه للمصلحة،
فمتى كان الهجر مصلحة وردع للمهجور شرع ذلك
وإن كان فيه مفسدة وصد له حرم هجره .
8- استخدام التوجيه غير المباشر:
ويتمثل التوجيه غير المباشر في أمور منها:
أ – كونه صلى الله عليه وسلم يقول مابال أقوام، دون أن يخصص أحداً بعينه،
ومن ذلك قوله في قصة بريرة فعن عائشة -رضي الله عنها-
فقالت أتها بريرة تسألها في كتابتها
فقالت إن شئت أعطيت أهلك ويكون الولاء لي
فلما جاء رسول الله صلى اللهم عليه وسلم ذكرته ذلك
قال النبي صلى اللهم عليه وسلم ابتاعيها فأعتقيها فإنما الولاء لمن أعتق
ثم قام رسول الله صلى اللهم عليه وسلم على المنبر
فقال ما بال أقوام يشترطون شروطا ليست في كتاب الله من اشترط
شرطا ليس في كتاب الله فليس له وإن اشترط مائة شرط
[رواه البخاري (2735) ومسلم () ]
وحديث أنس -رضي الله عنه-
أن نفرا من أصحاب النبي صلى الله عليه وسلم
سألوا أزواج النبي صلى الله عليه وسلم عن عمله في السر
فقال بعضهم لا أتزوج النساء
وقال بعضهم لا آكل اللحم وقال بعضهم لا أنام على فراش فحمد الله وأثنى عليه فقال :«ما بال أقوام قالوا كذا وكذا لكني أصلي وأنام وأصوم
وأفطر وأتزوج النساء فمن رغب عن سنتي فليس مني»
[رواه البخاري (1401)].
ب – وأحياناً يثني على صفة في الشخص ويحثه على عمل بطريقة غير مباشرة،
ومن ذلك مارواه عن عبدالله بن عمر -رضي الله عنهما-
قال: كان الرجل في حياة النبي صلى الله عليه وسلم إذا رأى رؤيا قصها على
النبي صلى الله عليه وسلم ،
فتمنيت أن أرى رؤيا أقصها على النبي صلى الله عليه وسلم ،
وكنت غلاماً أعزب، وكنت أنام في المسجد على عهد النبي صلى الله عليه وسلم ، فرأيت في المنام كأن ملكين أخذاني فذهبا بي إلى النار،
فإذا هي مطوية كطي البئر،
وإذا فيها ناس قد عرفتهم، فجعلت أقول: أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، أعوذ بالله من النار، فلقيهما ملك آخر فقال لي: لن تراع،
فقصصتها على حفصة، فقصتها حفصة على النبي صلى الله عليه وسلم
فقال:«نعم الرجل عبدالله لو كان يصلي بالليل»
قال سالم: فكان عبدالله لا ينام من الليل إلا قليلاً
[رواه البخاري (3738-3739].
ج – وأحياناً يأمر أصحابه بما يريد قوله للرجل،
عن أنس بن مالك أن رجلا دخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه أثر صفرة وكان النبي صلى الله عليه وسلم قلما يواجه رجلا في وجهه بشيء يكرهه فلما خرج قال:» لو أمرتم هذا أن يغسل هذا عنه
[رواه أبو داود (4182)]
د – وأحياناً يخاطب غيره وهو يسمع،
عن سليمان بن صرد قال استب رجلان عند النبي صلى الله عليه وسلم
ونحن عنده جلوس وأحدهما يسب صاحبه مغضبا قد احمر وجهه
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :« إني لأعلم كلمة لو قالها لذهب عنه ما يجد،
لو قال: أعوذ بالله من الشيطان الرجيم»
فقالوا للرجل: ألا تسمع ما يقول النبي صلى الله عليه وسلم ؟
قال: إني لست بمجنون [رواه البخاري
(6115) ومسلم (2610)]
9 – استثمار المواقف والفرص:
عن أنس -رضي الله عنه- أن النبي صلى الله عليه وسلم كان مع أصحابه
يوماً وإذا بامرأة من السبي تبحث عن ولدها فلما وجدته ضمته
فقال صلى الله عليه وسلم :«أترون هذه طارحة ولدها في النار»
قالوا: لا، قال:«والله لايلقي حبيبه في النار؟»
[رواه البخاري ( 5999) ومسلم ( 2754 ).].
فلا يستوي أثر المعاني حين تربط بصور محسوسة،
مع عرضها في صورة مجردة جافة.
إن المواقف تستثير مشاعر جياشة في النفس،
فحين يستثمر هذا الموقف يقع التعليم موقعه المناسب،
ويبقى الحدث وما صاحبه من توجيه وتعليم صورة منقوشة في الذاكرة،
تستعصي على النسيان.
والمواقف متنوعة فقد يكون الموقف موقف حزن وخوف فيستخدم في الوعظ،
كما في وعظه صلى الله عليه وسلم أصحابه عند القبر.
عن البراء بن عازب قال خرجنا مع رسول الله صلى الله عليه وسلم
في جنازة رجل من الأنصار فانتهينا إلى القبر ولما يلحد
فجلس رسول الله صلى اللهم عليه وسلم
وجلسنا حوله كأنما على رءوسنا الطير وفي يده عود ينكت به في الأرض
فرفع رأسه فقال استعيذوا بالله من عذاب القبر مرتين أو ثلاثا…
ثم ذكر الحديث الطويل في وصف عذاب القبر وقتنته.
[رواه ابو داود (4753)]
ب وقد يكون وقد يكون موقف مصيبة إذا أمر حل بالإنسان،
فيستثمر ذلك في ربطه بالله تبارك وتعالى.
عن زيد بن أرقم قال أصابني رمد فعادني النبي صلى الله عليه وسلم ،
قال فلما برأت خرجت،
قال فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم :
« أرأيت لو كانت عيناك لما بهما ما كنت صانعاً؟»
قال: قلت: لو كانتا عيناي لما بهما صبرت واحتسبت،
قال:«لو كانت عيناك لما بهما ثم صبرت واحتسبت للقيت الله عز وجل ولا ذنب لك»
[رواه أحمد]
بل إن النبي صلى الله عليه وسلم استخدم
مثل هذا الموقف لتقرير قضية مهمة لها شأنها
وأثرها كما فعل حين دعائه للمريض بهذا الدعاء،
عن عبد الله بن عمرو بن العاص -رضي الله عنهما-
أن رسول الله صلى الله عليه وسلم
قال:«إذا جاء الرجل يعود مريضا قال: اللهم اشف عبدك ينكأ لك
عدوا ويمشي لك إلى الصلاة»
[رواه أحمد (6564)]
إنه يوصي المسلم بعظم مهمته وشأنه وعلو دوره في الحياة،
فهو بين أن يتقدم بعبادة خالصة لله ، أو يساهم في نصرة دين الله والذب عنه .
ج وقد يكون الموقف ظاهرة كونية مجردة،
لكنه صلى الله عليه وسلم يستثمره ليربطه بهذا المعنى
عن جرير بن عبدالله -رضي الله عنه-
قال كنا عند النبي صلى الله عليه وسلم فنظر إلى القمر ليلة يعني البدر
فقال:«إنكم سترون ربكم كما ترون هذا القمر، لا تضامون في رؤيته،
فإن استطعتم أن لا تغلبوا على صلاة قبل طلوع الشمس وقبل غروبها فافعلوا»
ثم قرأ {وسبح بحمد ربك قبل طلوع الشمس وقبل الغروب}
[رواه البخاري (554) ومسلم]
د وقد يكون الموقف مثيراً، يستثير العاطفة والمشاعر كما
في حديث أنس السابق في قصة المرأة
اتمنى منكم التقييم
والردود
الحلوه
زيكم
…^^
الحمدلله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين
التربية هي الأسلوب الصحيح في تقويم الفرد, ولقد حرص الرسول صلى الله عليه وسلم على تربية الصحابة والأجيال المسلمة فتمم الأخلاق, وزكى النفوس وهذب الطباع, وهى نعم عظيمة تستحق ذكر الله عليه وشكره. قال تعالي: (كما أرسلنا فيكم رسولا منكم يتلوا عليكم آياتنا ويزكيكم ويعلمكم الكتاب والحكمة ويعلمكم ما لم تكونوا تعلمون فاذكروني أذكركم واشكروني ولا تكفرون) صدق الله العظيم. سورة البقرة
وحرصه في تربيتهم كان واضحا في أقواله وأفعاله وإقراره صلى الله عليه وسلم, وهنا سنتطرق لموضوع من أساليب الرسول الكريم في التربية وهو:
الأساليب التربوية المثلي للمعل والمتعلم
ومضة:
إن العملية التعليمية مقترنة بأربعة عناصر وهي: المعلم , والمتعلم , والمادة التعليمية , وطريقة التعليم.
فالمعلم والمتعلم عنصران يتدرجان نحو سلوكيات تربوية يجب أن يراعي كل منهما الضوابط التربوية , حتى تكون ثمرة العلم ثمرة طيبة, ليستطيع المتعلم أن يوظفها في الميدان العملي.
فكيف كان رسولنا الكريم يربي ويعلم أصحابه رضوان الله عليهم أجمعين.
في الحديث الشريف:
عن عمر بن الخطاب رضي الله عنه قال: ( بينما نحن جلوس عند رسول الله (صلى الله عليه وسلم) ذات يوم, إذ طلع علينا رجل شديد بياض الثياب, شديد سواد الشعر, لا يُري عليه أثر السفر, ولا يعرفه منا أحد, حتى جلس إلي جانب النبي"صلى الله عليه وسلم" فأسند ركبتيه إلي ركبتيه وضع كفيه على فخذيه.
وقال: يا محمد أخبرني عن الإسلام؟
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: الإسلام أن تشهد أن لا إله إلا الله وأن محمدا رسول الله, وتقيم الصلاة, وتؤتي الزكاة, وتصوم رمضان, وتحج البيت أن استطعت إليه سبيلا.
قال: صدقت.
فعجبنا له يسأل ويصدقه.
قال: فأخبرني عن الإيمان؟
قال صلى الله عليه وسلم: أن تؤمن بالله وملائكته, وكتبه ورسله , واليوم الأخر , وتؤمن بالقدر خيره وشره.
قال: صدقت.
قال: أخبرني عن الإحسان.
قال صلى الله عليه وسلم: أن تعبد الله كأنك تراه فإن لم تكن تراه فإنه يراك.
قال: فأخبرني عن الساعة؟
قال صلى الله عليه وسلم: ما المسؤول عنها أعلم من السائل.
ثم انطلق, فلبث ملياً, ثم قال عليه الصلاة والسلام: يا عمر أتدرى من السائل؟
قلت: الله ورسوله أعلم.
قال صلى الله عليه وسلم: فإنه جبريل أتاكم يعلمكم دينكم))
نستخرج من هذا الحديث فوائد تربوية للمعل والمتعلم
أولا: المعلم ( الرسول صلي الله عليه وسلم)
1.حسن اختيار الزمان: اختار الرسول الكريم رابعة النهار, وهذا الوقت من الأوقات المناسبة لتلقي العلم.
2.حسن اختيار المكان المناسب للالتقاء بالمتعلمين: اختار الرسول صلي الله عليه وسلم مكانا مناسبا لسير العملية التربوية التعليمية وهو المسجد.
3.الاهتمام البالغ بالمتعلمين الجدد: فعندما قدم جبريل(المتعلم) إلي المعلم (الرسول صلي الله عليه وسلم) لم يكن يعرفه أحد من الصحابة رضي الله عنهم, فكأن الرسول أراد أن يعلم أمته بأن المتعلم لا يشترط لينال العلم أن يكون معروفا لدى باقي المتعلمين, فقد جلس المتعلم الجديد بقرب الرسول صلى الله عليه وسلم فلم يعنفه عليه الصلاة والسلام, وطرح أسئلته فأجابه الرسول صلى الله عليه وسلم إجابة كافيه شافية, كل ذلك يدفعنا إلي أن الرسول عليه الصلاة والسلام وهو معلم البشرية قد ساوي في اهتمامه بين جميع المتعلمين سواء كانوا قدامى أو جدد. وهذه الصورة التربوية العظيمة تبنى في نفوس المتعلمين الجدد, الجد والاجتهاد والمثابرة, كما إنها صورة تربوية عظيمة في إيجاد التجانس الفكري بين المعلم والمتعلم.
4.حسن إنصات المعلم لسؤال المتعلم: استمع الرسول صلى الله عليه وسلم لسؤال المتعلم (جبريل عليه السلام) بإنصات حتى فرغ من السؤال ثم أجابه عليه الصلاة والسلام, وبعد الإجابة طرح المتعلم سؤالا آخر, فأنصت إليه المعلم(الرسول عليه الصلاة والسلام) ثم أجابه..وهكذا…حسن إنصات المعلم للمتعل يثمر الجرأة الأدبية وتوارد الأفكار وعدم الارتباك لدى المتعلم, فيستطيع أن يرتب أفكاره ترتيبا صحيحا ويستطيع أن يواصل العملية التعليمية دون فزع أو رهبة, وهذا ما لاحظناه من حسن إنصات الرسول صلي الله عليه وسلم, فلعل ذلك كان دافعا في نفس المتعلم(جبريل عليه السلام) أن يستمر في طرح الأسئلة.
5.السماح للمتعل أن يفضي عما في نفسه: لقد ترك لنا الرسول عليه الصلاة والسلام أثرا تربويا عظيما, فقد ترك الفرصة للمتعل (جبريل) أن يفضي عما في نفسه من أسئلة, فلم يعنفه عليه الصلاة والسلام لكثرة أسئلته, ولعل الرسول صلى الله عليه وسلم( المعلم ) قد وجد الأسئلة مهمة فترك الفرصة للمواصلة, وأسئلة جبريل عليه السلام تختلف عن سؤال المسلم عندما قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله قد فرض عليكم الحج فحجوا فقال: أفي كل عام يا رسول الله فسكت عليه الصلاة والسلام فأعاد السؤال مرة ثانية ثم قال صلى الله عليه وسلم لو قلت نعم لوجبت ولما استطعتم ثم قال علية الصلاة والسلام: (إنما هلك من قبلكم لكثرة أسئلتهم واختلافهم على أنبيائهم) والملاحظة على هذا السؤال أن الرسول صلى الله عليه وسلم قد أعطى المعلومة كاملة ( فرض الله عليكم الحج فحجوا) ولو كانت فرضيتها في كل عام لأضاف في كل عام قبل سؤال السائل.
وفي وقتنا الحاضر أن بعض المتعلمين يفقدون الضوابط في الأسئلة فيضيعون الوقت والجهد في الأسئلة العقيمة الفائدة, ولكن الأسئلة ذات الفائدة فإن المعلم التربوي يستعد للاستزادة منها لفائدتها العظيمة كما فعل الرسول صلى الله عليه وسلم عند إجابته عن أسئلة جبريل.
ثانيا: المتعلم (جبريل عليه السلام ):
لقد كان ( المتعلم ) جبريل عليه السلام الصورة العظيمة المتجسدة لطالب العلم, فلنظر للسلوكيات التي كان يتمتع بها المتعلم.
1.الاستعداد النفسي والفعلي لتلقي العلم: كان استعداد المتعلم(جبريل) استعدادا يدل على الصورة الحقيقية التي يجب أن يتحلي بها طالب العلم وهي:
أ.لبس الثياب البيضاء : فاللون الأبيض لون مرغوب لدي الجميع وكأنه يدل على الصفاء والنور كما أن الرسول صلى الله عليه وسلم حث على لبس البياض من الملابس, واللون الأبيض يعكس على الناظر إليه الهدوء والطمأنينة النفسية
ب.اختيار المتعلم الوقت المناسب للتعلم: فقد جاء المتعلم(جبريل) في رابعة النهار, وهذا الوقت لم يكن وقت قيلولة أو طعام, فلا يكون فكره مشغولا بالطعام ولا جسده محتاجا للراحة, وهذا يدل على توفر الاستعداد الذهني والعقلي والجسدي لدى المتعلم.
2.تحري الوقت المناسب للالتقاء بالمعلم: يجب على المتعلم أن يراعي المعلم في وقته وطعامه ومنامه, فنري المتعلم(جبريل) لم يأت المعلم(الرسول) في وقت الظهيرة وقت قيلولته, ولم يأته وقت طعامه أو عندما يكون بين أهله, لذا يجب أن نستفيد من هذا الأمر في الاتصال بالمعلم أو بأهل العلم والفتوى, فهم بشر يحتاجون للراحة, فاختيار الوقت المناسب للمتعل حتى يتلقي بالمعلم صورة تربوية تساهم في استعداد عطاء المعلم للمتعل.
3.اقتراب المتعلم من المعلم: جاء في الحديث أن (جبريل) المتعلم قد حرص على الجلوس بقرب(المعلم) الرسول عليه الصلاة والسلام, وهذا يدل على مصداقية المتعلم لتلقي العلم والحرص على الاقتراب من المعلم له مميزات عظيمة منها:
أ.علو درجة انتباه المعلم
ب.اليقظة الفكرية وعدم تشت العقل في أمور خارجة عن الدرس
ت.الاستماع الواضح لصوت المعلم
ث.الاستعداد الدائم للإجابة التي قد يطرحها المعلم
ج.يقظة حاستي السمع والبصر لدى المتعلم.
4.هيئة الجلوس: للجلوس الصحي أثر في القدرة على الاستيعاب, وقد جلس المتعلم(جبريل) الجلسة المثالية لطالب العلم كما قال العلماء, وهذه الجلسة هي الجلسة الصحية للبدن والفكر, وكثير منا من يجلس جلسة متعبة حيث يستقر الدم في مقدمة القدم, فيتحول جزء من التفكير إلي موضع الألم وبهذا يتشت جزء من انتباه المتعلم إلي موضع الألم لهذا يجب أن نربي طلاب العلم في المساجد على الجلسة التي جلسها جبريل عليه السلام.
5.ترتيب أسئلة المتعلم ترتيبا علميا: يجب على المتعلم أنتكون أسئلته مرتبة ترتيبا علميا وموضوعيا, وجبريل عليه السلام أجاد في تنظيم وترتيب الأسئلة, فقد سأل الأسئلة الآتية:
يا محمد أخبرني عن الإسلام؟
فأخبرني عن الإيمان؟
فأخبرني عن الإحسان؟
فأخبرني عن الساعة؟
وهذا الترتيب يسمى ترتيب الانتقال التعليمي من الكل إلي الجزء.
6.التأني في طرح الأسئلة وعدم طرحها جميعا دفعة واحدة: نلاحظ إن المتعلم جبريل كان متأنيا في طرح الأسئلة, فكان يطرح السؤال ثم يسكت لانتظار الإجابة, وبعد ما يفرغ المعلم(رسول الله) من الإجابة يطرح السؤال الثاني..وطرح الأسئلة سؤالا سؤالاً يعطى المعلم الفرصة الكافية للتفكير والإجابة عن السؤال على أكمل وجه.
7.حسن الاستماع لدى المتعلم بعد أن يطرح سؤاله: يجب على المتعلم أن يتحلي بحسن الإصغاء بعد أن يطرح سؤاله, فلا يقاطع المعلم أثناء إجابته وهذا من حسن أدب مجلس العلم, حيث يُوجد المتعلم في نفسه الوقار والهيبة للمعل, وهذا ما وجدناه في المتعلم(جبريل عليه السلام) عندما طرح أسئلته حيث كان ساكتا مستمعا بعد أن طرح السؤال الأول, وأحسن الإنصات أيضا بعد طرحه لسؤاله الثاني..وهكذا.
8.قصر سؤال المتعلم: عندما يقوم المتعلم بطرح السؤال يجب عليه أن يطرحه مختصرا, ومن فوائدا الأسئلة المختصرة:
•استيعاب المعلم استيعابا كاملا للسؤال
•الاستفادة من الوقت, فلو كان السؤال طويلا لأخذ وقتا في طرحه وقتا لاستيعاب المعلم للسؤال.
9.وضوح سؤال المتعلم: يجب أن يكون السؤال واضحا سليما من الكلمات الصعبة غير المفهومة فكانت أسئلة جبريل قصيرة واضحة فلا تحتاج لجهد لمعرفة مضمونها.
10.مرحلة الشباب أسمي مرحلة للنضوج الفكري للتعلم: أخبر عمر رضي الله عنه بالرواية أن المتعلم جبريل عليه السلام كان شديد سواد الشعر, وسواد الشعر يدل على الشباب والحيوية ومرحلة الشباب تعتبر مرحلة النضوج الفكري والاكتمال الجسدي والصحي للإقبال على نهم العلم, فيكون الشباب مهيئا لتلقي العلم, ويمتلك القدرة على الاستيعاب والتحليل والمناقشة مع المعلم.
من كتاب ( من أساليب الرسول صل الله عليه وسلم في التربية
وما يستفاد منها في وقفتنا الحاضر)
الإدارة التربوية:
أهمية الإدارة التربوية:
1-كونها إحدى الأدوات الرئيسية في نجاح وتقدم النظام التربوي بكامله والمرهونة بجودة الإدارة وقدرتها على القيام بمهامها.
2-الطلب الاجتماعي المتزايد على التعليم.
3-التطور الكبير والسريع في التقانات والاتصالات وتفجر المعارف والمعلومات.
4-دورها في ترجمة الأهداف التربوية وترجمة الفلسفة التربوية إلى واقع عملي .
5- كونها متصلة بالتعليم والتعليم أداة أساسية من أدوات تحقيق الأهداف القومية.
الاتجاهات المعاصرة في الإدارة التربوية
تتركز ابرز هذه الاتجاهات فيما يلي:
· أصبحت الإدارة التربوية علما له فلسفته وأصوله وقواعده وأساليبه وطرائقه ومنهجيته ممارساته.
· تعد الإدارة التربوية العصرية هي أساس أي تطوير أو تجديد للتعليم في سبيل تحقيق أهدافه وفي سبيل تطور المجتمع وتنميته الشاملة .
* إن الإدارة التربوية الحديثة تعتمد على الديموقراطية وعلى العلاقات الإنسانية والمشاركة.
* إن العناية بالعنصر البشري في اختياره وتأهيله وتدريبه تأتي من اولويات التطوير الإداري المعاصر.
* إن الإدارة التربوية نظام فرع من الإدارة العامة للدولة والمجتمع.
علاقة الدولة بالتربية والتعليم
في الأقطار العربية
تسيطر الدولة العربية على جميع مقومات العملية التعليمية التربوية سيطرة مباشرة عن طريق التمويل والتعيين والبناء والأعداد وسيطرة غير مباشرة عن طريق الأشراف المباشر على المؤسسات التربوية والتعليمية رغم وجود فوارق بسيطة بين مجتمع عربي واخر لكن هذه الفوارق ليست ذات شأن كبير, وحتى التعليم الخاص يقع تحت إشراف الدولة وبما أن جميع النظم التربوية في بلادنا العربية هي نظم حكومية مركزية …… فأن جميع الإدارات التربوية التعليمية لدينا تخضع للنظام المركزي وبالتالي الإدارة فيها إدارة مركزية رغم أن هناك بعض الإدارات التربوية في بعض المؤسسات العربية لها إدارة مستقلة (التعليم الخاص ) وخاصة في مجال التعليم العالي .
وتقسم الإدارة التربوية في جميع بلدان العالم إلى:
= الادارة التربوية المركزية =الإدارة التربوية اللامركزية =الإدارة التربوية المركزية واللامركزية
جوانب الضعف في الإدارة التربوية العربية
– عدم استجابة الادارات التربوية لحاجات التطور التربوي السريع .
– تقصير الادارات التربوية العربية عن احداث التغيرات الجذرية الجوهرية التي يستلزمها الربط بين التربية والتنمية .
– تقصير الادارات التربوية العربية عن مواجهة حاجات المستقبل التربوي ومستلزمات التوسع المتوقع في شتى مراحل التعليم وانواعه .
– تقصير الادارات التربوية في الاعتماد على التقانات الادارية التربوية الحديثة
– اغفال كثير من الدول العربية التكامل بين تطوير الجوانب المختلفة للادارة التربوية.
– ضعف الافراد والقيادات الادارية.
– ضعف الاسس لاتخاذ القرارات : لان اتخاذ القرارات عملية في صميم الوظائف الرئيسية للادارة الحديثة وللادارة التربوية.
– ضعف البحث التربوي في الادارة التربوية العربية وعدم استفادة القرار التربوي من البحوث التربوية ان ووجدت.
تطوير الادارة التربوية العربية
= اتخاذ القرار المناسب على اعلى المستويات السياسية لتطوير الادارة التربوية وتحديثها.
= اعادة النظر في التشريعات والنظم والقوانين المعمول بها لتساير الاتجاه الجديد في تطوير الادارة التربوية.
= اجراء الدراسات والبحوث العلمية التي تتطلبها عملية تحديث وتطوير الادارة التربوية.
= احداث قسم الادارة التربوية في كليات التربية لتخريج كوادر متخصصة
= عدم تكليف أي مدير واداري في الدوائر الفرعية الا المؤهل تربويا واداريا لاسيما خريجي المعهد الوطني للادارة العامة الذين اتبعوا دورات وهم الان في زوايا ميتة.
= تعزيز الاتجاه نحو اللامركزية تحقيقا للديموقراطية تأصيلا لمبدأ المشاركة .
= اعتماد التكنولوجيا الحديثة في تحديث الادارة التربوية وعملياتها.
= اعداد القادة التربويين في الادارة من خلال الممارسة والتفاعل بين الدراسات الاكاديمية و الممارسة الميدانية في الادارة التربوية.
= ديمو قراطية المؤسسات التربوية
= اعتماد التدريب المستمر للقيادات التربوية لتطوير الكفايات القيادية والطلاع على التطورات في النظم التربوية العالمية.
= اعتماد مبدا المحاسبة عند التقصير ووضع معايير اداء تربوية تميز بين المجد والمجتهد والكسول اللامبالي وعدم ترفيع جميع العاملين 9 % .
لم يشكل الإنتقال و التحول نحو وساطة الوسائل الحديثة في العملية التربوية انتقالا تم فيه تعويض محتوى المواد التعليمية من اشكالها التقليدية إلى أشكال أكثر تقنية منظمة وهادفة يمكن عرضها من خلال جهاز تقني مناسب فقط ؛
بل برز هذا التحول كاستجابة حتمية و مرغوب فيها؛ فهي حتمية كونها استجابة لتطورات سوسيولوجية و اقتصادية و تقنية حتمت على المجال التربوي الإنفتاح على أساليب جديدة في التربية, و مرغوب فيها لكونها نابعة من حاجات إنسانية لتدارك بعض الأشكالات الخاصة بالميدان التربوي وللسعي من اجل تحسين المنظومة التربوية؛
ما جعل من جهة, استوساط الوسائل الحديثة يشكل نقطة محورية ذات أهمية كبيرة في العملية التربوية, و من جهة أخرى, جعل دلالة التربية التكنولوجية لا تقتصر على استخدام الوسائل و الأجهزة الحديثة بقدر ما هي منهجية لوضع منظومة تعليمية تسير وفق خطوات منظمة تستعين بالوسائل الحديثة التي تقدمها التقنية في تحقيق غاياتها وفق نظريات التعليم.
نبع الإهتمام بالوسائل الحديثة نتيجة أسباب عدة, استدعت استخدام الوسيلة التكنولوجية؛ بحيث أصبح هذا الإستعمال ضرورة لا غنى عنها في تحقيق الأهداف المعرفية و السلوكية للنشاط التربوي, نذكر بعض الأسباب:
التوسع المعرفي الكبير الذي يتمظهر في النمو المتضاعف لحجم المعارف و لإستحداث تفريعات جديدة للمعرفة الواحدة.
المشاكل التي خلفها النمو السكاني الكبير الذي جعل توفير التعليم للجميع مسألة صعبة بالنظر إلى الامكانات المحدودة و إلى الشروط التي تفترضها النظريات التقليدية في عملية التربية؛ أي معلم ملقن و متعلمون يتلقون المعلومات في بيئة خاصة محدودة, ما دعى إلى اللجوء إلى الوسائل التواصلية ذات الإنتشار الجماهيري لأجل تأمين فرص التعلم لأكبر عدد ممكن من طالبي العلم .
ربط الحاجة بمتطلبات سوق الشغل و ذلك باستهلاك تلك الوسائل او من حيث الحاجة إلى تكوين أطر متخصصة تلج سوق الشغل المحتاج إلى كفاءات عالية آتية من عالم المدرسة.
و تشكل هذه الأسباب محفزا للعملية التربوية و محركا لها, لمسايرة مشاكل المجتمع و حاجيات سوق الشغل للقيام بالوظيفة المناطة بها في تأطيره و إمداده بأجيال متعلمة ويد عاملة ذات كفاءة, كما أنها جاءت نتيجة للتطورا الحديثة في ميادين علم النفس و نظريات التواصل التي شكلت الخلفية الأساس المحركة للعملية التعليميةالتعلمية .
وقد تم الحديث عن الوسائل التقنية الحديثة و استعمالها في العملية التربوية من منظور نظرية الإتصال, ذلك انطلاقا من وجود شروط معينة لازمة في كل عملية تواصلية ابتداءا من مرسل, رسالة, شفرة ثم مستقبل و بيئة.
و انطلاقا من مفهوم الشفرة تم الحديث عن الإمكانات المتعددة في إيصال الرسالة بوسائط مختلفة تساهم في تيسير وصول الرسالة التربوية من المعلم(المرسل) إلى المتعلم (المستقبل) و من ثمة نجاح العملية التواصلية و هذا ما يمكن تحقيقه بوساطة الوسائل التقنية الحديثة, إذ أن أثر الإتصال عن طريق الكلام وحده لا يساعد المتعلم على الإحتفاظ بمحتوى الرسالة التربوية إلا إذا تم تعزيزه بالتعليم عن طريق استخدام أكبر عدد ممكن من الحواس؛
هذا و تدعو الفروق الفردية الملاحظة بين المتعلمين إلى أهمية الوسيلة التواصلية في تدارك تلك الفروق, و ذلك لما توفره من مثيرات متعددة النوعية و طرق و أساليب مختلفة في عرضها لهذه المثيرات ما يتيح للمتعل فرصة لإختيار المناسب منها حسب رغباته و ميولاته و خصوصية اشتغاله المعرفي.
يحقق استعمال الوسائل الحديثة في التعليم زيادة في المشاركة الإيجابية للمتعل في العملية التربوية بتنشيطها لتفاعله و تنميتها للعمل الجماعي داخل الفصل الدراسي بالمشاركة في بناء الدرس و تنشيطه و فهمه.
فالوسائل التعليمية إذا أحسن المدرس استخدامها تزيد من مشاركة المتعلم الإيجابية في اكتساب الخبرة و تنمية قدرته على التأمل و دقة الملاحظة و اتباع التفكير العلمي للوصل إلى حل المشكلات, كما أن لذلك تأثيرا على تكوين المتعلم بما يتمثل في تنمية الدافعية في التعلم لديه و الرغبة في التعلم الذاتي و تحويله إلى باحث نشط عن المعلومات و ليس متلقيا سلبيا لها وتفجبر طاقاته الإبداعية و الإيتكارية و قدرة الخيال لديه.
إن التدريس بالوسائل التقنية الحديثة يتجاوز مهام و مرامي منظومة التعليم التقليدية و التي تنظر إلى المتعلم كمتلقي سلبي للمعلوات نملؤ ذهنه الفارغ بالمعارف و نروض ذهنه من خلال تكرار الأداءت.
و بالمقابل من ذلك فهي تدعم مسيرة التعليم الحديث القائم على اعتبار المتعلم محورا للعملية التربوية ؛ و ذلك بالسعي إلى تطوير كفاءاته و تنمية سيروراته و استراتيجياته الذهنية التي يستعملها أثناء الإشتغال المعرفي للوصل إلى درجة المراقبة الذاتية في التعلم أي تطبيق المهارات الذهنية المكتسبة في المهام المناسبة و في الوقت المناسب. هذا بالإضافة إلى اسهاماتها في اغناء الفضاء العام بالمعلومات و المعارف و تيسيرها و تقريبها للعامة لا سواء من حيث الكم أو الكيف.
بناءا على هذا , تظهر لنا جليا الإسهامات الجليلة التي تقدمها الوسائل التقنية الحديثة في بنية العملية التربوية كل ؛ فبعد أن كان دور المعلم في التعليم التقليدي هو أن يقدم الحقائق والمعلومات للمتعل، فقد تحول دوره في التعلليم الحديث إلى تعليم المتعلم كيف يتعلم، وهذا يتطلب حسن احتواء المتعلم كي يقوم بمسؤولية تعلمه على أساس من الدافعية الذاتية، ومساعدته على أن يكون باحثًا نشطًا عن المعلومات لا متلقيًا لها، كما يقوم المعلم بتصميم أنشطة تعليمية، وتوفير الوسائل والتقنيات اللازمة لها، أما المتعلم فبعد أن كان محصورا في ذلك الوعاء الفارغ الذي نحشوه بالأفكار و المعارف أصبح مع المنظور المعرفي الحديث
و الذي تسعى الوسائل الحديثة لتحقيق غاياته متعلما كفؤا يعلم نفسه بنفسه. أما العملية التعليميةالتعلمية فلم تعد تتطلب مكانا معهودا و لا زمانا محدودا بل أصبح الكل متعلما أين ما شاء و وقت ما شاء و أصبحت بنية العملية التربوية بنية تشاركية تفاعلية.
م/ن
دور الإدارة التربوية في الإصلاح "
♥♥
بسم الله الرحمن الرحيم
· من الطبيعي أن تواجه الحركات الإصلاحية بشتى أنواع المقاومة المعلنة والمضمرة.
· إلا أن التحولات المعاصرة فرضت بفضل أدواتها التحليلية المتطورة توجها يقضي بانخراط الفاعلين التربويين في تنظيف السياسة التربوية
و في تصورها والمساهمة في تحقيق أهدافها ، لأن دورهم لا يقتصر على تطبيق القوانين والالتزام بالقواعد ، بل إن عليهم تعليل هذا التطبيق ،
ولكي يتأتى لهم ذلك ، فإن أولى المهارات (habiletés) التي يجب أن تتواتر لدى أطر الإدارة التربوية إعمال الاجتهاد وما يتفرع عنه من ابتكار
وخلق وإبداع ونبذ لسلوك الانتظارية والبحث عن المظلة والوسيط في أبسط الأمور.
1-2- اللامركزية ولاتركيز التدبير
تقضي سياسة اللامركزية واللاتركيز إعادة توزيع الأدوار بين السلطات المركزية والجهوية والمحلية وتحديد المجال والمدى الذي يمكن كل طرف
من التحرك وفق ضوابط وقواعد متوافق عليها ومفتوحة للاجتهاد في كل ما يسهم في إنجاز الخدمة العمومية للتربية والتكوين بالفعالية والجودة
المطلوبتين.
وبذلك يمكن أن تتمحور وظائف السلطات المركزية باعتبارها فاعلا رئيسيا في رسم السياسة التربوية (macro-acteur) في :
– مهمة مأسسة الفعل الوطني الجماعي برسم السياسة التعليمية وتوزيع الأدوار لتنفيذها بإشراك الفاعلين في باقي المستويات في جميع مراحل التصور
والتنفيذ والتقويم.
– مهمة التشريع وإرساء الهياكل والقواعد والضوابط.
– مهمة التقويم والمراقبة والمواكبة والتأطير والتكوين.
– مهمة التمويل وتنويع مصادره.
وبعد استعراض تجارب بعض الأنظمة التربوية في العالم المتمثلة خاصة فيما اصطلح عليه بـ :
النموذج الترابي ( le modèle territorial )
والنموذج التشاركي ( le modèle participatif )
والنموذج العنكبي ( le modèle tentaculaire )
والنموذج التضامني ( le modèle solidariste )
خلصنا إلى التأكيد على تميز التجربة المغربية الفتية باعتبارها نموذجا متوازنا وأصيلا. لأن الشورى وإسناد الأمر إلى الحكماء من صميم التقاليد المغربية.
وكم هي دالة العبارة التي يمكن ترديدها باستمرار :
« إن اللامركزية ليست مجرد تفويض للاختصاصات لأهل الميدان ، وليست هي تحويل القرار من المركز إلى الجهة ، انها أعمق من ذلك ! انها
خلق وابتكار واجتهاد متواصل للارتقاء بالفعل التربوي إلى المستوى الذي يمكنه من تأهيل النشء الذي نرعاه ليكون قادرا على مواجهة تحديات العصر »
اللاتركيز إلى أبعد الحدود :
اختارت الدولة الذهاب باللاتركيز إلى أبعد الحدود. فما على الفاعلين في الميدان إلا أن يتحرروا من الرواسب ومخلفات الإرث الماضي لأنها أصبحت متجاوزة.
فمجالات التدبير العلمي للمؤسسات التربوية بمواردها البشرية وايقاعاتها المدرسية وحياتها الثقافية ، مجالات للخلق والإبداع وبلورة مشاريعها التربوية.
واقترحنا إعادة صياغة « مشروع المؤسسة » ليصبح مشروع المتعلم المستقبلي الذي منه يتحدد مشروع المؤسسة في تقاطع كامل مع المشروع الجهوي
الوطني والعالمي.
ونؤكد مجددا على ضرورة اعتبار مشروع المؤسسة وسيلة للأخذ بيد المتعلم والسير به ومعه إلى أقصى ما تسعفه به قدراته إلى أن يحقق مشروعه المستقبلي
، وفق مؤهلاته وقدراته وآفاق اندماجه في المجتمع.
وهذا برنامج متكامل لنظام الإرشاد والتوجيه والإعلام الذي يتعين إقراره في جميع المؤسسات التربوية.
1-3- وظائف وأساليب جديدة في قيادة إدارة متغيرة.
إن الأدبيات التربوية تجمع على ضرورة اضطلاع أطر الإدارة التربوية بمهام تتزايد تشعبا وتعقيدا ومسؤولية. لكنها تقترح أنماطا تيسر أداء هذه المهام ،
مؤكدة على ضرورة تحديث الإدارة وأساليب تسيرها وفق قواعد وضوابط تعتمد أساسا على مبادئ الديموقراطية والإشراك في اتخاذ القرار وتعبئة الجميع
وحملهم على الانخراط في المشاريع التربوية ، فبدأت تطرح أساليب جديدةوأنماط تتنوع في شكلها ولكنها تتفق في جوهرها.
ويمكن إجمال ما انتهينا إليه في إطار المقارنة بين النمط التقليدي المتجاوز وبين النمط القيادي الديناميكي في الجدول التالي :
النمط التقليدي المتجاوز
النمط القيادي المتحرك
* التقيد بحرفية النصوص التشريعية وعدم الاجتهاد في التعامل مع روحها.
* الرجوع إلى الدوائر العليا في أبسط الأمور وانتظار التعليمات لكل تدخل.
* الانغماس في التسيير اليومي وما يتسم به من رتابة ومود أو من إثارة مشاكل هامشية وطارئة. والارتباك أمامها.
* الانفراد بالقرارات وإقصاء المساعدين والفرقاء ورفض الحوار.
* التأفف والضجر الدائم من ثقل الأعباء وحدة المشاكل وإسقاط الذات على الأوضاع. الخ…
* إعمال الاجتهاد والتطبيق الذكي للنصوص.
* الثقة بالنفس والتحكم في الأمور وبمكونات المؤسسة والشبكة التي تنتمي إليها.
* التناسق والانسجام بين الخطاب والفعل وإعطاء القدوة.
* الشجاعة في تحمل المخاطر ومواجهتها والقدرة على التفاوض والإقناع والتواصل.
* الانفتاح على الأساليب الحديثة في التنظيم والتسيير.
* القدرة على توظيف المكتسبات الأكاديمية وتوظيفها في الميدان (القدرة على التحويل). الخ …
1-4- آليات تقويم الإدارة التربوية وأدائها.
حرصت القيادات السياسية على تقويم الإدارة التربوية ومراقبتها ومحاسبتها باعتماد أدوات مرجعية للتحليل والتقويم غير مسبوقة ، موازاة لبناء الأساليب
الجديدة للإدارة التربوية المستمدة من اختبارات اللامركزية واللاتركيز مثل الوكالة الوطنية للتقويم المنتظر إحدادثها وأجهزة التفتيش العام.
ولا يمكن إهمال الرأي العام ووسائل الإعلام الدائمة الحضور بالتوجيه والنصح أو بإبراز الهفوات والاختلالات.
إن النظام التربوي موضوع تحت المجاهر والأضواء الكاشفة الأمر الذي يحتم على أطره الاحتكام إلى القوانين والضوابط وأخلاقيات المهنة.
وهذا ما يفسر إذن تنامي تدخل الدولة كلما وسعت اختصاصات السلطات الجهوية والمحلية اعتمادا على أسلوبين :
· أسلوب التقويم الخارجي والذاتي.
· أسلوب تطوير المساطر التي تشكل دليلا مرجعيا لممارسة الاختصاصات المفوضة ( manuels de procédures )
إن من أهداف التقويم المتعدد المرجعيات تشكيل دليل تركيبي يضم كل النوازل والقضايا التي واجهتها الإدارة التربوية للحد من سلطتها التقديرية التي تسيء
ان استعملت بشطط إلى العلاقات بينها وبين المتعاملين معها.
كما يفيد كثيرا وضع دليل مرجعي للمؤشرات القيادية النوعية التي تشكل قيمة إضافية مثل الاشعاع الثقافي والإبداع الفني والتنشئة الاجتماعية والإدماج ….
مفهوم التفكير( thinking ):
تعددت تعاريف التفكير فيعرفه مجدي عزيز بأنه كل نشاط عقلى واع ، يسعى لحل مشكلة أو عقدة أو موقف غامض أو إيجاد وسيلة تخفف من متاعب الحياة ، وفيه يستعيض عن الأشياء والأشخاص والمواقف والأحداث برموزها بدلا من معالجتها معالجة فعلية واقعية ، أما معناه الخاص فيقتصر على حل المشكلات حلا ذهنيًا عن طريق الرموز ، أى حل المشكلات بالذهن لا بالفعل ، بينما يرى جابر عبد الحميد أن التفكير هو القدرة على التحليل والنقد والتوصل إلى نتائج تستند إلى استنباط أو استدلال سليم وحكم سديد ،
ويرى البعض أن التفكير هو العملية التى ينظم بها العقل خبراته بطريقة جديدة لحل مشكلة معينة ، بحيث تشتمل هذه العملية على إدراك علاقات جديدة بين الموضوعات أو العناصر فى الموقف المراد حله ، مثل إدراك العلاقة بين المقدمات والنتائج ، وإدراك العلاقة بين السبب والنتيجة ، وبين العام والخاص ، وبين شيء معلوم وآخر مجهول فى حين يعرفه حسن زيتون بأنه مجموعة العمليات أو المهارات العقلية التى يستخدمها الفرد عند البحث عن إجابة لسؤال أو حل لمشكلة أو بناء معنى أو التوصل إلى نواتج أصيلة لم تكن معروفة له من قبل وهذه العمليات أو المهارات قابلة للتعلم من خلال معالجة تعليمية معينة .
خصائص التفكير :
قد حدد فهيم ريان بعض خصائص التفكير فيما يلى:
- التفكير نشاط عقلي غير مباشر .
- يرتبط التفكير ارتباطًا وثيقًا بالنشاط العقلى للإنسان .
- يعتمد التفكير على ما يستقر فى العقل من معلومات .
- ينطلق التفكير من الخبرة الحسية ولكنه لا ينحصر فيها ولا يقتصر عليها.
- التفكير انعكاس للعلاقات بين الظواهر والأحداث والأشياء فى شكل رمزى لفظى .
- التفكير الإنسانى جزء عضوى وظيفى من بنية الشخصية ، فنظام الحاجات والدوافع والانفعالات لدى الفرد واتجاهاته وميوله كل هذا ينعكس على تفكير الفرد .
مستويات التفكير :
التفكير ثلاثة مستويات هى :
المستويات الدنيا : وتتضمن التذكر وإعادة الصياغة حرفيًا .
المستويات الوسطي : وتتضمن طرح الأسئلة ، التوضيح ، المقارنة ، التصنيف ، الترتيب ، التطبيق ، التفسير ، الاستنتاج ، التنبؤ ، فرض الفروض ، التمثيل ، التخيل ، التلخيص ، التحليل ، التصميم .
المستويات العليا : اتخاذ القرار ، التفكير الناقد ، حل المشكلات ، التفكير الابتكارى ، التفكير وراء المعرفى
فى حين يرى أحمد عزت راجح أن للتفكير ثلاثة مستويات كما يلى :
المستوى الحسى : يتعذر التفكير أو يستحيل أحيانا إذا لم يعتمد على موضوعات وأشياء ماثلة أمام حواس الفرد وتؤثر فيه .
المستوى التصورى : فيه يستعين التفكير بالصور الحسية المختلفة ، ويعتبر التفكير التصورى أكثر شيوعًا عند الأطفال عنه عند الكبار .
قدرات التفكير الابتكارى (الابداعى):
1- الأصالة (الجدة) Originality : وهى القدرة على إنتاج أفكار تستوفى شروط معينة فى موقف معين ، بحيث تكون هذه الأفكار نادرة من الوجهة الإحصائية ، أو أفكار ذات ارتباط غير مباشر وبعيدة عن الموقف المثير ، أى إنتاج متفرد بالنسبة للمجموعة المرجعية التى ينتمي إليها الفرد ، أى أفكار جديدة ، نادرة ، غير مألوفة ، قليلة التكرار .
2- المرونة Flexibility) ): القدرة على تغيير وجهة نظره إلى المشكلة بالنظر إليها من زوايا مختلفة .
3- الطلاقة ( Fluency ) :هى القدرة على إنتاج أكبر عدد ممكن من الأفكار فى فترة محددة ، بمعنى إنتاج العديد من الاستجابات أو الحلول للأسئلة أو المشكلات مفتوحة النهايات .
4- الحساسية للمشكلات ( Sensitivity to Problem ) :هى قدرة الشخص على رؤية الكثير من المشكلات فى الموقف الواحد الذى قد لا يرى فيه شخص آخر أية مشكلات .
5- الإفاضة ( التفاصيل أو التوسع أو الإتقان Elaboration ( : وتعنى القدرة على إتقان أو إحكام التفاصيل المتعلقة بفكرة ما وتطويرها وجعلها قابلة للتنفيذ.
6- التخيل أو التصور البصرى Visualization) ) : وتتمثل فى القدرة على التخيل أو المعالجة العقلية للصور والأفكار والتوليف بينها من زوايا وجوانب متعددة داخلية وخارجية ، بحيث ينظمها فى صور وأشكال لا خبرة للفرد بها من قبل
7- التحويلات ( Transformation ) : وتتمثل فى القدرة على تغيير الأشياء أو الأفكار التقليدية إلى أشياء أو أفكار جديدة بهدف الوصول إلى معانى أو تطبيقات أو تضمينات أو منظومات أو اشتقاقات أو توليفات جديدة .
8- الحدس ( Intuition ): وتتمثل فى القدرة على إدراك ورؤية العلاقات وعلى استنتاجات أو تخمينات اعتمادًا على معلومات جزئية أو ناقصة .
10- التقويم ( — # وصلة ممنوعة 1775 # –uation ): وهى عملية استمرار معالجة الفكرة بشكل متعاقب ومستمر ومعالجتها بالتحليل والتحقيق والتجريب والاختبار العملى .
11- سرعة البديهة ( Intuition ): وتبدو فى الإضافات التى يضيفها الفرد على الفكرة الواحدة ليجعل منها فكرة معقدة متشعبة مليئة بالاستجابات ، كالتعليقات على الرسوم والصور والأشكال ، من قبيل : أغرب تعليق ، أطرف تعليق .
12 – الاحتفاظ بالاتجاه ومواصلته Maintaining Direction : وهي تعني مقاومة المشتتات، وأن يظل المبدع موجها نحو حل المشكلة الأصلية.
13 – تحليل المضمون Content Analysis : هو أسلوب بحث يطبق للوصول إلي وصف كمي هادف ومنظم للمضمون المراد تحليله، بغرض التوصل إلي مدى شيوع ظاهرة أو أحد المفاهيم أو فكرة أو أكثر في المضمون محل التحليل .
14 – القدرة على الغلق Closure : وهي تعني تأجيل إتمام مهمة معينة لمدة زمنية تسمح بالتأجيل من أجل إمكانية التوصل إلي إنتاج أفكار أصيلة.
مهارات التفكير Thinking Skills:
تنقسم مهارات التفكير إلى :
أ- مهارات تفكير دنيا :
التذكر : عندما يتذكر الفرد معلومة معينة سبق أن احتفظ بها فى ذاكرته .
إعادة الصياغة حرفيا : عندما يعيد الفرد صياغة معلومة من صيغة إلى أخرى وتحمل نفس المعنى .
ب – مهارات التفكير الوسطية :
– طرح الأسئلة: عندما يقوم الفرد بطرح أسئلة حول موضوع ما محل تعلمه.
– التوضيح: عندما يقوم الفرد بشرح أو تبسيط معلومة لنفسه أو للآخرين بغرض كشف معناها .
– المقارنة Comparison : عندما يقوم الفرد بالتعرف على أوجه الشبه والاختلاف بين الأشياء أو الظواهر أو الموضوعات وذلك بناءًا على عدد من المعايير.
– التصنيف: هو قيام الفرد بجمع مفردات فى سياق متتابع وفقا لمعيار معين .
– تكوين المفهومات : عملية تكوين المفهوم تحدث عندما يتعامل الفرد مع مجموعة من الأشياء أو المواقف أو الظواهر أو الأفكار وعن طريق الملاحظة ، ثم يحدد الخصائص والصفات المشتركة بين مجموعة منها ويضعها فى فئة تصنيفية ويطلق عليها اسما أو رمزًا ثم يستخدم هذا الاسم أو الرمز فى تصنيف الأشياء أو المواقف أو الظواهر أو الأفكار فيما بعد .
– تكوين التعميمات: عملية تحدث عندما يستخلص الفرد عبارة عامة تنطبق على عدد من الحالات أو الأمثلة أو الملاحظات.
– التطبيق: عندما يقوم الفرد بنقل خبرة محددة من موقف معين إلى موقف جديد لم يمر به من قبل.
– التفسير ( التعليل ) : عندما يقوم الفرد بتعليل أو ذكر أسباب حدوث بعض الأحداث أو الظواهر الطبيعية أو الإنسانية أو يبرهن على صحة علاقة معينة .
– الاستنتاج : عندما يتوصل الفرد إلى معلومة أو نتيجة جديدة غير موجودة مباشرة فى الموضوع أو الموقف محل التفكير ، بل يستدل عليه من ملاحظات مرتبطة بالموضوع أو هذا الموقف .
– التنبؤ : عندما يتوصل الفرد إلى معرفة ما سيحدث فى المستقبل مستعينا بما لديه من معلومات .
– فرض الفروض : الفرض تعبير يستخدم للإشارة إلى أى احتمال مبدئي أو قول غير مثبت يخضع للفحص والتجريب من أجل التوصل إلى إجابة تفسر الغموض الذى يكشف موقفا أو مشكلة .
– التمثيل : عندما يقوم بإعادة صياغة المعلومات و التعبير عنها بصورة تظهر العلاقات المهمة فى عناصرها عن طريق تحويلها إلى أشكال تخطيطية أو مخططات ،أو جداول ، أو أشكال بيانية .
– التخيل Imagination: تحدث عندما يطلق الفرد عنان خياله ويكون صورًا عقلية مبتكرة أو أفكار جديدة غير موجودة عادة.
– التلخيص : عندما يقوم الفرد بضم المعلومات بكفاءة فى عبارة أو عبارات متماسكة وهذا يتطلب إيجاد لب الموضوع واستخراج الأفكار الرئيسة فيه والتعبير عنها بإيجاز ووضوح .
– الاستدلال: عندما يقوم الفرد بتجميع الأدلة والوقائع أو الملاحظات المحسوسة أو الحالات الجزئية بقصد التوصل إلى نتيجة عامة.
– التحليل : تحدث عندما يقوم الفرد بتجزئة موقف مركب أو نص إلى مكوناته من عناصر أساسية
– اتخاذ القرار Judging : عملية تفكيرية مركبة تهدف إلى اختيار أفضل البدائل المتاحة للفرد فى موقف معين اعتمادًا على ما لدى هذا الفرد من معايير وقيم معينة تتعلق باختياراته .
– التفكير الناقد : عملية تفكيرية يتم فيها إخضاع فكرة للتحقيق وجمع الأدلة والشواهد بموضوعية وتجرد عن مدى صحتها ومن ثم إصدار حكم بقبولها من عدمه اعتمادًا على معايير أو قيم معينة .
– تفكير حل المشكلات: نوع من التفكير المركب يحتوى على سلسلة من الخطوات المنظمة التى يسير عليها الفرد بغية التوصل إلى حل للمشكلة .
تعليم التفكير كهدف تربوى :
– يعتقد علماء التربية أنه "يمكن تنمية التفكير والتدريب عليه حيث تتوفر وسائل وبرامج عديدة لتفعيله وتنميته" لذلك أضحى من أهم أهداف التربية الحديثة كما يري حسني عصر تعليم التلاميذ كيف يفكرون وكيف يستدلون ، وكيف يواجهون مشكلات حياتهم ليحلوها ، لا فى المدرسة وحدها ، وإنما فى الواقع الحيوى خارج المدرسة ،لذلك تبنى مشروع إعداد المعايير القومية للتعليم فى مصر ضرورة أن تشمل المستويات المعيارية لطرق التعليم والتعلم أنشطة التعليم والتعلم و مهارات التفكير المختلفة ، وأن يوفر التقويم فرصًا لتنمية عمليات التفكير ومهاراته ، وأن توفر مصادر المعرفة والتكنولوجيا فرصًا لتنمية عمليات التفكير ومهاراتها ، و أن المستويات المعيارية للمتعلم تتضمن مجال : مهارات التفكير بحيث يستخدم المهارات العليا فى التفكير فى المواقف المختلفة .
لذلك يدعو التربويون إلى ضرورة تطبيق برامج مهارات التفكير ضمن مناهج المواد الدراسية ، حتى يكتسب الطلاب الخبرة فى الجانب العملى لمهارات التفكير فى المنهج ، وأن يساعد الطلاب على أن يطوروا المهارات التفكيرية لديهم من خلال التدريب ، واستخدام مواد حقيقية ورمزية والتواصل مع الآخرين ، وكيف يكونوا أكثر دقة ، وتدريبهم على حل المشكلات ، وكيف يكونوا أكثر موضوعية وتقبل وجهات نظر الآخرين ، والمشاركة فى النشاطات الحرة ، والبحث عن الأدلة ، والنظر فى اختلاف وجهات النظر ، والتقييم ، والتصميم والحصول على التغذية الراجعة.
اتجاهات تعليم التفكير:
اختلفت وجهات النظر بين العلماء والمفكرين حول الطريقة المناسبة لتعليم التفكير ونتج عن ذلك ظهور ثلاثة اتجاهات لتعليم التفكير هي:
الاتجاه الأول : يرى أن تعليم التفكير يمكن أن يتم من خلال المواد الدراسية الأخرى
الاتجاه الثاني : يرى أن تعليم التفكير يمكن أن يتم كمنهج مستقل .
الاتجاه الثالث : يرى أن تعليم التفكير يمكن أن يتم ضمن المواد الدراسية الأخرى ويعزز ببرامج مستقلة تدرس خارج المنهج أى أنه مزيج من الاتجاه الأول والثانى .
ويؤكد حسن زيتون على اتجاهات ثلاثة فى تعليم التفكير وهذه الاتجاهات هي :
1. التعليم من أجل التفكير : أي تتم عملية تعليم مهارات التفكير بشكل ضمنى فى سياق تدريس محتوى المواد الدراسية .
2. الدمج فى تعليم التفكير : تتم عملية تعليم مهارات التفكير بشكل مباشر فى إطار محتوى المواد .
3. التعليم المباشر للتفكير: تتم عملية تعليم مهارات التفكير بشكل مباشر بعيدًا عن محتوى المواد .
التفكير الابتكاري (التفكير الإبداعي ) :
يعرفه أحمد عزت راجح بأنه تفكير توليدى للأفكار والمنتجات يتميز بالخبرة والأصالة والمرونة والطلاقة والحساسية للمشكلات والقدرة على إدراك الثغرات والعيوب فى الأشياء وتقديم حلول جديدة (أصيلة) للمشكلات ، وأن الإبداع أو الابتكار ( Creation ) هو إيجاد حل جديد وأصيل لمشكلة علمية أو عملية أو فنية أو اجتماعية ، ويقصد بالحل الأصيل الحل الذى لم يسبق صاحبه فيه أحد .
مراحل العملية الابتكارية :
أجمعت معظم الأدبيات في هذا المجال على أربعة مراحل للعملية الابتكارية وهي :
مرحلة الإعداد Preparation) ): فيها تجمع البيانات والحقائق التى يحتاجها الفرد .
مرحلة الكمون ( التحضين ) Incubation : حالة استرخاء عقلى فيها لا يبذل المفكر جهدًا للوصول إلى حل للمشكلة ، بل يترك الموقف عقليا حتى يأتى الحل تلقائيا .
مرحلة الومضة (Illumination) أو الاستبصار Insight) ): حيث يفاجأ المفكر بظهور الحل ، ويسمى أيضا بالإلهام ، ويأتى أحيانا ، بعد فترة من النوم أو المشى .
مرحلة التقويم — # وصلة ممنوعة 1775 # –uation) ): حيث يخضع الإنتاج لعملية التقويم.
استراتيجيات تنمية التفكير :
§ إستراتيجية التعلم التعاوني
§ إستراتيجية حل المشكلات
§ إستراتيجية ( أعرف – أريد أن أعرف – تعلمت )
§ إستراتيجية تنشيط المعرفة السابقة
§ إستراتيجية التساؤل الذاتي
§ إستراتيجية طرح التساؤلات
§ إستراتيجية علاقة السؤال – الجواب
§ إستراتيجية التقويم الختامي
§ إستراتيجية ( تنبأ – حدد – أضف – دون
§ إستراتيجية التفكير بصوت عال
§ إستراتيجية العصف الذهني
§ إستراتيجية النمذجة
§ إستراتيجية التدريس التبادلي
§ الإستراتيجية البنائية
§ إستراتيجية التلخيص
§ إستراتيجية خرائط المفاهيم
§ إستراتيجية تنمية التعلم للمستقبل: استقلالية المتعلم ويعمل المعلم كميسر للعملية التعليمية
§ إستراتيجية العمل طفل – لطفل Child to Child) ) وقيام الأطفال بمساعدة رفاقهم.
§ إستراتيجية العلوم المتكاملة عبر المناهج المختلفة .
§ إستراتيجية إعطاء المتعلم فرصة للتأمل حول ما يقوم به من أنشطة .
§ إستراتيجية الاعتماد على الحجج والجدل .
§ إستراتيجية تنمية حب الاستطلاع .
§ إستراتيجية تنمية الإحساس بالمسئولية وتقدير الذات .
§ إستراتيجية تشجيع المبادرة عن طريق التخطيط والعمل .
§ إستراتيجية المشاريع الفردية .
§ استراتيجيات التنمية الأساسية.
§ إستراتيجية عقود التعلم .
§ استراتيجيات الإثراء .
§ استراتيجيات الإسراع .
§ استراتيجيات تقديم البيئات المتنوعة .
§ إستراتيجية الأيدي على الخبرات أو الأيدي على الأنشطة :
المعلم ورعاية الإبداع:
أوضحت العديد من الندوات والمؤتمرات دور المعلم كمحور أساس فى تنمية التفكير لدى الطلاب ، ونادت بتغيير برامج إعداده بكليات التربية على النحو الذى يؤهله للقيام بهذا الدور ، كما ظهر الاهتمام واضحًا بتنمية القدرات الإبداعية لدى الطلاب من خلال برامج موجهة واستراتيجيات تدريس مختلفة مثل : التعلم التعاونى ، أسلوب العصف الذهنى ، حل المشكلات ، الاستقصاء ، التعلم بالاكتشاف ، الأنشطة المفتوحة .
وهناك بعض الإرشادات التى تساعد المعلم على تنمية الإبداع لدى تلاميذه :
- أن يشجع التلاميذ على تعلم أشياء جديدة أكثر من الاستظهار .
- أن يطرق المعالجات التى يعتمد على القدرة المكانية والتفكير البصرى .
- أن يوظف الصورة أكثر من الكلمة .
- أن يعود التلميذ على أن يرى الصورة الكلية للموقف حتى لا يتوه فى التفاصيل .
- أن يعطى مجالا للتفكير الحدسى .
- أن ينمى لدى التلاميذ الحساسية للمشكلات .
- مشاعر الطفل لها نفس الأهمية مثل معارفه أو معلوماته تماما إن لم تكن أهم.
- أن يجعل من الاختيار أداة لتطوير منهجه وأسلوبه وليس قيدًا
- احترام أسئلة التلميذ.
- احترام خيالات التلميذ التى تصدر عنه .
- شعور التلميذ أن أفكاره قيمة.
- السماح للتلاميذ بأداء بعض الاستجابات دون تهديد بالتقويم الخارجى .
- ربط التقويم ربطا محكما بالأسباب والنتائج .
- أن يشجع الطفل على استخدام الأشياء أو الموضوعات والأفكار بطرق جديدة مما يساعد على تنمية الابتكار لديهم وتحقيق أفضل نمو بقدراتهم الابتكارية .
- يجب ألا يجبر التلميذ على استخدام أسلوب محدد فى حل المشكلات التى تواجهه .
- أن يقدم المعلم نموذجًا جيدًا للشخص المتفتح ذهنيا .
- ينبغى أن يخلق المعلم مواقف تعليمية تستثير الابتكار عند الأطفال كأن يتحدث عن تنمية الأفكار الشجاعة ، وأن يقدم للأطفال أسئلة مفتوحة .
- أن يشجع الأطفال على الاطلاع على مبتكرات الأدباء والشعراء والعلماء .
- تشجيع الأطفال على تسجيل أفكارهم فى كراسة خاصة بهم أو فى بطاقات للأفكار .
- أن يشجع المعلم الأطفال على تطبيق أفكارهم الابتكارية وتجريبها كلما أمكن ذلك .
- تنمية مفهوم ذات إيجابى لدى الأطفال .
خصائص الأنشطة التي تنمى التفكير :
أوضح جابر عبد الحميد الخصائص التي تتميز بها الأنشطة التي تنمى التفكير منها :
1. أنشطة مفتوحة النهاية ، من حيث أنه لا توجد إجابة واحدة صحيحة نبحث عنها ، ففي كثير من أنشطة التفكير نجد أن الإجابات مقبولة ومناسبة .
2. كل نشاط يتطلب تدريب وظيفة عقلية عليا أو أكثر ، ففي نشاط التفكير يتطلب من التلاميذ أن يقارنوا ، وأن يلاحظوا وأن يصنفوا وأن يضعوا فروضا … الخ .
3. تؤكد أنشطة التفكير على توليد التلاميذ للأفكار بدلا من استرجاع المعلومات ، وفى نشاط التفكير يتطلب من التلاميذ أن يبينوا ما الذي يفكرون فيه ، بدلا من أن يطلب منهم أن يتذكروا فكر الآخرين .
ومن أهم الأنشطة التى طبقت فى برامج تنمية التفكير والتفكير العلمى والابتكارى ووجدت ذات فائدة فى تحقيق ذلك الخبرات والأنشطة التالية :
§ الأنشطة التى تطبق تكامل مختلف المواد الدراسية .
§ الأنشطة التى تطبق خارج الفصل الدراسي وفى الأماكن الطبيعية .
§ الأنشطة التى تشجع على اشتراك الأسرة والمجتمع المحلى .
§ كتابة التقارير حول ما يقوم به الأطفال من أنشطة ومهام .
§ كتابة المقالات فى الصحف المدرسية
§ استخدام أشكال التكنولوجيا الحديثة مثل الحاسب الآلي ، والانترنت وبرامج الفيديو والألعاب التعليمية والإنسان الآلى وغيرها .
§ الاعتماد على الأنشطة الخاصة بتبسيط العلوم مع الاستعانة بالخامات البسيطة الموجودة فى البيئة .
§ أدب الأطفال وقصص التراث واستخدام جميع أنواع اللعب والفنون بمختلف أشكالها من رسم وموسيقى ورواية قصة ومسرح العرائس .
§ المسابقات بمختلف أشكالها .
§ استخدام الألغاز.
[] الادارة التربوية بين الموجود والمنشود []
تعرف الادارة التربوية بكونها مزيج بين توجيه وقيادة لشخص او مجموعة اشخاص يعملون في نفس المنظومة التربوية لاهداف تعليمية محددة سلفا ومعرفة تحت عنوان الغايات العامة للعملية التعليمية.هذا التعريف يحيلنا على اجتهاد مفاده ان فعل الادارة هي اتخاد القرارات وفق التوجيهات المحددة لمهنة التعليم وذلك قصد تحقيق الاهداف المنشودة.المدير اذا هو المسؤول الاول عن كل صغيرة وكبيرة داخل المؤسسة التعليمية وهو رئيس جميع اللجان ومختلف المجالس,باستثناء جمعية اباء واولياء التلاميذ الذي ينتخب رئيسها بحضور الادارة التربوية.
بذلك فالادارة التربوية الناجحة تفترض قسطا كبيرا من الدراية بفنون التواصل على اعتبار ان الادارة في شخص المدير هي الوسيط بين الادارات المركزية والاطر التربوية والادارية.هذا المعطى يفترض عددا من الشروط اهمها الكفاءة الادارية التي تكتسب في الدول المتقدمة بالتكوين بينما تكتسب عندنا بالتجربة فقط في ظل عدم تواجد مراكز لتكوين ادارين في التربية والتعليم.وهذا عامل يزيد من صعوبة المهمة التي تعتبر جوهرية في العملية التعليمية.فكيف لنا ان نعهد بالعمل الاداري الى اطار كان بالامس مدرسا في الفصل ؟ وكيف نضمن ان ما سيتلقاه من اقرانه هو الصواب ؟
لا يمكننا اصدار حكم عام على الادارة التعليمية في العالم العربي لان الاختلاف شاسع بين واقع الحال في هذا البلد وذاك.وحتى بين المدراء في البلد الواحد.لكننا نتفق جميعا حول الصعوبات التي تعترض العمل الاداري في التعليم العربي.حيث ان المدير له مسؤوليات كبيرة صحبة الطاقم الاداري من سهر على سير العمل التعليم وعمل اداري اخر…بالمقابل لا نجد ظروف عمل جيدة في الغالب,خاصة في المؤسسات التي تحتوي على عدد كبير من التلاميذ.فالاطر الادارية غالبا ما تكون غير كافية مما يؤثر على وثيرة العمل وسيرورته.
ان اي تقدم للتعليم العربي رهين بتوفر الجميع على ظروف العمل الملائمة والدراية الكافية للقيام بعمله على اكمل وجه والا فسيكون الخصاص مرضا يساهم في اضعاف الجسد التعليمي كل.هذا بالنسبة لجميع مكونات التعليم فما بالك بالعمود الفقري والمسؤول الاول عن التربية والتعليم.
فإن مادة التربية الإسلامية بالحيز الزمني الهزيل المخصص لها، وبالطريقة البيداغوجية الحالية التي تدرس بها، لا يمكنها بحال من الأحوال أن تنتج لنا الإنسان المغربي المسلم، الحامل لرسالة الشهادة على العالم.
إن التعاطي السلبي مع التربية الإسلامية في منظومتنا التربوية، أفرز لنا إنسانا في ظاهره وممارسته السلوكية بعيد عن روح الإسلام وعقيدته، عرضة لكل المؤثرات الخارجية، فتحصين عقول أبنائنا وبناتنا، من الغزو الثقافي اللاديني العلماني، أو الإلحاد والكفر البواح، مسؤولية تقتسمها: الوزارة الوصية، والأسرة، والمجتمع.
إن تحويل التربية الإسلامية هذا المكون الأخلاقي والوجداني والعقدي، إلى موقعه الريادي كما كان، وجعله فلسفة شاملة، ينبغي أن تسري روحه في كل المواد الدراسية، لأن المواد الأخرى ليست سوى خادمة لها.
إن الهدف من المنظومة التربوية برمتها: تكوين الشخصية الإسلامية، المتشبعة بهويتها، المحبة لوطنها، أي إنتاج إنسان يعيش واقعه بهويته، للوصول بالإنسان نحو الكمال، وبناء مجتمع متضامن، قائم على قيم الإسلام الصحيح، المستقاة من العقيدة، والرصيد الثقافي، والمعرفي في تراثنا الاسلامي.
إن جعل مادة التربية الإسلامية مادة كغيرها من المواد الأخرى، محدودة بساعات قليلة في الأسبوع، (ساعتان في الإعدادي، وساعة في الثانوي التأهيلي) يعطي انطباعا سلبيا لدى التلاميذ، بأن المواد الأخرى لا علاقة لها بالإسلام، كما أن التفاوت الحاصل في عدد الحصص الأسبوعية، ومعامل التربية الإسلامية بالمقارنة مع المواد الأخرى يوحي للتلميذ أن هذه المادة ليست مهمة، وكأنها مادة تكميلية، وهذا ما يكرس الفصام النكد بين الدين، والحياة، والعلوم الكونية.
إن التربية الإسلامية هي الخيار الحضاري لأمتنا الإسلامية، الذي يجعلنا نحتل موقعنا الريادي بين الأمم، غير أننا نلاحظ أن مشاريعنا الإصلاحية للمنظومة التربوية تغفل هذا الخيار، في مقابل التركيز على استيراد التقنيات والمشاريع التي لا يمكن أن تعطي نتائج فعالة إلا في الوسط والبيئة الفكرية التي أنتجتها.
إن الإصلاح الحقيقي للمنظومة التربوية في المغرب، وغيرها من البلدان العربية الإسلامية، يجب أن يرتكز على إرادة صادقة من طرف المسؤولين في بلداننا العربية والإسلامية، تربط بين تراثنا الحضاري فكرا وسلوكا وأخلاقا …، ومستقبلنا كأمة شاهدة على بقية الأمم.