التصنيفات
منتدى اسلامي

الشتاء بستان الطاعة وميدان العبادة

الشتاء بستان الطاعة وميدان العبادة

خليجية

الحمد لله الواحد القهار ، العزيز الغفار ، مكور الليل على النهار تبصرة لأولي القلوب والأبصار أحمده سبحانه {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ وَرَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} [الرحمن:17].

قال مجاهد {رَبُّ الْمَشْرِقَيْنِ} لِلشَّمْسِ فِي الشِّتَاءِ مَشْرِقٌ وَمَشْرِقٌ فِي الصَّيْفِ {ورَبُّ الْمَغْرِبَيْنِ} مَغْرِبُهَا فِي الشِّتَاءِ وَالصَّيْفِ .

والله سبحانه رب الدهر كله وحديثني سيكون عن الشتاء والكلام عن الشتاء يطول والحديث فيه ذو شجون، فإذا أقبل الشتاء فحيا هلاً بـغنيمة العابدين وربيع المؤمنين

ألم تعلموا أنّ الصوم في الشتاء غنيمة باردة

فقد روى الترمذي في سننه عَنْ عَامِرِ بْنِ مَسْعُودٍ عَنْ النَّبِيِّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ : «الْغَنِيمَةُ الْبَارِدَةُ الصَّوْمُ فِي الشِّتَاءِ» وكان أبو هريرة رضي الله عنه يقول : ألا أدلكم على الغنيمة الباردة ، قالوا : بلى، فيقول : الصيام في الشتاء [وصححه الألباني رحمه الله]

ومعنى الغنيمة الباردة: أي السهلة ولأن حرارة العطش لا تنال الصائم فيه .

قال ابن رجب رحمه الله: "قيام ليل الشتاء يعدل صيام نهار الصيف".

وثبت عن عمر رضي الله عنه أنّه قال: "الشتاء غنيمة العابدين". رواه أبو نعيم بإسناد صحيح

وجاء في حديث حسن لغيره : "الشتاء ربيع المؤمن: طال ليله فقامه، و قصر نهاره فصامه".

قال ابن رجب: "إنما كان الشتاء ربيع المؤمن لأنّه يرتع في بساتين الطاعات ويسرح في ميادين العبادات ويُنْزِّه قلبه في رياض الأعمال الميسرة فيه".

وقد أكد السلف على ذلك وعلى رأسهم الصحابة رضوان الله عليهم أجمعين وكانوا يعتنون بالشتاء ويرحبون بقدومه ويفرحون بذلك ويحثون الناس على اغتنامه .

فعن ابن مسعود رضي الله عنه أنه قال: "مرحبًا بالشتاء، تنزل فيه البركة ويطول فيه الليل للقيام ويقصر فيه النهار للصيام".

ولله در الحسن البصري من قائل: "نعم زمان المؤمن الشتاء ليله طويل يقومه، ونهاره قصير يصومه".

وعن الحسن أيضاً أنّه قال: "الشتاء ذَكْر وفيه اللقاح والصيف أنثى وفيه النتاج".

وعن عبيد بن عمير- رحمه الله – : أنه كان إذا جاء الشتاء قال: "يا أهل القرآن! طال ليلكم لقراءتكم فاقرؤوا، وقصر النهار لصيامكم فصوموا".

فإذا لم نصم صيام داود "وهو أن نصوم يوماً ونفطر يوماً" أفلا نصوم الاثنين والخميس، وإذا كان ذلك صعبا علينا في هذا الزمان أفلا نصوم الأيام البيض وهي الثالث عشر والرابع عشر والخامس عشر من كل شهر قمري، بل إن «من صام ثلاثة أيام من كل شهر فقد صام الدهر كله» سواء كان من أول الشهر أو وسطه أو آخره .

فرصة ذهبية للمُتَنفْْل الذي يبتغي الأجر من الله رب العالمين وغنيمة باردة له ولمن عليه قضاء من أهل الأعذار أو من عليه كفارات هؤلاء يغتنموا جميعاً هذه الغنيمة الباردة

ومن الأجور العظيمة التي ثبت لفاعلها الثواب الجزيل في الشتاء الوضوء على المكاره:

قال رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ «أَلَا أَدُلُّكُمْ عَلَى مَا يَمْحُو اللَّهُ بِهِ الْخَطَايَا وَيَرْفَعُ بِهِ الدَّرَجَاتِ ؟». قَالُوا: بَلَى يَا رَسُولَ اللَّهِ. قَالَ : «إِسْبَاغُ الْوُضُوءِ عَلَى الْمَكَارِهِ، وَكَثْرَةُ الْخُطَا إِلَى الْمَسَاجِدِ وَانْتِظَارُ الصَّلَاةِ بَعْدَ الصَّلَاةِ فَذَلِكُمْ الرِّبَاطُ» [رواه مسلم].

وهكذا دلنا النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ على هذا الأجر العظيم المتثمل في مَحْو الْخَطَايَا وغُفْرَانهَا وَرَفْع الدَّرَجَات بإِعْلَاء الْمَنَازِل فِي الْجَنَّة.

فمن الأعمال التي جاء ذكرها في الحديث َإِسْبَاغ الْوُضُوء عَلَى الْمَكَارِهِ يعني إِتْمَامُهُ وَإِكْمَالُهُ بِاسْتِيعَابِ الأعضاء بِالْغُسْلِ وَتَطْوِيلِ الْغُرَّةِ وَتَكْرَارِ الْغُسْلِ ثَلَاثًا وتطبيق السنن الوادرة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ وَالْمَكَارِه تَكُون فِي مُدَّةِ الْبَرْدِ أوعند ِشِدَّةِ الْبَرْد وَأَلَمِ الْجِسْم وَنَحْو ذَلِكَ وَأَطْلَقَ عَلَيْهَا الْمَكَارِهَ لِمَشَقَّتِهَا عَلَى الْعَامِلِ وَصُعُوبَتِهَا عَلَيْهِ ولذلك أُمِرَ الْمُكَلَّفُ بِمُجَاهَدَةِ نَفْسِهِ وأنت ترى أن مما يكرهه الشخص وَيَشُقُّ عَلَيْهِ أن يَتوَضَّأُ مَعَ بَرْدٍ شَدِيدٍ وَعِلَلٍ يَتَأَذَّى مَعَهَا بِمَسِّ الْمَاءِ.

فمن علم ذلك هانت عليه مشقة القيام من النوم للوضوء والقيام بين يدي الرب جل في علاه وترك لذة الفراش الدافىء إلى لذة الصلاة ومناجاة العليم الخبير بل صارت المشقة والألم الحاصل في الوضوء عند البرد لذة لا تعدلها لذة.

مع التنبيه على أنّ بعض أهل العلم ذكروا أنّ "تسخين الماء لدفع برده ليقوي على العبادة لا يمنع من حصول الثواب المذكور".

كانوا كثيرا من الليل ما يصلون

إنّ الشتاء أمره عجيب لمن تذوق طعم العبادة فيه وقد ذكر الله تعالى من أوصاف أهل الجنة أنهم {كَانُوا قَلِيلًا مِنْ اللَّيْلِ مَا يَهْجَعُونَ} [سورة الذاريات:17] ومما يدخل الجنّة بسلام الصلاة بالليل والنّاس نيام.

وقد كان العابد منهم كالنجم الساطع في ليالي الشتاء وضّاءً منيراً ولهذا أثُِر عن غير واحد من السلف عند مشهد الاحتضار أنهم يبكون قيام ليالي الشتاء: ومنها أنه لما احتضر أحد السلف بكى فقيل له: أتجزع من الموت وتبكي. فقال: ما لي لا أبكي ومن أحق بذلك مني؟ والله ما أبكى جزعاً من الموت، ولا حرصاً على دنياكم، ولكني أبكي على ظمأ الهواجر وقيام ليل الشتاء. وجاءت هذه االقصة عن عدد السلف.

وقال معضد: "لولا ثلاث: ظمأ الهواجر، وقيام ليل الشتاء، ولذاذة التهجد بكتاب الله ما باليت أن أكون يعسوباً".

وليس هذا بغريب فإنّ في العبادة لذة لا يعلمها إلاّ الله ومن فقدها فهو محروم قال عبد الله بن وهب: "كل ملذوذ إنّما له لذة واحدة إلاّ العبادة فإنّ لها ثلاث لذات: إذا كنت فيها، وإذا تذكرتها، وإذا أعطيت ثوابها".

وأحسبهم رحمهم الله ذاقوا اللذة الأولى والثانية وأسال الله أن لا يحرمنا وإيّاهم الثالثة.

وكانوا رحمهم الله يستثمرون الليل عموماً وليل الشتاء على وجه الخصوص في طلب العلم.

فكان أبو هريرة – رضي الله عنه – يقسّم ليله ثلاثة أقسام بين القيام والنوم وطلب العلم فعنه رضي الله عنه قال: "جزّأت الليل ثلاثة أجزاء: ثُلثاً أصلي، وثُلثاً أنام، وثُلثاً أذكر فيه حديث رسول الله صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ". وروي مثله عن عمرو بن دينار وسفيان الثوري.

وكانوا يرشدون إلى ذلك أيضاً

قال أحمد بن الفرات: "لم نزل نسمع شيوخنا يذكرون أشياء في الحفظ فأجمعوا أنّه ليس شيئ أبلغ فيه من كثرة النظر، وحفظ الليل غالب على حفظ النهار"، وقال: "سمعت إسماعيل بن أبي اويس يقول: إذا هممت أن تحفظ شيئا فنم وقم عند السحر فأسرج، وانظر فيه فإنّك لا تنساه بعد إن شاء الله".

وهذا الخطيب البغدادي يقول: "واعلم أنّ للحفظ ساعات ينبغي لمن أراد التحفظ أن يراعيها.. فأجود الأوقات: الأسحار، ثم بعدها وقت انتصاف النهار، وبعدها الغدوات دون العشيات، وحفظ الليل أصلح من حفظ النهار"، قيل لبعضهم: بم أدركت العلم؟ قال: بالمصباح والجلوس إلى الصباح، وقال آخر: بالسفر والسهر والبكور في السحر.

وسمعنا عن كثير من العلماء من المتقدمين والمتأخرين أنهم يعكفون على طاعة الله وطلب العلم في وقت غفل النّاس فيه عن هذا وناموا وتجد الواحد منهم يسهر الليالي الطوال مجتهداً في ذلك طلباً وتحصلياً وتحقيقاً للمسائل وتخريجاً وتثبتاً في الأحاديث وتبحراً في العلوم.

هناك فرق كبير بين هؤلاء ومن يضيّع أوقات الشتاء بل وسائر أيام العام في اللهو وارتكاب المعاصي. فطوبى لمن رقد إذا نعس، واتقى اللّه إذا استيقظ فحاله أحسن وأطيب من هذا العاصي لربه.

قال يحيى بن معاذ: "الليل طويل فلا تقصره بمنامك، والإسلام نقي فلا تدنسه بآثامك".

وقال أحمد بن فارس من شعراء العصر العباسي ناصحاً:

إذا كنت تأذى بحرِ المصـــيف *** ويبَسِ الخريف وبَردِ الشــتا
ويلهيكَ حُسنُ زمـــانِ الربيع *** فأخذُك للعلم قـــلْ ليْ متى

قلت: فطلبك للأجر قل لي متى؟ وقيامك لليل قل لي متى؟ ونشرك للعلم قل لي متى؟ وعملك في الدعوة قل لي متى؟

والمقصود استثمار الأوقات قبل فوات الأعمار، والمسلم في عبادة دائمة فهو يشتغل دائما في طاعة الله فإن لم يجد عملاً حسياً اشتغل في التدبر والتأمل والتفكر في ملكوت الله.

وفي الشتاء عظة

والشتاء بحد ذاته موعظة ففي شدة برده عبرة وعظة لمن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فقد ثبت في الصحيح أن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال: «وَاشْتَكَتْ النَّارُ إِلَى رَبِّهَا فَقَالَتْ يَا رَبِّ أَكَلَ بَعْضِي بَعْضًا فَأَذِنَ لَهَا بِنَفَسَيْنِ نَفَسٍ فِي الشِّتَاءِ وَنَفَسٍ فِي الصَّيْفِ فَهُوَ أَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الْحَرِّ وَأَشَدُّ مَا تَجِدُونَ مِنْ الزَّمْهَرِيرِ» [رواه البخاري ومسلم]، ومن وقف عند ذلك فتأمّل واعتبر كان ذلك تسلية وتصبيرا له على العبادة حتى يسلم من زمهرير جهنم وحرها، وتوجب عليه الاستعاذة من زمهريها.

وفي الشتاء تنزل البركات وتنشر الرحمات من رب الأرض والسماوات

قال تعالى {وَهُوَ الَّذِى يُنَزّلُ الْغَيْثَ مِن بَعْدِ مَا قَنَطُواْ وَيَنشُرُ رَحْمَتَهُ وَهُوَ الْوَلِىُّ الْحَمِيدُ} [سورة الشورى:28 ] وفي سورة الأنبياء يقول: {أَوَلَمْ يَرَ الَّذِينَ كَفَرُواْ أَنَّ السَّمَـوتِ وَالأرْضَ كَانَتَا رَتْقاً فَفَتَقْنَـهُمَا وَجَعَلْنَا مِنَ الْمَاء كُلَّ شَىْء حَىّ أَفَلاَ يُؤْمِنُونَ} [سورة الأنبياء: 30].

يقول ابن عباس: "كانت السماوات رتقا لا تمطر، وكانت الأرض رتقا لا تنبت، فلما خلق للأرض أهلا فتق هذه بالمطر، وفتق هذه بالنبات".

وقد وصفه الله تعالى بالبركة: يقول سبحانه: {وَنَزَّلْنَا مِنَ السَّمَاء مَاء مُّبَـرَكاً فَأَنبَتْنَا بِهِ جَنَّـتٍ وَحَبَّ الْحَصِيدِ} [سورة ق:9].

وصاحب القلب الحي يذكر الله في كل وقت وحين نزول المطر ويأتي بالسنن الواردة عن النبي صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : قَالَ أَنَسٌ – رضي الله عنه -: أَصَابَنَا وَنَحْنُ مَعَ رَسُولِ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَطَرٌ قَالَ: فَحَسَرَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ثَوْبَهُ حَتَّى أَصَابَهُ مِنْ الْمَطَرِ فَقُلْنَا: يَا رَسُولَ اللَّهِ لِمَ صَنَعْتَ هَذَا، قَالَ : «لِأَنَّهُ حَدِيثُ عَهْدٍ بِرَبِّهِ تَعَالَى» [رواه مسلم].

وكذلك فإن من السنة إذا هطل المطر أن يقول المسلم ((اللهم صيباً نافعاً)).

وبعد نزوله يقول: ((مُطرنا بفضل الله ورحمته)).

ومن أدعية الاستصحاء ((اللهم حوالينا ولا علينا، اللهم على الآكامِ والظرابِ وبُطون الأودية، ومنابت الشجر)).

وجاء في حديث حسن : " ثنتان ما تردان : الدعاء عند النداء، و تحت المطر "

والمسلم في الشتاء يتذكر نعم الله عليه فيشكرها ولا يكفرها

وقد امتن الله علينا بأن خلق لنا سبحانه ما نتقوى به على شدة البرد فقال سبحانه: {وَالْأَنْعَامَ خَلَقَهَا لَكُمْ فِيهَا دِفْءٌ وَمَنَافِعُ وَمِنْهَا تَأْكُلُونَ} [النحل: 5].

فمن نعم الله علينا الأنعام التي سخرها الله لمصالح بني آدم ومن جملة منافعها العظيمة.

أن (فِيهَا دِفْءٌ) قال العلماء: "ممّا تتخذون من أصوافها وأوبارها، وأشعارها، وجلودها، من الثياب والفرش والبيوت".

وقال سبحانه {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الْأَنْعَامِ بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا يَوْمَ ظَعْنِكُمْ وَيَوْمَ إِقَامَتِكُمْ وَمِنْ أَصْوَافِهَا وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} [النحل: 80].

قال الشيخ عبد الرحمن السعدي – رحمه الله -: "يذكر تعالى عباده نعمه، ويستدعي منهم شكرها والاعتراف بها فقال: {وَاللَّهُ جَعَلَ لَكُمْ مِنْ بُيُوتِكُمْ سَكَنًا} في الدور والقصور ونحوها تكنُّكم من الحر والبرد وتستركم أنتم وأولادكم وأمتعتكم، وتتخذون فيها الغرف والبيوت التي هي لأنواع منافعكم ومصالحكم وفيها حفظ لأموالكم وحرمكم وغير ذلك من الفوائد المشاهدة، {وَجَعَلَ لَكُمْ مِنْ جُلُودِ الأنْعَامِ} إمّا من الجلد نفسه أو ممّا نبت عليه، من صوف وشعر ووبر.

{بُيُوتًا تَسْتَخِفُّونَهَا} أي: خفيفة الحمل تكون لكم في السفر والمنازل التي لا قصد لكم في استيطانها، فتقيكم من الحر والبرد والمطر، وتقي متاعكم من المطر، (وَ) جعل لكم {مِنْ أَصْوَافِهَا} أي: الأنعام {وَأَوْبَارِهَا وَأَشْعَارِهَا أَثَاثًا} وهذا شامل لكل ما يتخذ منها من الآنية والأوعية والفرش والألبسة والأجلة، وغير ذلك.

{وَمَتَاعًا إِلَى حِينٍ} أي: تتمتعون بذلك في هذه الدنيا وتنتفعون بها، فهذا ممّا سخر الله العباد لصنعته وعمله ..، وكثرة النعم من الأسباب الجالبة من العباد مزيد الشكر، والثناء بها على الله تعالى". ا هـ.

وهكذا يحقق المسلم معاني العبودية في كل وقت وحين يعبد الله ويذكره ويدعوه ويرجوه.

وإنّما الأيّام مراحل يقطعها الإنسان مرحلة مرحلة وأفضل النّاس من أخذ في كل مرحلة زاداً للآخرة.

وأقول هذا ولا أعلم أحدا أشد تضييعاً مني لذلك.

أسأل الله أن يرزقني وجميع إخواني المسلمين الإخلاص والقبول وأن يوفقنا لما يحب ويرضى إنّه سميع مجيب، والله تعالى أعلم والصلاة والسلام على المبعوث رحمة للعالمين البشير والنذير والسراج المنير محمد بن عبد الله عليه وعلى آله أفضل الصلاة وأتم التسليم.




وفقك الله والى الامام



جزاكـ الله خير



التصنيفات
منوعات

لذة المناجاة وحلاوة العبادة

لذة المناجاة وحلاوة العبادة

الدكتور / علي بن عمر بادحدح

الخطبة الأولى
أما بعد أيها الأخوة المؤمنون
عن أي شيء يبحث الإنسان في هذه الحياة ? أليس الناس يبحثون عن السعادة العظمى ، والثروة الكبرى ؟ أليسوا يجدون في إثر الطمأنينة المستقرة والراحة المستمرة ؟ أليسوا يرغبون في أن يدخل السرور إلى قلوبهم وأن تشيع البهجة في نفوسهم وأن تعلو البسمة شفاههم وأن تترقب ألسنتهم بجميل القول ، وأن تستقبل آذانهم حسن الكلام؟ أليس كثير من الناس يبحثون عن اللذة والسعادة ؟

إن طريقها في هذا الدين العظيم وكثيرون هم الضايعون في بحثهم، وآخرون كثيرون أيضاً هم الواهبون فيما توصلوا إليه من نتائج، يلتمسون بها السعادة، ويقصدون بها حصول اللذة ، وأولئك في حيرتهم يعمهون ، والآخرون في أوهامهم يتخبطون، وأنت أيها المؤمن الصادق .. أيها المسلم المخلص .. أيها العبد الخاضع لله ، صاحب اللسان الذاكر لله – عز وجل- والدمعة الخاشعة لله – سبحانه وتعالى – والجبهة الخاضعة لعظمة الله – جل وعلا – أنت وحدك إن فهمت هذا الإيمان ، تفاعلت معه، وإن أتيت بموجباته ، فأنت السعيد الفريد في هذه الحياة الدنيا، وأنت الناجي الفائز بإذن الله -عز وجل- في الحياة الأخرى.

اللذة التي يبحث عنها الناس

أي شيئ تطلب ؟ وعن أي شيء تبحث ؟ والأمر قد يسره الله – سبحانه وتعالى- وبسطه بين يديك ، وجعله طريق واحدة ، تبدأ من أول لحظة تعي فيها، وتدرك التكليف ، وإذا به طريق يمتد من هذه الأرض الصغيرة ،إلى السموات العلى إلى رضوان الله – سبحانه وتعالى – إن اللذة والسعادة في الإيمان .. في السعي لنيل رضى الرحمن.. في عبادة الملك المنان – سبحانه وتعالى –

فلننظر إلى هذه اللذة التي ذاقها المؤمنون .. التي عرفها وعلمها للناس المرسلون ، والتي اقتطف ثمارها وتمتع بأذواقها عباد الله الصالحون ، والتي حرمها كثيراً من المسلمين في هذه الأوقات ، لأنهم لم يأخذوا سبيلها، ولم ينهجوا طريقها، ولم يؤدوا واجباتها.

اللذة الحقيقية

إن أعظم هذه المنن والنعم أن تكون الحياة كلها لله – سبحانه وتعالى – { وما خلقت الجن والإنس إلا ليعبدون }، { قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين * لا شريك له وبذلك أمرت وأنا أول المسلمين }.
ما أعظم أن يكون الضعيف مرتبطاً بالله القوي ! ما أعظم أن يكون العبد العاجز مرتبطاً بالله – سبحانه وتعالى – الذي لا منتهى لكماله ! ما أعظم أن يخضع الفقير للمعدم للغني القاهر – سبحانه وتعالى – ! إنه حينئذً يتحول إلى صورةً أخرى ، وإلى معنىً آخر في هذه الحياة ، إنه يرتبط حينئذٍ بالسماء ، يرتبط بنور الوحي ، يرتبط بنفخة الله – عز وجل – التي نفخها في خلقة آدم أول ما خلق .. عندما جعل خلقه قبضة من طين، ونفخةً من روح ، عندما أراد الله – عز وجل – أن يجعل لهذه الروح غذاءها المرتبط بخالقها – سبحانه وتعالى – .
الإيمان الذي أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم – أن فيه اللذة والحلاوة والمتعة والسعادة .. الذي فيه طمأنينة القلب ، وسكينة النفس ، فها هو – عليه الصلاة والسلام- يعبر تعبيراً صريحاً واضحا ،ً قوي المعنى: ( ذاق طعم الإيمان ، من رضي بالله ربًاً، وبالإسلام دينا،ً وبمحمدً – صلى الله عليه وسلم – نبياً ورسولاً ) ما أعظم هذا الاستقرار والسكينة والطمأنينة ، عندما ترتبط بالله – عز وجل- خضوعاً لإله واحد، وغيرك من الناس يخضع لقوى الأرض ، يبتغي لديها خيراً، وآخرون يخضعون لقوى البشر يخشون منها ضراً، وأنت حر طليق لا عبودية لك إلا لله – سبحانه وتعالى- ، والناس أيضاً يتخبطون ويتحيرون ويلتمسون طريقاً هنا وهناك ، ومنهجا من شرق وغرب ، وأنت عندك منهج الإسلام ، الصراط المستقيم الذي جمع الله – سبحانه وتعالى – فيه الخير كله، ونفى عنه القصور والضر كله { اليوم أكملت لكم دينكم وأتممت عليكم نعمتي ورضيت لكم الإسلام ديناً }، والناس يبحثون عن قدوات يلتمسونها هنا وهناك ، وقدوتك العظمى وأسوتك المثلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – خير الخلق أجمعين ، وخاتم الأنبياء والمرسلين { لقد كان لكم في رسول الله أسوة حسنة لمن كان يرجوا الله واليوم الآخر وذكر الله كثيراً }. ما أعظم هذه الوحدة التي توحد وجهتك وقصدك لله – سبحانه وتعالى – خضوعاً وذلة ، وعلى الإسلام منهج تحاكم وشريعة حياة ، ومع الرسول- صلى الله عليه وسلم- قدوة تحتذى ، وأسوة تتبع . ما أعظم هذه الطمأنينة التي تنسكب في القلب ! { الذين أمنوا وتطمئن قلوبهم بذكر الله ألا بذكر الله تطمئن القلوب}، ما أعظمها من نعمة ! وما أعظمها من لذة ! لو أن الإنسان تفاعل بها انفعال صادقاً.. لو أنه تشربها تشرباً كاملاً ، لو أنه عاشها وبقي معها، في مداومة مستمرة ، وفي حياة متواصلة ، إذاً لتحقق له أيضاً ما بينه النبي – صلى الله عليه وسلم – من المفارقة في اللذة التي إذا جناها العبد حقيقةً، وإذا اقتطفها ثانيةً ؛ فإنه لا يرضى عنها بديلاً ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار )، كل هذه المشاعر من المحبة والميل العاطفي ،إنما رابطها الإيمان الذي يغذيها وينميها، ويجعلها متعةً ولذة في هذه الحياة ، ولذا قال سلف الأمة – عندما تذوقوا هذه الحلاوة -: " والله إنا لفي لذة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف ". ذاقوا طعمها .. ذاقوا صلة بالله – سبحانه وتعالى – عظيمة، التي متى تعلق قلبك بها لن يتعلق بشيء سواه ، وبدأ حينئذً كل أمرك من طموح، ومن شوق ، ومن آمال ، ومن غايات في هذه الحياة ، يرتبط بهذا الإيمان كما بين النبي – صلى الله عليه وسلم – في هذه المنن الإيمانية ، والمنح الربانية ، التي يسوقها – سبحانه وتعالى – لك أنت – أيها العبد المؤمن المسلم- من بين هذه البشرية الحائرة الضالة المتخبطة ، البعيدة عن منهج الله ، الجاحدة لرب الأرباب ، وملك الملوك – سبحانه وتعالى- .
تأمل قول النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل إني أحب فلان فأحبه فيحبه جبريل ثم ينادي في أهل السماء إن الله يحب فلان فأحبوه فيحبه أهل السماء ، ثم يوضع له القبول في الأرض ) .
فإذا أنت ترى القلوب تهفو إليك ، وترى الأيدي تعانقك ، وترى الشفاه تبتسم لك ، وترى بريق العيون ينظر لك نظرة المحبة، ولم تسدي إليهم معروفا ،ً ولم تقدم إليهم مساعدة، وإنما هي لغة التحاور الإيماني وإنما هي مشاعر القلوب التي ترسل بإذن الله – عز وجل – تلك الروابط ، التي تسعد بها البشرية ، والتي تطمئن بها أسباب الحياة بين البشر .
حتى تدرك مدى ما ينعكس من أثار الإيمان في طمأنينتك وعلاقتك بهذا الكون وعلاقتك بهذه الحياة تأمل قول النبي – عليه الصلاة والسلام – عندما قال : ( من ابتغى رضى الله بسخط الناس ، رضي الله عنه وأرضى عنه الناس ، ومن ابتغى سخط الله برضى الناس ، سخط الله عليه وأسخط عليه الناس)، يبقى شقياً محروماً ، منكوداً مطرداً ، وإن ملك الأموال كلها ، وإن كان بين يديه كل شيء من ملذات الحياة ، لكن في صدره ضيق ، وفوق قلبه أكوام من الهموم ، وفوق عينيه غم يتجسد في مراء وجهه ، كأن عليه قطع من سواد مظلم ، وكأن على وجوههم قتر وذلة . نسأل الله – سبحانه وتعالى – السلامة.

لذة الخلوة مع الله

والمؤمن الذي خلى بربه كما قال الحسن البصري حينما سئل : ما بال أهل الليل على وجوههم نور ؟ قال : لأنهم خلوا بربهم فألبسهم من نوره – سبحانه وتعالى – .
المؤمن الذي في عز المحنة وشدتها وهولها ، يبقى ساكناً ، مطمئناً بوعد الله – عز وجل – وبنصر الله – سبحانه وتعالى – كما كان من الرسل والأنبياء ( ما ضنك باثنين الله ثالثهما) أعظمها من نعمة ! وما أعظمها من لذة ! لو أن الإنسان تفاعل بها انفعال صادقاً.. لو أنه تشربها تشرباً كاملاً ، لو أنه عاشها وبقي معها، في مداومة مستمرة ، وفي حياة متواصلة ، إذاً لتحقق له أيضاً ما بينه النبي – صلى الله عليه وسلم – من المفارقة في اللذة التي إذا جناها العبد حقيقةً، وإذا اقتطفها ثانيةً ؛ فإنه لا يرضى عنها بديلاً ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار )، كل هذه المشاعر من المحبة والميل العاطفي ،إنما رابطها الإيمان الذي يغذيها وينميها، ويجعلها متعةً ولذة في هذه الحياة ، ولذا قال سلف الأمة – عندما تذوقوا هذه الحلاوة -: " والله إنا لفي لذة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف ". ذاقوا طعمها .. ذاقوا صلة بالله – سبحانه وتعالى – عظيمة، التي متى تعلق قلبك بها لن يتعلق بشيء سواه ، وبدأ حينئذً كل أمرك من طموح، ومن شوق ، ومن آمال ، ومن غايات في هذه الحياة ، يرتبط بهذا الإيمان كما بين النبي – صلى الله عليه وسلم – في هذه المنن الإيمانية ، والمنح الربانية ، التي يسوقها – سبحانه وتعالى – لك أنت – أيها العبد المؤمن المسلم- من بين هذه البشرية الحائرة الضالة المتخبطة ، البعيدة عن منهج الله ، الجاحدة لرب الأرباب ، وملك الملوك – سبحانه وتعالى- .
تأمل قول النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل إني أحب فلان فأحبه فيحبه جبريل .. { قال كلا إن معي ربي سيهدين } .. { قلنا يا نار كوني برداً وسلاماً على إبراهيم }، ما أعظم هذه الطمأنينة المنسكبة في القلب ، والتي تجعل الإنسان مستقراً مطمئناً .
فليتك تحلو والحياة مريرة **** وليتك ترضى والأنام غضابُ
فإذا صح منك الود فالكل هيناً **** وكل الذي فوق التراب ترابُ

هكذا عندما تتعلق بالله – عز وجل – تكون أشواقك وأفراحك ، وكل ما يمر بك إنما ينزل هذا المنزل العظيم فما الذي يفرحك في هذه الدنيا ؟ إنه الفرح بفضل الله .. بطاعة الله – سبحانه وتعالى – { قل بفضل الله وبرحمته فبذلك فليفرحوا هو خير مما يجمعون }، عندما يفرح الناس بالعلاوات وزيادة الأموال .. عندما يفرحون بالدور والقصور ، يفرح المؤمن بسجدةٍ خاشعة ، في ليلة ساكنة ، في وقت سحر يناجي فيها ربه ، ويسكب دمعه ، ويتذلل بين يدي خالقه – سبحانه وتعالى – { تتجافى جنوبهم عن المضاجع يدعون ربهم خوفاً وطمعاً ومما رزقناهم ينفقون } ما هذا الشوق الذي يستولي على القلب عندما يتغلغل فيه الإيمان ؟ فهذا بلال – رضي الله عنه – عندما تحين وفاته ، تصيح زوجته وتقول: يا حزناه فيقول : بل وافرحتاه ، غداً ألقى الأحبة محمداً وصحبه.
الشوق إلى لقاء الله – سبحانه وتعالى – دعا أنس بن النضر أن يلغي ذلك التفكير المادي المنطقي في يوم أحد ،وإذا به يقول : "واهاً لريح الجنة ، والله إني لأجد ريحها دون أحد " ثم ينطلق مشتاقاً راغباً محباً متولعاً عاشقاً للقاء الله – سبحانه وتعالى – راغباً في طاعة الله – سبحانه وتعالى – ويلقي بنفسه يعانق الموت قبل أن يأتيه ، وإذا أعظمها من نعمة ! وما أعظمها من لذة ! لو أن الإنسان تفاعل بها انفعال صادقاً.. لو أنه تشربها تشرباً كاملاً ، لو أنه عاشها وبقي معها، في مداومة مستمرة ، وفي حياة متواصلة ، إذاً لتحقق له أيضاً ما بينه النبي – صلى الله عليه وسلم – من المفارقة في اللذة التي إذا جناها العبد حقيقةً، وإذا اقتطفها ثانيةً ؛ فإنه لا يرضى عنها بديلاً ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار )، كل هذه المشاعر من المحبة والميل العاطفي ،إنما رابطها الإيمان الذي يغذيها وينميها، ويجعلها متعةً ولذة في هذه الحياة ، ولذا قال سلف الأمة – عندما تذوقوا هذه الحلاوة -: " والله إنا لفي لذة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف ". ذاقوا طعمها .. ذاقوا صلة بالله – سبحانه وتعالى – عظيمة، التي متى تعلق قلبك بها لن يتعلق بشيء سواه ، وبدأ حينئذً كل أمرك من طموح، ومن شوق ، ومن آمال ، ومن غايات في هذه الحياة ، يرتبط بهذا الإيمان كما بين النبي – صلى الله عليه وسلم – في هذه المنن الإيمانية ، والمنح الربانية ، التي يسوقها – سبحانه وتعالى – لك أنت – أيها العبد المؤمن المسلم- من بين هذه البشرية الحائرة الضالة المتخبطة ، البعيدة عن منهج الله ، الجاحدة لرب الأرباب ، وملك الملوك – سبحانه وتعالى- .
تأمل قول النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل إني أحب فلان فأحبه فيحبه جبريل به يمضي شهيداً إلى الله – سبحانه وتعالى – .
وذاك عمير بن الحمام في موقعة وغزوة بدر يأكل تمرات ، فحينما يسمع نداء النبي – صلى الله عليه وسلم – يقول : ( لا يقاتلهم اليوم رجل مقبلاً غير مدبر إلا أدخله الله الجنة ) فيرمي بالتمرات قائلاً : ما أطولها من حياة حتى أبلغ هذه الأمنية العظيمة .

نعمة الإيمان وأثره على الحياة
الإيمان يحول الحياة كلها إلى جنة خضراء ، كأنما الإنسان في بستان تجري من حوله الأنهار ، وتزينه الأزهار ، ويستمتع بضلال الأشجار ، ويتناول لقطف تلك الثمار ، كأنه ما مسه من ضر ، ولا لقي في هذه الحياة من عناء ، كما أخبر النبي – صلى الله عليه وسلم -: ( المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف ، وفي كل خير) ، وقال في حديث آخر : ( عجباً لأمر المؤمن ! إن أمره كله له خير ، إن أصابته سراء شكر ، وإن أصابته ضراء صبر ، وليس ذلك لأحد إلا للمؤمن ) ففي كل الأحوال هو يرى نور الله – عز وجل – ويرى حكمة قدر الله – عز وجل – ويسلم لأمر الله – عز وجل – ويبتغي في السراء ، وفي الضراء رضوان الله – عز وجل- ويلتمس أجر الله – سبحانه وتعالى – حتى الشوكة يشاكها العبد المؤمن يكفر الله – سبحانه وتعالى – به من خطاياه ما أعظم هذه المنة أيها الأخوة الأحبة ! .

إنها نعمة لا تدانيها نعمة ، ولا توازيها منة ، عندما ينشغل الناس بجمع الأموال والثروات ، وينشغل العبد المؤمن بجمع الأعمال الصالحة والحسنات ، يلتمس أجراً هنا ، ويلتمس حسنةً هناك كما كان أصحاب محمد – صلى الله عليه وسلم – لا يتنافسون على غنائم أعظمها من نعمة ! وما أعظمها من لذة ! لو أن الإنسان تفاعل بها انفعال صادقاً.. لو أنه تشربها تشرباً كاملاً ، لو أنه عاشها وبقي معها، في مداومة مستمرة ، وفي حياة متواصلة ، إذاً لتحقق له أيضاً ما بينه النبي – صلى الله عليه وسلم – من المفارقة في اللذة التي إذا جناها العبد حقيقةً، وإذا اقتطفها ثانيةً ؛ فإنه لا يرضى عنها بديلاً ( ثلاث من كن فيه وجد بهن حلاوة الإيمان، أن يكون الله ورسوله أحب إليه مما سواهما، وأن يحب المرء لا يحبه إلا لله ، وأن يكره أن يعود إلى الكفر كما يكره أن يقذف في النار )، كل هذه المشاعر من المحبة والميل العاطفي ،إنما رابطها الإيمان الذي يغذيها وينميها، ويجعلها متعةً ولذة في هذه الحياة ، ولذا قال سلف الأمة – عندما تذوقوا هذه الحلاوة -: " والله إنا لفي لذة لو علمها الملوك وأبناء الملوك لجالدونا عليها بالسيوف ". ذاقوا طعمها .. ذاقوا صلة بالله – سبحانه وتعالى – عظيمة، التي متى تعلق قلبك بها لن يتعلق بشيء سواه ، وبدأ حينئذً كل أمرك من طموح، ومن شوق ، ومن آمال ، ومن غايات في هذه الحياة ، يرتبط بهذا الإيمان كما بين النبي – صلى الله عليه وسلم – في هذه المنن الإيمانية ، والمنح الربانية ، التي يسوقها – سبحانه وتعالى – لك أنت – أيها العبد المؤمن المسلم- من بين هذه البشرية الحائرة الضالة المتخبطة ، البعيدة عن منهج الله ، الجاحدة لرب الأرباب ، وملك الملوك – سبحانه وتعالى- .
تأمل قول النبي – صلى الله عليه وسلم – : ( إن الله إذا أحب عبداً نادى جبريل إني أحب فلان فأحبه فيحبه جبريل الدنيا ، ولا على لعاعتها ، وإنما – كما في حديث أبي ذر رضي الله عنه – : يا رسول الله ذهب أهل الدثور بالأجور ، يصلون كما نصلي ويصومون كما نصوم ، ويتصدقون بفضول أموالهم . جاءت الحسرة في نفوس الصحابة على ذلك الأجر والثواب الذي لا يستطيعونه فقال لهم النبي – عليه الصلاة والسلام – مسلياً وفاتحاً أفاقاً وأبواباً من الخير عظيمة ( أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به كل تسبيحة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ) وذكر أبواب من الخير عظيمة ثم ماذا ؟ رجع القوم بعد ذلك مرة أخرى فقالوا : يا رسول الله سمع إخواننا ما قلت ففعلوا مثلما فعلنا . قال : ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) .
كان القوم إنما همهم أن يجمعوا رصيداً يحضون فيه برحمة الله – سبحانه وتعالى – ويتأهلون فيه لنيل رضوان الله – عز وجل- وأن يشملهم بواسع رحمته ، وأن يتغمدهم برضوانه ومغفرته- سبحانه وتعالى- .
وقد ورد في صحيح مسلم عن حال الصحابة أنه أحدهم كان لا يجد الصدقة يتصدق بها ، فماذا كان يصنع وقد عذره الله سبحانه وتعالى ؟ قال : فكان أحدنا يحتمل الحمال – عنده قوة بدن – فيعمل حاملاً لا ليتوسع في الرزق ، ولا ليرفع من مستوى المعيشة ،ولا ليزيد في الأرصدة ، ولا ليؤمن المستقبل- كما يقول الناس اليوم – ولكن يحمل الحمالة ليجد ما يتصدق به بين يدي الله – سبحانه وتعالى – .
ما أعظم هذه النفوس وهذه الغايات ! سعادة عندما يقدم لله – عز وجل – .. سعادة عندما يفرّج كربة أخيه المسلم ، سعادة عندما يتابع النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم ما أعظم أن ينشغل الناس بسفساف القول كذباً ودجلاً .. نفاقاً وتذمراً .. وغيبة ونميمة ، ولا تزال أنت – أيها العبد المؤمن – مرطباً لسانك بذكر الله .. مسبحاً لمالك السموات والأرض – سبحانه وتعالى – .. ما تزال تستغفر كما كان المصطفى – صلى الله عليه وسلم – يستغفر في اليوم والليلة سبعين مرة . – وفي روايات أخرى – مائة مرة .
ما تزال تلهج بذكر الله – عز وجل- متبعاً وصية رسولك – صلى الله عليه وسلم – ( لا يزال لسانك رطباً بذكر الله ) ، وكذلك تشنف أذنك ، وترطب لسانك بتلاوة القرآن ، والناس ساهون لاهون ، وفي غيهم يعمهون ، وأنت تثلج صدرك ، وتطمئن قلبك ، وترطب لسانك بتلك الآيات العطرة ، في صخب هذه الحياة الداوية .. في هذه الأعصر التي كثر فيها قول الباطل .

مفاتيح سعادة المسلم
يبقى المسلم متميزاً لأنه لا يفتر ولا ينأ عن ذكر الله – سبحانه وتعالى – ويشعر بمدى التوجيه الإلهي الرباني الذي جاء مؤكداً ومطلقاً ، مما يدل على أفاق واسعة من هذا الأمر العظيم { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً } أي لا حد له ولا منتهى ولا وقت ولا زمان ولكنه في الليل وفي النهار .. تسبيح في الغدو والآصال .. ذكر ودعاء لله – سبحانه وتعالى- تستفتح فيه يومك وتفتح لك فيه أبواب الرضى ، وأبواب الهناء ، وأبواب الرزق وأبواب السعادة في الدنيا ، وتختم به ليلك ونهارك ويومك ،فإذا بك تطمئن في كنف الله ، وإذا بك تبيت في حفظ الله ، وغيرك قد تسلطت عليه المردة والشياطين، وذاك يمسه جن ، وذاك يركبه شيطان وأنت محفوظ بإذن الله – سبحانه وتعالى – ما أعظم هذه السعادة ! وما أجل هذه النعم والمنن ! .
والناس في ليلهم صاخبون ، وبعضهم في المعاصي غائصون ، ويحيون السهرات الماجنة ، ويعيشون مع الأفلام الداعرة ، وأنت – أيها العبد المؤمن – في خلوة من صخب الحياة إلى هدوء الليل وقمت تختلس تلك الركيعات بين يدي الله – سبحانه وتعالى – في ذلك الوقت الذي هو أعظم وقتاً ، وفيه أعظم منة ، كما أخبر النبي – عليه الصلاة والسلام -: ( ينزل ربنا إذا بقي الثلث الأخير من الليل فينادي: هل من سائل فأعطيه ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ وذلك الدهر كله )، فكيف يحضى أولئك الغافلون وأولئك العاصون بهذه المنن ؟ إنهم عنها والله لمحرومون ، وأنت إن كنت من أهل الليل .. إن كنت من أهل مناجاة الأسحار .. إن كنت من أهل ذرف الدموع في تلك الأوقات الفاضلة ، المكثرين من التلاوة والأذكار ، المداومين على الدعاء والاستغفار ؛ فإنك حضي وحري بأن تنال موعود النبي – صلى الله عليه وسلم -: ( أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام وصلّوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا جنة ربكم بسلام )، ما بال الناس يستيقظون وعلى وجوههم قتر وفي جباههم تجهّم ؟! والمؤمن الوحيد كما أخبر النبي – عليه الصلاة والسلام – هو الذي ينشرح صدره ، ويبدأ يومه بهذه العبادة والمناجاة لله – سبحانه وتعالى – كما في الحديث الصحيح عن أبي هريرة – رضي الله عنه – عن النبي – عليه الصلاة والسلام – ( يضرب الشيطان على قافية رأس أحدكم إذا هو نام ثلاث عقد، يضرب على كل عقدة يقول: نم علي الصلاة والسلام – مسلياً وفاتحاً أفاقاً وأبواباً من الخير عظيمة ( أو ليس قد جعل الله لكم ما تصدقون به كل تسبيحة صدقة ، وكل تهليلة صدقة ، وكل تكبيرة صدقة ، وكل تحميدة صدقة ، وأمر بالمعروف صدقة ، ونهي عن المنكر صدقة ) وذكر أبواب من الخير عظيمة ثم ماذا ؟ رجع القوم بعد ذلك مرة أخرى فقالوا : يا رسول الله سمع إخواننا ما قلت ففعلوا مثلما فعلنا . قال : ( ذلك فضل الله يؤتيه من يشاء ) .
كان القوم إنما همهم أن يجمعوا رصيداً يحضون فيه برحمة الله – سبحانه وتعالى – ويتأهلون فيه لنيل رضوان الله – عز وجل- وأن يشملهم بواسع رحمته ، وأن يتغمدهم برضوانه ومغفرته- سبحانه وتعالى- .
وقد ورد في صحيح مسلم عن حال الصحابة أنه أحدهم كان لا يجد الصدقة يتصدق بها ، فماذا كان يصنع وقد عذره الله سبحانه وتعالى ؟ قال : فكان أحدنا يحتمل الحمال – عنده قوة بدن – فيعمل حاملاً لا ليتوسع في الرزق ، ولا ليرفع من مستوى المعيشة ،ولا ليزيد في الأرصدة ، ولا ليؤمن المستقبل- كما يقول الناس اليوم – ولكن يحمل الحمالة ليجد ما يتصدق به بين يدي الله – سبحانه وتعالى – .
ما أعظم هذه النفوس وهذه الغايات ! سعادة عندما يقدم لله – عز وجل – .. سعادة عندما يفرّج كربة أخيه المسلم ، سعادة عندما يتابع النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم ما أعظم أن ينشغل الناس بسفساف القول كذباً ودجلاً .. نفاقاً وتذمراً .. وغيبة ونميمة ، ولا تزال أنت – أيها العبد المؤمن – مرطباً لسانك بذكر الله .. مسبحاً لمالك السموات والأرض – سبحانه وتعالى – .. ما تزال تستغفر كما كان المصطفى – صلى الله عليه وسلم – يستغفر في اليوم والليلة سبعين مرة . – وفي روايات أخرى – مائة مرة .
ما تزال تلهج بذكر الله – عز وجل- متبعاً وصية رسولك – صلى الله عليه وسلم – ( لا يزال لسانك رطباً بذكر الله ) ، وكذلك تشنف أذنك ، وترطب لسانك بتلاوة القرآن ، والناس ساهون لاهون ، وفي غيهم يعمهون ، وأنت تثلج صدرك ، وتطمئن قلبك ، وترطب لسانك بتلك الآيات العطرة ، في صخب هذه الحياة الداوية .. في هذه الأعصر التي كثر فيها قول الباطل .

مفاتيح سعادة المسلم
يبقى المسلم متميزاً لأنه لا يفتر ولا ينأ عن ذكر الله – سبحانه وتعالى – ويشعر بمدى التوجيه الإلهي الرباني الذي جاء مؤكداً ومطلقاً ، مما يدل على أفاق واسعة من هذا الأمر العظيم { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً } أي لا حد له ولا منتهى ولا وقت ولا زمان ولكنه في الليل وفي النهار .. تسبيح في الغدو والآصال .. ذكر ودعاء لله – سبحانه وتعالى- تستفتح فيه يومك وتفتح لك فيه أبواب الرضى ، وأبواب الهناء ، وأبواب الرزق وأبواب السعادة في الدنيا ، وتختم به ليلك ونهارك ويومك ،فإذا بك تطمئن في كنف الله ، وإذا بك تبيت في حفظ الله ، وغيرك قد تسلطت عليه المردة والشياطين، وذاك يمسه جن ، وذاك يركبه شيطان وأنت محفوظ بإذن الله – سبحانه وتعالى – ما أعظم هذه السعادة ! وما أجل هذه النعم والمنن ! .
والناس في ليلهم صاخبون ، وبعضهم في المعاصي غائصون ، ويحيون السهرات الماجنة ، ويعيشون مع الأفلام الداعرة ، وأنت – أيها العبد المؤمن – في خلوة من صخب الحياة إلى هدوء الليل وقمت تختلس تلك الركيعات بين يدي الله – سبحانه وتعالى – في ذلك الوقت الذي هو أعظم وقتاً ، وفيه أعظم منة ، كما أخبر النبي – عليه الصلاة والسلام -: ( ينزل ربنا إذا بقي الثلث الأخير من الليل فينادي: هل من سائل فأعطيه ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ وذلك الدهر كله )، فكيف يحضى أولئك الغافلون وأولئك العاصون بهذه المنن ؟ إنهم عنها والله لمحرومون ، وأنت إن كنت من أهل الليل .. إن كنت من أهل مناجاة الأسحار .. إن كنت من أهل ذرف الدموع في تلك الأوقات الفاضلة ، المكثرين من التلاوة والأذكار ، المداومين على الدعاء والاستغفار ؛ فإنك حضي وحري بأن تنال موعود النبي – صلى الله عليه وسلم -: ( أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام وصلّوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا جنة ربكم بسلام )، ما بال الناس يستيقظون وعلى وجوههم قتر وفي جباههم تجهّم ؟! والمؤمن الوحيد كما أخبر النبي ك ليل طويل ، فإذا استيقظ وذكر الله انحلت عقدة ، فإذا قام وتوضأ انحلت الثانية ، وإذا صلى انحلت عقده كلها وأصبح نشيط النفس وإلا أصبح خفيف النفس كسلان ) .
أنت – أيها العبد المؤمن – بيدك مفاتيح السعادة بين يديك خيرات وثروات عظمى ، فيها سكينة النفس ، وطمأنينة القلب ، ولذة الحياة ، وحسن القول ، وجميل ما يصنع ، وأحسن ما يعمل من الأعمال الصالحة ، فما أعظم هذا التميز وهذا التأهيل الذي يمكن للعبد المؤمن أن يكون فيه فريداً بين كل من لم يكون على منهج الله – سبحانه وتعالى – وما بالنا حرمنا هذه النعم ؟ لأننا لم نرتبط بها حق الارتباط ، ولم نؤدها حق الأداء ، لم نشعر بتلك اللذة التي كان النبي – عليه الصلاة والسلام – يقول فيها : (وجعلت قرة عيني في الصلاة)، منتهى السعادة ، منتهى السرور ، منتهى الانشراح ، منتهى الإقبال واللذة في تلك العبادة ، فأي أحد لا يحب الإقبال على ما يسره مما يحبه ويميل إليه قلبه !! إنه إذا وجد شيئاً يحبه أقبل عليه وتعلق به ، وبذل لأجله كل شيء ، ولذلك كان – عليه الصلاة والسلام – إذا حزبه أمر فزع إلى الصلاة فإذا بالطمأنينة ،وإذا بالسعادة ، وإذا باليقين الراسخ ينبعث في القلب من جديد ، ويحيي في النفس حياةً قوية راسخة ، ولذلك كان يقول – عليه الصلاة والسلام – : (أرحنا بها يا بلال ) .

فلنرتح من تعب الحياة ، ومن سخطها في ظل العبادة والخشوع والخضوع لله – سبحانه وتعالى – فإن هذا طريق بإذن الله – عز وجل – موصل إلى سعادة الدنيا ، وإلى نجاة الآخرة .

الخطبة الثانية
اعلموا – أيها الأخوة ابع النبي – صلى الله عليه وسلم – ثم ما أعظم أن ينشغل الناس بسفساف القول كذباً ودجلاً .. نفاقاً وتذمراً .. وغيبة ونميمة ، ولا تزال أنت – أيها العبد المؤمن – مرطباً لسانك بذكر الله .. مسبحاً لمالك السموات والأرض – سبحانه وتعالى – .. ما تزال تستغفر كما كان المصطفى – صلى الله عليه وسلم – يستغفر في اليوم والليلة سبعين مرة . – وفي روايات أخرى – مائة مرة .
ما تزال تلهج بذكر الله – عز وجل- متبعاً وصية رسولك – صلى الله عليه وسلم – ( لا يزال لسانك رطباً بذكر الله ) ، وكذلك تشنف أذنك ، وترطب لسانك بتلاوة القرآن ، والناس ساهون لاهون ، وفي غيهم يعمهون ، وأنت تثلج صدرك ، وتطمئن قلبك ، وترطب لسانك بتلك الآيات العطرة ، في صخب هذه الحياة الداوية .. في هذه الأعصر التي كثر فيها قول الباطل .

مفاتيح سعادة المسلم
يبقى المسلم متميزاً لأنه لا يفتر ولا ينأ عن ذكر الله – سبحانه وتعالى – ويشعر بمدى التوجيه الإلهي الرباني الذي جاء مؤكداً ومطلقاً ، مما يدل على أفاق واسعة من هذا الأمر العظيم { يا أيها الذين آمنوا اذكروا الله ذكراً كثيراً } أي لا حد له ولا منتهى ولا وقت ولا زمان ولكنه في الليل وفي النهار .. تسبيح في الغدو والآصال .. ذكر ودعاء لله – سبحانه وتعالى- تستفتح فيه يومك وتفتح لك فيه أبواب الرضى ، وأبواب الهناء ، وأبواب الرزق وأبواب السعادة في الدنيا ، وتختم به ليلك ونهارك ويومك ،فإذا بك تطمئن في كنف الله ، وإذا بك تبيت في حفظ الله ، وغيرك قد تسلطت عليه المردة والشياطين، وذاك يمسه جن ، وذاك يركبه شيطان وأنت محفوظ بإذن الله – سبحانه وتعالى – ما أعظم هذه السعادة ! وما أجل هذه النعم والمنن ! .
والناس في ليلهم صاخبون ، وبعضهم في المعاصي غائصون ، ويحيون السهرات الماجنة ، ويعيشون مع الأفلام الداعرة ، وأنت – أيها العبد المؤمن – في خلوة من صخب الحياة إلى هدوء الليل وقمت تختلس تلك الركيعات بين يدي الله – سبحانه وتعالى – في ذلك الوقت الذي هو أعظم وقتاً ، وفيه أعظم منة ، كما أخبر النبي – عليه الصلاة والسلام -: ( ينزل ربنا إذا بقي الثلث الأخير من الليل فينادي: هل من سائل فأعطيه ؟ هل من تائب فأتوب عليه ؟ هل من مستغفر فأغفر له ؟ وذلك الدهر كله )، فكيف يحضى أولئك الغافلون وأولئك العاصون بهذه المنن ؟ إنهم عنها والله لمحرومون ، وأنت إن كنت من أهل الليل .. إن كنت من أهل مناجاة الأسحار .. إن كنت من أهل ذرف الدموع في تلك الأوقات الفاضلة ، المكثرين من التلاوة والأذكار ، المداومين على الدعاء والاستغفار ؛ فإنك حضي وحري بأن تنال موعود النبي – صلى الله عليه وسلم -: ( أفشوا السلام ، وأطعموا الطعام، وصلوا الأرحام وصلّوا بالليل والناس نيام ، تدخلوا جنة ربكم بسلام )، ما بال الناس يستيقظون وعلى وجوههم قتر وفي جباههم تجهّم ؟! والمؤمن الوحيد كما أخبر النبي المؤمنون – أن العبادة ليست سكوناً ، بل حركة وليست ضعفاً بل قوة ، إنها أن تخضع الحياة كلها لله – عز وجل – ولذلك تأملوا إلى العبادة العظمى التي تعلقت بها قلوب العباد الصادقين ، والزهاد المخلصين ، فإذا بهم ينطلقون في مواكب الجهاد رفعاً لراية الله – سبحانه وتعالى – ونشراً لدعوة الإسلام وهم هم الذين كانوا رهبان الليل إذا بهم فرسان النهار ، هم أولئك القوم منهم عبدالله بن المبارك – رضي الله عنه ورحمه الله – إمامٌ من أئمة التابعين ، وعالم من العلماء المحدثين ، وأحد الذين لم يدعو الحج لبيت الله الحرام ، لكنه كان يحج عاماً، ويغزو عاماً ، وقيل: إنه غزا نحو مائتي غزوة ضد أعداء الله – سبحانه وتعالى – وتأملوا تلك اللذة التي يجدها الصالحون في كل أنواع العبادة ، ومنها عبادة الجهاد والدعوة في سبيل الله – عز وجل – وهذا خالد بن الوليد – رحمة الله عليه ورضي عنه وأرضاه – يقول : " ما ليلة تهدى إلي فيها عروس ، أنا لها محب مشتاق ، أحب إليّ من ليلة شديد قرها، كثير مطرها ، أصبّح فيها العدو فأقاتلهم في سبيل الله – عز وجل – تلك الليلة ما فيها من شدة البرد ، وبما فيها من انتظار العدو ، وبما فيها من قعقعة السيوف أحب إلى نفسه من عروس تهدى إليه وهو لها محب ومشتاق ومنتظر – ! إنها لذة عجيبة لا يعرفها إلا من مارسها ، وهو الذي يجد لذة في الجهاد ومحبة وميل له فإذا به يشتاق وينبعث إليه.
إذاً – أيها الأخوة الأحبة – ينبغي لنا أن نراجع أنفسنا ، وأن لا تشغلنا هذه الحياة بمطالبها المادية ، ولا بلغوها العارض ، بل ينبغي أن نعرف أن أساس هذه الحياة ، وأساس قطف ثمرتها ، وأساس أخذ ما يمكن أن يكون إن شاء الله – عز وجل – من أسباب النجاة إنما هو ربط القلب بالخالق – سبحانه وتعالى – ، إنما هو خفض الجباه لله – عز وجل – إنما هو رفع الأكف طلباً من الله – سبحانه وتعالى – ، إنما هو اليقين الراسخ أنه لا شيء في هذا الوجود ، ولا قوة في هذا الوجود ، ولا مضاء ولا مشيئة في هذا الوجود إلا لله – سبحانه وتعالى – فهو القاهر فوق عباده ، وهو المعطي والمانع ، وهو النافع والضار ، وهو الذي يسهل الأمور ، ويفرج الكروب – سبحانه وتعالى – ، وإذا ادلهمت الأمور ، وإذا تعاظمت الخطوب ، فليس لها من دون الله – سبحانه وتعالى – كاشف .
ماذا – أيها العبد المؤمن – هل تعاني من ضيق وشغف في العيش؟ فالإيمان والطاعة والعبادة لذة تعوضك عن ذلك ، ويعطيك الله – عز وجل – توفيق ييسر لك فيه من أبواب الرزق { ومن يتق الله يرزقه من حيث لا يحتسب }، إن كل شيء مرتبط بهذا المعنى العظيم ،معنى صلة العبد بالخالق – عز وجل – معنى صلة العبودية بالربوبية والألوهية ، معنى صلة هذا التذلل والخضوع للملك الجبار – سبحانه وتعالى – ولذلك ما فقدنا اللذة ، ولا غاب عنا الأنس ، ولا ذهبت عنا الحلاوة ، إلا عندما فقدنا هذه المعاني ، وانشغلنا – حتى الأخيار منا الذين يرتادون المساجد – وربما شغلتهم أمور أخرى ، وخلافات في الأقوال ، وكثرة في المحفوظات ، وما خلص إلى قلوبهم هذا السر الإيماني ، وتلك الوحدة الإيمانية التي تحيل الظلمة نوراً ، وتقلب الحزن سروراً.
إن هذا المعنى الإيماني الذي ينبغي أن يكون فلك حياة الإنسان المسلم ، ومحور رحاه الذي يدور فيه في هذه الحياة ، لا يتكلم إلا من هذا المنطلق ، ولا يتقدم إلا من هذا المنطلق ، ولا يحزم إلا من هذا المنطلق ، كل شيء يربطه بالسعي إلى رضوان الله ، والرغبة في نيل رحمة الله ، والمبالغة في الخضوع والذلة لله – عز وجل – .
ومما زادني شرفاً وتيهاً **** وكدت بأخمصي أطأ الثريا
دخولي تحت قولك يا عبادي **** وأن صيرت أحمد لي نبياً
هذا هو الشرف ، وهذه هي النعمة ، وذلك هو التميز فالله الله في عبادتكم ، والله الله في إخلاصكم ، والله الله في مناجاتكم ، والله الله في كتاب ربكم ، والله الله في لحظات الأسحار ، والله الله في الأذكار والاستغفار، الله الله في تصفية القلوب ، وتهذيب النفوس ، وأن نبعد كل شيء يؤرث القلب ظلمةً ، ويؤرث الصدر ضيقاً، ويؤرث الحياة شقاءً ومرارةً ، إذا تنكرنا أمر الله عز وجل فإن كل شيء كما قال الله سبحانه وتعالى { قلتم أنى هذا قل هو من عند أنفسكم } إنما هو بسبب التخلف ، وبسبب القصور في طاعة الله – سبحانه وتعالى – أما المؤمن الموصول بالله -عز وجل- فإن حاله كما قال الله – عز وجل – :{ الذين قال لهم الناس إن الناس قد جمعوا لكم فاخشوهم فزادهم إيماناً وقالوا حسبنا الله ونعم الوكيل } ما أعظم الصلة بالله عز وجل .

فلنحرص على أن نراجع أنفسنا ، وأن نخلص نياتنا ، وأن نصحح مقاصدنا، وأن نكثر أعمالنا ، وأن نقلل من لغو الدنيا وانشغالنا بها ، فقد دخلت في عقولنا وقد تعشعشت في قلوبنا ، وقد جرت في دمائنا ، وقد صرفتنا عن كثير من مهمات الحياة الأخرى ، وليس ذلك يعنى – بحال من الأحوال – أن تترك الدنيا ! بل الدنيا مزرعة الآخرة ، ولكن اجعل القلب موصولاً بالله تجعل الدنيا كلها بإذن الله – عز وجل – ممراً ومعبراً سريعاً وهيّناً في الآخرة بعون الله – سبحانه وتعالى – .




التصنيفات
منتدى اسلامي

قوة العبادة نعمة خفية !!

يتفاوت الناس في الحصول على النعم الظاهرة؛ كالأموال، والأولاد، والجاه، والثناء.. وقد يغيب عن

بعض الناس النعم الخفية؛ كسلامة القلب، والزهد في الدنيا، وقوة العبادة.

وإذا كان الله قد امتن على عباده بكثرة النعم، كما قال: (( وَإِنْ تَعُدُّوا نِعْمَةَ اللَّهِ لا تُحْصُوهَا )) [ إبراهيم: 34]
فلنعلم أن من أعظم النعم وأكثرها أثراً في توفيق الله لعبده هي " قوة العبادة ".

نعم والله، إننا في زمن قد نرى فيه كثير العلم وواسع المعرفة، ومدمن القراءة، وقد نسمع عن فلان أنه

يحفظ القرآن ولا يخطئ في حرف واحد، وقد نشاهد بعض الدعاة الذين لهم قدم عليا في التضحيات،

ولكننا قد لا نرى من يوصف بـ " قوة العبادة " وعلو الهمة في الصلاة والصوم والذكر والخشوع

والدموع.

يا ترى ! لم قلَّت هذه المعاني في نفوس فئة كثيرة من المنتسبين للعلم والدعوة ؟ وهل يشعر هؤلاء بفقد

هذه النعمة؟ أم أن النعم الظاهرة ألهتهم عن النعم الخفية ؟.

وإن الناظر لحياة الأنبياء عليهم الصلاة والسلام والصحابة رضوان الله عليهم ليجد أروع الأمثلة،

وأصدق النماذج في قوة العبادة وعظم التأله.

وعلى هذا درج السلف، وحوت كتب السير والتراجم أمثلة يعجز القلم عن إحصائها.

وتستمر القافلة وتجري عقارب الزمن لتخبرنا عن رجال ونساء في عصرنا لهم أوفر الحظ والنصيب

من "زاد العبادة " وقوة اليقين، وشدة الرغبة في دار القرار.

ومضة: إن استطعت أن لا يسبقك إلى الله أحد فافعل

بقلم الشيخ سلطان العمري .

منقوووول




وفقك الله



بارك الله فيك



خليجية



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

العبادة تحسن الصحة الجسدية والنفسية

خليجية

العبادة تحسن الصحة النفسية و البدنية Worship improves the Health

الإنسان جسد وروح ، و يحتاج كلاهما إلى التغذية لكي يستمر ، وغذاء الجسد معروف ويتمثل في مختلف الأطعمة التي يتناولها الإنسان ، أما غذاء الروح فقلما يعتني به الناس لأنهم لا يلمسونه ولا يعبئون بالمخاطر التي تنتج عن إهماله ، فالروح محتاجة في غذائها إلى العبادة وإلى أداء الواجبات الدينية والارتباط بالخالق . وقد ثبت في مجموعة من الدراسات أن المواظبة على حضور الطقوس الدينية والتواصل مع الآخرين تساعد على تحسين الصحة النفسية و البدنية.

وقد أعلنت دراسة مفادها أن الأشخاص الذين يؤمنون بالله، يتمتعون بصحة أفضل، ويعيشون مدة أطول، من نظرائهم الملحدين، الذين لا يعتقدون بوجود الخالق. وتوصل باحثون من جامعة آيوا الأمريكية إلى أن مدة حياة الأشخاص الذين يواظبون على الذهاب إلى دور العبادة، كانت أطول بحوالي 35 في المائة، مقارنة مع الذين لا يترددون عليها. وتوصلوا أيضا إلى أن جهاز المناعة ينشط عند كبار السن الذين يرتادون أماكن العبادة باستمرار وبصورة منتظمة، بعدما درسوا هذه الظاهرة عند 550 شخصا فوق سن الخامسة والستين، ولاحظوا أيضا أنهم يصبحون أقل عرضة للإصابة بارتفاع ضغط الدم وانسداد الشرايين.

ويرجع تأثير العبادة على الصحة النفسية والبدنية لأمور منها :

تخفف الطقوس الدينية من الضغط والتوتر وينعكس ذلك إيجابيا على الجهاز المناعي .

إن الصلاة تتوفر على حركات رياضية شاملة وتتميز بالسكينة النفسية.

الصلاة مع الجماعة تسهل تواصل الفرد مع الآخرين واندماجه في بيئته وتجنب الشعور بالوحدة والعزلة عن العالم فتمكن بذلك من تحسين الصحة النفسية، كما أن مجرد التردد على المساجد والتحرك إليها رياضة بدنية نافعة .

إن الالتزام بشرع الله يمنع صاحبه من تناول الأطعمة المضرة ومن إتيان الفواحش المهلكة ، فيصفى بدنه وتزكو نفسه.

إن أداء هذه العبادات في حق خالق الأرض والسماوات يطمئن العابد لأنه يشعر بالأمان ما دام بين يدي علي قدير .

وقد فطن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لهذه المزية التي تجلبها الصلاة والمتمثلة في الراحة النفسية ، عندما قال : "أرحنا بها يا بلال" ويقصد هنا الصلاة، وفي هذا الصدد يقول تعالى في كتابه العزيز :" ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ، لأن ذكر الله تعالى بالصلاة أو غيرها يطمئن القلب ويريح النفس مما يعود بالنفع على صحة البدن واستقراره.

والإنسان مجبول على التوجه إلى الله إذا أصابه مكروه وقد لاحظ المتتبعون أنه بعد التسونامي الأخير نشطت الحركة الدينية في المناطق المتضررة بالنسبة لجميع الديانات .

وتوصل الباحثون بعد 12 عاما من الدراسة إلى أن خطر الوفاة بلغ حوالي 52 في المائة بين الأشخاص، الذين لم يداوموا على العبادات مقابل 17 في المائة بالنسبة للذين يواظبون على زيارة أماكن العبادة لأكثر من مرة واحدة كل أسبوع. ولاحظ هؤلاء أن 35 في المائة من الذين شاركوا في الدراسة، ولم يحضروا أماكن العبادة أبدا، ماتوا قبل انتهاء فترة الدراسة، أما الذين يزورونها مرتين أو أكثر كل أسبوع فقد عاش حوالي 85.5 في المائة منهم مدة أطول.

وقال أحد الأطباء أن مادة الأندومورفين المقاومة للألم تكون كثيرة عند العّباد . وأوضح الأطباء أن الزيارات الروحية المنتظمة لأماكن العبادة يقلل مستويات مادة "انترلوكين-6" في الدم، وهي المادة المسؤولة عن تلف الشرايين، عند زيادتها عن الحد الطبيعي.

إن التوازن بين غذاءي الروح والجسد مهم جدا ، إذ لا يستطيع أحدهما الاستغناء عن الآخر ، ونحن نلاحظ المشاكل النفسية التي يعاني منها الغرب والتي تصل غالبا إلى الانتحار ، بسبب الفراغ الديني الذي يعيشه هؤلاء رغم أنهم تمكنوا من كل ما يحتاجونه في حياتهم الدنيوية بل وإن منهم من وصل إلى قمة النعيم الدنيوي ثم وجد نفسه مقبلا على وضع حد لحياته ، فمن أراد الصحة النفسية و البدنية فليواظب على أداء العبادات المشروعة .

منقول للإفادة

——————————————————————————–




ربنا يجعله فى ميزان حسناتك[/color][/center][/color]



بارك الله فيكى افادتينا بمعلوماتك



حفظك الله عيوني مشكورة



جزاك الله خيرا
الموضوع يستحق التقييم
وقد فطن النبي الكريم صلى الله عليه وسلم لهذه المزية التي تجلبها الصلاة والمتمثلة في الراحة النفسية ، عندما قال : "أرحنا بها يا بلال" ويقصد هنا الصلاة، وفي هذا الصدد يقول تعالى في كتابه العزيز :" ألا بذكر الله تطمئن القلوب " ، لأن ذكر الله تعالى بالصلاة أو غيرها يطمئن القلب ويريح النفس مما يعود بالنفع على صحة البدن واستقراره.
الله يعطيك الف عافيه



التصنيفات
منتدى اسلامي

العبادة الدواء

د.ظَافِرُ بْنُ حَسَنْ آل جَبْعَان

بسم الله الرحمن الرحيم
اللهم اهدني وسددني وثبتني
العبادة الدواء

الحمد لله رب العالمين والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه أجمعين وبعد:

فإن من رحمة الله بعباده، ولطفه بهم، أن اختار لهم هذا الدين القويم، ويسر لهم أسباب الخضوع بين يديه، والانكسار على عتبة عبوديته، والتلذذ بذكره، والأنس به، والإنابة إليه.
ومن رحمته – عز وجل – بعباده أن يسر لهم عبادة جليلة، وفرصة عظيمه، وقربة جليلة؛ هذه العبادة الجليلة يُطيقها كلُّ أحد: الصغيرُ والكبير، والذكرُ والأنثى، لا يُعيق فاعلها عائق، يَصْلُح أن يُؤتى بها في الليل والنهار، والجهر والإسرار.
هذه العبادة هي ديدنه – عليه الصلاة والسلام – في كل أحيانه، فلا الجنابة تمنعها، ولا السفر يحجبها، ولا يشتغل عنها بأهل وولد.

هذه العبادة لا تصلح إلا لمن شمر عن ساعدي الجد، وألقى بمفاتيح الغفلة في غيابات الجب، وآلمه حرقة الذنب.
عبادة هي من أيسر العبادات على الإطلاق، فلا يوفق لها إلا موفق، ولا يصرف عنها إلا محروم، هي يسيرة لكنها يسيرة على من يسرها الله عليه.
إن العبادة التى ندعوا لها ونحث عليها هي: داخلة في ذكر الله، وهي من ذكر الله، ألا وهي عبادة الاستغفار، فنستغفر الله، ثم نستغفر الله، ثم نستغفر الله.
إن الله – عز وجل – ما جعل من داءٍ إلا له دواء، عَلِمَهُ مَنْ عَلِمَه، وجهله من جهله، وإن دواءنا اليوم هو الاستغفار.. فالاستغفار، ذِكْرٌ لله، واعتراف للمنعم بالتقصير، ودعاء بالمغفرة.

إن الاستغفار دواء ناجع، وعلاج نافع، يقشع سحب الهموم، ويزيل غيم الغموم، فهو البلسم الشافي، والدواء الكافي، وهو مكفر من مكفرات الذنوب.
عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -:« أَلا أَدُلُّكُم عَلى دَائِكُمْ وَدَوَائِكُمْ، أَلا إِنَّ دَاءكُمُ الْذُّنُوب، وَدَوَاءُكُم الاسْتِغْفَار». أخرجه البيهقي في شعب الإيمان(15/180).
قال الربيع بن خثيم مرة لأصحابه: ما الداء؟ وما الدواء؟ وما الشفاء؟ قال:«الداء الذنوب، والدواء الاستغفار، والشفاء أن تتوب فلا تعود» الزهد لأحمد بن حنبل: (ص:70).

إن المداومة على الاستغفار له تأثير عجيب – بإذن الله تعالى – في دفعِ الكروب، ومحوِ الذنوب، ونيلِ المطلوب، وإخراجِ الغل من القلوب، وتفريجِ الهموم، وإزالةِ الغموم، وشفاءِ الأسقام، وذهابِ الآلام، وحلولِ البركة، والقناعةِ بالرزق، والعاقبةِ الحميدة، وصلاحِ النفس، والأهلِ والذرية، وإنزالِ الغيث، وكثرةِ المال، والولد، وكسبِ الحسنات، وغيرِ ذلك من الفوائد.
إن الاستغفار ينبغي أن يكون بتذلل وتضرع وانكسار، وخضوع وافتقار، وبعيون دامعة، وقلوب خاشعة، ونفوس إلى رحمة ربها وصفحه وفضله طامعة, وينبغي أن يكون معه حرارة الابتهال، والصدق في السؤال، والتضرع في الحال، والشعور بالفقر إلى المغفرة في الاستقبال.

ويستحب أن يكون متواصلاً بالليل والنهار، وبالأخص في الأسحار، حينما ينـزل الكريم الجبار بعظمته وعزته ورحمته إلى السماء الدنيا، وينادي عباده بنداء لطيف: لنيل مصالحهم، وغفران زلاتهم، وقضاء حاجاتهم، فعَنْ أَبِي هريرةَ – رضي الله عنه – أَنَّ رسولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – قَالَ:« يَنْزِلُ رَبُّنَا تَبَارَكَ وَتَعَالَى كُلَّ لَيْلَةٍ إِلَى السَّمَاءِ الدُّنْيَا حِينَ يَبْقَى ثُلُثُ اللَّيْلِ الآخِرُ يَقُولُ: مَنْ يَدْعُونِي فَأَسْتَجِيبَ لَهُ، مَنْ يَسْأَلُنِي فَأُعْطِيَهُ، مَنْ يَسْتَغْفِرُنِي فَأَغْفِرَ لَهُ » أخرجه البخاري(1145).

جاء رجلُ إلى الحسن البصري – رحمه الله تعالى – يشكو إليه الجدب والقحط فأجابه قائلاً:" استغفر الله"، ثم جاءه رجلُ آخر يشكو الحاجة والفقر فقال له:" استغفر الله "، ثم جاءه ثالث يشكو قلة الولد فقال له:" استغفر الله"، فعجب القوم من إجابته، حاجات مختلفة ودواء واحد، فأرشدهم بفقهه إلى الفقه الإيماني، والفهم القرآني، والهدي النبوي، وتلا قول الحق تبارك وتعالى:{ فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّارًا * يُرْسِلِ السَّمَاءَ عَلَيْكُمْ مِدْرَارًا * وَيُمْدِدْكُمْ بِأَمْوَالٍ وَبَنِينَ وَيَجْعَلْ لَكُمْ جَنَّاتٍ وَيَجْعَلْ لَكُمْ أَنْهَارًا} [نوح:10-12]، تفسير القرطبي(18/302).

قال سفيان الثوري – رحمه الله تعالى – دخلت على جعفر بن محمد، فقال: «إذا كثرت همومك فأكثر من لا حول ولا قوة إلا بالله، وإذا استبطأت الرزق فأكثر من الاستغفار، وإذا تداركت عليك النعم فأكثر حمدًا لله» الترغيب في فضائل الأعمال وثواب ذلك لابن شاهين: (1/381).

وعلى المسلم وهو يستغفر بلسانه أن يحرص على حضور قلبه، فأفضل الذكر والاستغفار ما واطء فيه القلب اللسان.
إن للاستغفار أثر عظيم في محو الذنوب، فهما بلغت من كثرتها، وعظم عدها فإن الاستغفار هو لها، عن أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ – رضي الله عنه – قَالَ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ – صلى الله عليه وسلم – يَقُولُ:«وَالَّذِي نَفْسِي بِيَدِهِ لَوْ أَخْطَأْتُمْ حَتَّى تَمْلأَ خَطَايَاكُمْ مَا بَيْنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ، ثُمَّ اسْتَغْفَرْتُمُ اللَّهَ لَغَفَرَ لَكُمْ، وَالَّذِي نَفْسُ مُحَمَّدٍ بِيَدِهِ، لَوْ لَمْ تُخْطِئُوا لَجَاءَ اللَّهُ  بِقَوْمٍ يُخْطِئُونَ، ثُمَّ يَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ، فَيَغْفِرُ لَهُمْ». أخرجه الإمام أحمد(3/238)،والحاكم في المستدرك(4/274)، والطبراني في الدعاء(1805)، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(1951).
وعن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول:« قَالَ اللَّهُ: يَا ابْنَ آدَمَ إِنَّكَ مَا دَعَوْتَنِي وَرَجَوْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ عَلَى مَا كَانَ فِيكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ: لَوْ بَلَغَتْ ذُنُوبُكَ عَنَانَ السَّمَاءِ ثُمَّ اسْتَغْفَرْتَنِي غَفَرْتُ لَكَ وَلاَ أُبَالِي، يَا ابْنَ آدَمَ: إِنَّكَ لَوْ أَتَيْتَنِي بِقُرَابِ الأَرْضِ خَطَايَا ثُمَّ لَقِيتَنِي لاَ تُشْرِكُ بِي شَيْئًا لأَتَيْتُكَ بِقُرَابِهَا مَغْفِرَةً ». أخرجه الترمذي(3540)، وحسنه الألباني في السلسلة الصحيحة(127).
قال علي – رضي الله عنه -: حدثني أبو بكر – رضي الله عنه – وصدق أبو بكر أنه قال: سمعت رسول الله – صلى الله عليه وسلم – يقول: «ما من عبد يذنب ذنبًا فيحسن الطهور ثم يقوم فيصلي ركعتين ثم يستغفر الله إلا غفر له». ثم قرأ هذه الآية:{ وَالَّذِينَ إِذَا فَعَلُوا فَاحِشَةً أَوْ ظَلَمُوا أَنْفُسَهُمْ ذَكَرُوا اللَّهَ فَاسْتَغْفَرُوا لِذُنُوبِهِمْ وَمَنْ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلَّا اللَّهُ وَلَمْ يُصِرُّوا عَلَى مَا فَعَلُوا وَهُمْ يَعْلَمُونَ } [آل عمران: 135]» أخرجه المنذري في الترغيب والترهيب، وصححه الألباني (2/125).
من سره أن تسره صحيفته يوم القيامة فليكثر من الاستغفار، قال – صلى الله عليه وسلم -:«من أحب أن تسره صحيفته فليكثر فيها من الاستغفار» أخرجه الطبراني في الأوسط(939)، والبيهقي في الشعب(1/440) من حديث ابن الزبير، وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة(2299).

قال عبدالعزيز بن عمر بن عبدالعزيز:«رأيت أبي في النوم بعد موته كأنه في حديقة فرفع إلي تفاحات فأولتُهن بالولد فقلت: أي الأعمال وجدت أفضل قال: الاستغفار يا بني» المنامات لابن أبي الدنيا(ص:29).

أخي الكريم: إن صيغ الاستغفار كثيرة، وهو يحصل بأيها قال، ومنها قول:
أستغفر الله وأتوب إليه، أو قول: أستغفر الله الذي لا إله إلا هو الحي القيوم وأتوب إليه، أو يقول: رب اغفر لي وتب علي إنك أنت التواب الرحيم، لكن أكمل صيغه للاستغفار ما سماه النبي المختار بسيد الاستغفار، فعن شداد بن أوس – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: « سَيِّدُ الاِسْتِغْفَارِ أَنْ تَقُولَ اللَّهُمَّ أَنْتَ رَبِّى، لاَ إِلَهَ إِلاَّ أَنْتَ، خَلَقْتَنِي وَأَنَا عَبْدُكَ، وَأَنَا عَلَى عَهْدِكَ وَوَعْدِكَ مَا اسْتَطَعْتُ، أَعُوذُ بِكَ مِنْ شَرِّ مَا صَنَعْتُ، أَبُوءُ لَكَ بِنِعْمَتِكَ عَلَيَّ وَأَبُوءُ بِذَنْبِي، فاغْفِرْ لِي، فَإِنَّهُ لاَ يَغْفِرُ الذُّنُوبَ إِلاَّ أَنْتَ ». ثم قَالَ:« مَنْ قَالَهَا مِنَ النَّهَارِ مُوقِنًا بِهَا، فَمَاتَ مِنْ يَوْمِهِ قَبْلَ أَنْ يُمْسِيَ، فَهُوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ، وَمَنْ قَالَهَا مِنَ اللَّيْلِ وَهْوَ مُوقِنٌ بِهَا، فَمَاتَ قَبْلَ أَنْ يُصْبِحَ، فَهْوَ مِنْ أَهْلِ الْجَنَّةِ » أخرجه البخاري(5947).

وختاماً، أسأل الله أن يوفقنا لطاعته، وطلب مرضاته، والإنابة إليه، والفوز بجنته، والحمد لله رب العالمين.

وكتبه الفقير
إلى عفو سيده ومولاه
د.ظَافِرُ بْنُ حَسَنٍ آل جَبْعَان
الثلاثاء 9/1/1433هـ
www.aljebaan.com




التصنيفات
منتدى اسلامي

#البرنامج العملي للذة العبادة#

السلا م عليكم ورحمة الله وبركاته ..
====================
الحمد لله رب العالمين

والصلاة والسلام على أشرف الأنبياء والمرسلين …

:
#البرنامج العملي للذة العبادة#

عندما سئل بلال رضي الله عنه عن سبب صبره على الإيمان مع شدة تعذيبه وطرحه في رمضاء مكه الحارة قال قولته المشهوره :
( مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان، فطغت حلاوة الإيمان)

شروط نجاح البرنامج:
1_ الشعور بالحاجه إلى هذا البرنامج.
2_ إلاخلاص: اذا أردت الإخلاص فأسال نفسك :
لماذا عملت هذا العمل أليس طلبا للجنه وفرارا من النار – ومما يعين على الإخلاص القراءة في صفة الجنه والنار _ معرفه الله حق المعرفه بمعرفه أسمائه وصفاته _ وان تعلم أن الناس لاينفعونك ولا يضرون وأن النفع والضر بيد الله تعالى.
3_ الصبر والمجاهده: وقال تعالى ( إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب) وقال تعالى (والذين جاهدو ا فينا لنهدينهم سبلنا وان الله لمع المحسنين)
4_الاحتساب: وهو أن تعمل العمل لا ترجو به شئ من عرض الدنيا الزائل بل ترجو الثواب من الله وحده.
5_الدعاء.

**هذا البرنامج هو أدنى الكمال وكلما زدت من العمل والعدد كان أفضل.

1_ صيام ثلاثه أيام من كل شهر مع المحافظه على الصيام الموسمي وهو(الست من شوال،وعرفه،وعاشوراء) "من صام يوما في سبيل الله بعد الله وجهه عن النار سبعين خريفا"

2_ختم القرآن كل شهر :طريقة قراءة القرآن قبل كل صلاة(اوبعدها) صفحتان (أربعة أوجه) فيقرأ كل يوم جزء فيختم القرآن كل شهر.قال الرسول صلى الله عليه وسلم :من قراء حرفا من كتاب الله فله به حسنه , والحسنه بعشر أمثالها , لا اقول ( الم ) حرف ,ولكن : ألف حرف ,ولام حرف , وميم حرف )
سبحان الله العظيم اذاكان في البسمله (بسم الله الرحمن الرحيم )19 حسنه تضاعف الى 190 حسنه ……فكيف اذا قرأت اقل شئ وجه من القران في اليوم كم ستكسب من الحسنات .

(وقفة)،،كم مضى من عمرك وكم اية تدبرت وكم مرة ختمت القران ؟

3 _التبكير إلى الصلوات: إذا سمعت المؤذن يقول حي على الصلاة وخرجت إلى المسجد لم يخرجك إلا الصلاة فأنت مبكر.

4_المحافظة على السنن الرواتب (2_قبل الفجر،4_قبل الظهر،2_بعد الظهر ،2_بعد المغرب،2_بعد العشاء)
من حديث عائشه رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه وسلم ( من صلى لله إثنتي عشرة ركعه من غير الفريضة بنى الله له بيتا في الجنة)
وقال عليه الصلاة والسلام (رحم الله امرى صلى قبل العصر اربعا)
وقال عليه الصلاة والسلام (من صلى أربعا قبل الظهر وأربعا بعدها حرم الله لحمه على النار)
وقال عليه الصلاة والسلام" انك لن تسجد لله سجدة إلا رفع لك بها درجه وحط بها عنك خطيئه " وتأمل في حال هذه الأخت حفظك الله احد طلاب العلم كانت عمته صاحبة عباده وكانت كثيرة الصلاة والقنوت لله – يقول رأيت عمتي في المنام فقلت ؛ ماذا فعل الله بك ؟ قالت ؛ أنا في الفردوس الأعلى – قلت بماذا ؟ قالت ؛ عليك بالسجود – أنها توصيه بالسجود لأنها عرفت بعد موتها قيمة السجود _

5_الحرص أشد الحرص على الوتر فلا تفوتك ليلة بدون وتر ان استطعت وجاهد نفسك على ذلك فان النبي عليه الصلاة والسلام لم يدعها في سفر ولا حضر وهي أفضل صلاة بعد المكتوبه والله سبحانه وتعالى وتر يحب الوتر
6 _المحافظة على ركعتي الضحى وتسمى صلاة الأوابين
(الرجاعين من الذنوب)

قال عليه الصلاة والسلام (يصبح على كل سلامي من أحدكم صدقة,فكل تسبيحة صدقة , وكل تحميدة صدقة , وكل تهليله صدقة , وكل تكبيرة صدقة , وأمر بالمعروف صدقة , ونهي عن المنكر صدقة , ويجزي من ذلك ركعتان يركعهما من الضحى )
سلامي:عظام البدن ومفاصله.
قال ابو هريره رضي الله عنه :اوصاني خليلي بثلاث ,صيام ثلاثة ايام من كل شهر ,و صلاة الضحى ,وان اوتر قبل ان انام )

6_أحرص على ان تكون على طهارة غالب اليوم لأنه معين على العمل الصالح ومطردة للكسل والشيطان.

7_المحافظة على الأذكار والإستغفار وخاصة (أذكار الصباح والمساء،والنوم ،والدخول والخروج من<المنزل،المسجد،الخلاء> وأذكار بعد الصلاة،وبعد الأذان )وأعظم الذكر هوكتاب الله عز وجل
ومن حافظ على اذكار الصباح والمساء كتب من الذاكرين الله كثير والذاكرات
قال تعالى (والذاكرين الله كثيرا والذاكرات أعد الله لهم مغفرة وأجر عظيما )

8_طلب العلم ،كأن تحفظ كتاب الله عز وجل وتحضرالدروس ومجالس الذكر وتقرأ من أي كتاب في شتى فنون المعرفه(طريقه مجربة:اقرأ في اليوم مالا يقل عن ربع ساعه واجعل بجانبك دفتر فتسجل فيه ماأستفدت من القراءة)

9_المداومة على الصدقة:يوميا ،او أسبوعيا مثلا الاثنين والخميس ايام تعرض فيهاالأعمال على الله تصدق فيها لو بشق تمره ،او شهريا ولو بالقليل فانت في ظل صدقتك يوم القيامه ,
قال: النبي عليه الصلاة والسلام " كل امرى في ظل صدقته يوم القيامة" صدقاتك هي ظلك – وسع ظلك بارك الله فيك لاتبخل فمن الناس من لاظل له — أي لا صدقة له ومن الناس من ظله واسع.
قال الرسول صلى الله عليه وسلم : الصدقة تطفئ غضب الرب , وتدفع ميتة السوء.
ومن السبعه الذين يظلهم الله في ظله يوم لا ظل إلا ظله رجل تصدق بيمينه ولم تعلم شماله.(صدقة خفاء )

10_المحاسبة قبل النوم: تكون المحاسبة في:- هل ازددت علما،وكيف كانت عبادتك؟ومحاسبة النفس في الدعوة الي الله،والمحاسبة في التفريط في الطاعة أو في فعل المعاصي قال ؛ابن مسعود رضي الله عنه ماندمت مثل ندمي على يوم مضى فيه عمري ولم يزد فيه عملي.

11_تجديد التوبه يقول صلى الله عليه وسلم(إني لأستغفر الله واتوب إليه في اليوم والليله أكثر من سبعين مرة) أوكماقال.

12_التفكر……قال تعالى(الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في خلق السماوات والأرض ربنا ماخلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار).

13_ العفو وسلامة القلب من الأمراض (الحقد،الحسد،…الخ)قال تعالى ( يوم لا ينفع مال ولا بنون إلا من اتى الله بقلب سليم ) العفو وسلامة القلب قرينان لا ينفكان وينتج عنهما سعادة القلب قال ذلك الصحابي الذي شهد له النبي صلى الله عليه وسلم بدخول الجنه وهو يمشي على الارض، مانمت وفي قلبي غش وحقد على احد من المسلمين.

14_الدعوة إلى الله وترك المعصيه لأجل الله قال صلى الله عليه وسلم -"من ترك شيئا لله عوضه الله خير منه"

15_برالوالدين في حياتهم وفي مماتهم وذلك بالدعاء لهم والتصدق لهم وصلة الرحم.

**همسه : إن استطعت ان لا يسبقك الى ( الله ) احد فافعل .




يعطيك العافيه اختي عالموضوع القيم

جزاك الله خير




خليجية



خليجية



موضوع رائع ونقل موفق

بارك الله فيك ووفقك وجزاك الله الخير كله .

(( أخيتي حبذا لو كتبت كلمة منقول في نهاية الموضوع ))




التصنيفات
منوعات

العبادة الخفية زورق النجاة

زورق من ركبه نجا , وعبادة من اعتادها طهر قلبه وهذب نفسه وعودها الإخلاص , إنها العبادة في السر والطاعة في الخفاء , حيث لا يعرفك أحد ولا يعلم بك أحد , غير الله سبحانه , فأنت عندئذ تقدم العبادة له وحده غير عابىء بنظر الناس إليك وغير منتظر لأجر منهم مهما قل أو كثر .. وهي وسيلة لا يستطيعها المنافقون أبدًا, وكذلك لا يستطيعها الكذابون؛ لأن كلاً منهما بنى أعماله على رؤية الناس له, وإنما هي أعمال الصالحين فقط.
نحن .. وخبيئة الصالحات :
إن أعمال السر لا يثبت عليها إلا الصادقون, فهي زينة الخلوات بين العبد وبين ربه, ولكن في وقت قل فيه عمل السر أو كاد أن ينسى ينبغي على الحركة الإسلامية إحياء معناه, علمًا وعملاً, وينبغي على شباب أمتنا الإسلامية تربية أنفسهم عليه.

وليعلم كل امرئ أن الشيطان لا يرضى ولا يقر إذا رأى من العبد عمل سر أبدًا, وإنه لن يتركه حتى يجعله في العلانية؛ ذلك لأن أعمال السر هي أشد أعمال على الشيطان, وأبعد أعمال عن مخالطة الرياء والعجب والشهرة.

وإذا انتشرت أعمال السر بين المسلمين ظهرت البركة وعم الخير بين الناس, وإن ما نراه من صراع على الدنيا سببه الشح الخارجي والشح الخفي, فأما الأول فمعلوم, وأما الثاني فهو البخل بالطاعة في السر, إذ إنها لا تخرج إلا من قلب كريم قد ملأ حب الله سويداءه, وعمت الرغبة فيما عنده أرجاءه, فأنكر نفسه في سبيل ربه, وأخفى عمله يريد قبوله من مولاه, فأحبب بهذي الجوارح المخلصة والنفوس الطيبة الصافية النقية التي تخفي عن شمالها ما تنفق يمينها…

النبي صلى الله عليه وسلم ينصح بخبيئة صالحة ..
:(من استطاع منكم أن يكون له خبء من عمل صالحe* قال رسول الله فليفعل)(1)
قال: (ثلاثة يحبهم اللهe* وعن أبي ذر رضي الله عنه أن رسول الله وثلاثة يشنؤهم الله: الرجل يلقى العدو في فئة فينصب لهم نحره حتى يقتل أو يفتح لأصحابه, والقوم يسافرون فيطول سُراهم حتى يُحبوا أن يمَسَّوا الأرض فينزلون, فيتنحى أحدهم فيصلي حتى يوقظهم لرحيلهم, والرجل يكون له الجار يؤذيه جاره فيصبر على أذاه حتى يفرِّق بينهما موت أو ظعن, والذين يشنؤهم الله: التاجر الحلاف, والفقير المختال, والبخيل المنان)(2).
قال:e* وعن ابن مسعود رضي الله عنه عن النبي (عجب ربنا من رجلين: رجل ثار عن وطائه ولحافه, من بين أهله وحبِّه إلى صلاته, فيقول الله جل وعلا: أيا ملائكتي, انظروا إلى عبدي ثار عن فراشه ووطائه من بين حبه وأهله إلى صلاته, رغبة فيما عندي, وشفقة مما عندي, ورجل غزا في سبيل الله وانهزم أصحابه, وعلم ما عليه في الانهزام, وما له في الرجوع, فرجع حتى يهريق دمه, فيقول الله لملائكته: انظروا إلى عبدي, رجع رجاء فيما عندي, وشفقة مما عندي حتى يهريق دمه)(3).
قال: (ثلاثة يحبهم اللهe* وعن أبي الدرداء رضي الله عنه عن النبي ويضحك إليهم ويستبشر بهم: الذي إذا انشكفت فئة قاتل وراءها بنفسه لله عز وجل, فإما أن يقتل, وإما أن ينصره الله ويكفيه, فيقول: انظروا إلى عبدي هذا كيف صبر لي بنفسه؟ والذي له امرأة حسنة وفراش لين حسن فيقوم من الليل, فيقول: يَذَرُ شهوته ويذكرني ولو شاء رقد, والذي إذا كان في سفر وكان معه ركب فسهروا ثم هجعوا, فقام من السحر في ضراء وسراء)(4)
العلماء يربون على عمل السر …
عن الزبير بن العوام رضي الله عنه قال: "اجعلوا لكم خبيئة من العمل الصالح كما أن لكم خبيئة من العمل السيئ".
والخبيئة من العمل الصالح هو العمل الصالح المختبئ يعني المختفي, والزبير رضي الله عنه هنا ينبهنا إلى أمر نغفل عنه وهو المعادلة بين الأفعال رجاء المغفرة؛ فلكل إنسان عمل سيئ يفعله في السر, فأولى له أن يكون له عمل صالح يفعله في السر أيضًا لعله أن يغفر له الآخر.
وقال سفيان بن عيينة: قال أبو حازم: "اكتم حسناتك أشد مما تكتم سيئاتك".
وقال أيوب السختياني: "لأن يستر الرجل الزهد خير له من أن يظهره".
وعن محمد بن زياد قال: "رأيت أبا أمامة أتى على رجل في المسجد وهو ساجد يبكي في سجوده, ويدعو ربه, فقال له أبو أمامة: أنت أنت لو كان هذا في بيتك".
عمل السر دليل الصدق:
قال أيوب السختياني: والله ما صدق عبد إلا سرَّه ألا يُشعر بمكانه.
وقال الحارث المحاسبي: الصادق هو الذي لا يبالي لو خرج كل قدر له في قلوب الخلق من أجل صلاح قلبه, ولا يحب اطلاع الناس على مثاقيل الذر من حسن عمله.
وقال بشر بن الحارث: لا أعلم رجلاً أحب أن يُعرف إلا ذهب دينه وافتضح.
وقال بشر: لا يجد حلاوة الآخرة رجل يحب أن يعرفه الناس.
وقال أيضًا: لا تعمل لتذكر, اكتم الحسنة كما تكتم السيئة.
وعنه أيضًا: ليس أحد يحب الدنيا إلا لم يحب الموت, ومن زهد فيها أحب لقاء مولاه.
وعنه: ما اتقى الله من أحب الشهرة.
الصالحون في سرهم ..
عن عمران بن خالد قال: سمعت محمد بن واسع يقول: إن كان الرجل ليبكي عشرين سنة وامرأته معه لا تعلم به.
وعن يوسف بن عطية عن محمد بن واسع قال: لقد أدركت رجالاً كان الرجل يكون رأسه مع رأس امرأته على وسادة واحدة قد بل ما تحت خده من دموعه, لا تشعر به امرأته, ولقد أدركت رجالاً يقوم أحدهم في الصف فتسيل دموعه على خده ولا يشعر به الذي إلى جنبه.
وكان أيوب السختياني يقوم الليل كله فيخفي ذلك, فإذا كان عند الصبح رفع صوته كأنه قام تلك الساعة.
وعن ابن أبي عدِّي قال: صام داود بن أبي هند أربعين سنة لا يعلم به أهله, وكان خرازًا يحمل معه غداه من عندهم, فيتصدق به في الطريق, ويرجع عشيًا فيفطر معهم.
وكان ابن سيرين يضحك بالنهار, فإذا جن الليل فكأنه قتل أهل القرية.
وقال حماد بن زيد: كان أيوب ربما حدَّث بالحديث فيرق, فيلتفت ويتمخط ويقول: ما أشد الزكام!
وقال الحسن البصري: إن كان الرجل ليجلس المجلس فتجيئه عبرته, فيردها, فإذا خشي أن تسبقه قام.
وقال مغيرة: كان لشريح بيت يخلو فيه يوم الجمعة, لا يدري الناس ما يصنع فيه.
قال عبد الرحمن بن مهدي: قلت لابن المبارك: إبراهيم بن أدهم ممن سمع؟ قال: قد سمع من الناس, وله فضل في نفسه, صاحب سرائر, وما رأيته يظهر تسبيحًا ولا شيئًا من الخير.
وقال نعيم بن حماد: سمعت ابن المبارك يقول: ما رأيت أحدًا ارتفع مثل مالك, ليس له كثير صلاة ولا صيام إلا أن تكون له سريرة.
وروى الذهبي: كانوا يستحبون أن يكون للرجل خبيئة من عمل صالح لا تعلم به زوجته ولا غيرها.
عوامل معينة على الخبيئة الصالحة :
أ – تدبر معاني الإخلاص: فالتربية على الإخلاص لله سبحانه وتذكير النفس به دائمًا هي الدافع الأول على عمل السر, ذلك إن الباعث على عمل السر هو أن يكون العمل لله وحده وأن يكون بعيدًا عن رؤية الناس, فعلى المربين تطبيق معاني الإخلاص في أمثال ذلك السلوك الخفي أثناء تدريسه للناس, وحثهم على عمل السر من منطلق الإخلاص لله سبحانه.
ب – استواء ذم الناس ومدحهم: وهو معنى لو تربى عليه المرء لأعانه على عمل السر, إذ إنه لا تمثل عنده رؤية الناس شيئًا, سواء مدحوه لفعله أو ذموه له؛ لأن مبتغاه رضا ربه سبحانه وليس رضا الناس, وقد سبق أن بعض العلماء كان يُعلم تلاميذه فيقول لهم: اجعلوا الناس من حولكم كأنهم موتى.
جـ – تقوية مفهوم كمال العمل: وأقصد بذلك أن يتعلم المسلم أنه يجب أن يسعى إلى أن يكتمل عمله وتكمل كل جوانبه ليحسن ويقبل, وإن العمل الذي لا يراه الناس يُرجى فيه الكمال أكثر مما يرجى في غيره, فينبغي الاهتمام به أكثر.
د – صدقة السر: قال تعالى {إِنْ تُبْدُوا الصَّدَقَاتِ فَنِعِمَّا هِيَ وَإِنْ تُخْفُوهَا وَتُؤْتُوهَا الْفُقَرَاءَ فَهُوَ خَيْرٌ لَكُم} [البقرة: 271].
فهي طريقة عملية سهلة لتطبيق عمل السر عمليًا, فبالإكثار من صدقة السر يُعَود الإنسان نفسه على أعمال السر ويتشربها قلبه وتركن إليها نفسه, وقد ذكر أهل العلم بعضًا من الفضائل في صدقة السر منها:أن صدقة السر أستر على الآخذ وأبقى لمروءته وصونه عن الخروج عن التعفف , ومنها أنها أسلم لقلوب الناس وألسنتهم؛ فإنهم ربما يحسدون أو ينكرون عليه أخذه ويظنون أنه أخذ مع الاستغناء , ومنها أنها أقرب إلى الأدب في العطاء.
———————————
(1) صححه الألباني (انظر: صحيح الجامع 5/240).
(2) رواه أحمد والترمذي وقال: هذا حديث صحيح, وصححه الحاكم وقال: صحيح على شرط الشيخين, ووافقه الذهبي وإسناده صحيح. (انظر: صحيح الترغيب والترهيب ص258, جـ1).
(3) رواه أحمد والطبراني وابن حبان وحسنه الألباني (صحيح الترغيب رقم 626).
(4) رواه الطبراني في الكبير, وحسنه الألباني (صحيح الترغيب رقم 625).




شكرا ع الموضوع الرائع وجزاك الله خيراا



التصنيفات
منتدى اسلامي

ليلة النصف من شعبان لا تخصص بالعبادة

ليلة النصف من شعبان لا تخصص بالعبادة
قرأت في أحد الكتب أن صيام ليلة النصف من شعبان بدعة من البدع ، و قرأت في مصدر آخر أن من الأيام التي يستحب الصيام فيها ليلة النصف من شعبان … ما الحكم القطعي في ذلك ؟ .

الحمد لله
لم يثبت في فضل ليلة النصف من شعبان خبر صحيح مرفوع يعمل بمثله حتى في الفضائل بل وردت فيها آثار عن بعض التابعين مقطوعة و أحاديث أصحها موضوع أو ضعيف جداً و قد اشتهرت تلك الروايات في كثير من البلاد التي يغمرها الجهل من أنها تكتب فيه الآجال و تنسخ الأعمار … إلخ و على هذا فلا يشرع إحياء تلك اليلة و لا صيام نهارها و لا تخصيصها بعبادة معينة و لا عبرة بكثرة من يفعل ذلك من الجهلة ، و الله أعلم .

الشيخ ابن جبرين

فإذا أراد أن يقوم فيها كما يقوم في غيرها من ليالي العام – دون زيادة عمل ولا اجتهاد إضافي ، ولا تخصيص لها بشيء – فلا بأس بذلك ، وكذلك إذا صام يوم الخامس عشر من شعبان على أنه من الأيام البيض مع الرابع عشر والثالث عشر ، أو لأنه يوم اثنين أو خميس إذا وافق اليوم الخامس عشر يوم اثنين أو خميس فلا بأس بذلك إذا لم يعتقد مزيد فضل أو أجر آخر لم يثبت . والله تعالى أعلم .قرأت في أحد الكتب أن صيام ليلة النصف من شعبان بدعة من البدع ، و قرأت في مصدر آخر أن من الأيام التي يستحب الصيام فيها ليلة النصف من شعبان … ما الحكم القطعي في ذلك ؟ .

الحمد لله
لم يثبت في فضل ليلة النصف من شعبان خبر صحيح مرفوع يعمل بمثله حتى في الفضائل بل وردت فيها آثار عن بعض التابعين مقطوعة و أحاديث أصحها موضوع أو ضعيف جداً و قد اشتهرت تلك الروايات في كثير من البلاد التي يغمرها الجهل من أنها تكتب فيه الآجال و تنسخ الأعمار … إلخ و على هذا فلا يشرع إحياء تلك اليلة و لا صيام نهارها و لا تخصيصها بعبادة معينة و لا عبرة بكثرة من يفعل ذلك من الجهلة ، و الله أعلم .

الشيخ ابن جبرين

فإذا أراد أن يقوم فيها كما يقوم في غيرها من ليالي العام – دون زيادة عمل ولا اجتهاد إضافي ، ولا تخصيص لها بشيء – فلا بأس بذلك ، وكذلك إذا صام يوم الخامس عشر من شعبان على أنه من الأيام البيض مع الرابع عشر والثالث عشر ، أو لأنه يوم اثنين أو خميس إذا وافق اليوم الخامس عشر يوم اثنين أو خميس فلا بأس بذلك إذا لم يعتقد مزيد فضل أو أجر آخر لم يثبت . والله تعالى أعلم .




جزاك الله خير



تسلمى يا قمر والله معلومة مفيدة وقيمة ومنتظرة جديدك




مشكورين عالمرور



التصنيفات
منتدى اسلامي

تهذيبالنفس المؤمنة بالعبادة

تهذيب النفس

وتخليصها
من أدرانها

السمات الأخلاقية للمجتمع المسلم ذلك الارتباط الوثيق بين العبادة والاخلاق , إذ أن العبادة تزكي نفس صاحبها وتوجه سلوكه

توجيهأ شفافأ متورعأ عن الحرمات , وتهذب أخلاقه وتقومها باستمرار . فالصلاة مثلأ تنهى عن الفحشاء والمنكر , أوهكذا ينبغي أن تكون

قال تعالى :
<( وأقم الصلاة ,إن الصلاة تنهي عن الفحشاء والمنكر )>< العنكبوت 45>

ويقول جل من قال
<(فويل للمصلين الذين هم عن صلاتهم ساهون , الذين هم يراوْون ويمنعون الماعون )>< الماعون 4-7>

ان هوْلاء لوكانوا يقيمون الصلاة حقأ لله تعالى , مامنعوا العون عن عباده, وهذا هو المحك الحقيقي للعبادة الصادقة
المقبولة عند الله , وهذا هوالرياء الذي يترك الأعمال خواء ويصيرها هباء

والصيام جنة يمتنع فيها المسلم عن الطعام والشراب الى جانب تقوى المشاعر وانطلقة الروح

قال عليه الصلاة والسلام :
(( من لم يدع قول الزور والعمل به فليس لله حاجة في أن يدع طعامه وشرابه ))
رواه البخاري

فهذه النصوص توضح لنا مدى اهتمام الإسلام بتهذيب النفس الموْمنة وتخليصها من أدرانها
خلال قيامها بالشعائر التعبدية , ومن ثم توجيه السلوك ضمن هذه القيم .

والذكاة ليست دفعا للمال فقط وإنما هي تطهير المال والنفس
قال تعالى :
<(خذ من أموالهم صدقة تطهرهم وتزكيهم بها )>< التوبة 102>
ومن اجل ذلك وسع
النبي صلى الله عليه وسلم في دلالة كلمة الصدقة التي ينبغي
أن يبذلها المسلم
فقال :
(( تبسمك في وجه أخيك صدقة .
وأمرك بالمعروف ونهيك عن المنكر صدقة
وإرشادك الرجل في أرض الضلال لك صدقة
وإماطتك الأذى والشوك والعظم عن الطريق لك صدقة ..))
رواه البخاري
فهذه العبادة تلتقي كلها عن الغاية التي رسمها
رسول الله صلى الله عليه وسلم
في قوله :
(( وإنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق ))

والاخلاق في الاسلام تكليف رباني قبل كل شيْ
قال تعالى :
<(قل إن صلاتي ونسكي ومحياي ومماتي لله رب العالمين لا شريك له )>
والله سبحانه وتعالى يقررأنه لم يكلف البشر الا أن يعبدوه
<( وماخلقت الجن والإنس ألا ليعبدون )>< الذاريات 56>




++++++++++++++++++++++++++++++ ++++جزاااااااااااااكي الله حنة عرضها السموات والارض



التصنيفات
منوعات

لذة العبادة

لذة العبادة

بسم الله الرحمن الرحيم

برنامج عملي
عندما سئل بلال رضي الله عنه عن سبب صبره على
الإيمان مع شدة تعذيبه وطرحه في رمضاء مكة الحاره
قال قولته المشهورة:

" مزجت مرارة العذاب بحلاوة الإيمان
فطغت حلاوة الإيمان"

شروط نجاح البرنامج

1. الشعور بالحاجة إلى هذا البرنامج.

2. الإخلاص:إذا أردت الإخلاص فاسأل نفسك: لماذا عملت هذا العمل أليس طلباً للجنة
وفراً من النار ومما يعين على الإخلاص القراءة في صفة الجنة والنار ومعرفة الله حق المعرفة
بمعرفة أسمائة وصفاته وأن تعلم أن الناس لا ينفعون ولا يضرون وأن النفع والضر بيد الله جل
وعلا.

3. الصبر والمجاهدة: قال تعالى "إنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب" وقال تعالى
(والذين جاهدوا فينا لنهدينهم سبلنا وإن الله لمع المحسنين)

4. الاحتساب: وهو أن تعمل العمل لا ترجو به شئ من عرض الدنيا الزائل بل ترجو
الثواب من الله وحده

5. الدعاء.

البرنامج العلمي للذة العبادة

هذا البرنامج هو أدنى الكمال وكلما زدت من العمل والعدد كان أفضل

1. صيام ثلاثة أيام من كل شهر مع المحافظة على الصيام الموسمي وهو( الست من
شوال، وعرفة ، وعاشورة)

2. ختم القرآن كل شهر: طريقة قرأة القرآن قبل كل صلاة أربع صفحات(ثمانية
أوجه)فيقرأ كل يوم جزء فيختم القرآن كل شهر.

3. التبكير إلى الصلوات: إذا سمعت المؤذن يقول حي على الصلاة وخرجت الى المسجد لم
يخرجك إلا الصلاة فأنت مبكر.

4.المحافظة على السن الرواتب(2 قبل الفجر 4 قبل الظهر 2 بعد
الظهر 2 بعد المغرب 2 بعد العشاء)من حديث عائشة رضي الله عنها عن النبي صلى الله عليه
وسلم: (من صلى لله اثنتى عشرة ركعة من غير الفريضة بني الله له بيتاً في الجنة)

5. المحافظة على ركعتي الضحى وتسمى صلاة الأوابين( الرجاعين من
الذنوب)

البرنامج العلمي للذة العبادة

هذا البرنامج هو أدنى الكمال وكلما زدت من العمل والعدد كان أفضل

6. أحرص على أن تكون على طهارة غالب اليوم لأنه معين على العمل الصالح
ومطردة للكسل والشيطان.

7. المحافظة على الأذكار والإستغفار وخاصة(أذكار الصباح والمساء والنوم
والدخول والخروج من المسجد ومن اخلاء وغيرها) وأعظم الذكر هو كتاب الله جل وعلا.

8. طلب العلم كأن تحفظ كتاب الله عز وجل وتحضر الدروس وتقرأ من أي كتاب في شتي
فنون المعرفة(طريقة مجربة،اقرأ في اليوم ما لا يقل عن ربع ساعة واجعل بجانبك دفتر فتسجل فيه ما
أستفدت من القرءة) .

9. لمداومة على الصدقة: يوميا ، أسبوعياً أو شهرياً ولو بالقليل لأنك لو تصدقت
يومياً لدعا لك يومياً ملك، وفيه مداومة على عمل صالح وهو مما يورث لذة العبادة.

10. المحاسبة قبل النوم كيف تكون المحاسبة؟ تكون المحاسبة في: هل ازدت علماً
وكيف كانت عبادتك ومحاسبة النفس في الدعوة الى الله عز وجل ، والمحاسبة في الفريط في الطاعة أو
في عمل المعاصي واجعله في كتاب لا ينظر فيه غيرك.

البرنامج العلمي للذة العبادة

هذا البرنامج هو أدنى الكمال وكلما زدت من العمل والعدد كان أفضل

11. تجديد التوبة يقول صلى الله عليه وسلم(إني لأستغفر الله وأتوب إليه في
اليوم واليلة أكثر من سبعين مرة)أو كما قال عليه الصلاة والسلام

12. التفكر …. ( الذين يذكرون الله قياما وقعودا وعلى جنوبهم ويتفكرون في
خلق السماوات والأرض ربنا ما خلقت هذا باطلا سبحانك فقنا عذاب النار)

13. سلامة القلب من الأمراض( الحقد الحسد الخ …..)

14. الدعوة إلى الله وترك المعصية لأجل الله.

15. بر الوالدين وصلة الرحم.




الله يجزاك خير على هذا التذكير النافع فذكر فأن الذكرى تنفع المؤمنين



تسلمين حبيبتي ولاهنتي ع المرور العسل



مشكورة حبيبتى ودائما مميزه فى مواضيعك نتظر منكى مزيد من الابداع



الابداع مرورج يالغلا منوره حبوبه