بسم الله الرحمن الرحيم
طرق تبييض الأسنان .. الفوائد والأضرار بأدلة علميه
أردت السؤال عن تبييض الأسنان، وماهو النوع الآمن منه ؟
وكم مدة استمراريته؟
وأي نوع تستخدمه الفنانات لتبييض أسنانهن؟
وهل الأسنان المتضررة من التبييض يمكن لها العودة إلى سابق عهدها؟
أصبح تبيض الأسنان في عصرنا الحاضر من أهم اكسسوارات الجمال وطرق التجميل التي يبحث عنها الناس خاصة النساء منهم، والسبب كما يعرف الجميع هو ان جمال اسنان المرء هو سر جمال ابتسامته.
و كما يدل الاسم فان تبييض الأسنان هو علاج يؤدي إلى منح الأسنان بياضا يفترض ان يكون طبيعيا.
وتتفاوت النتائج من شخص لآخر، وتعتمد درجة نجاح التبييض على طبيعة الأسنان و على نوع و درجة اصفرار الأسنان، و نوع وتركيز المحلول المستخدم في التبييض، والوقت المستخدم، واتباع المريض التعليمات،
ونظام التبييض المستخدم وغير ذلك من العوامل التي أدت الى جدل كبير وواسع بين أوساط الناس والتشكيك في نتائج هذا العلاج الكمالي.
نناقش هنا هذا الموضوع من جميع جوانبه ونوضح حقيقة تبييض الأسنان وفوائده وأضراره والتدليل على ذلك بأدلة علميه.
طرق التبييض
ان الماده الأساسيه في معظم مواد التبييض هي مادة ماء الأوكسجيين او ما يسمى بـ"بيروكسيد الهيدروجين" (Hydrogen Peroxide) وآلية عملها تكمن في دخولها الى طبقتي المينا وأحيانا عاج الأسنان ومن ثم تتحول الى ذرات غير مستقرة تقوم بتحطيم ذرات المواد المسببه لتلون الأسنان، مما يساعد على تفتيح لون السن.
هناك عدة طرق للتبييض سوف أذكر أهمها وأكثرها شيوعا :
– التبييض عن طريق معاجين الأسنان مسحوق التبييض: وهي متوفرة في الصيدليات و تحتوي على مواد خشنة، تصنفر طبقة المينا الخارجيه وقد تعالجها كيميائيا.
وغالبا ما تعطي نتائج غير مرضية كونها لا تصل الى العمق السني ولا تبيض اكثر من درجة واحدة فقط .
كما ان كثرة استخدامها قد يسبب زيادة معدل تراكم الجير والكلس على الأسنان وذلك بسبب خشونة طبقة الميناء والتي قد تنتج بسبب استخدام مثل تلك المعاجيين.
– تبييض الأسنان المنزلي: والذي يعتبر من اكثر الطرق شيوعا وأمنا، حيث ان الماده المستخدمه فيه اقل تركيزا وضررا وهي مادة بيروكسيد الكاربامايد ( (Carbamide Peroxide ولا تتعدى نسبة الماده المبيضه عن 10% .
وكذلك يتم استخدام مادة بيروكسيد الهيدروجين – Hydrogen Peroxide بتركيز قدره 3% فقط ولذلك تحتاج هذه الطريقة الى وقت أطول ولمدة أسابيع حتى يرى المريض النتيجة المطلوبة.
يقوم الطبيب بتحضير قوالب او أوعية حاملة توضع فيها المادة المبيضة وتلبس يوميا خلال وقت النوم ويجب ان تكون هذه القوالب مطابقة جدا للاسنان بحيث تبقي المادة المبيضة ملامسة لأسطح الأسنان.
والآن هناك طريقة حديثه ابسط جدا وأقل تكلفة، حيث يمكن شراء جهاز تبييض كامل يشتمل على أوعية بلاستيكية لينة ذات مقاس واحد يناسب الجميع وتحتوي على محلول التبييض بداخلها وكل ما على المريض فعله هو لبس هذه القوالب الشفافة وتلصيقها على اسنانه لمدة ساعة يوميا ولفترة اسبوع تقريبا.
انها طريقة سهله حقا وغير مكلفة ولكن يجب استخدامها باستشارة الطبيب مثلها مثل طرق التبييض المنزلية الأخرى.
– التبييض في عيادة الأسنان: لاقت هذه الطريقه اقبالا كبيرا هذه الأيام وتعتبر الان أفضل وأسرع طرق تبييض الأسنان وفيها يستخدم طبيب الأسنان مادة بيروكسيد الهيدروجين Hydrogen Peroxide وبتركيز عالي يصل الى اكثر من 30% ولذلك يتم استخدامه لفترات قصيرة جدا لا تتعدى الساعة الواحدة في الزيارة ويقوم الطبيب بوضع طبقة حامية للثة تغطي اللثة كاملة، بحيث تقيها اي هيجان قد ينتج من ملامسة مادة التبييض لها.
– الأجهزة الضوئية: والجديد في الأمر هو أستخدام الأجهزة الضوئية المختلفة لتسريع عملية التبييض والتي عادة ما يطلق عليها اجهزة الليزر جزافا ومن باب الدعاية.
والحقيقه ان هناك ثلاثة انواع من الأجهزة. فأكثر الأجهزه تأثيرا هو جهاز الليزر الفعلي وهو غالي الثمن لذلك لا يتوفر الا في المراكز المتخصصة والكبيرة وهو الأفضل من حيث النتائج.
والنوع الثاني من الأجهزة هو جهاز اشعة البلازما وهو اكثر الأجهزه شيوعا ونتائجه مقبولة جدا.
وآخر هذه الأنواع هو جهازالضوء العادي وهو الأقل تأثيرا.
وقد يطرح التساؤل حول دور هذه الأجهزة وكيف تختلف بين بعضها البعض، ان فكرة استخدام الاشعاع الضوئي تكمن في عملية تسريع انتشار مادة التبييض داخل اغشية الأسنان وبالتالي الحصول على نتائج اقوى وأسرع فجميع الأجهزة متشابهة في ذلك وان كان الليزر اقواها في التأثير ولكنها تختلف في كمية الحرارة المنبعثه والتي قد تسبب حساسية مفرطة والتهابات سنية خطيرة اذا أسيئ استخدامها.
وفي دراسة حديثه تمت مقارنة الانواع الثلاثة، وقد توصل الباحثون على ان نوع الليزر والمسمى بالأرجون ليزر هو الأقل من حيث كمية الحراره المنبعثه.
وتعتبر هذه الطريقة مكلفة الى حد ما اذا ما قارناها بطريقة التبييض المنزلي ولكنها اكثر فعالية وأقصر وقتا.
هل تبييض الأسنان مناسب لجميع الناس؟
الى حد ما نعم ولكن يجب استخدامه تحت اشراف الطبيب والذي يحدد ما اذا كان التبييض مناسبا ام لا.
فمثلا يحبذ تجنب استخدامه لمن هم دون الخامسة عشر في العمر وذلك لعدم اكتمال نموهم بالاضافة الى الحساسية المفرطة المتوقعه عند تبييض أسنان الأطفال والمراهقيين.
وكذلك يحبذ تجنبه لمن اسنانهم حساسة للبارد والحار ولمن لديهم التهابات لثوية وذلك لمنع تفاقم مثل هذه المشاكل، ويمنع استخدامه أيضا أثناء الحمل.
كما أن التبييض لا يزيل كل أنواع الأصباغ فاذا كان لون الأسنان داكنا جدا أو كانت أسطح الأسنان مصابة بأمراض مثل التسوس أو التلون المصاحب لزيادة تركييز الفلوريد أو وجود حشوات تجميليه على الأسنان الأمامية.
ففي هذه الحالات يتم اتباع آليات وعلاجات أخرى تتم تحت أشراف الطبيب للحصول على اسنان بيضاء وبراقه.
وأخيرا فان المدخنين هم الأقل حظا في الحصول على أسنان بيضاء وجميله مالم يقلعوا عن التدخين.
هل نتائج التبييض مرضية ومضمونة ؟
سؤال يتشوق الجميع الى معرفة اجابته.. والجواب هو نعم على المدى القريب وغير معروفة على المدى البعيد وذلك حسب اخر اصدارات الجمعيه الأميركيه لطب الأسنان والمعتمدة على دراسات علمية موثوق بها .ولكن بناء على خبرة الأطباء لا يدوم تبييض الأسنان لفترة طويله.
ان ثبات اللون الجديد يعتمد على عدة عوامل فتناول الحلويات أو المشروبات الملونة كالشاي و القهوة أو التدخين أو عدم الاهتمام بتفريش الأسنان باستمرار قد يسبب اصفرار الأسنان بسرعة.
وعلى النقيض يمكن أن يستمر تأثير التبييض لسنة كاملة أو اكثر عند التقيد بالتعليمات المعطاه من قبل الطبيب.
أضرار التبييض
أثبتت دراسات حديثه أن استخدام المحاليل المبيضه والمعترف بها من قبا الجمعيه الأميركيه لطب الأسنان، وهي كاربامايد الهيدروجين 10% (التبييض المنزلي) و بيروكسات الهيدروجين 35% (التيييض في عيادة الأسنان) و 3% (التبييض المنزلي) لا تزيد نسبة التسوس عند استخدامها بالطرق الصحيحة.
بل بالعكس بان التبييض المنزلي قد يقلل من قابلية التسوس عند الأنسان.
وفي دراسة أخرى قام الباحثون بدراسة تأثير المادتين على صلابة وقوة مينا الأسنان ودلت النتائج على ان كلا المادتين لا تؤثران على صلابة الأسنان خاصة بعد مرور 48 ساعة من عملية التبييض.
ولكن بصفة عامه فان جميع الدراسات تدل على ان التبييض المنزلي أقل تأثيرا على طبقة المينا وأقل أضرارا من التبييض في عيادة الأسنان، وكذلك فان هذه المواد ليس لها تأثير على حشوات الأسنان.
ولكن يتم استبدال الحشوات الأماميه أحيانا بعد التبييض وذلك لتباين لونها عن لون الأسنان الجديد لأن هذه الحشوات لا يتغير لونها بمحاليل التبييض.
وللأسف فان هذه الدراسات مازالت قاصرة من حيث انها لم تدرس تأثير التبييض على الأسنان على المدى البعيد ولا تأثير تكرار استخدام التبييض لفترات طويلة وذلك لصعوبة اجراء مثل تلك الدراسات.
ان أهم أضرار التبييض هي أضرار لحظية تحصل مثلا عند التهاب اللثة عند عدم استخدام العازل الواقي عند التبييض أو حساسية الأسنان لمدة اسبوع او اقل بعد التبييض مباشرة واخيرا لا تنجرف وراء الاعلانات الرنانة والتي تروج لهذا العلاج التجميلي، ولا تستخدم محاليل ومساحيق التبييض الموجودة في الصيدليات والاعلانات بلا استشارة طبية، وقم أولا بزيارة الطبيب المختص اذا احتجت فعلا لتبييض أسنانك، فأسنانك سر جمالك وكثير من الأحيان قد يناسب لونها لون بشرتك وانت لا تعلم.
وعلى النقيض أقول فعلا لمن يعاني من اصفرار أو تلون أسنانه لا تقلق لأن العلم قد تطور وأصبح بامكانك ان تحصل على اسنان بيضاء براقة وابتسامة أجمل!
نصائح حول تبييض الأسنان
وللإفادة العظمى اقدم لك النصائح التاليه لمساعدتك اذا أحتجت الى تبييض الأسنان:
– يجب ان يتم تبييض الأسنان تحت اشراف الطبيب المختص وليس اعتمادا على خبرتك العامه أو تحت أشراف مساعدي الأسنان، فأنت بالتأكيد لديك أسئلة كثيره تدور في خاطرك قبل بدأ عملية التبييض، كما ان العلاج الصحيح يحتاج الى تشخيص صحيح.
– تأكد من أستخدام المحاليل والأجهزه المعترف بها من قبل الجمعية الأمريكيه لطب الأسنان أو وكالة الغذاء والدواء، فيمكنك التأكد من ذلك عن طريق سؤال الطبيب المختص، فهذه المنظمات لا تعترف بالأجهزة والمحاليل الا بعد دراستها والتأكد من سلامة استخدامها.
– تأكد من ازالة أي جير أو كلس عالق بالأسنان قبل البدء في عملية التبييض وذلك عن طريق عملية كحت الجير، وكذلك لا تنسى ان تقوم بالطلب من طبيبك ان يلمع الأسنان بعد التبييض وذلك للحفاظ على أسطح الأسنان ناعمة مما يقلل من تراكم الجير مرة أخرى ويساعد على ابقاء الأسنان بيضاء.
– لا تكابر عندما تشعر بحساسية خلال فترة التبييض ولا تخبر الطبيب بها، لأن التبييض في هذه الحاله قد يسبب كثيرا من الآلام المستقبليه والتي قد تؤدي الى تلف أعصاب الأسنان، وفي بعض الأحيان فان الطبيب قد ينصحك باستخدام معجون اسنان خاص بالحساسية أو أي علاجات أخرى
– لابد من استخدام عازل واق لمنع تسرب محلول التبييض الى اللثة والتأكد من ذلك قبل البدء في عملية التبييض وذلك منعا لأي التهابات لثويه قد تحدث بسبب المحلول المبيض.
– يجب متابعة العلاج الى النهاية واتباع تعليمات الطبيب المختص كما ينبغي، فربما يحتاج العلاج الى أكثر من زيارة واحده وأحيانا يتم استخدام أكثر من طريقة للوصول الى النتائج المرضيه.
– يجب الاهتمام بنظافة الأسنان من حيث التفريش واستخدام خيط الأسنان يوميا وهذا يساعد كثيرا في المحافظة على النتائج المحققة بعد التبييض
– ان المشروبات والأطعمة ذات الصبغات الداكنة جزء لا يتجزأ من حياتنا اليوميه وبالتالي لا يمكن تجنب تناولها لذلك أنصحك بالتقليل منها بعد التبييض وعند تناولها استخدم مصاصا بحيث يقلل من ملامستها لأسطح الأسنان الأمامية.
– لا تتوقع ان تبييض الأسنان هو عصا موسى السحريه وان النتائج ستبقى ثابتة مدى الحياة فلربما احتجت الى معاودة الكرة كل ستة شهور أو سنة حسب ما يرى الطبيب.
– يجب ان تعرف ان التبييض لا يعتبر علاجا بقدر ماهو طريقة تجميل للأسنان فاذا كنت لا تعاني من اصفرار الأسنان وتلونها فلا تلجأ اليه لأن له أضرارا كما ان له منافع.
دمتم فى حفظ الله