هل التوتر معدي؟
طبقا لدراسة أميركية صادرة عن جامعة "هاواي" فان التوتر العصبي معدي وينتقل من شخص لآخر مثل كل الأمراض المعدية، والنساء هن أكثر من يمكن أن يصبن بعدوى التوتر العصبي. وقالت الدراسة انه يمكن أن يمتص انسان التوتر العصبي لانسان قريب منه. فمن يكون قريبا من شخص تنتابه نوبة عصبية يمكن أن يشعر بالتوتر ويبدأ بالتركيز على الأشياء التي يمكن أن تزعجه أكثر فأكثر.
وأضافت الدراسة الأميركية بأن الحالة العصبية التوترية لصديق يمكن أن تنتقل للصديق الآخر كنوع من التعاطف، وبالاضافة الى ذلك فان تدفق الكلمات الهائجة من فم شخص متوتر يمكن أن يجعل من يسمع هذه الكلمات يشعر بتوتر مماثل
التفكير السلبي قابل للامتصاص:
وتابعت الدراسة الأميركية المقتضبة التي اهتم بها وأوردها موقع "تيرا" البرازيلي على الانترنت بأن التفكير السلبي يمكن أن يمتص من قبل الآخرين كما أن اللغة الجسدية لشخص متوتر يمكن أن تصيب القريبين منه بالتوتر. وأشارت الدراسة الى أن الأشخاص قادرين على تقليد تعابير وجوه الآخرين من دون أن يعوا ذلك ويمكن أن يقلدوا أصوات المتوترين، وبالنتيجة فان من يكون قريبا من متوتر يمكن أن يشعر من الداخل بتوتر مماثل بشكل مفاجىء.
النساء تقعن ضحية العدوى أكثر من الرجال:
وأوضحت الدراسة الأميركية بأن النساء يعتبرن من أولى ضحايا عدوى التوتر لأنهن أكثر ميلا للتأثر بالعاطفة. فالمرأة عندما تجد صديقتها متوترة فهي تتوتر بشكل تلقائي نظرا للوقوع تحت تأثير العاطفة. ومن المعروف بأن النساء هن أكثر من يفكرن بالحالة النفسية للآخرين نظرا للتعاطف المعروف عنهن وتصور أنفسهن في حالة مشابهة لمن يشعر بالتوتر.
وجهة نظر برازيلية:
ولالقاء مزيد من الضوء على هذا الموضوع وجهت "سيدتي نت" سؤالا للدكتور الكسندر كروزيرو "39 عاما" الأخصائي البرازيلي بالأمراض العصبية عن صحة الدراسة الأميركية فقال ان هناك جانب من الصحة في هذه الدراسة ولكن المبالغة تكمن في تشبيه التوتر العصبي بمرض معدي.
وأضاف "الكسندر" بأن الانسان يمكن أن يتأثر بالحالة النفسية لشخص قريب منه ولكن هذا لايتعدى شعورا آنيا في تلك اللحظة. وأوضح بأنه ليس هناك جرثوماُ ينقل التوتر العصبي لشخص آخر ،والأمر لا يتعدى كونه حالة مؤقتة يمكن أن تتمثل في التعاطف مع الآخر أو التأثر بالمشكلة التي يعاني منها من يشعر بالتوتر.
المرض المعدي ينتقل جرثوميا لكن للتوتر العصبي أسباب:
وقال الطبيب البرازيلي ان التوتر العصبي لا ينتقل عبر جرثومة، بل هناك أسباب له لم تذكرها الدراسة الأميركية ومن أهم هذه الأسباب أجواء العمل والحالة المالية للشخص والصحة العامة، والسفر الطويل، والوزن الزائد، والوحدة، وموقف الآخرين، والشريك في المنزل، والشعور بالعزلة وغيرها من الأسباب.
الحقيقة المؤكدة:
أضاف "الكسندر" بأن الحقيقة الكبرى عن التوتر تكمن في أنه من الدوافع الرئيسية للشجار بين الأزواج. واذا تمعنا في أسباب هذا التوتر فاننا سنجد بأنها هي ذاتها أسباب الشجار بين الأزواج. فهذه الأسباب ليست مرضا معديا بل نتيجة وضع غير مريح يعيشه اثنان.
وقال أيضا بأن الكثير من الدراسات حول التوتر أكدت بأن نسبة ستين بالمائة من المتوترين عصبيا ينفجرون في وجه أقرب الناس اليهم، أي الزوجة أو الصديق المقرب وعندما يرد الآخر على هذا الانفجار يبدو وكأن التوتر انتقل كالعدوى من شخص لآخر.
تحياتي وودي