التصنيفات
مصلى المنتدى - تفسير وحفظ القران - ادعية و اذكار

السبيل الى التربية الاسلامية بالقران

قال الله تعالى: "يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الأمُورِ" "لقمان 17".

القرآن الكريم هو دستور الحياة وكتاب نور وعلم وهداية، ومنهج شامل وبيان لكل جوانب الحياة وما يحتاجه الإنسان من معرفة تحدد له أطر العلاقة بربه ونفسه ومجتمعه، وهو كتاب تربية وإعداد سماوي انطلاقا من الإيمان بالله الواحد الأحد رب العالمين، فالله تعالى هو رب العالمين، وكلمة الرب مشتقة من التربية وهي تحمل معاني العناية والرعاية والإصلاح والتأديب، وعليه فإن الله الخالق تعالى ذكره هو المربي والمؤدب الإنسان من خلال الأنبياء والرسالات السماوية التي تضمنت أسمى وأرفع القيم الأخلاقية التي ترتقي بالإنسان وتجعله مؤهلا لمسؤولية خلافة الله في الأرض، والى هذا يشير رسول الله عليه الصلاة والسلام بقوله: "أدبني ربي فأحسن تأديبي".

ورسول الله عليه الصلاة والسلام هو المربي الأول لهذه الأمة بالقرآن، فقد أشرف على تربية جيل من الناس، فكان ذلك الجيل ظاهرة فريدة عجيبة لم يشهد التاريخ لها مثيلا حتى الآن، بحيث استطاع هذا الرجل العظيم أن يعيد بناء الإنسان العربي الجاهلي ويخرجه من ظلمات التصحر الفكري والعقائدي والأخلاقي والإجتماعي إلى نور الإيمان والمعرفة وسمو الخلق وسماحة الذات "هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولاً مِنْهُمْ يَتْلُو عَلَيْهِمْ آيَاتِهِ وَيُزَكِّيهِمْ وَيُعَلِّمُهُمُ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَإِنْ كَانُوا مِنْ قَبْلُ لَفِي ضَلالٍ مُبِينٍ" "الجمعة 2".

وفي القرآن الكريم نجد أهداف التربية ومواضيعها ة وهي: التربية العقيدية، والتربية الخُلقية، والتربية الجسمية، والتربية العقلية، والتربية النفسية، والتربية الاجتماعية، والتربية الجنسية. وسوف نفرد بحثا مفصلا لكل موضوع من مواضيع التربية القرآنية وأهدافها إن شاء الله لاحقا.

والشواهد القرآنية على أهداف التربية ومواضيعها كثيرة، ولكن قبل استعراضها لا بد من الإشارة الى أمرين أساسيين: الأمر الأول، العبادات وآثارها التربوية. والأمر الثاني، الأسلوب التربوي في القرآن الكريم.

أولا : العبادات وآثارها التربوية:

مما لا شك فيه أن العبادات التي افترض الله على عباده تأديتها والتزامها لا تخلو من أهداف انطلاقا من حكمة الله المتعالية في التدبير والتشريع، وقد ننظر إلى حكمة التشريع وغاياته والمصالح المرجوة منه من زوايا متعددة إلا أننا قد نغفل أحيانا النظر إلى الجانب التربوي الذي أراد الله تعالى تعزيزه من خلال العبادة أو التشريع. فلو أخذنا الصلاة على سبيل المثال وهي رأس العبادات وعامود الدين وقربان المؤمن ومعراج كل تقي، فقد ننظر إليها من زاوية معينة على أنها عبادة يراد من خلالها التواصل مع الله وإظهار الخضوع والعبودية له، ولكن لو تأملنا في حكمة هذا التشريع وأبعاده أكثر لوجدنا أن الصلاة هي عبادة تربوية بامتياز، فهي:

أولا، شكر لله تعالى على نعمه الجليلة، والشكر هو سلوك تربوي إيجابي تتبناه الفطرة السليمة ويفرضه العقل ويستحسنه العرف "وَلَقَدْ آتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ وَمَن يَشْكُرْ فَإِنَّمَا يَشْكُرُ لِنَفْسِهِ وَمَن كَفَرَ فَإِنَّ اللَّهَ غَنِيٌّ حَمِيدٌ" "لقمان 12".

وثانيا، تهذيب للنفس وتطويع لها على طاعة الله والابتعاد عن المعاصي والموبقات الأخلاقية، "اتْلُ مَا أُوحِيَ إِلَيْكَ مِنَ الْكِتَابِ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ" "العنكبوت 45".

وهي ثالثا، سمة الصالحين والأتقياء الموصوفين بالخلق العالي والسمعة الطيبة والأفعال الحميدة "وَعِبَادُ الرَّحْمَنِ الَّذِينَ يَمْشُونَ عَلَى الْأَرْضِ هَوْناً وَإِذَا خَاطَبَهُمُ الْجَاهِلُونَ قَالُوا سَلَاماً، وَالَّذِينَ يَبِيتُونَ لِرَبِّهِمْ سُجَّداً وَقِيَاماً" "الفرقان 63- 64".

وهكذا بالنسبة لعبادة ثانية، وهي الصوم الذي بين الله تعالى الغاية والهدف منه بقوله "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" "البقرة 183". فالصوم عبادة روحية تربوية تهذيبية ليس المراد منها صيام البطون عن الطعام- وإن كان للجسد نصيبه من فوائد الصوم "صوموا تصحوا"– وإنما المطلوب صيام الجوارح عن الحرام وإلى هذا الهدف تشير الأحاديث الشريفة الواردة عن النبي الأكرم عليه الصلاة والسلام والأئمة الهداة "ع"، فعن الإمام الصادق "ع": "إن الصيام ليس من الطعام والشراب وحدهما، فإذا صمتم فاحفظوا ألسنتكم عن الكذب، وغضوا أبصاركم عما حرم الله عليكم، ولا تنازعوا، ولا تحاسدوا، ولا تغتابوا، ولا تماروا، ولا تخالفوا، ولا تسابوا، ولا تشاتموا، ولا تظالموا، ولا تسافهوا، ولا تضاجروا، ولا تغفلوا عن ذكر الله".

وقد أشار النبي الكريم عليه الصلاة والسلام في خطبة استقبال شهر رمضان وفضله إلى العديد من المضامين التربوية التي لا بد أن تصاحب الصوم والتي تستهدف الفرد والمجتمع على حد سواء، فقد اعتبر عليه الصلاة والسلام أن عبادة الصوم لا بد أن تكون منطلقا لحسن الخلق "من حسن منكم في هذا الشهر خلقه كان له جواز على الصراط يوم تزل فيه الأقدام"، ومنطلقا للإلتفات إلى الناس بالمحبة والخير "وتصدقوا على فقرائكم ومساكينكم ووقروا كباركم وارحموا صغاركم وصلوا أرحامكم". إلى غير ذلك من الأبعاد التربوية التي تحفل بها عبادة الصوم.

واذا أخذنا عبادة الحج أيضا وحاولنا أن ندرس أبعادها التربوية فإننا نجد أنها تستهدف الشخصية الإنسانية وتتعاهدها بالتربية انطلاقا من كون الحج محطة للرجوع إلى الله ومراجعة الذات، فالمناسك الواجبة في الحج بدءا بالإحرام فالطواف ثم السعي والرجم وغيرها تريد للإنسان المسلم أن يخرج من كل ولاء أو تبعية لغير الله تعالى وأن يطوف داعيا ملبيا نداء الفطرة نداء التوحيد، ثم تريد له أن يخرج من كبريائه وعلوه وأن يتواضع لله ثم للناس الذين تجمعه بهم وحدة الخلق، إن لم نقل وحدة الدين، وتريد له هذه العبادة العظيمة أن يرجم شيطان نفسه ويتبرأ من كل الشياطين أينما وجدوا وحلوا!.. "الْحَجُّ أَشْهُرٌ مَعْلُومَاتٌ فَمَن فَرَضَ فِيهِنَّ الْحَجَّ فَلاَ رَفَثَ وَلاَ فُسُوقَ وَلاَ جِدَالَ فِي الْحَجِّ وَمَا تَفْعَلُواْ مِنْ خَيْرٍ يَعْلَمْهُ اللّهُ وَتَزَوَّدُواْ فَإِنَّ خَيْرَ الزَّادِ التَّقْوَى وَاتَّقُونِ يَا أُوْلِي الأَلْبَابِ" "البقرة 197".

ثانيا: الأسلوب التربوي في القرآن الكريم:

نجد في القرآن الكريم الأساليب التربوية الكثيرة والمتعددة الأنماط والأشكال والتي تراعي أحوال الفئات المستهدفة وإمكانياتهم وقدراتهم العلمية والإستيعابية، نذكر منها:

1. التربية بالترغيب: "وَبَشِّرِ الَّذِين آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ أَنَّ لَهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الأَنْهَارُ كُلَّمَا رُزِقُواْ مِنْهَا مِن ثَمَرَةٍ رِّزْقاً قَالُواْ هَـذَا الَّذِي رُزِقْنَا مِن قَبْلُ وَأُتُواْ بِهِ مُتَشَابِهاً وَلَهُمْ فِيهَا أَزْوَاجٌ مُّطَهَّرَةٌ وَهُمْ فِيهَا خَالِدُونَ" "البقرة 25".

2. التربية بالترهيب: "قَالَ أَمَّا مَن ظَلَمَ فَسَوْفَ نُعَذِّبُهُ ثُمَّ يُرَدُّ إِلَى رَبِّهِ فَيُعَذِّبُهُ عَذَاباً نُّكْراً" "الكهف 87".

3. التربية بالترغيب والترهيب معا: "فَأَمَّا الَّذِينَ آمَنُواْ وَعَمِلُواْ الصَّالِحَاتِ فَيُوَفِّيهِمْ أُجُورَهُمْ وَيَزيدُهُم مِّن فَضْلِهِ وَأَمَّا الَّذِينَ اسْتَنكَفُواْ وَاسْتَكْبَرُواْ فَيُعَذِّبُهُمْ عَذَاباً أَليماً وَلاَ يَجِدُونَ لَهُم مِّن دُونِ اللّهِ وَلِيّاً وَلاَ نَصِيراً" "النساء 17".

4. التربية بالعقوبة الدنيوية: "إِنَّمَا جَزَاء الَّذِينَ يُحَارِبُونَ اللّهَ وَرَسُولَهُ وَيَسْعَوْنَ فِي الأَرْضِ فَسَاداً أَن يُقَتَّلُواْ أَوْ يُصَلَّبُواْ أَوْ تُقَطَّعَ أَيْدِيهِمْ وَأَرْجُلُهُم مِّنْ خِلافٍ أَوْ يُنفَوْاْ مِنَ الأَرْضِ ذَلِكَ لَهُمْ خِزْيٌ فِي الدُّنْيَا وَلَهُمْ فِي الآخِرَةِ عَذَابٌ عَظِيمٌ" "المائدة 33".

5. التربية بالعقوبة الأخروية: "إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُواْ بِآيَاتِنَا سَوْفَ نُصْلِيهِمْ نَاراً كُلَّمَا نَضِجَتْ جُلُودُهُمْ بَدَّلْنَاهُمْ جُلُوداً غَيْرَهَا لِيَذُوقُواْ الْعَذَابَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَزِيزاً حَكِيماً" "النساء 56".

6. التربية بالقصة: "نَحْنُ نَقُصُّ عَلَيْكَ أَحْسَنَ الْقَصَصِ بِمَا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ هَـذَا الْقُرْآنَ وَإِن كُنتَ مِن قَبْلِهِ لَمِنَ الْغَافِلِينَ" "يوسف 3".

7. التربية بالمثل: "مثَلُ الَّذِينَ يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ كَمَثَلِ حَبَّةٍ أَنبَتَتْ سَبْعَ سَنَابِلَ فِي كُلِّ سُنبُلَةٍ مِّئَةُ حَبَّةٍ وَاللّهُ يُضَاعِفُ لِمَن يَشَاءُ وَاللّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ" "البقرة261".

8. التربية بالجدل "الحوار": "وَقَالَ اللّهُ لاَ تَتَّخِذُواْ إِلـهَيْنِ اثْنَيْنِ إِنَّمَا هُوَ إِلهٌ وَاحِدٌ فَإيَّايَ فَارْهَبُونِ" "النحل51".

9. التربية بالموعظة: "إِنَّ اللّهَ يَأْمُرُ بِالْعَدْلِ وَالإِحْسَانِ وَإِيتَاء ذِي الْقُرْبَى وَيَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاء وَالْمُنكَرِ وَالْبَغْيِ يَعِظُكُمْ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُونَ" "النحل90".

10. التربية بالقدوة: "لَقَدْ كَانَ لَكُمْ فِي رَسُولِ اللَّهِ أُسْوَةٌ حَسَنَةٌ لِّمَن كَانَ يَرْجُو اللَّهَ وَالْيَوْمَ الْآخِرَ وَذَكَرَ اللَّهَ كَثِيراً" "الأحزاب21".

11. التربية بالعبادة: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ كُتِبَ عَلَيْكُمُ الصِّيَامُ كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِن قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" "البقرة183".

12. التربية بالأحداث: "فَإِنْ أَعْرَضُوا فَقُلْ أَنذَرْتُكُمْ صَاعِقَةً مِّثْلَ صَاعِقَةِ عَادٍ وَثَمُودَ" "فصلت13".

13. التربية بتدرج الأحكام: "يَسْأَلُونَكَ عَنِ الْخَمْرِ وَالْمَيْسِرِ قُلْ فِيهِمَا إِثْمٌ كَبِيرٌ وَمَنَافِعُ لِلنَّاسِ وَإِثْمُهُمَا أَكْبَرُ مِن نَّفْعِهِمَا وَيَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلِ الْعَفْوَ كَذَلِكَ يُبيِّنُ اللّهُ لَكُمُ الآيَاتِ لَعَلَّكُمْ تَتَفَكَّرُونَ" "البقرة219".

14. التربية بالملاحظة والنظر: "أَفَلَا يَنظُرُونَ إِلَى الْإِبِلِ كَيْفَ خُلِقَتْ" "الغاشية17".

15. التربية بالصحبة: "قَالَ لَهُ مُوسَى هَلْ أَتَّبِعُكَ عَلَى أَن تُعَلِّمَنِ مِمَّا عُلِّمْتَ رُشْداً" "الكهف66".

16. التربية من خلال تغيير البيئة: "إِنَّ الَّذِينَ تَوَفَّاهُمُ الْمَلآئِكَةُ ظَالِمِي أَنْفُسِهِمْ قَالُواْ فِيمَ كُنتُمْ قَالُواْ كُنَّا مُسْتَضْعَفِينَ فِي الأَرْضِ قَالوَاْ أَلَمْ تَكُنْ أَرْضُ اللّهِ وَاسِعَةً فَتُهَاجِرُواْ فِيهَا فَأُوْلَـئِكَ مَأْوَاهُمْ جَهَنَّمُ وَسَاءتْ مَصِيراً" "النساء97"… وغير ذلك من الوسائل التربوية.

ولا بد من الإشارة إلى الأسلوب الوعظي الهادئ الذي يقدمه القرآن الكريم ويدعو إلى امتثاله والأخذ به، وذلك عندما يحدثنا عن لقمان "ع" وتعاهده لولده بالوعظ والتربية "يَا بُنَيَّ أَقِمِ الصَّلَاةَ وَأْمُرْ بِالْمَعْرُوفِ وَانْهَ عَنِ الْمُنكَرِ وَاصْبِرْ عَلَى مَا أَصَابَكَ إِنَّ ذَلِكَ مِنْ عَزْمِ الْأُمُورِ، وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ وَلا تَمْشِ فِي الْأَرْضِ مَرَحاً إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ كُلَّ مُخْتَالٍ فَخُورٍ" "لقمان 17-18".

وبالعودة إلى الشواهد القرآنية على المنهج التربوي في القرآن الكريم نستعرض مجموعة من الآيات القرآنية ونبين الهدف التربوي منها:

1. "وَلاَ تَقْرَبُواْ مَالَ الْيَتِيمِ إِلاَّ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ حَتَّى يَبْلُغَ أَشُدَّهُ وَأَوْفُواْ بِالْعَهْدِ إِنَّ الْعَهْدَ كَانَ مَسْؤُولاً" "الإسراء34". الهدف التربوي: الوفاء بالعهود والالتزام بالمواعيد.

2. وَالَّذِينَ يَصِلُونَ مَا أَمَرَ اللّهُ بِهِ أَن يُوصَلَ وَيَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ وَيَخَافُونَ سُوءَ الحِسَابِ" "الرعد21". الهدف التربوي: صلة الرحم التزاور والألفة بين الأقارب.

3. "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اجْتَنِبُوا كَثِيراً مِّنَ الظَّنِّ إِنَّ بَعْضَ الظَّنِّ إِثْمٌ وَلَا تَجَسَّسُوا وَلَا يَغْتَب بَّعْضُكُم بَعْضاً أَيُحِبُّ أَحَدُكُمْ أَن يَأْكُلَ لَحْمَ أَخِيهِ مَيْتاً فَكَرِهْتُمُوهُ وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ تَوَّابٌ رَّحِيمٌ" "الحجرات12". الهدف التربوي: النهي عن سوء الظن والتجسس والغيبة.

4. "يَا بَنِي آدَمَ خُذُواْ زِينَتَكُمْ عِندَ كُلِّ مَسْجِدٍ وكُلُواْ وَاشْرَبُواْ وَلاَ تُسْرِفُواْ إِنَّهُ لاَ يُحِبُّ الْمُسْرِفِينَ" "الأعراف 31". تتضمن هذه الآية هدفين تربويين: الأول، الاهتمام بالمظهر والنظافة البدنية الشخصية، والهدف الثاني الإعتدال في الأكل والشرب وتجنب الإسراف والتبذير.

5. "وَالَّذِينَ لَا يَشْهَدُونَ الزُّورَ وَإِذَا مَرُّوا بِاللَّغْوِ مَرُّوا كِرَاماً" "الفرقان72". الهدف التربوي: النهي عن شهادة الباطل والزور والابتعاد عن مجالس اللغو والإثم.

6. "وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُواْ إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِندَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاَهُمَا فَلاَ تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ وَلاَ تَنْهَرْهُمَا وَقُل لَّهُمَا قَوْلاً كَرِيماً" "الإسراء23". الهدف التربوي: بر الوالدين والإحسان إليهما وعدم الإساءة اليهما بالقول أو الفعل.

إلى غير ذلك من الآيات القرآنية الغنية بالفوائد والأهداف التي تريد للإنسان- شرط الأخذ بها- أن يسلك سبل الكمال في الدنيا ليصل إلى مرتقى الفوز في الآخرة.
والحمد لله رب العالمين.




م ن



خليجية



خليجية

خليجية




جزاك الله خيرا



التصنيفات
التربية والتعليم

انتبه ليست هذه هي التربية

أولادي يأكلون أحلى أكل ويلبسون أغلى لبس و…و…
هذه هي إجابة الكثيرين عن سؤال : هل تربي أولادك ؟
فلقد أصبح الأكل والشرب والمسكن هو التربية وليس تغيير السلوك وملاحظة الأبناء في أقوالهم وأفعالهم وتقويمهم وتعليمهم أمور دينهم ودنياهم .
إن الأب يقول : أنا أعمل ليل نهار لأطعم أولادي وأربيهم أحسن تربية .. وهو لا يكاد يراهم إلا وهم نائمون ولا يسأل عنهم : أصلوا أم أضاعوا الصلاة ؟ كذبوا أم صدقوا ؟ ماذا قرءوا ؟ ماذا تعلموا ؟من يصاحبون ؟ … وغيرها من الأسئلة التي تخص التربية بمفهومها الحقيقي .
والأم تقول : أنا اشتريت لأبنائي أفضل طعام و صنعت لهم أشهى غذاء وألذ شراب ويضيع اليوم في المطبخ ولا تسأل عن أولادها بعد حضورهم من المدرسة أو الحضانة أو النادي أو الشارع ، وتركهم أمام التليفزيون يبحلقون فيما ضر ونفع ، وما حل وحرم ، لتريح نفسها من إزعاجهم وعراكهم ومشكلاتهم ، وهي لا تعلم أنها تتركهم للتهلكة وتفسدهم بإهمالها تربتهم ، وهي تجلس في البيت أكثر مما يجلس الأب ، وإن عاد وسأل عنهم قد لا تجيبه وإن أجابته فقد تكذب عليه أو تكتفي بأن تقول : أولادك بخير والحمد لله .



خليجية



أصعب دمعة
خليجية



تسلمين غلاتي

الله يعطيك العافيه




اقتباس:
المشاركة الأصلية كتبت بواسطة دلوعه حمودي خليجية
تسلمين غلاتي

الله يعطيك العافيه

خليجية




التصنيفات
منوعات

كيف نعالج مشكلا اجتماعيا من خلال شبكة معالجة التربية على المواطنة الدورة الاولى السنة التالتة اعدادي

مقدمة: يعاني المغرب من عدة مشاكل اجتماعية -.فما ھي أھم ھذه المشاكل؟ -وكيف أوظف شبكة لمعالجتھا؟
-1 تتعدد المشاكل الاجتماعية بالمغرب :
تواجھ المغرب تحديات اجتماعية كثيرة في مجال التنمية البشرية، حيث أن نسبة كبيرة من السكان تعيش تحت عتبة الفقر ( 25 % بالبوادي و 12 % بالمدن)، كما أن الأمية ما
زالت تمس أكثر من نصف السكان مع استمرار حوالي ثلاثة ملايين طفل دون تمدرس. مازال سكان المغرب يعانون من انتشار السكن الصفيحي والعشوائي الذي يحط من كرامة
الإنسان، إضافة إلى استفحال البطالة والرشوة. تعاني فئة كبيرة من أطفال المغرب من غياب حقوقھم في النمو الطبيعي والحفاظ على سلامتھم النفسية والصحية، كما أن قطاع
التعليم والتكوين الضروري لتأھيلھم في الحياة العملية لم يعمم على جميع الأطفال، وما تزال المرأة تتعرض للحيف والتھميش، بالرغم من كونھا تمثل نصف المجتمع الذي لا
يمكنھ التقدم بدون إنصافھا.
-2 التدرب على تطبيق شبكة تقنية لمعالجة مشكل اجتماعي:
2-1 :تضم شبكة المعالجة عدة خطوات :
•رصد المشكل الاجتماعي وتحديده : نوعيتھ، انتشاره، امتداده الزمني.
•البحث عن المعطيات : جمع الوثائق، البحث الميداني، الاتصال بالمسؤولين.
•تشخيص أسباب المشكل: وصف المشكل وتحديد عناصره، تفسيره، استخلاص انعكاساتھ.
•اقتراح الحلول لمعالجة المشكل : رصد الحلول الممكنة، تصنيفھا، تحديد الغلاف الزمني اللازم لتنفيذ الحلول.(
2-2 : تطبيق شبكة معالجة على مشكل اجتماعي:
•استثمار التقرير: المشاركة بالتقرير في أنشطة المؤسسات التعليمية.
•إنجاز وعرض التقرير حول الحلول الممكنة بعد مناقشتھا وتعديلھا.
•معالجة المعطيات المحصل عليھا بعد تفريغ البيانات وتصنيفھا وتحليلھا .
•تقسيم المھام لجمع الوثائق والتقصي الميداني.
•تحديد المدة الزمنية لمعالجة المشكل بوضع جدولة للتنفيذ.
خاتمة: يعاني المجتمع المغربي من مشاكل كثيرة تھدد المجتمع برمتھ فعلى الجميع التفكير والمساھمة في إيجاد الحلول الكفيلة بالتخفيف منھا في أفق القضاء عليھا.خليجية



مفييييييييييييييييييييد



شكراااااااااا حبيبتي على الرد الحلوووووو



وين الردود



التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

مدرس للغة العربية والتربية الاسلامية

ييوجد مدرس بالكويت محافظة الجهراء دراسات عليا فى اللغة العربية والتربية الاسلامية
وخبير بمناهج الكويت يدرس للبني فقط جميع المراحل من المرحلة الابتدائية الى المرحلة الثانوية
تليفون رقم /
يمنع وضع الارقام

:3_4_8[1]:




بالتوفيق



التصنيفات
منوعات

تربية الطفل طريقة تربية الطفل و اساليب التربية

تربية الطفل طريقة تربية الطفل و اساليب التربية الاطفال

من أصعب الحالات التي تمر على الطبيب النفسي تلك التي يكون فيها السبب الرئيس للمرض مواقف العنف التي يتعرض لها الطفل منذ نعومة اظفاره وبأسلوب منتظم ومتصاعد خاصة أن الطفل يخرج الى هذه الحياة مبتسماً بريئاً في تعبيره في رفض أية ظواهر سلبية ضده

واذا كان مرتكبو العنف هم أولئك الذين يتوقع منهم الطفل الحماية والأمان فلا أمل ولا أمان حيث يتحول هذا المخلوق الضعيف الى الانطواء ويتشت تفكيره ولا يقوى على مواجهة الآلام وهذه بداية لأن يدافع عن نفسه بأن يصب الغضب على المجتمع ويبدأ في مرحلة العنف المضاد.

وفي الغالب تترسب هذه الآلام في عقل وذاكرة الطفل وتجعله غير قادر على تحقيق ما يتوقعه وما يحلم به ويصبو إليه فتكون محصلة هذه الأزمات نتاجاً يصعب في بعض الأحيان على المعالج أن يجد له مخرجاَ.

ويقول الدكتور أحمد جمال أبو العزايم استشاري الطب النفسي ورئيس الجمعية المصرية للصحة النفسية أن الأطفال الذين يتعرضون الى سوء المعاملة في المنزل فإن ساحة القتال تمتد من منازلهم وتشمل المدرسة وهذا يؤدي بهم الى الفشل الدراسي ورسوب في المدارس والى مصاعب مع سلطات المجتمع المختلفة وفي محاولة من هؤلاء الأطفال الذين يعانون الضرب والذين يعيشون في عالم عدواني غير مريح فإنهم يجنحون الى مصاحبة الأطفال من أمثالهم وتسمع منهم دائماً »أن والدي ومدرسي لا يفهماني ولكن صديقي يفهمني« وهي نواة لظهور العصابات وجماعات البلطجة في الشوارع والمدارس وتجنب الذين يعانون من عدم الثقة بالنفس نتيجة للضرب والإهانة والتهديد والانتقام ولذلك فيجب ألا نتعجب اذا رفض الكثير من الصغار حياة الكبار وأسلوبهم ومفاهيمهم الدينية.. إننا يجب ألا نتعجب أن يلجأ من تعرضوا للضرب لاستخدام العنف ضد أسرهم ومجتمعهم في أول فرصة يستطيعون فيها ذلك.

ويؤكد الدكتور أبو العزايم أن بعض الآباء يكرهون ضرب أبنائهم وقد يفعلون ذلك مجبرين وفي الغالب فإن الأب أو الأم يضربان الطفل لحل مشاكلهم وليس لتربية الطفل أو لتحقيق مطالبهم التي تشكل مشكلة لهم.. وقد أظهرت الأبحاث ان الأطفال الذين يتم ضربهم ينشأون قليلي الاحترام للنفس مكتئبين ويقبلون بالوظائف قليلة الأجر لذلك يجب أن نسأل أنفسنا ما هي البدائل لضرب الطفل.

لو زاد غضبك من أفعاله؟

إهدأ ولا تنفعل اذا شعرت أنك غاضب وتفقد السيطرة على نفسك وأنك لابد سوف تضرب طفلك، أترك المكان مؤقتاً.. اهدأ بعيداً عن الطفل واسترخ في هذه اللحظات التي سوف تبعد فيها عن طفلك تجد البديل أو الحل للمشكلة.

اعط نفسك بعض الوقت من الراحة فالكثير من الآباء يجنحون الى ضرب الأطفال عندما لا يجدون وقتاً للراحة في حياتهم لذلك من المهم أن يحصل الآباء على بعض الوقت من الراحة في القراءة أو تمرينات رياضية أو المشي أو التعبد والصلاة.. كن محباً ولكن كن حازماً وعادة ما يحدث الإحباط والاندفاع الى ضرب الطفل اذا لم يسمع منك الكلام عدة مرات وفي النهاية فإنك تضربه لكي تعدل من سلوكه وكحل آخر لمثل هذه المواقف فإنك يمكن أن تقترب من الطفل وتنظر في عينيه وأن تمسك به بحنان وبكلمات رقيقة وحازمة ما تأمره به مثل »أريدك أن تلعب من دون ضوضاء«.

إن اعطاء طفلك البدائل هو أفضل من ضربه فعندما يلعب الطفل بالأكل فمن الأفضل أن تقول له »إما ان توقف لعبك بالطعام أو سأضربك«.

اذا أقدم طفلك على كسر شيء في المنزل فلا تضربه لأنك اذا ضربته فإنه يحس بالغضب والرغبة في الانتقام من الأهل الذين ضربوه وسوف يتعلم أنه اذا كسر شيئاً مرة يجب أن يختبئ أو أن يلفق التهمة بآخرين أو يكذب أو بساطة ان لا يراه أحد لخوفه من الضرب فهل تريد أن يحترمك طفلك لأنه يخاف منك أم لأنه يحبك.. الأفضل أن تحذره أنه اذا كسرها مرة فسوف يشتريها من مصروفه واذا كسر نافذة الجيران يمكن أن تقول له »أنت كسرت الزجاج ونحن سنصلحه وأنت تشارك بجزء من مصروفك »وأطلب منه إزالة الزجاج المكسور اذا كان قد تعمد ذلك فإن القرار لا يكون على الخطأ بقدر ما يكون على تحمل مسئولية اصلاح الخطأ.

ويضيف الدكتور أبو العزايم ان هناك عقوبات أخرى غير الضرب عندما يفعل الأطفال أشياء تم نهيهم عنها واتفق الوالدان معه على عدم تكرارها.. فإنهم يتجهون الى عقابهم وكبديل فهناك عقوبات يمكن استخدامها ويقصد بهذه العقوبات اعادة السلوك الى طبيعة وكمثال لهذه العقوبات أن يطلب من الطفل أداء أعمال منزلية معينة أو أداء بعض الأعمال الشاقة خارج المنزل كتعويض عن عدم سماعه الكلام.. مثل هذه العقوبات ذات الطابع الايجابي تجعل الطفل يلتزم بما نهى عنه وتجعله يقبل العقاب حيث أن ما عوقب به فائدة للأسرة.

الانسحاب من النقاش.. أولئك الأطفال الذين يجيبون بصوت عال أو بانفعال شديد ويعانون ويكررون كلمات العناد يؤدي ذلك بالأب أو الأم الى صفعهم بقوة على الوجه أنهم من الأفضل في مثل هذه الأوقات الانسحاب سريعا من المواقف، قل لطفلك سوف انتظرك في الغرفة الأخرى اذا أردت أن تعترض أو تتحدث مرة أخرى عن الموضوع.

استخدام عبارات لينة ولكن حاسمة.. لا تضرب يدي طفلك الصغير عندما يمسك أي شيء ولا تعتصر يديه الرقيقة لكي تأخذ منه شيئاً في يده ولكن خذ الطفل الى مكان آخر واعطه لعبة أخرى لكي تشغل انتباه الطفل عما بيده.

أبلغ طفلك بالممنوعات مقدما عندما يكون صراخ طفلك عنيفاً وبكاؤه عالياً فإن هذا قد يفقدك أعصابك. الأطفال دائما يستخدمون هذه الانفعالات الحادة عندما يعاقبون على شيء لم يبلغوا مسبقا بعدم عمله أو نتيجة لإحساسهم بالعجز في موقف ما فبدلا من أن تقول لابنك في التليفون مثلا اترك بيت صديقك فورا وتعال الآن قل له أمامك خمس دقائق لتعود الى البيت.. أن ذلك سوف يُسمح للطفل بأن ينهى ما بيده من لعب أو مذاكرة أو حديث.




خليجية



التصنيفات
منوعات

التربية على حب النبي صلى الله عليه وسلم

التربية على حب النبي صلى الله عليه وسلم

همام بن عبدالرحمن الحارثي

بسم الله الرحمن الرحيم

بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على رسول الله، وعلى آله، وصحبه، ومَن والاه.
أما بعد:
فإن من فضل الله – عز وجل – على هذه الأمّة أن جعلَها آخر الأمم وأفضلَها؛ كما جاء في الحديث: ((نحن الآخرون السابقون يوم القيامة))[1]، وجعل نبيَّها أفضل الرسل والأنبياء وخاتَمَهم، وجعل حبَّه – صلى الله عليه وسلم – دينًا ندين الله – عز وجل – به، ونتقرَّب به إليه.

وفي هذا المقال سيكون حديثُنا عن كيفية تنشئةِ النفس وتربيتِها على حبِّ الرسول – صلى الله عليه وسلم – فمن وسائل التربية على حبِّ الرسول – صلى الله عليه وسلم -:

• أن يعلم كلُّ مسلمٍ أنه لن يدخل الجنةَ إلا عن طريق اتباع سنة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – ولا تُقبَل منه عبادةٌ إلا إذا كانتْ موافقةً لما جاء به الرسول – صلى الله عليه وسلم – مشرعًا، أو شارحًا، أو مفصلًا؛ كما قال ربنا – جل وعلا -: ﴿ قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّهَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّهُ وَيَغْفِرْ لَكُمْ ذُنُوبَكُمْ ﴾ [آل عمران: 31]، واتِّباع سنتِه يكون بالاقتداء بهَدْيِه وسَمْتِه وما ثبت عنه.

قال شيخ الإسلام:
"وقاعدتنا في هذا الباب أصحُّ القواعد؛ إن جميع صفات العبادات من الأقوال والأفعال إذا كانتْ مأثورة أثرًا يصحُّ التمسك به، لم يكره شيء من ذلك، بل يشرع ذلك كله"[2].

وقال: "وهو أن ما فعله النبي – صلى الله عليه وسلم – من أنواع متنوعة، وإن قيل: إن بعض تلك الأنواع أفضل؛ فالاقتداء بالنبي – صلى الله عليه وسلم – في أن يفعل هذا تارة، وهذا تارة أفضلُ من لزوم أحد الأمرين، وهجر الآخر… إلخ"[3].

• من وسائل التربية على حب الرسول – صلى الله عليه وسلم – معرفةُ قدرِ الرسول – صلى الله عليه وسلم – عند ربه – عز وجل -:

إنَّ شأنَ رسول الله – صلى الله عليه وسلم – عند الله لعظيمٌ، وإن قدرَه لكريمٌ؛ فلقد اختاره الله – تعالى – واصطفاه على جميع البشر، وفضَّله على جميع الأنبياء والمرسلين، وشرح له صدره، ورفع له ذكرَه، ووضع عنه وِزْرَه، وأعلى له قدرَه.

وزكَّاه في كل شيء:
زكَّاه في عقله، فقال – سبحانه -: ﴿ مَا ضَلَّ صَاحِبُكُمْ وَمَا غَوَى ﴾ [النجم: 2].
وزكَّاه في صدقه، فقال – سبحانه -: ﴿ وَمَا يَنْطِقُ عَنِ الْهَوَى ﴾ [النجم: 3].
وزكَّاه في بصره، فقال – سبحانه -: ﴿ مَا زَاغَ الْبَصَرُ وَمَا طَغَى ﴾ [النجم: 17].
وزكَّاه في فؤاده، فقال – سبحانه -: ﴿ مَا كَذَبَ الْفُؤَادُ مَا رَأَى ﴾ [النجم: 11].
وزكَّاه في صدره، فقال – سبحانه -: ﴿ أَلَمْ نَشْرَحْ لَكَ صَدْرَكَ ﴾ [الشرح: 1].
وزكَّاه في ذِكْره، فقال – سبحانه -: ﴿ وَرَفَعْنَا لَكَ ذِكْرَكَ ﴾ [الشرح: 4].
وزكَّاه في طُهْره، فقال – سبحانه -: ﴿ وَوَضَعْنَا عَنْكَ وِزْرَكَ ﴾ [الشرح: 2].
وزكَّاه في حلمه، فقال – سبحانه -: ﴿ بِالْمُؤْمِنِينَ رَؤُوفٌ رَحِيمٌ ﴾ [التوبة: 128].
وزكَّاه في علمه، فقال – سبحانه -: ﴿ عَلَّمَهُ شَدِيدُ الْقُوَى ﴾ [النجم: 5].
وزكَّاه في خُلُقه، فقال – سبحانه -: ﴿ وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ ﴾ [القلم: 4].

ثم أخبر عن منزلته في الملأ الأعلى عند رب العالمين، وعند الملائكة المقرَّبين، فقال – سبحانه -: ﴿ إِنَّ اللَّهَ وَمَلَائِكَتَهُ يُصَلُّونَ عَلَى النَّبِيِّ ﴾ [الأحزاب: 56]، ثم أمر أهلَ الأرض من المؤمنين بالصلاةِ والسلام عليه؛ ليجتمع له الثناءُ من أهل السماء وأهل الأرض، فقال – سبحانه -: ﴿ يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا صَلُّوا عَلَيْهِ وَسَلِّمُوا تَسْلِيمًا ﴾ [الأحزاب: 56].

وفي الصحيحين من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – أنه – صلى الله عليه وسلم – قال: ((مَثَلي ومَثَل الأنبياءِ قبلي كمَثَل رجلٍ بَنَى بنيانًا فأحسنَه وأَجْمَله، إلا موضع لَبِنَة من زاوية من زواياه، فجعل الناسُ يطوفون به، ويعجبون له، ويقولون: هلاَّ وُضِعتْ هذه اللَّبِنة! قال: ((فأنا اللَّبِنة، وأنا خاتم النبيين)) [4].

• من وسائل التربية على حب الرسول – صلى الله عليه وسلم – تذكُّرُ رحمتِه ورأفتِه على أمته؛ فالنفس مفطورة على حبِّ مَن أحبها، ومَن أحسن إليها، فمن ذلك ما جاء أنه – صلى الله عليه وسلم – قرأ يومًا قولَ الله في إبراهيم: ﴿ رَبِّ إِنَّهُنَّ أَضْلَلْنَ كَثِيرًا مِنَ النَّاسِ فَمَنْ تَبِعَنِي فَإِنَّهُ مِنِّي وَمَنْ عَصَانِي فَإِنَّكَ غَفُورٌ رَحِيمٌ ﴾ [إبراهيم: 36]، وقرأ قولَ الله في عيسى: ﴿إِنْ تُعَذِّبْهُمْ فَإِنَّهُمْ عِبَادُكَ وَإِنْ تَغْفِرْ لَهُمْ فَإِنَّكَ أَنْتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ ﴾ [المائدة: 118]؛ فبكى – صلى الله عليه وسلم – فأنزل الله إليه جبريلَ – عليه السلام – وقال: ((يا جبريل، سَلْ محمدًا ما الذى يُبْكيك؟)) – وهو أعلم – فنزل جبريل، وقال: ما يُبْكِيك يا رسول الله؟ قال: ((أمتي .. أمتي يا جبريل))، فصَعِد جبريل إلى المَلِك الجليل، وقال: يبكى على أمتِه، والله أعلم، فقال لجبريل: ((انزل إلى محمدٍ، وقل له: إنا سنُرضِيك فى أمتِك))[5].

جاء عند مسلم أن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((لكلِّ نبيٍّ دعوةٌ مستجابة يدعو بها، وأريد أن أختَبِئ دعوتي شفاعةً لأمتي في الآخرة))[6].

وجاء عند البخاري أن رجلاً أصاب من امرأةٍ قُبْلة، فأتى النبيَّ – صلى الله عليه وسلم – فأخبره، فأنزل الله:
﴿ وَأَقِمِ الصَّلَاةَ طَرَفَيِ النَّهَارِ وَزُلَفًا مِنَ اللَّيْلِ إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ ﴾ [هود: 114]، فقال الرجل : يا رسول الله، أَلِي هذا؟ قال: ((لجميع أمتي كلِّهم)) [7].

• ومن وسائل تربية النفس على حب النبي – صلى الله عليه وسلم – تذكُّر شفاعتِه لأمته يوم القيامة، عن أنس بن مالك – رضي الله عنه – قال: قال رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((يجمع الله الناسَ يوم القيامة فيهتمُّون لذلك، فيقولون: لو استشفعنا على ربِّنا حتى يُرِيحَنا من مكاننا هذا، قال: فيأتون آدم – عليه السلام – فيقولون: أنتَ آدمُ أبو الخلق، خلقَك الله بيدِه، ونفخ فيك من روحه، وأمر الملائكة فسجدوا لك، اشفعْ لنا عند ربِّك حتى يريحنا من مكاننا هذا، فيقول: لستُ هُنَاكم، فيذكر خطيئته التي أصاب، فيَسْتَحْيِي ربَّه منها، ولكن ائتوا نوحًا أولَ رسولٍ بعثه الله، فيأتون نوحًا – عليه السلام – فيقول: لستُ هُنَاكم، فيذكر خطيئته التي أصاب، فيَسْتَحْيِي ربَّه منها، ولكن ائتُوا إبراهيم – عليه السلام – الذي اتَّخذه الله خليلًا، فيأتون إبراهيم – عليه السلام – فيقول: لستُ هُنَاكم، ويذكر خطيئته التي أصاب، فيَسْتَحْيِي ربَّه منها، ولكن ائتُوا موسى – عليه السلام – الذي كلَّمه الله، وأعطاه التوراة، فيأتون موسى – عليه السلام – فيقول: لستُ هُنَاكم، ويذكر خطيئته التي أصاب فيَسْتَحْيِي ربَّه منها، ولكن ائتُوا عيسى روحَ الله وكلمتَه، فيأتون عيسى روح الله وكلمته، فيقول: لستُ هُنَاكم، ولكن ائتُوا محمدًا – صلى الله عليه وسلم – عبدًا قد غُفِر له ما تقدَّم من ذنبه وما تأخَّر، فيأتوني، فأستأذنُ على ربِّي، فيُؤذَن لِي، فإذا أنا رأيتُه، وقعتُ ساجدًا فيَدَعُنِي ما شاء الله، فيقال: يا محمد، ارفعْ رأسَك، قُلْ تُسْمَع، سَلْ تُعْطَه، اشفعْ تشفَّعْ، فأرفعُ رأسي فأحمدُ ربِّي بتحميدٍ يعلِّمُنيه ربي، ثم أشفعُ فيَحُدُّ لي حدًّا، فأُخرِجهم من النار، وأُدخِلهم الجنة، ثم أَعُود فأَقَع ساجدًا، فيَدَعُنِي ما شاء الله أن يَدَعَنِي، ثم يقال: ارفعْ رأسَك يا محمدُ، قُلْ تُسْمَع، سَلْ تُعْطَه، اشفعْ تشفَّعْ، فأرفعُ رأسي فأحمدُ ربي بتحميدٍ يعلِّمُنيه، ثم أشفعُ فيَحُدُّ لي حدًّا فأُخرِجهم من النار، وأُدخِلهم الجنة، قال – الرواي -: فلا أدري في الثالثة أو في الرابعة قال: فأقول: يا ربِّ ما بَقِي في النارِ إلا مَن حبسه القرآن))؛ أي: وَجَب عليه الخلود [8].

فالشفاعة العظمى يوم القيامة لرسول الله – صلى الله عليه وسلم – والشفاعة لعُصَاة أمتِه – صلى الله عليه وسلم – كما قال – عليه الصلاة والسلام -: ((شفاعتي لأهل الكبائر من أمتي))[9] .

وشفاعة الرسول – صلى الله عليه وسلم – تُنَال بأسباب؛ منها:

• الإخلاص في قول كلمة التوحيد، وذلك عن طريق تحقيق التوحيد لله – عز وجل – وعدم الإشراك به؛ فقد جاء من حديث أبي هريرة – رضي الله عنه – مرفوعًا: ((أسعدُ الناس بشفاعتي مَن قال: لا إله إلا الله خالصًا من قلبه)) [10].

• الترديد مع الأذان وقول الدعاء الوارد؛ لحديث جابر مرفوعًا: ((إذا سَمِعتُم النداءَ، فقولوا مثلَ ما يقول ثم صلُّوا عليَّ؛ فإنه مَن صلَّى عليَّ صلاةً صلَّى الله عليه بها عشرًا، ثم سَلُوا الله لي الوسيلة؛ فإنها منزلةٌ في الجنة لا تنبغي إلا لعبدٍ من عباد الله، وأرجو أن أكونَ أنا هو، فمَن سأل لي الوسيلة حلَّتْ له الشفاعة))[11].

• كثرة صلاة النافلة؛ فقد جاء في حديث ربيعة بن كعب قال: قال لي رسول الله – صلى الله عليه وسلم -: ((سَلْنِي أُعْطِك))، قلتُ: يا رسول الله، أنظرني أنظر في أمري، قال: ((فانظرْ في أمرك))، قال: فنظرت، فقلت: إن أمر الدنيا ينقطعُ فلا أرى شيئًا خيرًا من شيء آخذه لنفسي لآخرتي، فدخلتُ على النبي – صلى الله عليه وسلم – فقال: ((ما حاجتُك؟))، فقلت: يا رسول الله؛ اشفعْ لي إلى ربِّك – عز وجل – فليعتقني من النار، فقال: ((مَن أمرك بهذا؟))، فقلتُ: لا والله يا رسول الله، ما أمرني به أحدٌ، ولكني نظرتُ في آمري فرأيتُ أن الدنيا زائلةٌ من أهلها، فأحببتُ أن آخذ لآخرتي، قال: ((فأعنِّي على نفسِك بكثرةِ السجود))[12].

• الصلاة على الرسول – صلى الله عليه وسلم – عشرًا في الصباح والمساء، عن أبي الدرداء عن النبي – صلى الله عليه وسلم – قال: ((مَن صلَّى على حين يُصبِح عشرًا، وحين يمسي عشرًا؛ أدركتْه شفاعتي يوم القيامة))[13].

• ومن وسائل تربية الناشئة على حبِّ النبي – صلى الله عليه وسلم – معرفةُ سيرتِه، وبيان هَدْيِه، وخُلُقه، وفضله، وما اشتملتْ عليه هذه النفس من رحمةٍ ورأفةٍ للمؤمنين.

كان الزهري – رحمه الله – يقول: في علم المغازي علم الآخرة والدنيا [14].

وقد بلغ من حرصِهم على تعليم أولادهم سيرة رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وسراياه، أنهم جعلوها قرينةَ القرآن الكريم من حيث الأولوية، يقول زين العابدين علي بن الحسين – رضي الله عنه -: كنا نُعلّم مغازي النبي – صلى الله عليه وسلم – وسراياه كما نعلّم السورة من القرآن [15].

وعن إسماعيل بن محمد بن سعد بن أبي وقاص – رضي الله عن الجميع – قال : كان أبِي يعلِّمنا المغازي ويعدُّها علينا، ويقول : يا بني هذه مآثر آبائكم فلا تضيِّعوا ذكرها"[16].

فنجد مما سبقَ محطاتٍ نتزوَّد بها لحياةٍ مليئةٍ بحب رسول الله – صلى الله عليه وسلم – كما عاشها الصحابة والسلف الصالح – رضوان الله تعالى عليهم – فعن عبدة بنت خالد بن معدان قالت: ما كان خالد يأوي إلى فراشٍ إلا و هو يَذكُر من شوقِه إلى رسول الله – صلى الله عليه وسلم – وإلى أصحابه من المهاجرين والأنصار يسمِّيهم، ويقول : هم أَصْلِي وفصلي، وإليهم يحنُّ قلبي، طال شوقي إليهم، فعجِّل ربي قبضي إليك حتى يغلبه النوم.

وقال إسحاق التجيبي:
كان أصحاب النبي – صلى الله عليه وسلم – بعده لا يذكرونه إلا خشعوا واقشعرَّتْ جلودهم، وبكوا، وقال مالك – وقد سئل عن أيوب السختياني -: ما حدثتُكم عن أحدٍ إلا وأيوب أفضلُ منه، وقال : وحجَّ حجتين فكنت أرمقه، ولا أسمع منه غير أنه كان إذا ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – بكى حتى أرحمه.

وقال مصعب بن عبدالله:
كان مالكٌ إذا ذكر النبي – صلى الله عليه وسلم – يتغيَّر لونُه، وينحنِي حتى يصعب ذلك على جلسائه، فقيل له يومًا في ذلك، فقال: لو رأيتُم ما رأيتُ لَمَا أنكرتُم عليَّ ما ترون، ولقد كنتُ أرى محمد بن المُنْكَدِر – وكان سيد القراء – لا نكاد نسألُه عن حديثٍ أبدًا إلا يبكي حتى نرحمه.

وقال ثابت البناني لأنس بن مالك – رضي الله عنه -: أعطني عينيك التي رأيتَ بهما رسول الله – صلى الله عليه وسلم – حتى أقبِّلَها.

وعن جُبَير بن نفير عن أبيه قال:
جلسنا إلى المِقْدَاد بن الأسود يومًا فمرَّ به رجلٌ، فقال: طوبَى لهاتين العينين اللتين رأتا رسول الله – صلى الله عليه وسلم – والله لوَدِدْنا أنَّا رأينا ما رأيتَ وشَهِدنا ما شهدت.

اللهم اجعلنا من صالحي أمته، واحشُرْنا يوم القيامة في زُمْرَته، سبحانك ربِّك رب العزة عما يصفون وسلام على المرسلين والحمد لله رب العالمين

وكتبه:
همام بن عبدالرحمن الحارثي
2/2/1434هـ
[email protected]
Twitter: @hah989

———————————
[1]. رواه البخاري 3486.
[2]. الفتاوى (24/242).
[3]. الفتاوى (22/337).
[4]. رواه البخاري 3535 ، مسلم 2286.
[5]. رواه مسلم 202.
[6]. رواه البخاري 6304.
[7]. رواه البخاري 526.
[8]. رواه مسلم 193.
[9]. رواه الترمذي 2435 وقال: حسن صحيح غريب من هذا الوجه.
[10]. رواه البخاري 6570 .
[11]. رواه مسلم 384 .
[12]. حسنه الألباني في الإرواء 2/208
[13]. صحيح الجامع 6375، وقد تراجع الشيخ الألباني، وضعفه في الضعيفة رقم 5788.
[14]. الجامع لأخلاق الراوي 2/195.
[15]. المصدر السابق.
[16]. المصدر السابق.




بــــووووركـــــتي



شكرلكم



التصنيفات
التربية والتعليم

دور المدارس القرآنية في التربية "

[]دور المدارس القرآنية في التربية

إن دور المدارس القرآنية في تربية النشء الصاعد دور مهم للغاية ولقد أعطيت لهذه المدارس هذا الدور الرفيع لا فقط لأنها تربي وتوسع مدارك الأطفال وتفتح عيونهم على آفاق جديدة سيستفيدون منها في مستقبل أيامهم ولكن أيضا وعلى الخصوص تجعل منهم زيادة على كونهم متعلمين مواطنين صالحين يعرفون حق الله ويحترمون حقوق الناس.
ضوابط نجاح العملية التعليمية في المدارس القرآنية
معلم القرآن والقدوة الحسنة
وأعتقد أن أول شيء يجب أن يقوم به المربي في المدرسة القرآنية هو أن يحرص أشد ما يكون الحرص على أن يكون قدوة للصغار الذي وكل إليه تربيتهم. لا بد أن نزرع في ذهن الطفل الصغير المقبل على حفظ كتاب الله القدوة الحسنة. ومن يمثل القدوة الحسنة إن لم يمثلها ويجسدها معلم القرآن؟ عليه وهو المربي الحق أن يعرف كيف ينشئ هذه الفكرة في ذهن الطفل وعليه بسلوكه القويم وتؤدته وحسن سمته أن يولد صورة بصرية إدراكية للرجل الفاضل في ذهن الطفل. إن ملقن القرآن ليستطيع أن يفعل ذلك إن أجاد التصرف لا سيما وان الطفل لا زال لصغر سنه في مرحلة الإدراك الحسي المجرد من التعميم.

ونأمل أن بتكرار رؤية الطفل لهؤلاء المربين الفضلاء الذين قال فيهم رسول الله صلى الله عليه وسلم "خيركم من تعلم القرآن وعلمه" (1)

وتبعا لهذا يصبح الطفل كلما سمع كلمة قرآن ومدرسة ومعلم قرآن إلا تراءت له في الحال صورة الرجل الفاضل بكل ما يحيط بها من هالة سواء في صورته الذي كان يرتل به القرآن أمامه محاولا تزين كتاب رب العالمين به أو في حنان حديثه العذب معه وهو يلقنه مبادئ العلم أو في مداعبته البريئة أو في هيئته وحتى في مشيته وفي كل ما يتصل به ويميزه عن غيره. إن علماء النفس يفرقون بين هذا المعنى أقصد فكرة المربي الفاضل أو الصورة الإدراكية Perception التي تكونت عند الطفل جراء مشاهدته المتواصلة لهذا المربي وبين الصورة المتخيلة Image لذلك المربي.

لماذا هذا التفريق يا ترى؟
أجيب لأن الصورة المدركة مقيدة بحالة المربي في المدرسة القرآنية في الواقع والحقيقة كما تظهر للحواس وكما يعانيها الطفل في كل لحظة وفي كل حين في المدرسة وبين فكرة المربي المثالي مجردة من كل هذه القيود إن هذه الصورة المتخيلة هي أقل من الفكرة عادة لأنها تجنح دائما أن تكون شبيهه بالأصل في خصائصه العامة ولكن ينقصها الجو أو الهالة التي تلازم الفكرة.
نريد أن تقوم المدرسة القرآنية بدور آخر في هذا المجال أي مجال غرس القدوة الحسنة في نفس النشء الصغير نريد منها أن تعمل على نقل هذا الإدراك الطيب الذي أدركه عن سلوك المربي إلى مرحلة الإدراك الكلي بمعنى أن على مدرس القرآن الكريم أن يغرس في ذهن الطفل بأن للقرآن الكريم أهل كما روى أنس بن مالك رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وسلم حين قال هم أهل الله وخاصته( 2 ).
كيف تربى الناشئة على حب القرآن وحب المسجد؟
ولا بأس أن يعلمه أثناء ذلك ولو بالتدرج عظمة الكسب الذي يكسبه المقبل على كتاب الله من الأجر تطبيقا لما رواه ابن مسعود عن سيدنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنه قال( 3 )من قرأ حرفا من القرآن كتاب الله فله حسنة والحسنة بعشر أمثالها لا أقول آلم حرف ولكن الألف حرف واللام حرف والميم حرف. ولن يجد ولا شك مربي النشء الصاعد في المدرسة القرآنية صعوبة تذكر في غرس محبة الله ومحبة رسوله في نفسه لان محبتهما مشروطة بمحبة القرآن ومحبة المسجد.
يروي لنا سيدنا أنس بن مالك رضي الله عنه يقول قال رسول الله صلى الله عليه وسلم من أحب الله عز وجل فليحبني ومن أحبني فليحب أصحابي ومن أحب أصحابي فليحب القرآن ومن أحب القرآن فليحب المساجد فإنها أفنية الله أبنيته أذن الله في رفعها وبارك فيها ميمونة ميمون أهلها محفوظة محفوظ أهلها هم في صلاتهم والله عز وجل في حوائجهم هم في مساجدهم والله من ورائهم.
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم هذا القول العظيم الذي يجب أن يغرس مبكرا في نفوس أطفالنا وهم يتلقون الدروس الأولى في المدارس القرآنية بمناسبة تبيينه للأمة[/COLR] راد الله من كلامه حين قال: (في بيوت أذن الله أن ترفع ويذكر فيها اسمه يسبح له فيها بالغدو والآصال رجال لا تلهيهم تجارة ولا بيع عن ذكر الله وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة يخافون يوما تتقلب فيه القلوب والأبصار ليجزيهم الله أحسن ما عملوا ويزيدهم من فضله والله يرزق من يشاء بغير حساب).
طبيعة العلاقة بين الصورة الإدراكية والصورة النمطية
ولا يمكن أن ندرك حق الإدراك عملية هذا الغرس الذي نتكلم عنه والذي نرجو أن يقع مبكرا في ذهن أطفالنا إلا إذا علمنا العلاقة الموجودة بين ما سميناه قبل قليل بالصورة الإدراكية والصورة المتخيلة. ولابد أعتقد ليتضح الأمر جليا من أن نشرح أكثر هذه العلاقة ومراميها.
كل كلمة تنطق بها لها صورة صوتية تسمى هذه الصورة في بعض الأحيان بالصورة الأكوستيكية وهذه الصورة الصوتية أو الأكوستيكية تحيل على مدلول إلا أن هذه العلاقة الموجودة بين الصورة الصوتية والمدلول علاقة اعتباطية بمعنى أن الجماعات الناطقة بهذه اللغة اتفقت فيما بينها على أن تعطي بشكل اعتباطي لا بشكل منطقي لكل مدلول صورة أكوستيكية.
فالصورة الأكوستيكية رجل في اللغة العربية تعني ذلك المخلوق الناطق المفكر الذي يمشي على رجلين وليس هو بأنثى وان هذه الصورة الأكوستيكية رجل لترتبط بالمدلول رجل ارتباطا اعتباطيا أي أنهم اتفقوا أن يسيروا بهذا الصوت رجل إلى ذلك المخلوق فلو أنهم اتفقوا في البدء أن يقرنوا الصورة الأكوستيكية رجل بمدلول آخر لتداول ذلك الناس ولصار معروفا عندهم يحترمه الجميع.
والدليل على أن هذه العلاقة إنما هي علاقة اعتباطية لا منطقية انك إذا قلت رجل لفارسي لا يتكلم إلا اللغة الفارسية لما فهم ما تقصده لان صوت رجل عنده لا يدل على ذلك الذي تقصده لكن إذا قلت له مرد لفهم أنك تعني ما اتفق عليه العرب بمدلول رجل ولو قلت رجل لإنجليزي لا يفهم اللغة العربية لما فهم مقصودك وإن قلت له Man لعلم أنك تقصد ما تدل عليه الصورة الأكوستيكية والمدلول علاقة منطقية لفهم الناس جميعا أنى كانوا ما تقصده الصورة الصوتية رجل ولما اختلفت اللغات.
نريد من هذا أن نخلص إلى أن على المربي في المدرسة القرآنية أن يقيم هذه العلاقة التي يجب ألا تنفصم بين القرآن وما يوحي به من أمور سامية وبين المدرسة القرآنية ما ترمي إليه من سلوك مثالي وبين المربي وما يجسده من أخلاق رفيعة.
هذه طبعا مرحلة أولى في تلقين مثل هذه الأشياء مرحلة سهلة في الحقيقة لأن المدلول حسي ومشاهد ويستطيع الطفل وغيره أن يلمسه أو يشير إليه لكن هناك أمورا مجردة أفكار غير ملموسة وتعين كذلك بصورة ألوستيكية مثل الإيمان والصدق والإخلاص والكذب ولأنها كذلك تحتاج إلى مزيد عناية من طرف المربي في المدرسة القرآنية.
ثم إن الأمر قد يتعقد أكثر إنه يتعقد حين لا يكون للكلمة صورة ذهنية تقابلها ويمكن تخيلها قد يكون المعنى مجرد فكرة يدركها الإنسان من غير أن تقابلها أية صورة ذهنية مثال ذلك الكلمات لكن قد كلا عسى ليت فإن أغمض الطفل عينيه وحاول استحضار صورة ذهنية لكل كلمة من هذه الكلمات لعجز في الغالب عن استحضار أية صورة واضحة تقابلها كثير من الصفات أو العلاقات لا تتمثل للفرد في حياته الإدراكية مثل 120كتابا + 180 كتابا ومثل 25000 جراما من رز فمعاني هذه العبارات لا يمكن تصورها صحيحا. ولا يدرك الإنسان عادة مدلولها في حياته الواقعية ولكنه مع ذلك يستعمل هذه المعاني في حياته التعبيرية لان لديه فكرة عن مدلول كل كلمة في العبارات السابقة وعن مدلول الجملة بأكملها. نقول هذا لأن تعليم القرآن للأطفال ليس بالأمر الهين ولا هي عملية يمكن أن يضطلع بها كل مثقف وينجح فيها.
ضوابط نجاح العملية التعليمية في المدارس القرآنية
إذا أردنا أن تقوم المدرسة القرآنية بالدور الذي أوجزت القول فيه قبل لا بد من مراعاة ما يلي: أن تسير العملية التعليمية في البدء بتؤدة وفي تدرج بطيء وبمجرد ما ينتهي من تعلم الحروف وقراءتها وهي عملية معروفة الخطوات تعين له الآيات التي عليه أن يحفظها و الأفضل أن يبدأ بالسورة الأخيرة في القرآن الكريم سورة الناس ولا شك أن معظم الأطفال يستطيعون حفظها في يوم واحد. ولكن لا بد مع هذا الحفظ من احترام أمور منها:
قواعد التجويد التي لا بد أن يحيط بها المكلف بالتعليم في هذه المدارس. وعليه أن يحتاط من الوقوع فيما ابتدعه الناس من أصوات الغناء أثناء تطبيقه لقواعد التجويد عليه ألا ينجر مع هذه الأصوات التي أخبرنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أنها ستكون بعده ونهى عليه الصلاة والسلام الأمة عنها حين قال( 4 ): إقرأوا القرآن بلحون العرب وأصواتها وإياكم ولحون أهل الكتابين وأهل الفسق فإنه سيجيء أقوام يرجعون في القرآن ترجع الغناء والرهبانية لا يجاوز حناجرهم مفتونة قلوبهم وقلوب من يعجبهم شأنهم.
ومن أولى بالابتعاد عن هذه الأصوات التي نهانا عنها رسول الله صلى الله عليه وسلم غير معلم القرآن؟ معلم القرآن هو الذي يعرف قبل غيره أن الحق سبحانه وتعالى نفسه ميز بين الأصوات التي نحبها لأنها مفيدة تقربنا إلى الله وبين الأصوات الكريهة التي لا نحب أن نسمعها فنفر منها فرارنا من الأسد.
ألم تكتب الأصوات الجميلة الحبيبة على القلب التي تهذب الطباع وتزين الأخلاق ثابت أي بألف بين الواو والتاء إشارة إلى أنها محبوبة في حين كتب الأصوات الكريهة التي على المرء أن يسد أذنيه عنها حتى لا يسمعها محذوفة أي بدون ألف بين الواو والتاء.
لنفتح المصحف الكريم ولنقرأ قوله تعالى( 5 ):(يومئذ يتبعون الداعي لا عوج له وخشعت الأصوات للرحمن فلا تسمع إلا همسا). لا بد أننا لاحظنا أن لفظ الأصوات كتبت في هذه الآية ثابتة لماذا؟ لأنها أصوات تسبح ربها تمجده تحمده وتشكره فحقها إذن أن تكون مكرمة أي ثابتة.
ولنقرأ الآن قوله تعالى( 6 ):(واقصد في مشيك واخفض من صوتك إن أنكر الأصوات لصوت الحمير). لا شك أننا لاحظنا أن الأصوات في هذه الآية كتبت بدون ألف بين الواو والياء فهي إذن محذوفة لا فائدة فيها بل إنها كريهة نمجها.
لاحظتم ولا شك أن الحديث عن احترام قواعد التجويد أدى بنا بعيدا لقد أدى بنا إلى الحديث عن رسم القرآن واضطرنا جراء ذلك أن نعود إلى المصحف لنظر فيه كي نتحقق من كيفية رسم الألفاظ في الكتاب العزيز.
وهذا بالضبط وإن خيل لنا أنه خروج عن الموضوع من مربي الأطفال في المدرسة القرآنية فعلى هذا المربي أن يكون دوما على سن نبيه لا سيما في هذا المضمار معلم القرآن يعرف ما قاله رسول الله صلى الله عليه وسلم ذات يوم لأصحابه حين أراد أن يحب لهم الاهتمام بكتاب ربهم قال لهم ذات يوم اعطوا لأعينكم حظها من العبادة قالوا فما حظها من العبادة يا رسول الله؟ قال النظر في المصحف الكريم.
أقول على المعلم في المدارس القرآنية أن يحيط ما وسعه الجهد بقواعد التجويد محاولا ألا يقع فيما ابتدعه الناس من أصوات كريهة كأصوات الغناء التي كما رأينا قبل قليل حذرنا رسول الله منها. وليحذر ألا يقع أيضا فيما يعرف بالترقيص وهو أن يروم السكت على الساكن ثم ينفر مع الحركة في عدو وهرولة.
هذا عمل منهي عنه كثيرا ولكننا نسمعه من بعض حفظة القرآن الذين لم يكتفوا بالوقوع فيه وإنما يتباهون بفعلهم هذا في مجامعهم ويرفعون به أصواتهم أثناء تلاوتهم لكتاب الله فإن نهيناهم عنه دافعوا عن فعلهم هذا بدون حجة ولا برهان ليس لهم من ذريعة يتدرعون بها إلا قولهم إنهم سمعوه ممن قبلهم.
ولا بد هنا أن أبدي ملاحظة حول هذه النقطة الأخيرة قبل أن أواصل الحديث فيما نحن فيه. إن قولي: يروم السكت على الساكن لا يعني الوقوف على الحرف بالروم الذي له مشروعيته كما لا يخفى وهو مرغوب فيه مطلوب من قارئ كتاب الله أن يطبقه في قراءته لكن هذا الذي نحذر منه المدرسين الآن ليس هو الوقف بالروم الذي نحذر الناس منه هو إحداث صوت زائد بعد أن يسكن الحرف في عدو وهرولة كما قلنا وهو أمر مستنكره للغاية. أما الوقف بالروم فشيء آخر نستحسنه وندعو الناس إلى القراءة به.
وأحب بهذه المناسبة أن أبينه حتى لا يختلط بما نحذر الناس منه ولكني سأبنيه بإيجاز شديد وبكل سرعة ولعلنا نعد إليه إن سنحت الفرصة بذلك إن شاء الله.
إن القارئ الذي يقرأ الفاتحة قد يقف على قوله: نستعين بسبعة أوجه.
1 – الإشباع: لاجتماع الساكنين اعتدادا بالعارض
2 – التوسط: لمراعاة اجتماع الساكنين وملاحظة كونها عرضا.
3 – القصر: لأن السكون عارض فلا يعتد به. ومعلوم أن هذه الثلاثة هي مع السكون المحض.
4 – الإشباع مع الإشمام
5 – التوسط مع الإشمام
6 – القصر مع الإشمام
والإشمام هو: الإشارة إلى الحركة من غير تصويت وكيفية إنجازها أن تجعل شفتيك على صورتهما إذا نطقت بالضمة.
7 – الروم وهو: النطق بعض الحركة هو إذن تضعيف الصوت بالحركة حتى يذهب معظمها وليس فيه إلا القصر لأن جزءا من الحركة باق فيه.
ومعلوم أن ألفاظ القرآن بالنظر إلى الوقف عليها أن تنقسم إلى ثلاثة أقسام:
أ – قسم لا يقف عليه إلا بالسكون فقط.
وفي هذا القسم خمسة أنواع:
النوع الأول: ما كان ساكنا في الوصل. مثل قوله فاغفر وتوكل واصبر ومن يعتصم ولم يلد.
النوع الثاني: ما كان متحركا بالفتح أو النصب غير منون. نحو قوله إن الأرض لا خلة ولا شفاعة لمن يقرأها بالفتح وهما ابن كثير وأبو عمرو البصري وقوله لا ريب.
النوع الثالث: الهاء التي تلحق الأسماء بدلا من تاء التأنيث. نحو الشجرة قرة الملائكة.
النوع الرابع: ميم الجمع.
نحو قلوبهم فلكم وأموالكم وأنفسكم، وسواء في ذلك من ضم أو سكن والذين ضموا من القراء ميم الجمع وصلاها المكي وقالون بخلف عنه وصلاها بواو ولفظا إلا أن لقالون فيما بعده همز قطع المد والقصر، وافق ورش على الصلة إذا وقع بعد ميم الجمع همزة قطع نحو:(آنتم أعلم أم الله)، (إن يشأ يذهبكم أيها الناس) والذين سكنوا ميم الجمع هم القراء الآخرون.
النوع الخامس: المتحرك في الوصل بحركة عارضة. وهذا يكون على صنفين.
الصنف الأول: المتحرك في الوصل بحركة عارضة بسبب النقل: والذي يقرأ بهذا هو ورش ينقل حركة الهمزة إلى الساكن قبله فيحركه بحركته ويسقطها في جميع القرآن. وهذا على ضربين أن تكون الهمزة معه في كلمة واحدة أو أن تكون في كلمة والساكن في كلمة أخرى فيها.
أما الضرب الأول فلام المعرفة مثل الأسماء الآخرة الأبرار الإنسان الإذن. والضرب الثاني في كلمة واحدة في القرآن هي: (ردا يصدقني)( 7 )
وأما الصنف الثاني: فحين تكون الهمزة في كلمة والساكن قبلها في كلمة أخرى يأتي هذا الساكن على ضربين:
أ- التنوين مثل (من شيء إذ كانوا) (حامية الهاكم) (كفور) (أذن للذين). أن يكون الساكن حرفا من سائر الحروف مثل (قد أفلح المومنون) (أن أرضعيه) و(لا تتبع أهواءهم).
ب – قسم يجوز فيه الوقف بالسكون والروم و يجوز فيه الإشمام: وهو ما كان متحركا في الوصل بالخفض أو الكسر مثل ومن الناس هؤلاء.
ج – قسم يجوز فيه الوقف بالسكون والروم والإشمام: وهو ما كان متحركا في الوصل بالرفع أو الضم: نحو فدير يخلق ومن قبل ويا صالح. وعلى المدرس في المدارس القرآنية أن يبتعد ما وسعه الجهد مما يعرف عندهم بالترعيد وهو أن يرعد صوته كالذي يرعد من برد وألم.
كما يحذر المربي في المدرسة القرآنية فيما يعرف بالتطريب وهو أن يترنم بالقرآن ويتنغم به فيمد في غير موضع المد ويزيد في المد على ما لا ينبغي من أجل التطريب فيأتي بما تمجه العربية ويرفضه الذوق السليم.
كما أن على المربي أن يحذر من الوقوع فيما يعرف بالتحزين وهو أن يترك طباعه وعادته في التلاوة ويأتي بها على وجه آخر كأنه حزين يكاد يبكي مع خشوع وخضوع. وشيء آخر أحدثه بعض القراء الذين يقرأون مجتمعين يقولون في نحو (أفلا يعقلون)( 8 )أفل يعقلون وفي (أو لا يعلمون)( 9 )أول يعلمون.فيحذفون الألف منهما وكذلك يحذفون الواو من (قالوا ءامنا) ويقولون: قال آمنا ويحذفون الياء (يوم الدين) فيقولون: يوم الدن( 10 ).
يضيف هذا الشيخ الذي نقلنا منه هذه الأفكار بتصرف بسيط:( 11 )وأما قراءتنا التي يقرأ بها فهي القراءة السهلة المرتلة العذبة الألفاظ التي لا تخرج عن طباع العرب وكلام الفصاح على وجه من وجوه القراءات فنقرأ لكل إمام بما نقل عنه من مد أو قصر أو همز أو تحقيق أو إمالة أو فتح أو إشباع أو نحو ذلك.
أكدت على هذه المسألة وهي حمل المتعلمين على قواعد التجويد الصحيحة لنقول إن دور المدرسة القرآنية زيادة على كونها تقوم بتربية النشء الصاعد تربية حسنة تجعل منه إن شاء الله مواطنا صالحا مفيدا له ولعائلته ولوطنه ولأمته وللناس جميعا يجب أن تقوم أيضا وبكل الوسائل المتاحة لها بتربية الذوق السليم محبة له الطيب في الصوت وفي غيره مكرهة له الفسوق والعصيان.
وأن مما يجب أن تقوم به المدرسة القرآنية الآن في عالمنا الإسلامي هي أن تحرك الهمم برد الناس إلى منطلقهم السليم الذي منه انطلقوا فسادوا. تردنا ردا جميلا وبعلم وعلى أساس علم إلى ثقافة القرآن المجيد وهدي الرسول الكريم.
لا بد أن تعيد المدرسة القرآنية هذا النشء الصاعد الذي نريده صالحا مصلحا بإذن الله إلى جو ذلك الوقت الذي كان فيه خليفة المسلمين ذي الكلمة المسموعة على نصف أرض الله والسلطة المبسوطة ويتعظ من فقيه نقي نريد أن تحيا المدرسة بجهود الساهرين عليها ذلك الجو الذي هيأ هارون الرشيد لأن يسأل بأدب جم ثم يسمع بأذن صاغية إلى الفقيه منصور بن عمار. قال الخليفة: أرجو يا منصور يا ابن عمار أن تخبرنا: من أعقل الناس وأجهلهم وأغناهم وأعزهم؟
المدرسة التي تهيء طلبتها لأن يجيبوا عن سؤال: من أعقل الناس؟ ب: الذي يعرف كيف يستفيد من الدنيا أو الذي يعرف من أين تؤكل الكتف؟ وعن سؤال: من أجهل الناس؟ ب: الذي لا يقرأ و لا يكتب وعن سؤال: من أغنى الناس؟ ب: الذي لا يملك مالا وعن سؤال من أعز الناس؟ ب: الذي له سلطة مهابة وكلمة مسموعة وصيت ذائع لا تقوم بدورها الشريف الذي عليها أن تقوم به.
لنسمع إلى جواب منصور بن عمار لنسمع إلى جواب من كونته المدرسة القرآنية الحق. قال منصور بن عمار مجيبا الخليفة هارون الرشيد: أعقلهم محسن خائف وأجهلهم مسيء آمن وأغناهم القانع وأعزهم التقي.
ما أعظم هذا الجواب! وما أروع من يتصف به! وما أسمى المدرسة التي تكون نشئا يعتقد أن العاقل هو الذي يحس ورغم إحسانه يخاف عقاب ربه وأن الجاهل هو الذي يسيء إلى الناس ومع ذلك يظن نفسه في مأمن من عقاب وأغنى الناس من قنع بما في يده فصان ماء وجهه ورفع رأسه عزيزا لا يخاف إلا خالقه ولا ينتظر ممن لا ينفع ولا يضر شيئا وأعز الناس من اتقى ربه فأكرمه مولاه بأن ستر عليه وحفظه من كل سوء ونجاه من كل مكروه قابلا منه الدعاء متى توجه إليه طبقا لما يتلوه في كتاب ربه: (إنما يتقبل الله من المتقين).




م/ن



خليجية



موضوع رائع
موضوع جميل
موضوع حلو
شو اقول~
ماني لاقية كلام~
اوصف فيه شكري لك~
على موضوعك

حقا موضوع يستاهل
احلى~ واجمل تقييم
يا
!!*ميوس*!!

كلك ذوق
وتختارين لمنتدانا الجميل
كل الشي الذوق مثلك

افضل تحياتي

Kiristeen




يعطيك العافية

طرح جميل ومفيد




التصنيفات
التربية والتعليم

الإسلام عقيدة و شريعة التربية الاسلامية السنة الثالتة اعدادي

-العقيدة:
قال ابن فارس في "معجم مقاييس اللغة"(:( 10
"عقد – العين والقاف والدال ، أصل واحد يدل على شدٍّ وشدَّةِ وثوقٍ . وإليھ ترجع فروع الباب كلھا . من ذلك : عقد البناء ، والجمع أعقاد وعقود.. وعقدْتُ الحبل
أعقده عقداً ، وقد انعقد ، وتلك ھي العقدة . وعاقدتھ مثل عاھدتھ . وھو العقد ، والجمع عقود.
والعقد : عقد اليمين ، ومنھ قولھ تعالى : ((ولَكِن يُؤَاخِذُكُم بِمَا عَقَّدتُّمُ الأَيْمَانَ . ((وعقدة كل شيء : وجوبھ وإبرامھ . وعقد قلبھ على كذا فلا ينزع عنھ . واعتقد
الشيء : صَلُب . واعتقد الإخاءُ : ثَبَتَ. "..
وقال الراغب في" المفردات"(:( 11
"العقد: الجمع بين أطراف الشيء . ويستعمل ذلك في الأجسام الصلبة كعقد الحبل وعقد البناء . ثم يستعار ذلك للمعاني نحو : عقد البيع والعھد وغيرھما ، فيقال :
عاقدتھ وعقدتھ وتعاقدنا وعقدت يمينھ. "..
وفي "المصباح المنير" : "اعتقدت كذا : عقدت عليھ القلب والضمير ، حتى قيل : العقيدة ما يدين بھ الإنسان . ولھ عقيدة حسنة : سالمة من الشك" . ومن ھذه
النصوص اللغوية نلاحظ أن مدار كلمة" عقد" على الوثوق والثبات والصلابة في الشيء.
ومن ھنا جاء تعريف العقيدة والاعتقاد – كما في المعجم الوسيط – حيث قال:"العقيدة": الحكم الذي لا يقبل الشك فيھ لدى معتقده. "
ومن ھذا المعنى اللغوي أخذ تعريف العقيدة في الاصطلاح الشرعي ، فقال الشيخ حسن البنا – رحمھ الله – في تعريف العقائد – بصيغة الجمع" :- ھي الأمور التي
يجب أن يصدِّق بھا قلبك، وتطمئن إليھا نفسك ، وتكون يقينا عندك ، لا يمازجھ ريب ولا يخالطھ شك. "
فھي إذن اعتقاد جازم مطابق للواقع ، لا يقبل شكاً ولا ظناً ، فما لم يصل العلم بالشيء إلى درجة اليقين الجازم لا يسمى عقيدة . وإذا كان الاعتقاد غير مطابق للواقع
والحق الثابت ولا يقوم على دليل ، فھو ليس عقيدة صحيحة سليمة ، وإنما ھو عقيدة فاسدة ، كاعتقاد النصارى بالتثليث وبألوھية عيسى -عليھ السلام. –
والناس في ھذا الاعتقاد يتفاوتون ، وھم في العقيدة على مراتب ، كما أن آثار ھذه العقيدة تختلف من شخص لآخر حسب ما يقوم بھ بنفسھ منھا ، واستيقانھ بھا
وفھمھ لھا وتفاعلھ معھا.
والدراسة التحليلية للعقيدة تشير إلى أنھا تعتمد على جوانب نفسية وجدانية وإرادية وعقلية في حياة الإنسان ، وتتصل بھا كلھا اتصالاً وثيقاً ، بھا تتكامل شخصية
الفرد ، وبھا ينتفي التضارب والصراع بين قواه المتعددة .
ھذا، وقد أصبحت كلمة "العقيدة" اسم عَلَمَ على العلم الذي يدرس جوانب الإيمان والتوحيد – التي سبقت الإشارة إليھا – وأصبح كل من يكتب في ھذا الجانب
يُطلق على ما كتبھ اسم العقيدة ، فيقال : عقيدة الطحاوي ، وعقيدة فلان من العلماء.. وأصبحت ھذه الكلمة مضافة إلى الإسلام عنواناً على المادة الدراسية في
المعاھد والكليات وغيرھما ، فيقال "مادة العقيدة الإسلامية. "
الشريعة:
قال ابن فارس في "معجم المقاييس"(: ( 6
"شرع – الشين والراء والعين أصل واحد ، وھو شيء يُفْتح في امتداد يكون فيھ ، من ذلك : الشريعة ، وھي مورد الشاربة الماء . واشتق من ذلك : الشرعة في
الدين والشريعة.
وقال ابن منظور في "اللسان" مادة شرع (:( 7
"الشريعة والشرعة : ما سنَّ الله من الدين وأمر بھ ، كالصوم والصلاة.. مشتق من شاطئ البحر . ومن قولھ تعالى: ((لِكُلٍّ جَعَلْنَا مِنكُمْ شِرْعَةً ومِنْھَاجاً)) قيل في
تفسيره : الشرعة: الدين ، والمنھاج : الطريق. "..
والشريعة – كما قال الكَفَوي – اسم للأحكام الجزئية التي يتھذب بھا المكلَّف معاشاً ومعاداً ، سواء كانت منصوصة من الشارع أو راجعھ إليھ .
ومما ذكره العلماء من تعريف للشريعة نجد أنھا تطق على معانٍ متعددة:
أ- فالشريعة ھي : كل ما أنزلھ الله تعالى على أنبيائھ ، وھي تنتظم الاعتقاد والأحكام العملية والأخلاق. فھي ما شرعھ الله من الاعتقاد والعمل . وبھذا تلتقى مع
مفھوم السنة الذي سلف بيانھ فيما سبق. )
ب- وتطلق كذلك على ما خص الله تعالى بھ كل نبي من الأحكام لأمتھ ، مما يختلف من دعوة نبي لآخر ، من المنھاج وتفصيل العبادات والمعاملات ، ومن ھنا نقول :
إن الدين في أصلھ واحد ، والشرائع متعددة.
ج- وتطلق أحياناً على ما شرعھ الله تعالى لجميع الرسل من أصول الاعتقاد والبِّر والطاعة مما لا يختلف من دعوة نبي لآخر ، كما قال تعالى)) : شَرَعَ لَكُم مِّنَ الدِّينِ
مَا وصَّى بِھِ نُوحاً والَّذِي أَوْحَيْنَا إلَيْكَ ومَا وصَّيْنَا بِھِ إبْرَاھِيمَ ومُوسَى وعِيسَى)) [الشورى .[ 13
د- وتطلق الشريعة بخاصة على "العقائد التي يعتقدھا أھل السنة من الإيمان . مثل اعتقادھم أن الإيمان قول وعمل ، وأن الله موصوف بما وصف بھ نفسھ ووصفھ
بھ رسولھ ، وأن القرآن كلام الله غير مخلوق.. وأنھم لا يكفرِّون أھل القبلة بمجرَّد الذنوب.. فسمَّوا أصول اعتقادھم : شريعة..
:Ø الإسلام عقيدة وشريعة
إن الإيمان الصادق يصنع الأعاجيب ، فمتى استقر في القلب ظھرت آثاره واضحة في المعاملة والسلوك.
"والإسلام عقيدة متحركة لا تطيق السلبية ؛ إذ إنھا بمجرد تحققھا في عالم الشعور، تتحرك لتحقق مدلولھا في الخارج وتترجم نفسھا إلى حركة وإلى عمل في
عالم الواقع ."
فالدين الإسلامي – بما أنھ منھج إلھي للبشر ينبغي أن يصرّف حياتھم ويوجھھا – يشمل جانبين اثنين ، تتفرع عنھما سائر الجوانب الأخرى وتعود إليھما :
الجانب الأول : الأصول الاعتقادية ، أو الأساس النظري الذي يشكل القاعدة الأساسية في بناء ھذا الدين ، ومنھ ينطلق المؤمن ، ويضبط حركتھ كلھا بضوابطھ ،
ويوجھ سلوكھ وأعمالھ بمقتضاه ، وھو يفسِّر لھ أصل نشأة الإنسان وغايتھ مصيره ويحدد علاقتھ بالوجود كلھ من الحياة والأحياء بعد أن يحدد لھ صلة بالله تعالى .
وھذا الجانب ھو العقيدة التي تقوم على أصول نسميھا أصول الإيمان وأركانھ ، مما يجب أن يعتقد بھ المؤمن ويصدق بھ.. وتسمى الأحكام المتعلقة بھذه النواحي
أحكاماً أصلية أو اعتقا دية.
والجانب الثاني : ھو النظام الذي ينبثق عن تلك الأصول الاعتقادية ويقوم عليھا ، ويجعل لھذه الأصول صورة واقعية متمثلة في حياة البشر الواقعية . ، لذا فھو يحدد
للمكلفين حدوداً في أقوالھم وأفعالھم – كما يقول الشاطبي -رحمھ الله – فيبين كيفية عمل المكلف ، والإتيان بھ على الوجھ الذي أمر بھ الشرع ؛ في الشعائر التعبدية
والنظام الاجتماعي ، ونظام الأسرة ، والنظام الاقتصادي وفي قواعد الأخلاق.. وفي كل ما من شأنھ تنظيم حياة الناس وارتباطاتھم وعلاقاتھم ..وتسمى الأحكام
المتعلقة بھذه الجوانب كلھا : أحكاماً فرعية أو عملية ، لأنھا عمل متفرع عن الاعتقاد.
والعلم المتعلق بالجانب الأول من ھذين الجانبين يسمى علم العقيدة أو أصول الدين . والعلم المتعلق بالجانب الثاني يسمى علم الشرائع والأحكام ، لأنھا لا تستفاد إلا
من جھة الشرع ، ولا يسبق الفھم – عند الإطلاق – إلا إليھا.
ما علاقة العقيدة بالأخلاق ؟ ألا يمكن أن يكون للناس أخلاق طيبة بلا عقيدة ؟! ، نعم ، قد يوجد أخلاق عالية مثلى كانت عند عرب الجاھلية وعند المجتمعات غير
المسلمة أحياناً ولكن ھذا سببھ أن النفس تحتجز رصيدھا الخلْقي بحكم العادة والتقليد أمداً طويلاً، بعد أن تكون قد فقدت الإيمان كجزء من العقيدة ؟ ..وقد
تحتجزه فترة على وعي منفصلاً عن العقيدة، على أنھ شيء ينبغي في ذاتھ أن يقوم.
ولكن النتيجة الحتمية واحدة في النھاية..
إنھ ما دامت العقيدة قد انحرفت فلا بد أن تنحرف الأخلاق أخيراً وما دامت الأخلاق قد انفصلت عن العقيدة فلا بد أن تموت. وإن ھؤلاء المخدوعين – حسبوا بتأثير
الجاھلية – أن التصورات قد تنحرف ثم يستقيم السلوك.
ربط الإسلام بين الإيمان والسلوك ربطاً قوياً، ونلاحظ ذلك في نصوص كثيرة مثبتة في الكتاب والسنة
من كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليكرم ضيفھ ، ومن كان يؤمن بالله واليوم الآخر فليقل خيراً أو ليصمت" ( 5) وقولھ – « : – ومن ذلك قولھ – صلى الله عليھ وسلم
6)) . » صلى الله عليھ ومسلم – : "أكمل المؤمنين إيماناً أحسنھم أخلاقاً
إن قرن الإيمان بحسن الخلق ، والسلوك الرفيع أمر يلفت النظر إلا أن كثيراً من المسلمين يھملون ھذا الجانب أيامنا ھذه مع الأسف الشديد.
فبينما كان المسلمون الأوائل إذا سمعوا آية فيھا تكليف سارعوا إلى تطبيقھ ، وإذا نزل تحريم لأمر انتھوا عند ذلك من صدق الإيمان وصلابة العقيدة..
:Ø – العلاقة بين العقيدة والشريعة في الإسلام
وإذا كانت العقيدة ھي أصل البناء وأساسھ ، فإن الشريعة تنبثق عن ھذا الأصل وتقوم عليھ ، بحيث يكون كل حكم من أحكام السلوك الإنساني ، في أي جانب من
جوانب الحياة ، متفرعاً عن أصل من أصول العقيدة والإيمان ومرتبطاً بھ. فلا قيمة ولا استقرار لنظام لا يستند على أساس متين ، كما أنھ لا جدوى من أساس ما لم
نرفع فوقھ بناء قوياً محكماً.
وھكذا تتعانق العقيدة والشريعة لتكوين ھذا الدين الذي أكرمنا الله تعالى بھ ، وإن كان أحد الجانبين أعظم أھمية من الآخر ، فإن العقيدة ھي الجانب الأعظم الذي
أولاه الإسلام عنايتھ الكبرى أولاً في مكة المكرمة ، وھي مرحلة الإعداد والتربية والتكوين ، ثم استمر الحديث عن ھذه العقيدة عندما بدأت الأحكام تتنزل على الأمة
في المدينة ، بعد أن أصبح لھا وجود فعلي وكيان مستقل ، بل كانت العقيدة ھي الروح الذي يسري في ھذه الأحكام ، فيھبھا الحياة النابضة المتحركة .
إضافات
لفظ الشريعة في أصل الاستعمال اللغوي الماء الذي يرده الشاربون، ثم نقل ھذا اللفظ إلى معنى الطريقة المستقيمة، التي يفيد منھا المتمسكون بھا ھداية وتوفيقا…
ويختص ھذا اللفظ في عرف الفقھاء بالأوامر والنواھي والإرشادات التي وجھھا الله تعالى إلى عباده ليكونوا مؤمنين عاملين صالحين، سواء أكانت متعلقة بالأفعال
أم بالعقائد أم بالأخلاق… إلخ
ويقول الشيخ محمود شلتوت- رحمھ الله- في تعريفھا: والشريعة ھي النظم التي شرعھا الله أو شرع أصولھا، ليأخذ الإنسان بھا نفسھ في علاقتھ بربھ وعلاقتھ بأخيھ
المسلم وعلاقتھ بأخيھ الإنسان وعلاقتھ بالكون والحياة
ومن ھذا نستطيع أن نقول إنھ يقصد بالتشريع الإسلامي كل ما شرعھ الله سبحانھ في القرآن الكريم من أمر ونھي أو شرعھ رسولھ صلى الله عليھ وسلم ، وما سنھ
الخلفاء الراشدون، وكذلك ما أجمع عليھ علماء المسلمين ومجتھدوھم، وما توصلوا إليھ بالاجتھاد، يقول جل ذكره مخاطبا الرسول صلى الله عليھ وسلم وأمتھ تبع
لھ في ذلك: {ثُمَّ جَعَلْنَاكَ عَلَى شَرِيعَةٍ مِنَ الأَمْرِ فَاتَّبِعْھَا وَلا تَتَّبِعْ أَھْوَاءَ الَّذِينَ لا يَعْلَمُونَ}. (سورة الجاثية: 18 ). ويقول جل ذكره: {أَطِيعُوا اللَّھَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي
الأَمْرِ مِنْكُمْ}. (سورة النساء: 59 )، {قُلْ إِنْ كُنْتُمْ تُحِبُّونَ اللَّھَ فَاتَّبِعُونِي يُحْبِبْكُمُ اللَّھ}. (سورة آل عمران: 31 ). ويقول سبحانھ: {وَمَا آتَاكُمُ الرَّسُولُ فَخُذُوهُ وَمَا نَھَاكُمْ عَنْھُ
فَانْتَھُوا}. (سورة الحشر.( 7 :والآيات في ھذا كثيرة جدا. وفي الحديث: "إذا نھيتكم عن شيء فاجتنبوه وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منھ ما استطعتم". وفي الحديث الآخر.
"عليكم بسنتي وسنة الخلفاء الراشدين المھديين من بعدي"
فالحاصل أن التشريع الإسلامي يقصد بھ كل ما شرعھ الله من أصول الدين وفروعھ في العقائد أو العبادات أو المعاملات أو الحدود أو القصاص أو غير ذلك مما
يحتاجھ الناس في حياتھم (فتشمل الشريعة أحكام الله لكل من أعمالنا من حل وحرمة وندب وإباحة. وذلك ما نعرفھ اليوم باسم الفقھ(
ولعل أجمع كلمة تحدد المقصود من التشريع ما قالھ سماحة الشيخ محمد الأمين الشنقيطي- رحمھ الله- في رسالتھ منھج التشريع الإسلامي وحكمتھ حيث قال:
"والتشريع ھو وضع الشرع، والشرع ھنا ھو النظام الذي وضعھ خالق السماوات والأرض على لسان سيد ولد آدم عليھ الصلاة والسلام، ليسير عليھ خلقھ فيحقق
لھم بھ سعادة الدارين على أكمل الوجوه وأحسنھا."



راائع موصوع مميز ومفيد



التصنيفات
المواضيع المتشابهة للاقسام العامة

قوانين وشروط قسم التربية والتعليم ارجو الالتزام

شروط قسم ((التربية والتعليم)):-

1-الإلتزام بقوانين وتعليمات المنتدى العامه .

2_عدم التجريح بالأخرين واحترام وجهات النظر ، وعدم الخروج عن مضمون الموضوع .

3 – عدم كتابة الشكاوي بأسلوب تهجمي .. ويرجى طرحها بأسلوب متناسق و مفهوم

4 – عند طرح صور معينة عن فعاليات و أنشطة الجامعة أو الكلية .. الرجاء الانتباه و عدم وضع صور لطالبات الجامعة .. و من يخالف هذا القانون سيتعرض للإيقاف مباشرة دون تنبيه .. و إدارة المنتدى غير مسؤولة عن اي مسائلة قانونية يتعرض لها العضو جراء هذا الفعل .

5- تمنع المواضيع التي تحمل أخبار بدون مصادر موثوق بها.

6- يحق للأعضاء مساعدة بعضهم البعض ولكن باحترام وعدم النقض المباشر .

7- يحق للعضو او العضوة أن ينزل موضوعين واقل في اليوم الواحد في القسم وفي حالة مخالفته سوف يتم حذف الموضوع الثالث او الاكثر .

8-كتابة مواضيع تختص بالتربية والتعليم فقط .

9-اذا رأيتم اهانة باى موضوع تستطيعون كتابة تقرير مشاركة سيئة .

10-اذا رايتم موضوع في منتدى اخر واتم نقله الرجاء كتابة منقول اخر السطر.

نتمنى التزامكم بالشروط…
من أختكم:
زهرة النرجس




مشكورة اختى على التوضيح



مشكورة يالغالية تسلمي



مشكوره ياااااااااعسل



مشكوره



التصنيفات
رعاية الاطفال والمواليد

التربية الفنية ودورها فى تنمية مواهب الطفل

تؤثر طبيعة التكوين الثقافى للمجتمع فى استعدادات الطفل فى التفكير الغبداعى والتعبير الفنى فتنوع المظاهر المادية والانشطة والأحداث اليوميه واسلوب الحياة والمثيرات البصرية التى يتعرض لها الطفل ويتفاعل معها كل ذلك بالإضافة إلى فرص التعلم والتدريب والتثقيف التى يعيش الطفل فى لأطارها تعمل على استثارة ملكة الإبداع وتفتح طاقات الخيال التى من خلالها تتكون شخصية الإبداعية المتميزة .
لذا يجب على من يعمل فى مجال تدريب طفل ما قبل المدرسة أن يدرك تماما مختلف المراحل التى يمر بها هذه الملاحظات هى التى تطلق عليها ( المستويات التنموية ) والمستوى التنموى دليل لمعرفة ما يستطيعه الطفل من أعمال فنية خلال سنوات العمر الطفولى وهو ليس بالدليل الصارم أو الخط القاطع وذلك لان بعض الاطفال يكونون فى مستوى يعلو اعمارهم بينما البعض الآخر فى مستوى أدنى من اعمارهم وعليه فإن المستويات التنموية تعطى للمعلم مؤشرات عن الطفل عما سبق عنه وما اصبح عليه هى الاعمال الفنية فيما قبل المدرسة وهناك الكثير من الباحثين والمتخصين الذين أكدوا من خلال بحوثهم مدى تأثير العوامل الثقافية فى نمو الأطفال وفى استعدادهم فى التفكير والتعبير الإبداعى كما تؤثر الثقافات أيضا فى مضمون أو محتوى التعبير الفنى ويتمثل هذا التأثير فى الموضوعات التى يتناولها الطفل والأشكال والرموز البصرية التى يستخدمها بل وفى طريقة تعبيره عن هذه الموضوعات والأشكال ومن هنا فإن مختلف أشكال التعبير الفنى سواء عند الطفل أو الفنان ليست متحررة من أثر الثقافة ولا ساليب التنشئة الاجتماعية دورها المهم فى بنية الطفل السوى فقد اكدت معظم الدراسات النفسية التى أجريت فى مجال العلاقة بين أساليب التنشئة الوالدية والإبداع ، أن هناك علاقة ارتباطية موجبة وجوهرية بين المعاملة أو الاتجاهات الوالدية السوية تنشئة والتفكير الإبداعى او القدرة على الإنتاج الإبداعى لدى الابناء كما أكدت وجود علاقة ارتباطية سالبة أو عكسية دالة إحصائيا دالة إحصائيا بين إبداعية الأبناء واتجاهات المعاملة الوالدية غبير السوية التى تتسم بالتسلط والنبذ والقسوة والسيطرة والإكراه وغيرها مما يمثل قوة ضاغطة على الأبناء لا تشجعهم على التعبير عن طاقاتهم واستعداداتهم بقدر ما تغلق عليها المنافذ وتحاصرها وتكفها وبذلك يكون المستوى الثقافى للوالدين اولى لبنات بنية الطفل السوى وبهذا الوعى الخلاق تكتمل ملامح الطفولة وذلك بخصوبة الاسرى ووجود نماذج للقدوة والاهتمام مما يكون له مردوده الإيجابى على ازدهار مواهبة والتربية الفنية إحدى وسائل اكتشاف نمط الطفل وتمييز شخصية لكونها تطلق العنان له كى يعبر عن نفسه إن هذا التعبير يوضح للباحثين نمط الطفل هل هو اجتماعى سوى أم هو انطوائى او غير ذلك مما يعد اكتشافا لحالة الطفل وذلك من خلال رسمة افراد أسراه فالمبالغات هى التى تحدد مدى علاقة الوالدين بالطفل كما تفصح عن الاسلوب التربوى التبع من قبل الاسرة معه ومن هذا المنطق يتاكد دور التربية الفنية فى بناء شخصية طفل ما قبل المدرسة وذلك لكونها التربية الفنية نسق من انساق السياسة والتخطيط فى تربية الطفل فمن خلالها نكتشف سمات الشخصية وميولها وكيفية اشباعها كما يمكن إثراء مدركاته بفردات ذات ثقافات قومية غير لنها إلى جانب ذلك تعد بمثابة اسلوب علمى للكشف عن الحالات المرضية نفسيا وعلاجها .




يعطيكي العافيه وماقصرتي