التصنيفات
منتدى اسلامي

الأخلاق الإسلامية


الأخلاق الإسلامية

الأخلاق الإسلامية
1. الأخلاق في القرآن:‏‏
أنزل الله عز وجل كتابه الكريم ليكون هدى ونوراً يضيء الطريق لأتباعه، ويهديهم إلى أحسن السبل وأكملها، يهذب أخلاقهم ويسوي اعوجاجهم ويصلح فاسدهم. فلا عجب من مجيء النصوص الكثيرة في القرآن العظيم تتناول جانب الأخلاق الحسنة وتمدح أصحابها والعاملين بها. ولقد جات نصوص كثيرة في القرآن تصف الأخلاق التي ينبغي أن يتصف بها عباد الله حتى ينالوا رضى الله وثوابه: ‏
أ- وصايا لقمان:‏‏ يخبرنا الله عز وجل عن عبده لقمان الحكيم الذي أوصى ابنه بمجموعة من الوصايا، هي خلاصة تجربته ومعرفته بالحياة. ‏
‎‎ فمن ذلك قوله: {وَإِذْ قَالَ لُقْمَانُ لابْنِهِ وَهُوَ يَعِظُهُ يَابُنَيَّ لا تُشْرِكْ بِاللَّهِ إِنَّ الشِّرْكَ لَظُلْمٌ عَظِيم ٌ} [سورة لقمان: 13].
‎‎ فبدأ وصيته بذكر أعظم شيء ينبغي أن يتمسك به وهو توحيد الله عز وجل وعدم الإشراك به، فهذا هو رأس الأمر، وكن الإسلام الأساسي.
‎‎ ثم يبين له عظمة الخالق -سبحانه وتعالى- وعلمه المحيط، وقدرته النافدة فيقول: {يَابُنَيَّ إِنَّهَا إِنْ تَكُ مِثْقَالَ حَبَّةٍ مِنْ خَرْدَلٍ فَتَكُنْ فِي صَخْرَةٍ أَوْ فِي السَّمَوَاتِ أَوْ فِي الأَرْضِ يَأْتِ بِهَا اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ لَطِيفٌ خَبِير ٌ[لقمان: 16]. ‏
‎‎ ثم ينتقل إلى مناصحة ابنه للالتزام بما أمر الله -عز وجل – من إقام الصلاة، وأمر بمعروف، ونهي عن منكر، وصبر على تحمل الأذى في سبيل دينه، فيقول: {يَابُنَيَّ أَقِمِ الصَّلاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنْكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إَِ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُور } [لقمان: 17]. ‏
‎‎ أي من الأمور الواجبة عليك ولست مخيّراً فيها.
‎‎ قال ابن عباس: من حقيقة الإيمان الصبر على المكاره .
‎‎ ثم نهاه عن بعض الصفات الذميمة التي لا تجتمع مع الإيمان، كالاختيال والتبختر، والإعراض عن الناس كبراً وأنفة، فقال: {وَلا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الأَرْضِ مَرَحًا إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ } [لقمان: 18].
‎‎ وأخيراً يحثه على التواضع، والتوسط في المشي من غير تكبر ولا تجبر، وأن يخفض صوته، فإن رفع الصوت منكر وغير محمود، فقال: {وَاقْصِدْ فِي مَشْيِكَ وَاغْضُضْ مِنْ صَوْتِكَ إِنَّ أَنْكَرَ الْأَصْوَاتِ لَصَوْتُ الْحَمِير ِ} [لقمان: 19].
ب- صفات عباد الرحمن:‏‏ جمع الله عز وجل صفات عباد الرحمن في سورة الفرقان من آية 63-76، حتى يتصف بها عباده، فينالوا بذلك رضاه عنهم وثناءه عليهم. ‏
‎‎ فمن صفاتهم: أنهم يقتصدون في المشي، فيمشون بسكينة وقار من غير تجبر ولا تكبر. {وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الأَرْضِ هَوْنًا } [الفرقان: 63].
‎‎ وأنهم لا يجهلون مع أهل الجهل من السفهاء، ولا يخالطونهم في مجالسهم. {وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلامًا } [الفرقان: 63].
‎‎ وأنهم يتعبدون لله عز وجل ليل نهار ابتغاء مرضاة الله. {وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّدًا وَقِيَامًا } [الفرقان: 64].
‎‎ وأنهم مع عبادتهم لله عز وجل فإنهم يخشون العذاب، فلذلك تجدهم يدعون الله سبحانه أن يصرف عنهم العذاب. {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا اصْرِفْ عَنَّا عَذَابَ جَهَنَّمَ إِنَّ عَذَابَهَا كَانَ غَرَاماً* إِنَّهَا سَاءَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَاماً } [الفرقان: -66]. ‏
‎‎ وأنهم وسط بين المسرفين المبذرين وبين البخلاء المقترين، فهم ينفقون لكن باعتدال {وَالَّذِينَ إِذَا أَنْفَقُوا لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وَكَانَ بَيْنَ ذَلِكَ قَوَامًا } [الفرقان: 68]. وأنهم لا يتوجهون بالعبادة إلا إلى الله، ولا يضرب بعضهم رقاب ب إلا بالحق، ولا ينتهكون أعراض الناس وحرماتهم، لأن اقتراف هذه الآثام كبيرة يؤدي إلى الخلود المهين في عذاب جهنم {وَالَّذِينَ لا يَدْعُونَ مَعَ اللَّهِ إِلَهًا ءَاخَرَ وَلا يَقْتُلُونَ النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلا بِالْحَقِّ وَلا يَزْنُونَ * وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ يَلْقَ أَثَامًا * يُضَاعَفْ لَهُ الْعَذَابُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ وَيَخْلُدْ فِيهِ مُهَانًا * إِلا مَنْ تَابَ وَءَامَنَ وَعَمِلَ عَمَلًا صَالِحًا فَأُولَئِكَ يُبَدِّلُ اللَّهُ سَيِّئَاتِهِمْ حَسَنَاتٍ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَحِيمًا * وَمَنْ تَابَ وَعَمِلَ صَالِحًا فَإِنَّهُ يَتُوبُ إِلَى اللَّهِ مَتَابًا } [الفرقان: 69-71]. ‏
‎‎ وأنهم لا يساعدون أهل الباطل فيشهدون لهم زوراً وكذباً، {وَالَّذِينَ لا يَشْهَدُونَ الزُّور } [الفرقان: 72].
‎‎ وأنهم يحافظون على أوقاتهم ولا يفنونها في اللهو واللغو. {وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَامًا } [الفرقان: 72].
‎‎ وأنهم إذا وُعظوا وذُكّروا بالله وآياته خشعوا واستجابوا. {وَالَّذِينَ إِذَا ذُكِّرُوا بِآيَاتِ رَبِّهِمْ لَمْ يَخِرُّوا عَلَيْهَا صُمًّا وَعُمْيَانًا } [الفرقان: 73].
‎‎ وأنهم يسألون الله عز وجل من فضله أن يرزقهم الزوجات الصالحات والذرية الطيبة وأن يكونوا أئمة في الهدى {وَالَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَامًا } [الفرقان: 74].
‎‎ فإذا اتصفوا بهذه الصفات الحسنة وتحلوا بها، فإن جزاءهم الموعود هو الجنة {أُولَئِكَ يُجْزَوْنَ الْغُرْفَةَ بِمَا صَبَرُوا وَيُلَقَّوْنَ فِيهَا تَحِيَّةً وَسَلامًا * خَالِدِينَ فِيهَا حَسُنَتْ مُسْتَقَرًّا وَمُقَامًا } [الفرقان: 75-76].
‎2. الأخلاق في السنة المطهرة:‏ أ- أخلاق محمودة حثَّ عليها النبي صلى الله عليه وسلم:‏ عن أنس رضي الله عنه قال: (كان النبي صلى الله عليه وسلم أحسن الناس خُلُقاً ) متفق عليه. ‏
‎‎ وقد مدحه الله عز وجل بذلك فقال: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ } [سورة القلم: 4]. وقد حدثت عائشة رضي الله عنها عن خلق الرسول عليه الصلاة والسلام فقالت: (كان خلقه القرآن ) رواه مسلم.
‎‎ وقد دعا النبي صلى الله عليه وسلم أصحابه إلى التخلق بالأخلاق الحسنة وحذرهم من الأخلاق السيئة، وعد أصحاب الأخلاق الكريمة بالأجر الكبير والثواب الجزيل.
‎‎ قال صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان المؤمن يوم القيامة من حسن الخلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيَّ ) رواه الترمذي. وقال: حسن صحيح.
‎‎ سئل رسول الله صلى الله عليه وسلم أكثر ما يدخل الناس الجنة؟ فقال: (تقوى الله وحسن الخلق ) رواه الترمذي وقال حسن صحيح.
‎‎ ومن هذه الأخلاق الحسنة: ‎1. الحياء: ‏
‎‎ الحياء: خلق يبعث على ترك القبيح، ويمنع من التقصير في حق ذي الحق.‏ الحياء من أقوى البواعث على الاتصاف بما هو حسن، واجتناب ما هو قبيح، فإذا تخلق به المرء سارع إلى مكارم الأخلاق، ونأى عن رذائل الصفات، وكان سلوكه سلوكاً نظيفاً مهذباً، فلا يكذب في القول، ولا تطاوعه نفسه في اقتراف الإثم.. والحياء بهذا المعنى هو الذي عناه البي صلى الله عليه وسلم في حديثه، وحثّ عليه صحابته الكرام. ‏
‎‎ فقد قال النبي صلى الله عليه وسلم: (الحياء لا يأتي إلا بخير ) رواه البخاري ومسلم.
‎‎ ومرّ رسول الله صلى الله عليه وسلم على رجل من الأنصار وهو يعظ أخاه في الحياء -كأنه يقول: إن الحياء قد أضرّ بك – فقال صلى الله عليه وسلم: (دعه، فإن الحياء من الإيمان ) رواه البخاري ومسلم.
‎2. العفة: ‏ العفة: هي: الامتناع عن الحرام، وكفِّ السؤال من الناس. ‏
‎‎ المسلم الحق عفيف مستغن لا يتطلع إلى المسألة، ولا يريق ماء وجهه، بل يصون كرامته ويحفظ ماء وجهه مهما ساءت به الظروف، وألمّت به سوء الأحوال، فتجده يتذرع بالصبر حتى يفك الله عنه الضيق، ومن توكّل على الله جعل له مخرجاً ورزقه من حيث لا يحتسب.
‎‎ وقد وعد النبي صلى الله عليه وسلم المستعف بأن الله سيغنيه ويعفه، قال صلى الله عليه وسلم: (من يستعف يعفّه الله، ومن يستغن يغنه الله ) رواه البخاري ومسلم.
‎3. الكرم:‏ الكرم هو: الجود والعطاء والسخاء. ‏
‎‎ الإسلام دين يقوم على البذل والإنفاق، ولذلك حبّب إلى معتنقيه أن تكون نفوسهم سخية وأكفهم ندية، وصاهم بالمسارعة إلى دواعي الإحسان وجوه البر، قال الله تعالى: {وما تنفقوا من خير يوف إليكم وأتنم لا تظلمون } [البقرة: 272].
‎‎ وعن عبد الله بن عمرو رضي الله عنهما أن رجلاً سأل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الإسلام خير؟ قال: (تطعم الطعام، وتقرأ السلام على من عرفت ومن لم تعرف ) متفق عليه.
‎‎ والكرم لا ينقص ثروة الكريم ولا يقربه من الفقر، بل هو طريق السعة والزيادة وسبب النماء، قال صلى الله عليه وسلم: (ما من يوم يصبح العباد فيه إلا ملكان ينزلان، فيقول أحدهما: اللهم أعط منفقاً خلفاً، ويقول الآخر: اللهم أعط ممسكاً تلفا ) رواه مسلم.
‎‎ ب- أخلاق مذمومة حذر منها النبي صلى الله عليه وسلم‏ 1. الكبر: ‏
‎‎ الكبر هو: التعالي عن قبول الحق، والترفع على الخلق‏ التكبر يتنافى مع الخلق الكريم، ويغرس الفرقة والعداوة بين الناس، ويقطع ما أمر الله به أن يوصل من صلات، ولذلك شنّ الإسلام عليه حرباً شعواء حتى يطهّر منه النفوس والقلوب، وقد حذر النبي صلى الله عليه وسلم من هذا الداء العضال، وهدّد صاحبه بالعذاب والخزي، قال لى الله عليه وسلم: (لا يدخل الجنة من كان في قلبه مثقال ذرة من كبر، فقال رجل: إن الرجل يحب أن يكون ثوبه حسناً ونعله حسنة. قال: إن الله جميل يحب الجمال، الكبر بطر الحق، وغمط الناس ) رواه مسلم . وقال أيضاً: (ألا أخبركم بأهل النار: كل عُتُلّ جواظ مستكبر )، رواه البخاري ومسلم. ‏
‎‎ العتل: الغليظ الجافي.
‎‎ الجواظ: الجموع المنوع، وقيل الضخم المختال في مشيته.
‎‎ وحسْب المتكبرين خزياً ومهانة في الدار الآخرة أن الله تعالى لا ينظر إليهم، قال صلى الله عليه وسلم: (لا ينظر الله يوم القيامة إلى من جرّ ثوبه خيلاء )، رواه البخاري ومسلم.
2. الحسد: ‏‏ الحسد هو: تمني زوال النعمة عن صاحبها، سواء كانت نعمة دين أو دنيا. ‏
‎‎ حرم الإسلام الحسد، وأمر الله رسوله صلى الله عليه وسلم أن يستعيذ من شرور الحاسدين، لأن الحسد جمرة تتقد في الصدر، فتؤذي صاحبها وتؤذي الناس.
‎‎ وقد حذّر منه النبي صلى الله عليه وسلم تحذيراً شديداً فقال: (إياكم والحسد، فإن الحسد يأكل الحسنات كما تأكل النار الحطب ) رواه أبو داود. وضعفه السيوطي والألباني، وحسنه الحافظ العراقي من طريق أخرى في تاريخ بغداد.
‎‎ ثم إن الحاسد شخص واهن العزم، جاهل بربه، وبسنته في كونه، وكان أجدى به أن يتحول إلى ربه فيسأله من فضله، فإن خزائنه سبحانه ليست حكراً على واحد بعينه.
‎3. الغيبة: ‏
‎‎ الغيبة هي: أن تقول في أخيك ما يكرهه مما هو فيه.‏ عرفنا النبي صلى الله عليه وسلم بالغيبة التي حرّمها الإسلام ونفّر منها أشد التنفير، فقال صلى الله عليه وسلم: (أتدرون ما الغيبة ؟ قالوا: الله ورسوله أعلم . قال: ذكرك أخاك بما يكره . قال رجل: أرأيت إن كان في أخي ما أقول ؟ قال: إن كان فيه ما تقول فقد اغتبته وإن لم يكن فيه ما تقول فقد بهته ) رواه مسلم. ‏
‎‎ بهته: كذبت وافتريت عليه.
‎‎ فإذاً لا يجوز ذكر الغير بما يكرهه من النقائص والعيوب، سواءً كان ذلك متصلاً بنقص في بدنه أو خلقه أو نسبه؛ فإن ذلك مما يثير الفتن ويقطع الروابط ويمزق الصلات. وليست الغيبة مقصورة على الذكر باللسان فقط، بل ذلك شامل لكل ما يفيد معنى التحقير، سواء كان بالإشة أو التلميح، قال تعالى: {وَيْلٌ لِكُلِّ هُمَزَةٍ لُمَزَةٍ } [سورة الهمزة: 1]. ‏
3. من أخلاق النبي صلى الله عليه وسلم :‏‏ كان النبي صلى الله عليه وسلم على خلق عظيم، كما شهد له بذلك المولى تبارك وتعالى: {وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيم ٍ} [سورة القلم: 4]. ‏
‎‎ وقد وصفته ألصق الناس به وأكثرهم به مخالطة زوجته عائشة أم المؤمنين رضي الله عنها "حين سُئلت عن خُلقه فقالت: كان خُلُقه القرآن " رواه مسلم.
‎‎ أي أن كل الصفات الحميدة التي دعا إليها القرآن قد اتصف بها النبي صلى الله عليه وسلم، وكل الصفات الذميمة التي نهى عنها القرآن تركها النبي صلى الله عليه وسلم.
‎‎4.‏ ومن صفات النبي صلى الله عليه وسلم:
1. الحلم: ‏‏ كان من صفات النبي صلى الله عليه وسلم الحلم وكظم الغيظ، وكان ينهى عن الغضب ويقول: (ليس الشديد بالصرعة، إنما الشديد الذي يملك نفسه عند الغضب ) رواه البخاري ومسلم. ‏
‎‎ وكان صلى الله عليه وسلم يدعو إلى الحلم، ويُثني على من اتصف به، فقد قال صلى الله عليه وسلم لأشج عبد القيس: (إن فيك خصلتين يحبهما الله تعالى ورسوله: الحلم، والأناة ) رواه مسلم.
‎‎ ومما يدل على حلمه صلى الله عليه وسلم: ما رواه أنس بن مالك قال: "كنت أمشي مع رسول الله صلى الله عليه وسلم وعليه بُرْدُُ نجراني غليظ الحاشية، فأدركه أعرابي فجبذ بردائه جبذة شديدة. قال أنس: فنظرت إلى صفحة عاتق النبي صلى الله عليه وسلم وقد أثّرت فيها حاشيالرداء من شدة جبذته، ثم قال: يا محمد، مُرْ لي من مال الله الذي عندك. فالتفت إليه فضحك ثم أمر له بعطاء " رواه البخاري ومسلم. ‏
‎‎ جبذ: جذب.
‎2. التواضع: ‏ التواضع خلق كريم يبعث على محبة الناس للعبد المتواضع، ويرفعه الله عند الناس، كما يعلي درجته في الآخرة. ونظراً لأهمية التواضع فقد وردت نصوص كثيرة من الكتاب والسنة تحبّب في التواضع وترغب فيه وتحض عليه، وتؤكد للمتواضعين أنهم كلما تواضعوا امتثالاً لأمر الله لما ازدادوا عند الله رفعة وسُمُوّاً، قال صلى الله عليه وسلم: (ما تواضع أحد لله إلا رفعه الله ) رواه مسلم. ‏
‎‎ والتواضع هو الدواء الناجع لآفة البغي والفخر والتكبر. قال صلى الله عليه وسلم: (إن الله أوضى إليَّ أن تواضعوا، حتى لا يفخر أحد على أحد، ولا يبغي أحد على أحد ) رواه مسلم.
‎‎ وقد كانت سيرة الرسول صلى الله عليه وسلم العملية مثالاً حياً للتواضع، وخفض الجناح، ولين الجانب، وسماحة النفس قال تعالى: {واخفض جناحك لمن اتبعك من المؤمنين } [الشعراء: 215].
‎‎ ولا أدلّ على ذلك من أنه صلى الله عليه وسلم حين دخل مكة فاتحاً كان في قمة التواضع والخشوع لله عز وجل، ولم تلهه نشوة الانتصار ولا فرحة التغلب على الأعداء عن هذه الخصلة الكريمة، كما يفعل الكفرة حين يتغلبون في الحروب.
‎3. المزاح مع أصحابه:‏ يجوز المزاح والمداعبة بالكلام من أجل غرس السرور والمؤانسة في نفوس الناس واستمالة القلوب، لكن في حدود الحق والصدق، وتجنب إيذاء الغير، وهذا ما كان يفعله النبي صلى الله عليه وسلم. ‏
‎‎ فعن أبي هريرة قال: قالوا: يا رسول الله، إنك تداعبنا؟ قال: "إني وإن داعبتكم فلا أقول إلا حقا ً"، رواه الترمذي، وقال حديث حسن.
‎‎ وعن أنس: أن رجلاً قال: يا رسول الله، احملني؟ فقال صلى الله عليه وسلم: (إنا حاملوك على ولد الناقة : قال الرجل: وما أصنع بولد الناقة؟ فقال النبي صلى الله عليه وسلم: وهل تلد الإبل إلا النوق ) رواه أبو داود والترمذي وقال: حديث حسن صحيح.
‎‎ وعن الحسن البصري: أنه صلى الله عليه وسلم قال لامرأة عجوز يوماً: "لا يدخل الجنة عجوز . فحزنت فقال له: إنك لست يومئذ بعجوز ، ثم قرأ: {إِنَّا أَنْشَأْنَاهُنَّ إِنْشَاءً * فَجَعَلْنَاهُنَّ أَبْكَارًا *عُرُبًا أَتْرَابًا } [سورة الواقعة: 35- 37]. أخرجه عبن حميد، وأخرج الجزء الأول منه الترمذي في الشمائل، وضعفه الحافظ العراقي. ‏
‎4. الرفق:‏ ينبغي للمسل أن يعامل أخاه بالرفق واللين، فلا يغلظ في قول، ولا يقسو في معاملة، وقد اتصف النبي صلى الله عليه وسلم بهذا الأدب، فكان من أسباب محبة الناس له وجمعهم عليه، قال تعالى: {فَبِمَا رَحْمَةٍ مِنَ اللَّهِ لِنْتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنْتَ فَظًّا غَلِيظَ القَلْبِ لانْفَضُّوا مِنْ حَوْلِكَ فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ } [سورة آل عمران: 159]. ‏
‎‎ ومما يدل على لينه ورفقه بالناس صلى الله عليه وسلم ما رواه أبو هريرة قال: بال أعرابي في المسجد، فقام الناس إليه ليقعوا فيه، فقال النبي صلى الله عليه وسلم: (دعوه، وأريقوا على بوله سّجْلاً من ماء أو ذنوباً من ماء، فإنما بُعثتم ميسرين ولم تبعثوا معسّرين )واه البخاري ومسلم. ‏
‎5. أثر حسن الخلق في نشر الإسلام:‏ إن حسن الخُلُق يرفع منزلة صاحبه في الدنيا، ويرجح كفة ميزانه في الآخرة، إذ هو أثقل شيء في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة، فقد قال صلى الله عليه وسلم: (ما من شيء أثقل في ميزان العبد المؤمن يوم القيامة من حسن الخُلق، وإن الله يبغض الفاحش البذيّ ) رواه الترذي، وقال حسن صحيح. ‏
‎‎ ومن ثمَّ كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يؤكد على أهميته للصحابة الكرام، ويحضهم على التجمل به، ويحبه إلى نفوسهم بأساليب شتى من قوله وفعله، إدراكاً منه لأثره الكبير في تهذيب الطباع، وتزكية النفوس، وتجميل الأخلاق.
‎‎ وقد كان للرفق والسماحة والكلمة الطيبة والإحسان إلى الناس والرحمة بهم وغير ذلك من الأخلاق الحميدة، الأثر القوي في انتشار الإسلام في ربوع المعمورة، فقد روى لنا التاريخ أن كثيراً من الشعوب في جنوب آسيا، كشعوب الفلبين وماليزيا وأندونيسيا وغيرهم، إنما دخلوفي الإسلام نتيجة احتكاكهم بالمسلمين، وتعرفهم على أخلاقهم الفاضلة التي كانوا يتعاملون بها معهم، مما جعلهم يتأثرون بأخلاقهم، ويتأسون بهم، الأمر الذي أدى إلى دخوله في دين الإسلام جملة من غير إكراه ولا قتال. ‏
‎‎ ولا شك أن الفطر السليمة تهتدي إلى الخير، وتنجذب إلى ما يدعو إلى الفضائل والمكارم.‏
@@




خليجية
خليجية



التصنيفات
اعمال و اشغال يدوية و تجارب منزلية

اصنعي مع طفلك شموع بالزخرفة الإسلامية بالصور أشغال يدوية

أتــــركك ^_^ وأبى التقيــــم

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية

خليجية




أفكار حلوة

يعطيك العافية




الله يعافيك يسلموووو ياعسل علي المرور



مشكووووووووووووره
يعطيك العافيه



مشكوررره لمرورك



التصنيفات
منتدى اسلامي

«المحادثة الإسلامية عبر الإنترنت’’Chat Islam O ’’


بسم الله الرحمن الرحيم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته

منذ عام كامل ونحن نعمل على المرحلة الأولى التجريبية من مشروعنا
راجين خدمة التعريف بالإسلام والدعوة إلى الله عز وجل في شتى أرجاء المعمورة،
حيث يتعاون نحو 90 دارساً للإسلام من أكثر من 20 جنسية يتحدثون 15 لغة لتعريف بالإسلام
بمختلف اللغات على مستوى العالم، انطلاقا من المدينة المنورة.

خليجية

واليوم وبعد أن مّن الله علينا من واسع فضله وجوده
وأرانا بشريات النجاح من أعداد ونتائج كبيرة لهذه الفترة القصيرة،
فنحن نأمل في المزيد وندعوكم لتشاركونا الأجر والثواب…

وإنه يسعد موقعنا " المحادثة الإسلامية عبر الإنترنت"
الإعلان عن طلبه لفريق عمل تطوعية في مختلف التخصصات المذكورة
والتي بنينا عليها مشروعنا ونسعى لتوسيع قاعدتها
نظرًا للإقبال الكبير للتعرف على الإسلام الذي نعمل على تقديمه في صورته الحقيقية
السمحة اليسيرة التي تدخل قلوب كل من يتحرون التعرف عليه بحق،
وقد أحبنا أن نكون سببًا في هذا وأنتم معنا

خليجية

مجالات التطوع :

( فريق المحادثة ( الدعوة باللغات ) – فريق التسويق – فريق الترجمة – فريق المشرفين – الفريق التقني – فريق الجرافكس – فريق الفلاش ) ،
وذلك بالإضافة إلى : متابعة المسلمين الجدد –العلاقات العامة- الفيديوهات الدعائية – ….الخ ،

كما تحرص إدارة المشروع على استيعاب كل من يرغب في تقديم شيئاً – ولو قليلاً – على حسب قدرته وقته المتاح
فسارعوا وسابقوا وشاركونا الأجر ،،،

خليجية

بعد اختياركم للقسم المطلوب الانضمام إليه والذي ستشاركوننا من خلاله خدمة دين الله عز وجل
يسعدنا تواصلكم معنا عبر البريد الالكتروني : [email protected]

أكرمكم الله وأعز بكم الإسلام
خليجية
الهيئة العالمية للتعريف بالإسلام
المدينة المنورة
www.chatislamo.org


تم النشر بواسطة:
( فريق الصروح للنشر الإلكتروني )




خليجية

الله يعينكم على عمل الخير




شكرا على المرور
الله يعطيك العافية



يعطيك العافيه



التصنيفات
منوعات

إسهامات الحضارة الإسلامية في علم الطب

خليجية

الإسلام دين الرحمة والرأفة ، دعا إلى مداواة المريض، والتخفيف عن آلامه وعلاج ما يشكو منه ، و أمر الناس بالبحث عن الدواء الجيد وبزيارة الطبيب المختص ، و لذلك قال- صلى الله عليه وسلم :" ياعباد الله تداوا فإن الله- تعالى- لم يضع داء إلا و ضع له دواء " (رواه الترمذى(

الطب النبوي :
عرف المسلمون الطب النبوي ، من خلال أحاديث للنبي- صلى الله عليه وسلم- التي تتضمن علاج بعض العلل والأمراض ، كما وضع الإسلام بعض القواعد التي تؤدى إلى مجتمع صحي، منها الحث على نظافة البدن والطعام و البيوت والشوارع ، وبين الإسلام المواد الضارة بالصحة وجعلها من المحرمات ، وحث المسلمين على العناية بأجسامهم وصحتهم ، وعد ذلك من الإيمان .

فقال- صلى الله عليه وسلم – : "المؤمن القوي خير وأحب إلى الله من المؤمن الضعيف" . (رواه مسلم) وقدم الإسلام نظام الوقاية والعلاج ، وهو ما يمثل نظام العزل والحجر الصحي الذي تأخذ به الدول الحديثة لمنع
تفشى الأمراض و انتشار العدوى، ويتمثل هذا في قوله- صلى الله عليه وسلم : "إذا سمعتم بالطاعون في أرض فلا تدخلوها ، وإذا وقع بأرض وأنتم بها فلا تخرجوا منها" . (رواه البخارى)

مهنة الطب في الدولة الإسلامية :
اعتنى المسلمون بمهنة الطب واهتم الخلفاء المسلمون بالأطباء ، وأقاموا بيمارستانات (مستشفيات) وأول بيمارستان أقيم عند المسلمين كان الذي أقامه الخليفة الأموي "الوليد بن عبد الملك" سنة( 88 ه )، كما اهتم الخلفاء العباسيون بالطب ، وظهرت في العصر العباسي عائلة "بختيشوع" ، التي ظلت خلال قرن ونصف تتمتع بشهرة واسعة ،ويحظى أجيالها المتعاقبة بتقدير الخلفاء العباسين .

وقد ارتفعت مكانة الطبيب في المجتمع الإسلامي ، وأصبح أقرب الناس إلى الخليفة والحاكم ، بل من الأطباء من أصبحوا من الوزراء الموثوق بهم، والعلماء الذين يقدمون على سائر رجال الدولة .

جيل العمالقة من الأطباء المسلمين :
بدأ جيل العمالقة من الأطباء المسلمين في الظهور في القرن الرابع الهجري؛ وكان أولهم"محمد بن زكريا الرازي" المتوفى سنة (313 ه) الذي يعد شيخ أطباء المسلمين ، وكان عالمًا موسوعيًّا، بلغت مؤلفاته أكثر من(200) كتاب ، من أشهرها كتاب "الحاوي في الطب" وقد نشر هذا الكتاب في الهند سنة (19م).

و"الرازى" هو مبتكر خيوط الجراحة ؛ وقد استخلصها من الحيوان لخياطة الأنسجة ، واكتشف مرض الحساسية ، واليرقان الناجم عن تكسر الدم ، وميز بينه وبين التهاب الكبد المعدي ، وهو أول من استعمل الفتيلة في الجرح ، واستعان بخبرته الكيمائية في إدخال بعض المركبات في العلاج لأول مرة ، مثل أملاح الزئبق والرصاص والنحاس بعد أن جربها على القرود ، وهو أول من أدخل الرصاص الأبيض في المراهم واستعمل مرهم الزئبق كمسِّهل .

"ابن النفيس" .. مكتشف الدورة الدموية :
وأما "ابن النفيس" المتوفى سنة (687 ه ) فهو من أشهر أطباء المسلمين في القرن السابع الهجري، وهو من مواليد "دمشق" ، وذاعت شهرته كطبيب في "مصر" حيث تولى إدارة البيمارستان المنصورى في "القاهرة" ، وكان آنذاك أعظم مستشفى في العالم ، وقد اكتشف "ابن النفيس" الدورة الدموية الصغرى ، ومن أشهر مؤلفاته الطبية كتاب "الشامل" وهو كتاب ضخم في عشرات الأجزاء .

الجراحة عند المسلمين :
أجرى الأطباء المسلمون عمليات جراحية كبيرة ، فاستخدموا الكي في علاج بعض الأمراض ، واستأصلوا الأورام في أجزاء عديدة من الجسم ، وقاموا باستخراج الحصوات أو تفتيتها في المسالك البولية ، وقاموا بجراحات الأنف والأذن والحنجرة والفم والأسنان وغيرها ، واستخدموا في خياطة الجروح الخيوط المصنعة من أمعاء بعض الحيوانات، وبخاصة القط ، واستعملوا بعض العقاقير المخدرة لتسكين الألم .

أشهر الجراحين المسلمين :
"أبو القاسم الزهراوى" المتوفى (428 ه ) ، صاحب كتاب "التصريف لمن عجز عن التأليف"، وهو الكتاب الذي اعتمدت عليه أوربا قرونًا طويلة بعد ترجمته إلى اللاتينية، وهذا الكتاب أول موسوعة في الجراحة والطب ويتكون من ثلاثين جزءًا.

و"الزهراوى" أول من ابتدأ جراحة الأوعية الدموية ، مثل خياطة الشرايين في حال قطعها أو ربطها في حالة النزيف ، وهو أول من استعمل الحرير في خياطة الجروح، وأسلاك الذهب في تقويم الأسنان ، وهو أول من ابتكر الخياطة التجميلية، وقد ابتكر كثيرًا من الآلات الجراحية التي لم تكن معروفة من قبل، ورسم صورها وأحجامها والمادة التي تصنع منها ، من ذلك : الصناير لقطع اللوز والأورام، وأنواع المكاوي للكي ، والكلاليب لخلع الأسنان .

وهو أول من ابتكر إجراء بعض العمليات الجراحية ، مثل حصوة المثانة ، واستئصال اللوزتين، وتقويم الأسنان، وشق الحنجرة للتنفس ، وهو أول من ابتكر طريقة الولادة بالحوض في حالة ما إذا كان وضع الجنين غير طبيعي، وقد نصح "الزهراوى" باستخدام مساعدات وممرضات من النساء في حالة إجراء عملية جراحية لامرأة؛ لأن ذلك أقرب إلى الطمأنينة والرقة .

طب العيون :
وفى مجال العيون اشتهر عدد من أطباء العيون وكان يطلق عليهم "الكحالون"، ومنهم: "أبو القاسم عمار بن على الموصلي" وصار من أبرز أطباء العيون في العالم؛ وقد عرفه الأوربيون من خلال مؤلفاته ، ومن أشهر كتبه "المنتخب في علاج أمراض العيون" ، ولهذا العالم دراسة عميقة في عمليات ماء العين "الكاتاراكت" ، ويرجع إليه الفضل في اختراع إبرة مجوفة لإجراء العملية التي تمتص هذا الماء .

وقد عاصر "أبو القاسم عمار" في القرن الخامس الهجري "على بن عيسى"، صاحب كتاب "تذكرة الكحالين"، وهو الكتاب الذي ظل يدرس في أوربا حتى القرن الثامن عشر الميلادي .

ومن أشهر الأطباء "حنين بن إسحاق" وهو صاحب كتاب "العشر مقالات في العين"، الذي يشمل على عشر مقالات ألفها "حنين" على مدى ثلاثين عامًا، ثم جمعها في كتاب واحد ، وأضاف إليه "حنين" كتابًا يحوى على جميع المعلومات الضرورية ، لمن يريد علاج أمراض العين على طريقة صائبة ، وترجع أهمية هذا الكتاب إلى أنه أول مرجع علمي مدرسي وصل إلينا في أمراض العيون وعلاجها منذ العصر اليوناني القديم .

البيمارستانات (المستشفيات الإسلامية) :
أقام المسلمون منذ فترة مبكرة البيمارستانات (المستشفيات الإسلامية) لاستقبال المرضى وعلاجهم ، وتوالى إقامتها في مختلف أنحاء العالم الإسلامي في "بغداد" و"القاهرة" و"دمشق" وغيرها ، وكانت البيمارستانات تقدم خدماتها الطبية بالمجان تحت إشراف الأطباء المهرة .

وقد ابتدع المسلمون ما يسمى بالفحص السريرى لتشخيص المرض ، ويرجع إليهم الفضل في نقل هذا النظام إلى أوربا في الطب الحديث ، وعلى ضوء هذا الفحص يشخص المرض ، وينقل المريض إلى القسم المخصص كعلاج مثل هذا النوع من المرض ، وقد نقل الغرب عن المسلمين هذا الأسلوب بعد ستة قرون كاملة، وكان الطبيب المسلم يتحسس حرارة المريض بظهر الكف ويقيس النبض بأنامله ، ويتحسس الكبد والأمعاء ، ثم ينظر في قارورة البول ليعرف التشخيص المخبري وهكذا .

وكان المريض الذي يتقر دخوله المستشفى تؤخذ ثيابه وحاجاته وتحفظ في أمانات المستشفى، ويسلم ثوبًا جديدًا ، ثم يسجل اسمه ، لكي يصرف له معونة مالية ليعول أسرته أثناء وجوده بالمستشفى ، فإذا خرج من المستشفى تزاد هذه المعونة حتى لا يضطر إلى العمل في فترة النقاهة .

خليجية
م/ن




يسلمؤوؤو حبيبتي



خليجية



خليجية



التصنيفات
منتدى اسلامي

أهديكم هذه الكوكبة من ترددات للقنوات الإسلامية


هذه القنوات على النايل سات :
إليكم الترددات الجديدة للقنوات:
قناة الحافظ على التردد : 12360 أفقي
قناة الناس على التردد : 11919 أفقي
قناة الفجرعلى التردد : 11747 عمودي
قناة دليل على التردد : 12417 عمودي
قناة الراية على التردد : 12207 عمودي
قناة وصال على التردد : 10911 عمودي
قناة العفاسي على التردد : 12015 عمودي
قناة الخليجية على التردد : 10796 عمودي
قناة المجد العامة على التردد : 11900 عمودي
قناة نسائم الرحمة على التردد : 10873 عمودي
قناة رسالة الحبيب على التردد : 12380 عمودي
قناة العفاسي قرآن على التردد : 10719 عمودي
قناة المجد للقرآن وقناة بداية على التردد : 12054 عمودي
قناة صفا وقناة المجد للحديث على التردد : 10758 عمودي
قناة القرآن الكريم وقناة السنة النبوية على التردد : 12149 أفقي
قناة الحكمة وقناة وقناة صدى الإسلام على التردد : 11316 عمودي
قناة المعالي وقناة ابن عثيمين وقناة مواهب وأفكار على التردد : 10758 عمودي
قناة الحج والعمرة وقناة الأثر وقناة روائع وقناة آيات وقناة البارعة وقناة سمسم للأطفال على التردد : 11334 أفقي

منقول




بارك الله فيكي



بارك الله فيك



بارك الله فيك



خليجية



التصنيفات
التربية والتعليم

مادة التربية الإسلامية بين الهوية والمنظومة التربوية

خليجية

إن التوهم أن التربية الإسلامية يحصرها كتاب أو كتب، أو هي ذلك الكم المعرفي المتواجد بين دفتي الكتاب المدرسي، هي في حد ذاتها سبب تخلف وعجز المنظومة التربوية، والقصور في إنتاج الإنسان الصالح.
فإن مادة التربية الإسلامية بالحيز الزمني الهزيل المخصص لها، وبالطريقة البيداغوجية الحالية التي تدرس بها، لا يمكنها بحال من الأحوال أن تنتج لنا الإنسان المغربي المسلم، الحامل لرسالة الشهادة على العالم.
إن التعاطي السلبي مع التربية الإسلامية في منظومتنا التربوية، أفرز لنا إنسانا في ظاهره وممارسته السلوكية بعيد عن روح الإسلام وعقيدته، عرضة لكل المؤثرات الخارجية، فتحصين عقول أبنائنا وبناتنا، من الغزو الثقافي اللاديني العلماني، أو الإلحاد والكفر البواح، مسؤولية تقتسمها: الوزارة الوصية، والأسرة، والمجتمع.
إن تحويل التربية الإسلامية هذا المكون الأخلاقي والوجداني والعقدي، إلى موقعه الريادي كما كان، وجعله فلسفة شاملة، ينبغي أن تسري روحه في كل المواد الدراسية، لأن المواد الأخرى ليست سوى خادمة لها.
إن الهدف من المنظومة التربوية برمتها: تكوين الشخصية الإسلامية، المتشبعة بهويتها، المحبة لوطنها، أي إنتاج إنسان يعيش واقعه بهويته، للوصول بالإنسان نحو الكمال، وبناء مجتمع متضامن، قائم على قيم الإسلام الصحيح، المستقاة من العقيدة، والرصيد الثقافي، والمعرفي في تراثنا الاسلامي.
إن جعل مادة التربية الإسلامية مادة كغيرها من المواد الأخرى، محدودة بساعات قليلة في الأسبوع، (ساعتان في الإعدادي، وساعة في الثانوي التأهيلي) يعطي انطباعا سلبيا لدى التلاميذ، بأن المواد الأخرى لا علاقة لها بالإسلام، كما أن التفاوت الحاصل في عدد الحصص الأسبوعية، ومعامل التربية الإسلامية بالمقارنة مع المواد الأخرى يوحي للتلميذ أن هذه المادة ليست مهمة، وكأنها مادة تكميلية، وهذا ما يكرس الفصام النكد بين الدين، والحياة، والعلوم الكونية.
إن التربية الإسلامية هي الخيار الحضاري لأمتنا الإسلامية، الذي يجعلنا نحتل موقعنا الريادي بين الأمم، غير أننا نلاحظ أن مشاريعنا الإصلاحية للمنظومة التربوية تغفل هذا الخيار، في مقابل التركيز على استيراد التقنيات والمشاريع التي لا يمكن أن تعطي نتائج فعالة إلا في الوسط والبيئة الفكرية التي أنتجتها.
إن الإصلاح الحقيقي للمنظومة التربوية في المغرب، وغيرها من البلدان العربية الإسلامية، يجب أن يرتكز على إرادة صادقة من طرف المسؤولين في بلداننا العربية والإسلامية، تربط بين تراثنا الحضاري فكرا وسلوكا وأخلاقا …، ومستقبلنا كأمة شاهدة على بقية الأمم.




م/ن



التصنيفات
منوعات

أخلاقنا الإسلامية العظيمة الشورى

الشورى
بسم الله و الصلاة و السلام على رسول الله
أحمد الله و أستعينه و استغفره و ما توفيقى إلا بالله عليه توكلت و إليه أنيب .

تدل اهمية الشورى فى حياة الجميع .
و لعل من أجل و أسمى السمات التى دلت على ذلك
هى نزول سورة قرآنية كريمة تحمل نفس الإسم .
و ما أغرب ما ينادى به الساسة الجدد من دعوات للديمقراطية !
و يتناسى الجميع أن رسولنا الحبيب الكريم صلى الله عليه و سلم
كان من أكثر الناس ديمقراطية و تشاوراً مع اصحابه و فى مواطن كثيرة
و لعل اهمها أوقات الغزوات و كان دائماً يأخذ بالرأى الأنسب و الأصلح .
كما حدث فى غزوتى أحد و الخندق .

و ترسيخ مبدأ الشورى يجب أن يبدأ اولاً على مستوى الأسرة

و يعمم بعد ذلك على مستوى المجتمع ككل .
و لا عيب أبداً أن تشاور زوجتك و تأخذ بهذه المشورة و لا تتمسك بالمفاهيم المغلوطة
بأن المرأة ليست صاحبة رأى و لا تستطيع إبداء الرأى السديد .
و لا أرى حرجاً على الإطلاق فى مشورة الطفل فكم من أطفال يملكون رؤية لا نملكها نحن الكبار .
كما يجب بل و يتحتم على كل رئيس فى كل موقع أن يقر هذا المبدأ
لأنه ببساطة عند إقرار هذا المبدأ ستسود المودة و الثقة و حسن أداء العمل
فعندما يشعر المرؤوس بكونه شريكاً فى القرار أو صاحباً للفكرة أو الإقتراح
كلما أحب عمله أياً كان و أقبل عليه .
و لكن ما أكثر ما نرى هذه الأيام من التسلط و فرض الأراء و قمع المبدعين .
لقد سادت روح " الأنا " و غابت روح " نحن "
و هنا أقول لصاحب التشبث و التسلط بالرأى من أنت ؟؟

و ما هو قدرك بالمقارنة برسول الله صلى الله عليه و سلم ؟؟
هل أنت تملك رجاحة العقل كما ملكها هو صلى الله عليه و سلم ؟؟
و هل تملك القيادة الحكيمة و الإدراة الرشيدة و الرأى السديد
كما كان هو صلوات ربى و صلاته عليه ؟؟
بكل تأكيد الإجابات كلها بالنفى أى ( كلا و ألف كلا ) .
و برغم بعض ما ذكرت من صفاته صلى الله عليه و سلم أكد على مبدأ الشورى
و دعم قواعدها كأروع ما يكون و أحسن ما يكون .
و على الرغم من أنه كان يملك إصدار الأمر دون نقاش أو مشورة
إلا أنه كان المربى المعلم الذى كان يزرع الثقة فى نفوس الصحابة
و يؤسس قواعد الدولة الإسلامية القوية الصحيحة
و التى نحن فى حاجة ماسة إلى التمسك بكل ما جعلها
قوية و فتية و فاتحة و طامحة و سائدة و ممتدة من اقصى الشرق إلى اقصى الغرب .
بعدنا للأسف عن أساسيات التعاليم القرآنية و النبوية و تاهت بنا الخطى
بحثاً عن مصطلحات " إفرنجية " و هى فى الأصل فرع هش
من شجرة أصيلة ثابتة فى الأرض غرسها القرآن الكريم
و رواها سيدنا محمد صلى الله عليه وسلم و رعاها صحابته الكرام من بعده .
و ما زال منا و فينا من يؤصل الشورى و يتمسك بالقرآن و السنة .
أقوال فى الشورى
من القرآن الكريم :
" فبِمَا رَحْمَةٍ مِّنَ اللّهِ لِنتَ لَهُمْ وَلَوْ كُنتَ فَظًّا غَلِيظَ الْقَلْبِ لاَنفَضُّواْ مِنْ حَوْلِكَ
فَاعْفُ عَنْهُمْ وَاسْتَغْفِرْ لَهُمْ وَشَاوِرْهُمْ فِي الأَمْرِ
فَإِذَا عَزَمْتَ فَتَوَكَّلْ عَلَى اللّهِ إِنَّ اللّهَ يُحِبُّ الْمُتَوَكِّلِينَ "
آل عمران آية 159

من السنة المطهرة
" خرج النبي صلى الله عليه و سلم في ساعة لا يخرج فيها و لا يلقاه فيها أحد فأتاه أبو بكر
فقال ما جاء بك يا أبا بكر ؟
فقال : خرجت ألقى رسول الله صلى الله عليه و سلم و أنظر في وجهه و التسليم عليه ،
فلم يلبث أن جاء عمر ،
فقال : ما جاء بك يا عمر ؟
قال : الجوع يا رسول الله ،
قال : و أنا قد وجدت بعض ذلك .
فانطلقوا إلى منزل أبي الهيثم بن التيهان الأنصاري ،
و كان رجلا كثير النخل و الشياه ، و لم يكن له خدم فلم يجدوه ،
فقالوا لامرأته : أين صاحبك ؟ فقالت : انطلق يستعذب لنا الماء ،
و لم يلبثوا أن جاء أبو الهيثم بقربة يزعبها فوضعها ،
ثم جاء يلتزم النبي صلى الله عليه و سلم و يفديه بأبيه و أمه ، ثم انطلق بهم إلى حديقته ،
فبسط لهم بساطا ، ثم انطلق إلى نخلة فجاء بقنو فوضعه .
فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
أفلا تنقيت لنا من رطبه ؟
فقال : يا رسول الله إني أردت أن تختاروا – أو قال : تخيروا – من رطبه و بسره ،
فأكلوا و شربوا من ذلك الماء ،
فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم :
هذا والذي نفسي بيده من النعيم الذي تسألون عنه يوم القيامة ،
ظل بارد ، ورطب طيب ، وماء بارد .
فانطلق أبو الهيثم ليصنع لهم طعاما ،

فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
لا تذبحن ذات در .
فذبح لهم عناقا أو جديا ، فأتاهم بها فأكلوا .
فقال النبي صلى الله عليه و سلم :
هل لك خادم ؟
قال : لا . قال : فإذا أتانا سبي فأتنا . فأتي النبي صلى الله عليه و سلم
برأسين ليس معهما ثالث ، فأتاه أبو الهيثم ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
اختر منهما .
فقال : يا نبي الله اختر لي ،
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
إن المستشار مؤتمن ، خذ هذا فإني رأيته يصلي و استوص به معروفا .
فانطلق أبو الهيثم إلى امرأته فأخبرها بقول رسول الله صلى الله عليه و سلم ،
فقالت امرأته : ما أنت ببالغ ما قال فيه النبي صلى الله عليه و سلم إلا أن تعتقه ،
قال : هو عتيق .
فقال النبي صلى الله عليه وسلم :
" إن الله لم يبعث نبيا و لا خليفة إلا و له بطانتان ،
بطانة تأمره بالمعروف و تنهاه عن المنكر ، و بطانة لا تألوه خبالا ،
و من يوق بطانة السوء فقد وقي "
الراوي : أبو هريرة
المحدث : الترمذي
المصدر : سنن الترمذي- الصفحة أو الرقم:2369
خلاصة حكم المحدث : حسن صحيح غريب

السلف الصالح
" ما تشاور قوم قط إلا هدوا لأرشد أمورهم"
الحسن البصرى

" قال قيسٌ لابنِه : لا تُشاوِرَنَّ مَشغولاً و إنْ كان حازماً ، و لا جائعاً و إنْ كان فهيماً ،
و لا مَذعوراً و إنْ كان ناصحاً ، و لا مَهموماً و إن كان فَطِناً ،
فالهَمُّ يَعقِلُ العَقلَ ( أي يربِطُه و يُقَيِّدُه ) ، و لا يَتَوَلَّدُ مِنه رأيٌ ، و لا تَصدُقُ مِنهُ رَوية .
و قيل: لا تُدخِلْ في مَشورَتِكَ بَخيلاً فَيُقصِّرُ بِفِعلِك ، و لا جباناً فَيُخَوِّفُكَ ،
و لا حريصاً فَيَعِدُكَ ما لا يُرتَجى ؛
فالجبنُ و البُخلُ و الحِرصُ طَبيعَةٌ واحدة ، يَجمعُها سوءُ الظن .
و قيل : لا تُشاوِرْ مَن لَيسَ في بَيتِهِ دقيق .
و كانَ كِسرى إذا أرادَ أنْ يَستَشيرَ إنساناً بَعثَ إليهِ بِنَفَقَةٍ سَنةً ثُمَّ يَستَشيرُه "
الأصفهانى

برأى لبيب أو مشورة حازم
إذا بلغ الرأى المشورة فاستعن
شاعر قديم




بارك الله فيك



التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

عادات بعض الدول الإسلامية في رمضان

عادات بعض الدول الاسلاميه في رمضان

*****************************

اندونيسيا

تمنح أجازة للتلاميذ في
الأسبوع الأول
من شهر رمضان للتعود علي الصيام

*************************

في باكستان

: يزف الطفل الذي يصوم لأول مرة
كأنه عريس

***************************

في ماليزيا

تطوف السيدات بالمنازل لقراءة
القرآن الكريم
ما بين الإفطار والسحور

************************

في نيجيريا

تستضيف كل أسرة فقيرا يوميا
للإفطار

************************

في موريتانيا

يقرأ أهلها القرآن الكريم
كله في ليلة
واحدة

***********************

في أوغندا

يصومون 12 ساعة يوميا منذ دخول
الإسلام إليها
لتساوي
الليل بالنهار هناك لوقوعها علي خط الاستواء

…….مما اعجبني وحبيت تطلعوا عليه……….

تقبلوا فائق تحياتي

حلاة الدنيا




ههههههههههههههه

مشكوره عمري

موضوع رئع

تحيتي




مشكورة حبيبتى

بس للاسف مكر ر

http://fashion.azyya.com/17371.html




التصنيفات
منوعات

الفتوحات الإسلامية

الفتوحات الإسلامية هي عدة حروب خاضها المسلمون بعد وفاة الرسول صلى الله عليه وسلم ضد بيزنطةوالفرسوالقوط في السنوات مايين (632–732) في العهدين الراشديوالأموي، كان من نتائج الغزوات سقوط مملكة الفرس وفقدان البيزنطينيين لإقاليمهم في الشاموشمال أفريقياومصر نشر الإسلام ونشر اللغة العربية معه ومن ثم ظهور الحضارة العربية الإسلامية

بعد وفاة رسول الإسلام محمد بن عبد الله(صلى الله عليه وسلم) في المدينة المنورة بويع أبو بكر بالخلافة وحارب قبائل العرب في حروب الردة وبعدها فتح المسلمون بلاد الروم البيزنطيين والفرس الساسانيين. ففتحوا الشامومصروالعراقوفارس. بعدها ازدهرت الحضارة الإسلامية في الدول التي دانت بالإسلام ودانت له طواعية تحت ظل الخلافة الراشدة وحكم الدولتين الأموية والعباسية. ولقد ظلت الخلافة الراشدة ثلاثين عاما (632 – 661 م). وكان الخليفة عمر أول من أقيمت المدن الإسلامية في عهده كالكوفةوفسطاط ومدن إسلامية عديدة.
تأسست الدولة الأموية (661 – 750 م) وكانت عاصمتها دمشق وحكمت حوالي قرن. وكانت تمتد من غربي الصين إلى جنوب فرنسا حيث كانت الغزوات الإسلامية وقتها تمتد من شمال أفريقيا إلى إسبانيا وجنوب فرنسا بغرب أوروبا, وبالسند في وسط آسيا وفيما وراء نهري جيحونوسيحون. واقيمت المؤسسات الإسلامية والمساجد والمكتبات في كل البقاع التي غزاها الأمويون.
وحاول الخلفاء الأمويونبدمشق غزو مدينة القسطنطينية عام 717 م. وإبان حكمهم غزوا جميع البلاد في شمال أفريقيا. وكان أول نزول لقوات الدعوة الإسلامية في عصر الدولة الأموية وضمت أرض الأندلس بشبه جزيرة إيبريا (أسبانياوالبرتغال). فكان أول انتصار للمسلمين هناك عام 92 هجرية (711 م) في معركة وادي البرباط, لتبدأ مسيرة الغزوات الإسلامية بجنوب إيطاليا وصقلية. فلقد بلغت الدعوة الإسلامية برنديزيوالبندقيةبإيطاليا على بحرالأدرياتيك. وخضعت كل جزر البحر الأبيض المتوسط من كريت شرقا حتى كورسيكا غربا للحكم الإسلامي [بحاجة لمصدر].
وكانت الخلافة الأموية الثانية بالأندلس 756 – 1031 م عاصمتها قرطبة التي شيدها الأمويون على غرار عاصمتهم دمشق. وكانت أكبر مدينة في أوروبا. وحكموا الأندلس زهاء قرنين. وكانت هذه الخلافة منارة للحضارة في الغرب حتى قسمها المعتدون من الطوائف لدويلات أدت، لسوء الحظ، إلى سقوط الحكم الإسلامي. ولاسيما بعد سقوط مملكة غرناطة بيد المعتدين عام 1492 م علي يد الملك فريناندو والملكة إيزابيلا. وعندما كانت الحضارة الأندلسية في عنفوانها, كانت موقعة بواتييه قرب تولوز بوسط فرنسا قدأوقفت المد الإسلامي الكاسح لشمالها. حيث لم ينتصر عبد الرحمن الغافقي على الفرنجة عام 114 هجرية (732 م) عندما قتل بها في معركة بلاط الشهداء. لكنهم رغم هذه الهزيمة, واصلوا غزواتهمم حتي أصبحت تولوزوليونونهر اللوار تحت السيادة الإسلامية ولكن كان احتلالهم لتولوز لفترة قصيرة تبلغ ثلاثة أشهر نجح بعدها الدوق أودو (الذي يعرف بيودس) الذي ترك المدينة للبحث عن المساعدة من العودة مع جيش لينتصر على الجيوش العربية في معركة تولوز في 9 يونيو، 721. وكان الفاتحون قد بلغوا نهر السينوبوردو وجنوب إيطاليا (أطلقوا عليه البر الطويل).
وما بين سنتي 910و1171 م، وكان ظهور السلاجقة في المشرق والفاطميّون بالقاهرة والأيوبيّينوالمماليك في الشام ومصر. وكانت الحملات الصليبية على سوريا وفلسطين ومصر والسيطرة على القدس. وفي عام1187 م سيطر صلاح الدين على بيت المقدس من الصليبيين.
وكان إحراق المغول التتار لبغداد عام 1258 م بعدما كانت عاصمة الخلافة العباسية خمسة قرون. ثم بعدها رجعوا لديارهم وكانوا وثنيين. لكنهم أسلموا عند عودتهم. فكانوا للإسلام داعين ومبشرين له بين قبائلهم. وأقاموا تحت ظلاله الإمبراطوريات والممالك الإسلامية بأفغانستان وباكستان وشبه القارة الهندية وبالملتان والبنغال وآسيا الوسطي وأذربيجان والقوقاز والشيشان وفارس وغيرها من بلدان المشرق الإسلامي. حيث أقاموا الحضارة الإسلامية المغولية والتركية التي ما زال أوابدها ماثلة حتي اليوم. وكان تيمورلنك قد أقام الإمبراطورية التيمورية عام(1379 – 1401 م) وكانت العاصمة سمرقند بوسط آسيا. وقد حكم إيران والعراق والشام وحتى الهند. وكانت وقتها طرق القوافل التجارية العالمية تحت سيطرة المسلمين. سواء طريق الحرير الشهير أو تجارة المحيط الهندي بين الشرق الأقصى وشرق أفريقيا. وكان السقوط الأخير للقسطنطينية(عام 1453 م), عاصمة الإمبراطورية البيزنطية(الروم). وكان هذا السقوط علي يد محمد الفاتحالعثماني. وأطلق عليها إسلام بول (إستانبول) بعدما جعلها عاصمة للخلافة العثمانية (الإمبراطورية العثمانية) (1350 – 1924 م). وكان لسقوط القسطنطينية صداه في العالم الإسلامي كله حيث أقيمت الزينات بدمشق والقاهرة وشمال أفريقيا لأن هذا النصر كان نهاية للكنيسة الشرقية ولاسيما بعد تحويل مقرها إلي أيا صوفيا. ثم أستطاع العثمانيون غزو رومانياوالصربوالبوسنة والهرسكوالمجر والبانيا واليونان وجورجيا وكرواتيا واجزاء شاسعه من روسيا (القوقاز) واوكرانيا (القرم)[بحاجة لمصدر].ولقد حاصروا فيينا قلب أوروبا المسيحيه ثلاث مرات أيضا وما كانوا سيهزموا لولا حدوث خيانه في قيادة الجيش العثمانيً. وحشد البابا في الفاتيكان قوات أوروبا لوقف هذا الزحف الإسلامي وأستطاع أن يرد العثمانين بعد بقائهم لمدة شهرين فقط في معركة فيينا في 1683. ومن بعدها كان خبز الكرواسون ومعناه الهلال (بالفرنسية) يصنع على هيئة الهلال ليأكله الأوربيون في أعيادهم للاحتفال بالانتصار على العثمانيين الذي كان علمهم يحتوي على هلال وكل هذا فضلا عن بلوغ التتار المسلمين القوة التي مكنتهم من محاصرة موسكو وغزوها لولا ان قبل اهلها بدفه الجزية للتار المسلمين.
في ظلال الحكم الإسلامي ظهرت مدن تاريخية منها ماهو كان قائم وازدهر ومن ما هو جديد كالكوفةوحلبوحمصوالبصرةودمشقوبغ داد والرافقة الرقة والفسطاط والقيروان وفاس ومراكش والمهدية والجزائر وقرطلة وغيرها. كما خلفت الحضارة الإسلامية مدنا متحفية تعبر عن العمارة الإسلامية كإستانبول بمساجدها ودمشق بعمائرها الإسلامية والقاهرة وحلب والمهدية والقيروانبتونس وبخاري وسمرقند وحيدر أباد وقندهار وبلخ وترمذ وغزنة وبوزجان وطليطلة وقرطبة وإشبيلية ومرسية وأصفهان وتبريز ونيقيا وغيرها من المدن الإسلامية. وفي القارة الأفريقية نجد أن60% من سكانها مسلمون[بحاجة لمصدر]. وفي العالم نجد المسلمين يشكلون حاليا أكثر من ربع سكان أهل الأرض.
لم تكن الدعوة لتقف في أرض معينة، فالأرض كلها ساحتها وميدانها، وإذا توقفت قليلاً بعد وفاة رسول الله صلى الله عليه وسلم فذلك بسبب الردة، فلما انتهت الردة كان لابد من أن تعاود نشاطها، وتسير بشكل طبيعي، ويقاتل كل من يقاتلها باغياً وعدواناً وهذا هوالجهاد.
وانتهت حروب الردة، وكان لا بدّ من الجهاد، فالفرس يقفون في وجه الدعوة، ويحاولون دعم أعدائها، ومدّ المرتدين عليها، والروم يحاربون الدعوة، وينصرون خصومها، ويحرضون القبائل المتنصرة ضدها، وكان لا بدّ من قتال الطرفين، والاستعانة بالله عليهما وبالإيمان القوي بأن النصر من الله يؤتيه من يشاء ممن استقام على منهجه، وإذن كان على المسلمين أن يقاتلوا على جبهتين لم تكونا متفقتين وهذا ما ساعدهم على القتال وحرية الحركة دون الخوف من الطرف الآخر.

كان الفرس يسيطرون على مناطق واسعة تبدأ من بادية الشام في الغرب، وشمال جزيرة العرب من الجنوب، وتتوسع منطقتهم في الغرب وتتناقص حسب انتصارهم على الروم، أو هزيمتهم أمامهم، فتارة يتوسعون وقد وصلوا إلى سواحل البوسفور ثم ارتدوا حتى حدود الفرات، وكان عدد من القبائل العربية تقيم في المناطق التي يسيطر عليها الفرس سواء في منطقة السواد أم على ضفاف الفرات والجزيرة، ومن هذه القبائل تغلب وبكر وشيبان وربيعة وطيء، وبعضها كانت مُتنصرّة في أغلبها كتغلب، وكانت طيء تعلو ويقيم رئيسها في بلدة الحيرة على مقربة من الفرات، ويعمل للفرس على توطيد سلطانهم في تلك الأنحاء، وكان من بني شيبان فارس مقدام قد دخل في الإِسلام هو المثنى بن حارثة الشيباني، وقد طلب من أبي بكر بعد أن انتهى من حروب المرتدين في البحرين أن يؤمره على قومه وعلى من دان بالإِسلام في تلك الجهات ليجاهد الفرس، ويقاتل أعداء الله، فأمره أبو بكر فصار يناوش الفرس، وينتصر عليهم وقعة بعد وقعة إلا أنه في عدد قليل من المجاهدين، والفرس كثير، ومعهم عدد كبير من العرب المُتنصّرة، والقوة ستتناقص مع الأيام أمام الكثرة فكان لا بدّ من إرسال المدد للمثنى. وانتهى خالد من حرب اليمامة، فجاءه الامر من أبي بكر بالتوجه إلى العراق ليدعم المثنى بن حارثة الشيباني وليكن دخوله من الجنوب على حين يدخلها عياض بن غنم من جهة الشمال، وليكن لقاؤهما في الحيرة ومن سبق إليها كانت له الامرة على صاحبه. وكان ذلك في مطلع العام الثاني عشر للهجرة. وأمد خالداً بالقعقاع بن عمرو التميمي، وأنجد عياض بن غنم بعبد ابن عوف الحميري.
سار خالد بن الوليد مباشرة باتجاه الحيرة، والتقى في طريقه ببعض القريات (ألّيس) وما جاورها فصالح صاحبها (بَصْبَري بن صلوبا)، ثم اتجه نحو الحيرة، وكان عليها من قبل الفرس هانئ بن قبيصة الطائي، فقال له خالد : إن أدعوكم إلى الله وإلى عبادته، وإلى الإِسلام، فإن قبلتم فلكم ما لنا وعليكم ما علينا، وإن أبيتم فالجزية، وإن أبيتم فقد جئناكم بقوم يحبون الموت كما تحبون أنتم شرب الخمر. فقالوا : لا حاجة لنا في حربك، فصالحهم على تسعين ومئة ألف درهم. وكان المثنى بن حارثة الشيباني يقاتل تارة في جهات كسكر وأخرى في جهات الفرات الأسفل، يقاتل الهرمزان في تلك البقاع، فاستدعى خالد المثنى ونزلوا إلى جهات الأُبُلّة لتجميع قوات المسلمين، وكانوا في ثمانية عشر ألفاً، وقد سار المثنى قبل خالد بيومين، وسار عدي بن حاتم وعاصم بن عمر التميمي بعد المثنى بيوم، وأعطاهم خالد موعداً في الحفير. وقد التقوا بهرمز في أرض الأُبُلّة، وكانت المعركة وأراد هرمز أن يغدر بخالد إلا أن القعقاع بن عمرو قتل هرمز، والتحم مع حماته الذين أرادوا أن يغدروا بخالد، وركب المسلمون أكتاف أعدائهم حتى غشاهم الليل، وكان الفرس قد ربطوا أنفسهم بالسلاسل لذلك سميت هذه المعركة ذات السلاسل… وأرسل خالد بن الوليد المثنى بن حارثة في أثر القوم، وبعث معقل بن مُقرّن إلى الأَبلّة ليجمع المال والسبي، وسار المثنى حتى بلغ نهر المرأة، فحاصرها في الحصن الذي كانت فيه وكان على مقدمته أخوه المعنّى، فصالحت المرأة المثنى، وتزوجها المعنّى، أما المثنى فقد استنزل الرجال من الحصون، وقتل مقاتلتهم، وأقر الفلاحين الذين لم ينهضوا للقتال مع الفرس.
كان أردشير قد أمر بجيش كبير بقيادة (قارن بن قريانس) فلما وصل إلى المذار(على ضفة نهر دجلة اليسرى تقع شمال القربة ب 37 كلم، بين البصرة وواسط، وهي قصبة ميسان) وصل إليه خبر هزيمة هرمز ومقتله، فتجمع هناك، فسار إليه خالد، ونشبت معركة قتل فيها معقل بن الاعشى القائد الفارسي (قارن)، وقتل عاصم بن عمرو خصمه (الانوشجان) وقتل عدي بن حاتم عَوه (قُباذ) وقتل يومذاك من الفرس عدد كبير وصل إلى ثلاثين ألف مقاتل. وبعدها وزع خالد الغنائم وقسّم الفيء.
وتجمع الفرس ثانية في (الولجة) مع ما جاءهم من مدد قوامه جيشان الأول بقيادة (الأندرزعر) والثاني بإمرة (بهمن جاذويه) فسار إليهم خالد، وقد خلّف سويد بن مقرن في الحفير، وقد هزمت الفرس هزيمة منكرة أيضاً في هذه الجولة.
وتأثر نصارى العرب من هذه الانتصارات فكاتبوا الفرس وتجمّعوا في ألّيس، فأسرع إليهم خالد وانتصر عليهم انتصاراً مبيناً وقتل منهم ما يقرب من سبعين ألفاً، ثم اتجه نحو الحيرة ثانية.
ولما انتهى خالد من الحيرة ولّى عليها القعقاع بن عمرو، وخرج يريد دعم عياض بن غنم الذي كلف بشمال العراق، فنزل خالد إلى الفلّوجة ومنها إلى كربلاء فولى عليها عاصم بن عمرو، وكان على مقدمته الأقرع بن حابس، أما المثنى فكان يناوش الفرس على شواطئ دجلة. وسار خالد إلى الأنبار ففتحها ثم استخلف عليها الزبرقان بن بدر، وقصد عين التمر، فهزم جموع أهلها الذين هم من العرب المُتنصّرة والعجم، ثم حصرها فنزلوا على حكمه، فقتل من قتل منهم وأسر وسبى. واستخلف على عين التمر عويم بن الكاهل، وسار باتجاه عياض بن غنم الذي علم أنه لا يزال في دومة الجندل(وهي في شمال جزيرة العرب، ومكانها اليوم مدينة الجوف) وقد كتب إليه يستنجده، فكتب إليه خالد "من خالد إلى عياض إياك أريد".
ولما علم أهل دومة الجندل مسير خالد إليهم استنجدوا بالقبائل المُتنصّرة من العرب من كلب وغسان وتنوخ والضجاعم فأمدوهم. ولما اقترب خالد من دومة الجندل اختلف رئيساها وهما : أكيدر بن عبد الملك، والجودي بن ربيعة، فاعتزل الأكيدر، وهَزم الجودي ومن معه ومن جاءه من الدعم الذين لم يتسع لهم الحصن. وأقام خالد بدومة الجندل، وأرسل الأقرع بن حابس إلى الأنبار، وبعد مدة لحق خالد بالحيرة.وخرج خالد من الحيرة وولّى عليها عياض بن غنم، وكان على مقدمة خالد الأقرع بن حابس… ثم بعث وهو بالعين أبا ليلى بن فركي إلى الخنافس والقعقاع إلى حُصيد. فانتصر القعقاع في حصيد، وفر من بالخنافس إلى المصَيّخ إذا لم يجد أبو ليلى، بالخنافس كيدا. وسار خالد وأبو ليلى والقعقاع إلى المصيخ وكان قد اجتمع فيه من هرب من الخنافس والحصيد، وهناك انتصر المسلمون انتصاراً مبيناً. ثم ساروا إلى الثني (مكان بالجزيرة الفراتية يقع إلى الشرق من الرصافة في سوريا ه بنو تغلب) والزُّمَيْل(موقع إلى الشرق من الرصافة) فانتصروا على أعدائهم، ثم ساروا إلى الرضاب(موقع إلى الشرق من الرصافة، أو مكانها قبل أن يعمرها هشام بن عبد الملك)، وبها هلال بن عَقَة، وقد انفض عنه أصحابه عندما سمعوا بدنو خالد وجيشه، ثم ساروا إلى الفراض (موضع بين إلى الشرق من البو كمال على بعد 40 كيلاً منها، قريبة من الحدود بين سوريا والعراق اليوم) وهي على تخوم الشام والعراق والجزيرة وذلك في شهر رمضان، وتعاون الفرس والروم ضد المسلمين، والتقت الجموع على نهر الفرات فقتل من الفرس والروم والعرب المُتنصّرة أكثر من مئة ألف…
أقام خالد بن الوليد عشرة أيام بالفرائض، ثم اذن بالرجوع إلى الحيرة لخمس بقين من ذي القعدة، وأمر عاصم بن عمرو أن يسير بالناس، وأظهر خالد أنه في الساقة، وسار مع عدة من أصحابه إلى مكة يؤدي الحج، ورجع من الحج، فوصل إلى الحيرة ولم تدخل الساقة البلدة بعد، ولم يدر الخليفة أبو بكر بما فعل خالد إلا بعد مدة، فعتب عليه، وصرفه عن العراق إلى الشام.
وصل كتاب أبي بكر إلى خالد وهو بالحيرة وفيه : أن سر حتى تأتي جموع المسلمين باليرموك، فإنهم قد شجوا وأشجوا، وإياك أن تعود لمثل ما فعلت، فإنه لم يشْجِ الجموعَ من الناس بعون الله شجاك، ولم ينزع الشجى من الناس نزعك، فليهنئك أبا سليمان النية والخطوة، فأتمم يتمم الله لك، ولا يدخلنك عجب فتخسر وتخذل، وإياك أن تدل بعمل، فإن الله له المن، وهو ولي الجزاء.
وجاء فيما كتب أبو بكر لخالد : أما بعد فدع العراق وخلّف فيه أهله الذين قدمت عليهم، وهم فيه، وامض مختفياً في أهل القوة من أصحابك الذين قدموا معك العراق من اليمامة وصحبوك في الطريق، وقدموا عليك من الحجاز، حتى تأتي الشام فتلقى أبا عبيدة ومن معه من المسلمين، فإذا التقيتم فأنت أمير الجماعة والسلام.
سار خالد من الحيرة في العراق، وقد استخلف المثنى به حارثة الشيباني على جند العراق، وسار هو إلى دمشق الشام إلى أبي عبيدة : أما بعد فإني أسأل الله لنا ولك الأمن يوم الخوف والعصمة في دار الدنيا من كل سوء، وقد أتاني كتاب خليفة رسول الله يأمرني بالمسير إلى الشام وبالقيام على جندها والتولي لأمرها، والله ما طلبت ذلك قط ولا أردته إذ وليته فأنت على حالك التي كنت عليها لا نعصيك ولا نخالفك ولا نقطع دونك أمراً، فأنت سيد المسلمين، لا ننكر فضلك، ولا نستغني عن رأيك تمم الله بنا وبك من إحسان ورحمنا وإياك من صلي النار والسلام عليك ورحمة الله.
سار خالد من الحيرة إلى دومة الجندل، وخرج منها من جهة وادي السرحان إلى الشمال




التصنيفات
منوعات

إغلاق القنوات الإسلامية : تواطؤ قوى الشر

بعد حمد الله والثناء عليه فأحب أن أحرك ذهن المتابع لقضية إغلاق القنوات الإسلامية في مدار ركيزتين أساسيتين :
أما الأولى : فهي أن القنوات الإسلامية ظهرت وبثت العقائد السليمة والتصورات الناصعة ونصحت الجماهير وحذرتهم من العقائد والتصورات المنحرفة المحيطة بهم والمخالطة لواقعهم , فكان الناتج الطبيعي أن تمتزج هذه القنوات بعاطفة الملايين وأن تلامس قلوبهم من خلال صدق الطرح .
الركيزة الثانية : {وَلاَ تَهِنُوا وَلاَ تَحْزَنُوا وَأَنتُمُ الأَعْلَوْنَ إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ} [آل عمران : 139]

وهي مبنية على وضوح الأولى وضوح الشمس , فهذه القنوات بلا شك هي الأعلى وشانئها ومغلقها هو الأسفل ويؤيد ذلك هذا التواطؤ العلني بين من وراء الإغلاق وبين القوى المتعددة التي يداهنها سواء الليبرالية أو التنصيرية أو الشيعية أو حتى الخط الخامس من التغريبيين أتباع الغرب وجواسيسه المندسين في صفوف الأمة والمتوغلين في سويداء قلبها سواء في المجال السياسي أو الإعلامي أو الثقافي أو الاجتماعي , فوقاحة المحاربين لقنوات الطهر والفضيلة لا تحتاج لبرهان ولا دليل إلا مجرد سلوكياتهم وتصريحاتهم التي لا ينفكون عنها , كنغمات الدفاع عن حقوق المرأة في التعري والزنا واتخاذ علاقات خارج الأسرة والدفاع عن حقوق الشواذ حتى وصل منهم لسدة الحكم والوزارات من وصل , والدفاع عن حرية الرأي والتي دائما تتمثل في الحرب على الإسلام والتشكيك فيه ومحاربة الطهر والعفاف وعلى رأس قضاياهم الدفاع عن الدولة المدنية ومحاربة تطبيق الشريعة الإسلامية .

إذن فالفضائيات الإسلامية بالنسبة للجماهير المسلمة ساطعة سطوع الشمس , وبالطبع ندافع عن القنوات صاحبة المنهج الإسلامي الناصع مثل الناس والرحمة والحكمة والخليجية , وأمثالهن ومحاربيها أيضاً بالنسبة للجماهير منهجهم واضح وضوح الشمس .

لذا فالخطاب يجب ألا يكون خطاب الواهن المتعب في مقابلة من كسر عظامه , أبداً والله , عن نفسي لا أشك في عودة تلك القنوات وستعود أقوى مما كانت إن شاء الله , سواء من خلال أقمار إسلامية خاصة أو حتى أقمار موجودة بالفعل خارج سيطرة من أغلقوها .

ولكن يكفينا أنهم فضحوا أنفسهم، الكيانات العلمانية التي أسفرت وجهها الشاحب في تلك الفتنة , وعاونها عليه بعض ضعاف النفوس هو في حد ذاته بيان واضح لنجاح الدعوة الإسلامية ونجاح تلك القنوات .

فكم حاول أصحاب الوجه العلماني إخفاء بغضهم وحقدهم على الإسلام وكم حاولوا التمويه على الجماهير ومحاربة الإسلام بلهجة المشفق على الجماهير من التشدد والتطرف .

الآن لم يعد أمامهم سوى استخدام القوة القهرية في مقابل الدعوة الإسلامية , ولا مانع أن يقوموا بتسديد بعض الطعنات في طريقهم للإغلاق واستخدام القوة المفرطة , بتشويه صورة الدعاة والقائمين على هذه القنوات , وادعاء أنهم دعاة فتنة وأنهم أصحاب مصالح وأنهم و أنهم ….. .
المضحك أن من الاتهامات أن الدعاة يتقاضون أموالاً مقابل هذه البرامج الدعوية , ونسوا أن جلستهم نفسها يتقاضون عنها أضعاف ما يتلقاه الدعاة إزاء عملهم بهذه القنوات , وهل هناك مقابل مادي أفضل من المقابل الحلال في نشر الخير ونصح الناس , وهل المؤسسات الرسمية في كل دول العالم يعمل فيها العلماء والدعاة والمفتين بلا مقابل , وهل المطلوب أن يظهر هؤلاء الدعاة بثياب مرقعة مهترئة وبمظهر رث حتى يتأكد صدقهم , والله لا نملك إلا أن نقول لهم موتوا بغيظكم .

أما كونكم تدعون أن تلك القنوات وأهلها دعاة فتنة فالرد عليكم واضح جلي
{ إِنَّ الَّذِينَ جَاؤُوا بِالْإِفْكِ عُصْبَةٌ مِّنكُمْ لَا تَحْسَبُوهُ شَرّاً لَّكُم بَلْ هُوَ خَيْرٌ لَّكُمْ لِكُلِّ امْرِئٍ مِّنْهُم مَّا اكْتَسَبَ مِنَ الْإِثْمِ وَالَّذِي تَوَلَّى كِبْرَهُ مِنْهُمْ لَهُ عَذَابٌ عَظِيمٌ } [النور : 11]

وفي الأخير أقول :
الوضع العالمي اليوم لم يعد يتيح لأمثال هؤلاء قمع الأصوات وتكميم الأفواه , بل هم سيتحملون بلا ريب كونهم سبب في خسارة دولتهم لاستثمارات إعلامية هائلة كانت تصب في تلك القنوات , وستظهر هذه القنوات بدعم من العالم الإسلامي كله سواء رضي هؤلاء أم أبوا من خلال أقمار أخرى سواء أقمار إسلامية خاصة أو أقمار لدول أخرى موجودة بالفعل .

ونصيحتي لتلك القنوات أن تتحد لإنشاء قمر إسلامي خاص .

والله من وراء القصد..




شكرلكم



شكرا على المرور



بارك الله فيكم



بارك الله فيكم