بسم الله الرحمن الرحيم
الدليل الكامل لعلاج أعراض الإمساك المزمن
لديك إمساك؟
لك أن تنزعج، ولكن لا تتمادَ في الانزعاج أو تشعر أن «الدنيا قفّلت» والمشكلة لا حلّ لها، بل حاول أن تتعامل مع هذه المشكلة الصحية بكل «هدوء واهتمام» كي يزول عنك هذا الشعور المزعج لعدم القدرة على إخراج الفضلات العالقة في الأمعاء الغليظة.
«الهدوء والاهتمام» يتطلبان إدراك عدد من الأمور الأساسية المتعلقة بتعريف الإمساك، وما الطبيعي وغير الطبيعي في طريقة إخراج الفضلات، وما الكمية الطبيعية للفضلات التي يُتوقع أن يتخلص منها الجسم يوميا، وما الطبيعي في عدد مرات تكرار إخراج الفضلات.
وعندما يدور الحديث في منزع الثياب في الصالات الرياضية عن مواضيع الأحشاء، فإن الرجال يسارعون إلى الحديث عن بطولاتهم في ساحات الألعاب، بدلا من الحديث عما يجري في دورات المياه.
وإن كان الحديث عن الوظيفة المعوية لا يعتبر «أمرا رجوليا»، فإن الحديث عنها مهم بالتأكيد لحالات الإمساك المزمن، خصوصا لدى الأشخاص المتقدمين في العمر.
واليك بعض الأمور التي عليك أن تطلع عليها، حول الأشياء التي لا تتكلم عنها خارج عيادة الطبيب.
وظيفة الأمعاء الطبيعية
الطعام والشراب يبدآن طريقهما الطويل عبر الأمعاء، بمرورهما بسرعة عبر الفم، ثم المريء، نحو المعدة.
وترتخي عضلات المعدة كي تتمكن من احتواء وجبة الطعام، ولكن وبمرور 20 دقيقة تقريبا تشرع السوائل في التحرك نحو الأمعاء الدقيقة، ثم تتبعها وبعد دقائق معدودات، المواد الصلبة.
ورغم أن عملية الهضم تبدأ في الفم والمعدة، فإن أغلبها يتم داخل الأمعاء.
ومع امتصاص العناصر الغذائية والسوائل نحو مجرى الدم، تتحول محتويات الأمعاء الدقيقة إلى كتلة موظبة وكثيفة.
وتأخذ العضلات الموجودة في جدران الأمعاء في التقلص بشكل إيقاعي، لدفع محتوياتها إلى الأمام.
وتنسق شبكة كبيرة من الأعصاب هذه التقلصات، فيما تساعد هرمونات متنوعة على تنظيم العملية.
ولدى الرجال الأصحاء فإن وجبة الطعام تحتاج لـ 6 ساعات في المتوسط، للمرور عبر الأمعاء الدقيقة التي تمتد على مسافة 20 قدما (6 أمتار تقريبا).
ثم، تدخل محتويات الأمعاء الدقيقة نحو الأمعاء الغليظة لاحقا.
ويمتص القولون أيضا السوائل الزائدة، فيما تقوم ملايين البكتريا التي تعيش فيه بالمساهمة في منح البراز شكله ورائحته المعهودين.
وتدفع التقلصات العضلية اللاإرادية محتويات الأمعاء عبر القولون الذي يمتد على مسافة أربعة أقدام ونصف ( 1.35 متر تقريبا).
ويتفاوت الزمن الذي تستغرقه عملية المرور عبره بشكل هائل، فهو يتراوح في المتوسط بين 18 و36 ساعة لدى الرجال الأصحاء الذين يتناولون طعاما صحيا.
والمرحلة الأخيرة هي المستقيم، فبمقدور القولون خزن كمية كبيرة من مواد البراز. إلا أن امتلاء المستقيم يؤدي إلى إطلاق إشارات لإخراج الفضلات.
ولتنفيذ هذه المهمة يجب على حلقتين من العضلات، التي تحرس قناة الشرج وتمنع تسرب البراز، أن تسترخيا.
وفي نفس الوقت فإن على العضلات الموجودة في القولون الأسفل، التقلص لدفع البراز خارج القولون، فيما تؤدي تقلصات عضلات البطن الطوعية (أي عصر البطن) إلى زيادة الضغط بهدف مساعدة إتمام العملية.
وهذه العملية معقدة .. وهذا هو السبب في أنها ترتبط بالكثير من المشاكل.
ما هو الإمساك ؟
لماذا يصاب الإنسان بالإمساك، وما الأطعمة التي قد تتسبب في الإمساك، وما الأطعمة التي تساعد على تليين الإخراج وإزالة الإمساك، وما الأمور الأخرى، غير المتعلقة بالطعام، التي تساعد على تخفيف الإمساك، وغير هذا من المعلومات الأساسية التي يهم كل إنسان معرفتها، للتعامل بشكل إيجابي وفعّال للتغلب على الإمساك والوقاية منه.
فرغم اختلاف التقديرات بشكل كبير، فإن هناك نحو 10 ملايين أميركي يعانون من الإمساك.
ومع ذلك فإن ما يثير الدهشة أنه لا يوجد تعريف محدد للإمساك. ولأكثر الرجال فإن الشكوى منه تعني واحدا من الأمور التالية:
قلة حدوث عملية إخراج الفضلات (أقل من ثلاث مرات في الأسبوع في العادة)، خروج براز بكتل قوية أو صغيرة أو ثقيلة، فضلات يصعب إخراجها، عصر البطن، خروج مصاحب بالألم، أو الشعور بعدم الإخلاء الكامل للفضلات بعد التبرز.
أسباب الإمساك المزمن
الإمساك أحد أكثر مشكلات الجهاز الهضمي شيوعا لدى البالغين والأطفال، ولدى الذكور والإناث. والنساء والأطفال أكثر عرضة للإصابة من الرجال أو عموم البالغين. وهو حالة غير طبيعية في إخراج الفضلات، يلحظها المرء في نفسه عند مقارنته للإخراج لديه بما يعهد عادة من نفسه.
أغلب حالات الإمساك المزمن تحدث بسبب عوامل نمط الحياة، خصوصا قلة تناول ما يكفي من الألياف الغذائية وقلة التمارين الرياضية. ولكن وفي بعض الحالات فإن هناك مشاكل تسبب بطء وظيفة الأمعاء.
ورغم أن الإمساك قد ينجم عن عدد من الأمراض الخطيرة، فإنه في العادة لا يعتبر تهديدا خطيرا للصحة. ومع ذلك فإن الخطوة الأولى تتمثل في التعرف على سبب الإمساك لديك.
والأوجه «غير الطبيعية» للإنسان في إخراج الفضلات تشمل ثلاثة جوانب:
ـ أولا، عدد مرات الذهاب إلى دورة المياه والنجاح في التخلص من الفضلات.
ـ ثانيا، مدى الراحة الطبيعية خلال الإخراج الطبيعي للفضلات.
ـ ثالثا، مدى ليونة أو صلابة قوام الفضلات التي تخرج خلال عملية التبرز.
وما يحصل في حالة الإمساك هو إما تناقص عدد المرات التي ينجح المرء فيها إخراج الفضلات، أي إما أقل من ثلاث مرات في الأسبوع وإما أقل مما هو معتاد لدى الشخص. أو وجود صعوبات غير طبيعية في النجاح لإخراج الفضلات، مما يتطلب منه بذل جهد لإتمام ذلك.
أو إخراج فضلات صلبة وجافة بشكل غير طبيعي ولا معتاد.
ويضيف الباحثون من «مايو كلينك» أعراضا أخرى للإمساك، وهي الشعور بأن ثمة ما يعوق خروج الفضلات عبر فتحة الشرج. أو الشعور بأنه لم يتم بالكامل إفراغ الفضلات، أي كأن ثمة ما بقي ولم يخرج بعد.
أو أن تصل الأمور بالبعض إلى القيام بأفعال لتنشيط الإخراج، مثل الضغط على أسفل البطن أو استخدام إحدى الأصابع لإفراغ الفضلات أو حقن ماء الصنبور في داخل فتحة الشرح أو غيرها.
تقييم الحالات ومراجعة الطبيب
على الرغم من أن الإمساك حالة لا تتطلب عادة مراجعة الطبيب على وجه السرعة، فإن هناك أعراضا معينة يتطلب وجودها مراجعة الطبيب، مثل أن يكون الإمساك مصحوبا بوجود ألم شديد في البطن، أو إخراج دم مع البراز، أو عدم النجاح في التبرز لمدة ثلاثة أيام، أو تعاقب تكرار حصول الإسهال والإمساك، أو وجود ألم في منطقة الشرج، أو إخراج فضلات رفيعة وشبيهة بشكل أنبوب قلم الرصاص، أو حصول نقص غير مبرَّر في وزن الجسم، أو أن يستمر الإمساك لمدة تزيد عن ثلاثة أسابيع.
إن طبيبك سوف يقوم بتقييم صحتك العامة، وأدويتك، والمكملات التي تتناولها، وتاريخك العائلي الخاص بأمراض الجهاز الهضمي.
والفحص الجسدي يمكنه الكشف عن أمور عديدة. ويعتبر فحص المستقيم وفحص البطن مهمين بشكل خاص.
إلا أنه وفي غالب الحالات فإن التقييم الدقيق لنظامك الغذائي، والتمارين الرياضية، وعادات إفراغ البطن لديك، سوف يقدم أهم المعلومات.
ورغم عدم وجود فحوصات مختبرية معينة للإمساك، فإن طبيبك قد يطلب إجراء فحص للدم لرصد وجوده في البراز، أو للتعرف على حالة فقر الدم، السكري، اختلالات عمل الدرقية، مستويات البوتاسيوم والكالسيوم في الدم.
وتدفع بعض الأعراض الطبيب لإجراء فحوصات مركزة، الرجال المعانون من الإمساك الذين يتعرفون على علاماته التحذيرية، بمقدورهم الاستفادة من الفحوصات الإضافية، مثل فحص القولون بالناظور، أو فحص التعريجة الأخيرة للقولون، أو أشعة اكس بالباريوم.
وحتى ومن دون وجود إشارات تحذيرية، فإن كل رجل يزيد عمره على 50 عاما ينبغي أن يخضع إلى فحص منتظم حول سرطان القولون لرصد أورام الأغشية المخاطية والأورام الأخرى على جدرانه، قبل أن تتحول إلى مسببات للإمساك.
إخراج الفضلات
بعد مرور الطعام بعمليات الهضم وامتصاص ما فيها من عناصر غذائية مفيدة، تتكون كتلة من الفضلات. وتتراكم هذه الفضلات في الأمعاء الغليظة، والقولون، ويتم إخراجها عبر عملية التبرز.
والطبيعي، كما تشير المصادر الطبية، أن يُخرِج الإنسان البالغ كمية من البراز اليومي بوزن 200 غرام.
في الحالات الطبيعية، تخرج الفضلات من القولون عبر عملية «الدفع إلى الخارج» من خلال فتحة الشرج. وتتكون هذه القوة الدافعة لكتلة البراز نتيجة الحركات الانقباضية للعضلات التي تغلّف القولون.
ومعلوم أن القولون يحتوي على طبقات من العضلات بشكل حلقات عرضية وشكل أشرطة طولية.
ولأن الفضلات حينما تدخل إلى القولون، قادمة من الأمعاء الدقيقة، تكون في هيئة سائلة وشبه هلامية، فإن الذي يجري للفضلات في القولون هو عمليات من امتصاص الماء والأملاح.
وذلك بغية تكوين فضلات ذات قوام متماسك وشبه صلب نسبيا. وبهذه الهيئة شبه الصلبة يُمكن لعضلات القولون أن تدفع الفضلات للخروج من الجسم عبر «مخرج» بوابة الحلقات العضلية لفتحة الشرج.
وحينما تجري بشكل مفرط في القولون عملية «امتصاص الماء» من الفضلات، أو حينما ينتاب الكسل والبطء حركة انقباض عضلات القولون، فإن المحصلة لأي من هاتين الحالتين هي نشوء كتلة من الفضلات ذات قوام أكثر صلابة مما هو معتاد وطبيعي.
وبالتالي، يصعب إخراج تلك الفضلات، وتبطئ وتيرة عملية تكرار إخراجها. أي بعبارة أخرى، تنشأ مشكلة الإمساك لدى الإنسان.
وهذه هي الآلية الأساس لنشوء مشكلة الإمساك لدى غالبية الناس.
ولدى البعض تنشأ مشكلة الإمساك نتيجة لحصول عدم تناغم وتوافق في حركات عضلات القولون مع حركات عضلات فتحة البوابة الشرجية ومع حركات عموم أسفل البطن والحوض.
وبالتالي يُضطرّ المرء إلى بذل مزيد من الجهد العضلي الضاغط، عبر حبس الهواء في الرئة ودفع الحجاب الحاجز، في ما بين الصدر والبطن، إلى أسفل، وذلك لتسهيل خروج الفضلات.
وفي هذه الحالات لا تكون بالضرورة كتلة الفضلات صلبة، بل ربما لينة ورطبة بما يكفي. أسباب متعددة للإمساك
وعليه، فإن لإصابة شخص ما بالإمساك عدة أسباب، منها:
ـ عدم تناول كميات كافية من الماء، أو الإصابة بحالات الجفاف نتيجة لأسباب كثيرة لا مجال للاستطراد في ذكرها. وهذا يدفع الجسم حتما لتنشيط عمليات امتصاص الماء من الفضلات في القولون، كي لا يخسر الجسم تلك المياه، والنتيجة هي الإمساك.
ـ قلة تناول الألياف تؤدي إلى عدم وجود كميات كافية من المواد التي بطبعها لديها قدرة على الاحتفاظ بالماء ومنع القولون من استخراجه منها بسهولة.
ولذا لو توفرت كميات كافية من الألياف في القولون، فإن قوام الفضلات سيكون رطبا ولينا بغض النظر عن جهد القولون في امتصاص الماء من الفضلات.
ـ عدم ممارسة النشاط البدني، وبخاصة المشي. ومعلوم أن المشي يُثير زيادة حركة الأمعاء. والحقيقة أن المشي إحدى الوسائل المفيدة لتخليص الجهاز الهضمي من الغازات ولمنع حصول أو تمادي حالات الإمساك.
ـ وهناك أسباب مرضية أو لها علاقة باضطرابات في الجسم، مثل الإمساك المصاحب لحالات القولون العصبي، أو الحمل، أو السفر، أو جلطة الدماغ، أو مرض السكري، أو كسل الغدة الدرقية، أو وجود البواسير أو شرخ فتحة الشرج، أو سرطان القولون.
أو كآثار جانبية لمجموعات من الأدوية، كالتي تُستخدم لعلاج ارتفاع ضغط الدم أو لتسهيل النوم أو لمعالجة نزلات البرد أو لتخفيف الألم في الأمعاء أو لعلاج الاكتئاب أو حبوب الحديد لعلاج فقر الدم أو أنواع من حبوب الفيتامينات والمعادن أو غيرها من أنواع الأدوية.
عواقب الإمساك
الإمساك المزمن لا يقود بحد ذاته إلى حدوث مشاكل صحية خطيرة. إلا أن عصر البطن قد يؤدي إلى حدوث مشاكل وآلام في المستقيم.
والبواسير هي أكثرها شيوعا، وهي عبارة عن أوردة متضخمة في المستقيم بمقدورها التسبب في حدوث نزف في المستقيم، أو في حالة تكون الخثرات الدموية (الجلطات) فيها، فقد تسبب ألما حادا في المستقيم.
وعندما تحدث عملية عصر البطن مع صعوبة إخراج الفضلات في آن واحد، فإنهما قد يتسببان في تمزق أنسجة المستقيم، الأمر الذي يؤدي إلى حدوث تشققات قي فتحة الشرج، وهي مؤلمة، بحيث إن المصابين بها يحاولون تحاشي عملية التبرز.
ولدى الرجال (والنساء) من كبار السن فقد تصبح الفضلات الصلبة ملتصقة بالمستقيم، وتمنع الحركة الطبيعية للتبرز.
كما قد يؤدي عصر البطن أيضا إلى دفع أنسجة المستقيم عبر فتحة الشرج، وتحتاج الأنسجة المتدلية هذه إلى إصلاح جراحي.
كما أن الغذاء القليل الألياف يرتبط عادة بالإمساك المزمن المرتبط بحدوث التهاب الحويصلات في القولون diverticulosis ، وهو اضطراب شائع قد يؤدي إلى نزف والألم والحمى.
وحتى ومن دون حدوث أي مضاعفات، فإن الشعور بعدم الراحة الذي يصاحب حالة الإمساك المزمن، يوفر كل الأسباب اللازمة للبحث عن حلول له.
الاستجابة لنداء الجسم
الجسم لديه منبّهات تنادي بوجوب فعل أمور معينة وفي أوقات معينة. والأمر لا يقتصر على نداء الجوع أو العطش أو النوم، بل حينما تتهيأ أفضل فرصة لإخراج الفضلات فإن الجسم يذكّر بأن على المرء الذهاب لفعل ذلك.
وعملية الإخراج تتطلب تناغما وتوافقا بين عمل أجزاء متفرقة من الجهاز الهضمي، وبخاصة في القولون، وتتطلب أيضا توفر كفاءات في عمل مجموعة من الأعصاب الدماغية والمحلية في القولون وفتحة الشرج، ومجموعة من العضلات في القولون والحوض.
وأفضل عامل لإثارة القيام بعملية الإخراج هو العامل الفسيولوجي الطبيعي، وليس فقط نشوء الرغبة في الدماغ بأن الشخص يريد الذهاب إلى دورة المياه كي يُخرِج الفضلات.
والعامل الفسيولوجي هو ارتخاء العضلات اللا إرادية لفتحة الشرج.
وغالبا ما يحصل هذا في فترة نصف الساعة التي تلي تناول وجبة الطعام، أو لدى البعض بُعيد شرب كوب من الماء البارد، أو غيرها من الفترات التي يشعر المرء في نفسه أن الجسم يدعوه للإخراج.
وحينما يكبت المرء هذا النداء الطبيعي ولا يذهب للإخراج، فإن الفرصة الطبيعية والسهلة تفوت، ويصبح من الصعب إثارة عملية الإخراج في وقت لاحق.
ولذا هناك فرق بين الإخراج الطبيعي التلقائي والإخراج الإرادي المتعمد، فالأول سهل ولا يتطلب جهدا كبيرا، والثاني صعب ويحتاج إلى بذل الجهد.
عندما يُصيبك إمساك .. ماذا تأكل؟
تقول الدكتورة ليندا فورفيسك طبيبة الأسرة بجامعة واشنطن في سياتل حول التعامل الغذائي مع الإمساك إن طريقة الأكل المفيدة خلال نوبات الإمساك هي تلك التي تشمل تناول وجبات ذات كمية قليلة من الطعام، مع الحرص على تناول الوجبات اليومية الثلاث في مواعيدها المعتادة.
والأهم تجنب تناول الأطعمة السريعة أو المصنَّعة، مثل الخبز الأبيض والـ«دونات» والبطاطا المقلية في شرائح الـ«تشيبس» أو الـ«فرنشفرايس» ونقانق اللحوم والهمبرغر.
هذا مع الحرص على تناول كميات وافرة من الماء، أو أي سوائل أخرى لا تحتوي على الكافيين.
وذلك في إشارة منها إلى أن الكافيين معروف أنه ينشّط الكلى لإدرار مزيد من البول، ما يقلّل السوائل بالجسم ويزيد من مشكلة الإمساك.
وأضافت أن هناك العديد من الأطعمة التي هي «مليّنات» طبيعية بالأصل، والتي تساعد على تحقيق سهولة الإخراج.
وبمراجعة مجمل أنواع المنتجات الغذائية، نلاحظ أن فيها مجموعتين، إحداهما تشمل الأطعمة المليّنة المساعدة على تسهيل الإخراج وتخفيف الإمساك.
والثانية تشمل الأطعمة التي تتسبب في الإمساك أو التي تزيد مشكلته تعقيدا.
وهناك عدة أنواع من الأطعمة المليّنة: ومن الحبوب والبقول، هناك حبوب القمح الكاملة وغير المقشرة، مثل التي في خبز البُرّ الأسمر والمعجنات المصنوعة منه، والذرة المسلوقة أو الفشار، والعدس، والبازلاء، والفاصوليا البيضاء الجافة أو الخضراء، ومسحوق بذور الكتان المطحونة.
– ومن الفواكه الخوخ الطازج أو المجفَّف أو العصير، والمشمش الطازج أو المجفف أو عصير قمر الدين، والتين الطازج أو المجفف، والعنب، والزبيب، والكُمثرى، والجوافة، والبطيخ، والبرتقال، والتوت، والفراولة، والمانغو، والأناناس، والبابايا.
– ومن المكسرات الفستق واللوز والجوز (عين الجمل) والكاجو والفول السوداني.
– ومن الخضار الخس والجرجير. والجزر والملوخية والباميا والكوسة والفلفل الأخضر، بنوعيه الحار أو البارد، والبطاطا المشوية حينما تُؤكل مع قشرها.
– كما تُفيد إضافة التوابل مثل الكمون والكزبرة والكركم والشمّر.
– ويُعتبر العسل الطبيعي ولبن الزبادي من الأطعمة المخفّفة للإمساك.
وفي المقابل، هناك أطعمة تتسبب في القبض والإمساك: مثل الرمان، والبرشومي، أو التين الشوكي، والنبق، أو العبْري، والأجبان الصفراء.
والأطعمة المقلية بأنواعها، مثل البطاطا المقلية، والسمْبوسك المقلية، والمأكولات البحرية المقلية، والخبز الأبيض المصنوع من حبوب القمح المقشَّرة، أو أي أنواع من المعجنات والمعكرونة والحلويات المصنوعة منه.
واللحوم الحمراء، بأي طريقة تم طهيها، تتسبب في الإمساك. ويمكن تناول لحوم الدواجن أو الأسماك، بشرط أن لا تكون مقلية.
علاج الإمساك
لا تهدف معالجة الإمساك إلى تقديم علاج لتأمين حدوث تكرار لعملية إفراغ محتويات البطن، بل لتأمين الراحة لصاحبه. ولا يحكم على النجاحات هنا بعدد المرات لإفراغ البطن كل أسبوع بل بالسهولة والراحة حين تنفيذ عملية الإفراغ.
وللوصول إلى الهدف فإن على كل شخص يعاني من الإمساك المزمن، تغيير نمط حياته بالشكل الذي يساعده. وإن احتاج الأمر فإن الطبيب قد يساعد في وصف الملينات والأدوية الأخرى المطلوبة.
تجنب الإمساك: نمط الحياة
تغيير بسيط في نمط الحياة بمقدوره درء وقوع الكثير من حالات الإمساك المزمن وعلاجها.
وهناك أربعة أمور مهمة في هذا المجال:
1- الألياف الغذائية: فالإمساك المزمن نادر الحدوث في المجتمعات «البدائية»، التي تعتمد على تناول الطعام التقليدي غير المكرر أو المصفى أو المنقى، إلا أن الإمساك شائع جدا في المجتمعات الصناعية. والحلقة المفقودة هنا هي الألياف الغذائية.
الألياف الغذائية هي خليط من الكربوهيدرات الموجودة في نخالة الحبوب الكاملة، وفي أوراق وجذور النباتات، وفي المكسرات، والبذور، والفواكه والخضراوات- لكنها لا توجد في أي من الأغذية الحيوانية.
وحيث إن الألياف الغذائية لا يمكن هضمها داخل أمعاء الإنسان فإنها لا تقدم أي قيمة في سعراتها الحرارية- إلا أنها تملك الكثير من قيمتها الصحية.
وبعملها على جعل البراز اكبر حجما، وأكثر طراوة، وأكثر سهولة لدى مروره، فإن الألياف تحمي من الإمساك والاضطرابات المعوية الأخرى. وبإحداثها للشعور بالامتلاء وبتقليلها لسكر الدم ولمستويات الكولسترول، فإن الألياف تحسن أيضا من الصحة العامة.
ويوصي معهد الطب بتناول 38 غراما من الألياف يوميا للرجال الذين تقل أعمارهم عن 50 سنة، و30 غراما يوميا لمن هم اكبر سنا (وللنساء 30 غراما قبل سن 50 عاما و 21 غراما بعده يوميا). ويبين الجدول 4 محتويات بعض الأغذية والمكملات من الألياف الغذائية.
الألياف مهمة لوظيفة الأمعاء وللصحة العامة، إلا أن من الصعب أحيانا التعود عليها. إذ يشعر الكثير من الناس بالانتفاخ والغازات عندما يبدأون ممارسة نظام غذائي غني بالألياف.
ولكن ما إن يتمكنون من ممارسة هذا النظام، فإن هذه الأعراض الجانبية له ستزول في العادة خلال شهر تقريبا، ومع هذا فإن من الأفضل تسهيل الأمور بتناول الألياف، وذلك بتناول 5 غرامات منها أسبوعيا حتى تصل إلى هدفك، وتأكد من تناولك لكميات كثيرة من الماء مع الألياف، ولأكثر الناس فإن الحبوب الغذائية لوجبات الإفطار هي البداية، وإن لم تكن من هواة الإفطار الصباحي فتناولها في أي وقت تشاء.
2- التمارين الرياضية: التمارين الرياضية تسرع نقل الفضلات عبر الجهاز الهضمي. وهي أحد الأسباب التي بمقدورها أن تحمي بدرجة كبيرة عشاق ممارستها الدائمين، من الإصابة بسرطان القولون، والتمارين مثلها مثل الألياف الغذائية لها فوائد تتعدى فائدة درء حدوث الإمساك، إذ إنها تقلل خطر أمراض القلب والسكتة الدماغية وارتفاع ضغط الدم والسكري والسمنة وضعف الانتصاب الجنسي، والكثير من المشاكل الأخرى.
ولأجل صحة قلبك وصحتك العامة، إضافة إلى صحة وظيفة الأمعاء، عليك بممارسة التمارين الرياضية كل يوم تقريبا، والمشي لـ 30 دقيقة وسيلة عظيمة للبدء في ذلك.
3- تناول السوائل: لا يعتقد الأطباء الآن أن كل شخص بحاجة لتناول 8 أقداح من الماء يوميا، إلا أن على كل شخص يعاني من الإمساك المزمن تناول بين 6 و8 أقداح من السوائل يوميا.
4- أسلوب روتيني جيد: حاول دوما «الالتفات إلى النداء» والتوجه نحو دورة المياه، حالما تشعر بإلحاح الجسم على التبرز. والامتناع عن هذا، يرسل رسالة خاطئة إلى أمعائك. وإضافة إلى ذلك فإن عليك أن تخصص وقتا لجلوسك في المرحاض يوميا. وبما أن تناول الطعام يحفز القولون، فإن الدقائق المعدودات بعد الطعام هي الزمن الأفضل. وبما أن القهوة تحفز القولون أيضا فإن الكثير من الناس يجدون أن أوقات ما بعد الإفطار الصباحي، هي الأفضل- خصوصا إن كنت ذكيا وتناولت شيئا من نخالة الحبوب.
الإمساك .. وزيارة الطبيب
هناك خطأ شائع لدى الكثيرين من الناس، خاصة المنشغلين بأمور الحياة، عدم الاهتمام بتلبية الرغبة عند الشعور بالامتلاء وضرورة قضاء الحاجة، وهذا السلوك ينتهي بالإمساك مع مرور الوقت.
وهناك خطأ آخر في المجال نفسه، وهو عدم زيارة الطبيب لتقييم الوضع الصحي عند المعاناة من الإمساك، باعتبار أن الإمساك عرض مؤقت يصيب كل الأشخاص ولا يحتاج إلى مضيعة الوقت عند الطبيب.
لا يشكل الإمساك مشكلة طبية خطيرة في معظم الحالات، ويمكن علاجه ذاتيا ببعض الوسائل البسيطة في المنزل، ولكن الإمساك يكون، أحيانا، بحاجة لأخذ المشورة الطبية، بل ينبغي تقييم الحالة الصحية للشخص من قبل الطبيب في حالات معينة ونادرة تكون فيها حركة الأمعاء صعبة وعدد مرات الإخراج أقل مما تعود عليه الشخص، أو عند ملاحظة أمور غير طبيعية طرأت فجأة.
أطباء الجهاز الهضمي وأمراض القولون يؤكدون على ضرورة الاهتمام بالصحة العامة إذا ما تعرض الشخص لحالة الإمساك، ويقدمون عددا من الأعراض التي يجب عند ظهورها زيارة الطبيب، ومنها:
– أن تكون المرة الأولى التي يعاني فيها الشخص من الإمساك.
– حدوث الإمساك في أوقات متباعدة وغير متعود عليها.
– الشعور بألم في البطن، يتكرر حدوثه.
– ملاحظة خروج براز دموي.
– ملاحظة فقدان بطيء في الوزن، من دون أن يكون لذلك تفسير طبي.
– عدم الشعور بالتحسن بعد مدة لا تقل عن ثلاثة أسابيع من القيام بعلاج الإمساك في المنزل بتناول المزيد من الألياف والسوائل وممارسة الرياضة.
علاج الإمساك
الأدوية بمقدورها أن تخفف الأمور على المعانين من الإمساك المزمن، إلا أنه لا ينبغي عليك استخدامها إلا إذا كنت بحاجة إلى المساعدة بعد التزامك بالنظام الغذائي المطلوب والتمارين الرياضية.
وأول خطوة لك هي تناول الغذاء الغني بالألياف، باستخدام العوامل التي تزيد في كتلة الفضلات مثل السيليوم Psyllium والميثيلسيليلوز Methylcellulose التي تضاف إلى الألياف الغذائية، إن اقتضت الضرورة.
ولكن، وإن لم ينفذ الغذاء الغني بالألياف والملينات مهمته هذه، فعندئذ يجب التفكير في الأدوية.
وبمقدور طبيبك المساعدة في اتخاذ القرار الصائب لك. وفي الكثير من الحالات اليوم، فإن أول الخيارات هي «العامل التناضحي ( الأزموزي)» osmotic agent.
وغلايكول البولي إثيلين Polyethylene glycol، السربيتول sorbitol ، واللاكتولوز lactulose هي مركبات سائلة تحتوي على الكربوهيدرات التي يمكن امتصاصها سطحيا بشكل مجهري صغير جدا.
وهذه المركبات تسحب الماء إلى داخل محتويات الأمعاء، الأمر الذي يجعل الفضلات أكثر طراوة وأسهل مرورا.
وتبدو العوامل التناضحية آمنة للاستعمالات طويلة المدى حتى لكبار السن. إلا أنه تظهر لدى بعض الأشخاص بسببها حالات الانتفاخ والامتلاء بالغازات.
ولكن غلايكول البولي إثيلين هو اقل المركبات التي تولد مثل هذه الأعراض الجانبية لأن بكتريا القولون لا تستطيع هضمه. الا انه أغلاها ثمنا.
الملينات الملحية، مثل هيدروأوكسيد المغنيسيوم وسيترات المغنيسيوم، تسحب كذلك الماء نحو الأمعاء. وهي مثلها مثل ملينات العوامل التناضحية، فعالة بشكل عام، وآمنة، إلا أنها قد تحدث اختلالا في التوازن الكيميائي، خصوصا لدى المرضى المعانين من أمراض في الكلى أو من عجز القلب الاحتقاني.
وهذه المركبات يمكن شراؤها من دون وصفة طبية:
أما مركبات تحفيز الأمعاء مثل نبات السنا senna، و«بيساكوديل» bisacodyl، والكسكارة (من لحاء نوع من أشجار النبق)cascara ، وزيت الخروع، فإنها تحفز على حدوث التقلصات لعضلات الأمعاء.
ورغم أن الخبراء لا يعتقدون الآن أن استعمالها لفترات طويلة يقود إلى إحداث أضرار في الأمعاء أو إلى التعود عليها، فإنهم لا يزالون يصرون على استخدامها لفترات محدودة.
ويمكن للمسهلات من نوع docusate تأمين الراحة للأشخاص المعانين من مشاكل في المستقيم، إلا أنها لا تخفف مشاكل الإمساك المزمن.
كما لا يوصى حاليا باستخدام الزيوت المعدنية لذلك، بسبب احتمال حدوث مضاعفات رئوية.
وبمقدور الحقنات الشرجية توفير الراحة السريعة، إلا أنها يجب أن تستخدم عندما تخفق الإجراءات الأخرى.
أما عقار Lubiprostone فهو موصوف طبيا ويباع على شكل عبوات (كبسولات) لعلاج الإمساك المزمن.
وبمقدوره المساعدة، إلا أنه، ولكونه عقارا جديدا، فإن فوائده وأعراضه الجانبية المحتملة لا تزال غير معروفة عند استخدامه لفترة طويلة.
إلى الأمام
إن حركة الأمعاء لدى الرجال الأصحاء ينبغي أن تكون منتظمة، غير مؤلمة، وطبيعية. والكثير من الناس في المجتمعات الصناعية يعانون من الإمساك المزمن ومضاعفاته لأنهم ابتعدوا عن طريق نمط الحياة الطبيعية.
ولذلك فإن العودة إلى الأساسيات بتناول الغذاء الغني بالألياف وممارسة الرياضة بانتظام، بمقدورها إعادة وظيفة الأمعاء الطبيعية إلى وضعها- وهنا وعندما تتطلب الأمور المساعدة، فإن طبيبك سيساعدك في اختيار أنواع من الخيارات العلاجية.
وقد يتطلب الأمر من الإنسان التحلي بالعزيمة لمواجهة مشكلة الإمساك المزمن، وهذه هي الوسيلة الوحيدة لانتصاره عليه.
بعض أسباب الإمساك لدى الرجال
– عوامل نمط الحياة، ومن ضمنها عدم تناول الألياف الغذائية، تناول عدد قليل من السعرات الحرارية، عدم ممارسة التمارين الرياضية، والجفاف.
– الأدوية، ومن ضمنها مضادات الحموضة الحاوية على الألمنيوم، حاصرات قنوات الكالسيوم، مضادات الهستامين، مضادات الكآبة الترايسايكليك، المخدرات، الأدوية غير الاسترويدية المضادة للالتهابات، المضادات للكولين anticholinergics، والعوامل المضادة لمرض باركنسون (الشلل الرعاش).
– المكملات، ومن ضمنها مكملات حبوب الحديد والكالسيوم
– اضطرابات الغدد الصماء ومن ضمنها مرض السكري وخمول الغدة الدرقية.
– اختلال التمثيل الغذائي (الأيض)، ومن ضمنه قلة مستويات البوتاسيوم وزيادة مستويات الكالسيوم.
– الاضطرابات العصبية، ومن ضمنها مرض التصلب المتعدد، ومرض باركنسون، واضطرابات الحبل الشوكي.
– المشاكل النفسية ومن ضمنها الكآبة والقلق.
– أمراض الجهاز الهضمي ومن ضمنها الأورام، القولون العصبي، التهابات الأمعاء، التضيقات strictures (الندوب)scarring ، واضطرابات المستقيم.
متى ينبغي القلق من حالات الإمساك ؟
– عند حدوث حالة إمساك حديثة أو تغير فجائي في وظيفة الأمعاء
– التقيؤ، وحدوث انتفاخ أو آلام في البطن
– النزف المعوي
– فقدان الوزن
– الحمى
– فقر الدم
– ألم في المستقيم
– عند وجود تاريخ عائلي لسرطان القولون أو أمراض التهاب الأمعاء.
دمتم فى حفظ الله