والمثير للدهشة في نتائجها هو توصلها إلى ما يخالف غالبية الاعتقادات السلبية الشائعة حولها. ذلك أنها وجدت أن النسوة اللائي يتناولنها لديهن فرص متوقعة للعيش فترة زمنية أطول من اللواتي لا يتناولنها، وأن مستخدماتها أقل عرضة للوفاة بأمراض القلب وبالأمراض السرطانية، مقارنة أيضا بمن لا يتناولنها.
الواقع أن هناك تاريخا طويلا من الأخذ والرد والأحداث والاعتراضات والنجاحات على المستوى العلمي والطبي والاجتماعي، منذ مجرد بدء تفكير الباحثين الطبيين عن وسيلة دوائية تمنع احتمالات حصول الحمل في بدايات القرن الماضي، وحتى وصولنا إلى ظهور وانتشار توفر أنواع مختلفة من هذه الحبوب للمستهلكات اليوم في كل أنحاء العالم.
وهو ما يحتاج إلى عرض لفهم وإدراك جوانب تتعلق بالتسلسل التاريخي لظهورها وانتشارها، ومكوناتها، وطريقة عملها، وتأثيراتها المستقبلية، ودواعي الشكوك حول أمان تناولها، وضوابط وصفها واستهلاكها، وغيرها من الجوانب التي لا تحتاج إلى معرفتها النساء المتزوجات فقط، بل عموم النساء والرجال.
ودراسة الأطباء من جامعة “أبردين” في اسكوتلندا بالمملكة المتحدة، ومن قسم علوم تناسل البشر التابع للمجلس البريطاني للبحوث، جاءت مطمئنة في نتائجها لعموم ملايين مستخدمات حبوب منع الحمل، ولأزواجهن. والمهم في ذلك، أنه لا علاقة مباشرة فيما بين تناول هذه الحبوب وبين احتمالات الوفاة المبكرة، بالمقارنة مع من لا يتناولنها.
وقال الدكتور ريتشارد أندرسون، عضو المجلس البريطاني للبحوث إن «نتائج هذه الدراسة مطمئنة بشكل وافر، وهي تفترض بشكل صريح أن الفوائد الصحية البعيدة المدى لتناولها تغلب أي مخاطر محتملة جراء استخدامها».
ووفق ما تم نشره في المجلة الطبية البريطانية BMJ، قام الباحثون بإشراف الدكتور فيليب هانافورد، بمتابعة 46 ألف امرأة لمدة 40 عاما. وتحديدا بدأت الدراسة منذ عام 1968، أي بعد نحو ستة أعوام فقط من بدء انتشار تناول الحبوب في العالم. وتوصلوا إلى أن متناولات حبوب منع الحمل لديهن احتمالات أقل للوفاة نتيجة لأمراض القلب والسرطان والأسباب الأخرى، مقارنة بمن لم يتناولنها مطلقا طوال حياتهن.
وعلى وجه الخصوص، تمس هذه النتائج المطمئنة أولئك النساء اللواتي تناولن في السابق الأنواع الأولية من حبوب منع الحمل. ومعلوم أن حبوب منع الحمل المحتوية على الهرمونات مرت بمراحل متعددة في الإنتاج. وكثيرا ما كان يخشى في الأوساط الطبية أن الأنواع التي كانت تتوفر في فترة الستينات والسبعينات، والتي كانت تحتوي على كميات أعلى من الهرمونات الأنثوية، ربما تركت أضرارا بعيدة المدى على مستخدماتها، بالمقارنة مع الأنواع الأحدث والأقل في محتواها من الهرمونات الأنثوية.
ولذا علق الدكتور هانافورد بالقول إن كثيرا من النساء، وخاصة من تناولن لسنوات عدة تلك الأجيال الأولى من حبوب منع الحمل الهرمونية، يمكن طمأنتهن بنتائج هذه الدراسة.
وعلى الرغم من أن الدراسة لاحظت أن تناول حبوب منع الحمل لا يزال يشكل خطورة على المدخنات، وعلى اللواتي في عمر أقل من الخامسة والأربعين، فإن الباحثين قالوا إن التأثيرات على الشابات الصغار تزول بعد عشر سنوات، وإن فوائد تناولها من قبل النساء الأكبر سنا تفوق مضارها أو مخاطرها.
وكانت الكلية الأميركية لطب النساء والتوليد ACOG، أصدرت في يناير (كانون الثاني) الماضي «نشرة ممارسة» جديدة حول مجالات الاستفادة من حبوب منع الحمل، في مجالات غير عملها على منع الحمل. وأشارت إلى أنه بالإضافة إلى منع الحمل، فإن الحبوب الهرمونية تلك مفيدة في معالجة حالات الاضطرابات ذات الصلة بالدورة الشهرية والحيض، مثل الألم الشديد المصاحب للحيض، والنزيف الشديد للحيض.
وأضافت النشرة أن: حبوب منع الحمل تحتوي على هرموني البروجيسترون progesterone والاستروجين estrogen، وهما يُقللان من مخاطر الإصابة بسرطان بطانة الرحم وسرطان المبايض وسرطان القولون. ومن الفوائد الأخرى المحتملة لتناولها هو منع الإصابة بالصداع النصفي (الشقيقة) migraine الذي يأتي مع بدء الحيض. وكذلك في معالجة آلام الحوض التي يتسبب بها مرض «بطانة الرحم المهاجرة» endometriosis. ومعالجة، أيضا، شدة نزيف الحيض المصاحب لحالات وجود تليفات الرحم uterine fibroids.
وقال الدكتور روبرت ريد، رئيس الفريق العلمي الذي وضع النشرة: «يعلم الأطباء منذ سنوات عدة أن حبوب منع الحمل لها فوائد صحية تتجاوز القدرة على منع الحمل فقط. والإرشادات الجديدة التي تتضمنها النشرة فحصت بدقة الأدلة العلمية الداعمة لاستخدامات حبوب منع الحمل في الحالات العلاجية المختلفة، التي لا علاقة لها بتحقيق منع الحمل».
وأضاف أن حبوب منع الحمل الهرمونية التي تحتوي على مجموعة من الهرمونات، فاعلة في إعادة التوازن إلى الاضطرابات التي تعتري انتظام أوقات الدورة الشهرية، وفي حالات الاضطرابات التي تظهر على المرأة قبيل بدء الحيض. وفي تخفيف ظهور حبوب الشباب، وفي منع حيض المرأة خلال الأيام التي لا تود المرأة أن تحصل فيها، مثل أيام السفر أو الأجازات أو الزفاف أو شهر العسل.
ووفق ما تشير إليه النشرات العلمية الحديثة للمجمع الأميركي للسرطان، فإن أسباب الهواجس الطبية حول احتمالات وجود علاقة حبوب منع الحمل بالأمراض السرطانية، مردها إلى أن هناك أنواعا من الإصابات السرطانية ذات العلاقة المباشرة، في ظهورها ونموها وانتشارها، بنسبة الهرمونات في الجسم. وهذا ينطبق على النساء وعلى الرجال. إذ كما أن سرطان البروستاتا لدى الرجال له صلة بالهرمونات الذكرية، فإن سرطانات الثدي والمبايض والرحم لها هي الأخرى علاقة بالهرمونات الأنثوية.
ولكن مجرد طرح «احتمال» وجود «علاقة»، سلبية أو إيجابية، لا يعني بالضرورة وجود علاقة «السبب والنتيجة» بين تناول حبوب منع الحمل وإصابة النساء بالأمراض السرطانية. وهذا ما ثبت علميا خلال السنوات الماضية. ولذا فإن هناك تفصيلات تستحق العرض عند الحديث عن تناول تلك الحبوب والإصابة بالأمراض السرطانية، خاصة وأن ديدن بعض الناس هو التصديق المباشر والتلقائي لأي شائعة تذكر السلبيات، ولا يستمعون لأي توضيح أو نفي يصدر عن جهات علمية طبية محايدة وغير منتفعة بالأصل من وراء انتشار تناول تلك الحبوب الهرمونية.
ويقول الباحثون في المجمع الأميركي للسرطان: «بالنسبة لسرطان الثدي، من المعلوم أن خطورة الإصابة بسرطان الثدي تعتمد على عدة عوامل. وأحدها هو الهرمونات الأنثوية الطبيعية في جسم المرأة. ولذا ترتفع الإصابات بسرطان الثدي بالعموم لدى النساء اللواتي بلغن قبل سن 12 سنة، أو وصلن متأخرات إلى سن اليأس، أي بعد سن 55 سنة، أو حملن لأول مرة بعد بلوغ سن الثلاثين، أو اللواتي لم يحملن مطلقا».
وأضافت القول إن الدراسات العلمية التي فحصت علاقة حبوب منع الحمل بالإصابة بسرطان الثدي، كانت نتائجها متضاربة. منها دراسات توصلت إلى حصول ارتفاع طفيف في نسبة الإصابة بسرطان الثدي، وبشكل أعلى لدى من يبتدئن تناولها في العشرينات من العمر، أو كن يتناولنها في خلال السنوات الخمس الماضية. ولكن هذه الخطورة تتلاشى بعد التوقف لعشر سنوات عن تناولها. ومنها دراسات أخرى أكدت في نتائجها عدم وجود علاقة بين الأمرين بالمطلق. ولذا لا تتبنى الجمعية أي رأي جازم في نصائحها الطبية للوقاية من سرطان الثدي.
وبالنسبة لسرطان المبايض أو سرطان بطانة الرحم، فلا يوجد خلاف بالمطلق بين نتائج الدراسات العلمية التي أكدت فائدة تناول حبوب منع الحمل في تقليل الإصابات بهذين النوعين من السرطان. وهو ما يؤكد تبنيه المجمع الأميركي للأورام.
وأما علاقة سرطان عنق الرحم بتناول حبوب منع الحمل فهي علاقة غير مباشرة. ويشير المجمع الأميركي للسرطان إلى أن «فيروسات بابيلوما البشرية» human papilloma virus هي السبب المباشر. وهي فيروسات موجودة في 99% من تلك الحالات لسرطان عنق الرحم. وعليه فإن علاقة حبوب منع الحمل هي في تسبب تناولها من قبل النساء في بعض مجتمعات العالم في حرية ممارسات العلاقة الجنسية، وبالتالي ارتفاع احتمالات التقاط عدوى هذه الفيروسات.
وعلاقة تلك الحبوب بسرطان الكبد، هي الأخرى علاقة ضعيفة وغير مباشرة. ذلك أن المراجعات العلمية للمجمع الأميركي للسرطان لاحظت خطورة منخفضة لتناول تلك الحبوب على إصابات النساء البيضاوات بالذات بسرطان الكبد. أما النساء ذوات الأصول الأفريقية أو الأسيوية فلا ترتفع لديهن الاحتمالات.
زيادة الوزن وارتفاع الكولسترول الخفيف وارتفاع ضغط الدم، هي ثلاثة عوامل ذات علاقة بارتفاع احتمالات الإصابة بأمراض شرايين القلب. وتناول حبوب منع الحمل لا يؤدي عادة إلى حصول اضطرابات في هذه العوامل الثلاثة، وبالتالي لا يصنف بالعموم تناول حبوب منع الحمل كأحد عوامل خطورة الإصابة بأمراض شرايين القلب. ومع هذا، الأمر يحتاج إلى توضيح.
ويقول الأطباء من مايو كلينك الأمريكي في نشراتهم الحديثة: «كثير من النساء يعتقدن أن تناول حبوب منع الحمل يؤدي إلى زيادة الوزن. ولكن الدراسات الطبية أظهرت أنها ليست كذلك. وربما تتسبب تلك الحبوب في زيادة كمية الماء بالجسم، مما يعطي الشعور بامتلاء الثديين والأرداف».
ويحتاج تأثيرها على نسبة كولسترول الجسم إلى توضيح. ووفق ما يقوله هؤلاء الأطباء، يرفع هرمون الأستروجين من نسبة الكولسترول الثقيل HDL، أي الكولسترول الحميد والمفيد في تنقية الشرايين من ترسبات الكولسترول الخفيف الضار LDL. كما يفيد هذا الهرمون في خفض نسبة الكولسترول الخفيف الضار. بينما يؤدي هرمون بروجيسترون في المقابل إلى عكس هذه التأثيرات. وبالمحصلة فإن تأثيرات تناول حبوب منع الحمل على الكولسترول غير مهمة ولا تؤثر في الصحة العامة للمرأة في هذا الجانب.
أما تأثيرها على ضغط الدم فيحتاج إلى اهتمام. ذلك أنها قد تتسبب بارتفاع في ضغط الدم، مما يتطلب إجراءات قياسية بشكل دوري حال استخدامها. واللواتي لديهن ارتفاع في ضغط الدم بالأصل، عليهن استخدام وسيلة لمنع الحمل غير تناول تلك الحبوب الهرمونية. وإذا ما قررت المرأة استخدامها على الرغم من ذلك فعليها مراقبة مقدار الضغط ومتابعة ضبطه بالمراجعة الدورية لدى الطبيب. وإذا ما تسبب تناولها بارتفاع في الضغط أو عدم القدرة على ضبط ارتفاعه، فعلى المرأة التوقف عن تناولها.
والنقطة المهمة هي تجنب تناول تلك الحبوب لأي داع كان من قبل النساء اللواتي تجاوزن سن 35 سنة وهن مدخنات، لأن ذلك يرفع من احتمالات إصابتهن بأمراض شرايين القلب. وإن كانت المرأة تلك ترغب بتناولها فعليها التوقف فورا عن التدخين.
وعليه، فإن الحذر من تناول تلك الحبوب هو في حالات النساء اللواتي لديهن بالأصل عوامل ترفع من خطورة الإصابة بأمراض الشرايين، مثل ارتفاع ضغط الدم والسمنة وارتفاع الكولسترول ومرض السكري والتدخين.
من أكثر الأمور التي تشغل بال المرأة عند تناولها لحبوب منع الحمل هو تأثيراتها على الدورة الشهرية. وبالأصل تعيد حبوب منع الحمل برمجة الدورة الشهرية لتصبح منتظمة وتستغرق 28 يوما.
وفي الـ21 يوما الأولى يتم تناول حبوب تحتوي على هرمونات أنثوية، وخلالها تتكون تدريجيا طبقة من الأنسجة الحية في بطانة الرحم. وفي الـسبعة أيام الأخرى يتم تناول حبوب لا تحتوي على أي هرمونات.
ولأن خلال هذه الأيام الـسبعة لا يتم تناول الهرمونات، فإن الطبقة التي تكونت في بطانة الرحم خلال الفترة السابقة تبدأ بالتساقط، مما يظهر على هيئة خروج دم الحيض. أي أسوة بما يحصل عادة في تتابع أحداث الدورة الشهرية الكاملة والمنتظمة.
وبالمقابل، هناك أنواع من حبوب منع الحمل التي لا يحصل خلال تناولها أي خروج لدم الحيض، أي حبوب لمنع الحمل ومنع الحيض. وتسمى حبوب ذات دورة مُطوّلة extended – cycle. وفيها تحتوي حبوب جميع أيام الدورة الشهرية على هرمونات. أي لا توجد تلك الحبوب الـسبعة الخالية من الهرمونات. وهناك عدة أنواع متوفرة من حبوب منع الحيض والحمل. منها ما يمكن تناوله بانتظام، يوميا، لمدة 12 شهرا، وبصفة متواصلة. ومنها ما يتم تناوله كل يوم لمدة ثلاثة أشهر، ثم يتم تناول حبوب خالية من الهرمونات لمدة سبعة أيام، كي يحصل خلالها حيض يفرغ بطانة الرحم من الطبقة التي تكونت عليه بفعل الهرمونات خلال الأشهر الثلاثة المنصرمة.
ومن الممكن للمرأة منع حصول الحيض حتى عندما تستخدم الأنواع العادية لحبوب منع الحمل، أي غير تلك التي تستعمل لمنع الحيض والحمل. وذلك بأن تبدأ بتناول حبوب علبة جديدة مباشرة بعد الفراغ من تناول حبوب الـ21 يوما للعلبة السابقة. أي دون تناول حبوب الأيام الـسبعة المتبقية من الدورة الشهرية والتي تخلو من الهرمونات. وبهذا تمنع المرأة عن نفسها حصول تقلبات في نسب الهرمونات بالجسم، وبالتالي تمنع حصول الصداع وآلام الحوض وخروج دم الحيض وغيرها من الأعراض المزعجة لها.
ولكن هذا ممكن بشرط أن تكون نوعية حبوب منع الحمل فقط هي من نوعية «أحادية الطور» monophasic pill المحتوية على نفس كمية الهرمونات في كل حبة دوائية وطوال الأيام الـ21 الأولى من الدورة الشهرية. وللتوضيح، هناك نوعان متوفران من حبوب منع الحمل، منهما نوع «أحادي الطور» المتقدم شرح تركيبها، وهناك نوع يسمى «ثلاثي الأطوار» triphasic pill أي أن محتوى الهرمونات في حبوب الأسبوع الأول يختلف عن الثاني، والثاني يختلف عن الثالث، والثالث يختلف عن الأسبوع الرابع. ولذا لا يُنصح باستخدام نوع حبوب منع الحمل «ثلاثي الأطوار» في منع الحيض.
والواقع أن هناك ظروفا عدة تضطر المرأة إلى الرغبة في منع الحيض، كالسفر أو الزفاف أو غيره. وهنا من الممكن فعل ذلك لمدة لا تزيد عن ثلاثة أشهر متواصلة. وبعدها تُعطى الفرصة لخروج دم الحيض لمدة سبعة أيام، عبر تناول الحبوب الخالية من الهرمونات، أو ببساطة عبر عدم تناول أي حبوب من علبة أدوية منع الحمل.
آليات متعددة لوسائل منع الحمل
لدواع عدة، يتفق الأزواج في الرغبة بمنع حصول الحمل. ويبدأون في التفكير والقيام بالاستشارات الطبية حول أفضل وسيلة لمنع الحمل وأقواها تأثيرا وأكثرها ملائمة للحالة الصحية للزوجات.
وهناك عدة طرق متوفرة لمنع الحمل. وهي:
طرق الحجز والفصل Barrier methods. والهدف هو منع وصول الحيوانات المنوية إلى البويضة. ومن أمثلتها الواقي الذكري male condom، والواقي النسائي female condom، والحجاب الحاجز الرقيق diaphragm، وغطاء عنق الرحم cervical cap، ومستحضرات قتل الحيوانات المنوية spermicide.
طرق هرمونية Hormonal methods. الهدف منها منع إنتاج جسم المرأة للبويضة، أو جعل عنق الرحم لا يسمح بولوج الحيوانات المنوية من خلاله إلى الرحم. وهي وسائل تحتوي جميعها على هرمونات، ويتم إدخالها إلى الجسم عبر عدة منافذ. ومن أمثلتها أنواع مختلفة من حبوب منع الحمل، والحلقة المهبلية vaginal ring، ولصقة منع الحمل contraceptive patch، وحقنة منع الحمل contraceptive injection، وقطعة صغيرة كالقضيب تُزرع تحت جلد العضد للمرأة contraceptive rod implant.
طرق اللولب المزروع في الرحم. والهدف إحداث تغيرات في قدرة بطانة الرحم على استقبال البويضة المُلقحة. ومنه ما يحتوي على معدن النحاس أو الذهب، أو كمية من الهرمونات.
طرق التعقيم الاختياري، مثل ربط أنابيب فالوب لدى المرأة، أو قطع القناة الدافقة لدى الرجل.
طرق التنظيم الطبيعي للحمل، مثل اعتماد طريقة الحساب لعدد الأيام من بعد انتهاء حيض الدورة الشهرية، أو التتبع اليومي لدرجة حرارة الجسم، أو القذف خارج المهبل.
طريقة المنع المستعجل للحمل emergency contraception، أي تناول كمية من الهرمونات للحيلولة دون حصول الحمل في صبيحة ليلة ممارسة العملية الجنسية دون إتباع وسيلة لمنع الحمل أو ما يُعرف بـ morning – after pill.
على المرأة ملاحظة أنها تحتاج إلى نحو أسبوعين من بعدتوقفها عن تناول حبوب منع الحمل، لكي تبدأ عملية إنتاج البويضة في المبيض في الحصول. وفي الغالب يحصل الحيض ما بعد 4 إلى 6 أسابيع من بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل. وعليها تذكر أنه خلال تلك الفترة من الممكن أن يحصل حمل.
وتشير المصادر الطبية المعنية بصحة الحمل والولادة إلى أفضلية تأخير الحمل بضعة أشهر بعد الانقطاع عن تناول حبوب منع الحمل، وذلك فقط لتسهيل حساب بدء الحمل، وتحديد موعد الولادة بالتالي. ولا يوجد سبب آخر. بمعنى أن حمل المرأة في أول دورة تلي التوقف عن تناول حبوب منع الحمل لا يعني وجود مخاطر على الجنين أو صحة المرأة فوق ما هو متوقع عادة خلال أي حمل. وتحديدا تظل احتمالات الإجهاض في حدود 15% أسوة بأي حمل آخر.
وقد يتأخر الحيض لدى بعض النساء بعد التوقف عن تناول حبوب منع الحمل. وربما تصل المدة إلى ثلاثة أشهر. وهنا على المرأة إجراء اختبار الحمل، لأنها ربما تكون كذلك. وإذا تأخر الحيض لمدة ستة أشهر، فعليها مراجعة الطبيب.
ومما يجدر ذكره أن تناول المرأة لحبوب منع الحمل لا يعني 100% أنها قد لا تحمل، بل 99% فقط. وحينها، لا يتأثر اختبار الحمل المنزلي، أي فحص البول، أو الذي يجرى في المستشفى، إما للبول أو الدم، بالاستمرار في تناول حبوب منع الحمل. والسبب أن تحليل الحمل يرصد وجود هرمون لا ينتج في الجسم إلا في حال وجود حمل. ولا داعي للهلع أو القلق على صحة الجنين، لو حملت المرأة وهي تتناول حبوب منع الحمل. والمطلوب فعله فقط هو التوقف عن تناول حبوب منع الحمل ومراجعة الطبيب. ذلك أنه على الرغم من كثرة حصول هذا الأمر، لا تذكر المصادر الطبية معلومات أكيدة عن تسبب ذلك الخطأ غير المقصود في أضرار على الجنين. ومع هذا يجب الحذر منعا لأي احتمال ولو ضئيل.
وبالنسبة لتناول المضادات الحيوية حال تناول حبوب منع الحمل فإن هناك احتمالات حقيقية لفشل منع الحمل. وبشكل أكيد عند تناول عقار «ريفامبيسن» المستخدم على نطاق محدود عادة. أي في معالجة حالات الدرن tuberculosis، أو ما يُعرف بـ»السل». أما الأنواع الأخرى من المضادات الحيوية، فإن هناك احتمالات نظرية وضئيلة لتسبب تناولها مع حبوب منع الحمل في فشل منع الحمل. ولا توجد في الحقيقة دراسات طبية تثبت ذلك بشكل عملي وواقعي.