بغداد – د ب أ –
روى عدي الزيدي الشقيق الأكبر للصحفي العراقي منتظر الزيدي امس تفاصيل زيارته إلى شقيقة في أروقة
المحكمة الجنائية العراقية بعد أكثر من أسبوع على اعتقاله من قبل السلطات العراقية على خلفية قذفه
الرئيس الأمريكي جورج بوش بفردتي حذائه في 14 من الشهر الجاري في مؤتمر صحفي مع رئيس الوزراء
العراقي نوري المالكي في العاصمة بغداد.
وقال الزيدي في مقابلة مع تلفزيون (البغدادية): أمضيت ساعة و30 دقيقة مع شقيقي وتحدثنا بجرأة
متناهية وعندما دخلت على منتظر الزيدي في غرف المحكمة قبلت يده لأكون أول شخص يقبل اليد التي
ضربت الرئيس الأمريكي جورج بوش (لكن) بعدما قبلتها شعرت أنه يتوجع منها فعرفت منه أنه تعرض للتعذيب.
وقال منتظر الزيدي: بعد أن ضربت بوش بالحذاء انهالوا علي بالضرب وأسمع عناصر الأمن الأمريكيين يقولون..
لا لا وهذا الكلام على لسان منتظر وهو للتأريخ وتكررت كلمة لا لمرات لكن بدون مجيب.
وأضاف: لم اخضع لأي تحقيق من قبل الجانب الأمريكي وعلى بعد أمتار من مكان المؤتمر أبعدني عناصر
حماية رئيس الحكومة بمسافة أمتار عن مكان المؤتمر الصحفي وقاموا بعصب يدي إلى الوراء وانهالوا علي
بقضيب من حديد ورغم استغاثاتي لم يستجب أحد ثم قام أحدهم بتوجيه لكمة قوية إلى وجهي فكسر
أحد أسناني بعدها انهالوا علي بركلات بالأرجل إلى أن فقدت الوعي.
ويستطرد منتظر الزيدي قائلا: تم نقلي إلى مكان مهجور في المنطقة الخضراء مدمر من جراء الحرب بعد
ساعات من الحادثة وعادوا هذه المرة بالضرب بأسلاك كهربائية وبيدهم كاميرا وهم يقولون لي من هي
الجهة التي كلفتك بهذا العمل وقلت لهم الشعب العراقي هو الذي كلفني وقالو لي لا تكن وطنيا.
وأوضح منتظر أن أفراد حماية رئيس الحكومة استعملوا الكهرباء خلال عمليات التعذيب وقاموا بخلع ملابسي
واستعملوا شتى أنواع التعذيب حتى أني قلت لهم أعطوني ورقة لأكتب لكم ما تريدون أي جهة حتى الجهة
التي أنتم تريدوها وسأكتب لكم أرسلتني هذه الجهة وأعطتني المال.
وقال عدي على لسان شقيقه منتظر: في ساعات الفجر من اليوم التالي دخل علي أحد أفراد الحماية وأنا
في وضع صعب للغاية ورمى علي ماء بارداً وقام بضربي بالأسلاك الكهربائية بعدها جاءني مسؤول من
الحكومة وقال لي لماذا فعلت ذلك ؟ فقلت له إذا أحس رئيس الوزراء بالإهانه أنا مستعد أن أكتب خطيا
للاعتذار منه وأنا فعلت ذلك من أجل اليتامى والثكالى ثم ابتعد لمسافة حتى أنهال أفراد الحماية علي
بالضرب مرة أخرى.
وأضاف: بعد كل هذا التعذيب قلت لأفراد الحماية إخواني أنا ربما كنت مخمورا أو فاقدا للوعي عندما ضربت
بوش بالحذاء وإني لا من أجل الشعب العراقي ولا غيره فعلت ذلك.
وقال عدي هناك تورم في (مناطق) الرجلين والقدمين واليدين والظهر والوجه والأنف وعينيه (منتظر) حمراء و
(هناك) جروح وخدوش وإنه يواجه صعوبة في نطق الحروف وإذا كذب أي شخص روايتي فأنا أقول لهم
أخرجوه اليوم عبر شاشات التلفزيون كما أن هناك حروقا في أذنه بأعقاب السجائر وحالات أخرى عديدة
وهذه المشاهدة واللقاء تمكنت لحضور اثنين من أعضاء منظمة حقوق الإنسان.وأضاف: أن منتظر أبلغ
السلطات القضائية بجميع تفاصيل التعذيب وأن القاضي أمر برفع دعوى قضائية على هؤلاء أيا كانت الجهة
التي يعملون لديها ورفع دعوة قضائية ضد صحفي عراقي يعمل في محطة تلفزيون كردية قام بضربه بعد
الحادث.
وقال عدي إن منتظر قال إن الذي قمت به هو ثمن بسيط من أجل الشهداء واليتامى.. أنا لست بعثيا ولا
شيوعيا ولا صدريا ولا دعوة ولا مجلس الإسلامي ولا من عناصر المقاومة ولا اتبع لجهات سنية ولا شيعية
ولا صابئية وفعلتها من أجل الشعب العراقي وإذا عاد بي الزمن من جديد سأفعلها مع بوش وأنا أقول هل
أوفيت إلى الشعب العراقي.
وأوضح أن شقيقي اعتقل أولا بيد أفراد حماية رئيس الحكومة ثم أحيل بعدها إلى القضاء بعد أن بقي 24
ساعة تحت التعذيب وبعدها توقفت عملية التعذيب وأرسل رسالة مكتوبة إلى رئيس الحكومة ذكر فيها انه
لم يقصد شخص رئيس الحكومة العراقية وهي ليست تحت ضغط وأنه كان في كامل قواه العقلية ومن داخل
المحكمة.
وقال عدي الزيدي إن منتظر أبلغني أن من دفعني لضرب بوش هم أبناء الشهداء والمعتقلين والأرامل
والفقراء والمهجرين.. هؤلاء السفاحين الذي دفعوني وإذا كان هؤلاء هم السفاحون فليقطع رئيس الحكومة
رؤوسهم جميعا. وأضاف: خلال التعذيب طلب مني أن أقول الجهة الفلانية أرسلتني وقلت لهم هذه الجهة
ليست من مذهبي وأن أي جهة لم ترسلني وبعد التعذيب قلت لهم أعطوني ورقة بيضاء بتوقيعي واكتبوا
أنتم الجهة التي تريدوها وأنا مستعد للقبول بها وأنهم كانوا يصرون على ذكر جهة واحدة أو اثنين وراء تنفيذ
العملية.